746 - كيف تغرب الشمس في عين حمئة ؟ والعلم اكتشف أن الأرض كروية تدور حول الشمس من مسافات تبلغ ملايين الكيلومترات , كيف تغرب في عين حمئة والأرض أصغر من الشمس fأضعاف ؟
الشيخ عبد الرحمن السحيم
السؤال
جزاك الله أخي الشيخ على ما تقدمه للأمة من أعمال , وأشكرك أخي الكريم
السؤال :
شبهة للعلمانيين يقولون : إن السنة فيها أحاديث تتعارض مع العلم ومع العقل, على سبيل المثال روى (عن أبي ذر قال : كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم على حمار عليه برذعة أو قطيفة، وذلك عند غروب الشمس فقال لي : يا أبا ذر هل تدرى أين تغيب هذه ؟ قلت : الله ورسوله أعلم . قال : فإنها تغرب في عين حمئة تنطلق حتى تخرّ ساجدة لربها تحت العرش ، فإذا حان وقت خروجها أُذن لها فتخرج فتطلع فإذا أراد الله أن يطلعها من حيث تغرب حبسها ، فتقول : يارب إن مسيري بعيد فيقول لها اطلعي من حيث غربت .
ثم يقولون : كيف تغرب الشمس في عين حمئة ؟ والعلم اكتشف أن الأرض كروية تدور حول الشمس من مسافات تبلغ ملايين الكيلومترات , كيف تغرب في عين حمئة والأرض أصغر من الشمس أضعاف ؟ مضاعفة بحيث إن الأرض لو قربت من الشمس فسوف تكون كتلة من رماد بسبب الحرارة العالية , لذا فيستحيل غروبها في عين حَمِئـة .
يطعنون فينا يا شيخ بأحاديث مثل هذه .
فماذا نقول فيها وفيهم ؟
الجواب
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أولاً : الواجب أن تُعرض العقول على النصوص ، ولا عكس .
لأن الذي يعرض النص على عقله قد جعل عقله حاكما على عقل محمد صلى الله عليه وسلم ، بل حاكما على الوحي
أرأيت كيف حكّموا عقولهم في القرآن ؟
لأن ذِكر العين الحمئة وارِد في القرآن في سورة الكهف – وسأعود إلى هذه النقطة -
فإذا لم يَقْبَلوا ذلك - لِعَيْبٍ في عقولهم - ردّوا نصوص الوحيين
وهذا فعل الزنادقة
فإنه ما من نقلٍ صحيح يُخالف العقل السليم ، كما قرره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ، وقرره الشاطبي رحمه الله
قال الإمام الشاطبي رحمه الله :
الأدلة الشرعية لا تنافي قضايا العقول ، والدليل على ذلك من وجوه :
أحدهما : أنها لو نَافَتْها لم تكن أدلة للعباد على حكم شرعي ولا غيره لكنها أدلة باتفاق العقلاء فدل أنها جارية على قضايا العقول وبيان ذلك أن الأدلة إنما نصبت في الشريعة لتتلقاها عقول المكلفين حتى يعملوا بمقتضاها من الدخول تحت أحكام التكليف ولو نافتها لم تتلقها فضلا أن تعمل بمقتضاها وهذا معنى كونها خارجة عن حكم الأدلة ويستوي في هذا الأدلة المنصوبة على الأحكام الآلهية وعلى الأحكام التكليفية
والثاني : أنها لو نافَتْهَا لكان التكليف بمقتضاها تكليفا بما لا يطاق وذلك من جهة التكليف بتصديق ما لا يصدقه العقل ولا يتصوره بل يتصور خلافه ويصدقه فإذا كان كذلك امتنع على العقل التصديق ضرورة وقد فرضنا ورود التكليف المنافي التصديق وهو معنى تكليف ما لا يطاق وهو باطل حسبما هو مذكور في الأصول
والثالث : أن مورد التكليف هو العقل وذلك ثابت قطعا بالاستقراء التام حتى إذا فُقِد ارتفع التكليف رأسا وعد فاقده كالبهيمة المهملة وهذا واضح في اعتبار تصديق العقل بالأدلة في لزوم التكليف فلو جاءت على خلاف ما يقتضيه لكان لزوم التكليف على العاقل أشد من لزومه على المعتوه والصبي والنائم إذ لا عقل لهؤلاء يصدق أو لا يصدق بخلاف العاقل الذي يأتيه ما لا يمكن تصديقه به ولما كان التكليف ساقطا عن هؤلاء لزم أن يكون ساقطا عن العقلاء أيضا وذلك مناف لوضع الشريعة فكان ما يؤدي إليه باطلا
والرابع : أنه لو كان كذلك لكان الكفار أول من ردّ الشريعة به لأنهم كانوا في غاية الحرص على رد ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى كانوا يفترون عليه وعليها فتارة يقولون ساحر وتارة مجنون وتارة يكذبونه كما كانوا يقولون في القرآن سحر وشعر وافتراء وإنما يعلمه بشر وأساطير الأولين .
