كثر الحديث عن الرضاعة الصناعية، وقامت وتقوم الشركات بالدعاية المكثفه لها، وأعتقد بعض الناس بقيمتها، وانه قد يكون بديلاً عن حليب الأم، وتلك فكرة خاطئه، فأجدادنا أستعملوا الأم البديله ( المرضعه ) عندما تكون الأم غير قادرة على الرضاعه، بسبب المرض أو قلة إفراز الحليب.
وعندما ننظر الى حليب البقر نجد انه غني بالبروتينات، وهو مثالي لأرضاع العجول، وحليب الماعز غنيّ بالأملاح وهو مثالي لصغارها، وحليب كل نوع من الثدييات مثالي لصغارها، ولا ينفع لغيرها
ما هو حليب الأطفال الصناعي ؟
عندما يتناول الرضيع حليب الأبقار فأنه يصعب عليه هضمه، وكذلك يؤثر على الكلى فلا تستطيع طرد الشوائب الموجوده فيه ( ولله في خلقه شئون )، ومع التطور في العلوم وخروج المرأة للعمل ( في أوروبا ) ، ظهرت الحاجة الى بديل لحليب الأم او المرضعه، وهو تقريب حليب الأبقار لكي يكون مقارباً للحليب الطبيعي، والأقلال من المشاكل الناتجه عن تناوله، ويتم ذلك بتغيير تركيبته وتحويله الى بودره، يمكن إضافة كمية معينة من الماء اليه ليكون صالحاً للإستخدام
ماذا أعطيه من انواع الحليب ؟
أغلب انواع الحليب ( البودره ) المتوفر في الأسواق مستخرج من حليب الأبقار، ومعالج لكي يكون أقرب لحليب الأم ( ولن يكون أبداً مثله )، وتركيبتها متشابهه وفائدتها متقاربه، فلا فرق بينها، وأغلبها مدعم بفيتامين – دال- وبعضها مدعم بالحديد،وبعض الاضافات الأخرى، أحدها قد يناسب الطفل وليس الآخر ، ولذلك لا ننصح بأي نوع عن الآخر، او كما قال احد الزملاء : هذا النوع من بقرة سوداء والآخر من بقرة حمراء ، فما لون البقرة التي تريد، والصيدليات والبقالات مليئة بأنواع متعددة منها .
ما هي عيوب ومضار الرضاعة الصناعيه ؟
حليب البقر للبقر وحليب الماعز للماعز ، وحتى بعد التصنيع والتغيير فهناك مشاكل لأستخدام الرضاعه الصناعيه ، ولكن عند الضرورة يمكن استخدامه ، وهناك عدد من المشاكل نوجزها كما يلي :
· تركيز الحليب : فكمية من البودره تضاف الى كمية معينة من الماء لتعطي النوعيه النموذجيه ، وعند تغيير التركيز بزيادة البودره فأنها تؤدي الى التلبك المعوي والجفاف ، وعند زيادة الماء فإنها تؤدي الى قلة التغذيه.
· الماء يجب ان يكون مغلياً لتقليل مخاطر التجرثم.
· زيادة الأصابه بالحساسية.
· زيادة الأصابة بالنزلات المعويه والأسهال.
· نقص عناية الأم بطفلها.
· زيادة التهابات الحفاض
نصائح للرضاعة الصناعية :
عندما تضطرين لإعطاء طفلك الرضاعة الصناعية ، يجب ملاحظة التالي:
· أعرفي كمية الرضاعة التي يحتاجها طفلك في كل وجبه ( حسب العمر ).
· أعرفي كمية الحليب البودره وكمية الماء التي تضاف لها (مكتوب على كل علبه ).
· ان يكون الماء مغلياً مسبقاً ، ويعطى للطفل دافئاً.
· إجعلي طفلك ينهي رضعته كامله ، أرمي مازاد من الرضعه جانباً.
· حددي الوقت بين الرضعة والأخرى بثلاث الى أربع ساعات ( حسب العمر ).
