- إنضم
- 16 يوليو 2010
- المشاركات
- 4,416
- مستوى التفاعل
- 3
- النقاط
- 0
بين دفتي كتاب (13) : قلب من بنقلان لسيف الاسلام آل سعود
رواية / قلب من بنقلان
المؤلف/ د. سيف الإسلام بن سعود بن عبد العزيز آل سعود
إصدار / دار الفارابي
قلب من بنقلان رواية للأمير د.سيف الاسلام بن سعود آل سعود في هذه الرواية يتحدث أو بالأصح تتحدث والدة الأمير عن حياتها وتذكر تفاصيل اختطافها من بلادها بلوشستان وهي بنت الشيوخ هناك لتنقل بعد ذلك الى عمان لتباع كجارية رقيقة الى حاكمها الذي يهديها بدوره لنائب الملك عبدالعزيز في الاحساء ابن جلوي الذي يهديها للملك سعود في احدى زياراته للمنطقة الشرقية ثم تتوالى الحكاية لتدخل بك في حياة القصور الملكية في ذلك الوقت وماكان يدور فيها من شد وجذب بين أبناء العائلة الحاكمة الى أن تنتهي بذكر الظلم الذي وقع على الملك سعود بعزله عن الحكم وكيف ظلمه التاريخ بعدم ذكر انجازاته وانفتاحه على العالم.. ماسبق كان موجزا مبسطا عن سير الرواية التي أنهيتها قبل قليل الرواية جميلة جدا من حيث الأحداث التاريخية والكتابة الأدبية الجيدة والبسيطة عدا عن بعض الفلسفات الزائدة هنا وهناك الرواية تقع في قرابة الأربعمائة صفحة من النوع المتوسط
,,
إهداء
إلى الروح التي انتصرت على العقل الذي مانع طويلا في كشف
وقائع الإبحار عبر شواطئ الزمن الماضي؛ بحثًا عن الجذور، وعن
أصل الدموع التي رأيتها ذات يوم في عيون أم مسنة كُفَّ بصرها
بعد أن قوّست الأيام ظهرها وأقعدتها تصاريف الدهر
إلى العقلِ الذي أخافني وأقلقني وناشدني مراراً
وتكراراً أن أُخفي ماسمعتُه وعلِمته في جُب من المدركات
عميق ففشِل , ومن ثم كانت النتيجةُ : هذه الرواية .
,,
فصول الرواية
1/ الخميس : عندما بكت..
2/الجـمـعه : عنما باحت..
3/الـسبــت : نحو المجهول ..
4/الأحـــــد : في اليم ..
5/الاثنـيــن : قريباً من القصور ..
6/الثـلاثـاء : إلى حيث السعوديين
7/الأربـعاء : أمة و ملك
8/أغـنـيـة للــــــمـــــاضي
تسير أحداث الرواية - كما قدر لها مؤلفها - في خطين أساسيين
1/ التاريخ الشخصي لبطلة الرواية
2/التاريخ الداخلي للملكة العربية السعودية
وبإجتماع هذين الخطين يتشكل نسيج رواية قال عنها المؤلف
{ مأسأة والدي الملك الذي لايلتقي مع والدتي في أي شي
مشترك , إلا أنهم أبناءُ المأساة , وإن اختلفت في الشكل والمضمون }
,,,
حكمة
الإنصات في مواقف بوح البشر ذي الخاصية
النادرة , هو المتعة والقرار الصائب بعينة
تبدأ الرواية بمقطع لـ أغنية بلوشستانية تقول
" كم هي جميلة بلاد الآخرين مليئة بالناس والثروات وأنهار من العسل
لكن الخشب الجاف في بلادنا خير من كل ما في العالم"
في هذا الفصل لايمكن فصل الماضي عن الحاضر , أو حتى الهروب منه
حتى لوكان قاسياً ومؤلماً , يبقى الانسان يعيش مع ماضيه , ولكن سرعان
مايصبح الماضي ذكريات , وتعيش دائماً مهما تباعدت الأيام والسنين
تحاول بطلة الرواية الصمت , وتناسي ماضيها المؤلم لكنها لن تستطيع الإستمرار
