صباح الخير
لابد أن للروايات البوليسية عشاقها ، و لقد عشقت في صغري الألغاز البوليسية مثل ألغاز المغامرون الخمسة ( تختخ، نوسة، عاطف، محب، لوزة) و لكن لماذا لا توجد لدينا روايات بوليسية عربية على غرار أجاثا كريستي ؟؟
قرأت اليوم هذا المقال و وجدت فيه ما أعتقد إنه اجابة لسؤالي :
مهاب نصر
بينما كانت شاشات الفضائيات ومواقع اليوتيوب تبث صورا مروعة ومهينة لمواجهات الأمن القمعية مع المتظاهرين في مدن الانتفاضات العربية كتب أحد الشعراء على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، متسائلا عن عجز الأدب العربي عن انجاز رواية بوليسية رفيعة المستوى، وما اذا كان يعود ذلك الى طبيعة علاقة المثقف والمجتمع بعامة بفكرة السلطة ذاتها في جانبها الأمني، وأشكال ممارساتها في الواقع؟
الملاحظ على أية حال هو أنه بينما شهدت الآداب الأوروبية رواجا وتطويرا لنمط الرواية البوليسية، رفع أسماء الى سدة الأدب الراقي بدءا بإدغار آلان بو وجورج سيمنون إلى دان براون في «شيفرة دافنشي» ومن قبلها الرواية الأهم لإيكو «اسم الوردة» لتصبح الرواية البوليسية مجالا للتحليق الفكري، فان هذا الأدب على الصعيد العربي مازال يحتل الدرجة الثالثة، وغالبا ما يكون موجها للأطفال أو الشباب ممتزجا بالخيال العلمي كروايات أحمد خالد توفيق، ويفتقر الى القاعدة الأساسية التي تبنى عليها الرواية البوليسية: البحث الفردي عن الحقيقة والعدالة.
قد ينظر الروائيون المحترفون عادة الى الرواية البوليسية نظرة متدنية، الا ان الشاعر الأرجنتيني لويس بورخيس يقدم رأيا قد يعتبره البعض غريبا غرابة صاحبه، إذا يرى فيها الرواية الأكثر حفاظا على التقاليد الكلاسيكية، وعلى نظام الزمن فيها، منتصرة، على ما يسميه الفوضى والاستسهال في حذف الشخصيات، والحجج الروائية.
ألف ليلة وليلة
الغريب أن موقع ويكيبيديا (باللغة الانكليزية) يقدم في تعريفه للأدب البوليسي أو أدب الجريمة معلومة طريفة حول أول قصة عربية بوليسية، تضمنها الكتاب الشهير «الف ليلة وليلة» وهي قصة تحكي عن صياد يعثر على صندوق ضخم، يقدمه هدية للخليفة الرشيد، وما ان يقوم الأخير بفتحه حتى يعثر على جثة مجهولة لامرأة، فيأمر وزيره بالبحث عن هوية صاحبة الجثة، وقصتها في غضون ثلاثة ايام والا تعرض للعقاب.
التعليق الذكي على الحكاية يتحفظ على شروط القصة البوليسية المستوفاة فيها، فرغم أنها تعتمد على فكرة «حل اللغز»، فانه بحث لا تقوده مغامرة الاكتشاف لشخص جند نفسه لتعرية الحقيقة، بل تأتي القصة مؤكدة واقعا أمنيا وسلطويا مختلفا يبرز التفاوت بين ثقافتين.
رواية السؤال
يقول الناقد رفيق الشامي ان «أول سبب في غياب الرواية البوليسية شبه الكلي هو غياب الحرية في كل البلدان العربية. وأنا أعني بالضبط نوعا خاصا من الحرية مفقودا بالتمام والكمال، وهو حرية طرح أي سؤال على أي شخص كان. الرواية البوليسية تعيش وتموت مع السؤال. السؤال هو أول خطوة باتجاه الحقيقة، وهو بنظري ابن الحرية لكنه كأمه مقموع ومُصادر».