· تنظيف قنينة الرضاعة ( الديد ) بعد كل رضعة، وذلك بوضعه في ماء معلي وتنظيف داخله بالفرشاة ، ولاتنسي تنظيف الحلمه بالفرشاة
نصائح عند استعمال الرضاعة الصناعية:
عند استعمال الرضاعة الصناعية فننصح بأتباع التالي :
· معرفة مقدار الحليب البودره وكمية الماء المظافة له ، فبعض الأنواع تحتاج الى ملعقة من البودره تضاف الى ستين سنتيمتر من الماء ( علامتين ) ، وأنواع أخرى ملعقة على ثلاثين سنتيمترمن الماء ( علامه واحده ) وهي تعتمد على حجم الملعقة.
· زيادة التركيز تؤدي الى التلبك المعدي ، وقلة التركيز ( زيادة الماء ) تؤدي الى نقص التغذية .
· يجب ان يكون الماء مغليا ، ويترك حتى يبرد.
· نظافة زجاجة الحليب والحلمه ، وغليها بعد كل رضعه.
· وضع كمية كافية من الحليب تكفي لرضعة واحدة ، وعدم تركها للوجبة التالية .
متى أعطي طفلي حليب النيدو ؟
حليب النيدو ، وكذلك حليب السعود يه او نادك وغيره من الكراتين الصغيرة ، ليس غذاء للرضّع، فهي حليب بقري غير معالج ( لا ينفع للرضاعة )، ولكن يمكن استخدامه بعد نهاية السنه الأولي من العمر.
متى أعطي طفلي أكلاً غير الحليب ؟
لابد من التأكيد على أهمية الرضاعة الطبيعية، وأهمية الحليب لما يحتويه من فوائد لكل الأعما، لذلك نؤكد على أهمية إستمرار أعطاء الأطفال كمية كافية من الحليب، فالفائدة المرجوة في السنة الأولى ليست الفائدة الغذائية وحدها ولكن تعويد الطفل المضغ والبلع، وعادة نبدأ بأعطاء الأطفال في السنة الأولى مايلي:
· عصير البرتقال الطبيعي في سن الأربعة أشهر .
· الحبوب مثل أرز الأطفال ، السيريلاك ، الشوفان في سن خمسة أشهر ( يجب أعطاءها بالملعقة ، وسوف يقوم الطفل بداية بلفظ أغلبها ، ثم يتعود على المضغ والبلع، لذلك ينصح بعدم وضعها في الرضاعة ) .
· الخضار والفواكهه المسلوقه من سن ستة أشهر.
· البيض لا ينصح بأعطاءه للطفل قبل عمر التسعة أشهر.
كيفية تعويد الطفل على استعمال الأغذية الصلبة؟
يجب على الأم أن تعلم ان طفلها لم يتعود على هذه الأغذية ، وان معدته صغيره ، فعليها إتباع الآتي:
· إجعلي الأغذيه سائله، ثم زيادة كثافتها بالتدريج .
· إعطاء الطفل كمية صغيرة ثم زيادتها بالتدريج .
· اطعمي طفلك نوع واحداً في كل مره
· إدخال نوع آخر بعد عدة أسابيع .
· لاتضيفي السكر او الملح او البهارات الى غذاء الطفل
البكاء والمغص لدى الأطفال الرضع
Fussy baby – Infantile colic
الدكتور / عبدالله بن محمد الصبي
بكاء الطفل الرضيع علامة من علامات التعبير لديه للتواصل مع من حوله، ولكن عندما يكون البكاء مستمراً فإن ذلك يؤدي إلى قلق الأم وتوتر الأسرة، ومن هنا تبدأ رحلة البحث عن السبب والعلاج ، فتكون هناك زيارات للطبيب ، كما تصدر الكثير من النصائح من الأقرباء والقريبات عن السبب والعلاج، ويعزى ذلك لمغص الأطفال، وهناك الكثير من المفاهيم وطرق العلاج الخاطئة التي يجب التنبيه لها.
