برستيجي ما يسمح

white ro0oz

مراقبه عامه
إنضم
24 يونيو 2015
المشاركات
28,528
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
<span style="color: #17365d;]<span style="color: #17365d;]برستيجي مايسمح...
<span style="color: #17365d;]لم أتخيل حين دعوت صديقين ممن يحملون درجات علميه متقدمه  قبل سنوات إلى مطعم شعبي أنني سأكتشف ماسيصدمني بمايعتلج في نفوس بعض الأكاديميين..   فما إن استقر المقام.. كانت ملامحهما تشي بقلق وترقب..وجلين.. مضطربين..حتى صرح أحدهما : إحراج..رد الآخر : فعلا ارتسمت على وجهي إمارات الذهول : ليه إحراج.._ تخيل لو رآنا أحد هنا.._ وإذا..تقلص  وجه أحدهما : فشيله_ الآخر : معك حق شعرت للحظتها أنني أمام لقطه بشعه..هل هناك من يتضخم عنده الشعور الوهمي بسبب حصوله على " شهاده "أن يرى نفسه محور اهتمام الكون..وأنه محط اهتمام البشر..وأن جلوسه مع من يراهم الدهماء والرعاع من عامة الناس  لايليق بمقام حذائه اللامع..
<span style="color: #17365d;]وبعد هذا الموقف وسعت النظر لأرى أن المرض لا يشمل الأكاديميين بل حتى الأصدقاء  الشعراء فما أن  يحصل بعضهم على جائزه أو شهره حتى تضطرب تعاملاته مع من حوله تخيلا منه أنه أصبح من الذوات العظيمه..بل سمعت من بعضهم يقول:  ( هذا المكان لا ألقي فيه مو من مستواي ).. 
<span style="color: #17365d;] والمضحك أن هذا الوهم أصاب شخص أعرفه..فبعد أن صار من نجوم السوشل ميديا أصبح لا يرد السلام إلا بتثاقل ويحاول أن يتحاشى السلام علي..لأن برستيجه لايسمح له  السلام على النكرات من أمثالنا..وكان قبلها ما أن يراني مقبلا حتى يأخذني بالأحضان..
<span style="color: #17365d;]في المقابل رأيت أناسا يحملون من التواضع وطيبة النفس مايجعلك تحتقر أي حالة كبر قد تعتريك..وقد شاهدت نماذج من كل الأطياف تتمنى أن تقبل جبينه لتواضعه وبساطته..ومن النماذج أحد الأقارب الأباعد يعمل استشاري في تخصص علمي دقيق وصعب ونادر..لكن في المناسبات العائليه أراه واقفا طيلة الوقت ليخدم الحضور..يحمل الصواني في الأعراس..ويغسل الأواني..ويدور بالشاي.. وهو رجل عالم كبير في تخصصه..لكنه استطاع فصل العمل والإنجاز الشخصي عن سلوكه مع الناس..ولا نناديه إلا يابوفلان بدون ألقاب..
<span style="color: #17365d;]وفي نموذج آخر لمحت أستاذا جامعيا  درسني في مرحلة  البكالوريس في قاعة المغادره في محطة القطار..وهو من الأثرياء بل من شيوخ الثراء.. تحاشيت النظر له..فالزحام والوضع غير مناسب للسلام والمجاملات..فلم التفت إلا وأراه متخطيا الرقاب والمقاعد حتى يصل إلي.. ليلقي علي السلام بعبارات التبجيل أستاذنا وشاعرنا.. فشعرت بحرج فهو الجدير بأن أبادره..لكنها النفوس الكبار..
<span style="color: #17365d;]الخلاصه : العظيم هو من لايحتاج لإثبات وجوده من خلال الترفع على الناس..إلا إذا شعر أنه ناقص..والشهاده والتخصص والمال  هم من يصنعون كيانه فهو ناقص فعلا...