- إنضم
- 1 سبتمبر 2010
- المشاركات
- 11,772
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 0
مقاله عجبتنى نقلتها لعيونكم
طويله لكن مفيده ... يلا اعمليلك كوبايه شاى وتعالى.......
هل طفلك سعيد؟.. نعم أنت مهتمة بطعامه وشرابه.. بدراسته وتربيته.. لكن هل هو سعيد؟
وهل نشأ بطريقة تسهل عليه السعادة، وتذلل طريقها أمامه في مستقبل أيامه؟
ليست السعادة مسألة ثانوية، فهي السياج الذي يحمي كل نجاح ويعززه، وإلا فقد امتلأ التاريخ والحاضر بأناس حققوا إنجازات رائعة ولكن تعاستهم هوت بهم، وأضاعت ثمارهم، وشتت طريقهم.
السعادة المقصودة ليست مجرد فرحة ملولة طائشة، وإنما هي ذلك الشعور الإيجابي الذي يملأ النفس طمأنينة، والقلب راحة، والعمر إيجابية وعطاء.
إن انتشار مرض مؤلم وفتاك مثل "الاكتئاب"، وتزايد حالات الانتحار، وشيوع الرمادية وتناقص البسمة، يحث كل أم لأن تقي ذريتها بوادر التعاسة، وتحمي قلوبهم من الحزن، وأن تساعدهم في رسم طريق حياة مفعم بالسعادة والإيجابية وسلام النفس.
1- كوني سعيدة
لن تستطيعي إسعاد أولادك أبدا ما لم تكوني سعيدة.. ففاقد الشيء لا يعطيه، نعم قد تستطيعين تلبية احتياجاتهم المادية، وتنفيذ مهام رائعة فيما يتعلق بإطعامهم، ودراستهم، بل وربما ترفيههم وتسليتهم، ولكن السعادة لن تستوطن قلوبهم إلا إذا رأوك سعيدة.
ومما لا شك فيه أن أحدا من البشر لا يستطيع أن يظل سعيدا مبتسما متفائلا على الدوام، فالحياة تتقلب بين ابتلاء بالخير وآخر بالشر، قال تعالى: {ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون}.
والإنسان الطبيعي يتعرض للمصائب والضغوط التي تحزنه وتهمه، هذا لا جدال فيه، ولكن بعض الناس يعتمدون "التنكيد على النفس والآخرين" منهجا لحياتهم.. في السراء والضراء هم متأففون.
والمرأة في أيامنا هذه تتعرض لضغوط كثيرة، فقد تتحمل عبء العمل خارج البيت، بالإضافة إلى مهمتها الأساسية في رعاية الزوج والأولاد، وقد تجد الحياة قاحلة من العاطفة والحنان والمؤازرة، ولكنها بالإيمان، وقوة النفس، والاستبشار برحمة الله وفرجه، قادرة بإذن الله على أن تكون سعيدة متفائلة.
قال تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً...} (النحل: من الآية 97).
فالسعادة ليست مستحيلة، لكننا كثيرا ما نضع العوائق أمام الشعور بها، فنرفع مستوى تقييماتنا لنوعية الحياة، وطبيعة العلاقات، والشروط والموانع، الواجب توافرها حتى نسمح لأنفسنا بأن نكون سعداء.
عزيزتي الأم:
السعادة قرار.. فلماذا ترجئين اتخاذه يوما تلو يوم.. وعاما تلو آخر؟
أما ترين أن مشاعر السعادة غائبة عن حياتك منذ مدة؟
وقد حصلت لك أحداث كثيرة رائعة.. من زواج وإنجاب، لكنك غير سعيدة؟
هل تنتظرين الكمال؟.. أم ترنين إلى صفو تام حتى تصبحي سعيدة؟
هل تنتظرين أن تحققي إنجازات، أو تقع لك أحداث معينة، أو تمتلكين أشياء، أو تصرف عنك بعض الأمور.. حتى تكوني سعيدة؟
إنه الفخ الشهير.. "انتظار السعادة"، وأنبئك يقينا أنك إذا انتظرت السعادة فستظلين تنتظرينها دوما، أما إذا قررت أن تكوني سعيدة وتوجهي نظرك إلى الجوانب المضيئة، وتخففي من ظلمة المشكلات والمصائب.. فستكون السعادة شعار حياتك على الدوام.
البعض يخاف من أن يصبح سعيدا حتى لا تفتر همته، وتضعف حركته في طلب حياة أفضل، وتحقيق أهدافه.
وهذه خدعة، فإذا أصبحنا سعداء فسنكون أنشط وأقدر على تحقيق أحلامنا، إن السعادة لن تقعدك عن العمل، ولكنها ستجعلك تعملين في ظروف نفسية أفضل، لتحققي نتائج أروع.
والقاعدة النبوية لحياة رضية سعيدة هي "النظر لمن هو أدنى في أمور الدنيا، والنظر لمن هو أعلى في أمور الآخرة".