من جهته، يعتقد الروائي إبراهيم فرغلي أن المناخ العام لتطور مثل هذا النوع الأدبي يعتمد على مدى استقرار مفهوم وقيمة العدل في المجتمع ويقين الأفراد فيه، وبالتالي تضافر جهود المجتمع كاملا في الوصول للمجرم ممن يجترئ على حق مواطن آخر
ومعاقبته.
غياب المعرفة
الروائي علي بدر يرى أن غياب الرواية البوليسية على المستوى العربي ناتج عن غياب سبب وجودها، أولا لنتحدث عن سبب وجود الرواية البوليسية في الثقافة الغربية، ظهرت الرواية البوليسية في الثقافة الغربية كنتاج لثقافة قانونية في أوربا تقوم على كشف الجريمة من خلال بحث الأدلة، حيث يقوم المحقق بجمع الأدلة واستنباطها مع بحث القرائن إما لمعرفة المجرم أو لكشف الجريمة، في حين يقوم كشف الجريمة في العالم العربي من الناحية القانونية على الاقرار والاعتراف، يقوم الشرطي بضرب المتهم حتى يعترف بالجريمة، بالتالي لا بحث ولا دليل ولا قرائن ولا أي شيء من هذا، فمن أين تأتي الرواية البوليسية؟.
المتهم يعترف
يأتي الخبر في صفحات الحوادث في جرائدنا مقرونا في كثير من الأحيان بعبارة «..وبعد مواجهته بالادلة اعترف المتهم..»، وغالبا ما تكون هذه الادلة هي وشايات، أو تكون مكشوفة بالقدر الذي لا يحتاج الى بحث، أو تكون العبارة لها دلالة أخرى «بعد تعذيب المتهم.. اعترف بارتكاب الجريمة». فتعرض المتهمين للابتزاز والعنف بشكل غير قانوني وأحيانا املاء اعترافات جاهزة خصوصا في الجرائم السياسية أمر شائع في منطقتنا العربية. وبالتالي فهو لا يحتاج من المحقق الا عضلاته، واستيراد أدوات للتعذيب البدني والنفسي. دون أن يعني ذلك احتيازه لأي نسبة من الثقافة أو الذكاء. انه يعتمد على بث العيون، والمجتمع الواشي، لا الفردي المحافظ على الاستقلالية الشخصية وحرمة الأفراد.
مجتمع الوشاية، أو المجتمع المخابراتي هو الذي توفرت عليه الرواية العربية بقدر أكبر ورواية «صائد اليرقات» للروائي السوداني أمين تاج السر تحكي لنا الجانب العكسي من رحلة «مخبر» وكاتب تقارير يتحول الى كاتب.
المهمة المستحيلة
يقول الأكاديمي الجزائري عبد القادر شرار الذي قدم بحثا رائدا في هذا الجانب، أن الرواية البوليسية اقترنت بالمجتمع الغربي الرأسمالي، بفيض المعلومات الغزيرة، التي تتوفر في اتمام الجريمة والتي تحتاج الى محقق مؤهل ثقافيا.
انها نوع من الفضول الارتدادي المحروس بالتشويق والاثارة، لاعادة اكتشاف المجتمع من خلال الجريمة. ان فكرة المحقق الخاص القادر على جمع المعلومات، بشكل منهجي، وعلى الاستنتاج الحاذق، وقراءة الملامح والأشياء، تكشف عن الجانب العلمي لمجتمع متحضر، ولديه أرشيف واف يمثل الشفافية في جميع الممارسات الحياتية. فالمجتمع السري المغلق، والسلطوي الذي تحتجز فيه السلطات الكم الأكبر من الوثائق والمعلومات غير المتاحة، لا يمكن الا أن يجعل من مهمة كهذه الا مهمة مستحيلة.
اللص والكلاب
الروائي وليد الرجيب يستذكر رواية «اللص والكلاب» باعتبارها نموذجا من الرواية البوليسية العربية الراقية، غير أنها برأيه تستند على دفع المجتمع والبيئة بعض الأفراد لارتكاب جرائم، وأن الجريمة نتيجة ظلم اجتماعي.
