هو فنان ألماني ، كان من أبرز قيادي جماعة " الفارس الأزرق " وهي جماعة تعبيرية ساهمت كثيراً بتطوير الفن التجريدي ، وتتميز أعماله بأنها خالية من التعقيدات ، وتعبر عن إرادة السمو .. محورها الإنسان والطبيعه والألوان ..
لوحـــــــــــــة التقدم الأمريكي غرباً للفنان الأمريكي جون غاست
،،،،
هذه اللوحة هي نموذج للفنّ عندما يتحوّل إلى دعاية سياسية أو إيديولوجية. ومع ذلك هي مشهورة ومألوفة كثيرا. وقد تحوّلت مع مرور الأيام إلى صورة "وطنية" وطُبعت على نطاق واسع وأصبحت في ما بعد مرادفة لفكرة الحدود ومعنى توسّع أمريكا غربا في القرن التاسع عشر. واللوحة تثير أسئلة تاريخية وسياسية وثقافية كثيرة يتركّز أهمّها حول مشروعية استخدام الفنّ كأداة للترويج لأفكار التوسّع والاحتلال وتنميط الآخر عنصريا. جون غاست رسَم اللوحة استنادا إلى فكرة دينية تقول إن إنشاء الولايات المتحدة كان قدرا من الله وان التوسّع غربا، أي باتجاه أراضي الهنود الحمر، لم يكن عملا أخلاقيا فحسب وإنّما كان أيضا إذعانا للمشيئة الإلهية. أمريكا في اللوحة تجسّدها امرأة شقراء ذات ملامح ملائكية ترتسم على جبينها نجمة الامبرطورية وتخطو في الهواء وهي تحمل معها الثقافة والتنوير وأسباب الحضارة الأخرى كي تضيء بها أرضا متخلّفة. كان الأمريكيون قد بدءوا التقدّم غربا مدفوعين بفكرة دينية تقول إن الله كلّفهم بذلك. وبدأت مسيرتهم من الشرق إلى الغرب، ثم تطوّرت عبر موجات متتالية من الانغلوساكسون الذين اجتاحوا أراضي الهنود تمهيدا لاستيطانها. في اللوحة، تحمل المرأة في إحدى يديها كتابا مدرسيا وباليد الأخرى أسلاك الهاتف والتلغراف التي يُفترض أنها ستربط الأراضي المفتوحة ببقية أرجاء البلاد. والى أسفل، على الأرض، يظهر جنود وخطوط سكك حديد وعربات نقل وصيّادون ومنقّبون عن الذهب وعربات بخارية. أي باختصار كلّ ما له علاقة بالمدنية الحديثة. وأمام المسيرة الزاحفة يفرّ الهنود والجواميس والدببة والخيول البرّية ويغيبون في العاصفة. هذه اللوحة رُسمت بناءً على طلب احد ناشري كتب السفر والرحلات. لكنها سرعان ما أصبحت وسيلة لتشجيع الناس على الذهاب غربا واستعمار أراضي الهنود لأنها تصوّر ما حدث على انه حرب مقدّسة.. فالهنود في اللوحة، واستنادا إلى تلك الفكرة، يهربون من أمام المسيرة لأنهم غير قادرين على التكيّف مع تيّار التاريخ والحضارة، ولأنهم يعبدون آلهة وثنية. وهم يهربون أيضا لكي لا يتمّ أسرهم. فهم في النهاية مخلوقات دون مستوى الإنسان، وهذا مبرّر إضافي لتشريدهم واحتلال أرضهم. في اللوحة تبدو الأراضي التي فتحها المستوطنون للتوّ في غاية الترتيب والنظام. فالسماء مشرقة وكلّ شيء ساكن وهادئ. لكن المناطق الواقعة إلى يسار اللوحة، أي التي لم يبلغها المستوطنون بعد، تبدو وقد أظلّتها السحب السوداء التي ترمز للجهل والظلام والفوضى والتخلّف. في تلك الفترة راجت بين المهاجرين الأوربّيين الجدد فكرة تقول إن الغرب الغنيّ لا يسكنه سوى أناس همج وحيوانات مفترسة. وقد كان على الإنسان الأبيض أن ينهض بالمهمّة المقدّسة التي أوكلها إليه