هناك احتمالات قوية لحدوث زلزال مدمر في المنطقة قد ينتج عنه حدوث »تسونامي« اذا بلغت قوة الزلزال 7 درجات واكثر بمقياس رختر.
هذا ما اكدته خبيرة الزلازل الكويتية الدكتورة فريال بوربيع معزية ذلك في تصريح خاص لـــ »الوطن« الى ان حدوث سلسلة متتابعة من الزلازل في منطقة مضيق هرمز لايمكن ان تمر دون الالتفات اليها والتحسب لمخاطر قد تتعرض لها الدول المحيطة بهذه المنطقة.
واضافت انه على الرغم من عدم حدوث خسائر كبيرة مدمرة نتيجة اكبر هذه الزلازل وهو الذي وقع يوم الاربعاء 10 سبتمبر وبلغت قوته ست درجات على مقياس رختر الا اننا لابد ان ندرك ان هذا التتابع الزلزالي قد بدأ تقريبا اوائل اغسطس الماضي ومازال مستمرا الى اليوم وقد وقع زلزال ضمن هذا التتابع في 17 من الشهر الجاري في نفس المنطقة بقوة 5.2 رختر وهو الامر الذي يشير الى استمرار النشاط لاكثر من شهر والسؤال الذي يطرح نفسه؟ هل هذا التتابع الزلزالى مقدمة لزلزال مدمر في المنطقة نفسها؟ وهو مايصعب الاجابة عليه بدقة وتظل هناك احتمالات قوية في حدوث زلزال مدمر في هذه المنطقة ومن الصعب تحديد توقيت حدوثه.
حدوث تسونامي
واستطردت الدكتورة بوربيع ان مايلفت الانتباه هو ان عمق بؤرتي اكبر زلزالين في هذا التتابع كان عشرة كيلو مترات وهو ما يعتبر ضحلا وقريباً من سطح قاع الخليج في هذه المنطقة كذلك فان اعماق بعض زلازل هذه السلسلة كان قريبا جدا من قاع الخليج حيث بلغت من ثلاثة الى خمسة كيلو مترات وهذا مايشير الى احتمال حدوث تسونامي عند حدوث زلزال بقوة 7 درجات او اكثر بمقياس رختر في هذه المنطقة وهو الامر الذي لايمكن استبعاده او اهماله.
واشارت بوربيع الى انه من المعروف ان مضيق هرمز يقع على الحافة الغربية لنطاق اندساس »الماكران« وهي المنطقة التي تقع على خليج عمان والبحر العربي جنوب كل من ايران وباكستان وهي منطقة تصادم بين الالواح التكتونية المكونة لسطح الارض وينتج عنها اندساس احد الالواح تحت الآخر وينتج عنها ايضا اعنف الزلازل على الاطلاق ولا يغيب عن اذهان المختصين ان اقليم »الماكران« قد شهد زلزالا مدمرا بلغت قوته 8.3 درجة بمقياس رختر في 28 نوفمبر 1945 ونتج عنه موجات بحرية زلزالية »تسونامي« بلغ فيها ارتفاع الموج الى عشرة امتار في المناطق الساحلية لايران وباكستان والهند ودول الخليج القريبة ( الامارات وعمان).
وذكرت ان المخاطر الزلزاليةوالتسونامي في الخليج العربي وخليجي عمان وعدن والبحر العربي تشكل مضمون المشروع البحثي الذي اعتمدته ومولته ادارة المشاريع والابحاث في جامعة الكويت منذ عام مضى ويتم هذا المشروع البحثي برعاية وتشجيع مدير جامعة الكويت الدكتور عبد الله الفهيد وقد تم عرض بعض النتائج العلمية لهذا المشروع في منتدى ابحاث الزلازل في دول الخليج العربي وعلى اثر هذا العرض ابدى المختصون من دول الخليج العربي اهتماما كبيرا بهذا الموضوع وتم الاتفاق على مشاركتهم الفعالة في هذه الدراسة.
نتائج اولية
واستعرضت د.بوربيع بعض النتائج الاولية لهذا المشروع ومنها ان الزلازل الضحلة التي تقع على اعماق خمسة كيلو مترات او اقل في مناطق الخليج العربي وخليجي عمان وعدن والبحر العربي يمكن ان ينتج عنها تسونامي يصل ارتفاع الموج خلاله الى عشرة امتار وربما اكثر.
وقالت انه يمكن التكهن والتنبؤ بتوقيت وصول موجات التسونامي الى السواحل المحيطة ببؤرة الزلزال المسبب لها خلال دقائق من تحديد موقع الزلزال وقوته وعمق بؤرته وميكانيكية التصدع الذي تحرك جانبيه تحت قاع البحر وهذا ما تمت محاكاته بنماذج قريبة من الواقع التكتوني للمنطقة وباستخدام برامج الحاسب الآلي تم حساب زمن وصول موجات التسونامي الى سواحل الدول المختلفة المحيطة بالمنطقة وقد تم تقديم هذه النتائج الاولية للمشروع البحثي في احدى جلسات المنتدى الخليجي لعلم الزلازل كما تم تقديمها في اليوم العلمي الذي نظمته ادارة الابحاث في جامعة الكويت للمشاريع البحثية.
وذكرت ان الانذار المبكر بتوقيت وصول موجات »التسونامي« هو امر ممكن ويؤدي الى تقليل الخسائر البشرية الى حد كبير وهو الامر الذي لم يحدث في زلزال سومطرة الذي اودت »التسونامي« الناجمه عنه بارواح مئات الآلاف من سكان المناطق الساحلية رغم ان هذه الموجات العاتية وصلت الى معظم المناطق الساحلية بعد عدة ساعات من حدوث الزلزال وكان هناك وقتا كافيا لاخلاء هذه المناطق من السكان بعد الزلزال وقبل وصول هذه الموجات البحرية الى المناطق الساحلية.
يجب التحرك
واختتمت الدكتورة بوربيع حديثها بالسؤال هل ننتظر حدوث الكارثة؟ ام نأخذ بالاسباب التي تؤدي الى تقليل مخاطر الزلازل والتسونامي التي قد تنشأ عنهما في منطقة الخليج والبحر العربي داعية الى انشاء مركز اقليمي لتقليل مخاطر الزلازل والانذار المبكر بمخاطر التسونامي بعد حدوث الزلازل القوية في البحار مشيرة الى ان الامر هنا لا يتطلب التنسيق بين العلماء المختصين فقط انما يتطلب التنسيق الرسمي بين الهيئات المختصة بمواجهة الكوارث في كل دول المنطقة.