ماذا علمتنى الحياة ؟؟ للدكتور جلال امين

إنضم
16 يوليو 2010
المشاركات
4,416
مستوى التفاعل
3
النقاط
0








"منذ سنوات كثيرة، رأيت فيلماً بولندياً صامتاً لا يزيد طوله على عشر دقائق، ظلت قصته تعود إلى ذهنى من وقت لآخر، وعلى الأخص كلما رأيت أحداً من أهلى أو معارفى يصادف فى حياته ما لا قِبَل له برده أو التحكم فيه.
تبدأ القصة البسيطة بمنظر بحر واسع، يخرج منه رجلان يرتديان ملابسهما الكاملة، ويحملان معاً، كل منهما فى طرف، دولاباً عتيقاً ضخماً، يتكون من ثلاث ضلف، وعلى ضلفته الوسطى مرآة كبيرة. يسير الرجلان فى اتجاه الشاطئ وهما يحملان هذا الدولاب بمشقة كبيرة، حتى يصلا إلى البر فى حالة إعياء شديد، ثم يبدآن فى التجول فى أنحاء المدينة وهما لا يزالان يحملان الدولاب. فإذا أرادا ركوب الترام حاولا الصعود بالدولاب وسط زحام الركاب وصيحات الاحتجاج، وإذا أصابهما الجوع وأرادا دخول مطعم، حاولا دخول المطعم بالدولاب فيطردهما صاحب المكان.
لا يحتوى الفيلم إلا على تصوير محاولاتهما المستميتة فى الاستمرار فى الحياة وهما يحملان دولابهما الثقيل، إلى أن ينتهى بهما الأمر بالعودة من حيث أتيا، فيبلغان الشاطئ الذى رأيناه فى أول الفيلم، ثم يغيبان شيئاً فشيئاً فى البحر، حيث تغمرهما المياه وهما لا يزالان يحملان الدولاب.
منذ رأيت الفيلم وأنا أتصور حالى وحال كل من أعرف وكأن كلاً منا يحمل دولابه الثقيل يأتى معه إلى الدنيا ويقضى حياته حاملاً إياه دون أن تكون لديه أية فرصة للتخلص منه، ثم يموت وهو يحمله. على أنه دولاب غير مرئى، وقد نقضى حياتنا متظاهرين بعدم وجوده، أو محاولين إخفاءه، ولكنه قدر كل منا المحتوم الذى يحكم تصرفاتنا ومشاعرنا واختياراتنا أو ما نظن أنها اختياراتنا، فأنا لم أختر أبى وأمى أو نوع العائلة التى نشأت بها، أو عدد إخوتى أو موقعى بينهم، ولم أختر طولى أو قصرى، ولا درجة وسامتى أو دمامتى، أو مواطن القوة والضعف فى جسمى وعقلى. كل هذا على أن أحمله أينما ذهبت، وليس لدىّ أمل فى التخلص منه."


كانت هذه القصة البسيطة الحكيمة البليغة هى نهاية المقدمة التى كتبها الدكتور/ جلال أمين، أستاذ الاقتصاد، وابن الكاتب الكبير أحمد أمين، لمذكراته الشخصية، أو سيرته الذاتية والتى أسماها "ماذا علمتنى الحياة؟".


وقد قسم الدكتور جلال أمين سيرته الذاتية إلى (19) قسم، و أعطى لكل قسم منهم عنوان يعبر عنه وعن المرحلة التى سيتحدث فيه عنها من حياته. وعناوين هذه الأقسام هى: (ولادة متعسرة – أبى وأمى – مذكرات أبى عن أمى – البيت – الإخوة السبعة – أصدقاء الصبا – مباهج الصبا – الجامعة – البعث – البعثة – ثورة يوليو – عين شمس – الكويت – لوس أنجلوس – الجامعة الأمريكية – ماذا حدث للمصريين؟ – التراثيون الجدد – المرض و الشيخوخة – البدايات و النهايات).

