سمعتو عن هل القصه
اسمها هديل الكويتيه
صارت بالغزو
هديل الكويتية ---- قصه عجييييبه حقيقيه
هديل--------- قصه عجييييبه حقيقيه
أبدي قصتي بتعريفكم بنفسي أنا هديل محمد ، عمري الحين 35 سنة تقريباً والقصة اللي بقولكها لكم اياها تبدي من سنة 1989 لما كنت مخلصة توني ثالثة ثانوي يعني عمري كان وقتها تقريباً 16 سنة ، كنت بنت هادية نوعاً ما عوضاً عن البنات اللي بعمري وكنت ساكنة بمنطقة حلوة وراقية واهي منطقة مشرف ، وكانت من المناطق الداخلية الراقية ...
يانا الصيف وحبينا نقضيه بدولة أم الدنيا مصر ، رحت مع أمي وخواني أحمد اللي اهوا كان عمره 14 وهشام 12 وهبه اللي اهيا آخر العنقود وأصغر مني وعمرها 10 سنوات ونص تقريباً ، المهم رحنا على أساس إن أبوي وجدتي يلحقونا بعدين لما أبوي تبدي إجازته ..
أول ما وصلنا لقينا الناس والزحمة بالمطار وحدث ولا حرج عن مطار مصر اللي مافيه من الديكورات والنظافة شيئ ، حاولنا ندور على شنطنا مني ومناك بس من الزحمة ما عبٌرنا نأخذهم وأخواني خفنا أنهم ينخطفون مثل ما نسمع من الناس أو أنهم يضيعون وما تسوى علينا ، وقفنا ننطر الزحمة تخف ، شوي إلا يانا واحد عمره كان وقتها بحدود ال 18 او 19 سنة ولهجته كويتية وقال لأمي : خالتي تحبين أساعدج بشي أنا وايد أزور مصر وحافظ المطار عدل عدل وأعرف جم واحد يشتغل فيه وأشوفكم حايسين من وصلتو وما معاكم احد يساعدكم...
قال الكلمات بينما يختلس النظر الي بين كلمة وأخرى ، حتى ردت عليه امي قايلة : والله ياولدي كأنك حاس فينا أنا حايسة مع اليهال وماني قادرة أدور شنطنا من الزحمة ، قالها : ما يصير خاطرج إلا طيب أنا الحين أدورهم لكم بس عطيني أوصاف الشنط ، وعطته أمي أوصاف والدلالات على شنطنا وراح وما هي إلا دقايق حتى جانا وحطهم لنا بالعربانة ، وتشكرته أمي وايد وسألت عن أسمه فرد عليها وقالها : أسمي يا خالتي وليد عادل وأنا صراحة ما سويت شيئ وأتمنى أنكم تستانسون بمصر لأنها بلد حلوه ...
كل هذا واهوا يطالعني بين كلامه ، راح عنا ورجع مرة ثانية وسأل أمي اذا كنا نبي تاكسي أو ليموزين عشان يوفره لنا بسعر مو غالي ، وكأنه يبي يعرف إحنا بأي جهة رايحين ومن الرد اللي عطته إياه أمي قالت له : احنا يا ولدي ساكنين بسفير الزمالك وان شاء الله ما ياخذ وايد علينا لأن شوي بعيد عن المطار..
واهني ارتاح لما درى مكانا وين ووقف لنا تاكسي والأهم إن اهوا اللي حاسبه مقدم بعد ، بس أمي أبد ما رضت واحلفت أن يأخذ فلوسه بس الولد ولد ناس متربي ما رضا وقال أنتي يا خالتي حسبت الوالدة عيب أخذ منج فلوس...
زاد إعجاب امي فيه واحلفت إن يمرها بالفندق بعد جم يوم عشان يشكره أبوي بنفسه على وقفته معانا ، واهنيه الفرحه ما شالته ومن غير تردد وافق ، بس كل هذا وأنا منبهرة من أسلوبه وطريقة كلامه وما أخفي عليكم إنه صراحة واااايد حلو وجميل بس أسلوبه الذرب والشهامة أهم بوايد من الجمال ، أنا ما كنت أدري شنو اللي يبي من ورا هذا كله . ركبنا التاكسي وشفنا مصر الجميلة ومرينا على النيل العظيم والناس كلها بشوشة مافيهم احد مكشر على قولتهم الكل مبتسم ويرحب ومن بين العمارات والممرات وصلنا فندقنا تفاجئنا بالكم الهائل من العوائل الخليجية والكويتية بالذات الموجودة بالفندق وخذينا مفتاح الشقة مالتنا وصعدنا نتراكض انا وخواني عشان نحجز اي سرير ناخذ ، ومن بعد ما حجزت سريري يم اختي هبه رحنا للبلكونة نطل منها على نهر النيل الخالد ، وليل علينا الليل وامي تفكر وين نروح ووين نتعشى ، طلعنا نمشي برجولنا على شوارع مصر ونشم ريحة الشوارع والهوا ، وانا بهذه اللحظة ما ادري ليش مرت علي صورته صورة وليد بخيالي واتذكر صوته الحنون ما ادري شنو الاحساس اللي وصل لقلبي بس حبيت اشيل هذا التفكير لأن عمري ما حاولت اتعرف على شاب ولا احاجي احد او اسوي علاقة مثل بنات هالوقت..
ركضنا بين الشوارع وامي تركض ورانا على امل محد يضيع منها ، وصلنا لجسر النيل وكلينا من الذرة المشوية اللي ريحتها تجيب العافية واخذت امي قرص خبز من الكشك اللي يمنا ، وقعدنا نتأمل نور الاضواء على نهر النيل والسفن الشراعية اللي تمشي ببحره وعشنا يوم مع عبدالحليم ومريم فخر الدين لما غني لها بتلوموني ليه ، واخذت امي تدندن وتتذكر ابوي وكان مافي وقتها موبايلات ولا شي عشان تتصل فيه وقتها ، كان اذا نبي نكلم ابوي من الفندق او من كشك عمو خليل اللي بالناصية على قولت حارس الفندق ، ورجعت امي تتذكر ابوي وتدمع عينها على شوقها له اما اخواني فقاعدين يحومون حوالي الشجر اللي حوالينا.
تأخر الوقت وفضلنا نرجع ونروح ننام من تعب الرحلة اليوم ، ومن وصلنا الفندق طلبت امي تكلم ابوي عشان تعرف منه بالضبط متى يوصل ، والحلو بالموضوع ان امي كانت وايد تعتمد علي وتعدني ذراعها اليمين عشان جذي اوصتني على خواني اروح فوق انومهم واهيا تظل تحت بلوبي الفندق تكلم ابوي ، وبعد ربع ساعة صعدت فوق ورمت روحها بالفراش ونامت بسابع نومة اما انا قعدت اقلب بالمحطات ليمن نمت..
صار علينا الصبح وبدلنا ملابسنا ورحنا تحت عشان نفطر ، ومن وصلنا تحت وفتح باب المصعد الا فز قلبي والسبب ان كان واقف عند المصعد وليد إي وليد ما غيره وليد عادل مال المطار وراحت امي تسلم عليه واهوا رد عليها السلام ، وصادف ان اهوا وعايلته ساكنين معانا نفس الفندق بعد ، ما ادري هذه صدفة او شنو ما كنت اعرف وقتها ، رحنا نفطر وظل اهوا واخوه بالطاولة اللي قبالي ومن ياكل لقمة يطالعني وينزل عيونه على طول من اشوفه يطالعني ، ورحنا شقتنا بعد الريوق عشان ناخذ فلوسنا والكاميرة عشان نروح الاهرامات وبالطلعة لقينا وليد قاعد باللوبي مع ابوه وشخص ثاني وعدل قعدته من شافني وراحت امي تسأل الحارس ان يوقف لها تاكسي بتروح الاهرامات وكأنه اذنه معانا بيعرف وين بنروح ونفس ما صدق ظني لقيته هناك مع ربعه يركبون الخيل ، ظلينا احنا بالحنطور يتمخرط فينا حول الاهرامات..