ولا يستهين الرجيب بشأن الرواية البوليسية قائلا «فهذا النوع من الروايات يحتاج إلى ذكاء استثنائي من الكاتب وقدرة على التشويق قد لا تتوفر في بعض الرويات الأخرى».
تراث مفقود
من جهته يقر الروائي أمير تاج السر أن الرواية البوليسية من أقدم فروع الكتابة في الغرب، ويتابع «هناك كتاب حققوا فيها انجازات كثيرة مثل أجاثا كريستي، والسويدي هيننغ مانتل، وقد ابتكر هؤلاء لكتاب شخصيات أصبحت حية في أذهان الناس».
لكنه يرى بالمقارنة أن انشغالات الروائي العربي مختلفة تبعا لظروف العملية الابداعية يقول «بالنسبة لنا، لا توجد خامات كافية لكتابة رواية بوليسية، لا توجد إيحاءات حقيقية، ولا نظام تحرٍ منظم، وبالقطع لا يوجد تراث لمثل هذه الكتابة يمكن البناء عليه. مثل تلك الرواية في الأغلب لو كتبت، فهي رواية جماهيرية أو رواية تسلية بكل المقاييس ولا تناسب طموح الكاتب العربي الذي يكتب بلغة رفيعة وخيال ويستوحي من الأسطورة والتاريخ وغيره، لذلك حتى لو أراد أحد أن يكتب، فلن ترضيه كتابته في هذا الموضوع. الناقد لا أعتقد أنه يتعامل مع هذا النوع من الكتابة، هو أيضا نوع لا يرضي طموحه، ولا طموح أدواته النقدية، ولأن رجل البوليس ضرورة من ضرورات المجتمع فهو يظهر أحيانا في الرواية العربية، ويظهر في الغالب بحقيقته العادية نفسها، وشخصية ثانوية لا تحتل مساحة كبيرة من النصوص.
المخبر السري الغربي...المعرفة أولا
المخبر العربي ...و أدوات التحقيق الخفية
لابد أن للروايات البوليسية عشاقها ، و لقد عشقت في صغري الألغاز البوليسية مثل ألغاز المغامرون الخمسة ( تختخ، نوسة، عاطف، محب، لوزة) و لكن لماذا لا توجد لدينا روايات بوليسية عربية على غرار أجاثا كريستي ؟؟
قرأت اليوم هذا المقال و وجدت فيه ما أعتقد إنه اجابة لسؤالي :
مهاب نصر
بينما كانت شاشات الفضائيات ومواقع اليوتيوب تبث صورا مروعة ومهينة لمواجهات الأمن القمعية مع المتظاهرين في مدن الانتفاضات العربية كتب أحد الشعراء على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، متسائلا عن عجز الأدب العربي عن انجاز رواية بوليسية رفيعة المستوى، وما اذا كان يعود ذلك الى طبيعة علاقة المثقف والمجتمع بعامة بفكرة السلطة ذاتها في جانبها الأمني، وأشكال ممارساتها في الواقع؟
الملاحظ على أية حال هو أنه بينما شهدت الآداب الأوروبية رواجا وتطويرا لنمط الرواية البوليسية، رفع أسماء الى سدة الأدب الراقي بدءا بإدغار آلان بو وجورج سيمنون إلى دان براون في «شيفرة دافنشي» ومن قبلها الرواية الأهم لإيكو «اسم الوردة» لتصبح الرواية البوليسية مجالا للتحليق الفكري، فان هذا الأدب على الصعيد العربي مازال يحتل الدرجة الثالثة، وغالبا ما يكون موجها للأطفال أو الشباب ممتزجا بالخيال العلمي كروايات أحمد خالد توفيق، ويفتقر الى القاعدة الأساسية التي تبنى عليها الرواية البوليسية: البحث الفردي عن الحقيقة والعدالة.