يقول فى التمهيد انه كتب تلك المذكرات على فترات ثم اعاد قرأتها مرة اخرى فاستبعد منها اجزاء وحوادث واستبعد ايضا منها اسماء
اذ ربما ذكر الاسماء يسبب لاصحابها حرج .. وان الفائدة فى ذكر الحادثه نفسها وليس فى ذكر صاحبها ..
وساقوم هنا بالحديث عن بعض ماورد فى الكتاب وفق مافهمته انا وليس شرطا كما اراده الدكتور جلال امين نفسه
الاسرة
يقول لنا الدكتور جلال ان والده هو العالم الازهرى والقاضى الشرعى احمد امين صاحب الكتب والتصانيف
وانه تزوج من فتاة لم يرتبط بقصة حب معها قبل الزواج بل هو زواج
صالونات .

وكان نتيجة هذا الزواج هو 10 ابناء مات اثنين منهما وكان اخر الابناء مولداذكرا هو الدكتور جلال امين وكان الاب رافضا للطفل الاخير وحاول انزاله وذهب بزوجته الى دكتور ايطالى وكانت الزوجه رافضة انزل هذا الطفل وقد حاولت إثناء زوجها عن ذلك
لدرجة انه اخذها مرة لموعد حدده مع الدكتور وعندما جاء الترام ركبت فى الجزء المخصص للحريم وركب هو الجزء المخصص للرجال
وعندما نزل فى المحطه وجد ان زوجته قد غادرت الترام وذهبت الى البيت .. فيصر الزوج لاخذ زوجته للدكتور مرة اخرى ولاتجد مفرً هذه المرة
ويعانى الدكتور فى محاولة الكشف عليها فيخرج للزوج ويقول له باللغه العربية ذات اللكنه الاجنبية (( خبيبى أيزه تخبل تخبل مش ايزه تخبل ماتخبلش .. هى خُره ))

يقول الدكتور جلال انه عندما شرع فى كتابة هذه المذكرات تذكر النحات الذى يقف امام قطعه من الرخام ليزيل عنها بعض القطع ليظهر المضمون , وفى نهاية عمله نكون امام عمل جيد .. وهكذا حياة الانسان وذكرياته يجب ان نزيل عنها بعض الاشياء الغير ضروري
حتى نصل الى المضمون الخاص بالانسان
يقص لنا الدكتور عن اهتمام ابيه بتعليمهم واصراره على ضرورة تعلمهم لغة اجنبيه حيث عانا الوالد فى تعليم نفسه بنفسه لغة اجنبية وهو فى سن الثلاثينات ..
ايضا يرى الدكتور ان القيم الاخلاقية والعقلية لايصنعها التعليم انما تصنعها الاسرة والبيئة
يحدثنا الدكتور على ترتيب الابناء فى الاسرة وماقد يحتله الابن الاكبر والاصغر من بعض المميزات دون الابناء الاخرين دون منطق فى هذا التفضيل .
يروى لنا انه كان يعيش فى بيت يمتلكه والده وكانت الام تدخر جزء من المصروف فى دفتر بالبوسطة وكانت تبرر طلبها لمزيد من المصروف بأن الحياة اصبحت غالية والاسعار زادت
وكان الاب يعلم بقيامها بتحويش جزء من المصروف ولكنه لايرى بأس من ذلك ....وقد فاجئت الاب ذات يوما بانها تدخر حوالى 400 جنيه وتطلب من الاب شراء نصف البيت الذى يمتلكه ويعيشون فيه مقابل هذا المبلغ فيوافق الاب رغم ان نصف البيت يساوى اكثر من ذلك
تستمر الام فى الادخار وتطلب من الاب بعد مرور فترة من الزمن شراء النصف الاخر من البيت ويوافق الاب مرة اخرى .. ثم تتندر الام مع الاب فى جلسات الصفاء عندما يجلسون فى حديقة البيت بانه يعيش دون ايجار فى بيت كبير بجنينه بها اشجار جوافه
ومانجو ويقرر الاب منح الزوجه عشرون جنيها ايجارا للبيت ثم من فترة الى اخرى كانت تطالب الزوج بزيادة الايجار بحجة ان الدنيا غليت
يسجل الاب مذكراته وعندما يريد ان يكتب شئ عن زوجته ويخشى ان تراه فيجرح مشاعرها يسارع الاب بكتابته باللغه الانجليزية
يحدثنا عن افتتان الشباب بالموسيقى الوافده الى المجتمع المصرى بعد الحرب العالمية الثانية
وهى موسيقى الروك وغيرها ... ثم يدلف بنا الى قيام الثورة وفرحته بها مثله مثل باقى الشباب ويحدثنا عن ازمة مارس 54 واقالة اللواء محمد نجيب وخروج المظاهرات الرافضة لذلك ثم اعادة نجيب مرة اخرى ثم عزله بعد ذلك وتحديد اقامته فى فيلا زينب الوكيل بضاحيةالمرج ..
يحصل الدكتور جلال امين على الثانوية العامة ويلتحق بكلية الحقوق وهناك يتعرف على مجموعة من الطلبة اللبنانين والعراقيين ويسمع لاول مرة منهم عن العروبة والوحدة العربية
ويعلم انهم ضمن حزب البعث الذى اسسه ميشيل عفلق فى عام 1942 فيروق له هذا الفكر وخصوصا انه يحدث تكامل اقتصادى بين الدول العربية .. ويقابل الدكتور جلال ميشيل عفلق فى زياراته للقاهره فى احد الفنادق المطلة على النيل خلال زياراته المتكرره لمصر
ثم يقرر حزب البعث ان يكون الدكتور جلال امين هو احد نواته فى القاهرة لتأسيس فرع له فى مصر ....
ايضا يحدثنا على اساتذه فى كلية الحقوق والتى كان من بينهم استاذة مادة الشريعة الاسلامية واعجابه بهم وكان على رأسهم الشيخ محمد ابو زهرة والشيخ على الفيل حيث يمثلون العلم الازهرى بقوته
وزيه التقليدى الجبه والعمامة .. ولكن هؤلاء العلماء لايجدون الترحيب فى كلية الحقوق حيث ان اغلب دكاترتها علمانين .. ومايلاحظه الدكتور جلال هو ان استاذ المادة يجلس على المنصة ويلقى محاضرته من خلال الميكروفون ولايوجد بينه وبين الطلبة اى حوار .
يحصل الدكتور جلال على ليسانس الحقوق و يستطيع والده توفير فرصة لابنه لتحضير درجة الماجيستر والدكتوراه فى الخارج ( انجلترا ) ويسافر الدكتور للحصول على درجة الماجستير ويقيد له

