تمثال الغربة
New member
إلى أحبّتي وساكنيّ مهجتي .. إلى كل مغتربة في أصقااااااع المعموووورة ...
ما أكثر أيام الحياة وما أقلّها !!
لم أعش من تلك الأعوام الطوال التي عشتها في هذا العالم إلا أياماً قلائل .. مرّت بي كما يمرّ النجم الدهريّ في سماء الدنيا ليلة واحدة ثم لا يراه الناس بعد ذلك .
لقد عرفتُ بأن الوجوه مرايا النفوس .. تُضيءُ بضيائها , وتظلم بظلامها !!
ولكنني احتملتُ في سبيل العيش مالا طاقة لمثلي باحتمال مثله ..
فأدركت أن تلك البارقة التي لاحت لي في سماء السعادة من الأمل إنما هي خدعة من خدع الدهر , وأكذوبة من أكاذيبه , وأن ما كنت أقدّره لنفسي من سعادة وهناء في مستقبل أيامي قد ذهب بذهاب أمس الدابر , وأصبح صحيفة بالية في كتاب الدهر الغابر !!
قد يصبح الإنسان في منزلة بين منزلتيّ الحياة والموت , فلا يفرح ولايتألّم , ولايذكر الماضي ولايرجو المستقبل , ولا يعلم هل هو وهمٌ من الأوهام أو عدم من الأعدام !!
صديقاتي .. حسبنا من الشقاء ما يأتينا به القدر فلا نجلب بأنفسنا لأنفسنا شقاءً جديداً .
لطالما حاول الإنسان جلب السعادة لنفسه على حساب الشقاء فلم يستطع .. وذلك لأن السعادة سماء وغطاء , والحزن أرض و وطاء .. والنزول إلى الأرض أسهل من الصعود إلى السماء .
فعندما تزلُّ أقدامنا حن حافّة الهوّة , فلا قدرة لنا على الاستمساك بها حتى نبلغ قرارتها , وعندما نشرب أوّل جُرعة من جُرعات كأس الحياة المريرة , فلا بُدّ لنا أن نشربها حتى ثمالتها !!
أيّها الدهر .. رُويداً رويداً بحالنا .. فقد عشنا حقبةً منك سعداء آمنين , لا نعرف لليأس والحزن طريقاً لحياتنا .. حياة السعادة والهناء , والطفولة والرّخاء .
تمثاااال ااالغربة ..
التعديل الأخير:
