وهذا بارت لعيونكم ..
أتركه بين أيديكم ..
/
\
/
.. [ الــجــزء الــرابــع عشــر ] ..
Lie awake in bed at nightAnd think about your lifeDo youwant to be differentTry to let go of the truthThe battles of youryouth
’Cause this is just a gameIt's a beautiful lieIt's a perfectdenialSuch a beautiful lie to believe inSo beautiful, beautiful liemakes meIt's time to forget about the pastTo wash away what happenedlastHide behind an empty faceDon't ask too much, just say
'Causethis is just a gameIt's a beautiful lieIt's a perfect denialSuch abeautiful lie to believe inSo beautiful, beautiful lie makesmeEveryone's looking at meI'm running around in circles BabyA quietdesperation's building higherI've got to remember this is just agame
استقلت في سريرها ، شعرها الأسود منثور على الوسادة ، عيونها معلقة على السقف ، دموعها
على خدها ، والـ IPod بأذونها ..
خواطر كثيرة قعد تمر في بالها ، و هذي الخواطر قعد تقتلها من الداخل ..
عشقها الأول والأخير أغاني الروك الكئيبة اللي تسمعها ، و كلما حست بالضيق لجأت لسماع هالأغاني ..
دايما تحس بتفاهة الحياة ، و الهرج والمرج اللي عايشين فيه الناس ، تكره حياتها و تكره نفسها أكثر ..
كانت عايشة في صراع داخلي أليم ، و ضياع ما بعده ضياع ..
هجرت الصلاة والقرآن من زمن بعيد و كان هذا هو السبب اللي يخليها عايشة في هالغفلة ..
رغم هذا ، قلبها ما كان ميت ، كان نايم ومحتاج حد يصحيه ..
حولت نظرها للساعة اللي معلقة بالسقف ، كانت الساعة 2 و 44 دقيقة ، والبيت كله في نوم عميق ،
تأففت ، باقي وقت طويل على طلوع الشمس ، قامت من مكانها و راحت غرفة التبديل ،
بدلت بيجامتها و لبست فانيلة رجالية سوداء و وسيعة حيل ما تبين ملامح الأنوثة اللي فيها ، و بنطرون
ستريت رمادي ، لبست كبوس و أخفت فيه شعرها ، و نظارة كبيرة شكلها كأنها نظارة طبية ،
نص وجهها كان مو مبين بسبب النظارة ، و ما كان واضح إنها بنت ..
مسكت جوتيها بيدها و نزلت على أصابع ريولها عشان لا تصحي أحد ..
طلعت للحديقة الخلفية اللي كان الكراج بجانبها ، بطلت الكراج ، مشت بخطوات مترددة صوب
الهدف اللي كان في بالها ،*
شالت الغطى عنه ، تاملته للحظة ، خذت المفتاح من على الرف ،
لبست الخوذة ، شغلته و مشت ..
/
\
/
تثاوبت بنعاس ، ألقت عليه نظرة ، شافت على ويهه علامات النوم بس واضح
انه كان يكابر ، ابتسمت ..
قامت من مكانها واهيا تقول : باسم انا نعسانة .. بروح أنام ..
انتبه لها باسم .. مسك يدها عشان لا تمشي ..
باسم : ريم .. وين رايحة ؟؟
ريم : رايحة غرفتي فوق ..
باسم و هو يحول ملامح وجهه للجدية : ريم .. ما تظنين انه هذا الوقت اللي ننتقل كلنا لغرفة وحدة ؟؟
بلعت ريم ريجها .. هذا اللي تخاف منه وصار ! ما عرفت شلون ترد و ردت بالغصب : بس باسم ..
باسم و هو يقوم من مكانه ويوقف قبالها ، حط عينه في عينها ..
لما يحط عينه في عينها يحس إنه عملاق في مواجهة طفلة بريئة بسبب طوله الهائل
و قامتها القصيرة و شكلها الطفولي ..
قال لها بصوت عميق : ريم ، احنا صار لنا متزوجين أكثر من أسبوع .. و أعتقد إنه مافي زوج و زوجة
يعيشون في
غرف منفصلة ؟؟
ريم نزلت راسها وهي مو عارفة شتقول وجهها كان باين عليه الضيق و الخوف في نفس الوقت ،
ما تبي الشي اللي ببالها يصير أبدا ..
