قصيدة فى رثاء شوقى لإبراهيم ناجى

إنضم
3 فبراير 2019
المشاركات
3,948
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
إبرهيم ناجي هو الشاعر الذي كتب ديوانه بدماء القلب لا بمداد القلم؛ فقد استطاع ببراعته الشعرية أن يُطَوِّعَ ألفاظه، ويجعلها راويةً تقُصُّ على قارئيها في كل قصيدةٍ مناسبة حدثت في يومياته الحياتية، فيرثي من خلالها الخِلَّ والشاعر، ويجعلُ من الطبيعة خليلةً يناديها، فتهبه من بدائع الشعر أسمى معانيها، وقد عبَّرَ في هذا الديوان عن مغزى الصوفية في الحب، وبرهن على ذلك بمخاطبته لمحبوبته في بعض القصائد بلفظ المذكَّر، وهى سمةٌ من سمات الحب الصوفي أو العُذري، وقد ضَمَّنَ إبراهيم ناجي أبياته عددًا من الحِكَم، بلفظٍ شاعريٍ خلَّاب يأخذُ الألباب وكأنه أودع البيان ديوانًا كان فيه هو الكاتب وصاحب الكتاب.<h2>رثاء شوقي ( إبراهيم ناجي )</h2>
<ul>قلْ للذين بكَوْا على (شوقي)النادبين مصارعَ الشُّهبِوا لهفَتاه لمصر والشَّرْقِولدولة الأشعار والأدبِ!دنيا تَفرُّ اليومَ في لحدٍوصحيفةٌ طُويتْ من المجدِومُسافرٌ ماضٍ إلى الخلدسبَقتهُ آلاءٌ بلا عَدِّهذا ثَرى مصْرَ الكريمُ، وكمْأكرمتَهُ وأشدْتَ بالذكرِيلقاك في عطفِ الحبيبِ فنمْفي النور لا في ظُلمةِ القبْر!كم من دفينٍ رحتَ تحييهِوبَعثْتَهُ وكَففْتَ غُرْبَتَهُفاحللْ عليهِ مُكرّماً فيهِيا طالما قَدَّست تُربتَهُيا نازلَ الصحراء موحشةًريَّانةً بالصمت والعدمِسالتْ بها العبراتُ مجهشةًوجَرت بها الأحزانُ من قدمِ!هذا طريق قد ألفناهُنمشي وراءَ مُشَيَّعٍ غالِكم من حبيبٍ قد بكَيْنَاهُلم يُمْحَ من خَلدٍ ولا بالِوكأنَّ يومَك في فجيعتِهِهو أولُ الأيامِ في الشَّجنِوكأنَّما الباكي بدمعتِهِما ذاق قبلك لوعةَ الحَزنِ!فاذهبْ كما ذهب النهارُ مضىقد شيَّعَتْه مدامعُ الشفقِما كنتَ إلاَّ أمةً ذهَبتْوالعبقريَّةُ أمَّةُ الأُمَمأو شُعلةً أبصارَنا خلبتْومنارةً نُصبَتْ على عَلَمِيا راقداً قد بات في مَثوىًبَعُدَتْ به الدُّنْيا وما بَعُدَاأيْن النجوم أصوغ ما أهْوىشعراً كشعْرك خالداً أبدَا؟!لكنَّ حزني لو علمْت بهلم يُبْقِ لي صبْراً ولا جُهْدَافاعذر إلى يوم نفيك بهحقَّ النبوغِ ونذكرُ المجْدَا</ul>