مقال روووعه انصحكم بنات تقرونه
الكاتب يوسف الهولي
علوم سياسيه
ليس من المستغرب رؤية إتحاد طلبة الجامعة-فرع الكويت يستنفر للدفاع والتبرير عن حماقات (حماس) فالولاء الأيدلوجي متغلغل أكثر من الولاء الوطني عند البعض فهل من المعقول أن نستنفر لمن هلل لاجتياح أرضنا وسفك دمائنا ، لكن بالنهاية هم أبناء أيدلوجياتهم لا أوطانهم.
فمنذ بدأ هجوم إسرائيل على غزة والتصريحات متوالية لكن ما شد انتباهي هو التصريح الأخير بهذا الشأن بتاريخ 20 يناير 2009م ، حيث هنأ الإتحاد الأمة العربية والإسلامية بانتصار حماس على إسرائيل!!!
أي نصر هذا الذي أنجزته (حماس) على أشلاء المدنيين!!!
أي نصر هذا الذي أنجزته (حماس) وقياداتها مختبئة في السراديب!!!
أي نصر هذا الذي نتج عنه 1300 قتيل وأكثر من 5000 جريح بينما قتلى الجانب الإسرائيلي 14فقط!!!
أي نصر هذا الذي نتج عنه تشريد آلاف الأسر بعد أن دمرت الصواريخ منازلهم بسبب حماقات (حماس)!!!
ألم تكن (حماس) هي من سبب كل هذه الفوضى كما سبب الأمين العام (لحزب الله) حسن نصرالله حرب صيف 2006م في لبنان ثم يخرج علينا خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس ليقول نفس الكلمة التي قالها (نصرالله) بأنه لو كان يعلم أن الرد الإسرائيلي سوف يكون بهذا العنف لما حدث ما حدث!!! المتأمل في هذا التصريح يرى اعتراف ضمني من (حماس) بمسئوليتها عن هذه الكارثة لكن هذا لن يردع (حماس) من التسبب بمزيد من المآسي فكل حماقاتها مدفوعة التكاليف من جيوبنا فنحن (دول الخليج) بالنهاية مجرد atm للفصائل الفلسطينية المتناحرة. ثم بعد كل هذا نرى في التصريح ذاته للإتحاد من يقول بأن فصائل المقاومة هي من يجب أن يحدد شروط المصالحة (وطبعا المقصود حماس) ، لكن الأمر لم يقف عند هذا الحد من الطاعة العمياء بل تدخل الإتحاد فيما لا يعنيه حيث طالب بأن صندوق إعمار غزة يجب أن لا يكون تحت إشراف رئيس السلطة الفلسطينية بل تحت إشراف عربي إسلامي (يعني عند ربعنا حماس)!!! أليس هذا تدخلا من الإتحاد فيما لا يعنيه!!!
لكن مهلا ألم ينظر أعضاء الإتحاد إلى اللوحة المعلقة عند أحد مداخل كلية الآداب في كيفان ،
ألم ينظروا ويتأملوا أسماء شهدائنا الأبرار الذين جلسوا على نفس المقاعد التي نجلس عليها الآن؟؟؟
هل من المنطقي أن نقف مع قاتل شعبنا؟ هل نقف مع من هلل لسفك دماء أبناء هذا الوطن؟
الكثير يقولون بأن منظمة التحرير هي من ساندت الاحتلال وليس حماس ، ولهؤلاء نقول ألم يرفض خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس الاعتذار الذي قدمه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لدى زيارته الأولى إلى الكويت عن موقف السلطة الفلسطينية المتخاذل تجاه الغزو العراقي للكويت؟؟؟ ألم تشد حماس حبال الخيام لتقبل العزاء بعد إعدام الطاغية صدام حسين؟ ألم يشارك الفلسطينيون في الغزو بنقاط التفتيش التي وضعها العراقيون؟ إضافة إلى الكثير من المواقف المخزية التي صدرت من الفلسطينيين تجاه الكويت والتي لا مجال لذكرها كلها هنا.
ثم لمن يقول بأن حماس منظمة تسعى لإعلاء كلمة الحق وتحرير أرض فلسطين أقول له التالي:
هل الذي يسعى إلى التحرير يقبع في السراديب بينما المدنيين العزل يتم قصفهم بالصواريخ؟
هل الذي يسعى إلى التحرير يستولي على التبرعات الموجهة إلى المدنيين المتضررين؟
هل من الإسلام في شي قيام عناصر من حماس بإلقاء أحد عناصر فتح من سطح أحدى البنايات في غزة؟
هل الذي يسعى إلى تحرير أرضه يتسبب باندلاع حرب داخلية ومتى في نهار رمضان نشاهد عناصر فتح وحماس يتبادلون إطلاق النار في شوارع غزة ورام الله!!! ثم يأتون ليطالبوا بقيام مرجعية جديدة للفلسطينيين والتخلي عن منظمة التحرير!!!
ثم من وضع سكان غزة في هذا الوضع المأساوي؟؟؟ أليست سياسات (حماس) وصواريخها التي كلنا نعلم علم اليقين أنها مجرد ألعاب نارية بالنسبة إلى إسرائيل ولا تهدد وجودها ولا أمنها بل تستغلها من أجل أن تظهر نفسها بأنها معتدى عليها وعلى سكانها المدنيين؟؟؟
ذاكرة الشعوب ذاكرة قوية لا تمحى على الرغم من مرور القرون فما بالكم بالذين يريدون أن ننسى ذاكرة عمرها أقل من عشرين عاما! هل من المعقول تصور شعوب شرق آسيا متناسين آلمهم التي سببها لهم اليابانيين في الحرب العالمية الثانية ، وهل من الممكن أن نتصور شعوب أوروبا متناسين الآلام والدمار الذي خلفته ألمانيا النازية! هل سوف يأتي اليهود ليقولوا دعونا ننسى الإبادة التي تعرض لها شعبنا!. هل هذه الشعوب نست آلام أبنائها على الرغم من مرور كل تلك السنين! فكيف يأتي اليوم من يطالب بأن ننسى ما حدث لأرضنا ثم يقيمون المهرجانات الخطابية وحفلات جمع التبرعات ويخرج منهم من يقول أن تأييد الفلسطينيين للصدام مجرد إشاعة!!!
أنا لست ضد تقديم المعونات للمدنيين المتضررين من منطلقات إنسانية مع علمي المسبق بأنهم (منكر حسنة) ، لكن أن تكون هذه المساعدات بهدف تقديم دعم سياسي لتنظيم معين فاعلموا أن لا جدوى منها ، فباختصار حماس مجرد عصابة كما هي باقي التنظيمات الفلسطينية كل همها هو أن تدر البقرة التي يطلق عليها أسم القضية الفلسطينية أكبر قدر من الحليب لهم ، لكن الولاء الأيدلوجي عند أبناء وطني أعماهم عن ذلك أو يتعامون وذلك أشد .
كيف من المفترض ان تكون ردة فعل الجموع الطلابية ؟
الجواب في لقاءنا القادم ..
ممكن احد يجاوبني وين حب الوطن ؟ هل مات هل اندثر ؟ هل ما زالت هناك وطنيه و لا انا اتوهم ؟