باسم لاحظ اللي فيها ، حط يده على كتفها .. ارتجفت هي و فزت و رجعت لي ورا ..
مسح باسم وجهه بيده وفكر بعمق : لا تخافين ريم ، ما راح أقرب منج أبدا إذا انتي مو مستعدة لهالشي لي الحين ، بس مو معقولة اثنين*
متزوجين و لأكثر من أسبوع وكل واحد فيهم ينام في غرفة ..
ارتاحت ريم من هالكلام نوعا ما ، لكن فكرة انها تنام بجانب باسم لي الحين قعد تقلقها ، لكن الرفض ما*
كان بيدها ..
نزلت راسها و ووافقت على كلامه بكل خضوع ..
ابتسم باسم ابتسامة صغيرة و مسك يدها و خذها على الغرفة ..
/
\
/
تقلبت ألف مرة في فراشها ، التفكير بيقتلها ، في العادة ، لما البنت تنخطب ،
تمضي الليل كله تفكر إذا راح توافق ولا لأ ، الموضوع معاها هي يختلف ، هي عطت
الموافقة ، أو على الأقل امها عطت الموافقة ، بس كانت تفكر في الايام القادمة ،
طلال اللي عشقته أيام عمرها كلها ، الشخص اللي كانت تسهر الليالي وتفكر فيه ، الانسان اللي
تنرسم الابتسامة على فمها لمجرد ذكر اسمه ،
كانت تنام الليل و تحلم أحلامها الوردية ، و كان كل شي تحلم فيه و تبنيه في الخيال يكون
حلو حيل ، بس الحين ، كل شي .. واقعي حيل !
الواقع وايد يختلف عن الأحلام .. حتى لو كانت أحلام الشخص واقعية ، فلما يحلم فيها شي ، و لما
تتحقق شي ثاني ..
الأحلام تكون مصحوبة بنوع من السعادة البلهاء ، و الواقع يكون مصحوب بتوتر كبير و نوع
من التخوف ..
لا تفهموها غلط ، ما كانت متخوفة من طلال ، لأنها واثقة انه يفضلها على نفسه ، كانت متخوفة
من نفسها .. و ما تدري شنو السبب ..
يمكن لأن كل شي صار بسرعة غير متوقعة ، و كان صدمة بالنسبة لها ..
صحيح هو قال لها أحبج ، لكنها ما توقعت انه جدي لهادرجة ، لدرجة انه يبي كل شي
يتم بسرعة !!
تقلبت مرة ثانية و قعدت افكارها تدور وتدور في بالها بغير ترتيب ، وكل ما تقلبت على جهة ،
طلعت فكرة يديدة في بالها جننتها أكثر و أكثر !
/
\
/
بعيد عن كل الأجواء ، أجواء الضياع و التفاهة ، أجواء الرفاهية ، أجواء الرومانسية ،
قعدت هي في سريرها و هي تفكر في باجر ..
الحياة قعد تصير أصعب و أصعب قدامها و قدام أبوها ، و الدنيا صايرة غالية هالأيام ، و صعب
عليها تحصل خبزة ..
قعدت تحاتي و تفكر اشلون راح توكل ابوها خبزة باجر .. خصوصا ان ثلاث ارباع معاشها المتواضع
طاير على الأقساط ! ودكان ابوها البسيط صار له شهور و هو ما يدخل كثير ..
راحت لعند كبتها المهترئ ، بطلته و طلعت ظرف أبيض قديم من الدرج ، قعدت تعد الفلوس
اللي داخله ، 12 دينار بس ، اشلون راح تعيشهم لباقي الشهر ؟؟
تحسرت على حالهم ، حمدت ربها في داخلها على كل حال ، و ردت استلقت على السرير وهي
تفكر ..
اليوم حطت العشا حق ابوها ، المسكين قعد ياكل بشراهة و شهية مفتوحة ، أما هي ما مدت
يدها للأكل وبالغصب كلت لقمتين ، كانت تبي توفر حصتها من الطعام عشان ياكل هو منها باجر ،
الأكل اللي بالبيت ما يكفي لباقي الشهر ، والفلوس اللي معها ما تكفي عشان تشتري فيهم شي
لباقي الشهر ، هذا غير مصاريف البانزين والأشياء الباقية هذي ..
