اللغة واللسان العربي
هي أجمل اللغات ...وأكثرها موراً بالحياة ...وأعمقها وأثراها في ترجمة المشاعر...هي كالبحر الواسع.. في قاعه الدر كامن يحتاج فقط إلى يدٍ ماهرةٍ تعرف كيف تلتقطه . في توليفتها تتخلّق الرؤيا الإبداعية الانبهارية ...وتنطق تجليات الحياة الكونية في دقائقها.. وألوان حروفها وتولداتها.. وتعرجاتها..صعبة هي وشديدة التعقيد في الوقت ذاته..وعزيزة المنال ..كملكة متربعة على عرش قلوب محبيها.. يغري طلابها سحرها .. فلا يملكون إلا السعي إليها وهي طوع من يعرف كيف يحرك الاستجابة القلبية لتعبيراتها. شاهد من غيرأهلها ( وليم مرسيه ) صادف وصفه لها هوى في قلبي وذلك لروعة التشبيه حيث قال :العبارة العربية كالعود ، إذا نقرت على أحد أوتارهرنت لديك جميع الأوتار وخفقت ، ثم تُحَرَّك اللغة في أعماق النفس من وراء حدود المعنى المباشرمَوْكباً من العواطف والصور .
معنى لغة ~لغةً (فُعْلة ) منْ لغوت ،أى تكلمت ، والجمعُ : لُغَات منها لَغِى _ يلغَى _ لَغَا ولَغْواً، إذا هَذَى ومنه قولُ الشاعر :وربِّ أسرابِ حَجِيجٍ كُظّمِ :: عنِ اللغا ورَفَثِ التَّكلُّمِ وكقولِه _ سبحانه وتعالى
اللغة المحكية .. ماهي ؟ نتحدث هنا عن اللغة الضحلة المسطحة التي باتت تعتمدها أغلب القنوات الفضائية في الحوارات واللقاءات.. لأجل الجذب والتشويق وتسهيل التواصل مع الناس عامة فهذه العامية التي استبدلت بالعربية هي عنصر تخريب لها على المدى الطويل. فأحياناً نفتح إحدى القنوات للاستماع إلى نشرة أخبارٍأو لتقرير ما بالفصحى فنتحسر ونهز رؤوسنا أسفاً ..إذا ماكنا على قدر جيد من الإلمام باللغة ..وذلك حين نستمع إلى المتحدث وهو يتجنى على قواعد اللغة جهلا لاعمداً ..فيحطم تركيببتها وقواعدها بما يقترفه من أخطاء نحوية.لقد كان الاهتمام قبل غزو القنوات الفضائية منصباً في اختيار من يتأهل لمنصب المذيع لنشرات الأخبار خاصة على إلمامه بقواعد اللغة العربية، وعلى حسن الإلقاء ، والمظهر والشخصية اللائقين...ثم انقلب الحال .. وبات الشكل والأناقة هما الأساس ...وباتت اللغة العربية مختلطة بالدارجة ومطعمة بكلمات أجنبية أضاعت معها هويتها ..( حديث الروح ) يتبع