بصمتها إلى الابد , مع أن الحاضر قد يكون أفضل من الماضي بمافية من أحزان
فالابن لايكف عن الالحاح على والدته لكشف ماضيها وحياتها عندما كانت
صغيرة , علها تطفئ ناراً قد تكون مستعرة في أحشائة
{ تقولون في السعودية : إن الإنسان يجبُ ألا يشتم الزمن أو يغضب
من الزمان , لأن الزمـان هو الله , عند هذه الإشكـالية أقفُ متـرددة
ألـف مـرة , عندما أشـكـو هذا المـدعو (زمناً) والذي جعلتموه في
في جزيرتكم إلهاً . الإله عندي لايعرف إلا العدل والإنصاف والجمال }
تتذكر بطلة الرواية مريم البلوشية بلادها بلوشستان بعد أن ضربه
زلزال 2001 م والذي خلف دماراً هائلاً , وتعود بها الذكريات إلى
سبعين سنة حيث عصف بها زلزال غير مجرى حياتها حينما كانت
فتاة صغيرة تناهز الثانية عشرة من عمرها ,خُطفت من ديارها بعد
وفاة أمها بثلاثة أسابيع فكانت صيداً ثمينا لتجار الرقيق لأنها ذات
حسب ونسب وجمال ، وفي حبكات درامية مثيرة تبوح الأميرة الصغيرة
لابنها الأمير عن رحلة العذاب والمشقة التي نقلتها مع مئات من أترابها
إلى خارج بلوشستان.
مريم الفتاة , قادها حظها وساقتها الأقدار للوقوع بين يديّ تجار بشر.
خطفوها من أرضها، ونزعوها من وسط اهلها. لم يرحموا طفولتها ولم تلن
قلوبهم لتوسلاتها.
جانب من الحوار:
{ لست يابنت بن بركة درتي الوحيدة هنا
علي يمينك ويسارك ومن خلفك وأمامك بنات من الهوت والبزنجو
والرند وميرواني يساوين أوزانهن ذهباً لكن أنتِ تعادلين كلهن
في القيمة عندي
أتعرفين لماذا ؟
لأن آل بركة لهم معي ومع أهلي ثأر قديم وتراث متراكم من الأحقاد
الحمد لله الذي أطال في عمري لأشاهد يوم عبوديتك }
من أرض بلوشستان قادوها وفي أرض السعودية باعوها.
لتبدأ رواية { قصة البلوشية المختطفة التي أصبحت من أماء ملك يعادلُ
في مأساتها , وإن اختلفت صناعة وصُناع المأساة }
مرت السنوات وكُف البصر، ونسيت كل شي إلاّ حلم العودة لمراتع
الصبا وديار الأهل والاحباب. قصة طويلة اختلطت فيها المأساة بالآلام
والأشواق، فجعلت من ابنها يسترجع معها
تفاصيل حياتها في رواية يمكن أن تكون أيضا سيرة شخصية
{ طوال الطريق من مسقط إلى الأحساء , مروراً بكل القرى والنجوع , قرب
البساتين , بين الجبال , ووسط الصحراء أخذت أحدث نفسي كثيراً وأسأل
الغيب : لم كتب الشقاء على أناس وكتبت السعادةُ للأخرين ؟
لعلي أتعلم الصبر والمقاومة والتحدي من تلك النباتات والشجيرات الصحراوية
التي تقاوم طقسها غير الرحيم , لكن خاطراً من حين إلى آخر كان يأتيني
ليقول لي : إن ماترينة من مظاهر الصلابة والشموخ لوريقات تلك المجاهل
ليس إلا ترجمة لغريزة البقاء , وشفرة لسلوكيات الاختيار الاعظم
الحياة أو الموت }
رحلة عبودية البطلة زاخرة بالأهوال المثيرة ، ومن أهمها
مشهد العاصفة النارية التي هبت على السفينة التي تقل الأطفال
ومشهد ما حل بالقافلة المختطفة إذ تنتقل برا على الشاطئ الإيراني
و بعد شهرين إلى الشاطئ العماني وبعدها وفي رحلة برية مضنية تنتقل
إلى واحة البريمي ومن هناك تنتقل لتستقر لمدة عام في الإحساء
