- إنضم
- 26 يونيو 2011
- المشاركات
- 31,855
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 0
kuwaitحين أحاول أن أحدد مشكلة واحدة من عشرين مشكلة هي الأكثر انتشارا في أسرنا، فسوف أتجه مباشرة إلى (الغياب) الذي أدى إلى (الاغتراب)، غياب الابن الحبيب، والعائل الأب، ورفيق الحياة الزوج، غياب الحضور وحضور الغياب، لا فرق، فالمؤدى واحد، هو اغتراب الأم والولد والزوجة وهم يعيشون في (البيت)، ولا أسوأ من الشعور بالغربة في أكثر الأماكن وطنا بالنسبة للإنسان!! حديقة معطلة، لم تكن طيورها صامتة، بل كانت تعجُّ بالنداءات حتى بُحّت الأصوات: ولدي: منذ أيام أترقب طلتك، صوتك، حسَّك، دفَّ نعليك على عتبة داري، ألِفتُ أعذارك، وبحثت لك عن غيرها لأهدهد بها فؤادي المشتاق إليك، فهل لأمك من وقتك مثل ما لغيرها منك؟!. أبي أحبك، فهل تحبني؟ هل هناك أب لا يحب أولاده؟! لكنك لم تخبر أولادك مرة واحدة بأنك تحبهم، جلافة وجفاف وقسوة تسميها اعتباطا: (التربية الحازمة)، ابتسامتُك لا تشرق إلا إذا التفتّ إلى غيرهم، تقبل أطفال الآخرين أكثر منهم، طلباتهم مُرجأة دائما، وطلبات غيرهم حاضرة!! الله.. ما أغلظك!!.ثم تقول: ما بال ولدي ضلّ، أو عقَّ، أو فشل، أو انحرف! وماذا عن تلكم الزوجة المنتظرة منذ أمد! تتلقى صدّك بالصبر، وتماديك في الانشغال عنها بكل شيء سواها بالانتظار الممرض، تتلفتُّ يمنة ويسرة علها تجد من يدلها على ما يستعيد نظراتك الغائصة في بحر اهتماماتك مهما كانت جليلة ومهمة، كم مرة تعرضَّتْ لك بزينتها التي جمعت لقطاتها من كل معرض ومتجر، لترسم بها لوحة تظن أنها قادرة على اجتذاب لمحة من لمحاتك، تعبتْ وهي تركض وراء ألفاظك المتشققة تصحرا، علها تعثر على بقايا نداوة تركتها على شفتك قبلةُ أمك في مهدك. قل لها: أحبُّك، قبل أن يتحول الظمأ الأنثوي إلى طوفان تكون فيه أنت سيد الغارقين، احتضنها قبل أن تحتضن جسدَها العفيف أمراضٌ واضطرابات مزمنة أنت فيروسُها المتفنن، جالسها بشغف
يتبع
يتبع