بل كان أولى ما يقولون إن هذا لا يعقل ، أو هو مخالف للعقول ، أو ما أشبه ذلك .
فلما لم يكن من ذلك شيء دل على أنهم عقلوا ما فيه وعرفوا جريانه على مقتضى العقول إلا أنهم أبَوا من اتِّباعه لأمور أُخَر حتى كان من أمرهم ما كان ولم يعترضه أحد بهذا المدعى فكان قاطعا في نفيه عنه
والخامس : أن الاستقراء دل على جريانها على مقتضى العقول بحيث تصدقها العقول الراجحة وتنقاد لها طائعة أو كارهة ، ولا كلام في عناد معاند ، ولا في تجاهل مُتَعَامٍ وهو المعنى بكونها جارية على مقتضى العقول ، لا أن العقول حاكمة عليها ، ولا مُحَسِّنة فيها ولا مُقَبِّحَة . وبسط هذا الوجه مذكور في كتاب المقاصد في بيان قصد الشارع في وضع الشريعة للإفهام ..
ثم قرر رحمه الله أن ما تتوهمه العقول تعارضا فإنه ليس لأمر في النصوص وإنما هو لفساد في العقول !
ولا يجوز رد شيء من الأحاديث بدعوى مخالفة العلم
ثانياً : دعوى مخالفة العِلم فهذه دعاوى فجّـة
فإن من المعاصرين من ردّ حديث : إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه ثم لينـزعه ، فإن في إحدى جناحيه داء والأخرى شفاء . رواه البخاري .
ردّه بعض العقلانيين المعاصرين بدعوى مخالفة العِلم ، وبأن الطب لم يعرف ذلك .
وما هي إلا سنوات وأثبت الطب هذه المعجزة النبوية ! فرُدُّوا على أعقابهم خاسرين !
فما يُرَد اليوم على أنه حقيقة علمية يُنقض غدا بحقيقة علمية !
وأذكر أنني دَرَسْتُ في مادة الجيولوجيا أن عالما اسمه ( جاليليو ) قَرَّر أن الشمس ثابتة وأن الأرض هي التي تدور !
وأنه عندما قرّر هذه ( الحقيقة ) وُجِد من ضحك منه وسخر به !
ثم اكتشف العلم الحديث ! أن ما قرره هذا العالِم هو الصحيح !
[ هذا ما كنا نَدْرسه ] !!
وهو مُخالِف تماما لصريح القرآن في قوله تعالى : ( وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ) .
ولقوله تعالى : ( الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ ) قال ابن كثير : أي يجريان متعاقبين بحساب مقنن لا يختلف ولا يضطرب .
عجيب والله !
أن نردّ النصوص بدعوى مخالفة العِلم – مثلا – ونَقْبَل خبر كافر !
ونستسيغ ردّ النصوص ولا نستسغ أن نرد ما يُسمى حقيقة عِلمية !
علما بأن رد ما يُسمى بـ ( حقائق علمية ) أصبح مُستساغاً عند الغَرْب !
لأن ما يزعمونه حقائق علمية ليست قطعية الثبوت ، فتأمل هذا جيداً !
ونحن لا يهمنا أثبت الطبّ أو نَفَى ، أو أثبت العِلم الحديث أو نَفَى طالما ثبتت عندنا النصوص .
ونقول كما قال الإمام الشافعي : آمنت بالله وبما جاء عن الله على مراد الله ، وآمنت برسول الله وما جاء عن رسول الله على مراد رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وقال الإمام الزهري : من الله الرسالة ، وعلى رسول الله صلى الله عليه وسلم البلاغ ، وعلينا التسليم .
ولذلك قال الإمام الطحاوي : ولا تثبت قدم الإسلام إلا على ظهر التسليم والاستسلام .
وقال ابن أبي العزّ :
فالواجب كمال التسليم للرسول ، والانقياد لأمره ، وتلقِّي خبره بالقبول والتصديق ، دون أن نُعارِضه بخيال باطل نسميه معقولا ، أو نحمله شُبهة ، أو شَكّا ، أو نُقدِّم عليه آراء الرجال وزبالة أذهانهم ! اهـ .