الربّ. لذا يظهر الهنود في اللوحة وهم يهربون خوفا من تحقّق الرؤيا الغيبية العجيبة التي ستحوّل أرضهم الخالية إلى جنّة موعودة. ويمكن اعتبار اللوحة تصويرا مجازيا لفكرة أخرى تقول إن التوسّع أو الاحتلال ليس شيئا حسنا فحسب وإنّما هو أمر حتمي، لأنه نزول عند رغبة الربّ في أن يرى الناس يذهبون إلى الغرب لينشروا فيه التعاليم المسيحية. من الأشياء اللافتة في اللوحة أن الرسّام تعمّد حصر الهنود في زاوية صغيرة من اللوحة. وفي هذا تشجيع للبيض بأنهم إنّما يفعلون الشيء الصحيح. فأصحاب الأرض الأصليون سينكمشون وينتهون، والمستوطنون سيستولون على الأرض الجديدة لا محالة. التقدّم الأمريكي باتجاه الغرب كان حدثا مفصليا وهامّا في التاريخ الأمريكي. وقد ترك الحادث آثارا ونتائج عديدة وانقسم الناس حياله لأسباب إنسانية وأخلاقية في الغالب. هناك مثلا من كان يرى أن التكنولوجيا الحديثة وموجات الاستيطان المتعاقبة التي أتت إلى أراضي الهنود دمّرت ثقافتهم وأضعفت هويّتهم وأورثتهم مزيدا من التوجّس والعزلة. وهناك من قال أن الهنود الحمر كان لهم آلهة كثيرة وكانوا يطلبون منها الحماية. وفجأة أتاهم أناس غرباء كانوا يعتقدون أن الله أمرهم باحتلال الأرض وإبادة عشرات الآلاف من سكّانها الأصليين واضطهادهم. وهناك اليوم من الأمريكيين من لا يريد أن يتذكّر تلك الحقبة المظلمة من تاريخ بلدهم. وبالتالي فهم لا يرون في هذه اللوحة مصدر اعتزاز مهما تدثّرت بالشعارات الدينية والوطنية.
للاسف ماعرف ارسم حاولت لكن فشلت كم كنت اتمنى ان اكون مبدعه في الرسم كانت من احب حصص المدرسة كنت احاول وكانوا المدرسات يساعدوني لكن الله ماعطاني موهبة الرسم اعشق الرسم واللوحات المرسومة باللالوان الزيتية او المائية موضوع رائع مشكورة وجزاك الله خير
يُوصف روبنز بأنه أمير الرسّامين ورسّام الأمراء، بالنظر إلى انه رسم الكثير من أفراد العائلات الملكية الأوربية.
ولوحاته تتميّز بثرائها اللوني وبسحرها الذي لا يُقاوَم. ويقال بأنه كان أفضل من يرسم بالألوان الزيتية.
وبعكس كبار الرسّامين الآخرين مثل فان غوخ ورمبراندت، فإن روبنز حقّق الكثير من التقدير والثراء أثناء حياته.
وكان من عادته أن يستعين برسّامين كثر في محترفه لمواكبة طلبات الرسم الكثيرة التي كان يتلقاها والتي لم يكن يستطيع رفضها.
كان يرسم اسكتشات أولية للوحاته ثم يعهد بها إلى مساعديه لإتمام بقيّة التفاصيل.
لكنّ روبنز اختار أن يرسم هو بنفسه هذه اللوحة بالكامل.
قد يكون السبب أن موضوع اللوحة شخصيّ وحميم. إذ تصوّره هو وزوجته ايزابيلا براندت التي اقترن بها عقب عودته من رحلته إلى ايطاليا.
كان روبنز آنذاك في الثانية والثلاثين من عمره بينما كان عمر ايزابيلا ثمانية عشر عاما.
ويرجّح انه رسم اللوحة بعد زواجهما مباشرة، أي في العام 1609، ثم أهداها إلى والدي عروسه.
وقد استخدم روبنز في اللوحة بعض الرموز التقليدية التي تعبّر عن العاطفة القويّة. هناك مثلا أشجار رحيق العسل التي تظهر في خلفية اللوحة. هذه الأشجار تعتبر رمزا معروفا منذ القدم عن الإخلاص ووفاء الزوجية.
