الفن التشكيلي ، قراءة بشكل أخر

رورو 88

New member
إنضم
24 مايو 2008
المشاركات
6,128
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
in my own pink world.
من نحن؟ من أين أتينا؟ وإلى أين نحن ذاهبون؟

للفنان الفرنسي بـول غوغـان، 1897



يطرح غوغان في هذه اللوحة ذات الاسم الطويل ثلاثة أسئلة تختزل حيرة الإنسان وقلقه الوجودي وعجزه عن فهم الحياة.
كان الفنّان الفرنسي كان قد قضى جزءا من حياته في جزيرة تاهيتي حيث كان يعكف على رسم النساء الهنديات وتصوير مظاهر الحياة البدائية هناك.
وقد عُرف عنه أنه كان مثالا للفنان البوهيمي الذي عاش حياته طولا وعرضا ولم يؤمن يوما بسلطة التقاليد أو الأعراف الاجتماعية.
وطوال حياته، كان غوغان دائم السفر والتنقّل، ولم يهدأ أو يستقرّ أبدا. وقد أصبح نموذجا للفنان المتجوّل وحيدا والذي لا يتردّد في التضحية بحياته في سبيل فنّه.
غادر غوغان مجتمع المدنية الحديثة في باريس وأخذ طريقه وحيدا نحو البحار الجنوبية النائية بحثا عن الجنّة التي تغذّي روحه وتثري خياله وتروّض جموح نفسه الثائرة.
وقد وجد بغيته في تاهيتي. كانت تلك الجزيرة قد اكتُشفت على أيدي البريطانيين في القرن الثامن عشر. وفي نهاية القرن التاسع عشر أصبحت هي وغيرها من جزر بولينيزيا أرضا فرنسية.
وكانت تأثيرات الثقافة الغربية قد بدأت بتقويض التقاليد القديمة لسكّان تلك الجزر من هنود الماوري. لذا عندما وصلها غوغان، كانت قد فقدت جزءا من سحرها وبراءتها وصورتها الفردوسية التي طالما ارتسمت في مخيّلته.
ويقال إن غوغان حاول في إحدى المرّات الإقدام على الانتحار. حدث هذا قبيل رسمه هذه اللوحة التي يعتبرها الكثيرون تحفته الفنّية بلا منازع.
كان يعاني من تدهور حالته المادّية. وقد ساءت أموره أكثر بعد أن رفض مساعدة الحكومة له على أساس انه لا يقبل صدقة من أحد.
وفي الوقت نفسه كان الرسّام يعاني من آثار الإدمان على الكحول ومن إصابته بمرض الزهري الذي انتقل إليه على الأرجح أثناء إقامته في جزر المارتينيك.
غير أن الحدث الذي كان له تأثير مدمّر عليه كان موت ابنته وهي في سنّ الحادية والعشرين. وما زاد معاناته أكثر اتهام زوجته له بأنه وراء ما حدث بسبب تخلّيه عن واجباته تجاه بيته وعائلته.
وقد صُدم الفنان كثيرا بموت ابنته. ولم يلبث أن أعلن انه لم يعد بحاجة إلى الله وفقد اهتمامه كلّيا بالدين وأصبح يميل إلى الأفكار الفلسفية المتشائمة.
في سياق هذه الظروف رسم غوغان هذه اللوحة الضخمة التي هي أشبه ما يكون بشرح لنظرية التطوّر. إلى أقصى يسار اللوحة نرى مومياء قديمة تغطي أذنيها بيديها. وخلفها آلهة زرقاء من الحجر تشبه ملامحها آلهة الهنود.
والى أقصى اليمين ينام طفل على الأرض قد يكون أراده رمزا للحياة والبراءة. وعلى مقربة منه تجلس ثلاث نساء تاهيتيات.
وفي منتصف اللوحة من الأمام يظهر رجل شابّ وهو يقطف الفاكهة التي قد تكون رمزا لقصّة آدم وحوّاء. وعلى الأرض قطط وكلاب وطيور ونساء.
والمشهد كلّه يشي بنوعية حياة لا مكان فيها سوى للبدائية والبساطة.
ومن الواضح أن غوغان في هذه اللوحة، كما في لوحاته الأخرى، يتعامل مع البراءة والبدائية باعتبارهما الملاذ الوحيد أمام الإنسان للإفلات من قبضة الألم والمعاناة.
المكان الذي تصوّره اللوحة يجسّد جمال الطبيعة الاستوائية، حيث الشمس المتوهّجة والألوان الساحرة التي طالما جدّ غوغان في البحث عنها.
في اللوحة مجموعات من الناس وكلّ واحدة منهمكة في نشاط ما. في الخلفية يبدو نهر صغير ازرق لامع يمرّ عبر الغابة وجبال تلوح من بعيد وقد كساها ضباب خفيف. وإلى أقصى اليسار سيّدة عجوز تبدو وكأنها على وشك الموت، أي نقيض ما توحي به صورة الطفل في الجهة المقابلة من اللوحة عن الولادة واستمرارية الحياة.
وقد استوحى غوغان هيئة العجوز من تمثال محنّط جيء به من بيرو وشاهده في احد متاحف باريس.
كان غوغان دائم البحث عن الجمال النقي ليصوّره بأسلوب بدائي ألهم في ما بعد بيكاسو وترك أثره على ماتيس.
وقد كشف ذات مرّة أنه اعتمد في رسم الأجساد العارية في لوحاته على صور لأشخاص في معبد بوذا العظيم في اندونيسيا. وكان قد اشترى تلك الصور من باريس في إحدى السنوات واحتفظ بها معه بقيّة حياته.
هذه اللوحة تدعو الناظر إلى أن يتأمّل معنى الحياة من خلال الرموز التي وضعها الفنان فيها.
وهي تذكّرنا بلوحات أخرى تعالج نفس هذه الفكرة وتطرح تساؤلات وجودية وفلسفية عن كنه الحياة ومعنى الوجود، مثل رحله الحياه لـ توماس كول و رقصه الحياه لـ إدفارد مونك.
ولوحات غوغان كلّها، تقريبا، تتناول الانفعالات والتأمّلات المتعلقة بالوجود الإنساني.
وفي بعض لوحاته تلك، ترتسم على وجوه النساء نظرات خالية من أيّ شعور أو عاطفة وكأنها انعكاس لنظرة الفنان نفسه المتشكّكة والحائرة.
بعد أن أكمل غوغان رسم هذه اللوحة، كتب إلى احد أصدقائه يقول: إنني متأكد أنني لن أرسم لوحة أفضل من هذه، ولا حتّى مثلها".
وبعد ذلك بأربع سنوات توفي إثر أزمة قلبية وهو في سنّ الرابعة والخمسين.
كان غوغان ينتمي لعائلة من الطبقة الوسطى. والده كان صحافيا وأمّه تنتمي إلى عائلة ارستقراطية تعود جذورها إلى بيرو بأمريكا الجنوبية.
ورغم أن غوغان مات فقيرا ومريضا ولم يحصل على التقدير الذي كان يستحقه في حياته، فإن لوحاته تباع اليوم بالملايين


حلوه اللوحه وغريبه مو الكل يفهم تفاصيلها

اغلب الشخصيات واضحه الحيره على تعابيرهم وحركاتهم

الالوان قويه بهاللوحه والعري ربطته بالبدائيه

استمتعت بالشرح

تسلم ايدج
 
إنضم
3 مايو 2008
المشاركات
2,945
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
الإقامة
بقلب زوجي
شكرا انثى حبيبتى كلج ذوق

رورو منورة حياتى




ايفـان الرهيـب يقتـل ابنـه
للفنان الروسي إيـليـا ريـبـيـن، 1873












كان ايفان أوّل حاكم لروسيا يُلقّب بالقيصر. وقد أتى إلى الحكم وعمره ثلاث سنوات. كانت والدته هي الحاكم الفعلي. ولم يتوّج هو حاكما إلا عندما أتمّ السادسة عشرة من عمره.
في بدايات حكمه تبنّى ايفان نهجا إصلاحيا وتحديثيا وأسّس جيشا قويّا واخضع الكنيسة بالكامل لسلطة الدولة.
لكنه لم يلبث أن انشغل بالحروب، فغزا أراضي السويد وليتوانيا وبولندا. ودامت حروبه تلك أكثر من عشرين عاما، ما أدّى إلى إضعاف البلاد وتدمير اقتصادها.
ولكي يعزّز سلطته، أنشأ ايفان البوليس السرّي ووضع على رأسه مجموعة من السفّاحين والمجرمين. وقد بطش هؤلاء بالناس ولم يكونوا يفرّقون بين مذنب أو بريء.
كان ايفان يفرط في الشراب وحياة التخلّع والمجون. وشيئا فشيئا، أصبحت انفعالاته غير متّزنة وأصبح يُظهر ميلا متزايدا إلى العنف.
وعندما ثارت عليه إحدى المدن قام بقتل جميع سكّانها في مذبحة رهيبة ذهب ضحيّتها أكثر من ثلاثين ألف إنسان.
زوجته الأولى كانت قد أنجبت له ستّة أطفال. غير أنها ماتت وهي دون الثلاثين بسبب قسوته وإهاناته المتكرّرة.
وعندما احتجّ رجال الكنيسة على تصرّفاته، قام بقتل بعضهم وتعذيب البعض الآخر. كان هو نفسه منتسبا للكنيسة الاورثوذوكسية. والغريب انه لم يكن يتأخّر عن الصلاة على أرواح ضحاياه من الكهنة والرهبان.
كانت الكنيسة تسمح للرجل بالزواج ثلاث مرّات. لكن ايفان الرهيب استثنى نفسه من ذلك القانون واتخذ له في الكرملين أكثر من ألف محظيّة، رغم انه كان متزوّجا من ستّ نساء. وكان مصير كلّ من يطلّقها من زوجاته إما القتل أو النفي إلى دير ناء ومنعزل.
ويقال انه بعد أن أكمل بناء كاثدرائية باسيل استدعى المهندسين الذين شيّدوها ثم أمر بسمل عيونهم كي لا يبنوا لأحد آخر مثلها.
وكان ايفان يصرّ على أن يشهد أعداؤه عذابهم الأخروي في الدنيا. وكان يُطبّق بحقّهم ما ورد في الإنجيل من أساليب التعذيب والبطش التي تنتظر الخاطئين في الجحيم، من خنق وإغراق وضرب حتى الموت وإعدام على الخازوق وغمر في الماء المغليّ وهم أحياء.
في هذه اللوحة، يصوّر ايليا ريبين حادثة قتل ايفان لابنه الأكبر الذي كان مرشّحا لخلافته على العرش. ففي احد الأيّام سمع الابن زوجته تصرخ. وعندما أتى لاستطلاع الأمر وجد والده يضربها بالسوط. كان ايفان منفعلا بسبب ارتداء المرأة ملابس غير محتشمة. وكانت هي حاملا في شهرها السابع. وقد حاول الابن إيقاف والده وتهدئته. لكنه كان ثائرا. وفي ذروة غضبه تناول آلة معدنية حادّة وضرب بها ابنه على رأسه، الأمر الذي تسبّب في موته عن غير قصد.
وقد رسم ريبين تلك الحادثة بشكل دقيق ومعبّر. علامات الرعب المرتسمة على وجه العجوز تُظهر إحساسه بالصدمة والندم جرّاء ما فعله. واختيار الرسّام لطبيعة المكان الذي تجري فيه الحادثة وكذلك للإضاءة والظلال ولألوان الديكور الداكنة في الخلفية، كلّها عناصر تعبيرية أضافت إلى المشهد الدرامي المزيد من العمق والواقعية.
في اللوحة لا نرى ايفان الساديّ والمتوحّش، بل رجلا مجنونا يبدو وكأنه يرثي نفسه ويتحسّر على ضياع آخر أحلامه.
وقعت هذه الحادثة في السنوات الأخيرة من حياة ايفان الرهيب ولم يعش بعدها أكثر من أربع سنوات. في ذلك الوقت كان قد أصبح عجوزا ضعيفا ومريضا وكانت إصلاحاته قد فشلت. وتحت تأثير أعراض البارانويا، كان يرى نفسه محاطا بالمتآمرين والخونة.
كان الروس، ومن بينهم ريبين، يرون في تلك الحادثة كارثة، لأنها آذنت ببداية حقبة جديدة من المشاكل. فقد أعقبها غزو الجيوش الأجنبية لبلدهم قبل أن تمزّقها الحرب الأهلية.
ربّما لا يتفوّق على ايفان الرهيب في وحشيّته وقسوته سوى جوزيف ستالين الذي يقال بأنه قتل خلال سنوات حكمه أكثر من عشرين مليون شخص وكان يرى في ايفان مثله الأعلى.
وعندما شرع سيرغي ايزنستاين في إخراج فيلمه المشهور عن حياة ايفان الرهيب قال له ستالين: كان حاكما مثيرا للإعجاب، لكنه كان ضعيفا لأن الله وقف في طريقه". كان ستالين يشير إلى نوبات الندم التي كانت تعتري ايفان وصلواته على ضحاياه.
حَكَم ايفان الرهيب روسيا خمسين عاما. وقد بدأ كملاك وانتهى كشرّير. ويشاع انه مات مسموما. وبعد موته دُفن في ثياب كاهن أملا بأن يحصل على عفو وأن تُغفر خطاياه.
وكانت سيرته موضوعا لأكثر من فيلم وبرنامج وثائقي. كما ألّف الكاتب والروائي الفرنسي من أصل روسي هنري ترويا كتابا يقال انه أفضل مرجع يؤرّخ لحياة ايفان وفترة حكمه.
 
إنضم
3 مايو 2008
المشاركات
2,945
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
الإقامة
بقلب زوجي
جيــوديكـــا
للفنان البريطاني جـوزيف تيــرنــر، 1841