سمعت صوت الباب وهو ينفتح ، غمضت عيونها بسرعة و تظاهرت بالنوم ،
كان ابوها كعادته كل ليلة ياي يتطمن عليها ، اقترب من السرير و غطاها عدل و باسها على
جبينها ، كان معتاد انه يتطمن عليها و يمشي .. لكنه هالمرة قعد على طرف السرير وهو يتأمل شكلها وهي
نايمة ..
دمعت عيونه و هو يشوف وجهها اللي انخطفت منه البراءة و حلت مكانها المعاناة و الألم و الجوع ..
خانته هذي الدموع ونزلت على خده بحرقة ، و تلتها شهقات صامتة ..
قعد يهمس بأشياء تعور القلب و اهوا يظن انها نايمة ، لكنها سمعت كل كلمة قالها ..
قال و دموعه لي الحين على خده :
آنا آسف شيماء .. آسف على كل شي .. آسف على كل الظروف اللي حطيتج قدامها .. و اضطريتج انج
تواجهينها .. آسف على اني سلبت منج السبب اللي يخليج تبتسمين و بعت اختج الصغيرة حق واحد ما
أعرف عنه شي غير اسمه .. وغير الفلوس اللي سلفني اياهم .. اسف لأني مو قادر أصرف عليج .. و آسف
لأنج مضطرة تخسرين نص معاشج عشان الأقساط اللي خليتها على ظهري وكسرت فيها ظهرج ..
آسف يا بنيتي على كل شي .. على كل شي ..
مال برقبته لفوق و كمل كلامه و هو يطالع السما :
يا ربي يا حبيبي ، هذي بنتي الكبيرة .. و مالي غيرها .. الصغيرة و خسرتها و راحت من ايدي
و عاشت عند زوجها .. اما هذي هي بنتي اللي اطالع الله ثم اطالعها ، ومالي غيرها في هالدنيا ،
هي اللي قايمة فيني وفي هالبيت ، وبدونها جان ضعت .. يا ربي انك تحفظها و توفقها في حياتها
وترزقها بولد الحلال اللي يسعدها و يهنيها و ما يخلي عليها قاصر مثل ماهي مو مقصرة معاي
في ولا شي ، واهيا اللي معيشتني مع ان المفروض انه يكون هذا واجبي انا .. يا رب .. يا رب ..
انهى كلامه .. مسح دموعه .. طبع على خدها بوسة هادية .. و قام من مكانه و طلع من الغرفة ..
وبس طلع .. بطلت عيونها و أطلقت سراح دموعها ..
/
\
/
تم يحدق في الفراغ ، كانت نايمة يمه بهدوء ، تأمل شكلها للمرة الألف ، ابتسم بسخرية ،
علامات الغطرسة والغرور باينة عليها حتى وهي نايمة !!
قام من مكانه عشان يشرب له قلاص ماي و بطريقه اصطدم بعمود الإنارة و طلع صوت قوي ..
فزت من نومها : خير يوسف شصاير ؟؟
قال بنفسية بدون ما يطالعها وهو يحس بألم كبير بريوله : ولا شي .. خمدي ما صار شي ..
انقهرت من كلامه و تلحفت عشان ترجع تنام ، لكن النوم جافاها ..
اتجه للثلاجة الصغيرة و طلع منها بطل ماي صحة و شربه كله دفعة وحدة ..
حس برطوبة في رجله ، ويوم طالع ولا يشوف انه رجله والسراميك كلها دم ..
يوسف بعصبية : عمى !!
قمر وهي تقوم من مكانها : شصاير ؟؟
يوسف بدون ما يعطيها ويه : ولا شي .. مو قلت لج ردي خمدي ؟؟
قمر : ويعة .. ما عندك اسلوب انته ؟؟
كان يمسح الدم من على السيراميك ، رد عليها بسخرية : خليت الاسلوب حقج يا ام اسلوب ..
قمر بعصبية و غرور : اوف ! طول عمرك همجي !
قعد على الكرسي وخذا بيتادين و كلنكس و قعد يحاول يداوي نفسه .. كان يتأوه بصوت واطي ..
الجرح كان عميق نوعا ما و ما عرف اشلون يتصرف ..
قمر سمعته و هو يتأوه .. قامت من مكانها و هي تقول بنفسية : اوف شصار لك انته ؟؟
يوسف وهو يقط الكلنكس اللي كله دم بالزبالة : ما لج شغل .. رجعي خمدي ..
قمر وهي تطل في الزبالة : كيفي ..
