عالمين نعيشهما ..عالم خارجي نعمل ونتفاعل فيه ..وعالم باطني .. وهو الذي يقيّم مدى سعادتنا أو تعاستنا ..ويد الله التي أوجدت بنا هذين العالمين ..لم تتركهما دون أن تناسب بينهما ..دوزنت إيقاعهما بحيث يعملان معاً بانسجام وتناغم ..وأي تنافر يحدث بينهما ويحدث الخلل ..فمرده سوء استخدامنا للقوى الممنوحة لنا ، أو إهمالها ..أو التزمت تجاه مدركاتنا الشخصية ..واعتبارها قوانين لاتقبل المساومة ..حتى يتضح العكس ..***من الإنصاف أن نقرّ أن العالم الخارجي ..يؤثر في العالم الباطني ..فمجال بعضنا قد يزخر بالسلام والأمان ..بينما آخرون تعج حياتهم بالخصام والشقاء ..فالبعض يتوافق عالماه والآخرون بين عالميه نشاز .. فهو يعيش في صراع ..***ومن هنا تظهر قوة الإيمان .. وقوة الإرادة .. تظهر حقيقة الفرد .. شخصيته .. قدرته على التغلب على العقبات ..صموده .. إمكانياته .. قواه الكامنة ..!فالراحة وحياة الدعة لاتظهر حقيقتنا ..إنما المحن والظروف الصعبة التي نحياها ..هي التي تفجر مكامن الطاقات الداخلية وتقيّم وجودنا في العالم .***الكون ..! كله منسجم الإيقاع يجري بقانون إلهي واحدفي نظام واتساق ..ممتداً عبر الوجود اللامتناهي .. ( وكل شيء عنده بمقدار )..وما يحدث من ظواهر .. يراها الكثير معول هدم فتبدو الطبيعة في نظرهم مليئة بالنشاز ..فيقراون في الآعاصير غضباً ..وفي الزلازل والبراكين هدماً .. فقط لكنها في الحقيقة إعادة بناء وتنظيم وتوازن للحياة والكون ..يد الله تبني ، ولها في كل عمل وإن خفي باطنه سبب ..لكن الذي يهدم ويخل توازن الحياة هو الإنسان ..الذي يفجر الحقد المزدحم في قلبه تلك القنبلة الموقوته ..في عالم الخارجي ..فيهدمه!***إن كل ذي قلب حساس يشعر بتناغم وتناسق الكون من حوله لأن قلبه عامر بالحب ولا شيء غيره ..فهو يبث رسالات المحبة ..إلى العالم الخارجي وينشر ربيعاً في آفق الحياة ..أينما حل!