اسعدي أيتها الأم.. فأنت مطالبة بالسعادة حتى لا تحرمي أولادك هذا الشعور الضروري، حاذري من أن تجعلي النكد والهم سمتك الأساسية، فينشأ أبناؤك وقد حقنتِ دماءهم بعقار "الاكتئاب" والميل إلى التنغيص والتشاؤم، فمهما حصلت لهم من أمور مبهجة فإن الحزن رفيقهم، ومهما أصابهم من غموم عابرة بسيطة وقعت عليهم وكأنها الجبال.
وإذا كنت لا تزالين تستصعبين قرار السعادة.. فليس أقل من أن تداري همك، وتصطنعي البهجة والإشراق أمام أولادك.
2- قوِّي صلتهم بالله، وحببي إليهم الإيمان
الإيمان بالله وقوة الصلة به هو الطريق لحياة سعيدة في الدنيا والآخرة، فالقلب خُلق ليعرف الله ويحبه، وإذا ضل عن ربه فهو في شقاء دائم وتعاسة مهما أحاط به النعيم.
قال ابن القيم رحمه الله: "فإن في القلب فاقة لا يسدها شيء سوى الله تعالى أبدا، وفيه شعث لا يلمه غير الإقبال عليه، وفيه مرض لا يشفيه غير الإخلاص له، وعبادته وحده، فهو دائما يضرب على صاحبه حتى يسكن ويطمئن إلى إلهه ومعبوده، فحينئذ يباشر روح الحياة، ويذوق طعمها، ويصير له حياة أخرى غير حياة الغافلين المعرضين عن هذا الأمر الذي له خُلق الخلق، ولأجله خُلقت الجنة والنار، وله أُرسلت الرسل ونزلت الكتب، ولو لم يكن جزاء إلا نفس وجوده لكفى به جزاء وكفى بفوته حسرة وعقوبة".
والبعض يرتكب خطأ كبيرا سواء في الدعوة أو التربية، وهو البدء بالأوامر والنواهي، والتي بطبعها إذا أُلقيت على شخص غافل لاه وقعت عليه كالجبال، وضاق صدره بها كمن يصعَّد في السماء.
أما إذا كانت البداية بمعرفة الله واليوم الآخر، والتفكر في حقيقة الدنيا والآخرة، سهلت التكاليف، وأقبل عليها العبد بحب وامتثال.
والأبناء الصغار قد ينصاعون لنا، ويقتفون أثرنا، فيما نأمرهم به وننهاهم عنه، ولكن إذا لم تكن ثمة أرضية قوية لعقيدة رقراقة تنير القلب وتشبع العقل، وإذا لم يكن هناك علاقة قوية بالله أركانها الحب والخوف والرجاء، فمن السهولة أن تنهار المظاهر أمام أول داعٍ للفتنة، أو صديق سوء.
لماذا يصعب البعض على أولاده طريق الاستقامة، وينفرهم من الدين؟
لماذا أصبح التدين في أذهان كثير من الناشئة قيدا ومنعا، بدلا من أن يكون سعادة القلب ومتعة العقل؟
لماذا يصر بعض الآباء على أن يختار أصعب الطرق وأشقها حتى يكون أبناؤه متدينين، بدلا من أن يكون رفيقا سمحا ذكيا لين الجانب؟
إن الأم التي تريد أن تجعل أبناءها سعداء، عليها أن تعلمهم دينهم، وتقربهم إلى ربهم، وتشجعهم على الطاعة، وتبغض إليهم المعصية منذ نعومة أظفارهم.
فمن نشأ على طاعة الله، وكانت قرة عينه في الصلاة، سيكون سعيدا ثابتا في مواجهة الفتن والمحن.
صِفي لصغارك الجنة ونعيمها، وغذي أرواحهم بذكر دار الأفراح وما أعد الله فيها لعباده الصالحين.. حيث لا ملل ولا تباغض ولا موت، بل نعيم دائم، وعد الله لا يخلف الله وعده.
إن القلب الذي يشتاق إلى الجنة ويؤمن بها يقينا لن يكتئب وييأس، لأن الأمل الصادق في دار النعيم سيشفي صدره ويبدد غيوم أحزانه.
3- حافظي على صورة الأب
إن المروءة وكرم الأخلاق يفرضان علينا ألا نتتبع العثرات، وألا ننشر القبيح، ونغفل الجميل.. وإن أولى الناس بهذا السلوك هم أولو القربى وأصحاب الحق.. من أب وأم وزوج.
أما النفوس الذبابية فهي تأنف من الطيب فتبتعد عنه، وتهوى الخبيث المتعفن فتقع عليه وتلتصق به.. فلا الزمن يمحو أثر الإساءة من قلوبهم، ولا التسامح والغفران يعرف إليهم طريقا.
