- إنضم
- 24 مارس 2023
- المشاركات
- 780
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 16
النحو يلغى بعضه بعضا
عندما كنت طفل كنت من ضمن ملايين الناس الذين يسمعون الاذاعة المصرية وكنا نحفظ برامجها ومواعيدها ونظل ملتصقين بالمذياع أو الراديو ومنها برنامج :
أوائل الطلبة وكان يذاع من نصف قرن فيما يبدو بعد صلاة الجمعة الساعة الواحدة والنصف
كنت أسمع وأنا طفل الطلبة والمذيع يسألهم عن اعراب جمل مكونة على الأقل من ست أو سبع كلمات فأكثر وبعد أن يقوم الطالب أو الطالبة بإعراب كل تلك الكلمات كان يقول جملة هى مصيبة كارثة وهى :
والجملة لا محل لها من الإعراب
بالطبع لم أفهم معناها فى طفولتى وأنا فى المرحلة الابتدائية ولكن عندما كنت أستعد لدخول الثانوية العامة - والتى لم أدخلها اختصارا للمشوار التعليمى كى أتوظف معلما كما أشار على أبناء خالاتى - بمذاكرة كتب الصف الأول الثانوى قرأت كتاب جامع للنحو كان يوزع على الطلبة فى الصف الأول الثانوى ويضم كل دروس النحو وعندما قرأت الدرس فى الكتاب فوجئت بأن النحاة ألغوا الإعراب وهو أساس النحو
السؤال الذى كان يدور فى مخيلتى:
لماذا إذا يعرب الطلاب تلك الجمل الطويلة بدلا أن يقولوا على الفور :
ليس للجملة اعراب لأنها كذا
إذا أول خازوق دق فى نعش النحو كان من داخله وهو الجمل التى لا محل لها من الإعراب وهى :
"لا يكون للجملة محل من الإعراب ، في المواضع التالية:
إذا وقعَت في ابتداء الكلمة
إذا وقعَت صلةً لموصول
إذا وقعَت جوابًا لقسم
إذا وقعَت جوابًا لشرط غير جازم، أو جازم غير مقرونة بالفاء أو (إذا) الفجائية
إذا وقعَت معترضةً
إذا وقعَت مُفسِّرة
إذا وقعَت تابعةً لجملة لا محل لها من الإعراب
وهذا معناه أن أكثر من نصف كلامنا لا يدخل ضمن علم النحو وإنما خارجه فكيف يكون النحو إذا علما ونصف ما يتناوله أو أكثر ليس له اعراب ؟
ثانى الخوازيق النحوية التى تهدم علم النحو درس اسمه :
الإعراب على الحكاية
وهو درس لا يدرس فى المدارس ومعناه :
أن من حقك أن تنطق الجملة أو الكلمة غلط أو صواب كما نطقها الآخرون والأمثلة الأشهر فى عالمنا هى أقوالنا :
سورة المنافقون بدلا من سورة المنافقين حسب علم الإعراب
سورة المؤمنون بدلا من سورة المؤمنين حسب علم الإعراب
سورة الكافرون بدلا من سورة الكافرين حسب علم الإعراب
فطالما قال أى واحد جملة غلط نحوى وقد لا تكون غلطا -لأن النحاة اختلفوا فى كل قواعد النحو تقريبا ولم يتفقوا إلا على مواضع قليلة - من حقك أن تسير على غلطه أو قوله وتقولها كما هى بغض النظر عن مخالفاتها للاعراب المعروف
ذكر عباس حسن فى كتابه النحو الوافى بعضا من الأمثلة حيث قال :