الله دكتور اقتصاد من افضل ماانجبت انجلترا ..
فى ذلك الوقت كانت الافكار الاشتراكية والماركسية تملئ عقل الدكتور جلال ويحاول نقاش مشرفه على رسالة الماجيستير حولها ولايمنعه استاذه من ذلك بل يستمع اليه ويحيله الى بعض الكتب التى يجب ان يقرأها وشيئا فشيئا يتخلى الدكتور جلال عن ايمانه الكامل بتلك الافكار ..... يحصل على درجة الماجستير ويعود للقاهرة فى اجازة ويذهب الى كلية حقوق عين شمس فرحا بالماجستير ويظن ان الكلية ستفرش له الرمال وتقيم له الافراح .. وفى مقابله كريمة مع عميد الكلية يستمع له بتبسط بل يدعوه لتناول الغذاء معه ويجلس يستمع له لمده اربع ساعات .. يقول الدكتور جلال انه عندما يتذكرذلك – فيما بعد- يعترف بان العميد كان كريما جدا معه وصبورا جدا لانه جلس يستمع الى هذا الهراء طول هذا الوقت.

يقوم الدكتور برحلة الى المانيا الشرقية والغربية يجد ان الوجوه فى المانيا الشرقية مجهدة وان الشباب شاخ قبل الاوان والحياة فقيرة جدا ومع هذا فان السلع متوافرة وقد يقوم الشخص بشراء السلع
من المانيا الشرقية ويبعها فى المانيا الغربية حيث ان السلع فى المانيا الشرقية مدعمة .. يلحظ الدكتور الفرق بين الشرقية والغربية فالحياة فى المانيا الغربية شئء اخر تماما من الرفاهية .