ويوم ورا يوم لمين وصل ابوي وجدتي مصر ام الدنيا وصارت طلعاتنا اكثر وصار وليد يشوفنا اكثر اكثر حتى لما ابوي عزمه ويانا على الغدا بالفندق عشان يعتبره عربون شكر منه له على شهامته مع امي ظلت النظرات موجودة ، بس ما ادري ليش محد حس فيها الا انا ، وبعد طول مدة قعدتنا بمصر ما حاول يكلمني ولا كلمة ولا انه حتى يحاول وهذا اللي محيرني فيه ، صار وقت الردة للديرة وانا حدي ابي اعرف الاعجاب والنظرات لي متى وبالطلعة واحنا ننطر ابوي يحاسب الفندق حبيت اروح الحمام وبالطريق لقيته واقف قبالي وكأنه تشجع يبي يكلمني وقالي : انا مصدوم انكم بتروحون اليوم ، رديت عليه ان المدارس على الابواب والوالد خلصت اجازته ولازم نرد ، شفت الحزن بعيونه وبيني وبينكم انا حزنت بعد لأني تعودت اشوفه طول ال21 يوم وصار روتين بالنسبة لي ، مد ايده وعطاني شريط كاسيت وقالي سمعيه ليمن توصلين الديرة بالسلامة ، ابتسمت انه واخيرا بدى منه شي وانه كان محترم لا حاول يسأل عن بيتنا ولا يعطيني رقم بيتهم ، ومثل ما قلت لكم ما كان فيه موبايلات سنة 1989 .
ركبنا الطيارة وانا احضن شنطة يدي اللي فيها الشريط واشمه الا عطره معلق فيه ، ورجعنا الكويت واول مرة ما كنت احب ارد الديرة بسرعة ، واول ما وصلت المفروض افتح شنطة ملابسي بس لأول مرة اكشت فيها وادور على مسجل وركضت غرفتي ، وفتحت الشريط والا طاح منها ورقه مكتوب فيها ( الصدفة قدر واذا قدري اشوفج مرة ثانية راح اشوفج ) .... كلماته اعجبتني وان مسلم امره لربه والصدف وسمعت الاغاني والا مشكلة باغاني حزينة وحلوة وكلها شوق ووله مع ان بعض المغنيين ما احبهم حبيتهم عشانه . وقعدت اتذكر الايام...
وبدت المدارس ورحت لسنة رابعة ثانوي ودخلت علينا دفعة 1989/1990 وكانو بنات جدد مثل كل سنة جديدة وفي مادة من المواد يكون معاج احد من الدفعة الجديدة لأنها تكون مادة اختيارية ، وصادفت بمادة الرسم معاي جم بنت جدد المهم كنا قليلين بالصف ومرت الايام وانا كل يوم اجيب الهادفون معاي وبالفرصة والفراغ اسمع شريط وليييييييييد ، واتذكر ايامنا وايام مصر الحلوة والصدف اللي كانت ، مرت ايام واسابيع وما ادري متى تصير هالصدفة اللي قالي عنها ومتى يأذن لنا ربنا نلتقي ، وبدت عطلة نص السنة وكانت من اطول العطل لأني عالاقل بالمدرسة كنت الهى عن التفكير بوليد انا بالعطلة ليلي ونهاري انتظار صدفة وليد ، وبدا الكورس الجديد لبداية سنة 1990 وخذيت مادة مكتبات وكان معانا ايضا بنات من الدفعة الجديدة وبيوم كانت الاستاذة متغيبة صارت المادة احتياط ، قامت وحدة من البنات الجدد من وراي تسولف مع رفيجتها عن مصر ورحتلهم السنة اللي فاتت وقعدت تمدح فندق سفيرالزمالك وما ان نطقت بالاسم الا قلبي دق من الذكريات ، ولفيت عليها كأني ملقوفة واكمل مديحي على الفندق واسألتني البنت عن اسمي وتعرفنا على بعض اهيا اسمها منى ورديت عليها بالتعريف عن اسمي ، وكملنا حديثنا عن مصر ولهيت معاها بالذكريات وسألتها عن الاماكن اللي زارتها واهيا بعد سولفت عن الاماكن اللي زارتها ، وقالت ان عندها صور للسفرة اصرينا انها تورينا الصور وطلعت صور تقول انها ما تقدر تييب الالبوم كله فاختارت جم صورة اخذنا نطالع الصور ونمررها على بعض وتشرح لنا اللي فيها ، وبين ما اهيا قاعدة تشرح حق رفيجتها على المتحف المصري وقفت دقات قلبي لصورة مسكتها وما حسيت الا وانا اذرف دمعة حارة من خدي ومن غير ما احس مسحتها بسرعة عشان محد يلاحظ الصورة كانت لوليد ، وليد حبيب قلبي اللي حبيته من الاغاني اللي بالكاسيت ومن اسلوبة الرجولي ، صورة وليد واهوا حاضن منى كل خوفي اني اسألها وتقول انه صاحبها ، وقعدت اخز بالصورة حيل ليمن انقطع تفكيري من سحب منى للصورة وتشرح فيها وتقول هذي صورتي مع اخوي الكبير وليد ، ارتاح قلبي وانسكب عليه ماي بارد من ردها ، وعرفت انه اخوها وارتحت وطرى على بالي الصدف واشلون مردها تصير وطلعت اخته بالكرسي اللي وراي وانا ما ادري سبحان الله على الصدف ، المهم حاولت اوطأ علاقتني معاها لأني مو معقولة من اول يوم تعارف اخذ رقمها واعرف بيتهم وين ، قعدت اتقرب منها شوي شوي واعرف حياتها العائلية والاحرى اني ابي اعرف اخبار وليد ، وتقعد بكل كلام تمدح باخوها وتقول انه صج اخو ديمقراطي وشهم وما في منه بالديرة كلها ، مر شهر على الموضوع وانا قلبي يحترق عشان انطر الوقت اللي اطلب منها زيارة او رقم تلفونها ، بس القدر سبقني لأنها شافتني بالفرصة وعزمتني على حفلة عيد ميلادها يوم الخميس ، وقلت بقلبي الحمدلله اطلعت منها مو مني ، المهم صار يوم الحفلة وانا من قبل مجهزة شنو البس وشنو اسوي لبست احلى ما عندي وسويت شعري احلى تسريحة وطلبت من امي توصلني الحفلة ، بس انا حاولت اوصل قبل الحفلة بساعة عشان يمديني الحق على شوفته قبل لا يطلع ويفضيلها البيت قصيت على رفيجتي منى وقلت لها : انا اسفة مبجرة لأن امي تقول اذا ما وصلتج الحين مافي احد يوصلج بعدين..
صدقت الكلام وعزمتني على غرفتها ليمن تخلص لبس ، وقعدنا بالغرفة وانا كلي وله عشان اشوفه ويعرف اني ببيته وان هذه اهيا الصدفة ، اختلست عذر وطلبت منها اروح الحمام وحاولت توصفلي وينه وبالطلعة اتلفت يمين ويسار احاول القى له اثر بس ماكو فايدة وقعدت بالحمام افكر شنو اسوي الظاهر مالي نصيب اشوفه ، طلعت من الحمام رايحة لغرفة منى وانا بالطريق الا احس ان في احد جاي فوق رحت اطالع الا شفته واخيرا شفته وليد لابس هدوم الرياضة وشكله راد من لعب كرة ياي يسبح ويطلع وقفت عند عتبة الدرج واتسمرت اطالعه وما ان حس بوجود احد رفع راسه وتنح وطاحت الفوطة من ايده وظل يخزني مدة ليمن سألني انا بحلم والا علم اشوفج صدفة ووين ببيتنا ، ضحك ضحكة يمكن احلى من ضحكة الطفل نفسه لي ضحك ، اما انا دمعت عيوني وقعدت اقولها كأنه الصدفة طولت ياوليد وانا كنت بموت من الوله عليك ، كمل صعود السلالم ووقف يطالعني وابتسم وقال : انتي يا هديل دخلتي قلبي وتربعتي فيه من اول نظرة شفتج فيها بالمطار..
وااااااااااااااااااااي على اسمي بلسانه شنو حلو اول مرة ادري ان اسمي جذي حلو ، سألته ليش تبي الصدف تجمعنا ليش ما سويت نفس شباب خلق الله ، قالي الا يجي صدفة معناة القدر وياه يجمعة مرة ثانية ، وانا ابي اعرف اذا انتي قدري او لأ
ومن بعدها كثرة زياراتي لبيت منى وكبرت علاقتنا مع بعض مع ان منى تصغرني بسنتين فأصبحت لا تفارقني ، وذلك لأني اجد فيها وليد ، واسمع من خلال مكالماتها عن اخباره وروحاته ، وفي احد زياراتي انفرد فيني وليد وسالني سؤال : شوفي يا هديل انا واحد ما احب الف وادور وصارلنا الحين قريب السنة وانا بيصير عمري 20 سنة ، هديل تقبلين فيني زوج.