يوم شافت الدم جحظت عيونها ، قعدت على الأرض قبال يوسف اللي كان قاعد
على الكرسي .. قال له بنوع من الخوف : جرحت نفسك ؟؟
يوسف باستهزاء : و يهمج الموضوع لهادرجة يعني ؟؟
طالعته بصدمة ، قالت له باحتقار : لأ طبعا ! بس مو قادرة انام بسبب الإزعاج اللي قعد تسويه .. عطيني
البيتادين و قطن أذون
من الطاولة اللي يمك ..
عطاهم اياه و هو ساكت .. خذت ريله و حطتها في حضنها ..
يوسف : انتي شقعد تسوين ؟؟
قمر : قعد ادوايك يعني شقعد اسوي ؟؟
سكت يوسف عنها .. حطت البيتادين على قطن الأذون و بعدين مسحته على الجرح ،
كانت ايدها ناعمة و تتعامل مع الجرح برقة ، حس باحساس غريب من لمستها هذي ،
قمر وهي منهمكة في الشغل بدون لا ترفع راسها : عطني بلاستر ..
يوسف ما رد عليها ، كان سرحان فيها ..
رفعت قمر راسها و شافته قعد يطالعها بنفس النظرة اللي كان يطالعها فيها بالمستشفى .. ارتبكت ، هزت
رجله بعصبية وقالت له بأسلوبها المعتاد معاه : هيي أحاجيك انته ! وين رحت ؟؟
انتبه لها يوسف : خير ؟؟
قمر بسخرية : خير بويهك ، أقول عطني بلاستر ..
خذا البلاستر من الطاولة اللي يمه و عطاه اياها .. حطته على الجرح وقامت من مكانها ..
يوسف : قمر وين رحتي ؟؟ كملي ..
قمر لفت عليه و قالت باستغراب : خلصت ..
يوسف وهو يحس انه احرج نفسه : اها ..
قام من مكانه و هو يعرج لأنه جرح قدمه و ما يقدر يدوس عليها وكان رافعه بالهوا ..
نامت قمر على جهة وهو نام على الجهة الثانية ..
/
\
/
طالعت ساعتها ، كانت الساعة 4 و 20 دقيقة ، ألقت نظرة أخيرة طويلة ووداعية للبحر ،
ركبت الدراجة النارية ورجعت البيت ، و لما رجعت ، حست إنه البيت أكبر من أي لحظة مضت ،
حست إنه التحف عملاقة ، و إنه لوحات صارت أضخم من قبل ، و الألوان صارت باهتة ،
اتجهت لغرفتها بدون ما تطلع صوت ، و قطت نفسها على السرير ، غمضت عيونها ، و أخيرا
استسلمت للنوم ..
/
\
/
مثل الإنسان الآلي .. مبرمج .. له روتينه المعتاد .. مخه يشتغل مثل الحاسوب .. و مجرد من الأحاسيس و
المشاعر ..
و كالعادة يبدا برنامجه المعتاد بالنهوض من السرير ، كويك شاور ، يرتدي ملابسه ، ياكل فطوره على عجله
ويتبادل حديث بارد مع زوجته ، يحمل جنطة العمل و يطلع للشركة ..
ولما يوصل الشركة يتبادل ابتسامات نفاق مع الموجودين ، و يعقد اجتماعه الصباحي عشان يثبت هيبته ،
و بعدها يسترخي في مكتبه الفخم ويترك الشغل للأفراد اللي يثق فيهم ..
وفي هاللحظة ، كان مسترخي في مكانه و هو يقرا الجريدة و يشرب سيجارة ..
و قدامه كوب عصير ما قرب منه ..
نادته السكرتيرة عبر جهاز الانتركم : أستاز عادل .. هيلدا وصلت .. عم تستناك برة ..
ابتسم ابتسامته الخبيثة : اوكي قولي لها انا الحين طالع لها ..
/
\
/
فتحت عينها ببطء ، قعدت من النوم من فترة طويلة لكنها كانت خايفة تبطل عيونها ،
ويوم فتحت عيونها ، احساسها كان صحيح ، كان نايمة في أحضان باسم ..
سبت نفسها ألف مرة ، ما تدري شلون وصلت لأحضانه ؟؟
كانت خايفة تتحرك من مكانها و يقعد من النوم ، و في نفس الوقت كانت خايفة انها ما تتحرك
و بعدين لما اهوا يقوم يشوفها نايمة على صدرة و تنحرج ..