يعود الدكتور الى انجلترا للحصول على درجة الدكتوراه تحت اشراف استاذه امريكية كانت تهتم باقتصاديات الشرق الاوسط .. ويقول عنها انها ضحلة الفكر لاترتقى الى مستوى استاذه ومشرفه فى درجة الماجستير . وعند اقتراب انهاء رسالته يحضر الى انجلترا شاب ضمن البعثة التعليمة ويساعدة الدكتور جلال على ايجاد شقه يعيش فيها ولكنه يتحدث معه فى أمور السياسه المصرية ويبدى له وجهة نظره فى بعض الامور التى يعترض عليها ويصل تفاصيل هذا الحديث الى مدير البعثات ويستدعيه ويساله عما دار مع هذا الوافد الجديد ويعلم لحظتها ان هذا الشخص يتبع المباحث العامة والمخابرات المصرية وهنا يتأكد الدكتور جلال اننا نعيش فى ظل دولة بوليسيه امتدت الى
الخارج عبر الالف الاميال ....

ايضا يسرد االدكتور عدة امثلة عن تلك الدولة بانه تعرض لتحقيق على المركب عندما عاد الى مصر وهو يحمل درجة الدكتوراه .. ويذكر انه تلقى دعوة من انجلترا لحضور احدى المؤتمرات وحاول الحصول على تصريح سفر الا انه وجد نفسه ممنوع من السفر فوسط الاستاذ خالد محى الدين لحل تلك الازمه وفى مقابله مع وزير الداخلية حينها شمس بدران
فتح شمس بدران ملفه وبمجرد ان نظرفيه تغير وجهه ورفض ان يمنحه التصريح لانه كان متهما بانه بعثى الفكر ثم بعد ذلك باسبوع اتصل به الاستاذ خالد محى الدين واخبره باستخراج تصريح السفر له ..ايضا يروى لنا ان الجميع كان يتجسس على الجميع فالرجل يجسس على الابناء والابناء تتجسس على الاب والام .. لدرجة انه كان يجلس فى مكتبه يتحدث مع استاذ كان غاضبا جدا من النظام ودخل الفراش ووضع القهوة وفى تلك المسافه بين تقديم القهوة وخروج الفراش كان الحديث وصل لدى اجهزة الامن .
ينقلنا بعد ذلك للحديث عن الحياة الجامعية ومافيها ويروى لنا عن الطلبة والاساتذه
يحدثنا عن الطالب الذى يحاول ان يغش فى الامتحان وعن الاستاذ الذى يحاول جمع المال باى طريقة عن طريق الكتب الجامعية وعن الاستاذ الذى يتوسط لدى الاساتذه حتى تنجح زوجته الطالبة بالكلية والتى قررت تكملة تعليمها عد سنوات طويلة من الجلوس فى البيت ..
 
التعديل الأخير:
إنضم
16 يوليو 2010
المشاركات
4,416
مستوى التفاعل
3
النقاط
0

الدكتور جلال أمين




كما يروى لنا عن ان كلية الحقوق بجامعة عين شمس قررت ان تدرس مقرر جديد باللغةالفرنسية وجلس اثنين من الاساتذه يتصارعان للحصول على تدريس هذا المنهج من اجل مايدره الكتاب من ربح .. ويُكتشف فى الاجتماع ان الاثنين لايجيدان اللغة الفرنسية

ايضا يحدثنا عن حبه لبعض الاساتذه الاجلاء مثل الدكتور حلمى مراد او عميد الكلية ذى المبادئ الجامعية والذى رفض ان تزور نتيجة الامتحانات من اجل نجاح زوجة احد الاساتذة

وايضا يذكر لنا عن حديثا عن رفعت المحجوب وسلوكه الوصولى من الاتحاد الاشتراكى حتى وصوله الى منصب رئيس مجلس الشعب ونهايته المآساوية ..ايضا يحدثنا عن الفارق بين ان تكون استاذا فى الجامعة الامركية وبين ان تكون استاذا فى حقوق عن شمس والفرق بين الطلبه هنا وهناك وجمال الفتيات فى الجامعه الامريكية والذى يبرزنه باللبس والميكاب وتسرحية الشعر بينما طالبة الجامعه الحكومية لديها نفس الجمال ولكن لاتسطيع ابرازه لضيق ذات اليد .. وان الطالب فى الجامعة الامريكية يستمتع بيومه بالجامعه فيقضى معظم وقته بها فلديه المكتبه ولديه كافيتريا راقيه ولديه جناين جميلة ولديه سينما ومسرح بينما طاالب الجامعة الحكومية ليس لدية كل ذلك فيسارع بالخروج من الجامعة او لايذهب اليها اصلا ....

