- إنضم
- 5 مارس 2008
- المشاركات
- 14,342
- مستوى التفاعل
- 3
- النقاط
- 0
بسم الله، والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد
عملا برسالة الموقع وايماناً منا بعرض تاريخ هذا البلد الحبيب دون تزييف أو اجحاف، أو تحييز وانجراف، واتباعاً للحق، ونقل العلم بأمانة وتجرد، حتى لا تكون حادثة عاشها الكثير ممن يعيش بيننا الآن مادة تاريخية يشكلها كل من أراد تشكيلها بما يتفق وهواه، فهي حادثة تاريخية كسائر حوادث الكويت، التي وقف عندها التاريخ يتأمل وسكت عنها قلم المؤرخ، فلنا هي كطاعون 1831م، وسنة الهيلق، وصعود الشيخ مبارك بن صباح الحكم، وسنة الهدامة، وسنة المجلس، وسنة الجدري، وحرب الجهرة، وحرب الصريف، وحرب هدية، وسنة الغزو، وغيرها من السنين التي نأخذ منها العبر ونتعلم منها الدروس، لا تزيد عنهم ولا تنقص، والله المستعان.
الكويت في عام 1956م.
زار قرية أبوحليفة بعض أبناء الصباح، وقفوا عند أحد مزارعها فأعجبتهم، تقدم من تقدم منهم لسؤال الحارس عن مالكها، فأجاب بأنها تعود للشيخ فهد المالك الصباح، فساروا طالبين الشيخ فهد المالك حتى وجدوه ، تجاذبوا أطراف الحديث وفي عرض الكلام أبدوا اعجابهم بتلك المزرعة الكبيرة والجملية، وطلبوا منه بيعها عليهم، فرد الشيخ فهد بعدم رغبته ببيعها، بيد انه استدرك فقال لهم انهم باستطاعتهم استخدامها متى ما أرادوا، لم يكن هذا مرادهم فألحوا عليه لكي يبيعها عليهم، فلم يستجب، تعكرت أجواء اللقاء وأخذ الحديث منحى لم يكن ودياً، وأنتهى الأمر عند ذلك، فانفض اللقاء ولكن جرى شيء بالنفس، وحملت القلوب.
بعد أيام قلائل، أحرقت المزرعة بما فيها، فأصبحت خراباً رماداً، علم الشيخ فهد بما حل لمزرعته، فسار طالباً الحاكم أمير البلاد الشيخ عبدالله السالم لينقل له ما حل به ويقتص له من الفاعل، فكان له اللقاء ووضح الشيخ فهد لأمير البلاد ما جرى له طالبا منه رد اعتباره، ولأسباب نجهلها رأى الأمير أن يعوض الشيخ فهد مادياً عما حل بمزرعته ويقف الأمر عند هذا الحد، لعل الأمير كان يرى بالتعويض المادي بتراً لأمر قد يجري بين أبناء العم، فلم يروق للشيخ فهد الحل المقترح، فأوضح أن الأمر ليس أمراً مادياً ولكن سمعته وما جرى لمزرعته كان على مرأى ومسمع الكثير من الناس وفي قبوله حل كهذا منقصة ورضوخ.
بين اصرار الأمير على الحل المقترح وتمسك الشيخ فهد برد اعتباره المعنوي اشتدت لهجة الحديث، وعبر الشيخ فهد عن رفضه لأي حل لا يكون بمستوى ما جرى له وأسمعه كلام غضب له الأمير غضباً شديداً، فطُلِب من الشيخ فهد مغادرة البلاد حتى تهدأ الأمور وتُحل المسألة، ختم اللقاء بتوعد الشيخ فهد بأخذ حقه ممن أقدم على حرق مزرعته بطريقة تحفظ له كرامته وترد له اعتباره وخرج الشيخ فهد.
أتجه الشيخ فهد الى أم صده، حيث يقع منزل أبيه، وأرسل بطلب اخوته ليخبرهم بما جرى، فاجتمع الاخوه، وكان معهم من معهم من الحرس في المنزل، شرح الشيخ فهد لإخوته ما جرى بينه وبين من كان يريد شراء المزرعه من أبناء الصباح وما جرى بينه وبين الأمير وطلب الأمير منه مغادرة البلاد، ولم يكن ليرضى الشيخ فهد بأي تسويه لاترد له اعتباره، ولم يكن حرقها لشيء سوى رفضه بيعها، فكان غاضباً، حاول من حاول من اخوته اقناع الشيخ فهد بالمغادرة حتى يتبين الأمر ويُبحث في حل يرضيه، فاتفقوا على أن يغادر الشيخ فهد صباح الغد، وبين هذا وذاك لم يعلم الشيخ فهد أن الأمير ارسل ورائه من يراقب تحركاته لكي لا يصدر عنه ما يفاقم المشكلة.
كان الوضع مريب في منزل أم صده، حرس وأسلحه واجتماع اخوه، علم الشيخ عبدالله السالم بالوضع في منزل أم صده، فارسل لهم من يطلب منهم فض الاجتماع ومغادرة الشيخ فهد البلاد حتى يهدأ ومن ثم يبحث في حل، جائهم الرسول بما أرسله الأمير، فردوا عليه انهم سيظلون مجتمعين وأن الشيخ فهد سوف يغادر غداً صباحاً، عاد الرسول الى الشيخ عبدالله السالم أمير البلاد، ولم يكن أميناً في نقله الصورة في أم صده للأمير، بل قال أنهم سيظلون مجتمعين ومعهم من الحرس (الفداوية) المسلحين، علم الأمير بما يجري هناك فارسل في طلب عسكر على رأسهم الشيخ عبدالله المبارك لكي يمنعوا الشيخ فهد واخوته من القدوم على أي فعل.
وصلت القوة المسلحة التي طلبها الأمير أم صده، وعلم الشيخ عبدالله المبارك ما دار بين الشيخ فهد والأمير، فلم يكن حديثاً ودياً كما أشرنا بل شابه التهديد بأخذ الحق والاقتصاص ممن حرق المزرعة، وعند وصول الشيخ عبدالله المبارك رأى حرس والاسلحة فأمر القوة بتطويق منزل الشيخ مالك الصباح فوراً، مما أثار حفيظة الأبناء وكأن الأمر تطور، صعد بعض من الفداوية سطح المنزل وكأنهم يستعدون لشيء، فكلا الطرفين ساء النية بالآخر، وفي تلك الأثناء قيل أن رصاصة خرجت من المنزل، وقيل أن شيء وقع من سطح المنزل ظنت القوة المطوقة وأبناء الشيخ مالك الصباح أنها رصاصة أُطلقت من الطرف الآخر، فهم كلا الطرفين باطلاق النار على الآخر، فقتل البعض من قوة الشيخ عبدالله المبارك المطوقة ومن حرس ابناء الشيخ مالك الصباح وأبنائه، فسقطوا شهداء، استشهد من أبناء الشيخ مالك الصباح الشيخ حمد المالك الصباح وزج بالبقية الباقية في السجن.
ولهول ما جرى ووقعه على أهل الكويت، بدأت الناس بالبحث عن الأسباب والدوافع، فحادثه كهذه يسقط فيها شهداء وجرحى، والزج ببعض أبناء الأسرة الحاكمة في السجن، كان لابد وأن يكون الدافع قوي، ولتبرير الواقعة أشيع في البلد أنها كانت محاولت انقلاب، وإن تركنا رواية من عاش تلك الفترة جانباً ولجأنا لقراءة صفحات ذلك العقد لنحتكم بعدها للعقل والمنطق، لا نرى أي مؤشر أو شاهد أو دليل مادي ملموس أو دافع معنوي محسوس نستند عليه لنؤكد وجود انقلاب، فالأمن مستتب والرخاء عام البلد، ترك البحر وبدأت عجلت النمو والتطور بالدوران ننعم نحن الآن وبعد مرور نصف قرن بنتائجها، أنشأت البنية التحتية، وعززت الرعاية الصحية، وتطورت الرعاية السكنية، وبدأت البعثات الدراسية والحركات الثقافية والأدبية، وشيدت الأندية الرياضية وما الى هناك من وجوه عده تعكس الحال العام للبلد.