بقصر الأمير القوي خالد بن جلوي ابن عم الملك سعود
{ تعلمت ُمن السفر خاصة في الرحلة القديمة بين مسقط والأحساء أن الحياة
تافهةُ جداً ولاتستحق هذا العناء , لاتستحق أن يقتل هذا ذاك ولاأن يظلم
فلان علاناً , ولاأن يحارب زيدُ عمراً لأي سبب كان يدعية , ولاأن يكون
هناك بالطبع عبيدُ وسادة . الصحراء يابني تدفع الإنسان لأن يعلم كم
هي مبتذلة رغباتة , وكم هي تافهةُ وسائلة لتحقيق تلك الرغبات . ابن
التراب يجب ألا يفارق التراب أبداً ولايهجُره , حتى يمكنه أن يعيش صادقاً
مع نفسه , معايشاً الغير بإحسان , أميناً مع قدرِه وحتميةِ زوالهِ ونهايته }
وهنا لي وقفة مختصرة جداً مع المشهد والحوار الذي دار بين الفتاة البلوشية
المختطفة وحاكم الأحساء الذي وصفت أخلاقة بالرجل الشهم والنبيل
رغم صوتة الأجش المدوي
{ ياأيها الحاكم : لم تسرقون أبناء الملوك الذين يماثلونكم طيب
الأرومة وعراقة المنبت ؟ أين دينكم وعاداتُكم البدوية ؟
ثم أين ذهبتم بصديقتي مريم الإماراتية التي لم أشاهدها
منذ أول يوم وصولولنا إلى بلادكم }
وللحظات يخرج الرجل الذي وصف صوتة بالأجش المدوي
بعد ان انسدل على كرسيء خشبي هيئ له وقد صدم من
مضامين كلام الفتاة البلوشية
{ لا والله لانرضى بما هو مخالف لشرع الله ومابينة نبينا
-صلى الله علية وسلم - , ابن دايل قبحة الله ذكر لي أن
العًمانيين يريدون ان يهدوا لي جارية أهلُها يحاربون المسلمين
في شرق الخليج , إنني يابنيتي لاأرضى باستعباد صغار أو كبار
ممن يخالفون ديننا , فكيف بأبناء المسلمين ؟ خاصة إن كانوا من
أبناء الملوك }
بعد هذا الحديث أمر الحاكم ابن جلوي مساعدية بأن يضم
الفتاة إلى اهل بيتة كضيفة , وان تعامل كأميرة إلى ان تتوافر
ظروف جيدة تعيدها إلى بلادها مع جميع المختطفين
وقد عاشت في رعايتة سنة كاملة حتى جاء يوم زيارة
ولي عهد المملكة السعودية آنذاك / الملك سعود رحمه الله إلى الإحساء
فيتعرف إلى الفتاة البلوشية فيضمها إلى سراريه
وينتقل بها إلى الرياض وتسكن في قصوره وبعد سنوات تصبح
أماً للأمير مقرن الذي إنتهت حياتة بإنتهاء قصة حبة الحزينة العجيبة
فمات مكسور القلب في وسط منزل ريفي على الاطراف الفاصلة بين
مدينتي لوزان وجنيف السويسريتين
وأماً للأميرة لطيفة التي رحلت وهي صغيرة
وأماً للأمير لسيف الإسلام كاتب الرواية.
بهذه الشفافية النقية تدور حبكة الرواية وتنهي بذكريات حبيب
ومنزل من الأهل والزوج والأحباب والأصحاب
,,,
سيف الاسلام ال سعود
تم سحب الرواية من الاسواق بعد صدورها بفترة وجيزة بطلب من المؤلف
وحسب مايقول المؤلف حول سبب المنع أن المجتمع السعودي حتى
ومع التطورات والتغيرات الملحوظة التي يعيشها في سنواته الاخيرة
الا أنه يظل في بعض الاحيان لا يتقبل شفافية القول او الطرح
لهذا رأيت أنه من المناسب "ارقاد" هذه الرواية .
..
و سبحانك يارب من قلب بلوشستان يذهب بها القدر إلى السعودية و تصبح من أفراد أسرة آل سعود..وبعد أن كانت من أبناء الملوك في ديارها تصبح مملوكة في ديار غيرها..ومن ثم أماً للأمراء..