قد ينظر الروائيون المحترفون عادة الى الرواية البوليسية نظرة متدنية، الا ان الشاعر الأرجنتيني لويس بورخيس يقدم رأيا قد يعتبره البعض غريبا غرابة صاحبه، إذا يرى فيها الرواية الأكثر حفاظا على التقاليد الكلاسيكية، وعلى نظام الزمن فيها، منتصرة، على ما يسميه الفوضى والاستسهال في حذف الشخصيات، والحجج الروائية.
ألف ليلة وليلة
الغريب أن موقع ويكيبيديا (باللغة الانكليزية) يقدم في تعريفه للأدب البوليسي أو أدب الجريمة معلومة طريفة حول أول قصة عربية بوليسية، تضمنها الكتاب الشهير «الف ليلة وليلة» وهي قصة تحكي عن صياد يعثر على صندوق ضخم، يقدمه هدية للخليفة الرشيد، وما ان يقوم الأخير بفتحه حتى يعثر على جثة مجهولة لامرأة، فيأمر وزيره بالبحث عن هوية صاحبة الجثة، وقصتها في غضون ثلاثة ايام والا تعرض للعقاب.
التعليق الذكي على الحكاية يتحفظ على شروط القصة البوليسية المستوفاة فيها، فرغم أنها تعتمد على فكرة «حل اللغز»، فانه بحث لا تقوده مغامرة الاكتشاف لشخص جند نفسه لتعرية الحقيقة، بل تأتي القصة مؤكدة واقعا أمنيا وسلطويا مختلفا يبرز التفاوت بين ثقافتين.
رواية السؤال
يقول الناقد رفيق الشامي ان «أول سبب في غياب الرواية البوليسية شبه الكلي هو غياب الحرية في كل البلدان العربية. وأنا أعني بالضبط نوعا خاصا من الحرية مفقودا بالتمام والكمال، وهو حرية طرح أي سؤال على أي شخص كان. الرواية البوليسية تعيش وتموت مع السؤال. السؤال هو أول خطوة باتجاه الحقيقة، وهو بنظري ابن الحرية لكنه كأمه مقموع ومُصادر».
من جهته، يعتقد الروائي إبراهيم فرغلي أن المناخ العام لتطور مثل هذا النوع الأدبي يعتمد على مدى استقرار مفهوم وقيمة العدل في المجتمع ويقين الأفراد فيه، وبالتالي تضافر جهود المجتمع كاملا في الوصول للمجرم ممن يجترئ على حق مواطن آخر
ومعاقبته.
غياب المعرفة
الروائي علي بدر يرى أن غياب الرواية البوليسية على المستوى العربي ناتج عن غياب سبب وجودها، أولا لنتحدث عن سبب وجود الرواية البوليسية في الثقافة الغربية، ظهرت الرواية البوليسية في الثقافة الغربية كنتاج لثقافة قانونية في أوربا تقوم على كشف الجريمة من خلال بحث الأدلة، حيث يقوم المحقق بجمع الأدلة واستنباطها مع بحث القرائن إما لمعرفة المجرم أو لكشف الجريمة، في حين يقوم كشف الجريمة في العالم العربي من الناحية القانونية على الاقرار والاعتراف، يقوم الشرطي بضرب المتهم حتى يعترف بالجريمة، بالتالي لا بحث ولا دليل ولا قرائن ولا أي شيء من هذا، فمن أين تأتي الرواية البوليسية؟.
المتهم يعترف
يأتي الخبر في صفحات الحوادث في جرائدنا مقرونا في كثير من الأحيان بعبارة «..وبعد مواجهته بالادلة اعترف المتهم..»، وغالبا ما تكون هذه الادلة هي وشايات، أو تكون مكشوفة بالقدر الذي لا يحتاج الى بحث، أو تكون العبارة لها دلالة أخرى «بعد تعذيب المتهم.. اعترف بارتكاب الجريمة». فتعرض المتهمين للابتزاز والعنف بشكل غير قانوني وأحيانا املاء اعترافات جاهزة خصوصا في الجرائم السياسية أمر شائع في منطقتنا العربية. وبالتالي فهو لا يحتاج من المحقق الا عضلاته، واستيراد أدوات للتعذيب البدني والنفسي. دون أن يعني ذلك احتيازه لأي نسبة من الثقافة أو الذكاء. انه يعتمد على بث العيون، والمجتمع الواشي، لا الفردي المحافظ على الاستقلالية الشخصية وحرمة الأفراد.