الانقلابات لا تولد بين ليله وضحاها، فلنا من التاريخ الكثير من القصص، الحركات الانقلابية تتشكل على مر سنين طوال، بعضها تتلاشى دوافعه وأسبابه فيزول، وبعضها الآخر تزداد وتتفاقم حتى يكون الانقلاب متوقعاً من رجل الشارع البسيط، ويكون المجتمع مهيأ له، فهل كانت الأجواء في الكويت آن ذاك تشير ولو بشكل بسيط الى أي شيء، قطعاً لا، حتى في انقلاب الشيخ مبارك على أخويه محمد وجراح وإن جاء على غره لكن كانت أسبابه ودوافعه أخذت تتبلور وتزداد يوماً بعد يوم، فالمؤرخون أوضحوا أن امتعاض الشيخ مبارك من أخويه كان يزداد يوماً بعد يوم والمراقب للأحداث آن ذاك استشعر بأن شيء ما قد يحدث، وعند المرور بانقلابات دول المنطقة كالعراق وسوريا ومصر وعُمان وأخيراً قطر، نرى أن الدوافع كانت حاضرة والأسباب أمست مهيأه، فدعوى انقلاب عام 1956م باطلة ميته منذ ولادتها.
هذا، ونسأل الله أن يرينا الحق حق ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطل ويلهمنا اجتنابه، ونحمد الله على نعمة الأمن والأمان، فنعمة الأمن نفيسة ولكم يا أهل الكويت فيما يجري من حولكم عبرة وعظة، نحمد الله حمداً كثيرا عليها ونسأله عز وجل أن يديمها علينا حاكماً ومحكوماً وأن يحفظ لنا بلادنا، ويصلح أولادنا ليُصْلح بهم مجتمعنا، ويثبت ولاة أمورنا ويوفقهم لما يحبه ويرضاه، ونعوذ به من زوال النعمة وفُجأة النقمة وانقلاب الحال، انه سميع مجيب دعوة الداع
والسلام عليكم
------------------------------------------------
حرره العضو: شرقاوي، موقع تاريخ الكويت
حقوق الطبع والنسخ للعضو: شرقاوي، وموقع تاريخ الكويت
----------------------------------------------
__________________
[email protected]
الرابط
http://www.kuwait-history.net/vb/showthread.php?t=9702
عملا برسالة الموقع وايماناً منا بعرض تاريخ هذا البلد الحبيب دون تزييف أو اجحاف، أو تحييز وانجراف، واتباعاً للحق، ونقل العلم بأمانة وتجرد، حتى لا تكون حادثة عاشها الكثير ممن يعيش بيننا الآن مادة تاريخية يشكلها كل من أراد تشكيلها بما يتفق وهواه، فهي حادثة تاريخية كسائر حوادث الكويت، التي وقف عندها التاريخ يتأمل وسكت عنها قلم المؤرخ، فلنا هي كطاعون 1831م، وسنة الهيلق، وصعود الشيخ مبارك بن صباح الحكم، وسنة الهدامة، وسنة المجلس، وسنة الجدري، وحرب الجهرة، وحرب الصريف، وحرب هدية، وسنة الغزو، وغيرها من السنين التي نأخذ منها العبر ونتعلم منها الدروس، لا تزيد عنهم ولا تنقص، والله المستعان.
الكويت في عام 1956م.
زار قرية أبوحليفة بعض أبناء الصباح، وقفوا عند أحد مزارعها فأعجبتهم، تقدم من تقدم منهم لسؤال الحارس عن مالكها، فأجاب بأنها تعود للشيخ فهد المالك الصباح، فساروا طالبين الشيخ فهد المالك حتى وجدوه ، تجاذبوا أطراف الحديث وفي عرض الكلام أبدوا اعجابهم بتلك المزرعة الكبيرة والجملية، وطلبوا منه بيعها عليهم، فرد الشيخ فهد بعدم رغبته ببيعها، بيد انه استدرك فقال لهم انهم باستطاعتهم استخدامها متى ما أرادوا، لم يكن هذا مرادهم فألحوا عليه لكي يبيعها عليهم، فلم يستجب، تعكرت أجواء اللقاء وأخذ الحديث منحى لم يكن ودياً، وأنتهى الأمر عند ذلك، فانفض اللقاء ولكن جرى شيء بالنفس، وحملت القلوب.