والرمز الآخر يتمثل في وضع كلّ من العريس والعروس يده على يد الآخر تعبيرا عن حبّهما وارتباطهما القوي.
ايزابيلا تبدو هنا جميلة وعلى قدر كبير من التهذيب والبراءة. لكنها أيضا مسترخية وواثقة من نفسها. وأكثر ما يميّزها هو قبّعتها الكبيرة وياقتها الرمادية الفخمة.
روبنز، هو الآخر، يلفت الاهتمام بملامحه الواثقة وملابسه الأنيقة.
مما يلفت الانتباه أيضا في اللوحة تناغم الألوان والنسيج المتباين للملابس ولمعان الخطوط الذهبية على التنّورة ثم اللون الأصفر، لون روبنز المفضّل والذي لا تكاد تخلو منه لوحة من لوحاته.
كانت ايزابيلا براندت أولى زوجات روبنز. وكان والدها احد أعيان مدينة انتويرب. وقد عاش الفنان وزوجته بسعادة ووئام طيلة سبعة عشر عاما أنجبا خلالها ولدين وبنتا.
لكن وفاة ايزابيلا فجأة بمرض الطاعون أنهت كلّ شيء. كان عمرها وقت وفاتها أربعة وثلاثين عاما. وقد سبّب موتها في تلك السنّ المبكّرة صدمة كبيرة لـ روبنز. وبسبب الحزن العميق على رحيلها، توقّف عن الرسم لفترة.
هذه اللوحة الرائعة تعتبر نموذجا لفنّ روبنز الذي كان رسّاما استثنائيا ونادرا بسبب تقنيات ألوانه الخاصّة وابتكاراته الكثيرة في رسم البورتريه.
وهو يعتبر احد أشهر رسّامي عصر الباروك وأكثرهم إنتاجا وتنوّعا. وتتراوح أعماله بين رسم البورتريه والمناظر الطبيعية والمواضيع التاريخية. وبالإضافة إلى كونه رسّاما كبيرا، كان روبنز ديبلوماسيا مرموقا.
وقد سافر في مهمّات ديبلوماسية كثيرة وأقام في ايطاليا ثماني سنوات ثم ذهب إلى اسبانيا حيث اطلع على أعمال رسّامي عصر النهضة.
وفي نفس العام الذي تزوّج فيه ايزابيلا، عُيّن رسّاما في بلاط الأمير البريخت.
وفي ما بعد اشترى قطعة ارض بنى عليها منزلا فخما خصّص جزءا منه ليكون مرسما له.
ولم يكن بيته يخلو من التلاميذ والمريدين الذين كانوا يقصدونه لتلقي دروس في الرسم على يديه.
وفي احد الأوقات ذهب روبنز إلى انجلترا وزار بلاط الملك تشارلز الأول.
وأثناء إقامته في لندن كُلّف برسم سقف قصر الضيافة في الوايتهول.
بعد أربع سنوات من وفاة ايزابيلا، تزوّج روبنز من هيلينا فورمنت ذات الستة عشر عاما.
وكما رسم لـ ايزابيلا أكثر من لوحة، رسم روبنز لـ هيلينا عدّة لوحات تظهر في احداهما http://farm4.static.flickr.com/3433/3381415642_c65ec507e5_o.jpg مع روبنز وطفلهما البكر.
كما تظهر في أخرىhttp://farm4.static.flickr.com/3573/3378878557_d7fac0ba56_b.jpg مع اثنين من أطفالهما.
على المستوى الشخصي، كان روبنز شخصا متزنا وعلى درجة عالية من الالتزام والانضباط. كان ربّ عائلة من الطراز الأول كما كان مخلصا ووفيّا لبيته وأفراد عائلته. وتخلو سيرة حياته من قصص الانفلات والمجون التي طبعت حياة غيره من الرسّامين.
في نهايات حياته، أصبح روبنز يميل إلى رسم المناظر الطبيعية. غير أن إصابته بالروماتيزم حالت بينه وبين الاستمرار في الرسم.
وقد توفي وهو في الثالثة والستين من عمره وترك لـ هيلينا التي كان عمرها آنذاك 26 عاما ثروة طائلة وستّة أطفال ولد آخرهم بعيد وفاته بأشهر.
وتتوزّع لوحاته على العديد من المتاحف الأوربية الكبيرة. لكنّ عددا من أهمّ وأفضل أعماله موجودة اليوم في متحف مدينة ميونيخ الألمانية.
روبنز غريب عن باقي الرسامين
كان غني وعادة رسامينهم يكونون فقراء ومعدمين وتنتهي حياتهم بالانتحار
وغالبا لاترضى الفتيات بالزواج منهم لفقرهم فيتنقلون من فتاة الي اخرى
ولوحة التقدم الامريكي النبذة عنها رائعة
مبررات غريبة عجيبة يبررون فيها لأنفسهم الاحتلال والاستعباد كالعادة
لوحة جميلة أخرى من روائع فان غوخ. أنجز الفنان هذه اللوحة في سبتمبر من العام 1888 أثناء إقامته في آرل بفرنسا. وفيها يصوّر فان غوخ انطباعاته عن أحد المقاهي المنتشرة هناك. وأوّّل ما يلفت النظر في هذا العمل الرومانسي الجميل هو غلبة اللون الأزرق عليه، وقد كان فان غوخ، أثناء وجوده في آرل، يفضّل الأزرق على غيره من الألوان. هنا نرى الطبيعة الديناميكية لحركة السماء الليلية وتوزيع الإضاءة المبهر، خاصة في خلفية المشهد. وهناك أيضا هذا التماهي الفريد بين اللون والضوء، حيث تنعكس التموّجات اللونية المشعّة على الأشخاص والأشياء لتخلع عليها وجودا إضافيا يكشف عن بعدها الروحي. لوحة "ساحة مقهى في الليل" كانت اللوحة الأولى التي يرسم فيها فان غوخ خلفية من النجوم. وبعد سنة من إتمامها، رسم الفنان لوحته الأشهر: ليلة مرصّعة بالنجوم. تعلّم فان غوخ في باريس أساليب تكثيف الألوان وجعلها تبدو اكثر إيقاعا واشدّ سطوعا، من خلال تعرّفه على لوحات الفنانين الانطباعيين آنذاك. وفي السنوات الأخيرة من حياته، رسم الفنان اشهر لوحاته على الإطلاق. وقد أمكن التعرّف على الكثير من تفاصيل حياة فان غوخ وجوانب فنّه بفضل السجلّ الضّخم من الرسائل التي بعثها إلى شقيقه ثيـو. في إحدى تلك الرسائل يكتب فان غوخ إلى أخيه بعد إتمامه رسم هذه اللوحة: فرغتُ للتوّ من رسم صورة لليل ولكن من دون لون اسود. فقط الأزرق والبنفسجي والأخضر. وأشعر أنني مفتون كثيرا برسم الليل والسماء في الطبيعة المفتوحة". السماء الليلية ظلّت منذ القدم مصدرا ثريا للإلهام الذي ينتج الفنّ والشعر الجميل. ومنظر الليل في هذه اللوحة المعبّرة يذكّرنا بالرحلة اللانهائية التي مشاها فان غوخ نفسه باتّجاه الضوء الذي كان ينشده داخل كونه الخاص.
ُتعتبر هذا اللوحة إحدى أشهر وأكثر اللوحات احتفاءً في تاريخ الفن الأمريكي.
وقد رسمها اندرو وايت لجارته كريستينا اولسون. كانت كريستينا تعاني من إعاقة جسدية منذ صغرها اثر إصابتها بمرض غامض في العظام.
ومع مرور السنوات كان الشلل يزداد وطأةً، إلى أن أصبحت غير قادرة على الوقوف أو المشي.
وقد رسم وايت هذه اللوحة في العام 1984، وتبدو فيها كريستينا مرتديةً فستانا زهريا وهي تزحف عبر الأعشاب باتجاه أعلى التلّ لزيارة قبري والديها.
والى يمين اللوحة إلى أعلى، تبدو شبابيك منزل عائلة اولسون التي رسمها الفنان على هيئة أعين أو "أجزاء من الروح" كما كتب في ما بعد، وكأن كل شبّاك يمثل فصلا مختلفا من حياة كريستينا.
كانت كريستينا اولسون قد عاشت في ذلك البيت مع أبويها حتى وفاتهما، وبعد ذلك عاشت فيه برفقة شقيقها الأصغر.