يحدثنا الدكتور جلال عن اصدقاء الصبا من خلال دعوة تلقاها من صديق استطاع ان يجمع اغلب الاصدقاء بعد سنوات طويلة .. كان الدكتور جلال مر عليه سنوات طويلة لم يراهم
وفى اثناء اللقاء يجد ان اغلبهم لم تتغير طباعة رغم علامات الزمن الواضحه على وجههم
فكان هناك زميل دائم اللعب فى الفصل وهوايته عمل الطيارات الورقية وكان دائما يلقى التعنيف والتعذير من المدرسين وفى احدى رحلات الدكتور بالطائرة يجد صوت كابتن الطائرة يرحب بالمسافرين ويذكر اسمه فى النهاية فيتذكر الاسم ويدلف الى كابينة الطائرة ليجد ان كابتن الطائرة هو زميلة صاحب الطيارات الورقية ... ايضا كان لهم صديق شديد البخل وطلب منه مقبوله على وضعه هذا , وجده ايضا فى الحفله
بعد رجوعه من امريكا وعمله بها استاذا
فى كلية الهندسه وجمع مبلغ لابأس به من المال وقد تملك شقه فى المعادى على النيل ولكنها تخلو تماما من اى لمسه فنيه او جمالية لاتوجد تابلوهات على الحوائط وكل مايوجد بالشقة هو اثاث لضروريات الحياة كما انه يعيش حالة من الاستغرب كلما جاءت سيرة ان فلان كون ثروة مقدارها كذا ... ويعلق الدكتور جلال بان الانسان عندما يكون بخيل او كانزا للمال فانه لايحقق ثروتة طائلة لان كل جنيه يحصل عليه يراه فى نظره مبلغا كبيرا .




يحمل الدكتور جلال امين كثيرا من النقد للتجربة الناصرية ولكنه يقول ان عيوب جمال عبد الناصر عندما نظر اليها فى عصر السادات وجدها مميزات بالمقارنة الى عيوب السادات
فقد اصابته الصدمة عندما تحدث السادات عن السلام بعد اسبوعين فقط من حرب 73 كما انه ينتقد الانفتاح الاقتصادى الذى قام به السادات ويقول عنه انه انفتاح السداح مداح كما سماه الكاتب الكبير احمد بهاء الدين .. كما يقول ان مساحة الحرية التى منحها السادات كانت باتفاق مع الامريكان حتى يجعل الشعب يكفر بالتجربة الناصرية كلها .. فعندما تولى السادات الحكم قال انه يسير على خط عبد الناصر وعندما انقلاب على سياسات عبد الناصر كان يتندر الشعب بان السادات يسير على خط عبد الناصر ولكن باستيكه ليمحو مافعله عبد الناصر
فى يناير 1972يلقى الدكتور جلال محاضرة فى مؤتمر اقتصادى وتلقى الثناء يترتب عليها
ان يتلقى دعوة للعمل فى الصندوق الكويتى وبعد تردد ورفض يقبل العمل وخصوصا ان العمل فى الصندوق سيوفر له مبلغا من المال يجعله يعيش حياة كريمة .. ويرى ان الصندوق الكويتى بما له من رأس مال كبير يستطيع ان يحدث نهضة اقتصادية وتكامل فى الوطن العربى ولكنه يصدمنا بان الصندوق يتبع سياسات البنك الدولى فى اتجاهاته ..
ينتقل الدكتور للعيش فى دولة الكويت لمدة اربعة سنوات ونصف ويجد ان الحياة هناك فى غاية الراحة .. لاتوجد مشاكل فى اى شئ فكل ماعليه هو ان يكلف او يعطى مندوب البنك
اوراقه او مايحتاجه ليتولى المنودب انهائها .. يحدثنا الدكتور عن امرا غريبا فيقول ان الحياة الرغدة والهادئة لاتساعد على الابداع كما ينبغى فالجسد زاد وزنا والعقل ترهل عن التفكير
فانت عندما تقع تحت ضغط نفسى فانك تهرب الى سماع اغنية او سيمفونية او قطعة موسيقى او انك تهرب من ضغط الحياة الى تأليف كتاب او كتابة بحث .. ولكن الحياة فى الكويت والعمل فى الصندوق الكويتى من الرفاهية بمكان لاتجعلك تفعل ذلك ...
يذههب الدكتور الى رحلة عمل لمدة 21 يوم يزور خلالها 7 دول فيروى لنا عن اطباعة عن هذه الدول سواء كانت اندونسيا او تايلاند او باكستان وغيرها من الدول التى زارها
يأتى الى الدكتور جلال دعوة للتدريس فى احدى جامعات امريكا ويقول لنا عندما تضع قدمك
على الارض الامريكة تشعر بانك انتقلت الى كوكب اخر فالنظام والحياة اعدت لان يعيش فيها الانسان المتوسط والغبى والذكى والغنى .. ولكن لاأحد يهتم باحد .. فالحياة هناك باردة والكل يعمل من اجل دولار زيادة فى دخله ...فهناك تفتقد دفء الحياة التى تشعر بها فى مصر .



يقول د.جلال أمين: “لازلت أشعر ببعض الألم ووخز الضمير حتى الآن، كلما تذكرت منظر أبى وهو جالس فى الصالة وحده ليلا، فى ضوء خافت، دون أن يبدو مشغولا بشئ على الإطلاق، لا قراءة ولا كتابة، ولا الاستماع إلى راديو، وقد رجعت أنا لتوى من مشاهدة فيلم سينمائى مع بعض الأصدقاء. أحيى أبى فيرد التحية، وأنا متجه بسرعة إلى باب حجرتى وفى نيتى أن أشرع فورا فى النوم، بينما هو يحاول استبقائى بأى عذر هروبا من وحدته، وشوقا إلى الحديث فى أى موضوع. يسألنى أين كنت فأجيبه، وعمن كان معى فأخبره، و عن اسم الفيلم فأذكره، كل هذا بإجابات مختصرة أشد الاختصار وهو يأمل فى عكس هذا بالضبط. فإذا طلب منى أن أحكى له موضوع الفيلم شعرت بضيق، و كأنه يطلب منى القيام بعمل ثقيل، أو كأن وقتى ثمين جدا لا يسمح بأن أعطى أبى بضع دقائق”.
ويحاول الدكتور جلال أمين أن يفسر سبب تصرف الأبناء بهذا الشكل تجاه آبائهم، و عدم تفهمهم أو تقديرهم لهذه الإحتياجات، فيقول: “لا أستطيع حتى الآن أن أفهم هذا التبرم الذى كثيرا ما يشعر به شاب صغير إزاء أبيه أو أمه، مهما بلغت حاجتهما إليه، بينما يبدى منتهى التسامح وسعة الصدر مع زميل أو صديق له فى مثل سنه مهما كانت سخافته وقلة شأنه. هل هو الخوف المستطير من فقدان الحرية والاستقلال، وتصور أى تعليق أو طلب يصدر من أبيه أو أمه وكأنه محاوله للتدخل فى شئونه الخاصة أو تقييد لحريته؟ لقد لاحظت أحيانا مثل هذا التبرم من أولادى أنا عندما أكون فى موقف مثل موقف أبى الذى وصفته حالا، وإن كنت أحاول أن أتجنب هذا الموقف بقدر الإمكان لما أتذكره من شعورى بالتبرم و التأفف من مطالب أبى. ولكنى كنت أقول لنفسى إذا إضطررت إلى ذلك “إنى لا أرغب فى أكثر من الاطمئنان على ابنى هذا، أو فى أن أعبر له عن اهتمامى بأحواله ومشاعره، فلماذا يعتبر هذا السلوك الذى لا باعث له إلا الحب، و كأنه اعتداء على حريته واستقلاله؟””.
 

ليلو جبريت

New member
إنضم
16 أكتوبر 2010
المشاركات
15,884
مستوى التفاعل
155
النقاط
0
الإقامة
بين أوراقي
كلووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووش

:eh_s(9)::eh_s(9)::eh_s(9):


منووور القسم .............. منووور برجعتج

:eh_s(9)::eh_s(9)::eh_s(9):


وعن الكتاب هو في قائمة هالشهر

منوورة رحيل وموضوعج الحلوو منوور
 

وهج الحب

New member
إنضم
25 يوليو 2008
المشاركات
2,256
مستوى التفاعل
4
النقاط
0
السلام:
لقد فرأته من فترة واعجبتني سيرته وان جاء الكتاب ببعض المواقع رتيب ...لكنه يحتوي على معلومات تاريخية كانت تتخلل حياته ....
وهذا جزء تتم لحياته ...اشتريته من المعر وكان العام الماضي نصحني الموظف باخذه فعدت له السنه ..



وكما انه اشار في مذكراته لسيرة والدة فلا اعلم لماذا ملت للوالد فرغبت بان اقرأ كتابه فاخذته ايضا ...

 
إنضم
16 يوليو 2010
المشاركات
4,416
مستوى التفاعل
3
النقاط
0
وهج الحب
هلا وغلا وين هالغيبة ؟؟؟
كتاب حياتي لأحمد أمين قريته رائع ويونس فيه بعض المواقف المضحكة
ويصور تصوير دقيق حياة المصريين سابقا كأنج تشوفين فيلم أبيض وأسود
عجبني
وكنت بحط الكتاب بالموضوع بقول هذا ابوه وله كتاب بس نسيت
شكرا للاضافة وهووجة
وخلينا نشوفج
 
إنضم
16 يوليو 2010
المشاركات
4,416
مستوى التفاعل
3
النقاط
0
عادت ذكرياتي
هلا وغلااا
وشكرا للاطراء
نورتي



ليلووووو
لوووووووول وين النون هههه
منور بوجودج القسم والمنتدى كله
كسرتي خاطري بروحج بالقسم جان ارد:eh_s(22)::p
 
إنضم
2 أكتوبر 2009
المشاركات
1,225
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
عدتي يا رحيل والعود أحمد

منورة لووووووول

والكتاب رائع وباللستة ان شاء الله

بس عجبتني سالفة زوجته مأجرة البيت عليه خخخخخخ
 
إنضم
2 أكتوبر 2009
المشاركات
1,225
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
عدتي يا رحيل والعود أحمد

منورة لووووووول

والكتاب رائع وباللستة ان شاء الله

بس عجبتني سالفة زوجته مأجرة البيت عليه خخخخخخ
 

ليلو جبريت

New member
إنضم
16 أكتوبر 2010
المشاركات
15,884
مستوى التفاعل
155
النقاط
0
الإقامة
بين أوراقي
عادت ذكرياتي
هلا وغلااا
وشكرا للاطراء
نورتي



ليلووووو
لوووووووول وين النون هههه
منور بوجودج القسم والمنتدى كله
كسرتي خاطري بروحج بالقسم جان ارد:eh_s(22)::p


ياعمري والله فديتج يا الاصيلة
صج رايتج بيضة
الله لايحرمنا منج ولا يحرمج من حد :ggdw:
 

وهج الحب

New member
إنضم
25 يوليو 2008
المشاركات
2,256
مستوى التفاعل
4
النقاط
0
السلام:
الحين تعلموني ليش كل واحدة صورتها ايش كبر الا انا ما تسوتي صوري كبار لا وبعد لصارت ما تغيير خير شر ..

سوري طلعت من موضوعج بس صج صورتي تفشل صغنونه وحتى من الفشلة بغيت اشيلها خير شر صارت ما تروح
 
إنضم
16 يوليو 2010
المشاركات
4,416
مستوى التفاعل
3
النقاط
0
وهج
يمكن هي اصلا صغيرة الصورة


سمسة كويتية
حياااج

بنوتة طموحة
شفتي شلون الحريم كيدهن عظيم حتى في السابق
بس مدري شلون سمح لها لو انا منه ما اعطيها شي
والنور نورج
 
إنضم
16 يوليو 2010
المشاركات
4,416
مستوى التفاعل
3
النقاط
0
زوجي توأم روحي
النور نورج يا الغلا وماتفقدين غالي

ليلووووو
تشكرات