الشيخ مشاري الخراز :
سأضرب لكم مثالا يثبت لكم كيف أن الإنسان يستطيع ترك التفكير السلبي.. وليس هذا فحسب بل يستطيع ترك أي شيء لا يريده.. مثال: لو أن عبدا متوكلا على الله جلس يفكر سلبيا بهمومه لمدة ربع ساعة.. فجاءه أحد التجار وأراد مساعدته في ترك همومه.. فقال التاجر للعبد المتوكل: "أنا أعطيك مليون دولار إذا تركت تفكيرك السلبي وجلست ساعة كاملة تحل الكلمات المتقاطعة". والآن: أخي الكريم.. أختي الكريمة.. بالله عليك.. جاوبني ...بكل عفوية.. لو كنت مكان هذا الشخص هل ستفرط بالمليون من أجل هذا التفكير السلبي؟ ألا تستطيع التوقف؟ طيب.. لله المثل الأعلى.. أليس رضا الله والثقة به والاطمئنان إليه أغلى من ملايين الأرض كلها..؟ ألايستحق ربنا أن نترك كل فكرة سلبية لأجله سبحانه..؟!
سؤال: إذا علمت أن قوة التوكل تختلف من شخص إلى شخص.. وأنه يكون على درجات بحسب ما في القلب من اعتماد على الله.. فكيف يقوي الإنسان اعتماده على ربه؟
الجواب: اجلس الآن مع نفسك في لحظة صفاء وتفكر: إذا كان الله أرحم بك من نفسك.. وإذا علمت أن الله يحب منفعتك أكثر مما تحب أنت ذلك.. وأنه هو الوحيد القادر على نفعك.. فكيف لا تعطيه كل اعتمادك؟ نعم.. المتوكلون قد فوضوا الله بكل مايحدث لهم.. فهم مرتاحون.. لهذا تجد المتوكلين لا يعترضون على شيء يحدث لهم.. كما أن الطفل الرضيع لا يعترض على أمه في أي شيء تطعمه إياه.. يا ا...لله ما أحلى التوكل.. ما أبرده على النفس.. مسكين من لم يتوكل على ربه ولم يشعر بهذه الراحة الغير موجودة إلا في صدور المتوكلين.. والله لا يوجد شيء ألذ ولا أحلى ولا أشد راحة من أن يفوض العبد كل أحماله وأثقاله وهمومه إلى ربه.. قال تعالى: "أليس الله بكاف عبده؟ ويخوفونك بالذين من دونه!" .. لا أدري كيف يستحمل بعض الناس دنياهم بصعوباتها وهمها وغمها من غير توكل على الله؟! أتعجب كيف أنهم لا زالوا على قيد الحياة..!