هل فكرنا في يوم من الأيام بهذه الآيه الكريمة ....
يالله ماأعظمك ....
قال تعالى (( إن مع العسر يسرا ))
ياإنسان بعد الجوع شبع ,وبعد الظمأ ري ,وبعد السهر نوم ,وبعد المرض عافية ,سوف يصل الغائب ,ويفك العاني ,وينقشع الظلام (فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده )...
بشر الليل بصبح صادق يطاده على رؤؤس الجبال ,ومسارب الأودية ,بشر المهموم بفرج مفاجئ يصل في سرعة الضوء , ولمح البصر ,بشر المنكوب بلطف خفي , وكف حانية وادعة ...
إذا رأيت الصحراء تمتد وتمتد , فاعلم أن وراءها رياض خضراء وارفة الظلال ....
إذا رأيت الحبل يشتد ويشتد ,فاعلم أنه سوف ينقطع ...
مع الدمعة بسمة , ومع الخوف أمن , ومع الفزع سكينة ...
النار لاتحرق إبراهيم الخليل , لأن الرعاية الربانية فتحت نافذة ( بردا وسلاما على إبراهيم )...
البحر لايغرق كليم الرحمن ,لأن الصوت القوي الصادق نطق بـ (كلا إن معي ربي سيهدين )...
المعصوم في الغار بشر صاحبة بأنه وحده جل وعلا في علاه معنا ؛فنزل الأمن والفتح والسكينة ...
إن عبيد ساعاتهم الراهنة ,وأرقاء ظرفهم القاتمة ,لايرون إلا النكد والضيق والتعاسة , لأنهم لاينظرون إلا إلى جدار الغرفة , وباب الدار فحسب .ألا فليمدوا أبصارهم وراء الحجب , وليطلقوا أعنة أفكارهم إلى ماوراء الأسوار .
إذا فلا تضيق ذرعا فمن المحال دوام الحال,وأفضل العبادة انتظار الفرج ,الأيام دول ,والدهر قلب ,والليالي حبالى , والغيب مستور ,والحكيم كل يوم هو في شأن , ولعل الله يحدث بعد ذلك أمرا , وإن مع العسر يسرا ,إن مع العسر يسرا ....
المصدر :::: كتاب لاتحزن للدكتور عايض القرني