فاربئي بنفسك أيتها الأم الكريمة من هذا المسلك المشين، ووسعي صدرك مع زوجك، واعتمدي لغة التغافر التي لا تنقص قدرك وإنما تنقي قلبك وتقوي حياتك.
أما واجبك كأم محبة فهو أن تحافظي على صورة الأب مشرقة جميلة، وهذا لمصلحة أولادك وسلامتهم النفسية، فمن أعظم المنغصات في عصرنا هذا هو تشوه صورة الأب، والمشاعر المختلطة تجاهه، وتكسُّر احترامه.
وإذا كرهت المرأة زوجها، ووجدت صيغة للتعامل مع هذا الكره أو الرفض، فإن الأبناء لا يتمكنون من تجاوز هذه الكراهية أو الاستياء بنفس السهولة، لأنه أبوهم وهم يشعرون بتشابههم معه وبحملهم لصفاته، فلا يزيدهم كرهه ورفضه إلا ضعفا للثقة وعدم تقبل الذات.
ويتأتى هذا بعدد من الأمور:
- إظهار الحب والاحترام للأب وبخاصة أمام الأبناء.
- الابتعاد عن الجدل والنقاش الخلافي أمامهم، بل إن هذا النوع من الحديث مكانه بمعزل عن الأبناء، فلا تدعي الانفعال ينسيك أعظم مهمة وهي "الأمومة".
- عودي أولادك على احترام أبيهم، والاحترام لا يتنافى مع الصداقة واللعب، بل يتكاملون ليشكلوا مزيجا رائعا لعلاقة أبوة وبنوة مثالية.
- لا تتحدثي عن الأب بصورة مهينة أو متهكمة، ولا تظهري أفعاله السيئة معك، وفي حال كنت تستشيرين أحد وتطلبين النصيحة فاحرصي على عزل أبنائك عن هذا الموقف تماما.
- عندما تتعقد الأمور بين الأب وأحد الأبناء أو كلهم، حاولي أن تتحدثي بشكل إيجابي عنه معهم، وتعيدي تفسير الأمور بشكل يريحهم حتى وإن كان في نظرك مخطئا.
- عندما يخطئ الابن أو البنت في حق الأب فاحرصي أن تجعليه يعتذر بقلب صادق محب، وقومي بدور التوضيح وإيجاد المبررات.
- اخلقي أجواء أُسرية محببة تجمع الأب والأولاد، حتى وإن كانت على فترات، فهي كفيلة بردم الفجوة التي قد تنشأ بسبب مشاغل الأب.
الأم المطلقة:
لقد عانى أبناؤك وما يزالون من ضريبة الطلاق، وانهيار الأسرة، وبعد الأب أو بعدك، والشعور بعدم الأمن، فهل هذا يكفي؟
أم أن عليهم أن يخوضوا في المزيد من المعاناة، ويتجرعوا سموم الكراهية التي لا يد لهم فيها؟
أيتها الأخت الكريمة.. نعم ربما تتألمين، وربما يذكرك طليقك بأسوأ لحظات حياتك، وربما لم تستطيعي حتى الآن تجاوز حنقك، بل إن بعض المشاكل قد تكون معلقة.
ولكن هذا ليس ذنب أبنائك..
فهل تقبلين أن تجعلي فلذات أكبادك إسفنجة امتصاص لغضبك ومشاعرك السلبية؟
إنها جناية عظيمة على هؤلاء الأولاد.. وإذا كان الطلاق لا يد لك فيه، أو كنت مضطرة له، فإن الحديث السلبي عن الأب جنايتك ولا مبرر لها.
وإن تكلم الأب بشكل سيئ عنك فيكفيك أن توضحي الأمر وتزيلي التهم بأسلوب راقٍ، لتعودي أبناءك على عدم الغيبة، وتسهلي عليهم البر، وتحفظي نفوسهم وعقولهم وقلوبهم.
لا تذكري معايبه، ولا أسباب الطلاق، ولا تسردي صفاته السيئة من وجهة نظرك، فضلا عن أن تلصقيها بأطفالك .. كأن تقولي : أنت هكذا .... مثل أبيك.
وضحي لأبنائك قصة الطلاق بأنها "عدم توافق"، وأنك تكنين لأبيهم الاحترام وترجين له التوفيق.
الأم الأرملة:
إن بإمكانك أن ترسمي لطفلك صورة مشرقة عن أبيه، وأن تجعلي هذه الصورة حية في وجدانه، فتخففي بذلك من مشاعر اليتم، وتصلي هذا الطفل بأبيه .. من جهة أخلاقه الكريمة، وأفعاله الحسنة، وطريقة تصرفه.
ولا يمنع كونك بدأت حياة جديدة في أن تحرصي على رسم هذه الصورة الجميلة داخل الابن عن أبيه المتوفى، فإن نسيان الألم وتجاوز محنة فقدان الحبيب لا يتنافى مع تذكر الشيم الرائعة، وغرس الطباع الكريمة للأب في ابنه.