تعتبر هذه اللوحة أحد أروع الأعمال الفنية التشكيلية التي تتّخذ من مدينة البندقية موضوعا لها.
كما أنها تقدّم مثالا آخر على عبقرية جوزيف تيرنر في تمثيل الخصائص الغامضة للماء والضوء والغيم من خلال هذه الصورة البصرية البديعة عن تجربته في المدينة الايطالية.
هذه اللوحة بيعت العام الماضي في مزاد كريستي بـ نيويورك بمبلغ 36 مليون دولار. وهي واحدة من ثلاث لوحات زيتية بدأ تيرنر رسمها في العام 1821 م لصالح الأكاديمية الملكية للفنون.
واللوحة تصوّر منطقة قنال جيوديكا ذات يوم غائم، حيث تظهر في الوسط سان جيورجيو والى اليسار مادونا ديلا ساليوت والى اليمين كنيسة زيتيلا.
في هذا المشهد المبهج الذي يغلب عليه اللون الأصفر وتدرّجاته المختلفة، يبدو الماء شفيفا رائقا وتبدو المباني الظاهرة في الخلفية كما لو أنها تذوب وتغرق في الضوء.
وقد استخدم الفنان ألوانا سميكة كي يمسك بتأثيرات الماء والضوء وانعكاساتها على الأبنية كما استخدم ضربات فرشاة دقيقة كي يؤكّد على التفاصيل الجميلة للكنيسة ولرجال القوارب.
عُرف تيرنر بميله لرسم الأشكال والخطوط التي تتحوّل إلى ضباب ودخان أو إلى ضوء قويّ يتساقط من السماء أو يتصاعد من الماء.
كما كان يركّز دائما على إظهار التباين بين الأجسام والأشياء القريبة والبعيدة. لكن أهمّ سمة في أعماله هي انبهاره الكبير بالمؤثرات البصرية للماء والنار وعناصر الطبيعة إجمالا.
وقد اعتمد الفنان في رسمه اللوحة على مجموعة من الألوان المائية التي عمل على توليفها خلال زيارته للبندقية في العام الذي سبق رسمه للوحة.
وأخيرا، يصنّف تيرنر باعتباره احد أعضاء الحركة الرومانسية، بينما يعتبره آخرون رائدا من روّاد الانطباعية الأوائل.
 
إنضم
3 مايو 2008
المشاركات
2,945
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
الإقامة
بقلب زوجي
العــروس
1950 ،للفنّان الروسي مـارك شاغـال











من أهم الخصائص التي تميّز لوحات مارك شاغال تلك المسحة من السوريالية والفانتازيا التي تخاطب اللاوعي، وميل الفنّان إلى تضمين أعماله بعض اللمسات الشاعرية التي لا تخلو من غرابة أحيانا.

ولد شاغال في روسيا، وكان اكبر أخوته التسعة. وفي الفترة ما بين الحربين العالميتين الأولى والثانية، هاجر إلى فرنسا حيث قضى في باريس بقيّة حياته. هناك درس أعمال كبار الرسّامين في ذلك الوقت واطلع عن كثب على المدارس التكعيبية والسوريالية والوحشية قبل أن يحدّد السمات الخاصّة والمتفرّدة التي أصبحت علامة فارقة للوحاته.
وقد نقل الفنان في الكثير من أعماله جوانب من ذكرياته عن مظاهر الحياة في قريته الروسية الصغيرة حيث ولد. كما ضمّن بعضها الآخر تفاصيل لأحداث مرّ بها في حياته الخاصّة.



لوحة العروس يعتبرها النقّاد احد أفضل أعمال شاغال وأكثرها شهرة. وهي تصوّر فتاة في ثوب زفاف احمر لامع، وبيدها باقة من الورد.
في هذه اللوحة تتجلّى مقدرة الفنّان في اختياره المتميّز للّون والشكل. وهي صفة اكتسبها من التعبيرية الروسية، التي زاوج في باريس بينها وبين الأسلوب التكعيبي الفرنسي.
بالإضافة إلى الفستان الأحمر القشيب، هناك الوشاح الأبيض المنسدل على رأس الفتاة. أما خلفية اللوحة فهي عبارة عن مزاوجة فريدة بين الألوان الرمادية والزرقاء.
والجانب الفانتازي في المشهد يبدو جليّا في صورة الخروف الذي يعزف الموسيقى، والسمكة التي تضرب على ما يشبه الدفّ، والرجل الواقف عند رأس الفتاة محاولا في ما يبدو تعديل الوشاح على رأسها لجعلها تبدو في صورة أحسن.
وفي الزاوية البعيدة ثمّة بناء ربّما كان كنيسة، على اعتبار أن الكنيسة عنصر أساسي في مراسم الزواج. المعروف انه تمّ توظيف هذه اللوحة في أعمال أدبية وشعرية وموسيقية مختلفة، كما ظهرت في مشاهد من أفلام سينمائية كان آخرها فيلم نوتنغ هيل.
شخوص شاغال، من عمّال وعشّاق وموسيقيين وحيوانات وأزهار، تجريديون. لكنْ يمكن التعرّف عليهم وتمييزهم بسهولة. ورسوماته مرحة ومليئة بالعاطفة كما أنها تركّز على الجوانب الخفيفة والايجابية من الحياة.
وهو لم يكن من الرسّامين الذين يحرصون على تغيير أساليبهم وتقنياتهم مع مرور الوقت. غير انه مع ذلك نجح في ابتكار لغة جديدة من الأشكال المشوّهة والألوان الغنيّة والاستعارات الشاعرية التي طوّعها لتصوير العالم من حوله ببساطة حالمة وبكثير من الحنين والشغف والبراءة.
كان شاغال يستخدم الكثير من الوسائط. كما برع في تناوله للسيراميك والموزاييك والزجاج المعشّق. ومن أشهر مشروعاته الديكورية سقف دار الأوبرا في باريس وجدارياته في أوبرا المتروبوليتان في نيويورك.
شاغال كان شخصا متفائلا ومحبّا للحياة. البيوت الصغيرة والبسيطة في لوحاته ومشاهد عازفي الكمان والعشّاق الذين يحتضن بعضهم بعضا في إطار من الألوان الجميلة والزاهية، كلّ ذلك يجعل من كلّ واحدة من لوحاته نشيدا للفرح والاحتفاء بالحياة.
وقد اجتذبته باريس التي كانت في ذلك الوقت مدينة للثقافة والحرّية والحداثة. كانت باريس في السنوات المبكّرة من القرن العشرين مدينة جاذبة للفنّانين والمبدعين من كلّ أنحاء العالم.
المعروف أن شاغال كان يهتمّ كثيرا بتصوير المشاهد الدينية، وله العشرات من الأعمال الفنية التي تستند في مضامينها إلى قصص من الإنجيل والعهد القديم. ومع ذلك، يصعب كثيرا تصنيف شاغال ووضعه ضمن تيّار فنّي محدّد. فهو يبدو فريدا وخاصّا ولا يشبه أحدا. لكن بعض منتقديه يجدونه عاطفيا أكثر من اللازم ويكرّر نفسه.

والذين كتبوا سيرته يقولون انه ابتكر لغة صورية سجّل من خلالها بعض لحظات الإثارة والرعب التي حفل بها القرن العشرين. كما أن لوحاته تؤشّر إلى انتصار الحداثة وتحوّل الرسم إلى أداة للتعبير عن المشاعر الداخلية. وقد مسّته هو شخصيا بعض فظاعات الحرب أثناء فترة الحربين العالميتين والثورات والاضطهاد العرقي والنفي . في ذلك الوقت، لجأ العديد من الفنّانين الكبار إلى التجريد كوسيلة للهروب من الواقع، بينما فضّل شاغال أن يحوّل تجاربه ومعاناته إلى صور فورية وبسيطة ورمزية يمكن أن يستجيب لها كل إنسان.
 
إنضم
17 سبتمبر 2010
المشاركات
1,999
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
عالمي الخاص
لماذا يرسم "بوتيرو" أشخاصاً بدينين ؟
Why does Botero Paint Fat People ?
ترجمة وإعداد
استشاري الطب النفسي - دمشق - العيادة النفسية الاستشارية
أستاذ في الجامعة العربية الدولية (الأوربية)




مقدمة:
"فيرناندو بوتيرو" من مواليد عام 1932 كولومبيا ، توفي أبوه وعمره 4 سنوات ، أولى رسوماته للصحف المحلية في عمر 16 عاماً حيث تابع دراسته الثانوية وعرض لوحاته محلياً . ثم سافر إلى إسبانيا مع مجموعة من أصدقائه ودرس فيها الفن كما سافر إلى إيطاليا ثم فرنسا وعمق دراسته الفنية لفناني عصر النهضة في متحف اللوفر .
تتضمن أعماله طبيعة صامتة ومناظر طبيعية ، وتتميز لوحاته ومنحوتاته بالتضخيم والبدانة وأجسامه مستديرة شديدة الإمتلاء. يرسم رموز القوّة والسلطة في كل مكان، مثل الرؤساء والجنود والكهنة،وهناك لمسات مرح خاصة سواء في محاكاة لوحات شهيرة أو في تصوير رموز السلطة..