وعندما توفيت في العام 1969، لم تكن كريستينا تعلم بأن عالمها الصغير قد تغيّر واصبح مشهورا بفضل هذه اللوحة التي حولّت المنزل والمنطقة حوله إلى مزار سياحي.
في اللوحة، تبدو أطراف المرأة بالغة الضعف والهزال، مما يوحي بحجم المعاناة التي ظلت تكابدها في تجربتها مع الإعاقة والمرض. لكنّ أهم ملمح في هذا العمل الفنّي هو المنظور الذي استخدمه الفنان، فالناظر لا يرى المرأة سوى من الخلف، وبناءً عليه ليس بالإمكان التنبؤ بعمرها أو طبيعة انفعالاتها في تلك اللحظة.
أما الألوان المستخدمة في اللوحة فربّما لا توحي للناظر سوى بالإحباط والسوداوية.
عاشت كريستينا اولسون تجربة الإعاقة والمعاناة معتمدةً على إصرارها وقوّة عزيمتها. وبعد وفاتها كتب عنها وايت يقول إنها كانت امرأة شجاعة لم تكن تطلب شيئا من أحد، وكانت على الدوام كريمة ومعطاءة.
ولد اندرو وايت في العام 1917 واصبح في ما بعد رساما مشهورا بفضل أسلوبه الواقعي الذي يركّز على الموضوع في المقام الأوّل.
وكان الفنان يبحث عن مواضيع للوحاته في تفاصيل وتحوّلات الحياة اليومية من حوله.
ولوحته "عالم كريستينا" توفّر نموذجا لطريقته في النظر إلى الأشياء وسبر غور الظواهر العادية والمألوفة من خلال رؤية تتسم بالتكثيف والتفصيل والعمق.
بالإضافة إلى هذا العمل، أنجز اندرو وايت لوحات عديدة أخرى تتوزّع اليوم على المتاحف والغاليريهات الكبرى في الولايات المتحدة.
كان ديلفن اونجولرا رسّاما أكاديمياً وتلميذاً لـ جان ليون جيروم. ومع ذلك لا يكاد يتذكّره اليوم أحد. بل ربّما لم يسمع باسمه الكثيرون. غير أنه ما أن يُذكر اسمه حتى تتبادر إلى الذهن هذه اللوحة التي تعتبر، ليس فقط من أجمل لوحات اونجولرا؛ وإنما أيضاً من أفضل الأعمال التشكيلية التي أنتجها الرسم الغربي عن فكرة "المرأة القارئة". في اللوحة نرى امرأة شابّة تجلس على كرسي وتقرأ كتاباً أمام نافذة مفتوحة بينما ارتدت فستاناً زهرياً بأكمام قصيرة يتخلله وشاح طويل منسدل على الأرض. وإلى جوار النافذة هناك مزهرية ضخمة وُضعت فوق طاولة. المرأة تبدو في حالة استغراق داخلي وعزلة عن العالم الخارجي، وتركيزها منصبّ كليّة على قراءة الكتاب وتعابيرها الهادئة والمسترخية ربّما تشي بأنها تقرأ كتاباً خفيفاً. هذا المشهد لا يخلو من نعومة ورقّة وهو يذكّرنا إلى حدّ كبير بمناظر رينوار المليئة بالألوان الزاهية والتفاصيل المبهجة والأضواء المتوهّجة. اونجولرا كانت له رؤيته الخاصّة عن الحياة وعن الأنوثة بشكل خاص. ولوحاته في معظمها تصوّر عالما من الجمال والسحر والجاذبية لكنها تخلو من الأفكار والانفعالات العميقة والمركّبة. وقد كان مهتمّاً في الأساس بتصوير أوضاع ومزاج الطبقة البورجوازية في زمانه. وكان يميل إلى رسم نساء أنيقات وهنّ منهمكات في القيام بأنشطة منزلية مختلفة مثل القراءة والخياطة وتنسيق الزهور. وغالباً ما تظهر نساؤه بالقرب من مصباح أو نافذة. أكثر ما يلفت الانتباه في هذه اللوحة براعة اونجولرا في استخدام لمسات الفرشاة الناعمة واختيار ألوان دافئة ومتناسقة لدرجة انه يُخيّل للناظر أن الشخصية تكاد تذوب في الألوان المشبعة وفي