انصدمت من صراحته وانصدمت اكثر انه قاعد يفكر فيني بحكمة وعقل ، وسكت مصدومة ما ادري شنو ارد عليه ورحت اركض لغرفة منى على أمل إني يمكن اقدر اهرب من السؤال اللي قاله ، تلون ويهي ألوان وضليت مسمرة مكاني ما اعرف شنو قاعدة تقول منى من سوالف ، قعدت أفكر أنا الحين بيصيرلي 17 سنة وكان بهالوقت ممكن الوحدة تتزوج وهي صغيرة ، المهم رحت البيت مع صمتي وسكوتي وضليت بغرفتي افكر شنو ارد عليه ، مرت الايام من غير ما ازور منى ومن غير حتى ما اتصل عليها ، صار يوم الخميس يوم الاجازة الاسبوعية دق التلفون ومالقيت احد يرد عليه الا انا طلع المتصل منى تسألني عن قطاعتي وليش ما ازورها ولا اتصل فيها ، وسمعتني ضحكة منها دلالة على معرفتها بموضوعي مع وليد وعاتبتي ليش ما قلت لها عنه من زمان ، وطلبت مني ان ابلغ امي بحضورها مع امها اليوم وخالتها لطلب ايدي لوليد ، وحسيت ان الدنيا تلف فيني فوق وتحت ما عرفت شنو ارد عليها ، قلت لها خلاص خلاص امي تتصل فيكم وسكرت التلفون بسرعة وجسمي يرجف كأني بوسط فريزر حرارته اقل من الصفر ، ركضت عند امي وقلت لها : يمه هذا رقم ام وليد تبيج تكلمينها ضروري الحين..
وطرت مثل الحمامة لغرفتي وسكرت الباب وما هو الا وقت قصير حتى سمعت صوت امي يناديني من تحت وطلبت مني اقعد على الكنبة بتكلمني بموضوع وقالت لي : شوفي يا هديل ام وليد اطلبت ايدج لولدها وليد وانت تعرفين منو وليد اللي اقصده ، وانا دقيت على ابوج ابلغه قبل لا اعطي الناس موعد اليوم وقالي انه ما عنده مانع اذا انتي موافقة على شرط ان العرس بعد الثانوية ويخليج تكملين الجامعة ، وانتي تدرين اني انا ودي افرح فيج والولد ما شاء الله عليه وايد زين واهله خوش ناس ، ها شنو قلتي ابي اسمع رايج.
احتمر ويهي من الخجل ومن الفرحة ما ادري شنو اقول ، فهمت امي علامات القبول علي وقامت قالت : يالله روحي دوريلج بدلة وضبطي نفسج على ما يصير المغرب وراح اقولج متي تنزلين.
صعدت غرفتي وفضيت خزانتي وكان اول مرة اكتشف فيها عدد البدل والملابس اللي عندي ، طلعت جم وحدة كانو التوب عندي ورحت خذيتلي حمام سريع وقعدت انطر المغرب متى يصير مع ان عادت اليوم يمر سريع الا هاليوم مرة ابطئ من البطئ نفسه ، وصل ابوي من الدوام وصعدلي على طول وراح يسألني عن رايي لأنه يبي يسمعه ، وقعد يمدح بالولد ويمدح بأبوه واهله وانه يعرفهم عدل ، المهم نفس الاحساس بالموافقة وصل لأبوي وطلع مني والابتسامه على وجهه ، وصار وقت وصولهم وانا واقفة عند الدريشة انطر وصولهم وبعد لحظات وصلت سيارة كحلـية اللون وكان اللي يسوقها وليد وراكبة على يمينه امه ووراه اخته منى وخالته ، ونزلوا الحريم وظل اهوا بالسيارة ناطر ، نادتني امي ونزلت مع اختي هبه والخجل يرسم ويهي كأني اول مرة التقي بمنى واهلها وسلمت عليهم وجلست يم ام وليد وسألتني جم سؤال عن الصحة والحال والدراسة وقالت لي اذا انا راح اكمل الثانوية اربع سنين والا متاخرة فيها لأن نظام مقررا كله في تأخيرات كورس او اكثر ، كملنا حديثها وطلبت ام وليد من منى انها تنادي اخوها وليد من بره عشان يدش ويقعد معانا شوي وبسرعة طارت منى على بره ونادته ولأول مرة اشوف ان وجه وليد ينقلب للاحمرار من الخجل وكانه اول مرة يشوفني وجلس يمي وأخذت ام وليد امي واختها وراحوا بعـيد عنا على اساس ناخذ راحتنا بالحجي ، بدا وليد كلامه : هديل انا اسف كنت انطر الرد منج بس طولتي علي ولقيت اني احطج جدام الامر الواقع وايد احسن ، وانا عرفت انج حابة تكملين جامعة وانا ما عندي مانع باي شي انتي حابته وابي اعرف اذا حابة تسكنين ببيت اهلي او ببيت بروحج.
قال كلامه وانا كله ساكته ما ادري شنو ارد ، وليد ما خلى لي شي اقوله كرمني بعطفه الزايد ، قالي ان الحين صار عادي نكلم بعض بالتلفون ونشوف بعض بس مع احد من الاهل طبعاً ..
وكان هذا الكلام اللي انا حبيته لأني راح اقدر اكلمه وأشوفه وايد ، شهر يونيو واهوا شهر الامتحانات والفايل عدى على خير وبنجاح والفضل يعود من بعد الله إلى وليد اللي ما قصر معاي من توفير ملخصات لي وعمل جو دراسي من انه يحرم روحه عني عشان ما يزعجني ولا يشغلني ، وطلعت النتيجة بمعدل ارفع من الكورس اللي قبله وخلصت سنة رابعة على خير وكنت حابة اخذ كورس صيفي عشان اخلص مادة معلقة عندي بسرعة ، وعمل مفاجأة لي وليد انه حجز لشاليهات فيلكا لبيتنا ولبيتهم لمدة اسبوعين ابتداءاً من اخر شهر يونيو ورحنا وكانت خووش رحلة كنا اكثر قرب من بعضنا البعض وكنا نروح حمامات السباحة سوا ونركب القواري سوا وحتى وجبات الاكل كنا كلنا الاهل نتجمع وناكل مع بعض ، وكانت الايام تمر علينا مثل الهوى الطاير وبهذه الرحلة عرفت وليد عدل وعرفت اشكثر اهوا انسان حبيب وكفو الواحد يرتبط فيه كان اكبر من عمر بالعقل والرزانة ، وقبل الردة بيوم طلبت ام وليد من امي ان نحدد الملجة نص شهر يوليو والعرس بعد جم شهر وافقت امي وكانت مستانسة وايد وقالت لأبوي ووافق.
وبعد ما ردينا من فيلكا استعديت عشان اسجل بالكورس الصيفي وكان الكورس بثانوية المنصورية يعني درب الروحة والردة وسجلت على المادة واذكر انها كانت مادة الرياضة المالية ، واستمريت ادرس واجهز حق حفلة الملجة وكانت ايامي وايد مضغوطة واتصل فيني وليد قبل الملجة وقال انه بيمرني اهوا وامه عشان نختار الشبكة والدبل ، وكان ذوقة احلى من ذوقي بوايد واللي كان مختارهم عاجبيني فوافقت من غير ما اطالع غيرهم وصار يوم الملجة وكنا نتكلم بالتلفون طول اليوم ومو مصدقين ان اليوم بنصير لبعض رسمي دخل علي ابوي واهوا حزين وطلب مني اسكر التلفون ، وسألته اشفيك يبا ، قالي : يا هديل تزعلين مني لو اقولج نأجل الملجة ، قلت ليش اشصار ، قالي : ان جدتي امه توفت وماراح نقدر نحتفل ، واهنيه حزن قلبي على فراق الغالية جدتي وقلته : يبا انا اللي ماراح اقدر احتفل خلاص اكلم وليد واخبره ونخليها بوقت ثاني ، قلت لوليد وقدر الموقف وقال حق اهله وطلب ان نأجلها لمدة مو محدودة ليمن ابوي ترتاح نفسيته..
شكرته على تعاطفه معانا ووقفته ووقفة اهله ويانا بالعزا ، ظل الحفل معلق وظلت بدلة الحفلة بالخزانة محفوظة ومر اسبوع من وفاة جدتي واتصل فيني وليد وقالي ان اهوا واهله راح يسافرون مصـر وراح يرجعون بعد شهر على بداية الدراسة ، سلمت عليه ورحت مع امي المطار نودعهم ، وكـان حبـيبي يكلمني كل يوم يسأل عنا ، وصبحنا بيوم 2/8/1990 باليوم الاسود على صوت دوي ما ادري من وين ، رحت اقعد ابوي لقيته يطل من الدريشة ودموعه على خده وانا اللي عمره ما شفته يذرف دموع حتى بوفاة جدتي ، وكانت امي تحاول تتصل على اهلها ، سألته يبا شفيك شنو هالاصوات هذي.
قالي : هـذيله جيش صدام ، العراق غزت الكويت يا هديل ، الكويت مو لنا الحين ، كلامه خل بقلبي صدى وصدى قوي رحت المخزن اطلع اعلام الكويت وصور بابا جابر وسعد رحت بره الصقهم ، لحقني ابوي ونهاني من هالشي ، حرقة قلبي خلتني اصيح وابجي مثل المجنونة ، ركضت على السطح كبرت مع اللي يكبرون رفعت علم بلادي ، وكان ابوي خايف علي ، طلع عرج الحماس الوطني فيني اللي كان مخفي ، خذاني ابوي مع امي واخواني وطلب منا ان ناخذ اغراض عشان نطلع بره الديرة ، حلفتله ما اطلع انا صامدة وقاعدة ماراح اروح مكان ، واحنا نتحاور يانا تلفون والا من منو وليد داق علي قبل لا تنقطع الخطوط يطمن علي ، ظل يبكي مثل الطفل يقولي انه بيدخل الديرة عشان يأخذنا وانقطع صوته وانقطعت الاتصالات ، حاولنا من عندنا ما كو فايدة اطلبت أمي أن نروح بيت أهلها نتطمن عليهم ، قمنا بسرعة ركبنا السيارة والحمدلله البيت قريب أهما يمنا بمنطقة بيان ، رحنا لهم ولحقنا عليهم باللحظة الأخيرة كانو محركين يبون يروحون السعودية قالت جدتي لبنتها اللي اهيا امي : انا يا بنتي ماراح اقدر على هالوضع وانا مرة تعبانه وصراحة صدام وجيشه ما يعرف الرحمة ابد ولا اكو فايدة من العراق من أيام قاسم واهـم ما يحبونا ، سكتت أمي وسلمت عليها وودعتها وقالت لها أول ما توصلـون حطـوا عنوانكم بالسفارة عشان اييلكم.
ردينا البيت وصوت الصواريخ والدبابات ماله حدود ، والناس مثل المجنونة طالعة وفود معارضة على الاحتلال ، الكل شايل صور الأمير والإعلام ، بس كان الجيش يهددهم بالرمي بالرصاص إذا ما انسحبوا بعضهم كان يخاف ، والبعض الثاني كان يستمر ، مر علينا 15 يوم وكل يوم يقعد أبوي يقنعني بالروحة للسعودية ولا اكو فايدة مني يوم بعد يوم دمي حمى على الكويت وحبيت أسوي أي شي لديرتي ، رحت لبيت بوعبدالله اللي بآخر الشارع كنت على خبر أن ولده عسكري وعنده تجمع اعتصامي للمقاومة ، طلبت من ولده عبدالله يضمني لهم واسوي أي شي لو بسيط لهذه الديرة ، تردد وخاف علي وقال ما اقدر اشاركج ويانا واهلج حرااام أنتي بنت وصغيرة وما أرضى لج البهدلة ، رديت عليه وقلت عيل البنات اللي معاك شنو مو هم بنات مثلي انا بقاوم حالي من حالهم ، ترجيته ان يشركني بأي شي او اني بسوي أي شي من نفسي من غير مساعدته ، وبعد الحاح مني وافق وقالي راح اخليج تسوين شي بسيط بس مهم إن نعطيج اكل وفلوس تعطينهم الناس اللي نقولج عليهم ، وبالفعل قمت كل يوم اطلع من البيت على ابون اروح ازور جيرانا واقعد مع بناتهم ، وكنت اركب السيارة مع الشهيدة ايمان العمر ونمر على كذا بيت ، وكانت ايـمان اقوى مني تماسك وكانت من قوة نشاطها تسوي اكثر من عملية باليوم ، ويوم بعد يوم حسيت عيون الشك بأمي وابوي ومنعوني من الروحة والطلعة لسوء الأحوال الحين ولانقطاع الكهرباء مرات ومرات ، وبعد اصرارهم على حبسي بالبيت ، حاولت واهما نايمين اني أروح لبيت بو عبدالله واشوف الاحوال وبطلعتي من البيت لقيت سيارات الجيب بكثرة جدام بيتهم واكتشفت ان جنود الاحتلال طاحوا على مقر المقاومة اللي ببيت بو عبدالله ولقيتهم يجرون بو عبدالله ومرته بره البيت ويفتشون البيت كله بس الحمدلله ما لقو شي يثبت صحة اللي ببالهم وللأسف خذوا بوعبدالله وياهم وصراخ ام عبدالله ماله والي وتترجى فيهم يخلوهم ، وواحد منهم الله لا يوفقه رفسها وخلاها تطيح بالشارع ، ومشوا وخلوها تبكي زوجها ، ركضت صوبها وحضنتها ودخلتها داخل ولقيت البيت معفوس فوق تحت رحت ارتب وياها البيت وسويت لها لقمة تاكلها ، ورجعت بيتنا بعد ما تطمنت عليها ، وكان المنظر اللي شفته شي عجيب ولا بالاحلام ، صار اليوم الثاني والصداع براسي ما خف من هول ما شفته امس ، وصل خبرها بيتنا ورحت مع امي نسأل عنها ورمشت بعيني لها علامة ان ما تقول حق امي شي بزياراتي لهم ومشاركاتي مع ولدها والمقاومة ، حبيت اسأل عن عبدالله وينه قالت لي ان عبدالله ربه يحبه وكان حاس بشي غريب بيصير الليله ففضل ان ينام عند بيت صاحبه حسين ، وكان حسين العنصر الثاني من مقاومتنا وحسين هذا منفذ متفجرات ، وطلبت خالتي مني اني اروح بيت حسين واطمن عليه لأنها خايفة انها تكون متراقبة ، وحبيت اني اطمنها اني ارح احاول اروح مع ايمان اليوم لبيت حسين واشوفه وابلغه باللي صار ، حبيت اسوي تمثليه على امي وابوي واقولهم اني بقعد عند ام عبدالله شوي اسليها وراحت امي البيت وضليت عند ام عبدالله لمين وصلت ايمان ورحت وياها بيت حسين ، وياريتني مارحت....
لقينا الهدوء مو طبيعي بالبيت حاولنا ندق الجرس مرات ومرات ماكو فايدة ، دزينا الباب ولقيناه مفتوح دخلنا داخل بس ما ادري شنو الاحساس اللي خلانا نكمل وبنفس الوقت يمنعنا من الدخول ، بس مثل منتو عارفين ايمان قوية وماكان يهزها ريح شجعتني على الدخول ومن فتحنا باب الصالة ، الا لقينا الدنيا مقلوبة ومعفوسة ولقينا آثار دم بقع بقع بالصالة ، دخل قلبي الفزع اللي اهوا اكبر من الخوف والمشكله اني كملت مشي مع ايمان رحنا السرداب ولقينا الدم كثر عن اول وشفنا سرنا انكشف وعرفنا ان جنود صدام لقوا حسين وعبدالله وشافو مكان المنشورات والفلوس واغراض المقاومة من اسلحة بعد ، رجعنا بسرعة لفوق خوف من انهم يردون واللي خفنا منه صار.
كان كمين منهم عشان يعرفون منو اللي يزورهم ومسكوني انا وايمان واربطو عيونا وركبونا معاهم ، ما فتحت عيوني الا وانا بمكان اظلم يخرع وجانا الضابط يسألنا عن علاقتنا بحسين وعبدالله ، ردت عليهم ايمان وقالت انهم عيال عمتها وجايه تشوفهم وتطمن عليهم وسألني نفس السؤال تلخبطت ما كنت اعرف شي لأني ما قط فكرت بهاليوم شنو بيصير ، حاولت اقول نفس ايمان بس ردي كان ما يقنع ، خلونا عندهم جم يوم وانا كلي امل ان اعرف اخبار امي وابوي ويعرفون ويني فيه ، جانا الضابط بعد جم يوم وقال لنا انتو يالكويتيات طلعتو منتو هينين ، الحين تقولون انتو عيال عمهم ها ماشي راح اوريكم منو عيال عن الثاني ، وخذانا وقطانا بزنزانه ريحتها تييب المرض كلها دم وخيسة ، لقينا معانا حريم كبار وصغار ومن كل الجنسيات ، كانت معانا بالزنزانة البطلة الشهيدة وفاء العامر ، وكانت صامدة بقوتها وكانت من قوة ايمانها مسلمة امرها لله ، وعرفت بعد كم يوم انها صارت شهيدة من قوة التعذيب اللي عذبوها اياه الله يرحمها كانت انسانه قوية وشجاعة ، خذوني من السجن وقالولي في احد بيشوفج خلوني اطل من الشباك اشوف اللي يايني ، لقيت امي وابوي واقفين يطالعوني عشان يتعرفون علي واتعرف عليهم وما حبيت اوهقهم معاي ، قلت اني ما اعرف منو هذيله ما هم امي وابوي ولا اعرفهم..