ما عرفت اشلون تتصرف ، ظلت مكانها حايرة للحظات ، اما هو ، ما كان نايم ، كان يتظاهر بالنوم
و عيونه مبطلة بشكل خفيف غير ملحوظ ، و كان هو اللي خذاها بحضنه وهي نايمة وما تدري*
عن روحها ..
كان حاس انه فيه الضحكة وهو يطالع شكلها وهي منحرجه و خدودها صايرة حمرا و الدموع
شوي و تطفر من عيونها ، لكنه كتم ضحكته ..
بدت شوي شوي تبعد يده اللي كانت ضامتها عنها بخفة و رقة ، و بعدين انسحبت من أحضانه
بهدوء عشان ما يحس ، بدون لا تدري انه كان قاعد طول الوقت ،
راحت الحمام وقفلته على نفسها مرتين بسبب التوتر اللي كان فيها ، تسندت على الباب وهي مو مصدقة
اللي صار توة ،
هي .. كانت نايمة على صدر باسم ؟؟
انحرجت حيل ، و في نفس الوقت ابتسمت بدون لا تعرف سبب الابتسامة ،
غسلت وجهها ثلاث مرات ، طلعت من الحمام و شافته مبطل عيونه وهو منسدح على السرير ،
وبس شافها ابتسم : صباح الخير ..
ردت عليه بابتسامة خجولة :صباح النور ..
كانت تبي تبدل ثيابها بس كانت مستحية تبدلهم جدام باسم ، قعدت تحوس في الغرفة
بتوتر وهي مو عارفة شلون تتصرف ، و باسم لي الحينه قاعد بمكانه ويطالعها ويبتسم ،
كان عارف بالضبط شنو قعد يدور ببالها بس ما راح يخليها تسوي اللي براسها ، اهوا زوجها
و كيفه !
تمت على هالحال مدة طويلة ، باسم وأخيرا نطق : ريم .. شقعد تسوين ليش تحوسين ؟؟
ريم بتوتر : ها ؟؟ ولا شي ..
سكتوا لحظات قصيرة ..
باسم بخبث :ريم .. ما تبين تبدلين ثيابج ؟؟
ريم سكتت لحظة وبعدين قالت : امبلا ..
باسم : عيل شناطرة ؟؟
ريم بالغصب و بحياء بالغ : استحي أبدل جدامك ..
باسم : شنو يعني ؟؟ انا زوجج ؟؟
ريم بعصبية وجهها صار احمر : أوف !! انته ما تفهم !!
باسم : شنو يعني عادي ؟؟ اصلا حتى انا ببدل ثيابي الحين بعد ..
انهى جملته و هو يفصخ فانيلته ..
ريم لفت وجهها و طلعت على طول وهي تحس انها بتنبط من حركاته ..
صكرت الباب بقوة و عصبية و سمعت صوته وهو يضحك عليها ..
كلمت نفسها بصوت عالي : صج قلة أدب !!
/
\
/
_ هلا بالعروسة !!
لفت وجهها ناحية الصوت ، كانت امها قاعدة على الصوفا و هي تخيط ،
انحرجت و صار وجهها أحمر : يمااااا !! بس عاد ..
انهت الجملة و قعدت بجانب امها ..
جليلة وهي تضحك وتقرصها في خدها : شنو يعني .. بنيتي و بفرح فيها ، كل جم يوم وتعرسين وتروحين بيت ريلج ..
سمعت كوثر كلمات امها الأخيرة و نزلت راسها بسرعة تخفي وجهها ..
جليلة وهي تضحك : ههههه يا حلوها اللي تستحي والله ..
بس كوثر ما ضحكت ولا ردت عليها .. نزلت راسها أكثر ..
جليلة بخوف : كوثر .. شفيج يمة ؟؟
ما ردت عليها أكثر و دفنت راسها بالقاع أكثر ..
جليلة رفعت راسها وانصدمت : كوثر .. ليش الدموع ؟؟ انتي مو موافقة على طلال يمة ؟؟
كوثر بصوت ضعيف : لا بالعكس يمة .. موافقة .. بس ..
ما كملت كلام و بدت تبجي بصوت عالي ..