4- تقبلي وأحبي
من أعظم دعائم السعادة أن ينشأ الإنسان في أسرة محبة متقبلة له، فهذا يعطيه قوة في مواجهة الحياة، وثقة بالنفس يصعب زعزعتها، أما إذا نشأ في بيت وتحت أُمٍّ رافضة فسيتردد بين العند والتمرد أو الضعف والدونية.
فالأم التي ترفض عطية الله لها بالبنات أو البنين.. وتظل ساخطة على نوع الذرية التي وهبها الله إياها، بل ولا تتورع أن تردد هذا على مسامع الطفل.. بأنها "كانت تريد ذكرا أو أنثى"، أي تحطيم لنفس الطفل، وزرع للسخط في قلبه تفعل؟
والأم التي تحكي أمام طفلها بأن مجيئه كان "غلطة".. كيف سمحت لنفسها بهذا الاعتقاد، فضلا عن البوح به؟
والأم التي ترفض طباع الطفل.. والتي لا بأس بها سوى أنها تخالف الصورة التي تريدها، لماذا لا تتوقف للحظات وتعيد النظر في خطورة هذا الأسلوب؟
إن التعامل مع صفات الأبناء وطباعهم، بل وحتى مشكلاتهم الذهنية والنفسية، يجب أن يكون من منطلق الرضا، إن الرضا هو القاعدة الأساسية والتي يجب أن تسبق التطوير والتعليم والتقويم.
إن إحساس الطفل بالتقبل من أمه وأسرته يسهل عليه الاستجابة للتعلم والتقويم، ولا يستثير دوافع الرفض والمقاومة لديه.
ومن علامات التقبل ألا تقارن الأم بين أطفالها، لأنها بهذه المقارنة تقفز فوق حقيقة الاختلاف البشري والفروق الفردية بين الأفراد، وتريد أن تحجِّر واسعا، وتجعل الصالح من الطباع على نسق واحد، فالطفل سريع البديهة في المذاكرة ليس أفضل من أخيه البطيء في هذا الجانب، إذ إن الثاني لا بد وأن يكون موفقا في أمر آخر.
وبدلا من الحكم على الأبناء وإطلاق الألقاب عليهم، وحبسهم في سجن ضيق من تصوراتنا القاصرة عن الصواب والخطأ، علينا أن نكتشف مهاراتهم ومواهبهم وننميها ونشجعهم عليها، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "اعملوا فإن كل ميسر لما خلق له".
5- اعدلي مع أولادك وبينهم
تذكري واقعة ظلمت فيها.. كيف كان شعورك؟ لا بد أنك كنت مستاءة وغاضبة، وربما راودتك نفس بالانتقام، والأسوأ أن مشاعر الظلم لا تُنسى بسهولة، وتظل تقض المضاجع.
فكيف ترضى الأم وهي منبع الحنان والاستقرار النفسي أن تظلم ابنها، وكيف تطيب لها الحياة بعد ذلك؟
وربما يستبعد البعض أن تظلم أم أولادها، وربما يضع آخرون صورا معينة شنيعة للظلم، ولكن الظلم قد يلطخ أجواء الحياة اليومية دون أن تدرك الأم.
الأم التي تستسهل قول "لا".. بسبب وبدون سبب، فهي دائما غير موافقة على رغبات أولادها ومطالبهم المباحة، أليست تظلمهم؟
الأم التي تقبح وتوبخ على الأخطاء مهما صغرت، ولكنها تستعظم الثناء والتشجيع عندما يحسن أطفالها التصرف، أليست تظلمهم؟
الأم التي تكلف ابنتها الصغيرة أعمالا ثقيلة، وتكلفها رعاية إخوتها الصغار، بزعم تدريبها على أعمال البيت، والله مطلع على الخفايا فهي تبحث عن الراحة على حساب هذه الطفلة، أليست تظلمها؟
إن الأم العادلة الرحيمة مع أولادها تجعلهم يكبرون بروح إيجابية، أما الظلم المتكرر فإنه يؤسس معاني العجز والنقمة والتخاذل والذل.
ومن الأمور شديدة الأهمية .. العدل بين الأولاد، وعدم تفضيل أحدهم في الأمور المادية أو المعنوية، وإن الأم التي تفرق بين أبنائها إنما تؤزهم على أن يقطعوا الرحم فيما بينهم، نتيجة مشاعر البغضاء والحقد.
عن النعمان بن بشير قال: "تصدق علي أبي ببعض ماله، فقالت أمي عمرة بنت رواحة: لا أرضى حتى تشهد رسول الله، فانطلق أبي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ليشهده على صدقتي، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أفعلت هذا بولدك كلهم؟"، قال: لا، قال: "اتقوا الله . . ." الحديث. وفي رواية قال: "فلا تشهدني إذن، فإني لا أشهد على جور".
انتظروووووووو الجزء الثانى
طويله لكن مفيده ... يلا اعمليلك كوبايه شاى وتعالى.......
هل طفلك سعيد؟.. نعم أنت مهتمة بطعامه وشرابه.. بدراسته وتربيته.. لكن هل هو سعيد؟
وهل نشأ بطريقة تسهل عليه السعادة، وتذلل طريقها أمامه في مستقبل أيامه؟
ليست السعادة مسألة ثانوية، فهي السياج الذي يحمي كل نجاح ويعززه، وإلا فقد امتلأ التاريخ والحاضر بأناس حققوا إنجازات رائعة ولكن تعاستهم هوت بهم، وأضاعت ثمارهم، وشتت طريقهم.
السعادة المقصودة ليست مجرد فرحة ملولة طائشة، وإنما هي ذلك الشعور الإيجابي الذي يملأ النفس طمأنينة، والقلب راحة، والعمر إيجابية وعطاء.
إن انتشار مرض مؤلم وفتاك مثل "الاكتئاب"، وتزايد حالات الانتحار، وشيوع الرمادية وتناقص البسمة، يحث كل أم لأن تقي ذريتها بوادر التعاسة، وتحمي قلوبهم من الحزن، وأن تساعدهم في رسم طريق حياة مفعم بالسعادة والإيجابية وسلام النفس.
1- كوني سعيدة
لن تستطيعي إسعاد أولادك أبدا ما لم تكوني سعيدة.. ففاقد الشيء لا يعطيه، نعم قد تستطيعين تلبية احتياجاتهم المادية، وتنفيذ مهام رائعة فيما يتعلق بإطعامهم، ودراستهم، بل وربما ترفيههم وتسليتهم، ولكن السعادة لن تستوطن قلوبهم إلا إذا رأوك سعيدة.
ومما لا شك فيه أن أحدا من البشر لا يستطيع أن يظل سعيدا مبتسما متفائلا على الدوام، فالحياة تتقلب بين ابتلاء بالخير وآخر بالشر، قال تعالى: {ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون}.
والإنسان الطبيعي يتعرض للمصائب والضغوط التي تحزنه وتهمه، هذا لا جدال فيه، ولكن بعض الناس يعتمدون "التنكيد على النفس والآخرين" منهجا لحياتهم.. في السراء والضراء هم متأففون.
والمرأة في أيامنا هذه تتعرض لضغوط كثيرة، فقد تتحمل عبء العمل خارج البيت، بالإضافة إلى مهمتها الأساسية في رعاية الزوج والأولاد، وقد تجد الحياة قاحلة من العاطفة والحنان والمؤازرة، ولكنها بالإيمان، وقوة النفس، والاستبشار برحمة الله وفرجه، قادرة بإذن الله على أن تكون سعيدة متفائلة.
قال تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً...} (النحل: من الآية 97).
فالسعادة ليست مستحيلة، لكننا كثيرا ما نضع العوائق أمام الشعور بها، فنرفع مستوى تقييماتنا لنوعية الحياة، وطبيعة العلاقات، والشروط والموانع، الواجب توافرها حتى نسمح لأنفسنا بأن نكون سعداء.
عزيزتي الأم:
السعادة قرار.. فلماذا ترجئين اتخاذه يوما تلو يوم.. وعاما تلو آخر؟
أما ترين أن مشاعر السعادة غائبة عن حياتك منذ مدة؟
وقد حصلت لك أحداث كثيرة رائعة.. من زواج وإنجاب، لكنك غير سعيدة؟
هل تنتظرين الكمال؟.. أم ترنين إلى صفو تام حتى تصبحي سعيدة؟
طُبعت على كدر وأنت تريدها
صفوا من الأقذاء والأكدار
ومكلف الأيام غير طباعها
متطلب في الماء جذوة نار
إنه الفخ الشهير.. "انتظار السعادة"، وأنبئك يقينا أنك إذا انتظرت السعادة فستظلين تنتظرينها دوما، أما إذا قررت أن تكوني سعيدة وتوجهي نظرك إلى الجوانب المضيئة، وتخففي من ظلمة المشكلات والمصائب.. فستكون السعادة شعار حياتك على الدوام.
البعض يخاف من أن يصبح سعيدا حتى لا تفتر همته، وتضعف حركته في طلب حياة أفضل، وتحقيق أهدافه.
وهذه خدعة، فإذا أصبحنا سعداء فسنكون أنشط وأقدر على تحقيق أحلامنا، إن السعادة لن تقعدك عن العمل، ولكنها ستجعلك تعملين في ظروف نفسية أفضل، لتحققي نتائج أروع.
والقاعدة النبوية لحياة رضية سعيدة هي "النظر لمن هو أدنى في أمور الدنيا، والنظر لمن هو أعلى في أمور الآخرة".
اسعدي أيتها الأم.. فأنت مطالبة بالسعادة حتى لا تحرمي أولادك هذا الشعور الضروري، حاذري من أن تجعلي النكد والهم سمتك الأساسية، فينشأ أبناؤك وقد حقنتِ دماءهم بعقار "الاكتئاب" والميل إلى التنغيص والتشاؤم، فمهما حصلت لهم من أمور مبهجة فإن الحزن رفيقهم، ومهما أصابهم من غموم عابرة بسيطة وقعت عليهم وكأنها الجبال.
وإذا كنت لا تزالين تستصعبين قرار السعادة.. فليس أقل من أن تداري همك، وتصطنعي البهجة والإشراق أمام أولادك.
2- قوِّي صلتهم بالله، وحببي إليهم الإيمان
الإيمان بالله وقوة الصلة به هو الطريق لحياة سعيدة في الدنيا والآخرة، فالقلب خُلق ليعرف الله ويحبه، وإذا ضل عن ربه فهو في شقاء دائم وتعاسة مهما أحاط به النعيم.
قال ابن القيم رحمه الله: "فإن في القلب فاقة لا يسدها شيء سوى الله تعالى أبدا، وفيه شعث لا يلمه غير الإقبال عليه، وفيه مرض لا يشفيه غير الإخلاص له، وعبادته وحده، فهو دائما يضرب على صاحبه حتى يسكن ويطمئن إلى إلهه ومعبوده، فحينئذ يباشر روح الحياة، ويذوق طعمها، ويصير له حياة أخرى غير حياة الغافلين المعرضين عن هذا الأمر الذي له خُلق الخلق، ولأجله خُلقت الجنة والنار، وله أُرسلت الرسل ونزلت الكتب، ولو لم يكن جزاء إلا نفس وجوده لكفى به جزاء وكفى بفوته حسرة وعقوبة".
والبعض يرتكب خطأ كبيرا سواء في الدعوة أو التربية، وهو البدء بالأوامر والنواهي، والتي بطبعها إذا أُلقيت على شخص غافل لاه وقعت عليه كالجبال، وضاق صدره بها كمن يصعَّد في السماء.
أما إذا كانت البداية بمعرفة الله واليوم الآخر، والتفكر في حقيقة الدنيا والآخرة، سهلت التكاليف، وأقبل عليها العبد بحب وامتثال.
والأبناء الصغار قد ينصاعون لنا، ويقتفون أثرنا، فيما نأمرهم به وننهاهم عنه، ولكن إذا لم تكن ثمة أرضية قوية لعقيدة رقراقة تنير القلب وتشبع العقل، وإذا لم يكن هناك علاقة قوية بالله أركانها الحب والخوف والرجاء، فمن السهولة أن تنهار المظاهر أمام أول داعٍ للفتنة، أو صديق سوء.
لماذا يصعب البعض على أولاده طريق الاستقامة، وينفرهم من الدين؟
لماذا أصبح التدين في أذهان كثير من الناشئة قيدا ومنعا، بدلا من أن يكون سعادة القلب ومتعة العقل؟
لماذا يصر بعض الآباء على أن يختار أصعب الطرق وأشقها حتى يكون أبناؤه متدينين، بدلا من أن يكون رفيقا سمحا ذكيا لين الجانب؟
إن الأم التي تريد أن تجعل أبناءها سعداء، عليها أن تعلمهم دينهم، وتقربهم إلى ربهم، وتشجعهم على الطاعة، وتبغض إليهم المعصية منذ نعومة أظفارهم.
فمن نشأ على طاعة الله، وكانت قرة عينه في الصلاة، سيكون سعيدا ثابتا في مواجهة الفتن والمحن.
صِفي لصغارك الجنة ونعيمها، وغذي أرواحهم بذكر دار الأفراح وما أعد الله فيها لعباده الصالحين.. حيث لا ملل ولا تباغض ولا موت، بل نعيم دائم، وعد الله لا يخلف الله وعده.
إن القلب الذي يشتاق إلى الجنة ويؤمن بها يقينا لن يكتئب وييأس، لأن الأمل الصادق في دار النعيم سيشفي صدره ويبدد غيوم أحزانه.
3- حافظي على صورة الأب
إن المروءة وكرم الأخلاق يفرضان علينا ألا نتتبع العثرات، وألا ننشر القبيح، ونغفل الجميل.. وإن أولى الناس بهذا السلوك هم أولو القربى وأصحاب الحق.. من أب وأم وزوج.
أما النفوس الذبابية فهي تأنف من الطيب فتبتعد عنه، وتهوى الخبيث المتعفن فتقع عليه وتلتصق به.. فلا الزمن يمحو أثر الإساءة من قلوبهم، ولا التسامح والغفران يعرف إليهم طريقا.
فاربئي بنفسك أيتها الأم الكريمة من هذا المسلك المشين، ووسعي صدرك مع زوجك، واعتمدي لغة التغافر التي لا تنقص قدرك وإنما تنقي قلبك وتقوي حياتك.
أما واجبك كأم محبة فهو أن تحافظي على صورة الأب مشرقة جميلة، وهذا لمصلحة أولادك وسلامتهم النفسية، فمن أعظم المنغصات في عصرنا هذا هو تشوه صورة الأب، والمشاعر المختلطة تجاهه، وتكسُّر احترامه.
وإذا كرهت المرأة زوجها، ووجدت صيغة للتعامل مع هذا الكره أو الرفض، فإن الأبناء لا يتمكنون من تجاوز هذه الكراهية أو الاستياء بنفس السهولة، لأنه أبوهم وهم يشعرون بتشابههم معه وبحملهم لصفاته، فلا يزيدهم كرهه ورفضه إلا ضعفا للثقة وعدم تقبل الذات.
ويتأتى هذا بعدد من الأمور:
- إظهار الحب والاحترام للأب وبخاصة أمام الأبناء.
- الابتعاد عن الجدل والنقاش الخلافي أمامهم، بل إن هذا النوع من الحديث مكانه بمعزل عن الأبناء، فلا تدعي الانفعال ينسيك أعظم مهمة وهي "الأمومة".
- عودي أولادك على احترام أبيهم، والاحترام لا يتنافى مع الصداقة واللعب، بل يتكاملون ليشكلوا مزيجا رائعا لعلاقة أبوة وبنوة مثالية.
- لا تتحدثي عن الأب بصورة مهينة أو متهكمة، ولا تظهري أفعاله السيئة معك، وفي حال كنت تستشيرين أحد وتطلبين النصيحة فاحرصي على عزل أبنائك عن هذا الموقف تماما.
- عندما تتعقد الأمور بين الأب وأحد الأبناء أو كلهم، حاولي أن تتحدثي بشكل إيجابي عنه معهم، وتعيدي تفسير الأمور بشكل يريحهم حتى وإن كان في نظرك مخطئا.
- عندما يخطئ الابن أو البنت في حق الأب فاحرصي أن تجعليه يعتذر بقلب صادق محب، وقومي بدور التوضيح وإيجاد المبررات.
- اخلقي أجواء أُسرية محببة تجمع الأب والأولاد، حتى وإن كانت على فترات، فهي كفيلة بردم الفجوة التي قد تنشأ بسبب مشاغل الأب.
الأم المطلقة:
لقد عانى أبناؤك وما يزالون من ضريبة الطلاق، وانهيار الأسرة، وبعد الأب أو بعدك، والشعور بعدم الأمن، فهل هذا يكفي؟
أم أن عليهم أن يخوضوا في المزيد من المعاناة، ويتجرعوا سموم الكراهية التي لا يد لهم فيها؟
أيتها الأخت الكريمة.. نعم ربما تتألمين، وربما يذكرك طليقك بأسوأ لحظات حياتك، وربما لم تستطيعي حتى الآن تجاوز حنقك، بل إن بعض المشاكل قد تكون معلقة.
ولكن هذا ليس ذنب أبنائك..
فهل تقبلين أن تجعلي فلذات أكبادك إسفنجة امتصاص لغضبك ومشاعرك السلبية؟
إنها جناية عظيمة على هؤلاء الأولاد.. وإذا كان الطلاق لا يد لك فيه، أو كنت مضطرة له، فإن الحديث السلبي عن الأب جنايتك ولا مبرر لها.
وإن تكلم الأب بشكل سيئ عنك فيكفيك أن توضحي الأمر وتزيلي التهم بأسلوب راقٍ، لتعودي أبناءك على عدم الغيبة، وتسهلي عليهم البر، وتحفظي نفوسهم وعقولهم وقلوبهم.
لا تذكري معايبه، ولا أسباب الطلاق، ولا تسردي صفاته السيئة من وجهة نظرك، فضلا عن أن تلصقيها بأطفالك .. كأن تقولي : أنت هكذا .... مثل أبيك.
وضحي لأبنائك قصة الطلاق بأنها "عدم توافق"، وأنك تكنين لأبيهم الاحترام وترجين له التوفيق.
الأم الأرملة:
إن بإمكانك أن ترسمي لطفلك صورة مشرقة عن أبيه، وأن تجعلي هذه الصورة حية في وجدانه، فتخففي بذلك من مشاعر اليتم، وتصلي هذا الطفل بأبيه .. من جهة أخلاقه الكريمة، وأفعاله الحسنة، وطريقة تصرفه.
ولا يمنع كونك بدأت حياة جديدة في أن تحرصي على رسم هذه الصورة الجميلة داخل الابن عن أبيه المتوفى، فإن نسيان الألم وتجاوز محنة فقدان الحبيب لا يتنافى مع تذكر الشيم الرائعة، وغرس الطباع الكريمة للأب في ابنه.