اذا عجبت كم أكما من المنتدى
اسمها هديل الكويتيه
صارت بالغزو
هديل الكويتية ---- قصه عجييييبه حقيقيه
هديل--------- قصه عجييييبه حقيقيه
أبدي قصتي بتعريفكم بنفسي أنا هديل محمد ، عمري الحين 35 سنة تقريباً والقصة اللي بقولكها لكم اياها تبدي من سنة 1989 لما كنت مخلصة توني ثالثة ثانوي يعني عمري كان وقتها تقريباً 16 سنة ، كنت بنت هادية نوعاً ما عوضاً عن البنات اللي بعمري وكنت ساكنة بمنطقة حلوة وراقية واهي منطقة مشرف ، وكانت من المناطق الداخلية الراقية ...
يانا الصيف وحبينا نقضيه بدولة أم الدنيا مصر ، رحت مع أمي وخواني أحمد اللي اهوا كان عمره 14 وهشام 12 وهبه اللي اهيا آخر العنقود وأصغر مني وعمرها 10 سنوات ونص تقريباً ، المهم رحنا على أساس إن أبوي وجدتي يلحقونا بعدين لما أبوي تبدي إجازته ..
أول ما وصلنا لقينا الناس والزحمة بالمطار وحدث ولا حرج عن مطار مصر اللي مافيه من الديكورات والنظافة شيئ ، حاولنا ندور على شنطنا مني ومناك بس من الزحمة ما عبٌرنا نأخذهم وأخواني خفنا أنهم ينخطفون مثل ما نسمع من الناس أو أنهم يضيعون وما تسوى علينا ، وقفنا ننطر الزحمة تخف ، شوي إلا يانا واحد عمره كان وقتها بحدود ال 18 او 19 سنة ولهجته كويتية وقال لأمي : خالتي تحبين أساعدج بشي أنا وايد أزور مصر وحافظ المطار عدل عدل وأعرف جم واحد يشتغل فيه وأشوفكم حايسين من وصلتو وما معاكم احد يساعدكم...
قال الكلمات بينما يختلس النظر الي بين كلمة وأخرى ، حتى ردت عليه امي قايلة : والله ياولدي كأنك حاس فينا أنا حايسة مع اليهال وماني قادرة أدور شنطنا من الزحمة ، قالها : ما يصير خاطرج إلا طيب أنا الحين أدورهم لكم بس عطيني أوصاف الشنط ، وعطته أمي أوصاف والدلالات على شنطنا وراح وما هي إلا دقايق حتى جانا وحطهم لنا بالعربانة ، وتشكرته أمي وايد وسألت عن أسمه فرد عليها وقالها : أسمي يا خالتي وليد عادل وأنا صراحة ما سويت شيئ وأتمنى أنكم تستانسون بمصر لأنها بلد حلوه ...
كل هذا واهوا يطالعني بين كلامه ، راح عنا ورجع مرة ثانية وسأل أمي اذا كنا نبي تاكسي أو ليموزين عشان يوفره لنا بسعر مو غالي ، وكأنه يبي يعرف إحنا بأي جهة رايحين ومن الرد اللي عطته إياه أمي قالت له : احنا يا ولدي ساكنين بسفير الزمالك وان شاء الله ما ياخذ وايد علينا لأن شوي بعيد عن المطار..
واهني ارتاح لما درى مكانا وين ووقف لنا تاكسي والأهم إن اهوا اللي حاسبه مقدم بعد ، بس أمي أبد ما رضت واحلفت أن يأخذ فلوسه بس الولد ولد ناس متربي ما رضا وقال أنتي يا خالتي حسبت الوالدة عيب أخذ منج فلوس...
زاد إعجاب امي فيه واحلفت إن يمرها بالفندق بعد جم يوم عشان يشكره أبوي بنفسه على وقفته معانا ، واهنيه الفرحه ما شالته ومن غير تردد وافق ، بس كل هذا وأنا منبهرة من أسلوبه وطريقة كلامه وما أخفي عليكم إنه صراحة واااايد حلو وجميل بس أسلوبه الذرب والشهامة أهم بوايد من الجمال ، أنا ما كنت أدري شنو اللي يبي من ورا هذا كله . ركبنا التاكسي وشفنا مصر الجميلة ومرينا على النيل العظيم والناس كلها بشوشة مافيهم احد مكشر على قولتهم الكل مبتسم ويرحب ومن بين العمارات والممرات وصلنا فندقنا تفاجئنا بالكم الهائل من العوائل الخليجية والكويتية بالذات الموجودة بالفندق وخذينا مفتاح الشقة مالتنا وصعدنا نتراكض انا وخواني عشان نحجز اي سرير ناخذ ، ومن بعد ما حجزت سريري يم اختي هبه رحنا للبلكونة نطل منها على نهر النيل الخالد ، وليل علينا الليل وامي تفكر وين نروح ووين نتعشى ، طلعنا نمشي برجولنا على شوارع مصر ونشم ريحة الشوارع والهوا ، وانا بهذه اللحظة ما ادري ليش مرت علي صورته صورة وليد بخيالي واتذكر صوته الحنون ما ادري شنو الاحساس اللي وصل لقلبي بس حبيت اشيل هذا التفكير لأن عمري ما حاولت اتعرف على شاب ولا احاجي احد او اسوي علاقة مثل بنات هالوقت..
ركضنا بين الشوارع وامي تركض ورانا على امل محد يضيع منها ، وصلنا لجسر النيل وكلينا من الذرة المشوية اللي ريحتها تجيب العافية واخذت امي قرص خبز من الكشك اللي يمنا ، وقعدنا نتأمل نور الاضواء على نهر النيل والسفن الشراعية اللي تمشي ببحره وعشنا يوم مع عبدالحليم ومريم فخر الدين لما غني لها بتلوموني ليه ، واخذت امي تدندن وتتذكر ابوي وكان مافي وقتها موبايلات ولا شي عشان تتصل فيه وقتها ، كان اذا نبي نكلم ابوي من الفندق او من كشك عمو خليل اللي بالناصية على قولت حارس الفندق ، ورجعت امي تتذكر ابوي وتدمع عينها على شوقها له اما اخواني فقاعدين يحومون حوالي الشجر اللي حوالينا.
تأخر الوقت وفضلنا نرجع ونروح ننام من تعب الرحلة اليوم ، ومن وصلنا الفندق طلبت امي تكلم ابوي عشان تعرف منه بالضبط متى يوصل ، والحلو بالموضوع ان امي كانت وايد تعتمد علي وتعدني ذراعها اليمين عشان جذي اوصتني على خواني اروح فوق انومهم واهيا تظل تحت بلوبي الفندق تكلم ابوي ، وبعد ربع ساعة صعدت فوق ورمت روحها بالفراش ونامت بسابع نومة اما انا قعدت اقلب بالمحطات ليمن نمت..
صار علينا الصبح وبدلنا ملابسنا ورحنا تحت عشان نفطر ، ومن وصلنا تحت وفتح باب المصعد الا فز قلبي والسبب ان كان واقف عند المصعد وليد إي وليد ما غيره وليد عادل مال المطار وراحت امي تسلم عليه واهوا رد عليها السلام ، وصادف ان اهوا وعايلته ساكنين معانا نفس الفندق بعد ، ما ادري هذه صدفة او شنو ما كنت اعرف وقتها ، رحنا نفطر وظل اهوا واخوه بالطاولة اللي قبالي ومن ياكل لقمة يطالعني وينزل عيونه على طول من اشوفه يطالعني ، ورحنا شقتنا بعد الريوق عشان ناخذ فلوسنا والكاميرة عشان نروح الاهرامات وبالطلعة لقينا وليد قاعد باللوبي مع ابوه وشخص ثاني وعدل قعدته من شافني وراحت امي تسأل الحارس ان يوقف لها تاكسي بتروح الاهرامات وكأنه اذنه معانا بيعرف وين بنروح ونفس ما صدق ظني لقيته هناك مع ربعه يركبون الخيل ، ظلينا احنا بالحنطور يتمخرط فينا حول الاهرامات..