مجتمع الوشاية، أو المجتمع المخابراتي هو الذي توفرت عليه الرواية العربية بقدر أكبر ورواية «صائد اليرقات» للروائي السوداني أمين تاج السر تحكي لنا الجانب العكسي من رحلة «مخبر» وكاتب تقارير يتحول الى كاتب.
المهمة المستحيلة
يقول الأكاديمي الجزائري عبد القادر شرار الذي قدم بحثا رائدا في هذا الجانب، أن الرواية البوليسية اقترنت بالمجتمع الغربي الرأسمالي، بفيض المعلومات الغزيرة، التي تتوفر في اتمام الجريمة والتي تحتاج الى محقق مؤهل ثقافيا.
انها نوع من الفضول الارتدادي المحروس بالتشويق والاثارة، لاعادة اكتشاف المجتمع من خلال الجريمة. ان فكرة المحقق الخاص القادر على جمع المعلومات، بشكل منهجي، وعلى الاستنتاج الحاذق، وقراءة الملامح والأشياء، تكشف عن الجانب العلمي لمجتمع متحضر، ولديه أرشيف واف يمثل الشفافية في جميع الممارسات الحياتية. فالمجتمع السري المغلق، والسلطوي الذي تحتجز فيه السلطات الكم الأكبر من الوثائق والمعلومات غير المتاحة، لا يمكن الا أن يجعل من مهمة كهذه الا مهمة مستحيلة.
اللص والكلاب
الروائي وليد الرجيب يستذكر رواية «اللص والكلاب» باعتبارها نموذجا من الرواية البوليسية العربية الراقية، غير أنها برأيه تستند على دفع المجتمع والبيئة بعض الأفراد لارتكاب جرائم، وأن الجريمة نتيجة ظلم اجتماعي.
ولا يستهين الرجيب بشأن الرواية البوليسية قائلا «فهذا النوع من الروايات يحتاج إلى ذكاء استثنائي من الكاتب وقدرة على التشويق قد لا تتوفر في بعض الرويات الأخرى».
تراث مفقود
من جهته يقر الروائي أمير تاج السر أن الرواية البوليسية من أقدم فروع الكتابة في الغرب، ويتابع «هناك كتاب حققوا فيها انجازات كثيرة مثل أجاثا كريستي، والسويدي هيننغ مانتل، وقد ابتكر هؤلاء لكتاب شخصيات أصبحت حية في أذهان الناس».
لكنه يرى بالمقارنة أن انشغالات الروائي العربي مختلفة تبعا لظروف العملية الابداعية يقول «بالنسبة لنا، لا توجد خامات كافية لكتابة رواية بوليسية، لا توجد إيحاءات حقيقية، ولا نظام تحرٍ منظم، وبالقطع لا يوجد تراث لمثل هذه الكتابة يمكن البناء عليه. مثل تلك الرواية في الأغلب لو كتبت، فهي رواية جماهيرية أو رواية تسلية بكل المقاييس ولا تناسب طموح الكاتب العربي الذي يكتب بلغة رفيعة وخيال ويستوحي من الأسطورة والتاريخ وغيره، لذلك حتى لو أراد أحد أن يكتب، فلن ترضيه كتابته في هذا الموضوع. الناقد لا أعتقد أنه يتعامل مع هذا النوع من الكتابة، هو أيضا نوع لا يرضي طموحه، ولا طموح أدواته النقدية، ولأن رجل البوليس ضرورة من ضرورات المجتمع فهو يظهر أحيانا في الرواية العربية، ويظهر في الغالب بحقيقته العادية نفسها، وشخصية ثانوية لا تحتل مساحة كبيرة من النصوص.

المخبر السري الغربي...المعرفة أولا

المخبر العربي ...و أدوات التحقيق الخفية
التعديل الأخير: