- إنضم
- 24 مارس 2023
- المشاركات
- 605
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 16
مراجعة بحث ابن النفيس واكتشاف الدّورة الدّمويّة
الكاتب هو سلمان قطاية وهذه البحوث التى موضوعاتها أن هناك مكتشف قبل المكتشف المعروف هى حكايات وابحاث لا لزوم لها فالبشرية لا يمكن أن تكون عاجزة لملايين أو مليارات السنوات عن اكتشاف الدورة الدموية في جسم الإنسان
بالطبع الغرب نشر خرافاته بيننا بسبب البعثات الذين ذهبت لبلادهم وتعلمت هناك وعادت بالخرافات والأوهام بدل من العلم ومن ثم نشروا أراء الغربيين وأصبحت مسلمات في كتبنا الدراسية
الغريب أن الخرافات لم تظهر حقيقتها إلا بعد أن قرأ البعض كتب التراث القديمة في الطب
تناول الكاتب أن الغرب بث فينا أو بلادنا لم تكن سوى محرد نقلة لعلوم الأمم ألأخرى حيث قال :
"ظل العرب فترة طويلة لا يهتمون اهتماماً كلياً وجدياً بتراثهم العلمي، بل تركوا أمر العناية به إلى المستشرقين من مختلف أطراف المعمورة... فراح هؤلاء يجمعون المخطوطات في جامعاتهم وعواصم بلدانهم. وبدأ البعض منهم يكتب ويحقق وينشر.. ولكن وبكل أسف إذا ما تفحصنا النتاج الذي صدر عنهم وجدنا قسماً منهم مغرضاً يدس السم في الدسم.
وكانت نتائج دراساتهم عموماً هي: توزيع نتاج الحضارة العربية على الفرس والهنود والأتراك.. أو حتى على اليهود. ويزعمون أن دور العرب كان النقل فقط. أما فيما يخص تاريخ الطب العربي فالأمر ينطبق على ما ذكرناه فيؤكد ذلك ليون بينيه، وجاريسون، وبراون وغيرهم، ما عدا قلة نادرة أمثال الفرنسي لوسيان كلير.
وبدا العرب يهتمون بهذا التراث شيئاً فشيئاً وإذا بالأمر على غير ما قيل. ورغم هذا الاهتمام فلا تزل الجهود قليلة ومبعثرة وتحتاج إلى المزيد من العناية والبذل والعطاء على الصعيدين الفردي والدولي ومن أجل هذا أسس معهد التراث العلمي العربي بجامعة حلب، ومركز إحياء التراث العلمي العربي بجامعة بغداد، ومركز أبحاث التراث الإسلامي في مكة، ومعهد المخطوطات العربية في القاهرة. "
ونتيجة قراءة البعض للكتب الطبية القديمة اكتشف القوم أن ما ينسب لوليم هارفى من اكتشاف الدورة الدموية موجود في كتاب ابن النفيس وهو قبله بقرون حيث قال :
"واستطاع بعض العرب أن يبرهنوا على أن اكتشاف الدورة الدموية لا يعود إلى العالم الإنكليزي هارفي كما يدّعي علماء الغرب، بل إلى عالم عربي هو ابن النفيس وابن النفيس هو علي بن أبي الحزم علاء الدين بن النفيس القرشي (نسبة إلى قرية دمشق الدمشقي، ولد حوالي عام 607هـ/1210م، وكان يحكم دمشق آنئذ السلطان العادل سيف الدين أخو صلاح الدين الأيوبي وكان في دمشق في ذلك الحين عالم كبير جليل يدعى مهذب الدين عبد الرحيم علي الملقب بالدخوار. أمضى كل حياته في خدمة الطب والعلم وجعل بيته الكبير مدرسة طبية سميت بالدخوارية تخرج مها علماء كبار أمثال موفق الدين بن أبي أصيبعة وعلاء الدين بن النفيس.
وكان الدخوار يعنى بأمراض العيون في البيمارستان (المستشفى) النوري في دمشق ثم عينه السلطان سيف الدين رئيساً لأطباء دمشق.
نشأ ابن النفيس في جو علمي صحيح مبني على الخبرة والأصالة في التفكير والمناقشة الحرة المستمرة.
ونظراً لما كانت القاهرة تتمتع به، في ذلك الحين، من شهرة لما فيها من كبار العلماء الأطباء أمثال: علي بن رضوان وابن جميَّع، وإبراهيم ابن عيسى، والحسن برزيرك، وابن ميمون، وموسى بن عازار، وابن أبي حليقة، وضياء الدين البيطار.
