متى يصبح خطا طفلك مرضيا ؟

white ro0oz

مراقبه عامه
إنضم
24 يونيو 2015
المشاركات
28,528
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
متى يصبح خجل طفلك مرضيا؟
بقلم / د. سمية حسام


إن التفاعل البناء والاتصال الاجتماعي الجيد مع الآخرين من صفات الأشخاص الناجحين والمحبوبين ،وهو كذلك مما ينمى شخصية الطفل ويزيد من ثقته بنفسه ومن ثم بالعالم المحيط به. ومن أهم معوقات هذا التفاعل: الخجل! فماذا تعرف عنه وعن درجاته ومظاهره؟ وكيف تعالج طفلك الخجول؟

الخجل:

لقد وجد الباحثون أن الخجل ينتشر انتشارا واسعا بين الأطفال ، وهو يظهر بشكل طبيعي في السنوات الأولى من العمر، ولا يقتصر الخجل على الأطفال الصغار فقط؛ بل إن حوالي 40% من المراهقين والراشدين يصفون أنفسهم بأنهم خجولين وغير قادرين على الاتصال الاجتماعي المناسب مع الآخرين. وهناك درجات من الخجل تصل في أقصاها إلى الخجل المرضى.


مظاهر الأطفال الذين يعانون من الخجل المرضى:

أثبت العديد من الدراسات أن الأطفال الذين يعانون من الخجل المرضى:

غالبا ما يتجنبون غيرهم، مما يجعلهم متحفظون وغير واثقين بأنفسهم أو بالآخرين.
حساسون من أنفسهم ولا يقدمونها بشكل جيد.
يشعرون بعدم الارتياح الداخلي، ويعانون غالبا من أعراض القلق.
يرغبون في الابتعاد عن المواقف الاجتماعية.
غالبا ما تعوزهم المهارات الاجتماعية، فهم لا يبدون اهتماما بالآخرين ولا يتصلون بهم إرسالا أو استقبالا بشكل جيد، ولا يظهرون تعاطفا مع الغير.
كل ذلك يحول دون أن يرى الآخرون الصفات الجيدة لديهم ،فلا يُسعى إليهم من قبل المعلمين أو الرفاق.

خطوات علاج طفلك الخجول:

إذا كانت طفلك أو طفلتك يعانى من الأعراض السابقة أو بعضها، فالخطوات التالية ستساعدك في تشجيع طفلك على تخطي خجله، والتعامل بشجاعة مع المواقف التي تواجهه:

أولا : علمه المهارات الاجتماعية:

إن الكثير من الأطفال يحتاجون إلى تعلم المهارات الاجتماعية مثل: الذهاب إلى حفلة والتحدث مع مجموعة من الأطفال. فأم مودة كانت تأخذ طفلتها الخجولة من يديها للباب للترحيب بالزوار دون أن تطلب منها التحدث؛فأصبحت بعد فترة ترحب بالزوار بمفردها دون والدتها. وكما فعل والد سعاد الذي علم ابنته بعض الأسئلة التي توجهها للآخرين ،وأن تصغي بشكل جيد فيه تقدير للآخرين ؛فازدادت المحادثات بينها وبين غيرها من الأطفال. وقد قامت أم عبير بوسيلة رائعة مع طفلتها الخجولة ذات السبع سنوات ،فقد استخدمت دمى طفلتها في لعب مواقف اجتماعية مختلفة معها مثل : ” ماذا ستقول الدمية أو تفعل لو …”أو ” قامت الدمية بالتحدث مع أصدقائها فماذا قالت؟”. وقامت والدة مي باستخدام طريقة أخرى مع ابنتها ذات العشر سنوات وهى لعبة تمثيل الدور ؛فقامت مي بتمثيل اللقاءات الاجتماعية التي تحدث مع أصدقائها أو الغرباء وقامت بذلك مع والدتها وإخوتها ،وأمها تهمس في أذنها ببعض الاقتراحات إذا لم تعرف ماذا تفعل.

أينما كانت الطريقة فلابد أن يشعر طفلك بأنك تقف إلى جانبه وترغب في مساعدته ولا توجه إليه النقد؛ فبوسعك أن تكون فعالا في تغيير سلوك الخجل لديه.

ثانيا : تقليل حساسية ابنك وابنتك من الخجل:

فيمكن للطفل أن يتعلم أن المواقف الاجتماعية ليست مخيفة بالضرورة ،فيمكن أن ترتاح لها وتصبح أكثر اجتماعية في خطوات تدريجية منها:

استخدام مخيلة الأطفال مثل: تخيل ابنتك نفسها وهى تقوم بتحية شخص في حفلة وتزداد السلوكيات المتخيلة تدريجيا.
تجربة هذه السلوكيات واقعيا على نحو تدريجي ،على أن تكون المواقف الجديدة مثيرة للبهجة على قدر الإمكان مثل :تكليف طفلك بأعمال بناءة أثناء الحفل كتقديم الحلويات أو الترتيب مما يساعد على التغلب على الحرج.
تجنب وضع طفلك الخجول تحت الأضواء وتجنب توجيه الإطراء المفرط له أمام الآخرين.
ينبغي تعريض طفلك الخجول بشكل تدريجي إلى مجموعات أكبر من اللعب.
يمكن لطفلك أن يتصل مع الآخرين على نحو غير مباشر عن طريق الرسم.
علم طفلك استخدام تدريبات متنوعة مثل :النظر إلى المرآة ويصف نفسه أو يتحدث في موضوع معين فيتدرب على مهارات المحادثة.
استخدام أسلوب الهدف النقيض ؛كأن تظهر طفلتك لكل شخص كم هي خجلة فعلا، وعليها ألا تتحدث مع أي شخص مهما كان الأمر ،وعندما قام والد رزان بتجريب ذلك مع ابنته ،كانت النتيجة أن أصبحت الطفلة مسترخية وراغبة في التحدث مع الآخرين.
ثالثا : تشجيع الجرأة:

شجع طفلك على أن يطلب ما يريد بصراحة ،وأن يرفض عمل الأشياء التي لا يحبها.وأن يعبر عن مشاعره السلبية والإيجابية القوية نحو الآخرين بصراحة ،مما يجعله قادرا على تحمل مشاعر الآخرين السلبية. ويمكنه كذلك مساعدة الأطفال الأصغر منه.

ناقش مع طفلك بعد ذلك كيف يكون أكثر صراحة وفاعلية في مواقف الحياة اليومية ؛فإذا تحدثت طفلة أخرى كثيرا ،فإن طفلتك ممكن أن تتعلم أن تقول :”إن ما تقولينه جميل فعلا وعندي فكرة جيدة حول هذا الموضوع؟” ثم تمضى طفلتك وتعبر عن وجهة نظرها بطريقة سبقت أن تدربت عليها مع والديها في البيت.

رابعا : أشرك طفلك في مجموعات اللعب الموجه أو التدريب على المهارات:

عندما ينخرط الأطفال الخجولين في نشاط جمعية فإن بعض الحديث والتفاعل يحدث بشكل طبيعي ،ولكن عليك أن تكون جريئا في التحدث مع قائد المجموعة عن طفلتك؛ لتقديم المقترحات وتشجيع ابنتك على التفاعل والتعاون والمشاركة مع زملائه.

خامسا : علمه التحدث الإيجابي مع الذات:

إن واحدا من أكثر العناصر تدميرا في الخجل هو قناعة الفرد بأنه ذو (شخصية خجولة). فيمكنك أن تعليم طفلك أن السلوك الخجول هو ما يفعله الناس وليس من هم ،كما عليك أن تركز على مواطن القوة لديه ومميزاته المختلفة. وووضح له أن العبارات الإيجابية صحيحة وتساعدنا في أن نشعر على نحو أفضل ونتصرف بشكل مختلف، مثلا: “إنني طفلة جيدة فعلا” أو “سوف أقول ما اعتقده حتى لو لم يعجب بعض الناس”. وقد أخذ المعالجون النفسيون في الآونة الأخيرة يستخدمون بشكل متزايد أساليب مثل : “إعادة البناء المعرفي” وهو التدريب على التفكير الإيجابي وتجريب سلوكيات جديدة.

وأخيرا : المكافأة لتدعيم سلوكيات الشجاعة:

بعد تجريب هذه الأساليب بإذن الله ستجد طفلك يتحسن تحسنا كبيرا، ولا تنسى أنه سيكون تدريجيا وأن عليك أن تشجعه وتكافئه على تقدمه سواء كان ذلك بسبل مادية مثل : الهدية ،أو زيادة في المصروف ،أو رحلة كان يتمناها ،أو غير ذلك . أو مكافأة معنوية مثل : الثناء والمدح، أو التقبيل والاحتضان، هكذا. وأخيرا أغمره بمشاعر الحب والحنان في كل وقت.