جليلة وقلبها الطيب الرهيف ما قدرت تستحمل دموع بنتها وبدت تبجي معاها و هي تسأل :*
بس يا يمة عورتي قلبي .. قولي لي شفيج ؟؟
كوثر وهي تمسح دموعها :ما فيني شي يمة .. بس .. أفكر .. اذا تزوجت طلال .. يعني راح أترك البيت .. وراح أعيش بعيد عنج ..
وانتي راح تعيشي وحيدة بهالشقة الكئيبة .. حتى Eve سافرت و تركتج ..
جليلة بغصة : أدري يا يمة .. بس هذي سنة الحياة ، و انتي ما راح تقعدين يمي للأبد .. راح تتزوجين و تروحين ،
واذا مو طلال غيره ، اما Eve المسكينة ، فالسفر ما كان قرارها .. غصبا عليها ..
كوثر وهي تلم امها : أحبج يمة ..
جليلة وهي تربت على ظهرها : وأنا بعد ..
انسحبت كوثر من حضن امها بعد وقت طويل من العناق ، شافت بيدها قطعة قماش ..
سألتها : شتخيطين يمة ؟؟
ابتسمت لها ببساطة : أخيط لي نفنوف عشان ألبسه بعرسج .. خبرج امج بطة مافي شي بالسوق كبرها ..
كوثر :هههههههههه فديتج يمة ..
جليلة تركت قطعة القماش والماكينة على صوب وقالت حق كوثر بجدية : كوثر ..
كوثر : نعم يمة ؟؟
جليلة : يمة .. من اول ما كنتي ببطني وأنا احلم باليوم اللي اشوفج فيه عروس .. و كنت قعد أجهز
له من ذاك الوقت ، و ادخرت لج مبلغ زين عشان تشترين فيه نفنوف عرس حلو و تسوين
حفلة حلوة حالج حال باجي البنات ، وما تحسين انج .. – دمعت عيونها – فقيرة ..
كوثر غرقت عيونها دموع و لمت امها و هي تشم ريحتها الغالية : يمة .. عمري ما راح أطلع من يزاج !
/
\
/
يوم نامت هالليلة ، نامت بروحها ، لكنها يوم قعدت من النوم ، شافته نايم يمها ..
انصدمت من شافته ، اقتربت منه وهو نايم ، حطت يدها على خده ، اشتاقت له ، اشتاقت
تسرح في عيونه اللي تذبحها ، اشتاقت لصوته لما يدلعها ، اشتاقت للمسته ، اشتاقت لانفاسه ،
حس في يدها الناعمة على خده ، بطل عيونه و شافها قاعد تطالعه ..
انحرجت و سحبت يدها و قامت من السرير ، لكنه خذ بيدها و طيحها عالسرير مرة ثانية ، و خذ
يدها و حطاها على خده .. قال لها بصوته العميق الحنون : صباح الخير حلومة ..
ابتسمت في داخلها ، معقول رجع مثل الأول ؟؟
حليمة : صباح النور ..
جاسم : نمتي عدل امس ؟؟
حليمة بتردد : اي .. نمت عدل ..
جاسم بشك : يعني .. أمس ما شفتي أشباح ؟؟
دمعت عينها و طالعته بحدة ، وبعصبية صدت عنه : انته قاعد تستهزئ فيني صح ؟؟
لف وجهها تجاهه وقال لها بصدق : انا اصدقج حليمة .. بس ابيج تصدقيني انا بعد ..
سكت لحظة وطالع في عيونها .. و اهيا بادلته النظر و مو عارفة بالضبط شنو
قصده و وين بيوصل في هالكلام ؟
جاسم : صدقيني يا حليمة ، هذي آخر مرة راح تشوفين فيها هالأشباح ..
اقترب منها و ضمها لصدره : صدقيني ، طول ما انا عايش ، محد راح يقدر يأذيج ، حتى هالأشباح !
حليمة بجت على صدره .. ما عرفت شلون ترد ، لكنها كانت فرحانه لانه أخيرا صدقها ،
و هذا كان كل اللي تبيه منه ..
/
\
/
ركبت سيارتها العتيجة ، كانت عيونها على الطريق لكن تفكيرها كان في مكان ثاني ،
عيونها كانت تحكي عن ألم عميق ، مو ألم الحب ، ولا ألم الفراق ، ولا ألم الحزن ، ولا ألم الحرمان ،
ألم العجز ، كانت تحس إنها عاجزة عن انها تعيش العجوز المسكين اللي ناطرها في البيت ..