" تقول: فتحَ اللهُ نشيط، جاء فَتَحَ اللهُ، صاحبت فتَحَ اللهُ، رضيت عن فتَحَ اللهُ، فالعَلَم: فتح اللهُ ـ في الجملة الأولى: مبتدأ، مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره للحكاية وفي المثال الثاني: فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره للحكاية، وفي الثالث: مفعول به، منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة للحكاية، وفي الرابع: مجرور، وعلامة جره كسرة مقدرة للحكاية، فهو لا يتأثر بالعوامل تأثرًا ظاهرًا وإنما يتأثر بها تأثرًا تقديريًا، ويقال في المثال الثاني: الخيرُ نازل حضر، إن الخيرُ نازلٌ حضر، سَلِّمْ على الخيرُ نازلٌ، وهكذا في كل مثال آخر من أمثلة المركب الإسنادي وملحقاته، فإنه يكون معربًا تقديرًا لأجل الحكاية يصيب آخره، فيجعله معربا بحركات مقدرة للحكاية "
فهنا كلمة فتح منصوبة في كل الأمثلة ومع هذا تعرب في العلم المجنون مرفوعة رغم أن على أخرها فتحة وكذلك كلمة الخير مرفوعة رغم نصبها وجرها
ومن أمثلة الإعراب على الحكاية قول :
لا إله إلا الله فهى لا تعرب كل كلمة بمفردها وإنما تعتبر كلمة واحدة مرفوعة أو منصوبة أو مجرور على حسب موقعها فإن قلنا :
لا إله إلا الله مفتاح الجنة تعرب لا إله إلا الله مبتدأ مرفوع
وإن قلت :
قلت لا إله إلا الله تعرب مفعول به منصوب
ومن تلك الأمثلة اسم جاد الله وجاد الحق فجاد في حالة نصب ومع هذا تعرب كفتح التى سبق ذكرها في فتح الله
وأيضا اسم تأبط شرا وهو اسم شاعر جاهلى
ومن المضحكات أن الفعل يعرب اسم كما في قولهم :
كتب فعل ماض فكتب تعرب مبتدأ مرفوع رغم كونها فعل
إذا درس الإعراب على الحكاية مسمار أخر في نعش النحو ينهى على قواعده بحجة أن فلان قالها هكذا ونقلها الناس عنه
وقد وردت الحكاية في كتاب سيبويه (ت180هـ) في مواضع عدّة، منها:
"قوله: علم أن أهل الحجاز يقولون إذا قال الرجل رأيت زيدا: مَن زيدا؟ وإذا قال مررتُ بزيد قالوا: مَن زيد؟ وإذا قال: هذا عبد الله قالوا: من عبد الله؟ وأما بنو تميم فيرفعون على كل حال. وهو أقيسُ القولين.
فأما أهل الحجاز فإنهم حملوا قولهم على أهم حكوا ما تكلم به المسئول، كما قال بعض العرب: دعنا من تَمْرتان، على الحكاية لقوله: ما عنده تمرتان. وسمعتُ عربيا مرة يقول لرجل سأله فقال: أليس قُرشياً؟ فقال: ليس بقرشيا، حكاية لقوله. فجاز هذا في الاسم الذي يكون علَماً غالبا على ذا الوجه، ولا يجوز في غير الاسم الغالب كما جاز فيه، وذلك أنه الأكثر في كلامهم، وهو العلَم الأول الذي به يتعارفون. وإنما يُحتاج الى الصفة إذا خاف الالتباس من الأسماء الغالبة. وإنما حكى مبادرة للمسئول، أو توكيدا عليه أنه ليس يسأله عن غير هذا الذي تكلم به. والكُنية بمنزلة الاسم.
وإذا قال: رأيت أخا خالد لم يجز مَن أخا خالد إلا على قول من قال: دعنا مِن تمرتان، وليس بقرشيا. والوجه الرفع لأنه ليس باسم غالب."
إذا أضاع النحاة نحوهم بالإعراب على الحكاية فبدلا من المفترض وهو التمسك بقواعدهم أباحوا مخالفتها ولو صدرت من طفل
وتتبقى فى النفس كلمة من الكتاب لسيبويه :
هل يجوز لمسلم أن يسمى كتاب ألفه الكتاب وهو اسم كتاب الله ؟
بالطبع الاسم هنا شبهة وأى شبهة أن تجعل كتاب بشرى يشابه فى الاسم الكتاب الإلهى القرآن كما قال :
" ذلك الكتاب لا ريب فيه "
عندما كنت طفل كنت من ضمن ملايين الناس الذين يسمعون الاذاعة المصرية وكنا نحفظ برامجها ومواعيدها ونظل ملتصقين بالمذياع أو الراديو ومنها برنامج :
أوائل الطلبة وكان يذاع من نصف قرن فيما يبدو بعد صلاة الجمعة الساعة الواحدة والنصف
كنت أسمع وأنا طفل الطلبة والمذيع يسألهم عن اعراب جمل مكونة على الأقل من ست أو سبع كلمات فأكثر وبعد أن يقوم الطالب أو الطالبة بإعراب كل تلك الكلمات كان يقول جملة هى مصيبة كارثة وهى :
والجملة لا محل لها من الإعراب
بالطبع لم أفهم معناها فى طفولتى وأنا فى المرحلة الابتدائية ولكن عندما كنت أستعد لدخول الثانوية العامة - والتى لم أدخلها اختصارا للمشوار التعليمى كى أتوظف معلما كما أشار على أبناء خالاتى - بمذاكرة كتب الصف الأول الثانوى قرأت كتاب جامع للنحو كان يوزع على الطلبة فى الصف الأول الثانوى ويضم كل دروس النحو وعندما قرأت الدرس فى الكتاب فوجئت بأن النحاة ألغوا الإعراب وهو أساس النحو
السؤال الذى كان يدور فى مخيلتى:
لماذا إذا يعرب الطلاب تلك الجمل الطويلة بدلا أن يقولوا على الفور :
ليس للجملة اعراب لأنها كذا
إذا أول خازوق دق فى نعش النحو كان من داخله وهو الجمل التى لا محل لها من الإعراب وهى :
"لا يكون للجملة محل من الإعراب ، في المواضع التالية:
إذا وقعَت في ابتداء الكلمة
إذا وقعَت صلةً لموصول
إذا وقعَت جوابًا لقسم
إذا وقعَت جوابًا لشرط غير جازم، أو جازم غير مقرونة بالفاء أو (إذا) الفجائية
إذا وقعَت معترضةً
إذا وقعَت مُفسِّرة
إذا وقعَت تابعةً لجملة لا محل لها من الإعراب
وهذا معناه أن أكثر من نصف كلامنا لا يدخل ضمن علم النحو وإنما خارجه فكيف يكون النحو إذا علما ونصف ما يتناوله أو أكثر ليس له اعراب ؟
ثانى الخوازيق النحوية التى تهدم علم النحو درس اسمه :
الإعراب على الحكاية
وهو درس لا يدرس فى المدارس ومعناه :
أن من حقك أن تنطق الجملة أو الكلمة غلط أو صواب كما نطقها الآخرون والأمثلة الأشهر فى عالمنا هى أقوالنا :
سورة المنافقون بدلا من سورة المنافقين حسب علم الإعراب
سورة المؤمنون بدلا من سورة المؤمنين حسب علم الإعراب
سورة الكافرون بدلا من سورة الكافرين حسب علم الإعراب
فطالما قال أى واحد جملة غلط نحوى وقد لا تكون غلطا -لأن النحاة اختلفوا فى كل قواعد النحو تقريبا ولم يتفقوا إلا على مواضع قليلة - من حقك أن تسير على غلطه أو قوله وتقولها كما هى بغض النظر عن مخالفاتها للاعراب المعروف
ذكر عباس حسن فى كتابه النحو الوافى بعضا من الأمثلة حيث قال :