بعد أيام قلائل، أحرقت المزرعة بما فيها، فأصبحت خراباً رماداً، علم الشيخ فهد بما حل لمزرعته، فسار طالباً الحاكم أمير البلاد الشيخ عبدالله السالم لينقل له ما حل به ويقتص له من الفاعل، فكان له اللقاء ووضح الشيخ فهد لأمير البلاد ما جرى له طالبا منه رد اعتباره، ولأسباب نجهلها رأى الأمير أن يعوض الشيخ فهد مادياً عما حل بمزرعته ويقف الأمر عند هذا الحد، لعل الأمير كان يرى بالتعويض المادي بتراً لأمر قد يجري بين أبناء العم، فلم يروق للشيخ فهد الحل المقترح، فأوضح أن الأمر ليس أمراً مادياً ولكن سمعته وما جرى لمزرعته كان على مرأى ومسمع الكثير من الناس وفي قبوله حل كهذا منقصة ورضوخ.
بين اصرار الأمير على الحل المقترح وتمسك الشيخ فهد برد اعتباره المعنوي اشتدت لهجة الحديث، وعبر الشيخ فهد عن رفضه لأي حل لا يكون بمستوى ما جرى له وأسمعه كلام غضب له الأمير غضباً شديداً، فطُلِب من الشيخ فهد مغادرة البلاد حتى تهدأ الأمور وتُحل المسألة، ختم اللقاء بتوعد الشيخ فهد بأخذ حقه ممن أقدم على حرق مزرعته بطريقة تحفظ له كرامته وترد له اعتباره وخرج الشيخ فهد.
أتجه الشيخ فهد الى أم صده، حيث يقع منزل أبيه، وأرسل بطلب اخوته ليخبرهم بما جرى، فاجتمع الاخوه، وكان معهم من معهم من الحرس في المنزل، شرح الشيخ فهد لإخوته ما جرى بينه وبين من كان يريد شراء المزرعه من أبناء الصباح وما جرى بينه وبين الأمير وطلب الأمير منه مغادرة البلاد، ولم يكن ليرضى الشيخ فهد بأي تسويه لاترد له اعتباره، ولم يكن حرقها لشيء سوى رفضه بيعها، فكان غاضباً، حاول من حاول من اخوته اقناع الشيخ فهد بالمغادرة حتى يتبين الأمر ويُبحث في حل يرضيه، فاتفقوا على أن يغادر الشيخ فهد صباح الغد، وبين هذا وذاك لم يعلم الشيخ فهد أن الأمير ارسل ورائه من يراقب تحركاته لكي لا يصدر عنه ما يفاقم المشكلة.
كان الوضع مريب في منزل أم صده، حرس وأسلحه واجتماع اخوه، علم الشيخ عبدالله السالم بالوضع في منزل أم صده، فارسل لهم من يطلب منهم فض الاجتماع ومغادرة الشيخ فهد البلاد حتى يهدأ ومن ثم يبحث في حل، جائهم الرسول بما أرسله الأمير، فردوا عليه انهم سيظلون مجتمعين وأن الشيخ فهد سوف يغادر غداً صباحاً، عاد الرسول الى الشيخ عبدالله السالم أمير البلاد، ولم يكن أميناً في نقله الصورة في أم صده للأمير، بل قال أنهم سيظلون مجتمعين ومعهم من الحرس (الفداوية) المسلحين، علم الأمير بما يجري هناك فارسل في طلب عسكر على رأسهم الشيخ عبدالله المبارك لكي يمنعوا الشيخ فهد واخوته من القدوم على أي فعل.