انتبهت لإشارة البنزين اللي في السيارة ، الحمد لله إنه مليان ، لكن بعد جم مشوار راح يخلص ، وبعدين
اشلون راح تتصرف ؟؟
كملت طريقها بدون لا تحس بالسيارة اللي كانت تلحقها من أول ما طلعت من العيادة !
/
\
/
أنهت طبق الأومليت اللي بيدها ، طلعته من المقلة و حطته في الصحن وهي تغني و تصفر ،
و مرة وحدة مر في بالها طيف يوسف و هو يقلب الأومليت في الهوا ، ما اهتمت لذكراه ، كثر ما اهتمت
إنه ذاك اليوم كان اول يوم تقابل فيه باسم ، ابتسمت غصبا عنها مع انها قاومت الابتسامة ..
دخل باسم المطبخ و هو يشم ريحة الأكل : الله الله ! ريم في المطبخ ؟؟ و تطبخ بعد ؟؟ الله نازل عليج الوحي اليوم ولا شنو ؟؟
مد يده للصحن ياكل منه ، لكن طقته على ايده : روح غسل ايدك بالأول ..
باسم وهو يفرك ايده اللي تعورت : و لا يكون حسبالج انج امي و انا ما أدري ؟؟
ريم : هههههههه اي .. والحين يلا روح افرش السفرة ..
باسم و هو يقطع قطعة صغيرة من السفرة : طالع هذي ، عاشت الدور حسبالها صج امي !
ابتسمت ريم وكملت باقي الأطباق ، كانت حاسة بنشاط مو طبيعي و سعادة ، هالإحساس من
زمان ما حست فيه !
عشان جذي راحت و بدعت في إعداد الريوق ..
باسم وهو يناديها من الصالة : فرشت السفرة !
ريم وهي تنادي : انزين انا الحين اييب الصينية ..
و خذت الصينية و وزعت الأطباق على السفرة حتى امتلت كلها ..
أومليت بالجبن ، و مرتديلا ، و قيمر ، و عسل ، و خيار ، وجبن ، و طماط ،
و توست ، و خبز ، و زبدة ، وكل شي ممكن ياكلونه على الريوق حطته حتى لو ما
كان متناسق مع باقي الأكلات ..
باسم : هههههههههههههههه شنو كل هذا ؟؟
ريم : أكل !
باسم : اي ادري اكل بس ليش مسوية كل هذا منو بياكله ؟؟
ريم : احنا ..
باسم : ههههههههه واحنا طمبحلات بهالدرجة ؟؟
ريم : ههههههههههه شنو طمبحلات بعد ؟؟
باسم : يعني بطات ..
ريم : ههههههههههه يلا اكل يا بطة ..
رفع باسم جمه و بدا ياكل و هو يتبادل معاها الأحاديث الودية
و الضحكات ..
كان باسم غامض في حديثه كالعادة و حديثه قليل ، بس ريم هي اللي
كانت مستلمة الجزء الاكبر من الحديث اللي قعد يدور بينهم ، كان يتاملها و هي تتكلم
بعفوية و طفولية عن ذكريات طفولتها ومغامراتها الغبية ..
فجأة سكتت و كلت لها لقمة .. و استغل باسم هاللحظة و قال لها : ريم ..
ريم وهي تاكل اللقمة : هلأ ؟؟
باسم : أحبج !!
/
\
/
وصلت للبيت و ركنت السيارة على الرصيف ، نزلت منها و الأفكار اللي على وشك انها
تقتلها لي الحين تتصارع في راسها ..
اما هو فطلع من سيارته بسرعة وهو مبتسم لأنه عرف الحين مكان سكنها ، كان يدري انها على قد حالها
و فقيرة ، بس ما توقع لهادرجة ، كان يحس بالتعاطف تجاهها و هو يتأمل المكان اللي كانت عايشة فيه ،
كانت على وشك انها تدخل البيت ، وهو لي الحينه في الرصيف المقابل ، صرخ و هو يركض تجاهها : آنسة شيماء ..
التفتت له و انصدمت ، و كالعادة عصبت ..
وصل لها و هو يلهث : السلام عليكم ..
شيماء بعصبية : الله لا يسلمك ان شا الله ! شتسوي اهني ليش لاحقني ؟؟
عبد الله ببرود اعصاب وابتسامة ساحرة : رد السلام واجب !