رواية / قلب من بنقلان
المؤلف/ د. سيف الإسلام بن سعود بن عبد العزيز آل سعود
إصدار / دار الفارابي

قلب من بنقلان رواية للأمير د.سيف الاسلام بن سعود آل سعود في هذه الرواية يتحدث أو بالأصح تتحدث والدة الأمير عن حياتها وتذكر تفاصيل اختطافها من بلادها بلوشستان وهي بنت الشيوخ هناك لتنقل بعد ذلك الى عمان لتباع كجارية رقيقة الى حاكمها الذي يهديها بدوره لنائب الملك عبدالعزيز في الاحساء ابن جلوي الذي يهديها للملك سعود في احدى زياراته للمنطقة الشرقية ثم تتوالى الحكاية لتدخل بك في حياة القصور الملكية في ذلك الوقت وماكان يدور فيها من شد وجذب بين أبناء العائلة الحاكمة الى أن تنتهي بذكر الظلم الذي وقع على الملك سعود بعزله عن الحكم وكيف ظلمه التاريخ بعدم ذكر انجازاته وانفتاحه على العالم.. ماسبق كان موجزا مبسطا عن سير الرواية التي أنهيتها قبل قليل الرواية جميلة جدا من حيث الأحداث التاريخية والكتابة الأدبية الجيدة والبسيطة عدا عن بعض الفلسفات الزائدة هنا وهناك الرواية تقع في قرابة الأربعمائة صفحة من النوع المتوسط
,,
إهداء
إلى الروح التي انتصرت على العقل الذي مانع طويلا في كشف
وقائع الإبحار عبر شواطئ الزمن الماضي؛ بحثًا عن الجذور، وعن
أصل الدموع التي رأيتها ذات يوم في عيون أم مسنة كُفَّ بصرها
بعد أن قوّست الأيام ظهرها وأقعدتها تصاريف الدهر
إلى العقلِ الذي أخافني وأقلقني وناشدني مراراً
وتكراراً أن أُخفي ماسمعتُه وعلِمته في جُب من المدركات
عميق ففشِل , ومن ثم كانت النتيجةُ : هذه الرواية .
,,
فصول الرواية
1/ الخميس : عندما بكت..
2/الجـمـعه : عنما باحت..
3/الـسبــت : نحو المجهول ..
4/الأحـــــد : في اليم ..
5/الاثنـيــن : قريباً من القصور ..
6/الثـلاثـاء : إلى حيث السعوديين
7/الأربـعاء : أمة و ملك
8/أغـنـيـة للــــــمـــــاضي
تسير أحداث الرواية - كما قدر لها مؤلفها - في خطين أساسيين
1/ التاريخ الشخصي لبطلة الرواية
2/التاريخ الداخلي للملكة العربية السعودية
وبإجتماع هذين الخطين يتشكل نسيج رواية قال عنها المؤلف
{ مأسأة والدي الملك الذي لايلتقي مع والدتي في أي شي
مشترك , إلا أنهم أبناءُ المأساة , وإن اختلفت في الشكل والمضمون }
,,,
حكمة
الإنصات في مواقف بوح البشر ذي الخاصية
النادرة , هو المتعة والقرار الصائب بعينة
تبدأ الرواية بمقطع لـ أغنية بلوشستانية تقول
" كم هي جميلة بلاد الآخرين مليئة بالناس والثروات وأنهار من العسل
لكن الخشب الجاف في بلادنا خير من كل ما في العالم"
في هذا الفصل لايمكن فصل الماضي عن الحاضر , أو حتى الهروب منه
حتى لوكان قاسياً ومؤلماً , يبقى الانسان يعيش مع ماضيه , ولكن سرعان
مايصبح الماضي ذكريات , وتعيش دائماً مهما تباعدت الأيام والسنين
تحاول بطلة الرواية الصمت , وتناسي ماضيها المؤلم لكنها لن تستطيع الإستمرار
بصمتها إلى الابد , مع أن الحاضر قد يكون أفضل من الماضي بمافية من أحزان
فالابن لايكف عن الالحاح على والدته لكشف ماضيها وحياتها عندما كانت