وكم هي الأمور التي أُخِذت مأخذ التسليم عند الغرب ثم جاء من علمائهم من نقضها ؟؟؟
أذكر أن أحد الكُتّاب عندهم فَـنّـد زعمهم بالصعود إلى سطح القمر !
وفَـنّــد ذلك بأدلة عقلية !
منها :
1 - أن الرجل الذي يُزعَم أنه نزل على سطح القمر يمشي ! على سطح القمر مع انعدام الجاذبية !
2 – أنه لما ركز علم أمريكا أصبح يُرفرف ! مع انعدام الجاذبية !
3 – أن رائد الفضاء لما نزل من المركبة كانت هناك آلة تصوير خارجية تصوّره !
فمن الذي صعد قبله ووضع آلة التصوير ؟؟؟
إلى غير ذلك مما ردّ به ما يُزعم أنه حقيقة ، بل ويؤخذ مأخذ التسليم ! ولا يحتمل النقاش ولا الردّ !
قال سيد رحمه الله :
لا يجوز أن نُعَلِّق الحقائق النهائية التي يذكرها القرآن أحيانا عن الكون في طريقه لإنشاء التصور الصحيح لطبيعة الوجود وارتباطه بخالقه , وطبيعة التناسق بين أجزائه . . لا يجوز أن نعلق هذه الحقائق النهائية التي يذكرها القرآن ، بفروض العقل البشري ونظرياته , ولا حتى بما يسميه "حقائق علمية " مما ينتهي إليه بطريق التجربة القاطعة في نظره .
إن الحقائق القرآنية حقائق نهائية قاطعة مطلقة . أما ما يصل إليه البحث الإنساني - أيا كانت الأدوات المتاحة له - فهي حقائق غير نهائية ولا قاطعة ; وهي مقيدة بحدود تجاربه وظروف هذه التجارب وأدواتها . . فمن الخطأ المنهجي - بحكم المنهج العلمي الإنساني ذاته - أن نعلق الحقائق النهائية القرآنية بحقائق غير نهائية . وهي كل ما يصل إليه العلم البشري !اهـ .
أعود للقضية الأولى
في عين حمئة
وفي قراءة في عين حامية
والتتمة في الفتوى ذات الرقم ( 747 )
المصدر شبكة المشكاة الإسلامية
http://www.almeshkat.net/index.php?pg=qa&cat=27&ref=746
الشيخ عبد الرحمن السحيم
السؤال
جزاك الله أخي الشيخ على ما تقدمه للأمة من أعمال , وأشكرك أخي الكريم
السؤال :
شبهة للعلمانيين يقولون : إن السنة فيها أحاديث تتعارض مع العلم ومع العقل, على سبيل المثال روى (عن أبي ذر قال : كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم على حمار عليه برذعة أو قطيفة، وذلك عند غروب الشمس فقال لي : يا أبا ذر هل تدرى أين تغيب هذه ؟ قلت : الله ورسوله أعلم . قال : فإنها تغرب في عين حمئة تنطلق حتى تخرّ ساجدة لربها تحت العرش ، فإذا حان وقت خروجها أُذن لها فتخرج فتطلع فإذا أراد الله أن يطلعها من حيث تغرب حبسها ، فتقول : يارب إن مسيري بعيد فيقول لها اطلعي من حيث غربت .
ثم يقولون : كيف تغرب الشمس في عين حمئة ؟ والعلم اكتشف أن الأرض كروية تدور حول الشمس من مسافات تبلغ ملايين الكيلومترات , كيف تغرب في عين حمئة والأرض أصغر من الشمس أضعاف ؟ مضاعفة بحيث إن الأرض لو قربت من الشمس فسوف تكون كتلة من رماد بسبب الحرارة العالية , لذا فيستحيل غروبها في عين حَمِئـة .
يطعنون فينا يا شيخ بأحاديث مثل هذه .
فماذا نقول فيها وفيهم ؟
الجواب
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أولاً : الواجب أن تُعرض العقول على النصوص ، ولا عكس .