ويوم ورا يوم لمين وصل ابوي وجدتي مصر ام الدنيا وصارت طلعاتنا اكثر وصار وليد يشوفنا اكثر اكثر حتى لما ابوي عزمه ويانا على الغدا بالفندق عشان يعتبره عربون شكر منه له على شهامته مع امي ظلت النظرات موجودة ، بس ما ادري ليش محد حس فيها الا انا ، وبعد طول مدة قعدتنا بمصر ما حاول يكلمني ولا كلمة ولا انه حتى يحاول وهذا اللي محيرني فيه ، صار وقت الردة للديرة وانا حدي ابي اعرف الاعجاب والنظرات لي متى وبالطلعة واحنا ننطر ابوي يحاسب الفندق حبيت اروح الحمام وبالطريق لقيته واقف قبالي وكأنه تشجع يبي يكلمني وقالي : انا مصدوم انكم بتروحون اليوم ، رديت عليه ان المدارس على الابواب والوالد خلصت اجازته ولازم نرد ، شفت الحزن بعيونه وبيني وبينكم انا حزنت بعد لأني تعودت اشوفه طول ال21 يوم وصار روتين بالنسبة لي ، مد ايده وعطاني شريط كاسيت وقالي سمعيه ليمن توصلين الديرة بالسلامة ، ابتسمت انه واخيرا بدى منه شي وانه كان محترم لا حاول يسأل عن بيتنا ولا يعطيني رقم بيتهم ، ومثل ما قلت لكم ما كان فيه موبايلات سنة 1989 .
ركبنا الطيارة وانا احضن شنطة يدي اللي فيها الشريط واشمه الا عطره معلق فيه ، ورجعنا الكويت واول مرة ما كنت احب ارد الديرة بسرعة ، واول ما وصلت المفروض افتح شنطة ملابسي بس لأول مرة اكشت فيها وادور على مسجل وركضت غرفتي ، وفتحت الشريط والا طاح منها ورقه مكتوب فيها ( الصدفة قدر واذا قدري اشوفج مرة ثانية راح اشوفج ) .... كلماته اعجبتني وان مسلم امره لربه والصدف وسمعت الاغاني والا مشكلة باغاني حزينة وحلوة وكلها شوق ووله مع ان بعض المغنيين ما احبهم حبيتهم عشانه . وقعدت اتذكر الايام...
وبدت المدارس ورحت لسنة رابعة ثانوي ودخلت علينا دفعة 1989/1990 وكانو بنات جدد مثل كل سنة جديدة وفي مادة من المواد يكون معاج احد من الدفعة الجديدة لأنها تكون مادة اختيارية ، وصادفت بمادة الرسم معاي جم بنت جدد المهم كنا قليلين بالصف ومرت الايام وانا كل يوم اجيب الهادفون معاي وبالفرصة والفراغ اسمع شريط وليييييييييد ، واتذكر ايامنا وايام مصر الحلوة والصدف اللي كانت ، مرت ايام واسابيع وما ادري متى تصير هالصدفة اللي قالي عنها ومتى يأذن لنا ربنا نلتقي ، وبدت عطلة نص السنة وكانت من اطول العطل لأني عالاقل بالمدرسة كنت الهى عن التفكير بوليد انا بالعطلة ليلي ونهاري انتظار صدفة وليد ، وبدا الكورس الجديد لبداية سنة 1990 وخذيت مادة مكتبات وكان معانا ايضا بنات من الدفعة الجديدة وبيوم كانت الاستاذة متغيبة صارت المادة احتياط ، قامت وحدة من البنات الجدد من وراي تسولف مع رفيجتها عن مصر ورحتلهم السنة اللي فاتت وقعدت تمدح فندق سفيرالزمالك وما ان نطقت بالاسم الا قلبي دق من الذكريات ، ولفيت عليها كأني ملقوفة واكمل مديحي على الفندق واسألتني البنت عن اسمي وتعرفنا على بعض اهيا اسمها منى ورديت عليها بالتعريف عن اسمي ، وكملنا حديثنا عن مصر ولهيت معاها بالذكريات وسألتها عن الاماكن اللي زارتها واهيا بعد سولفت عن الاماكن اللي زارتها ، وقالت ان عندها صور للسفرة اصرينا انها تورينا الصور وطلعت صور تقول انها ما تقدر تييب الالبوم كله فاختارت جم صورة اخذنا نطالع الصور ونمررها على بعض وتشرح لنا اللي فيها ، وبين ما اهيا قاعدة تشرح حق رفيجتها على المتحف المصري وقفت دقات قلبي لصورة مسكتها وما حسيت الا وانا اذرف دمعة حارة من خدي ومن غير ما احس مسحتها بسرعة عشان محد يلاحظ الصورة كانت لوليد ، وليد حبيب قلبي اللي حبيته من الاغاني اللي بالكاسيت ومن اسلوبة الرجولي ، صورة وليد واهوا حاضن منى كل خوفي اني اسألها وتقول انه صاحبها ، وقعدت اخز بالصورة حيل ليمن انقطع تفكيري من سحب منى للصورة وتشرح فيها وتقول هذي صورتي مع اخوي الكبير وليد ، ارتاح قلبي وانسكب عليه ماي بارد من ردها ، وعرفت انه اخوها وارتحت وطرى على بالي الصدف واشلون مردها تصير وطلعت اخته بالكرسي اللي وراي وانا ما ادري سبحان الله على الصدف ، المهم حاولت اوطأ علاقتني معاها لأني مو معقولة من اول يوم تعارف اخذ رقمها واعرف بيتهم وين ، قعدت اتقرب منها شوي شوي واعرف حياتها العائلية والاحرى اني ابي اعرف اخبار وليد ، وتقعد بكل كلام تمدح باخوها وتقول انه صج اخو ديمقراطي وشهم وما في منه بالديرة كلها ، مر شهر على الموضوع وانا قلبي يحترق عشان انطر الوقت اللي اطلب منها زيارة او رقم تلفونها ، بس القدر سبقني لأنها شافتني بالفرصة وعزمتني على حفلة عيد ميلادها يوم الخميس ، وقلت بقلبي الحمدلله اطلعت منها مو مني ، المهم صار يوم الحفلة وانا من قبل مجهزة شنو البس وشنو اسوي لبست احلى ما عندي وسويت شعري احلى تسريحة وطلبت من امي توصلني الحفلة ، بس انا حاولت اوصل قبل الحفلة بساعة عشان يمديني الحق على شوفته قبل لا يطلع ويفضيلها البيت قصيت على رفيجتي منى وقلت لها : انا اسفة مبجرة لأن امي تقول اذا ما وصلتج الحين مافي احد يوصلج بعدين..
صدقت الكلام وعزمتني على غرفتها ليمن تخلص لبس ، وقعدنا بالغرفة وانا كلي وله عشان اشوفه ويعرف اني ببيته وان هذه اهيا الصدفة ، اختلست عذر وطلبت منها اروح الحمام وحاولت توصفلي وينه وبالطلعة اتلفت يمين ويسار احاول القى له اثر بس ماكو فايدة وقعدت بالحمام افكر شنو اسوي الظاهر مالي نصيب اشوفه ، طلعت من الحمام رايحة لغرفة منى وانا بالطريق الا احس ان في احد جاي فوق رحت اطالع الا شفته واخيرا شفته وليد لابس هدوم الرياضة وشكله راد من لعب كرة ياي يسبح ويطلع وقفت عند عتبة الدرج واتسمرت اطالعه وما ان حس بوجود احد رفع راسه وتنح وطاحت الفوطة من ايده وظل يخزني مدة ليمن سألني انا بحلم والا علم اشوفج صدفة ووين ببيتنا ، ضحك ضحكة يمكن احلى من ضحكة الطفل نفسه لي ضحك ، اما انا دمعت عيوني وقعدت اقولها كأنه الصدفة طولت ياوليد وانا كنت بموت من الوله عليك ، كمل صعود السلالم ووقف يطالعني وابتسم وقال : انتي يا هديل دخلتي قلبي وتربعتي فيه من اول نظرة شفتج فيها بالمطار..
وااااااااااااااااااااي على اسمي بلسانه شنو حلو اول مرة ادري ان اسمي جذي حلو ، سألته ليش تبي الصدف تجمعنا ليش ما سويت نفس شباب خلق الله ، قالي الا يجي صدفة معناة القدر وياه يجمعة مرة ثانية ، وانا ابي اعرف اذا انتي قدري او لأ
ومن بعدها كثرة زياراتي لبيت منى وكبرت علاقتنا مع بعض مع ان منى تصغرني بسنتين فأصبحت لا تفارقني ، وذلك لأني اجد فيها وليد ، واسمع من خلال مكالماتها عن اخباره وروحاته ، وفي احد زياراتي انفرد فيني وليد وسالني سؤال : شوفي يا هديل انا واحد ما احب الف وادور وصارلنا الحين قريب السنة وانا بيصير عمري 20 سنة ، هديل تقبلين فيني زوج.