موناليزا


وهو يعتبر من أشهر الفنانين الكولومبيين في الوقت الحالي ، ويعتبر فناناً تجريدياً بشكل أو بآخر ..وتعرض أعماله ومنحوتاته في الولايات المتحدة وأوروبا واليابان ، وهو يعيش في باريس منذ عام 2003 وله لوحات عديدة حول الحرب الأهلية وحول المافيا في مسقط رأسه التي كاد أن يقتل بسببها .وقد لقي المزيد من الاهتمام في عام 2005 بعد أن رسم أكثر من 180 لوحة وعرضها في أوروبا بعد أن قرأ عن أعمال التعذيب بعد فضيحة "سجن أبو غريب" في العراق ، كما عرضت هذه اللوحات في الجامعة الأمريكية في واشنطن عام 2007. خرج "بوتيرو" إلى العالم بصرخةملونة ومدوية مرسومة على القماش لأجساد معذبة ومنزوعة الكرامة .





لماذا يرسم "بوتيرو" أشخاصاً بدينين ؟
يجيب "بوتيرو" دائماً : أنا لاأرسم أشخاصاً بدينين ..وإجابته هذه غامضة ومثيرة بالطبع ..لأن جميع الأجساد التي يرسمها ليست نحيلة أو هزيلة بل إنها جميعها أجساماً ممتلئة وبدينة وفي بعض الحالات بدينة جداً .ولابد من التأكيد أن "بوتيرو" لايرسم فقط أشخاصاً بدينين ولكن كل الأشياء الأخرى في لوحاته سمينة أيضاً ..
وهو يؤكد أن التضخيم في لوحاته ينبع من حسه الجمالي وأن ذلك نوع من الأسلوب الذي يعجبه ويتبناه .
إن لوحات "بوتيرو" ليست واقعية .. وهي تتوجه نحو الواقع ولكن لاتصوره حرفياً .. إن كل شيء في لوحاته ضخم وذو حجم كبير .. الموز ، ضوء المصباح ، شجرة التمر ، الحيوانات ، وطبعاً الرجال والنساء ..
يهتم "بوتيرو" بتحويل أو تشويه الواقع كأسلوب لتحويل الواقع إلى فن .وهو يقول إن التشويه في الفن له تاريخه الطويل .. ومثلاً فإن "جيوتو" و"رفائيل" و"إلجريكو" و"بيكاسو" كلهم شوهوا الواقع والأشياء ليصنعوا شيئاً آخر منه .
وبالنسبة لجيوتو فقد ركز على مرونة الشكل وحوافه مما أعطى انطباعاً بوجود البعد الثالث في الشكل المسطح .أما "روبينز" فقد استعمل بدوره حساسية الكتل اللحمية ليقدم روعة الإيمان في لوحاته .. وبشكل مخالف تماماً لصوفية "إلجريكو"الذي اعتمد على تطويل الأجسام وثنيها باتجاه الأعلى كأنها تسعى إلى السماء وقد عبر بذلك عن نزعته الدينية الإسبانية .وأما بالنسبة لألبرتو جياكوميتي في القرن العشرين فقد عبرت أشكاله النحيلة الدقيقة عن فلسفته الوجودية بشكل واضح .
إن التضخيم الثابت والشامل المتكرر كأسلوب فني كما ذكر سابقاً هو أسلوب معروف .. ولكن بالنسبة لبوتيرو فقد اعتمد التشويه كقاعدة أساسية في فنه وحولها إلى أسلوب خاص .إن التشويه الذي لايخدم غرضاً آخر يمكن اعتباره أسلوباً شيطانياً أو أنه نوع من الكاريكاتير.. وكلا الحالين لاينطبقان على "بوتيرو" .. وعلى العكس فإن التشويهات التي يصنعها تنبع من الرغبة في زيادة الطبيعة الحسية للوحاته .
وهو يقول : "من المهم معرفة مصدر اللذة التي نحصل عليها عندما نشاهد لوحة فنية .. بالنسبة لي إنها لذة الحياة والوجود مع اللذة الحسية للأشكال ..وهكذا فإن المشكلة بالنسبة لي كيفية خلق هذه اللذة الحسية للأشكال".
إن استعمال الأحجام الضخمة في الفن يعود إلى القيم الإبداعية التي تعتمدها الأعمال الكلاسيكية حيث كان بوتيرو معجباً بالمعلمين الأوائل الإيطاليين إضافة لإعجابه بالفن اللاتيني الذي يعتمد على تمجيد عظمة الله وأيضاً عظمة الحياة نفسها .
إن تناول "بوتيرو" بأسلوبه التضخيمي لأي موضوع يجعل هذا الموضوع يفقد خشونته ووحشيته وتطرفه .. فالمنازل في لوحاته لم تعد خانقة ، وصراع الثيران فقد قسوته ، والمرأة التي تطلي أظافرها بالطلاء الأحمر لم تعد سخيفة ، وحتى الحب فقد كونه مثيراً أو شهوانياً .







إن الأحجام الكبيرة التي يستعملها هي العصا السحرية التي يحول من خلالها الحياة والعالم إلى واقع عائم غير واقعي ..إن الأحجام الكبيرة التي يستعملها تتحول ببساطة إلى أشكال بالونية خفيفة تكاد تطير ..
إن نقاد الفن العالميين لم يستطيعوا إلى الآن أن يكتشفوا أية فرضية صحيحة تكمن خلف أسلوبه في تشكيل لوحاته .. وساهم ذلك في عزلة أعماله عن الاتجاهات الفنية الشائعة في عصره. وربما ارتبط ذلك بتحفظ النقاد الأنجلو أمريكان على الجسد العدائي غير المثير الذي يصوره بوتيرو كما أشار إلى ذلك أحد كتاب "بيرو" الشهيرين وهو يتساءل هل تأكيد الحياة يعتبر سطحياً ؟ وهل المعاناة هي الضخمة والكبيرة فقط ؟

إن أعمال "بوتيرو" تكشف نفسها على أنها تقترب من حافة الهاوية ولكنها لاتغوص فيها . وإن أسلوب بوتيرو المتعمد في التضخيم والذي تمتد جذوره في تاريخ الفن والذي يمكننا أن نسميه أسلوباً متميزاً هو الذي يفرق "بوتيرو" عن الرسامين المبتدئين السذج .