لأن الذي يعرض النص على عقله قد جعل عقله حاكما على عقل محمد صلى الله عليه وسلم ، بل حاكما على الوحي
أرأيت كيف حكّموا عقولهم في القرآن ؟
لأن ذِكر العين الحمئة وارِد في القرآن في سورة الكهف – وسأعود إلى هذه النقطة -
فإذا لم يَقْبَلوا ذلك - لِعَيْبٍ في عقولهم - ردّوا نصوص الوحيين
وهذا فعل الزنادقة
فإنه ما من نقلٍ صحيح يُخالف العقل السليم ، كما قرره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ، وقرره الشاطبي رحمه الله
قال الإمام الشاطبي رحمه الله :
الأدلة الشرعية لا تنافي قضايا العقول ، والدليل على ذلك من وجوه :
أحدهما : أنها لو نَافَتْها لم تكن أدلة للعباد على حكم شرعي ولا غيره لكنها أدلة باتفاق العقلاء فدل أنها جارية على قضايا العقول وبيان ذلك أن الأدلة إنما نصبت في الشريعة لتتلقاها عقول المكلفين حتى يعملوا بمقتضاها من الدخول تحت أحكام التكليف ولو نافتها لم تتلقها فضلا أن تعمل بمقتضاها وهذا معنى كونها خارجة عن حكم الأدلة ويستوي في هذا الأدلة المنصوبة على الأحكام الآلهية وعلى الأحكام التكليفية
والثاني : أنها لو نافَتْهَا لكان التكليف بمقتضاها تكليفا بما لا يطاق وذلك من جهة التكليف بتصديق ما لا يصدقه العقل ولا يتصوره بل يتصور خلافه ويصدقه فإذا كان كذلك امتنع على العقل التصديق ضرورة وقد فرضنا ورود التكليف المنافي التصديق وهو معنى تكليف ما لا يطاق وهو باطل حسبما هو مذكور في الأصول
والثالث : أن مورد التكليف هو العقل وذلك ثابت قطعا بالاستقراء التام حتى إذا فُقِد ارتفع التكليف رأسا وعد فاقده كالبهيمة المهملة وهذا واضح في اعتبار تصديق العقل بالأدلة في لزوم التكليف فلو جاءت على خلاف ما يقتضيه لكان لزوم التكليف على العاقل أشد من لزومه على المعتوه والصبي والنائم إذ لا عقل لهؤلاء يصدق أو لا يصدق بخلاف العاقل الذي يأتيه ما لا يمكن تصديقه به ولما كان التكليف ساقطا عن هؤلاء لزم أن يكون ساقطا عن العقلاء أيضا وذلك مناف لوضع الشريعة فكان ما يؤدي إليه باطلا
والرابع : أنه لو كان كذلك لكان الكفار أول من ردّ الشريعة به لأنهم كانوا في غاية الحرص على رد ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى كانوا يفترون عليه وعليها فتارة يقولون ساحر وتارة مجنون وتارة يكذبونه كما كانوا يقولون في القرآن سحر وشعر وافتراء وإنما يعلمه بشر وأساطير الأولين .
بل كان أولى ما يقولون إن هذا لا يعقل ، أو هو مخالف للعقول ، أو ما أشبه ذلك .
فلما لم يكن من ذلك شيء دل على أنهم عقلوا ما فيه وعرفوا جريانه على مقتضى العقول إلا أنهم أبَوا من اتِّباعه لأمور أُخَر حتى كان من أمرهم ما كان ولم يعترضه أحد بهذا المدعى فكان قاطعا في نفيه عنه
والخامس : أن الاستقراء دل على جريانها على مقتضى العقول بحيث تصدقها العقول الراجحة وتنقاد لها طائعة أو كارهة ، ولا كلام في عناد معاند ، ولا في تجاهل مُتَعَامٍ وهو المعنى بكونها جارية على مقتضى العقول ، لا أن العقول حاكمة عليها ، ولا مُحَسِّنة فيها ولا مُقَبِّحَة . وبسط هذا الوجه مذكور في كتاب المقاصد في بيان قصد الشارع في وضع الشريعة للإفهام ..
ثم قرر رحمه الله أن ما تتوهمه العقول تعارضا فإنه ليس لأمر في النصوص وإنما هو لفساد في العقول !
ولا يجوز رد شيء من الأحاديث بدعوى مخالفة العلم
ثانياً : دعوى مخالفة العِلم فهذه دعاوى فجّـة
فإن من المعاصرين من ردّ حديث : إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه ثم لينـزعه ، فإن في إحدى جناحيه داء والأخرى شفاء . رواه البخاري .
ردّه بعض العقلانيين المعاصرين بدعوى مخالفة العِلم ، وبأن الطب لم يعرف ذلك .
وما هي إلا سنوات وأثبت الطب هذه المعجزة النبوية ! فرُدُّوا على أعقابهم خاسرين !
فما يُرَد اليوم على أنه حقيقة علمية يُنقض غدا بحقيقة علمية !