وصلت القوة المسلحة التي طلبها الأمير أم صده، وعلم الشيخ عبدالله المبارك ما دار بين الشيخ فهد والأمير، فلم يكن حديثاً ودياً كما أشرنا بل شابه التهديد بأخذ الحق والاقتصاص ممن حرق المزرعة، وعند وصول الشيخ عبدالله المبارك رأى حرس والاسلحة فأمر القوة بتطويق منزل الشيخ مالك الصباح فوراً، مما أثار حفيظة الأبناء وكأن الأمر تطور، صعد بعض من الفداوية سطح المنزل وكأنهم يستعدون لشيء، فكلا الطرفين ساء النية بالآخر، وفي تلك الأثناء قيل أن رصاصة خرجت من المنزل، وقيل أن شيء وقع من سطح المنزل ظنت القوة المطوقة وأبناء الشيخ مالك الصباح أنها رصاصة أُطلقت من الطرف الآخر، فهم كلا الطرفين باطلاق النار على الآخر، فقتل البعض من قوة الشيخ عبدالله المبارك المطوقة ومن حرس ابناء الشيخ مالك الصباح وأبنائه، فسقطوا شهداء، استشهد من أبناء الشيخ مالك الصباح الشيخ حمد المالك الصباح وزج بالبقية الباقية في السجن.
ولهول ما جرى ووقعه على أهل الكويت، بدأت الناس بالبحث عن الأسباب والدوافع، فحادثه كهذه يسقط فيها شهداء وجرحى، والزج ببعض أبناء الأسرة الحاكمة في السجن، كان لابد وأن يكون الدافع قوي، ولتبرير الواقعة أشيع في البلد أنها كانت محاولت انقلاب، وإن تركنا رواية من عاش تلك الفترة جانباً ولجأنا لقراءة صفحات ذلك العقد لنحتكم بعدها للعقل والمنطق، لا نرى أي مؤشر أو شاهد أو دليل مادي ملموس أو دافع معنوي محسوس نستند عليه لنؤكد وجود انقلاب، فالأمن مستتب والرخاء عام البلد، ترك البحر وبدأت عجلت النمو والتطور بالدوران ننعم نحن الآن وبعد مرور نصف قرن بنتائجها، أنشأت البنية التحتية، وعززت الرعاية الصحية، وتطورت الرعاية السكنية، وبدأت البعثات الدراسية والحركات الثقافية والأدبية، وشيدت الأندية الرياضية وما الى هناك من وجوه عده تعكس الحال العام للبلد.
الانقلابات لا تولد بين ليله وضحاها، فلنا من التاريخ الكثير من القصص، الحركات الانقلابية تتشكل على مر سنين طوال، بعضها تتلاشى دوافعه وأسبابه فيزول، وبعضها الآخر تزداد وتتفاقم حتى يكون الانقلاب متوقعاً من رجل الشارع البسيط، ويكون المجتمع مهيأ له، فهل كانت الأجواء في الكويت آن ذاك تشير ولو بشكل بسيط الى أي شيء، قطعاً لا، حتى في انقلاب الشيخ مبارك على أخويه محمد وجراح وإن جاء على غره لكن كانت أسبابه ودوافعه أخذت تتبلور وتزداد يوماً بعد يوم، فالمؤرخون أوضحوا أن امتعاض الشيخ مبارك من أخويه كان يزداد يوماً بعد يوم والمراقب للأحداث آن ذاك استشعر بأن شيء ما قد يحدث، وعند المرور بانقلابات دول المنطقة كالعراق وسوريا ومصر وعُمان وأخيراً قطر، نرى أن الدوافع كانت حاضرة والأسباب أمست مهيأه، فدعوى انقلاب عام 1956م باطلة ميته منذ ولادتها.
هذا، ونسأل الله أن يرينا الحق حق ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطل ويلهمنا اجتنابه، ونحمد الله على نعمة الأمن والأمان، فنعمة الأمن نفيسة ولكم يا أهل الكويت فيما يجري من حولكم عبرة وعظة، نحمد الله حمداً كثيرا عليها ونسأله عز وجل أن يديمها علينا حاكماً ومحكوماً وأن يحفظ لنا بلادنا، ويصلح أولادنا ليُصْلح بهم مجتمعنا، ويثبت ولاة أمورنا ويوفقهم لما يحبه ويرضاه، ونعوذ به من زوال النعمة وفُجأة النقمة وانقلاب الحال، انه سميع مجيب دعوة الداع
والسلام عليكم
------------------------------------------------
حرره العضو: شرقاوي، موقع تاريخ الكويت
حقوق الطبع والنسخ للعضو: شرقاوي، وموقع تاريخ الكويت
----------------------------------------------
__________________
[email protected]
الرابط
http://www.kuwait-history.net/vb/showthread.php?t=9702