شرح حديث ,,انا عند ظن عبدي بي وأنا معه اذا ذكرني,,
الاخوة الافاضل
?
سلام الله تعالى عليكم ورحمته وبركاته
عندما طرحنا الفتاوى التى تفيد بأن الذكر الجماعى من البدع المحدثة فى الدين اعترض علينا بعض الاخوة متمسكين بالحديث القدسى الذى يقولl ( أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معهإذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خيرمنهم........)
وحتى لا يلتبس الامر على بعض أحدكم فاليكم شرح الحديث من موقع الشبكة الاسلامية:
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قالالنبي - صلى الله عليه وسلم - : يقول الله تعالى : ( أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معهإذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خيرمنهم ، وإن تقرب إليّ بـشِبر تقربت إليهِ ذراعا ، وإن تقرب إليّ ذراعا تقربت إليهِباعًا ، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة ) .
رواه البخاري و مسلم .
منزلة الحديث : هذا الحديث من أحاديث الرجاء العظيمة التي تحثالمسلم على حسن الظن بالله جل وعلا ، والإكثار من ذكره ، وبيان قرب الله من عبدهإذا تقرب إليه العبد بأنواع الطاعات .
غريب الحديث : ملأ : المَلأ أشرافالناس ورؤَساؤهم ومقَدَّموهم الذين يُرجَع إلى قولهم ، والمقصود بهم في هذا الحديثالجماعة .
حسن الظن بالله :
بدأ الحديث بدعوة العبد إلى أنيحسن الظن بربه في جميع الأحوال ، فبَيَّن جل وعلا أنه عند ظن عبده به ، أي أنهيعامله على حسب ظنه به ، ويفعل به ما يتوقعه منه من خير أو شر ، فكلما كان العبدحسن الظن بالله ، حسن الرجاء فيما عنده ، فإن الله لا يخيب أمله ولا يضيع عمله ،فإذا دعا الله عز وجل ظنّ أن الله سيجيب دعاءه ، وإذا أذنب وتاب واستغفر ظنّ أنالله سيقبل توبته ويقيل عثرتهويغفر ذنبه ، وإذا عمل صالحاً ظن أن الله سيقبل عملهويجازيه عليه أحسن الجزاء .
كل ذلك من إحسان الظن بالله سبحانه وتعالى ،ومنه قوله - عليه الصلاة والسلام - ( ادعوا الله تعالى وأنتم موقنون بالإجابة ) رواه الترمذيوهكذا يظل العبد متعلقًا بجميل الظن بربه ، وحسن الرجاء فيماعنده ، كما قال الأول :
وإني لأدعو الله حتى كأنني أرى بجميل الظن ماالله صانعوبذلك يكون حسن الظن بالله من مقتضيات التوحيد لأنه مبنيٌعلى العلم برحمة الله وعزته وإحسانه وقدرته وحسن التوكل عليه ، فإذا تم العلم بذلكأثمر حسنُ الظن .
وقد ذم الله في كتابه طائفة من الناس أساءت الظن بهسبحانه ، وجعل سوء ظنهم من أبرز علامات نفاقهم وسوء طويتهم ، فقال عن المنافقين حينتركوا النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه في غزوة أحد : { وطائفة قد أهمّتهمأنفسهم يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية } (آل عمران 154)
وقال عنالمنافقين والمشركين : {الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء } ( الفتح 6) .
والمراد من الحديث :
تغليب جانب الرجاء ، فإن كل عاقل يسمعبهذه الدعوة من الله تبارك وتعالى ، لا يمكن أن يختار لنفسه ظن إيقاع الوعيد ، بلسيختار الظن الحسن وهو ظن الثواب والعفو والمغفرة وإيقاع الوعد وهذا هو الرجاء ،وخصوصاً في حال الضعف والافتقار كحال المحتضر فإنه أولى من غيره بإحسان الظن باللهجل وعلا ، ولذلك جاء في الحديث ( لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله ) أخرجهمسلم عن جابر رضي الله عنه .
فينبغي للمرء أن يجتهد في القيام بما عليهموقنًا بأن الله يقبله ويغفر له ; لأنه وعد بذلك وهو لا يخلف الميعاد ، فإن ظن أنالله لا يقبله ، أو أن التوبة لا تنفعه ، فهذا هو اليأس من رحمة الله وهو من كبائرالذنوب , ومن مات على ذلك [/SIZE]