وكل منهم علم من أعلام الطب والفلسفة والصيدلة.
فشد ابن النفيس رحاله إليها وانخرط في سلك أطباء السلطان ولم يلبث أن اشتهر فأصبح رئيساً للأطباء. وكان شديد الذكاء، عالي الهمة، كثير الإنتاج ويقال أنه عندما كانت تتملكه فكرة التأليف كان ينقض على القلم والورق ولا يزال يكتب حتى ينهي ما يريده، وكان يكتب دون انقطاع، كالسيل الجارف، ويحضَّر له مساعدوه أكداس الورق ويبرون له عدة أقلام حتى لا يتوقف عن الكتابة لبريها. ويروى أنه دخل الحمام ذات مرة ولكنه سرعان ما خرج وطلب ورقاً وقلماً وكتب، ولما أنهى ما كان يريد أن يكتبه عاد إلى الحمام فاغتسل.
ولقد ألَّف من الكتب الشيء الكثير ومن أهمها: كتاب "الشامل في الطب" ويقال أن الأصل يقع في ثلاثمائة سفر، بيض منها ثمانين، وكتاب شرح فصول بقراط، وشرح تشريح جالينوس، والموجز و"شرح تشريح القانون" أي شرح ما جاء في كتاب القانون للشيخ الرئيس ابن سينا حول علم التشريح. وهو كتاب هام جداً نظراً لأنه وضع فيه آراء جديدة ومكتشفات هامة وانتقد كل ما جاء قبله.
وله كتب أخرى عن الفلسفة والمنطق وأصول الحديث. لأن العرب كانوا لا يطلقون اسم الطبيب إلا على من تعلم الطب وأتقن الفلسفة، أما إذا اقتصر علمه على الطب سمي: متطبباً لا طبيباً.
وتوفي ابن النفيس في القاهرة وقد جاوز الثمانين وذلك اثر مرض أقعده مدة ستة أيام وكان ذلك عام 687هـ/1288م."
وفيما سبق قص الكاتب علينا حياة ابن النفيس وأما الكتاب الذى ورد فيه شرح الدورة الدموية فهو كتاب تشريح التشريح وقد اكتشفه طبيب مصرى يدعى التطاوى فدرسه وكان من بين ما وجده فيه شرح الدورة الدموية فعمل على نشر ذلك وفى هذا قال :
"وكتاب شرح التشريح غير مطبوع حتى الآن، وتوجد منه نسخ مخطوطة: في المكتبة الظاهرية بدمشق، والمكتبة الوطنية في باريس، ومكتبة قصر الأسكوريال في إسبانيا، والمكتبة البودلية في أكسفورد بإنكلترا، ومكتبة جامعة برلين.
وظل هذا الكتاب راقداً على رفوف المكتبات. وذات يوم كان طبيب مصري شاب يدعى محي الدين التطاوي يطالع مخطوطات مكتبة برلين فعثر صدفة على المخطوط رقم 62243 وعنوانه "شرح تشريح القانون" فخطرت له فكرة دراسة المخطوط وتدبيج رسالة عنه ينال عليها شهادة الدكتوراه في الطب من جامعة فرايبورغ في ألمانيا حيث كان يدرس. وانكب على الدراسة بحماسة شديدة إذ تبين له أن ابن النفيس قد تحدث بوضوح عن الدورة الدموية... بل أكثر من ذلك بالإمكان القول بأنه هو مكتشف الدورة الدموية، فصاغ أطروحته بعنوان: "الدورة الدموية الرئوية تبعاً للقرشي"... ولكن أساتذته رفضوا تصديقه، وأمام إلحاحه الشديد، ونظراً لجهلهم باللغة العربية أرسلوا صوراً عن المخطوطة إلى المستشرق الألماني ماركس مايرهوف (1874-1945) وكان يقيم في القاهرة، ويتعاطى أمراض العيون.
فدرس ما يرهوف الموضوع وأرسل يؤيد أقوال التطاوي وبلَّغ المؤرخ جورج سارتون فأدرج الموضوع في آخر جزء من مؤلفه الضخم عن تاريخ العلوم. ونشر مايرهوف الكثير من المقالات حول هذا الموضوع.
أما الدكتور محي الدين التطاوي (1896-1945) فعندما عاد إلى بلاده عين طبيباً في الصعيد ولم تقدر مواهبه وكفاءاته وأعماله، وحدث أن هبت جائحة تيفوس على المنطقة التي كان فيها فأصيب وتوفي إثر إصابته...؟"
الكاتب هو سلمان قطاية وهذه البحوث التى موضوعاتها أن هناك مكتشف قبل المكتشف المعروف هى حكايات وابحاث لا لزوم لها فالبشرية لا يمكن أن تكون عاجزة لملايين أو مليارات السنوات عن اكتشاف الدورة الدموية في جسم الإنسان
بالطبع الغرب نشر خرافاته بيننا بسبب البعثات الذين ذهبت لبلادهم وتعلمت هناك وعادت بالخرافات والأوهام بدل من العلم ومن ثم نشروا أراء الغربيين وأصبحت مسلمات في كتبنا الدراسية
الغريب أن الخرافات لم تظهر حقيقتها إلا بعد أن قرأ البعض كتب التراث القديمة في الطب
تناول الكاتب أن الغرب بث فينا أو بلادنا لم تكن سوى محرد نقلة لعلوم الأمم ألأخرى حيث قال :
"ظل العرب فترة طويلة لا يهتمون اهتماماً كلياً وجدياً بتراثهم العلمي، بل تركوا أمر العناية به إلى المستشرقين من مختلف أطراف المعمورة... فراح هؤلاء يجمعون المخطوطات في جامعاتهم وعواصم بلدانهم. وبدأ البعض منهم يكتب ويحقق وينشر.. ولكن وبكل أسف إذا ما تفحصنا النتاج الذي صدر عنهم وجدنا قسماً منهم مغرضاً يدس السم في الدسم.
وكانت نتائج دراساتهم عموماً هي: توزيع نتاج الحضارة العربية على الفرس والهنود والأتراك.. أو حتى على اليهود. ويزعمون أن دور العرب كان النقل فقط. أما فيما يخص تاريخ الطب العربي فالأمر ينطبق على ما ذكرناه فيؤكد ذلك ليون بينيه، وجاريسون، وبراون وغيرهم، ما عدا قلة نادرة أمثال الفرنسي لوسيان كلير.
وبدا العرب يهتمون بهذا التراث شيئاً فشيئاً وإذا بالأمر على غير ما قيل. ورغم هذا الاهتمام فلا تزل الجهود قليلة ومبعثرة وتحتاج إلى المزيد من العناية والبذل والعطاء على الصعيدين الفردي والدولي ومن أجل هذا أسس معهد التراث العلمي العربي بجامعة حلب، ومركز إحياء التراث العلمي العربي بجامعة بغداد، ومركز أبحاث التراث الإسلامي في مكة، ومعهد المخطوطات العربية في القاهرة. "
ونتيجة قراءة البعض للكتب الطبية القديمة اكتشف القوم أن ما ينسب لوليم هارفى من اكتشاف الدورة الدموية موجود في كتاب ابن النفيس وهو قبله بقرون حيث قال :
"واستطاع بعض العرب أن يبرهنوا على أن اكتشاف الدورة الدموية لا يعود إلى العالم الإنكليزي هارفي كما يدّعي علماء الغرب، بل إلى عالم عربي هو ابن النفيس وابن النفيس هو علي بن أبي الحزم علاء الدين بن النفيس القرشي (نسبة إلى قرية دمشق الدمشقي، ولد حوالي عام 607هـ/1210م، وكان يحكم دمشق آنئذ السلطان العادل سيف الدين أخو صلاح الدين الأيوبي وكان في دمشق في ذلك الحين عالم كبير جليل يدعى مهذب الدين عبد الرحيم علي الملقب بالدخوار. أمضى كل حياته في خدمة الطب والعلم وجعل بيته الكبير مدرسة طبية سميت بالدخوارية تخرج مها علماء كبار أمثال موفق الدين بن أبي أصيبعة وعلاء الدين بن النفيس.
وكان الدخوار يعنى بأمراض العيون في البيمارستان (المستشفى) النوري في دمشق ثم عينه السلطان سيف الدين رئيساً لأطباء دمشق.
نشأ ابن النفيس في جو علمي صحيح مبني على الخبرة والأصالة في التفكير والمناقشة الحرة المستمرة.
ونظراً لما كانت القاهرة تتمتع به، في ذلك الحين، من شهرة لما فيها من كبار العلماء الأطباء أمثال: علي بن رضوان وابن جميَّع، وإبراهيم ابن عيسى، والحسن برزيرك، وابن ميمون، وموسى بن عازار، وابن أبي حليقة، وضياء الدين البيطار.
وكل منهم علم من أعلام الطب والفلسفة والصيدلة.
فشد ابن النفيس رحاله إليها وانخرط في سلك أطباء السلطان ولم يلبث أن اشتهر فأصبح رئيساً للأطباء. وكان شديد الذكاء، عالي الهمة، كثير الإنتاج ويقال أنه عندما كانت تتملكه فكرة التأليف كان ينقض على القلم والورق ولا يزال يكتب حتى ينهي ما يريده، وكان يكتب دون انقطاع، كالسيل الجارف، ويحضَّر له مساعدوه أكداس الورق ويبرون له عدة أقلام حتى لا يتوقف عن الكتابة لبريها. ويروى أنه دخل الحمام ذات مرة ولكنه سرعان ما خرج وطلب ورقاً وقلماً وكتب، ولما أنهى ما كان يريد أن يكتبه عاد إلى الحمام فاغتسل.
ولقد ألَّف من الكتب الشيء الكثير ومن أهمها: كتاب "الشامل في الطب" ويقال أن الأصل يقع في ثلاثمائة سفر، بيض منها ثمانين، وكتاب شرح فصول بقراط، وشرح تشريح جالينوس، والموجز و"شرح تشريح القانون" أي شرح ما جاء في كتاب القانون للشيخ الرئيس ابن سينا حول علم التشريح. وهو كتاب هام جداً نظراً لأنه وضع فيه آراء جديدة ومكتشفات هامة وانتقد كل ما جاء قبله.
وله كتب أخرى عن الفلسفة والمنطق وأصول الحديث. لأن العرب كانوا لا يطلقون اسم الطبيب إلا على من تعلم الطب وأتقن الفلسفة، أما إذا اقتصر علمه على الطب سمي: متطبباً لا طبيباً.
وتوفي ابن النفيس في القاهرة وقد جاوز الثمانين وذلك اثر مرض أقعده مدة ستة أيام وكان ذلك عام 687هـ/1288م."
وفيما سبق قص الكاتب علينا حياة ابن النفيس وأما الكتاب الذى ورد فيه شرح الدورة الدموية فهو كتاب تشريح التشريح وقد اكتشفه طبيب مصرى يدعى التطاوى فدرسه وكان من بين ما وجده فيه شرح الدورة الدموية فعمل على نشر ذلك وفى هذا قال :
"وكتاب شرح التشريح غير مطبوع حتى الآن، وتوجد منه نسخ مخطوطة: في المكتبة الظاهرية بدمشق، والمكتبة الوطنية في باريس، ومكتبة قصر الأسكوريال في إسبانيا، والمكتبة البودلية في أكسفورد بإنكلترا، ومكتبة جامعة برلين.
وظل هذا الكتاب راقداً على رفوف المكتبات. وذات يوم كان طبيب مصري شاب يدعى محي الدين التطاوي يطالع مخطوطات مكتبة برلين فعثر صدفة على المخطوط رقم 62243 وعنوانه "شرح تشريح القانون" فخطرت له فكرة دراسة المخطوط وتدبيج رسالة عنه ينال عليها شهادة الدكتوراه في الطب من جامعة فرايبورغ في ألمانيا حيث كان يدرس. وانكب على الدراسة بحماسة شديدة إذ تبين له أن ابن النفيس قد تحدث بوضوح عن الدورة الدموية... بل أكثر من ذلك بالإمكان القول بأنه هو مكتشف الدورة الدموية، فصاغ أطروحته بعنوان: "الدورة الدموية الرئوية تبعاً للقرشي"... ولكن أساتذته رفضوا تصديقه، وأمام إلحاحه الشديد، ونظراً لجهلهم باللغة العربية أرسلوا صوراً عن المخطوطة إلى المستشرق الألماني ماركس مايرهوف (1874-1945) وكان يقيم في القاهرة، ويتعاطى أمراض العيون.
فدرس ما يرهوف الموضوع وأرسل يؤيد أقوال التطاوي وبلَّغ المؤرخ جورج سارتون فأدرج الموضوع في آخر جزء من مؤلفه الضخم عن تاريخ العلوم. ونشر مايرهوف الكثير من المقالات حول هذا الموضوع.
أما الدكتور محي الدين التطاوي (1896-1945) فعندما عاد إلى بلاده عين طبيباً في الصعيد ولم تقدر مواهبه وكفاءاته وأعماله، وحدث أن هبت جائحة تيفوس على المنطقة التي كان فيها فأصيب وتوفي إثر إصابته...؟"