شيماء بعصبية و احتقار : وعليكم السلام ..
عبد الله : اي جذي ..
شيماء : شتبي ؟؟
عبد الله ارتبك ، صج .. اهوا شيبي منها ؟؟ فكر في كل شي و خطط حق كل شي ، يروح مكان
شغلها و ينطرها تخلص الدوام وبعدين يلحقها و يشوف وين ساكنة .. بس الباقي ما خطط له !!
قعد يلتفت حولينه و شاف سيارتها ، كان أثر الحادث لي الحينه موجود ، قال وهو يرقع السالفة : لأ .. ولا شي .. بس .. انتي لي الحين ما صلحتي سيارتج صح ؟؟
شيماء : وانته عمي ؟؟ اي ما صلحتها ولا ششايف ؟؟
عبد الله : انزين ليش ما صلحتيها ؟؟
شيماء طالعته باحتقار ، يتعمد يجرحها و يحرجها : يعني لازم تحرجني بهالكلام ؟؟ ولا نسيت انه مو كلنا عيال فلوس مثلك ؟؟
عبد الله استحى من نفسه بسبب الكلام اللي قاله ، نزل راسه وقال وهو يحس بالذنب : انا اسف مو قصدي ..
بس انا اللي دعمتج و انا غلطان وابي اصحح غلطي .. قولي لي
جم يبيلها عشان تتصلح ؟؟
طلع بوكه و قعد يعد و عطاها حزمة فلوس وهو يسأل : هذا كافي ؟؟
على الرغم من انه شيماء كانت بحاجة ماسة لهالفلوس لكن عزة نفسها ما كانت تسمح لها
انها تاخذ هالفلوس منه ، مع انها من حقها لأنه هو اللي تسبب بضرر سيارتها ، لكنها ترفض تاخذ
هالفلوس منه بدافع الشفقة و الإحسان ..
شيماء بعصبية : اسمع يا ولد الناس ! صج اني مو بنت فلوس ، بس هم مو بنت فقر عشان ارضى امد يدي لك سامع ؟؟
انا وحدة اشتغل و مو محتاجة صدقتك !! عن اذنك !!
قالتها و مشت عنه و دخلت البيت وهي معصبة و تسب وتلعن فيه ،
هدت نفسها ، و نادت : يبة .. يبة ..
ما سمعت الرد ..
قعدت تدور عليه ، ما لقته في ولا غرفة من غرف البيت .. اخترعت و طاح قلبها ببطنها ..
قعدت تصرخ بهستيرية و تنادي : يبة .. وينك ؟؟
ما سمعت الرد .. لكنها سمعت أنين صادر من الحمام ..
عرفت انه ابوها موجود اهناك ..
قعدت اتطق الباب بقوة وجنون : يبا .. يبا !! بطل الباب تكفى ..
ما رد عليها ، خافت اكثر ، احساس يقولها انه ابوها فيه شي !!
ما عرفت شلون تتصرف او تكسر الباب ما كان عندها القوة ..
ركضت للمطبخ و طلعت عدة النجارة ، خذت المطرقة وكسرت القفل و بطلت باب*
الحمام ..
شافته مرمي على الأرض و هو يأن و قدامه بقعة دم كبيرة وفمه كله دم ..
انحنت له وهي لي الحينها عايشة في صدمة : يبة .. انته رجعت دم ؟؟
طالعها بعيون ذابلة وتعبانة و تترجاها تلحق عليه ..
خافت عليه لدرجة مو طبيعية و بدت دموعها تنساب على خدها بحرارة ،
قالت لها بمحاولة انها تهديه : صدقني راح تكون بخير يبة .. راح أوديك المستشفى وراح تكون بخير ..
حاولت انها تشيله لكنها ما قدرت ، اهيا بنت وضعيفة ..
قالت له و عيونها مليانة دموع : الحين انادي حد يساعدني .. اصبر يبة ..
تركته و طلعت من البيت ركض يمكن تلاقي حد من الجيران برة ..
و هي طالعة شافت عبد الله لي الحين و اقف عند سيارتها ،
استغربت وجوده بس ما كان فيه وقت تستغرب ، طالعته برجاء : أخوي .. الله يخليج ساعدني ، أبوي تعبان و بوديه المستشفى و ما أقدر أشيله !!
/
\
/
إنتهى البارت ..
توقعااتكم!؟