ما رأيكم في هذه المقالة التي نشرت في احد الصحف
نور المطيري يبدو ان عينا رصدت مع ما حصل معك او ما حصل معك يحدث مع الكثير في مواقف مختلفة
*****************************************************
طلاب يعانون وبعض أساتذة الجامعة في درب الزلق ماضون
حين يصل الطالب إلى المرحلة الجامعية ينشط قلبه وعقله بتطلعات تهز همته وتشغلها بالإحاطة التامة للتخصص الذي طالما حلم أن يتميز فيه ولكنه يصدم بمستويات بعض الأساتذة هداهم الله الذين لم يعتقد يوما انه سيلتقي بهم في هذا الصرح حيث كان تصوره أن كل من وصل إلى هذه المكانة العلمية همتهم أمضى من الشهب وضياء علمهم كوكب دري .
ولكنهم آثروا الخمول والكسل إما لنقص خبرتهم في كيفية إيصال المعلومة للطالب أو لضعف الإدراك للمادة التي يدرسونها وان كنت أرجح الكسل كسبب أوحد لتدني مستواهم .
فقد تناسوا الإخلاص والإتقان والإحسان في عملهم للإرتقاء بمستوى من وثقوا بهم ..هيهات هيهات أن يوقض الضمير الغائب والحس الميت إلا من رحم الله .
فلم يجد الطالب في بعض النماذج فارقا بينهم وبين قارئي موجز النشرات الإخبارية .فما النفع الذي سيجنيه الطالب من أمثالهم حين أوقعوا عليه كل ثقل التعلم متناسين قلة تحصيله العلمي في المادة العلمية التي لا تؤهله بمتابعة الطريق دون الاستعانة بالدروس الخصوصية أو الانتساب للمعاهد العلمية المتخصصة التي ما كنا نسمع بها قبل سنوات مضت .
أما النموذج الآخر فهو الأشد تضيعيا وإهمالا إذ حول المحاضرات الى مسلسل يومي لمواقفه و خبراته الحياتيه الخاصة التي صاغها في حكايات وقصص لا تنتهي أغلق الباب وقد سحب البساط من أشهر القصاصين ( .. راحت عليج يا شهرزاد ) .
أما المادة العلميه فقد تغافل وتغاضى عنها فلو كان لها لسان لاستغاثت لأمجادها وحقائقها واستصرخت لعبرها وقيمها التي أنزلت بواد غير ذي زرع ..
أما النموذج الثالث فهو مولع بالسوء أظنه قد أقسم للجفاء ألا يكون في قلبه موضع مرحمة فقد عُرف بتصرفات تنفر منها أصحاب الطباع السوية وتنقبض منه الصدور لا يعرف غير الطرد والسخرية وليته قد أعطى المادة حقها حين تجبر وجاوز قدره .
فاعلم أيها المتغطرس ان اكرم الناس اتقاهم ووتقوى الله تمنع الظلم وتعطي كل ذي حق حقه فلم تكن يوما الشدة الطاغيه سبيلا للعلم والتقويم كما اللين حين يتجاوز الحد
فامسك العصا من المنتصف تسلم ويسلم طلاب علمك هذا ان كان لديك علم الذي يرجى اخراجه من خزائنه التي ُيخشى صدأ جدارها وتعفن محتواها وتحلل موادها فتفنى فتفنى في عزلتها وتضيع .
وان تكلمنا عن اختبارات بعض الأساتذة تكرراها وتوارثها جيلا بعد جيل قد ضيع تحقيق العدالة وساوى بين المجتهد والبليد ومتخاذل العزم .وقد يتحدى البعض طلابه بأسئلة تعجيزية أو طويلة الإجابة لا يكفي الوقت للإجابة عليهابدقة وتفصيل .
والطامة الكبرى مبدأ اعتنقه أمثال هذه النماذج السيئة - لا احد يستحق درجة الامتياز - فهل أعطيتم المادة حقها ومستحقها لتحكموا بهذا الحكم المحبط الذي لا يقره لا دين ولا عرف ولا منطق فهل يعني مبدؤكم أنكم الصفوة المختارة من العلماء وطلابكم جهلة اغبياء.
فإذا كانوا كذلك فأين دوركم للارتقاء بمستواهم ..
اتقوا الله فلن ينفع الإنسان غير عدله ومراقبة الله وارجوا التمعن بقوله تعالى (ان خير من استأجرت القوي الأمين ) فان لم تجدوا في انفسكم هاتين الصفيتن فقوموها وغيروا من انفسكم لتنفعوا انفسكم قبل نفع غيركم ..انفضوا عن انفكسم غبار الكسل والغطرسة التي يمقتها ذي الجلال والاكرام ..