ما هو مغص الأطفال ؟
مغص الأطفال الرضع هو الأسم الذي يطلق على آلآم البطن والصراخ غير المعروف السبب لدى الأطفال
· يكون فيها الطفل سليماً
· يرضع كمية كافية من الحليب
· هناك تقديرات تشير إلى أن حوالي عشرة إلى خمسة وعشرين بالمئة من الأطفال يعانون من هذه الحالة لفترات متفاوتة
· حتى الآن لم يتعرف الأطباء على المسببات وطرق العلاج لتلك الحالة
في هذه العجالة سوف نحاول توضيح العديد من النقاط التي سوف تساعد الوالدين وتخفف من معاناتهم.
متى تبدأ الحالة ؟
غالباً ما تبدأ الحالة من عمر ثلاثة إلى ستة أسابيع، وقد تبدأ لدى بعض الأطفال منذ الولادة مباشرة، وعادة ما تنتهي عندما يبلغ الطفل الثلاثة الى أربعة أشهر من العمر.
كيف تحدث الحالة ؟
عادة ما يكون الطفل سعيداً وهادئاً خلال النهار، يرضع كمية كافية من الحليب، ينام بسهولة بعد الرضاعة، ولكن الحال تتغير مع حلول المساء، فالبكاء مستمر ومتواصل على شكل صراخ قد يستمر أكثر من عدة ساعات في كل مرة، مصحوباً بجذب الساقين إلى الأعلى في أتجاه الصدر، يبدو الطفل متألماً ومصحوباً بأحمرار الوجه، وبخلاف الأسباب الأخرى للبكاء فإن الطفل لا يهدأ أو يتوقف البكاء عند حمله أو محاولة تهدئته، وهو ما يقلق الوالدين.
الأخية هي السبب !!!!
لدى الكثير من الجدات مفهوم خاطيء أن مغص الأطفال وأنتفاخ البطن نتيجة لوجود ---- الأخية/ الأخت، وأن العلاج يتركز في كي البطن، ونراهم يطبقون المثل الشعبي آخر الدواء الكي، فيأخذونه الى أحد المشعوذات لكيه--- وألم الكي أكثر من ألم المغص---- فيعتقدون أن ذلك هو ما شفاه، والشفاء من عند الله، ولي هنا تساؤل؟ -- هل جرب أحد الوالدين الكي ، وما هو شعوره؟
هل هي حساسية من الحليب الصناعي؟
يصيب مغص الأطفال الذين يرضعون حليب الأم وبنسبة أكبر الحليب الصناعي.
الحساسية أو عدم تقبل الحليب الصناعي يؤدي للبكاء بعد نصف ساعة من الرضاعة ، وعادة ما تكون مصحوبة بأسهال أو تطريش، كما أن وزن الطفل لا يزيد ، كما يعتقد البعض أن الحليب المدعم بالحديد يؤدي للمغص ، وذلك غير صحيح، وعند الشك يجب أستشارة الطبيب، فهناك حليب مخصوص لمن لديهم تحسس من حليب البقر.
هل البكاء نتيجة حالة مرضية ؟
قبل أن نقول أن المغص والبكاء حالة طبيعية وليست مرضية ، فعلينا أستبعاد الحالات المرضية: هل كان الطفل هادءاً وسعيداً وفجأة أصبح متضايقاً كثير البكاء؟ فيجب علينا البحث عن السبب، أم أن حالته مستمرة لفترة من الزمن على نفس المنوال ؟ عندها يمكننا الأطمئنان عليه والصبر، لذى علينا أستبعاد الحالات التالية:
· وتطريش ؟ فقد يكون لديه نزلة معوية.
· قد يكون الجوع ، وكيف هي رضاعته؟
· متى آخر مرة تبرز فيها؟ فقد يكون لديه أمساك
· هل تم تغيير الحفاض، أم أن لها مدة طويلة ؟
· الأضاءة القوية والأصوات العالية تجهد الطفل.
· هل لدى الطفل ارتفاع في درجة الحرارة ؟ لدية رشح أو كحة ؟ وقد يكون لديه التهاب في الأذن.
· هل لديه تقرحات في الفم ؟
· هل لديه بثور على الجلد ؟ فقد يكون لديه التهاب فيروسي.
· هل لدى الطفل تحسس جلدي ويقوم بالهرش؟ فقد يكون لديه أكزيما أو قرصة نامس.
· هل لديه أسهال لديه رمش شعرة في عينه
· اذا كان لديه فتاق ، فقد يكون هناك أنسداد للأمعاء.
· اذا كان الطفل قادر على الحبو ، فقد يكون قد وقع وأنكسر، أو أبتلع أشياء غريبة.
ما هي أسباب المغص لدى الأطفال؟
مغص الأطفال الرضع مجهول السبب، ومن هنا تكون الصعوبة في التعامل معه، وهنا سنحاول القاء الضوء على بعض النقاط:
· يعتقد البعض أن المغص نتيجة لوجود ريح ( غازات ) محبوسة في الأمعاء لم يستطع الطفل التخلص منها وطردها، وهو ما يؤدي إلى أنتفاخ البطن وزيادة تقلصات الأمعاء ثم الصراخ
· عدم أكتمال نمو الأمعاء وأداء وظيفتها بالطريقة السليمة قد يؤدي إلى ضعف حركة الأمعاء وعدم المقدرة على طرد الغازات ومن ثم أنتفاخ الأمعاء وما يتبعها من تقلصات تؤدي إلىالبكاء.
· ضعف تدفق حليب الأم قد يؤدي إلى زيادة كمية الهواء التي يبتلعها الطفل.
· ما تستخدمه الأم المرضعة من مأكولات ( البهارات، الشاي، القهوة ، غيرها) أو الأدوية مثل الملينات ، قد يدر مع الحليب ومن ثم المغص.
· لوحظ أن الأطفال الذين يستخدمون الرضاعة الصناعية يحدث لديهم المغص أكثر بكثير من الذين يرضعون حليب الأم.
· أحتمال تراكم الشعور بالتعب لدى الأم ينعكس سلباً على الطفل، لذى تنصح الأم بتنظيم وقتها بحيث تنال قسطاً من الراحة خلال النهار، لتستطيع التكيف مع الطفل ليلاً.
· عدم أخذ الطفل الوقت الكافي من النوم والراحة قد يؤدي إلى البكاء، وعادة ما ينام الطفل أكثر من عشرين ساعة يومياً في الثلاثة أشهر الأولى من العمر.
· أدخال الأطعمة الصلبة مثل السيريلاك وغيره قبل عمر الأربعة أشهر ، أو أستخدام الحليب العادي ( النيدو ) قبل أكتمال السنة ، قد يؤدي الى المغص والبكاء.
نصائح علاجية
لا يوجد علاج سحري لمغص الأطفال، ولكن مجرد معرفة الوالدين بأن حالة الطفل طبيعية وليست مرضية ، وأنها حالة شائعة لدى الكثير من الأطفال، يصبح بالأمكان تخفيف حدة التوتر والقلق لدى الوالدين، والتكيف مع الحالة ، ومن يعرف السبب أو العلاج فقد يحصل على جائزة بمليون ريال من الأمهات في أنحاء العالم، وهنا سوف نذكر بعض الأمثلة لطرق علاجية، على الأم تجربتها للوصول للحل المناسب:
· وضع الرضاعة : غالباً ما يبتلع الطفل الهواء أثناء الرضاعة الطبيعية أو الصناعية ، وعلى الأم أرضاع الطفل وهو شبه مائل.
· التكريع – التجشوء – التتغير : من المهم أخراج الهواء الذي أبتلعه الطفل أثناء الرضاعة ، وذلك بأن تحمل الأم الطفل على كتفها وتقوم بالربت على الظهر، هذه المحاولة قد تأخذ الكثير من الجهد والوقت ، ويجب التكريع أكثر من مرة.
· تدليك بطن الطفل تدليكاً خفيفاً بأستخدام الأصابع
· التحميم بماء دافيء
· الغناء له والمناغاة
· الرضاعة الصناعية : يجب أن يكون الحليب دافئاً ، وأن تكون حلمة المرضعة مناسبة.
· عدم أطعام الطفل الحلبة وما شابهها
· عدم أدخال الأطعمة الصلبة مثل السيريلاك قبل الشهر الرابع.
· عدم أضافة السكر أو سكر النبات للطفل، فتلك لا تستطيع أمعاء الطفل أمتصاصها، فتؤدي إلى حدوث غازات ، ومن ثم تؤدي للمغص.
· أستخدام بعض الأعشاب مثل اليانسون، الكراوية، النعناع، قد تساعد على تخفيف المغص ، وعادة يتم نقع العشبة في ماء حار لمدة حتى تبرد ، ثم أعطاءها للطفل، ولكن يجب عدم غليها حيث تطير محتوياتها.
· يمكن أستخدام شاهي الأطفال الموجود في الصيدليات
· ماء الغريب : دواء ذاع صيته منذ زمن بعيد ، يحتوي على بعض المواد الطاردة للغازات كما الكحول ، ولكن الموجود منه الآن خال من الكحول، قد ينفع في بعض الحالات
· أدوية المغص : هناك العديد منها بماركات متنوعة ، قد تجدي في بعض الحالات ، وننصح بقراءة النشرة المرفقة كما الجرعة المناسبة ، وننبه أن الجرعة عادة ما تعطى قبل الرضاعة بنصف سلعة وليس عند بكاء الطفل.
· في بعض الحالات الشديدة قد يتطلب الأمر من الطبيب أستخدام الأدوية المضادة للتشنج.
العلاج الذي أثبت جدواه هو
صبر الوالدين والتكيف مع بكاء الطفل، فقلق الوالدين يزيد من بكاءه
عادة ما يختفي المغص والبكاء المصاحب له بعد بلوغ الطفل الشهر الرابع من العمر
الأخية – الأخت
صورة للكي على البطن لطفل عمره ثلاثة أشهر
الأخت أو الأخية كلمة متداولة لدى العامة من الناس، وهي تشخيص لحالة يكون لدى الطفل انتفاخ في البطن مع البكاء المستمر، وبنصيحة من لا يعرف يذهبون به للمشعوذين للكي على البطن ( الصورة)، ويعتقدون أن هناك أخت للطفل !!! وان الكي يذهبها ويشفي الطفل، وتلك ليس لها من الحقيقة شيء.
ما هي الحالة؟
المريض عادة ما يشكو من الغازات نتيجة ابتلاعه للهواء، والتي تحدث مع وجود التهاب بسيط في الجهاز التنفسي، وعند عدم تكريع الطفل بعد كل رضعة من الحليب، فإن تلك الغازات تملء البطن وتجعله منتفخاً ، وعد خروج الغازات يجعل الطفل يبكي، وهذا طبيعي في الأطفال، وهذا البكاء قد يكون نتيجة لمغص الأطفال والذي يجد الطبيب والأم صعوبة في التعامل معه لدى بعض الأطفال ( الرجوع لموضوع مغص الأطفال)
لماذا ينجح الكي في علاج بعض حالات مغص الأطفال وليس كلها؟
البكاء يحدث نتيجة الألم من المغص الذي يعاني منه الطفل، وعند الكي فإن ألم الكي أشد من ألم المغص نفسه، ولهذا ينتبه لهذا الألم الجديد وينسى الألم القديم، كما أن الاهتمام بالطفل بعد الكي يزيد من ناحية الوالدين بإرضاعه أو الاهتمام به، وهو العلاج الرئيسي للمغص، لذلك يعتقد الوالدين بنجاح الكي في العلاج وهو ليس صحيح.
هل ألم الكي شديد؟
أتمنى عند التفكير بكي الطفل أن يفكر الوالدين بالألم الناتج، كما أتمنى أن ينالهم نفس الكي لنرى ردود الفعل لديهم.
هل هناك نصيحة؟
نحن في القرن الواحد والعشرين، لدينا الكثير من المراكز الطبية، فلماذا نرجع للمشعوذين في علاج أطفالنا وهم أمانة في أعناقنا
اليرقان ( الصفار) في المولود السليم
اليرقان حالة شائعة في المواليد تظهر بعد فترة قصيرة من الولادة ، وفي أغلب الحالات تختفي بدون الإنتباه لها ومن تلقاء نفسها ، وإن لم تختفي فإن علاجها في الغالب سهل وبسيط، ولكن هناك مضاعفات في بعض الحالات غير الطبيعية ، وهنا سنحاول المساعدة على فهم الحالة وكيفية التعامل معها وعلاجها.
إن زيادة نسبة مادة اليرقان Bilirubin يجعل جلد الطفل يظهر باللون الأصفر ( وقد لا يكون واضحاً )، هذا اللون الأصفر يظهر أولاً في الوجه (والعين –الجزء الصلب الأبيض) ، وبعد ذلك يظهر في الصدر ثم البطن ، وأخيراً في الأطراف.
الدم يحتوي على مادة الهيموجلوبين القادرة على حمل الأكسجين داخل كريات الدم الحمراء، وكريات الدم الحمراء لها عمر معين بعدها تتكسر وتموت ومن ثم تخرج منها مادة الهيموجلوبين الى الدم لتتحول الى مادة صفراء وهي مادة اليرقان Bilirubin .
الطفل يكون لديه يرقان عندما تزيد نسبة مادة اليرقان في الدم Bilirubin والذي ينتج طبيعياً في الجسم بسرعة أكثر من مقدرة الكبد على التعامل معه وتكسيره، ومن ثم طرده والتخلص منه مع البراز، ويحدث ذلك لأحدى الأسباب التاليه:
§ كبد الطفل الوليد غير قادرة على إزالة مادة اليرقان Bilirubin من الدم.
§ زيادة إنتاج مادة اليرقان Bilirubin أكثر من قدرة الكبد على التعامل والتخلص منها.
§ زيادة إعادة الإمتصاص لمادة اليرقان Bilirubin من الأمعاء قبل التخلص منها مع البراز.
هل يؤدي اليرقان الى أذية للطفل؟
اليرقان قد يؤذي الطفل إذا كانت نسبة مادة اليرقان Bilirubin عالية في الدم فيؤثر على الدماغ، هذه النسبة الخطرة تختلف من شخص لآخر ، معتمدة على عمر الطفل وعلى وجود أسباب مرضية أخرى ، ويمكن أخذ عينة من الدم لأجراء إختبار مخبري لمعرفة نسبة مادة اليرقان Bilirubin في الدم ، كما قد يحتاج الأمر الى إجراء بعض الفحوص المخبرية لمعرفة وجود أسباب مرضية لحدوث اليرقان او زيادة نسبته.
كيف أعرف ان طفلي لديه اليرقان؟
الوالدين عادة يعرفون أي تغير على حالة طفلهم ومن ذلك تغير لون الجلد ، او إصفرار بياض العين ، عند النضر الى الجلد في ضوء الشمس ( الضوء الطبيعي) ، او بعض مصابيح الفلورسنت.
الطريقة السهلة والبسيطة لمعرفة وجود تغير لون الجلد واليرقان هو القيام بالضغط البسيط بأطراف الأصبع على الجلد لمدة قصيرة وخصوصاً منطقة الأنف او الجبهه،( ولكن ليس بتلك السهولة ) فإذا كان لون الجلد أبيضاً فليس هناك يرقان ، وهذا ينطبق على كل الأطفال مهما كان لونهم ، اما إذا كان هناك إصفرار فيجب زيارة طبيب الأطفال الذي سيقوم بالفحص الأكلينيكي ، وقد يحتاج الى إجراء بعض الفحوص المخبرية.
كيف يمكن علاج اليرقان؟
المستوى البسيط والمتوسط من اليرقان لا يحتاجان الى أي علاج ، ولكن المستوى المرتفع الذي لم ينخفض من تلقاء نفسه فقد يحتاج الى العلاج الضوئي او علاج آخر.
العلاج الضوئي يعتمد على تسليط نوع معين من الإضاءة ، التي تساعد على التخلص من مادة اليرقان Bilirubin عن طريق تغيير تركيبتها مما يساعد الكبد على التخلص منها ، هذا العلاج قد يحتاج الى وضع الطفل في المستشفى لعدة أيام ، وان كان هناك بعض الأطباء يعالجون بعض الحالات بالإضاءة في المنزل، وإذا كان طفلك يحتاج الى العلاج بالإضاءة ، فإن الطبيب هو الذي يقرر إذا كان العلاج في المنزل او المستشفى ، ومدة هذا العلاج.
المصابيح البيضاء العادية ( الفلورسنت ) الموجودة في المحلات غير صالحة للأستخدام لعلاج اليرقان ، فتلك اللمبات الموجودة في المستشفيات وأن كانت تشبهها في الشكل فإنها تختلف عنها لأن لها بعد موجي مختلف ، لذلك ننصح بعدم أستخدامها.
علاج آخر يستخدم لعلاج بعض الحالات ، وهو زيادة عدد مرات الرضاعة الطبيعية او الصناعية ، مما يساعد على مرور مادة اليرقان Bilirubin مع البراز ، اما زيادة شرب الطفل للماء فإنها غير كافية للتخلص من مادة اليرقان Bilirubin ، لإن هذه المادة تخرج مع البراز وليس البول .(في بعض الحالات ينصح بزيادة شرب الماء مع إستخدام الإضاءة او الجو الحار).
في بعض الحالات القلية والخطرة ، عند الإرتفاع العالي جداً لمادة اليرقان Bilirubin ، يكون العلاج عن طريق تغيير دم الطفل Exchange transfusion ، وطبيب الأطفال سيعطيكم المزيد من المعلومات عن هذا الموضوع عند الإحتياج له .
في الغالب ، فإنه عند بداية نزول مستوى مادة اليرقان Bilirubin في الدم ، فإنه لن يزيد مرة أخرى ، واذا أستمر إصفرار جلد طفلك بعد مرور ثلاثة أسابيع من العمر فيجب إستشارة طبيب الأطفال لإجراء الفحص الطبي وإجراء الفحوص المخبرية اللازمة لمعرفة الأسباب وإعطاء العلاج والإرشادات اللازمة.
تأثيرا لرضاعة الطبيعية على اليرقان؟
أغلب الأطفال الذين يعتمدون على الرضاعة الطبيعية ليس لديهم مشاكل مع اليرقان ، ومع ذلك فإنه اذا أصاب طفلك اليرقان وأستمر لمدة أكثر من أسبوع ، فقد يكون السبب هو تأثير الرضاعة لسبب مجهول ، وهنا قد يطلب منكم طبيب الأطفال القيام بالإيقاف المؤقت للرضاعة الطبيعية لمدة يوم او يومين كعلاج للحالة، هنا يجب الحرص على القيام بشفط الحليب من الثدي خلال هذه المدة وعدم إستخدامه ، وبعد ذلك الرجوع للرضاعة الطبيعية بسهوله.
( الرضاعة الطبيعية هي الأفضل لطفلك دائماً ، وليس هناك موانع لذلك )
إذا كان طفلك مصاب باليرقان ، فلاتجزعي ، وتذكري ان اليرقان شيء طبيعي في الطفل السليم ، وانه يزول بسهولة وبدون علاج ، ولكن عندما يكون اليرقان شديداً ، ومع وجود حالات مرضية معينة ، فإنها تحتاج الى مراجعة طبيب الأطفال ، الذي سيقوم بالكشف على الطفل والقيام ببعض لفحوص المخبرية ، ومن ثم توجيهكم وإعطاء العلاج اللازم لحالة طفلكم، وليس علاجاً عاماً لليرقان.