عندما بدأ بوتيرو بالرسم في كولومبيا فإن أسلوبه كان يتبع الأسلوب العالمي الحديث . ولكنه عندما بدأ بدراسة الفن الكلاسيكي اكتشف أسلوبه الذي يعبر عن روح القارة الأمريكية الجنوبية .
هل النحف يعبر عن إنسان المدينة ؟ وهل البدانة تعبر عن إنسان الريف ؟ والحقيقة أنه في العامية الشائعة في أميركا اللاتينية فإن البدانة والسمنة ترتبط بصفات إيجابية مثل الصحة الجيدة والغنى وحب الحياة . وأيضاً يرتبط الأشخاص البدينيون بالمزاج الجيد والمتع الحسية والخلق الحسن . ومن المؤكد أن "بوتيرو" قد استخدم الصفات المرتبطة بقارته مثل الاحتفالية والألوان الحارة ، والقيلولة والطعام الجيد .. وبالتالي فإن ردود فعل من يشاهد لوحاته تتسم غالباً بالسرور والاسترخاء .. ومما لاشك فيه أن هناك ارتباط بين أسلوبه وروحية التقاليد الكولومبية القديمة التي تتغذى بالأساطير والخرافات والتي تحب الرموز والاستعارات والتي تمتلك قيم التضخيم الإبداعية المتمسكة باللذّة المطلقة المضخمة والعفوية. إن التقشف هنا بعيد جداً ولامكان له .. " كل شيء متوفر ووافر " هو الشعار الذي يسود في أميركا اللاتينية .

ومن الممكن أن يكون هناك جوانب نفسية لاشعورية مرتبطة بأشكال بوتيرو الضخمة والأحجام المتدفقة التي يرسمها .. ومن المقبول أن هناك تناقضات يمكن اكتشافها في عالم بوتيرو الفني المولع بالترف..من القدور التي يتصاعد منها البخار إلى الفواكه الناضجة الممتعة ومخازن اللحوم الوفيرة ..

ويقول الكاتب الإيطالي الشهير "ألبرتو مورافيا" : أنه رأى في أجسام بوتيرو الممتلئة وأرجلها الثقيلة عوامل نفسية وليس نواح جمالية فقط .. إنها تعكس حساً مظلماً وألماً ومعاناة في هذا العالم المنتفخ .. وفي الوقت نفسه تعكس شللاً وخدراً وفقداناً لحس الألم ..إن الثورات التي حدثت في أمريكا اللاتينية وإعلان الحرب على الفقر وعدم المساواة وعلى الديكتاتورية والعنف ..كل ذلك تم ترويضه وتحويله في لوحات وعالم "بوتيرو" إلى موت وهدوء .. إنه الكابوس ..إن الحياة الآن هادئة ومسالمة .. لكنها مشلولة وناعسة.. وقد ترهلت الأجسام وانتفخت .. وأصبحت راضية لطيفة .. وهذا القلق والانزعاج هو السبب والأصل في رؤية بوتيرو للعالم ..

وعملياً فإن "بوتيرو"رجل مهذب جداً ولطيف بين فناني القرن العشرين .. وإذا كان لديه قلق وانزعاج وتمرد ونقد للآخرين كما طرح "ألبرتو مورافيا" فإنه كتوم جداً في طريقة تعبيره عن ذلك .. وهو يكرر دائماً ولايمل في شرحه بأن أعماله هي نتيجة رغبة كبيرة في البحث عن الأشكال والألوان والتعبير عنها جمالياً .. وأنه فقط يريد أن يرسم شيئاً جميلاً .. والجمال بالنسبة له يعني إتقان الشكل والتشكيل والتأليف المناسب وأيضاً اللون والحرفية .

ويقول أحد النقاد عن أعماله : إن الجمال يأتي من خلال تناغم مجموع المكونات .. وعندما يكون التشكيل كله متوازناً ومتوازياً . والعامل الحاسم في أعماله ليس عبارات معينة يريد أن يقولها .. وإنما يتمثل ذلك من خلال الخطوط التشكيلية الأفقية والعامودية والمحورية ، وأيضاً الخطوط الأخرى الحرة التي يضيفها للوحة في النهاية مثل غصن أو خيط من اللؤلؤ أو أفعى . وعلى الرغم من أن التشكيل يبدأ من السكون والشكل الجامد فإن الحركة تتجه نحو المركز وتعبر عن الوفرة .
ويقول ناقد آخر : لايوجد ظلال في لوحاته .. لأن الظلال تلوث اللون .. وإن الأشكال في لوحاته تشع دائماً مثل شمس الصباح الباكر عندما تكون الظلال في أدنى مستوياتها . والنور لاينبع من مصدر خارجي ولكن الأشياء تشع من خلال ألوانها ..

إن "بوتيرو" معجب دائماً بالسكون في الفن .. ويعطيه ذلك الشعور باللانهائية والأبدية .. ولاسيما في المنحوتات الفرعونية . وعلى الرغم من أن لوحاته تمتلئ بمعاني سردية إلا أن الحركة فيها متجمدة ..وهذا ينتج عن تقديس اللحظة وتثبيتها في علاقة الأشخاص مع ماحولهم من فضاء ، حيث يظهرون أكبر من أن يكونوا قادرين على الحركة .. ليس لأن جلودهم مشدودة حول أجسامهم الضخمة ، بل لأن الجدران المقيدة لهم تحاصرهم ..


وأخيراً .. لابد من القول بأن النظرة الفاحصة للوحات "بوتيرو" يمكنها أن تكتشف عدة أمور قد لاتبدو واضحة من النظرة الأولى .. والعناصر الجمالية والحرفية متميزة في دقتها وانسجامها ..وتبقى المعاني التي يمكن قراءتها على عدة مستويات .. وقد تمت الإشارة إلى بعضها فيما سبق طرحه .. ونؤكد هنا على عدة نقاط .. تمجيد الجسد الحي وتضخيمه احتفالاً به ..تمجيد السكون ولحظات الفرح والمتعة ..وأيضاَ في الجانب المعاكس .. نزعة تمردية نقدية لاذعة وساخرة من البشر ومن الجسد البشري !!

 
التعديل الأخير:

بنت العقربيه

*مساعدة مشرفات قسم الديكور والاثاث*
إنضم
16 يوليو 2010
المشاركات
11,814
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
الخبر
حبيبتي انثى والله موضوعك ولا اروع واحب اتابعه بين فترة وفترة لكن ياليت الصور الي فيها عري ماتحطينها وجزاك الله خير
 
إنضم
17 سبتمبر 2010
المشاركات
1,999
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
عالمي الخاص