تفاصيل الديكور من سجاد وستائر وخلافه. وبعض لوحات الفنان الأخرى تصوّر نساءً عاريات ضمن توليفات ديكورية تتسم بحيويتها وشاعريتها وبألوانها الباذخة والأنيقة. "المرأة القارئة" ثيمة تتكرّر كثيراً في الرسم الأوربّي والغربي عامّة كرمز لقدرة المرأة على التفكير وتثقيف الذات والمشاركة في إعادة تشكيل الحياة والتأثير الفاعل في المجتمع. ومع ذلك، كثيرا ما قدّمت الفكرة في إطار رومانسي وأحيانا حسّي. وبالإضافة إلى أن الفكرة توضّح أهميّة الكتاب ومكانته في التاريخ البصري إجمالاً، فإنه يمكن اعتبارها سجلاً أو تأريخاً يوثق جانباً من مسيرة المرأة ونضالها في كسر القيود الضيّقة للحياة المنزلية ومحاولة الخروج إلى العالم الأوسع من اجل اكتساب المعرفة وتحقيق الذات في مجتمع يخضع تقليديا لسيطرة الرجل. وبما أن الحديث عن فكرة المرأة والقراءة، تحسن الإشارة في الختام إلى لوحتين أخريين عن نفس الموضوع لا تقلان أهمّيةً في جمالهما وقوّتهما التعبيرية؛ الأولى: في بستان البرتقال لـ تشارلز بيروجيني Charles Perugini's In the Orangery، والثانية: امرأة تقرأ رسالة عند نافذة مفتوحة لـ يان فيرمير Jan Vermeer's Girl Reading a Letter at an Open Window. كما استهوت الفكرة رسّامين آخرين مثل فراغونار وبيكاسو ومانيه وميري كاسات وغيرهم.
رغم غرابة اسمه بعض الشيء، فإن تشايلد هاسام ولد في ولاية ماساشوسيتس في العام 1859 لأبوين من أصول انغلوساكسونية. وقد تلقّى تعليمه الأساسي في مدرسة الفنون في بوسطن، ثم انتقل إلى باريس حيث درس في مدرسة الفنون الجميلة بها. وكان منذ البداية مناصرا للمدرسة الانطباعية، يشهد على ذلك لوحاته العديدة التي استمدّ مواضيعها من أجواء الريف في نيو انغلاند. كان هاسام يؤمن بأن الطريقة المثلى التي يترك الفنان من خلالها بصمة لا تمحى هي أن يرسم عصره هو ويركّز على نقل مشاهد الحياة اليومية من حوله. أعمال هاسام الفنية موزّعة اليوم على اشهر المتاحف وغاليريهات الفن في الولايات المتحدة. من اجمل هذه الأعمال وأكثرها شهرةً لوحته "السوناتا"، وهي لا تختلف كثيرا عن العديد من لوحاته الأخرى، كونه مزج فيها بين الألوان الساطعة التي تميّز بها الانطباعيون وبين الأسلوب الأكاديمي، خاصّة في تمثيل الأشخاص. والمعنى الذي تنطوي عليه لوحة "السوناتا" يعتمد في الأساس على العلاقة بين المرأة والموسيقى والزهرة التي تظهر على حافّة آلة البيانو. وقد كانت فكرة رسم نساء بملابس بيضاء رائجة كثيرا في لوحات رسّامي القرن التاسع عشر، إذ كانت ترمز للبراءة والعفّة ونبل الفن. ويرجّح أن يكون تشايلد هاسام استوحى عنوان اللوحة من اسم مقطوعة موسيقية شهيرة لبيتهوفن هي سوناتا العاطفة (Appassionate Sonata). ويبدو أن الفنان مزج بين صورة المرأة ذات النظرات المنكسرة، والموسيقى الرقيقة التي تعزفها، والزهرة الضعيفة المستقرّة على طرف البيانو، لكي يثير الإحساس بالعاطفة المتّقدة مقرونةً بالشعور الانفعالي الذي يتولّد عن التجربة الفنية. توفي تشايلد هاسام في العام 1935، بعد أن أوصى بضمّ أعماله الفنية المتبقية في مرسمه لأكاديمية الفنون في نيويورك.