وأذكر أنني دَرَسْتُ في مادة الجيولوجيا أن عالما اسمه ( جاليليو ) قَرَّر أن الشمس ثابتة وأن الأرض هي التي تدور !
وأنه عندما قرّر هذه ( الحقيقة ) وُجِد من ضحك منه وسخر به !
ثم اكتشف العلم الحديث ! أن ما قرره هذا العالِم هو الصحيح !
[ هذا ما كنا نَدْرسه ] !!
وهو مُخالِف تماما لصريح القرآن في قوله تعالى : ( وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ) .
ولقوله تعالى : ( الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ ) قال ابن كثير : أي يجريان متعاقبين بحساب مقنن لا يختلف ولا يضطرب .
عجيب والله !
أن نردّ النصوص بدعوى مخالفة العِلم – مثلا – ونَقْبَل خبر كافر !
ونستسيغ ردّ النصوص ولا نستسغ أن نرد ما يُسمى حقيقة عِلمية !
علما بأن رد ما يُسمى بـ ( حقائق علمية ) أصبح مُستساغاً عند الغَرْب !
لأن ما يزعمونه حقائق علمية ليست قطعية الثبوت ، فتأمل هذا جيداً !
ونحن لا يهمنا أثبت الطبّ أو نَفَى ، أو أثبت العِلم الحديث أو نَفَى طالما ثبتت عندنا النصوص .
ونقول كما قال الإمام الشافعي : آمنت بالله وبما جاء عن الله على مراد الله ، وآمنت برسول الله وما جاء عن رسول الله على مراد رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وقال الإمام الزهري : من الله الرسالة ، وعلى رسول الله صلى الله عليه وسلم البلاغ ، وعلينا التسليم .
ولذلك قال الإمام الطحاوي : ولا تثبت قدم الإسلام إلا على ظهر التسليم والاستسلام .
وقال ابن أبي العزّ :
فالواجب كمال التسليم للرسول ، والانقياد لأمره ، وتلقِّي خبره بالقبول والتصديق ، دون أن نُعارِضه بخيال باطل نسميه معقولا ، أو نحمله شُبهة ، أو شَكّا ، أو نُقدِّم عليه آراء الرجال وزبالة أذهانهم ! اهـ .
وكم هي الأمور التي أُخِذت مأخذ التسليم عند الغرب ثم جاء من علمائهم من نقضها ؟؟؟
أذكر أن أحد الكُتّاب عندهم فَـنّـد زعمهم بالصعود إلى سطح القمر !
وفَـنّــد ذلك بأدلة عقلية !
منها :
1 - أن الرجل الذي يُزعَم أنه نزل على سطح القمر يمشي ! على سطح القمر مع انعدام الجاذبية !
2 – أنه لما ركز علم أمريكا أصبح يُرفرف ! مع انعدام الجاذبية !
3 – أن رائد الفضاء لما نزل من المركبة كانت هناك آلة تصوير خارجية تصوّره !
فمن الذي صعد قبله ووضع آلة التصوير ؟؟؟
إلى غير ذلك مما ردّ به ما يُزعم أنه حقيقة ، بل ويؤخذ مأخذ التسليم ! ولا يحتمل النقاش ولا الردّ !
قال سيد رحمه الله :
لا يجوز أن نُعَلِّق الحقائق النهائية التي يذكرها القرآن أحيانا عن الكون في طريقه لإنشاء التصور الصحيح لطبيعة الوجود وارتباطه بخالقه , وطبيعة التناسق بين أجزائه . . لا يجوز أن نعلق هذه الحقائق النهائية التي يذكرها القرآن ، بفروض العقل البشري ونظرياته , ولا حتى بما يسميه "حقائق علمية " مما ينتهي إليه بطريق التجربة القاطعة في نظره .
إن الحقائق القرآنية حقائق نهائية قاطعة مطلقة . أما ما يصل إليه البحث الإنساني - أيا كانت الأدوات المتاحة له - فهي حقائق غير نهائية ولا قاطعة ; وهي مقيدة بحدود تجاربه وظروف هذه التجارب وأدواتها . . فمن الخطأ المنهجي - بحكم المنهج العلمي الإنساني ذاته - أن نعلق الحقائق النهائية القرآنية بحقائق غير نهائية . وهي كل ما يصل إليه العلم البشري !اهـ .
أعود للقضية الأولى
في عين حمئة
وفي قراءة في عين حامية
والتتمة في الفتوى ذات الرقم ( 747 )
المصدر شبكة المشكاة الإسلامية
http://www.almeshkat.net/index.php?pg=qa&cat=27&ref=746