انصدمت من صراحته وانصدمت اكثر انه قاعد يفكر فيني بحكمة وعقل ، وسكت مصدومة ما ادري شنو ارد عليه ورحت اركض لغرفة منى على أمل إني يمكن اقدر اهرب من السؤال اللي قاله ، تلون ويهي ألوان وضليت مسمرة مكاني ما اعرف شنو قاعدة تقول منى من سوالف ، قعدت أفكر أنا الحين بيصيرلي 17 سنة وكان بهالوقت ممكن الوحدة تتزوج وهي صغيرة ، المهم رحت البيت مع صمتي وسكوتي وضليت بغرفتي افكر شنو ارد عليه ، مرت الايام من غير ما ازور منى ومن غير حتى ما اتصل عليها ، صار يوم الخميس يوم الاجازة الاسبوعية دق التلفون ومالقيت احد يرد عليه الا انا طلع المتصل منى تسألني عن قطاعتي وليش ما ازورها ولا اتصل فيها ، وسمعتني ضحكة منها دلالة على معرفتها بموضوعي مع وليد وعاتبتي ليش ما قلت لها عنه من زمان ، وطلبت مني ان ابلغ امي بحضورها مع امها اليوم وخالتها لطلب ايدي لوليد ، وحسيت ان الدنيا تلف فيني فوق وتحت ما عرفت شنو ارد عليها ، قلت لها خلاص خلاص امي تتصل فيكم وسكرت التلفون بسرعة وجسمي يرجف كأني بوسط فريزر حرارته اقل من الصفر ، ركضت عند امي وقلت لها : يمه هذا رقم ام وليد تبيج تكلمينها ضروري الحين..
وطرت مثل الحمامة لغرفتي وسكرت الباب وما هو الا وقت قصير حتى سمعت صوت امي يناديني من تحت وطلبت مني اقعد على الكنبة بتكلمني بموضوع وقالت لي : شوفي يا هديل ام وليد اطلبت ايدج لولدها وليد وانت تعرفين منو وليد اللي اقصده ، وانا دقيت على ابوج ابلغه قبل لا اعطي الناس موعد اليوم وقالي انه ما عنده مانع اذا انتي موافقة على شرط ان العرس بعد الثانوية ويخليج تكملين الجامعة ، وانتي تدرين اني انا ودي افرح فيج والولد ما شاء الله عليه وايد زين واهله خوش ناس ، ها شنو قلتي ابي اسمع رايج.
احتمر ويهي من الخجل ومن الفرحة ما ادري شنو اقول ، فهمت امي علامات القبول علي وقامت قالت : يالله روحي دوريلج بدلة وضبطي نفسج على ما يصير المغرب وراح اقولج متي تنزلين.
صعدت غرفتي وفضيت خزانتي وكان اول مرة اكتشف فيها عدد البدل والملابس اللي عندي ، طلعت جم وحدة كانو التوب عندي ورحت خذيتلي حمام سريع وقعدت انطر المغرب متى يصير مع ان عادت اليوم يمر سريع الا هاليوم مرة ابطئ من البطئ نفسه ، وصل ابوي من الدوام وصعدلي على طول وراح يسألني عن رايي لأنه يبي يسمعه ، وقعد يمدح بالولد ويمدح بأبوه واهله وانه يعرفهم عدل ، المهم نفس الاحساس بالموافقة وصل لأبوي وطلع مني والابتسامه على وجهه ، وصار وقت وصولهم وانا واقفة عند الدريشة انطر وصولهم وبعد لحظات وصلت سيارة كحلـية اللون وكان اللي يسوقها وليد وراكبة على يمينه امه ووراه اخته منى وخالته ، ونزلوا الحريم وظل اهوا بالسيارة ناطر ، نادتني امي ونزلت مع اختي هبه والخجل يرسم ويهي كأني اول مرة التقي بمنى واهلها وسلمت عليهم وجلست يم ام وليد وسألتني جم سؤال عن الصحة والحال والدراسة وقالت لي اذا انا راح اكمل الثانوية اربع سنين والا متاخرة فيها لأن نظام مقررا كله في تأخيرات كورس او اكثر ، كملنا حديثها وطلبت ام وليد من منى انها تنادي اخوها وليد من بره عشان يدش ويقعد معانا شوي وبسرعة طارت منى على بره ونادته ولأول مرة اشوف ان وجه وليد ينقلب للاحمرار من الخجل وكانه اول مرة يشوفني وجلس يمي وأخذت ام وليد امي واختها وراحوا بعـيد عنا على اساس ناخذ راحتنا بالحجي ، بدا وليد كلامه : هديل انا اسف كنت انطر الرد منج بس طولتي علي ولقيت اني احطج جدام الامر الواقع وايد احسن ، وانا عرفت انج حابة تكملين جامعة وانا ما عندي مانع باي شي انتي حابته وابي اعرف اذا حابة تسكنين ببيت اهلي او ببيت بروحج.
قال كلامه وانا كله ساكته ما ادري شنو ارد ، وليد ما خلى لي شي اقوله كرمني بعطفه الزايد ، قالي ان الحين صار عادي نكلم بعض بالتلفون ونشوف بعض بس مع احد من الاهل طبعاً ..
وكان هذا الكلام اللي انا حبيته لأني راح اقدر اكلمه وأشوفه وايد ، شهر يونيو واهوا شهر الامتحانات والفايل عدى على خير وبنجاح والفضل يعود من بعد الله إلى وليد اللي ما قصر معاي من توفير ملخصات لي وعمل جو دراسي من انه يحرم روحه عني عشان ما يزعجني ولا يشغلني ، وطلعت النتيجة بمعدل ارفع من الكورس اللي قبله وخلصت سنة رابعة على خير وكنت حابة اخذ كورس صيفي عشان اخلص مادة معلقة عندي بسرعة ، وعمل مفاجأة لي وليد انه حجز لشاليهات فيلكا لبيتنا ولبيتهم لمدة اسبوعين ابتداءاً من اخر شهر يونيو ورحنا وكانت خووش رحلة كنا اكثر قرب من بعضنا البعض وكنا نروح حمامات السباحة سوا ونركب القواري سوا وحتى وجبات الاكل كنا كلنا الاهل نتجمع وناكل مع بعض ، وكانت الايام تمر علينا مثل الهوى الطاير وبهذه الرحلة عرفت وليد عدل وعرفت اشكثر اهوا انسان حبيب وكفو الواحد يرتبط فيه كان اكبر من عمر بالعقل والرزانة ، وقبل الردة بيوم طلبت ام وليد من امي ان نحدد الملجة نص شهر يوليو والعرس بعد جم شهر وافقت امي وكانت مستانسة وايد وقالت لأبوي ووافق.
وبعد ما ردينا من فيلكا استعديت عشان اسجل بالكورس الصيفي وكان الكورس بثانوية المنصورية يعني درب الروحة والردة وسجلت على المادة واذكر انها كانت مادة الرياضة المالية ، واستمريت ادرس واجهز حق حفلة الملجة وكانت ايامي وايد مضغوطة واتصل فيني وليد قبل الملجة وقال انه بيمرني اهوا وامه عشان نختار الشبكة والدبل ، وكان ذوقة احلى من ذوقي بوايد واللي كان مختارهم عاجبيني فوافقت من غير ما اطالع غيرهم وصار يوم الملجة وكنا نتكلم بالتلفون طول اليوم ومو مصدقين ان اليوم بنصير لبعض رسمي دخل علي ابوي واهوا حزين وطلب مني اسكر التلفون ، وسألته اشفيك يبا ، قالي : يا هديل تزعلين مني لو اقولج نأجل الملجة ، قلت ليش اشصار ، قالي : ان جدتي امه توفت وماراح نقدر نحتفل ، واهنيه حزن قلبي على فراق الغالية جدتي وقلته : يبا انا اللي ماراح اقدر احتفل خلاص اكلم وليد واخبره ونخليها بوقت ثاني ، قلت لوليد وقدر الموقف وقال حق اهله وطلب ان نأجلها لمدة مو محدودة ليمن ابوي ترتاح نفسيته..
شكرته على تعاطفه معانا ووقفته ووقفة اهله ويانا بالعزا ، ظل الحفل معلق وظلت بدلة الحفلة بالخزانة محفوظة ومر اسبوع من وفاة جدتي واتصل فيني وليد وقالي ان اهوا واهله راح يسافرون مصـر وراح يرجعون بعد شهر على بداية الدراسة ، سلمت عليه ورحت مع امي المطار نودعهم ، وكـان حبـيبي يكلمني كل يوم يسأل عنا ، وصبحنا بيوم 2/8/1990 باليوم الاسود على صوت دوي ما ادري من وين ، رحت اقعد ابوي لقيته يطل من الدريشة ودموعه على خده وانا اللي عمره ما شفته يذرف دموع حتى بوفاة جدتي ، وكانت امي تحاول تتصل على اهلها ، سألته يبا شفيك شنو هالاصوات هذي.
قالي : هـذيله جيش صدام ، العراق غزت الكويت يا هديل ، الكويت مو لنا الحين ، كلامه خل بقلبي صدى وصدى قوي رحت المخزن اطلع اعلام الكويت وصور بابا جابر وسعد رحت بره الصقهم ، لحقني ابوي ونهاني من هالشي ، حرقة قلبي خلتني اصيح وابجي مثل المجنونة ، ركضت على السطح كبرت مع اللي يكبرون رفعت علم بلادي ، وكان ابوي خايف علي ، طلع عرج الحماس الوطني فيني اللي كان مخفي ، خذاني ابوي مع امي واخواني وطلب منا ان ناخذ اغراض عشان نطلع بره الديرة ، حلفتله ما اطلع انا صامدة وقاعدة ماراح اروح مكان ، واحنا نتحاور يانا تلفون والا من منو وليد داق علي قبل لا تنقطع الخطوط يطمن علي ، ظل يبكي مثل الطفل يقولي انه بيدخل الديرة عشان يأخذنا وانقطع صوته وانقطعت الاتصالات ، حاولنا من عندنا ما كو فايدة اطلبت أمي أن نروح بيت أهلها نتطمن عليهم ، قمنا بسرعة ركبنا السيارة والحمدلله البيت قريب أهما يمنا بمنطقة بيان ، رحنا لهم ولحقنا عليهم باللحظة الأخيرة كانو محركين يبون يروحون السعودية قالت جدتي لبنتها اللي اهيا امي : انا يا بنتي ماراح اقدر على هالوضع وانا مرة تعبانه وصراحة صدام وجيشه ما يعرف الرحمة ابد ولا اكو فايدة من العراق من أيام قاسم واهـم ما يحبونا ، سكتت أمي وسلمت عليها وودعتها وقالت لها أول ما توصلـون حطـوا عنوانكم بالسفارة عشان اييلكم.
ردينا البيت وصوت الصواريخ والدبابات ماله حدود ، والناس مثل المجنونة طالعة وفود معارضة على الاحتلال ، الكل شايل صور الأمير والإعلام ، بس كان الجيش يهددهم بالرمي بالرصاص إذا ما انسحبوا بعضهم كان يخاف ، والبعض الثاني كان يستمر ، مر علينا 15 يوم وكل يوم يقعد أبوي يقنعني بالروحة للسعودية ولا اكو فايدة مني يوم بعد يوم دمي حمى على الكويت وحبيت أسوي أي شي لديرتي ، رحت لبيت بوعبدالله اللي بآخر الشارع كنت على خبر أن ولده عسكري وعنده تجمع اعتصامي للمقاومة ، طلبت من ولده عبدالله يضمني لهم واسوي أي شي لو بسيط لهذه الديرة ، تردد وخاف علي وقال ما اقدر اشاركج ويانا واهلج حرااام أنتي بنت وصغيرة وما أرضى لج البهدلة ، رديت عليه وقلت عيل البنات اللي معاك شنو مو هم بنات مثلي انا بقاوم حالي من حالهم ، ترجيته ان يشركني بأي شي او اني بسوي أي شي من نفسي من غير مساعدته ، وبعد الحاح مني وافق وقالي راح اخليج تسوين شي بسيط بس مهم إن نعطيج اكل وفلوس تعطينهم الناس اللي نقولج عليهم ، وبالفعل قمت كل يوم اطلع من البيت على ابون اروح ازور جيرانا واقعد مع بناتهم ، وكنت اركب السيارة مع الشهيدة ايمان العمر ونمر على كذا بيت ، وكانت ايـمان اقوى مني تماسك وكانت من قوة نشاطها تسوي اكثر من عملية باليوم ، ويوم بعد يوم حسيت عيون الشك بأمي وابوي ومنعوني من الروحة والطلعة لسوء الأحوال الحين ولانقطاع الكهرباء مرات ومرات ، وبعد اصرارهم على حبسي بالبيت ، حاولت واهما نايمين اني أروح لبيت بو عبدالله واشوف الاحوال وبطلعتي من البيت لقيت سيارات الجيب بكثرة جدام بيتهم واكتشفت ان جنود الاحتلال طاحوا على مقر المقاومة اللي ببيت بو عبدالله ولقيتهم يجرون بو عبدالله ومرته بره البيت ويفتشون البيت كله بس الحمدلله ما لقو شي يثبت صحة اللي ببالهم وللأسف خذوا بوعبدالله وياهم وصراخ ام عبدالله ماله والي وتترجى فيهم يخلوهم ، وواحد منهم الله لا يوفقه رفسها وخلاها تطيح بالشارع ، ومشوا وخلوها تبكي زوجها ، ركضت صوبها وحضنتها ودخلتها داخل ولقيت البيت معفوس فوق تحت رحت ارتب وياها البيت وسويت لها لقمة تاكلها ، ورجعت بيتنا بعد ما تطمنت عليها ، وكان المنظر اللي شفته شي عجيب ولا بالاحلام ، صار اليوم الثاني والصداع براسي ما خف من هول ما شفته امس ، وصل خبرها بيتنا ورحت مع امي نسأل عنها ورمشت بعيني لها علامة ان ما تقول حق امي شي بزياراتي لهم ومشاركاتي مع ولدها والمقاومة ، حبيت اسأل عن عبدالله وينه قالت لي ان عبدالله ربه يحبه وكان حاس بشي غريب بيصير الليله ففضل ان ينام عند بيت صاحبه حسين ، وكان حسين العنصر الثاني من مقاومتنا وحسين هذا منفذ متفجرات ، وطلبت خالتي مني اني اروح بيت حسين واطمن عليه لأنها خايفة انها تكون متراقبة ، وحبيت اني اطمنها اني ارح احاول اروح مع ايمان اليوم لبيت حسين واشوفه وابلغه باللي صار ، حبيت اسوي تمثليه على امي وابوي واقولهم اني بقعد عند ام عبدالله شوي اسليها وراحت امي البيت وضليت عند ام عبدالله لمين وصلت ايمان ورحت وياها بيت حسين ، وياريتني مارحت....
لقينا الهدوء مو طبيعي بالبيت حاولنا ندق الجرس مرات ومرات ماكو فايدة ، دزينا الباب ولقيناه مفتوح دخلنا داخل بس ما ادري شنو الاحساس اللي خلانا نكمل وبنفس الوقت يمنعنا من الدخول ، بس مثل منتو عارفين ايمان قوية وماكان يهزها ريح شجعتني على الدخول ومن فتحنا باب الصالة ، الا لقينا الدنيا مقلوبة ومعفوسة ولقينا آثار دم بقع بقع بالصالة ، دخل قلبي الفزع اللي اهوا اكبر من الخوف والمشكله اني كملت مشي مع ايمان رحنا السرداب ولقينا الدم كثر عن اول وشفنا سرنا انكشف وعرفنا ان جنود صدام لقوا حسين وعبدالله وشافو مكان المنشورات والفلوس واغراض المقاومة من اسلحة بعد ، رجعنا بسرعة لفوق خوف من انهم يردون واللي خفنا منه صار.
كان كمين منهم عشان يعرفون منو اللي يزورهم ومسكوني انا وايمان واربطو عيونا وركبونا معاهم ، ما فتحت عيوني الا وانا بمكان اظلم يخرع وجانا الضابط يسألنا عن علاقتنا بحسين وعبدالله ، ردت عليهم ايمان وقالت انهم عيال عمتها وجايه تشوفهم وتطمن عليهم وسألني نفس السؤال تلخبطت ما كنت اعرف شي لأني ما قط فكرت بهاليوم شنو بيصير ، حاولت اقول نفس ايمان بس ردي كان ما يقنع ، خلونا عندهم جم يوم وانا كلي امل ان اعرف اخبار امي وابوي ويعرفون ويني فيه ، جانا الضابط بعد جم يوم وقال لنا انتو يالكويتيات طلعتو منتو هينين ، الحين تقولون انتو عيال عمهم ها ماشي راح اوريكم منو عيال عن الثاني ، وخذانا وقطانا بزنزانه ريحتها تييب المرض كلها دم وخيسة ، لقينا معانا حريم كبار وصغار ومن كل الجنسيات ، كانت معانا بالزنزانة البطلة الشهيدة وفاء العامر ، وكانت صامدة بقوتها وكانت من قوة ايمانها مسلمة امرها لله ، وعرفت بعد كم يوم انها صارت شهيدة من قوة التعذيب اللي عذبوها اياه الله يرحمها كانت انسانه قوية وشجاعة ، خذوني من السجن وقالولي في احد بيشوفج خلوني اطل من الشباك اشوف اللي يايني ، لقيت امي وابوي واقفين يطالعوني عشان يتعرفون علي واتعرف عليهم وما حبيت اوهقهم معاي ، قلت اني ما اعرف منو هذيله ما هم امي وابوي ولا اعرفهم..
اذا عجبت كم أكما من المنتدى