4- تقبلي وأحبي
من أعظم دعائم السعادة أن ينشأ الإنسان في أسرة محبة متقبلة له، فهذا يعطيه قوة في مواجهة الحياة، وثقة بالنفس يصعب زعزعتها، أما إذا نشأ في بيت وتحت أُمٍّ رافضة فسيتردد بين العند والتمرد أو الضعف والدونية.
فالأم التي ترفض عطية الله لها بالبنات أو البنين.. وتظل ساخطة على نوع الذرية التي وهبها الله إياها، بل ولا تتورع أن تردد هذا على مسامع الطفل.. بأنها "كانت تريد ذكرا أو أنثى"، أي تحطيم لنفس الطفل، وزرع للسخط في قلبه تفعل؟
والأم التي تحكي أمام طفلها بأن مجيئه كان "غلطة".. كيف سمحت لنفسها بهذا الاعتقاد، فضلا عن البوح به؟
والأم التي ترفض طباع الطفل.. والتي لا بأس بها سوى أنها تخالف الصورة التي تريدها، لماذا لا تتوقف للحظات وتعيد النظر في خطورة هذا الأسلوب؟
إن التعامل مع صفات الأبناء وطباعهم، بل وحتى مشكلاتهم الذهنية والنفسية، يجب أن يكون من منطلق الرضا، إن الرضا هو القاعدة الأساسية والتي يجب أن تسبق التطوير والتعليم والتقويم.
إن إحساس الطفل بالتقبل من أمه وأسرته يسهل عليه الاستجابة للتعلم والتقويم، ولا يستثير دوافع الرفض والمقاومة لديه.
ومن علامات التقبل ألا تقارن الأم بين أطفالها، لأنها بهذه المقارنة تقفز فوق حقيقة الاختلاف البشري والفروق الفردية بين الأفراد، وتريد أن تحجِّر واسعا، وتجعل الصالح من الطباع على نسق واحد، فالطفل سريع البديهة في المذاكرة ليس أفضل من أخيه البطيء في هذا الجانب، إذ إن الثاني لا بد وأن يكون موفقا في أمر آخر.
وبدلا من الحكم على الأبناء وإطلاق الألقاب عليهم، وحبسهم في سجن ضيق من تصوراتنا القاصرة عن الصواب والخطأ، علينا أن نكتشف مهاراتهم ومواهبهم وننميها ونشجعهم عليها، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "اعملوا فإن كل ميسر لما خلق له".
5- اعدلي مع أولادك وبينهم
تذكري واقعة ظلمت فيها.. كيف كان شعورك؟ لا بد أنك كنت مستاءة وغاضبة، وربما راودتك نفس بالانتقام، والأسوأ أن مشاعر الظلم لا تُنسى بسهولة، وتظل تقض المضاجع.
فكيف ترضى الأم وهي منبع الحنان والاستقرار النفسي أن تظلم ابنها، وكيف تطيب لها الحياة بعد ذلك؟
وربما يستبعد البعض أن تظلم أم أولادها، وربما يضع آخرون صورا معينة شنيعة للظلم، ولكن الظلم قد يلطخ أجواء الحياة اليومية دون أن تدرك الأم.
الأم التي تستسهل قول "لا".. بسبب وبدون سبب، فهي دائما غير موافقة على رغبات أولادها ومطالبهم المباحة، أليست تظلمهم؟
الأم التي تقبح وتوبخ على الأخطاء مهما صغرت، ولكنها تستعظم الثناء والتشجيع عندما يحسن أطفالها التصرف، أليست تظلمهم؟
الأم التي تكلف ابنتها الصغيرة أعمالا ثقيلة، وتكلفها رعاية إخوتها الصغار، بزعم تدريبها على أعمال البيت، والله مطلع على الخفايا فهي تبحث عن الراحة على حساب هذه الطفلة، أليست تظلمها؟
إن الأم العادلة الرحيمة مع أولادها تجعلهم يكبرون بروح إيجابية، أما الظلم المتكرر فإنه يؤسس معاني العجز والنقمة والتخاذل والذل.
ومن الأمور شديدة الأهمية .. العدل بين الأولاد، وعدم تفضيل أحدهم في الأمور المادية أو المعنوية، وإن الأم التي تفرق بين أبنائها إنما تؤزهم على أن يقطعوا الرحم فيما بينهم، نتيجة مشاعر البغضاء والحقد.
عن النعمان بن بشير قال: "تصدق علي أبي ببعض ماله، فقالت أمي عمرة بنت رواحة: لا أرضى حتى تشهد رسول الله، فانطلق أبي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ليشهده على صدقتي، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أفعلت هذا بولدك كلهم؟"، قال: لا، قال: "اتقوا الله . . ." الحديث. وفي رواية قال: "فلا تشهدني إذن، فإني لا أشهد على جور".
انتظروووووووو الجزء الثانى