مرحبا بنات
اشلونكم ؟؟ شخباركم ؟؟
يبتلكم شرح حديث نهج الموحدين
نص الحديث الشريف
عن أبي العباس عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: كنت خلف النبي (صلى الله عليه وسلم) يوماً، فقال لي: "يا غلام إني أعلّمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفـظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لـم ينفعـوك إلا بشيء قـد كتبـه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضرّوك بشيء لم يضرّوك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفّت الصحف". (رواه الترمذي وقال: حسن صحيح)
مكانة الحديث الشريف:
هذا الحديث يتضمن وصايا عظيمةوقواعد كلية من أهم أمور الدين حتى قال بعض العلماء : تدبرت هذا الحديثفأدهشني .
شرح الحديث الشريف
احفظ الله :. يعني احفظ حدوده وحقوقه وأوامره ونواهيه .
وحفظ ذلك هو الوقوف عند أوامرهبالامتثال ، وعند نواهيه بالاجتناب ، وعند حدوده فلا يتجاوز ما أمر به إلىما نهى عنه ، فمن فعل ذلك فهو من الحافظين لحدود الله الذين قال الله فيهم : هذا ما توعدون لكل أواب حفيظ ، من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب .
وفُسِّر الحفيظ هنا بالحافظ لأوامر الله ، وبالحافظ لذنوبه ليتوب منها .
ومن أعظم ما يجب حفظه:.
ـ الصلاة -. الطهارة -. حفظ الإيمان ـ حفظ الرأس والبطن ـ حفظ اللسان
يحفظك :.يعني أن من حفظ حدود الله وراعى حقوقه حفظه الله فإن الجزاء من جنس العمل كما قال تعالى: "وأوفوا بعهدي أوفِ بعهدكم ".
وحفظ الله لعبده يدخل فيه نوعان من الحفظ :.
1 ـ حفظ له في مصالح دنياه : بحفظه في بدنه وولده وأهله وماله 0 ومن حفظ الله في صباه حفظه الله في حال كبره وضعف قوته ، وحوله وقوته وعقله .
ومن حفظ الله في الدنيا الحفظ من الهم والغم.
2 ـ حفظ الله له في دينه وإيمانه: وهو أشرف أنواع الحفظ ، فيحفظه فيحياته من الشبهات المضلة والشهوات المحرمة ، ويحفظ عليه دينه عند موتهفيتوفاه على الإيمان .
ففي الجملة أن الله عز وجل يحفظ على المؤمن الحافظ حدوده دينه ويحول بينهوبين ما يُفسد عليه بأنواع من الحفظ ، وقد لا يشعر العبد ببعضها ، وقديكون كارهاً لبعضها .
احفظ الله تجده تجاهك :. معناه أن من حفظ الله وراعى حقوقه وحدوده وجد الله معه في كل أحواله حيثتوجًّه يحوطه وينصره ، ويحفظه ويوفقه ويسدده ، بمعية الله الخاصة والعامة . قال تعالى :{ إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون } .فإذا حصل ذلك للعبد من الله استأنس به واستغنى به عن خلقه كما ورد في حديث : " أفضل الإيمان أن يعلم العبد أن الله معه حيث كان " فهذه المعية خاصة تقتضي النصر والتأييد والحفظ والإعانة".
إذا سألت فاسأل الله السؤال لله هو دعاؤه والرغبة إليه ، والدعاء هو العبادة وسؤال الله تعالى دون خلقه هو المطلوب ؛ لأن السؤال فيه إظهار الذل منالسائل والمسكنة والحاجة والافتقار ، وفيه الاعتراف بقدرة المسئول على دفعهذا الضرر وجلب المنافع ، ولا يصلح ذلك كله إلا لله .... .. واللهيُحب أن يُسأل والمخلوق بخلاف ذلك .
وفي حديث قال صلى الله عليه وسلم :" ليسأل أحدكم حاجته كلها حتى يسأله شسع نعله إذا انقطع "
وكان الصحابة يسقط سوط أحدهم وخطام ناقته فلا يسأل أحداً أن يناوله إياه .
قال الشاعر :
لا تسألنُّ بني آدم حاجةً وسَل الذي أبوابه لا تُحجَبِ
وإذا استعنت فاستعن بالله :.أي اللجوء للهوالاستعانة به في قضاء الحوائج ، فالاستعانة بالله دون غيره من الخلق ؛لأن العبد عاجز عن الاستقلال بجلب مصالحه ودفع مضاره ،ولا مُعين له علىمصالح دينه ودنياه إلا الله ، فمن أعانه فهو المُعان ، ومن خذله فهوالمخذول ، وقد ورد في الحديث :" احرص على ما ينفعك ، واستعن بالله ولاتعجز " .. ومن ترك الاستعانة بالله واستعان بغيره وكله الله إلى من استعانبه.
واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لـم ينفعـوك إلا بشيء قـد كتبـه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضرّوك بشيء لم يضرّوك إلا بشيء قد كتبه الله عليك،
المراد أن ما يصيب العبد فيدنياه مما يضره أو ينفعه فكله مقدر عليه ولا يصيب العبد إلا ما كتب له منذلك في الكتاب ، ولو اجتهد على ذلك الخلق كلهم قال تعالى :{ قل لن يصيبناإلا ما كتب الله لنا }. وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله :" إنلكل شيء حقيقة ، وما بلغ عبدٌ حقيقة الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكنليخطئه ، وما أخطأه لم يكن ليصيب".
وجميع ما سبق متفرع عن هذه الحقيقة ، فإن العبد إذا علم أنه لن يصيبه إلاما كُتب له من خير وشر وعلم أن الله هو الضار النافع أوجب ذلك على العبدتوحيد ربه ، وإفراده بالطاعة ، وحفظ حدوده ، وحتى في أمور السحر التييعتقد فيها العبد أن الساحر له منفعة ومضرة ، وأن بيده أن يغير شيئاً فإنهلا يستطيع أن يضر أو ينفع إلا بأمر الله
رفعت الأقلام وجفت الصحف :. كناية عن تقدمكتابة المقادير كلها والفراغ منها من أمدٍ بعيد ، وقد دلت على ذلك كثير منالآيات والأحاديث منها :{ ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا فيكتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير }.. وقوله صلى الله عليه وسلم :"إن أول ما خلق الله القلم ثم قال : اكتب فجرى في تلك الساعة بما هو كائنإلى يوم القيامة ".
ما يدعو الحديث إليه :
- الإقرار بوحدانية الله تعالى وتفرده
- الاعتماد المطلق على الله تعالى في كبير الأمور وصغيرها
- الاعتقاد التام بقدرة الله على تصريف الأمور وتقديرها
- الثقة المطلقة بأن النفع والضر بيد الله وحده دون غيره من العباد
- الاستعانة تكون بالله وحده والدعاء بالفرج يكون له تعالى
- الإيمان بالقدرخيره وشره وأن الإنسان مخير ضمن حدود ما قدر له
اللغويات :
الغلام : الطفل عندما يولد – الخادم وجمعها غلمان – أغلمة – غلمة والمؤنث غلامة
سأل : طلب استعطى - استدعى
الأمة : الجماعة – الجيل من الناس – الطريقة
كلمات : المقصود بها هنا أفعال
البلاغة :
- لم ينفعوك إلا بشيء : أسلوب قصر طريقته الاستثناء والنفي وغرضه التخصيص والتأكيد
قد كتبه : قد أفادت التأكيد
- رفعت الأقلام وجفت الصحف : كناية عن تقدمكتابة المقادير كلها والفراغ منها من أمدٍ بعيد
- يحفظك –تجده : أفعال مضارعة تفيد الاستمرارية والتجدد
- ينفعوك /لم ينفعوك- يضروك / لم يضروك : طباق سلب
- ينفعوك – يضروك : طباق إيجاب
دلالة بعض الكلمات :
- كنت خلف النبي : تعبير يدل مدى متابعة الصحابة للنبي وحرصهم على مرافقته
- غلام : يدل على حرص الرسول على التقرب والتحبب من أصحابه
- تجاهك : توحي بحجم معية الله للعبد الصالح