نهــر الضــوء للفنان الأمريكي فريدريـك تشيـرش


اهتم الرسّامون منذ القدم برسم الطبيعة وتصوير عناصرها المختلفة. وكان هذا النوع من الرسم، وما يزال، يحظى بالشعبية والقبول من الناس.
ومع ذلك كان هناك دائما من يعتقد أن رسم الطبيعة يعتبر اقلّ قيمة من الناحية المهارية والإبداعية من رسم البورتريه أو الأشخاص مثلا. مع أن رسم المناظر الطبيعية يتطلّب من الفنان أن يكون عارفا وملمّا باستخدام الألوان وقواعد المنظور ونسَب الضوء والظلّ.
وحتى منتصف القرن السادس عشر لم تكن هناك لوحات تصوّر طبيعة نقيّة بالكامل. كانت الطبيعة توظّف فقط كخلفية لمنظر يصوّر نشاطا إنسانيا ويتضمّن عادة رموزا أو رسائل دينية أو اجتماعية أو تاريخية.
في ما بعد تغيّرت الحال، وظهرت أعمال فنّية كثيرة مكرّسة بالكامل لتصوير جمال الطبيعة وإعطائها أبعادا ومضامين روحية وشعرية وفلسفية.
ومن أشهر من رسموا الطبيعة الفنّان فريدريك تشيرش الذي يُعدّ احد أشهر رسّامي الطبيعة الأمريكيين. كان تشيرش عضوا في مدرسة نهر هدسون التي كانت تُعنى برسم الطبيعة الأمريكية. كما كان احد مؤسّسي متحف المتروبوليتان في نيويورك في العام 1869م.
وقد تتلمذ على يد توماس كول الذي كان يرى ضرورة أن تتضمّن لوحات الطبيعة معاني رمزية وروحية.
كانت لوحات رسّامي مدرسة نهر هدسون عن الطبيعة تتسم بواقعيّتها الفائقة وبإيلائها اهتماما خاصّا بالأجزاء والتفاصيل الصغيرة.
وكان من عادة أولئك الرسّامين أن يسافروا إلى أماكن نائية ومجهولة كي يرسموا مظاهر الطبيعة فيها، وعلى الأخصّ أحوال المناخ وتشكيلات الغيوم ومشاهد غروب الشمس وشروقها.
كما كانوا يركّزون على الطبيعة كمكان يتعايش فيه الإنسان والنبات والحيوان جنبا إلى جنب بسلام.
هذه اللوحة تصوّر منظرا بانوراميا ينطق بسحر الطبيعة وجلالها في صبيحة يوم غائم في إحدى غابات المطر الاستوائية.
في المشهد نرى نهرا يشبه المرآة تحيط به من الجانبين غابة تغرق في الضباب.
ولأول وهلة قد يظنّ الناظر أن ما يراه هنا صورة فوتوغرافية بالنظر إلى شدّة واقعية اللوحة.
ويبدو واضحا أن الفنان اهتمّ بأدقّ وأصغر التفاصيل وهو يرسم. واللوحة تذكّر، على نحو خاص، بالطبيعة البكر وبالبهاء والفخامة التي تتميّز بها الحياة في المناطق الريفية وفي الغابات.
لوحات تشيرش مشبعة بالضوء وممتلئة بالتفاصيل الصغيرة. وتكثر فيها صور الشواطئ الضبابية وقمم الجبال العالية والغابات العذراء وشلالات المياه العظيمة.
كما تتميّز مناظره بكثافتها الشاعرية وبمعانيها الروحية العميقة. وقد وجد بعضها طريقه إلى الروايات والأدب الأمريكي الذي يتناول مكانة الطبيعة في التجربة الأمريكية.
وقد تأثر في لوحاته بأفكار المنظّر الانجليزي جون راسكين والمستكشف وعالم الطبيعة الألماني الكسندر همبولدت وبكتابات المفكر الأمريكي رالف ايمرسون.
ممّا يلفت الانتباه انه ليس هناك في هذا المنظر سوى الطبيعة وحدها. إذ لا وجود للبشر، باستثناء رجل تلوح صورته من بعيد وهو يجذّف بقاربه الصغير عند مدخل الغابة.
وبوسع المرء وهو يتأمّل هذا المنظر أن يتخيّل صمت وهدوء المكان الذي لا يقطعه، ربّما، سوى صوت انسياب الماء بنعومة وأصوات الطيور والعصافير التي يظهر بعضها على أغصان الشجر وفوق صفحة مياه النهر.
استوحى تشيرش أجواء مناظره من تجاربه الشخصية ومن أسفاره إلى أمريكا اللاتينية التي ذهب إليها ليرسم أنهارها وجبالها وغاباتها. وقد حقّقت بعض لوحاته أعلى المبيعات ليصبح أغلى رسّام أمريكي في زمانه. وكانت أعماله تجتذب الآلاف من الناس الذين كانوا يأتون من شتّى الأماكن لرؤيتها.
كما أكسبته لوحاته عن طبيعة أمريكا الجنوبية شهرة مدويّة واعتبره النقاد آنذاك أعظم رسّام طبيعة أمريكي بعد أستاذه كول.
وقد تمكّن في لوحاته اللاتينية من الإمساك بجوهر مناظر الغابات الاستوائية الممطرة كما تجسّده هذه اللوحة ولوحتاه الأخريان المشهورتان قلب الانديز وغسق في البريّه http://en.wikipedia.org/wiki/File:Church_Heart_of_the_Andes.jpg
اللوحات التي رسمها تشيرش وزملاؤه للطبيعة الأمريكية البدائية لعبت دورا مهمّا في تاريخ الرسم الأمريكي وفي المخيّلة والوعي الثقافي للأمريكيين. كما شجّعت على استيطان مناطق الغرب وزرعت في الناس الإحساس بحبّ الطبيعة والاستمتاع بها وحمايتها.
غير أن ازدياد مظاهر الحياة الصناعية في القرن التاسع عشر كان له تأثير معاكس. إذ أدّى زحف التكنولوجيا إلى إتلاف الكثير من مظاهر البيئة الطبيعية، ما دعا الكثيرين وقتها إلى تأسيس حركات تدعو إلى تقليل الأضرار الناتجة عن زحف النمو الصناعي من خلال العمل على إعادة التوازن ما بين الإنسان والطبيعة.

 
التعديل الأخير:
إنضم
3 مايو 2008
المشاركات
2,945
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
الإقامة
بقلب زوجي
وليمـة بلشـاسـار
للفنان الهولندي رمبـرانــدت، 1635

http://farm7.static.flickr.com/6158/6162743305_e3cc980c7a_b.jpg




"لا تعبدوا الأوثان. ولا تشركوا بالله شيئا". هذا هو الدرس الديني والأخلاقي الذي تقدّمه هذه اللوحة الجميلة والمعبّرة.
القصّة التي ترتكز عليها الصورة مختلَف عليها. فكتب التاريخ لا تكاد تأتي على ذكرها. وكلّ ما هنالك بضع إشارات وردت في سفر دانيال من كتاب العهد القديم.
حدثت هذه القصّة عام 538 قبل الميلاد. وتتحدّث عن الملك البابلي بلشاسار الذي خلف والده نبوخذ نصّر على كرسيّ الحكم.
بعد سنوات من جلوسه على العرش، أقام بلشاسار في إحدى الليالي مأدبة ضخمة في قصره دعا إليها ألفاً من أفراد حاشيته والأمراء والوجهاء بالإضافة إلى زوجاته ومحظيّاته.
مناسبة الوليمة غير معروفة على وجه التحديد. لكن يقال أن بلشاسار كان شخصا متكبّرا ومفتونا بملكه وهيلمانه. وقد اختار أن يقيم الوليمة في الوقت الذي كانت فيه قوّات داريوس ملك الفرس تُحكم حصارها على بابل تمهيدا لاقتحامها واحتلالها. كانت أسوار بابل وقتها محصّنة ومنيعة إلى درجة أن بلشاسار ظنّ انه يستحيل اختراقها.
في تلك الليلة أمر بلشاسار بإحضار كؤوس الذهب والفضّة من معبد أورشليم كي يقدّم فيها النبيذ إلى ضيوفه. هذه الأواني كانت مقدّسة بحسب الرواية. وكان ذلك الفعل كافيا لجلب غضب الربّ وسخطه على الملك المستهتر.
وتمضي القصّة فتقول انه بينما كان الملك وضيوفه منهمكين في الشراب والمجون، رأى الملك فجأة على ضوء مصباح يداً غريبة تخرج من الجدار وتكتب عليه كلمات مرمّزة بأحرف من اللغة الآرامية القديمة.
وهذه هي اللحظة التي اختار رمبراندت أن يرسمها في اللوحة. تأثير الصدمة واضح على وجه بلشاسار وهو يدير رأسه باتجاه اليد التي تكتب على الجدار. رقبته متوتّرة وعيناه مفجوعتان وهو ينظر إلى الكتابة المتوهّجة على الحائط، بينما يرفع يده اليسرى كأنما ليحمي نفسه من خطر داهم ووشيك.
هذه اللوحة تصلح لأن تكون نموذجا في دراسة التأثير السيكولوجي للصدمة. براعة رمبراندت في رسم ملابس الملك الباذخة والموشّاة بالذهب والفضّة وعمامته المثبّت فوقها تاج الحكم يجعل من هذه اللوحة إحدى أروع أعمال الرسّام.
ترتيبات الحياة الساكنة على المائدة من فواكه وأوانٍ تشبه ما كان يستخدمه الهولنديون الأثرياء في منازلهم زمن رمبراندت. كأن الرسّام يدعو الناظر إلى تخيّل فخامة القصر والتمعّن في سحر الكتابة المتوهّجة باللونين الذهبي والفضّي على حائط القصر.
المرأة الجالسة بالقرب من الملك تخفض جسدها اتقاء حركة ذراعه القويّة والمفاجئة. أيضا من التفاصيل اللافتة للانتباه في المشهد تعابير الصدمة والرعب المرتسمة على ملامح الرجل والمرأة الجالسين إلى يسار اللوحة. نظرات الحاضرين تدلّ على أن اليد ظهرت للملك وحده دون غيره. ولهذا السبب خاف وارتعب لأنه أدرك أن ما هو مكتوب يخصّه هو شخصيّا.
ارتبك بلشاسار جدّا وتملّكه الفزع وتغيّرت هيئته ممّا رأى. وسارع في طلب السحرة والمنجّمين كي يفسّروا له ما حدث.
وأشار عليه بعض خلصائه أن يستشير حكيما يُدعى دانيال عُرف ببراعته في تفسير الرؤى. وعندما حضر الحكيم عرض عليه بلشاسار أن يعطيه ما يشاء من مال وجاه إن هو نجح في قراءة وتفسير الكتابة الغامضة.
فقال له دانيال وكان رجلا صالحا وزاهدا في الدنيا: لتكن عطاياك لنفسك ولتمنح هباتك لغيري. أما الكتابة فهي نذير شرّ لك. لقد بالغت في تمجيد الأوثان وإهانة الربّ. لذا سينتهي ملكك سريعا وستُقسّم أراضي المملكة بين ميديا وفارس".
وفي تلك الليلة سقطت بابل دون قتال بخدعة نفّذها الفرس والميديون بتحويلهم مجرى النهر. وفي منتصف الليل فتحوا الأبواب بطريقة لم يتوقعها الحرّاس في الأبراج العالية وعبر الجيش الغازي إلى وسط المدينة وقُتل بلشاسار وعدد من رجاله.
ويبدو أن داريوس عرف بأمر المأدبة الضخمة وبأن الملك ورجاله وجنده غارقون في سكرهم وعربدتهم وأيقن أن تلك فرصته الذهبية لاقتحام المدينة واحتلالها. وكان له ما أراد.
 
إنضم
17 سبتمبر 2010
المشاركات
1,999
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
عالمي الخاص

لوحه جميله ومعبره عن الحكايه ..

خصوصاً الضوء الذي يجيد رامبرانت اللعب فيه باللوحات بجماليه مدهشه ..

ما اثار انتباهي هو الولد خلف الرجل والمرأه الذي يعزف علي المزمار ويبدو بحاله لا يعي ما يحدث حوله


 
إنضم
17 سبتمبر 2010
المشاركات
1,999
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
عالمي الخاص

عندما يجتمع الفن والقراءه


Small Young Girl Reading by Seymour Joseph Guys, 1877


Ethel Reading Bluebeard by Alfred Morgan 1881)


Reading Girl by Bremen Johann Georg Meyer Von (19th century)


Young Girl Reading by the Window by Walter MacEwen


Home reading by Elliot Bouton Torrey


A Young Girl Reading, Jean-Honoré Fragonard, 1776




American Girl Reading, George Cochran Lambdin, 1872




Girl Reading, Franz Eybl, 1850




Girl Reading or In the Orangery, by Charles Perugini




Reading by Lamplight, Delphin Enjolras




Young Woman Reading By A Window, Delphin Enjolras




Jean-Baptiste Camille Corot, Woman Reading a Book, 1845




Young Woman Reading, Alfred Stevens, 1856




Marguerite Gerard. Lady Reading in an Interior






Woman reading in a landscape, Jean-Baptiste Camille Corot, 1869






Woman Reading near a goldfish tank, Lovis Corinth, 1911




Morning Sun, Harold Knight. English (1874 - 1961)
<blockquote>

Girl Reading by Charles Edward Perugini, 1879.




Reading Woman

by Pierre August Renoir





"GIRL READING AT A SUNLIT WINDOW"

By Carl Vilhelm Holsoe
 
إنضم
17 سبتمبر 2010
المشاركات
1,999
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
عالمي الخاص

تكويـن بالأصفــر والأزرق والأحمــر للفنان الهولنـدي بِـيـت مـونـدريــان





يعتبر
بيت موندريان أحد روّاد المدرسة التجريدية في الرسم. وقد اقترن اسمه
بتطوير ما اسماه في ما بعد بالبلاستيكية الجديدة. وهي شكل من أشكال التجريد
الذي يعتمد على رسم شبكة من الخطوط السوداء الأفقية والعمودية باستخدام
الألوان الأساسية.

درس موندريان الرسم في مدرسة الفنون الجميلة بأمستردام. وعندما تخرّج عمل فيها مدرّسا.
وفي
بداياته، أظهر ميلاً لرسم المناظر الطبيعية بأسلوب قريب من الانطباعية.
غير انه في ما بعد تحوّل إلى الرسم التجريدي متأثّرا بدراسته للفلسفة
والدين.

في ذلك الوقت، أي في نهايات القرن التاسع عشر، شاعت الأفكار الثيوصوفية؛ أي تلك التي تمزج ما بين الدين والفلسفة.
وظهرت نظرية تقول إن فهم الإنسان للطبيعة يمكن أن يتحقّق بشكل أعمق من خلال الوسائل غير التجريبية.
وفي
مرحلة لاحقة، ابتكر هو ومجموعة من زملائه تيّارا فنيّا أسموه "الأسلوب".
ولم يكن تأثير ذلك التيّار مقتصرا على الرسم، بل امتدّ ليشمل أيضا المعمار
والمسرح وتصميم الأثاث.

في
هذه اللوحة، نرى مجموعة من الخطوط المستقيمة والأشكال المستطيلة التي
تتوزّع على بعضها الألوان الرئيسية الثلاثة، أي الأحمر والأزرق والأصفر.

يقول
بعض النقاد إن هذه اللوحة تمثل بحث موندريان الدائم عن المعرفة الروحية
والبساطة والتناغم المطلق ونقاء الألوان من خلال استخدام الأشكال
والتكوينات الهندسية.

وثمّة من يذهب إلى القول إن اللوحة هي إحدى أهمّ لوحات القرن العشرين، بالنظر إلى تأثيرها الكبير في مجالي التصميم والعمارة الحديثة.
ويمكن
النظر إلى لوحات موندريان باعتبارها بُنى رمزية تجسّد طبيعة رؤيته عن
ثنائية الكون. فالعمودي عنده هو رمز للروحي والذكوري، والأفقي رمز للمادي
والأنثوي.

من
الواضح في اللوحة غلبة المساحات البيضاء على ما عداها. وقد كان موندريان
يرى أن الأشكال البيضاء تعطي اللوحة ديناميكية وعمقا اكبر. وأصبحت هذه
السمة أكثر وضوحا في لوحاته التي أنجزها في أخريات حياته.

كان
موندريان يقول إن التجريد هو السبيل الوحيد للاقتراب من الحقيقة والعودة
إلى الأصول والبدايات. لكن ذلك لا يتحقق ما لم يملك الرسّام قدرا عاليا من
الوعي والحدس اللذين يمكّنانه من بلوغ أعلى درجات الإيقاع والتناغم.

عاش
الفنان فترة من حياته في باريس التي التقى فيها بيكاسو وتأثر بالتكعيبية
واستوعبها. غير أنها كانت مجرّد محطّة عابرة في مسيرته الفنية.

وعندما سقطت باريس وهولندا بيد النازية عام 1940، انتقل للعيش في لندن ومن ثم نيويورك التي ظلّ فيها حتى وفاته.
استخدم موندريان في جميع لوحاته الألوان الزيتية. وفي نسخ لوحاته الموجودة على الانترنت تبدو الألوان ذات أسطح ملساء مستوية.
غير أن ضربات الفرشاة تبدو واضحة في لوحاته الأصلية الموجودة في المتاحف، مثل متحف نيويورك للفنّ الحديث ومتحف تيت البريطاني.
وهناك
الآن بعض المواقع الاليكترونية التي توظف برامج رسوميات وتقنيات أخرى
متطوّرة لإعادة بناء لوحات بيت موندريان بل ورسم نسخ شبيهة بلوحاته مع بعض
الاختلاف والتعديل.

وفي
السنوات الأخيرة ظهرت فرضيّة تقول إن بوسع الكمبيوتر اليوم أن ينتج خطوطا
وأشكالا وألوانا أكثر نقاءً وديناميكية وتناغماً ممّا يمكن أن يتحقق على
رقعة الرسم العادية وباستخدام الألوان الزيتيّة.
 

رورو 88

New member
إنضم
24 مايو 2008
المشاركات
6,128
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
in my own pink world.
لوحات اعجبتني جدا ..





لوحه لطفلين يتيمين ..



نظره العين معبـــره ..





 

رورو 88

New member
إنضم
24 مايو 2008
المشاركات
6,128
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
in my own pink world.
الصحوه

للفنان الكندي جوناثان باوزر

جدا جميله ..



في لوحات هذا الفنّان، لا تلمس أثرا لمعاناة الإنسان وهمومه ومشاغله. فهو يعتقد أن العالم، برغم ما ينوء به من صراعات ومشاكل، ما يزال مكانا يضمّ بين جنباته الكثير من مفردات وعناصر الجمال الذي لا تحدّه حدود.
و
مناظر باوزر البديعة يمكن اعتبارها محاولة لاكتشاف قدسيّة الحياة ورمزية الأسطورة ودعوة للكشف عن غموض وجمال الكون المختبئ وراء المظاهر المادّية والمصطنعة للأشياء.
يقول واصفا مغزى لوحته "الصحوة": في اللوحة تعبر الآلهة عتبات الأبعاد لتدخل عالما مفقودا في الثلج والظلام. وعلى خطاها التي تحتضن العالم، تتناثر ستّون زهرة لوتس ترمز للخلق. وحولها هالة مضيئة بينما تمسك بيدها برعما مشعّا يرمز إلى حضورها الدائم الذي يولّد في العالم أمواجا
من الضوء الواهب للحياة. وحول الهالة الشمسية العظيمة، تطير سبع حمامات بصحبة سرب من الفراشات المضيئة".
وظّفت هذه اللوحة في أعمال شعرية وأدبية كثيرة. وقد أثار وضعها
منذ سنوات على غلاف رواية صدّام حسين "زبيبة والملك" خلافا قانونيا بين الرسّام والحكومة العراقية. إذ اتهم باوزر وزارة الإعلام العراقية وناشري الرواية بانتهاك حقوق الملكية الفكرية عندما وضعوا اللوحة على غلاف الكتاب دون إذن مسبق منه.
وفي ما بعد، أزيلت اللوحة
من غلاف النسخة الانجليزية من الرواية واستبدلت بصورة للرئيس العراقي عند أسره. وقد ثار سؤال وقتها عن سبب إعجاب صدّام بامرأة غامضة ومسالمة. وقيل انه ربّما رأى في الأقواس التي تظهر في خلفية اللوحة ما ذكّره بأقواس مدينة بابل القديمة.
"الصحوة" لوحة تختزل رؤية
الفنان الباحث دوما عن المعرفة القديمة والأزلية التي تتأتّى من خلال الكشف الشعري والوجداني كلّ ما هو مقدّس وسامٍ في هذا الكون.
وباوزر يعتقد بأن الميثولوجيا، سواءً كانت اعتقادا دينيا أو استعدادا نفسيا للحياة، يجب أن ُينظر إليها باعتبارها الروح الضرورية والدائمة لعال
منا المعاصر المدفوع بالتكنولوجيا والتغيير الدائم والمستمر.
كما انه يحاول في أعماله تمثيل الجمال وقوى الطبيعة والتاريخ والفلسفة ومزجها بالجوانب الروحية والسيكولوجية.
من الأشياء الملفتة في لوحات الرسّام هذا الحضور الدائم والمتكّرر للنساء وكأنه يؤكّد على صورة الأنثى باعتبارها رمزا للخصب والتجدّد والخلق والنماء.
و
من الواضح أنه متأثّر مثل كثيرين غيره من الفنانين المعاصرين بالفلسفات الشرقية القديمة التي تربط بين عناصر الطبيعة والأسرار الكلّية للكون ووحدة الوجود.
ولد جوناثان باوزر في كندا ودرس فيها الرسم والتصميم. وقد تأثر
منذ بداياته بـ بوغورو ونسائه الصامتات المتأمّلات. كما تأثر بـ البيرت بيرشتادت الذي اشتهر بمناظره الطبيعية ذات السمات المقدّسة والغامضة.
وتتوزّع لوحاته اليوم على العديد
من المتاحف والغاليريهات والمجموعات الفنيه الخاصّة
 

رورو 88

New member
إنضم
24 مايو 2008
المشاركات
6,128
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
in my own pink world.
الارجوحه

اول ما شفت هاللوحه ابتسمت :)



للفنان الفرنسى جان اونورييه


كان جان اونوريي تلميذا لشاردان ثم لبوشير ثم رحل الى ايطاليا

حيث تعلق هناك بفن الباروك..

وفى هذا الوقت تخصص فى رسم عدد كبير من اللوحات التى

تعالج موضوعات وشخصيات تاريخية..وعندما عاد الى باريس

غير اسلوبه مرة اخرى واتجه الى رسم مواضيع ايروتيكية..

تمثل روح مدرسة الروكوكو التى اشتهرت بمشاهد المجون

والولع بالنساء..وتنتمى لوحته الشهيرة الى تلك المرحلة

لهذا فقد اثارت الكثير من اللغط والشائعات لما يتضح فيها

من تجاوز اخلاقى سافر..اضافة الى تكنيكها الفنى المتميز

واسلوب الرسام فى استخدام الالوان..واحداث التأثير وابراز

المرأة ونظرة الشاب ..

فاللوحة تمثل نبيل شاب وهو يحدق بجرأة فى تنورة السيدة

الجالسة فوق الارجوحة بينما يبدو فى الخلفية الكاهن العاشق

الذى ظل يلاحق السيدة ويتحرش بها حتى اضطرها الى ان تلوذ

بهذا المكان المرتفع هربا منه ..

ويعتبر كثير من النقاد ان تلك اللوحة هى تجسيد لروح النظام الملكى

عشية قيام الثورة الفرنسية