صغيرة , علها تطفئ ناراً قد تكون مستعرة في أحشائة
{ تقولون في السعودية : إن الإنسان يجبُ ألا يشتم الزمن أو يغضب
من الزمان , لأن الزمـان هو الله , عند هذه الإشكـالية أقفُ متـرددة
ألـف مـرة , عندما أشـكـو هذا المـدعو (زمناً) والذي جعلتموه في
في جزيرتكم إلهاً . الإله عندي لايعرف إلا العدل والإنصاف والجمال }
تتذكر بطلة الرواية مريم البلوشية بلادها بلوشستان بعد أن ضربه
زلزال 2001 م والذي خلف دماراً هائلاً , وتعود بها الذكريات إلى
سبعين سنة حيث عصف بها زلزال غير مجرى حياتها حينما كانت
فتاة صغيرة تناهز الثانية عشرة من عمرها ,خُطفت من ديارها بعد
وفاة أمها بثلاثة أسابيع فكانت صيداً ثمينا لتجار الرقيق لأنها ذات
حسب ونسب وجمال ، وفي حبكات درامية مثيرة تبوح الأميرة الصغيرة
لابنها الأمير عن رحلة العذاب والمشقة التي نقلتها مع مئات من أترابها
إلى خارج بلوشستان.
مريم الفتاة , قادها حظها وساقتها الأقدار للوقوع بين يديّ تجار بشر.
خطفوها من أرضها، ونزعوها من وسط اهلها. لم يرحموا طفولتها ولم تلن
قلوبهم لتوسلاتها.
جانب من الحوار:
{ لست يابنت بن بركة درتي الوحيدة هنا
علي يمينك ويسارك ومن خلفك وأمامك بنات من الهوت والبزنجو
والرند وميرواني يساوين أوزانهن ذهباً لكن أنتِ تعادلين كلهن
في القيمة عندي
أتعرفين لماذا ؟
لأن آل بركة لهم معي ومع أهلي ثأر قديم وتراث متراكم من الأحقاد
الحمد لله الذي أطال في عمري لأشاهد يوم عبوديتك }
من أرض بلوشستان قادوها وفي أرض السعودية باعوها.
لتبدأ رواية { قصة البلوشية المختطفة التي أصبحت من أماء ملك يعادلُ
في مأساتها , وإن اختلفت صناعة وصُناع المأساة }
مرت السنوات وكُف البصر، ونسيت كل شي إلاّ حلم العودة لمراتع
الصبا وديار الأهل والاحباب. قصة طويلة اختلطت فيها المأساة بالآلام
والأشواق، فجعلت من ابنها يسترجع معها
تفاصيل حياتها في رواية يمكن أن تكون أيضا سيرة شخصية
{ طوال الطريق من مسقط إلى الأحساء , مروراً بكل القرى والنجوع , قرب
البساتين , بين الجبال , ووسط الصحراء أخذت أحدث نفسي كثيراً وأسأل
الغيب : لم كتب الشقاء على أناس وكتبت السعادةُ للأخرين ؟
لعلي أتعلم الصبر والمقاومة والتحدي من تلك النباتات والشجيرات الصحراوية
التي تقاوم طقسها غير الرحيم , لكن خاطراً من حين إلى آخر كان يأتيني
ليقول لي : إن ماترينة من مظاهر الصلابة والشموخ لوريقات تلك المجاهل
ليس إلا ترجمة لغريزة البقاء , وشفرة لسلوكيات الاختيار الاعظم
الحياة أو الموت }
رحلة عبودية البطلة زاخرة بالأهوال المثيرة ، ومن أهمها
مشهد العاصفة النارية التي هبت على السفينة التي تقل الأطفال
ومشهد ما حل بالقافلة المختطفة إذ تنتقل برا على الشاطئ الإيراني
و بعد شهرين إلى الشاطئ العماني وبعدها وفي رحلة برية مضنية تنتقل
إلى واحة البريمي ومن هناك تنتقل لتستقر لمدة عام في الإحساء
بقصر الأمير القوي خالد بن جلوي ابن عم الملك سعود
