jolie_q8
♥ ادارية سابقة .. واخت عزيزة وغالية ♥
رد: المقالات والكتابات المشاركة في «ღ» مسابقة " أمي الحبيبة " للمقال «ღ»
-17-
*imma قال:أدارت قفل الباب بحذر شديد... نظرت ناحية البهو فاطمأنت لخلوه...تسلّلت بهدوء الى الداخل ..عضت على شفتيها عندما صدر من الباب صرير مزعج...التفتت ونظرات الخوف بادية على عينيها المرهقتين....وضعت باقة الزهور بحذر على المنضدة التي تتوسط البهو....كان الهدوء مخيما على المكان....ادخلت يدها في جيب معطفها ونظراتها قد انصبت فجاة على باب الغرفة المقفول المقابل للباب الرئيسي....كانت يدها المرتعشة تمسك بورقة حمراء مزركشة...
ضغطت بكلتا يديها على الورقة ونظراتها مازالت منصبّة على باب الغرفة...تنقّلت نظراتها الى يديها المرتبكتين....فتحت الورقة بهدوء ملفت....
أغمضت عينيها لثوان ...فجأة وبدون سابق انذار اندفعت الدموع في مقلتيها سرعان ما انسابت متدافعة على وجنتيها....فتحت عينيها المغرورقتين بالدموع التي حبستها منذ زمن بعيد....أحست بثقل في ركبتيها فارتمت منهارة على أحد الكراسي ....
ارتعبت من جديد من الضجيج الذي أحدثته حركتها العصبية...عاودت النظر من جديد الى باب الغرفة وأحست بأنفاسها تنحبس في رئتيها....
ارتاحت لعودة الهدوء الى المكان...التفتت صوب المنضدة وأمسكت الباقة المزدانة من الزهور الحمراء ....أعادت طيّ الورقة ولفّتها داخل الباقة....تحاملت على نفسها وبيد مرتعشة مسحت وجهها المبتلّ بالدموع التي توقفت فجأة عن السيلان...نهضت من مكانها وبخطوات متثاقلة تقدّمت نحو باب الغرفة....كانت تخفي يدها التي تحمل الباقة وراء ظهرها....ترددت لثوان قبل أن تطرق الباب طرقات خفيفة....حبست أنفاسها وعضت على شفتها السفلى وهي ترسم ابتسامة شاحبة ....
رفعت يدها وأدارت مقبض الباب بحذر....أطلت برأسها داخل الغرفة....
رفعت خصلة من شعرها الأسود بحركة عصبية قبل أن تخطو خطوات محتشمة نحوالداخل....اغرورقت عيناها من جديد بالدموع وانطلق من حنجرتها صوتها المتقطع المبحوح:
- أمي ...سامحيني....سامحيني...
تقدمت أكثر نحو جانب السرير...وحدّقت بعينين دامعتين في الصورة المعلقة على الحائط...وأردفت بنفس الصوت المبحوح:
-آسفة يا عزيزتي لم اقدر أن أضع باقة الزهور والبطاقة على قبرك....كان الأمر صعبا وقاسيا...لم أتحمل أن أحتفل معك بعيدك الغالي وأقدم لك هديتي المتواضعة وأضعها على قبرك....أشعر أنك معي هنا في بيتنا ولم تغادريه الاّ بجسدك...أحس بوجودك معي ففضلت أن أهنئك هنا في غرفتك...أمي تقبلي مني هذه الورود وهذه الخاطرة :
الى روح أمي
أمي يا نبع حياتي
ونبض وجودي وذاتي
ورثت منك أحلى صفاتي
وتركت لي أغلى الذكريات
رحلت عني في أصعب أوقاتي
غلبني القدر وسلبني ضحكاتي
تركت فراغا في حياتي
فتوقفت بعدك نبضاتي
سالت دموعي وصمتت قهقهاتي
لكن روحك سكنت كياني وذاتي
وخففت عني حزني ودمعاتي
أرى طيفك يحميني حتى في سباتي
فقدتك يا أعز المخلوقات
عزائي أنك حققت أغلى أمنياتي
يوم أعلنت رضاك عني
وتلك والله أسعد لحظاتي
(أتمنى لأمي الرحمة والمغفرة من الله عزّ وجلّ وأتمنى لأمهاتكم الصحّة وطول العمر ...
وشكرا جزيلا... )
-17-