" تقول: فتحَ اللهُ نشيط، جاء فَتَحَ اللهُ، صاحبت فتَحَ اللهُ، رضيت عن فتَحَ اللهُ، فالعَلَم: فتح اللهُ ـ في الجملة الأولى: مبتدأ، مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره للحكاية وفي المثال الثاني: فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره للحكاية، وفي الثالث: مفعول به، منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة للحكاية، وفي الرابع: مجرور، وعلامة جره كسرة مقدرة للحكاية، فهو لا يتأثر بالعوامل تأثرًا ظاهرًا وإنما يتأثر بها تأثرًا تقديريًا، ويقال في المثال الثاني: الخيرُ نازل حضر، إن الخيرُ نازلٌ حضر، سَلِّمْ على الخيرُ نازلٌ، وهكذا في كل مثال آخر من أمثلة المركب الإسنادي وملحقاته، فإنه يكون معربًا تقديرًا لأجل الحكاية يصيب آخره، فيجعله معربا بحركات مقدرة للحكاية "
فهنا كلمة فتح منصوبة في كل الأمثلة ومع هذا تعرب في العلم المجنون مرفوعة رغم أن على أخرها فتحة وكذلك كلمة الخير مرفوعة رغم نصبها وجرها
ومن أمثلة الإعراب على الحكاية قول :
لا إله إلا الله فهى لا تعرب كل كلمة بمفردها وإنما تعتبر كلمة واحدة مرفوعة أو منصوبة أو مجرور على حسب موقعها فإن قلنا :
لا إله إلا الله مفتاح الجنة تعرب لا إله إلا الله مبتدأ مرفوع
وإن قلت :
قلت لا إله إلا الله تعرب مفعول به منصوب
ومن تلك الأمثلة اسم جاد الله وجاد الحق فجاد في حالة نصب ومع هذا تعرب كفتح التى سبق ذكرها في فتح الله
وأيضا اسم تأبط شرا وهو اسم شاعر جاهلى
ومن المضحكات أن الفعل يعرب اسم كما في قولهم :
كتب فعل ماض فكتب تعرب مبتدأ مرفوع رغم كونها فعل
إذا درس الإعراب على الحكاية مسمار أخر في نعش النحو ينهى على قواعده بحجة أن فلان قالها هكذا ونقلها الناس عنه
وقد وردت الحكاية في كتاب سيبويه (ت180هـ) في مواضع عدّة، منها:
"قوله: علم أن أهل الحجاز يقولون إذا قال الرجل رأيت زيدا: مَن زيدا؟ وإذا قال مررتُ بزيد قالوا: مَن زيد؟ وإذا قال: هذا عبد الله قالوا: من عبد الله؟ وأما بنو تميم فيرفعون على كل حال. وهو أقيسُ القولين.
فأما أهل الحجاز فإنهم حملوا قولهم على أهم حكوا ما تكلم به المسئول، كما قال بعض العرب: دعنا من تَمْرتان، على الحكاية لقوله: ما عنده تمرتان. وسمعتُ عربيا مرة يقول لرجل سأله فقال: أليس قُرشياً؟ فقال: ليس بقرشيا، حكاية لقوله. فجاز هذا في الاسم الذي يكون علَماً غالبا على ذا الوجه، ولا يجوز في غير الاسم الغالب كما جاز فيه، وذلك أنه الأكثر في كلامهم، وهو العلَم الأول الذي به يتعارفون. وإنما يُحتاج الى الصفة إذا خاف الالتباس من الأسماء الغالبة. وإنما حكى مبادرة للمسئول، أو توكيدا عليه أنه ليس يسأله عن غير هذا الذي تكلم به. والكُنية بمنزلة الاسم.
وإذا قال: رأيت أخا خالد لم يجز مَن أخا خالد إلا على قول من قال: دعنا مِن تمرتان، وليس بقرشيا. والوجه الرفع لأنه ليس باسم غالب."
إذا أضاع النحاة نحوهم بالإعراب على الحكاية فبدلا من المفترض وهو التمسك بقواعدهم أباحوا مخالفتها ولو صدرت من طفل
وتتبقى فى النفس كلمة من الكتاب لسيبويه :
هل يجوز لمسلم أن يسمى كتاب ألفه الكتاب وهو اسم كتاب الله ؟
بالطبع الاسم هنا شبهة وأى شبهة أن تجعل كتاب بشرى يشابه فى الاسم الكتاب الإلهى القرآن كما قال :
" ذلك الكتاب لا ريب فيه "