{ تعلمت ُمن السفر خاصة في الرحلة القديمة بين مسقط والأحساء أن الحياة
تافهةُ جداً ولاتستحق هذا العناء , لاتستحق أن يقتل هذا ذاك ولاأن يظلم
فلان علاناً , ولاأن يحارب زيدُ عمراً لأي سبب كان يدعية , ولاأن يكون
هناك بالطبع عبيدُ وسادة . الصحراء يابني تدفع الإنسان لأن يعلم كم
هي مبتذلة رغباتة , وكم هي تافهةُ وسائلة لتحقيق تلك الرغبات . ابن
التراب يجب ألا يفارق التراب أبداً ولايهجُره , حتى يمكنه أن يعيش صادقاً
مع نفسه , معايشاً الغير بإحسان , أميناً مع قدرِه وحتميةِ زوالهِ ونهايته }
وهنا لي وقفة مختصرة جداً مع المشهد والحوار الذي دار بين الفتاة البلوشية
المختطفة وحاكم الأحساء الذي وصفت أخلاقة بالرجل الشهم والنبيل
رغم صوتة الأجش المدوي
{ ياأيها الحاكم : لم تسرقون أبناء الملوك الذين يماثلونكم طيب
الأرومة وعراقة المنبت ؟ أين دينكم وعاداتُكم البدوية ؟
ثم أين ذهبتم بصديقتي مريم الإماراتية التي لم أشاهدها
منذ أول يوم وصولولنا إلى بلادكم }
وللحظات يخرج الرجل الذي وصف صوتة بالأجش المدوي
بعد ان انسدل على كرسيء خشبي هيئ له وقد صدم من
مضامين كلام الفتاة البلوشية
{ لا والله لانرضى بما هو مخالف لشرع الله ومابينة نبينا
-صلى الله علية وسلم - , ابن دايل قبحة الله ذكر لي أن
العًمانيين يريدون ان يهدوا لي جارية أهلُها يحاربون المسلمين
في شرق الخليج , إنني يابنيتي لاأرضى باستعباد صغار أو كبار
ممن يخالفون ديننا , فكيف بأبناء المسلمين ؟ خاصة إن كانوا من
أبناء الملوك }
بعد هذا الحديث أمر الحاكم ابن جلوي مساعدية بأن يضم
الفتاة إلى اهل بيتة كضيفة , وان تعامل كأميرة إلى ان تتوافر
ظروف جيدة تعيدها إلى بلادها مع جميع المختطفين
وقد عاشت في رعايتة سنة كاملة حتى جاء يوم زيارة
ولي عهد المملكة السعودية آنذاك / الملك سعود رحمه الله إلى الإحساء
فيتعرف إلى الفتاة البلوشية فيضمها إلى سراريه
وينتقل بها إلى الرياض وتسكن في قصوره وبعد سنوات تصبح
أماً للأمير مقرن الذي إنتهت حياتة بإنتهاء قصة حبة الحزينة العجيبة
فمات مكسور القلب في وسط منزل ريفي على الاطراف الفاصلة بين
مدينتي لوزان وجنيف السويسريتين
وأماً للأميرة لطيفة التي رحلت وهي صغيرة
وأماً للأمير لسيف الإسلام كاتب الرواية.
بهذه الشفافية النقية تدور حبكة الرواية وتنهي بذكريات حبيب
ومنزل من الأهل والزوج والأحباب والأصحاب
,,,

سيف الاسلام ال سعود
تم سحب الرواية من الاسواق بعد صدورها بفترة وجيزة بطلب من المؤلف
وحسب مايقول المؤلف حول سبب المنع أن المجتمع السعودي حتى
ومع التطورات والتغيرات الملحوظة التي يعيشها في سنواته الاخيرة
الا أنه يظل في بعض الاحيان لا يتقبل شفافية القول او الطرح
لهذا رأيت أنه من المناسب "ارقاد" هذه الرواية .
..
و سبحانك يارب من قلب بلوشستان يذهب بها القدر إلى السعودية و تصبح من أفراد أسرة آل سعود..وبعد أن كانت من أبناء الملوك في ديارها تصبح مملوكة في ديار غيرها..ومن ثم أماً للأمراء..




التعديل الأخير: