مقالات محمد الوشيحي,,,متجدد

رومــآ

New member
إنضم
14 أبريل 2010
المشاركات
1,765
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
...(بوسط عين احبابي )..
مرة يعجبني محمد الوشيحي خااصة عنده قدره على اختيار العنوان بس الحين صرت احب اقرا لتركي الدخيل
 

وبعديين

New member
إنضم
3 سبتمبر 2009
المشاركات
1,556
مستوى التفاعل
2
النقاط
0
الإقامة
في مكان حلو,,
رد : مقالات محمد الوشيحي,,,متجدد

آمال:
سحقاً لأم بندر
محمد الوشيحي
[email protected]

عيدكم مبارك...

أحياناً أحسد 'العجايز' (أقصد النساء الطاعنات في السن)، فالواحدة منهن اشترت دماغها وحفرت لها بئراً أسمتها 'عين الحسود'، وألقت فيها كل ما يسوؤها... ليش الكويت تتراجع وتتقهقر يا جدة؟ عين يا ولدي... خلاص، العين هي السبب، لا علاقة للفساد بالموضوع ولا للمسؤولين غير الأكفاء الذين عُيِّنوا بالترضية والمحاصصة، ولا حاجة إلى تقارير ديوان محاسبة ولا لجان تحقيق ولا ولا ولا، عين وخلاص، وكل واحد يروح بيتهم.

وفشل الدول مثل تساقط شعر منيرة... سببه العين. طيب لماذا لا تراجع منيرة طبيباً متخصصاً، فقد يكون الخلل في بصيلات شعرها؟ لا، هي ستراجع 'المطوّع' ليقرأ عليها ويزوّدها بـ'ماء مقري عليه، وزيت مقري عليه'، ويجب ألا تخرج منيرة أمام النساء ذوات الأعين الحارة.

وقبل سنوات، كانت الطائرة في الجو، تحلق بنا إلى أوروبا، عندما لفت نظري، أو لفت سمعي، صوت شخير لم تسمع أذني مثله من قبل، شخير يجمع بين حرفي 'الغين والباء'، غبغبغبغب، مصدره امرأة كبيرة في السن تجلس إلى جوار شاب يفصلني عنهما الممر، واضح أنها والدته، فالتفتَ إليّ وتبسّم بخجل: 'آسف، شخير الوالدة أزعجك؟'، فتبسّمت له: 'عادي، لكن كان الله في عون ركّاب الطائرة اللي تطير جنبنا'، وعلت ضحكاتنا، وعلا شخيرها، فالتفتّ إليه مداعباً: 'يبدو أن الوالدة تستعيد أيام الحرب العالمية الثانية، وتشارك في دك معاقل الحلفاء بالقنابل اليدوية'، وواصلنا الضحك، وبدأنا مسرحيتنا، لكن هجومها بالقنابل كان أعلى من صوت ضحكاتنا، وما هي إلا دقيقة، وإذا صوت شخيرها يتضاعف بطريقة مرعبة، لكن هذه المرة مع فواصل 'غب غب غب غب'، فشرحت له الأمر: 'والدتك حفظها الله، بعد أن أنهت الهجوم التمهيدي بالقنابل اليدوية، دخلت الآن مرحلة الهجوم بالدفعات الذي تعقبه مرحلة الحسم والهجوم البري الشامل'، ورحت أشرح له تطورات المعركة بحسب معلوماتي العسكرية الضئيلة، وطمأنته بأن العدو سيستسلم قريباً...

وشرح لي ابنها القصة: 'والدتي لم تنم إلا ساعات معدودة طوال الأيام التي سبقت السفر، لشدة هلعها ورعبها من الطيران، وهذا هو سبب إرهاقها وشخيرها المرعب، وهي مصابة بأمراض عدة، وترفض العلاج في المستشفيات، وتصر على العلاج عند مطوع، وبسببها تركتُ كل شيء وتفرغت للتنقل بها من مطوّع في الكويت، إلى آخر في 'الخفجي' إلى ثالث في الأردن، إلى رابع في عُمان، وكل رحلاتنا بالسيارة، إذ ترفض السفر بالطائرة رفضاً قاطعاً...'.

ويكمل: 'المشكلة هي أنني بعد سنين من اللأي والتعب استطعت إقناعها بالسفر للعلاج في المستشفيات المتطورة، لكنها اشترطت أن تحمل معها أكياس البلاستيك التي تحوي (الماي والزيت المقري عليهم)، فرفض موظفو حماية الطيران ذلك، وصادروا الأكياس لخطورة السوائل على الطيران كما تعرف، فغضبت الوالدة وكادت تتراجع عن فكرة السفر، فطمأنتها بأنها ستتسلم أكياسها بعد الوصول... الله يستر'.

أعطيته اسمي واسم الفندق وتوادعنا، وبعد أيام تلقيت اتصالاً منه والتقينا في مقهى، فسألته: 'بشرني عن أخبار قائدة الفيلق'، فقال وهو ينتزع كلماته انتزاعاً من بين ضحكاته: 'تخيّل، سألتها: يمّه ما رأيك بهذا البلد المنظم وحكومته التي وفرت للشعب هذه الحدائق والمتنزهات وأفضل المستشفيات ووو؟ فأجابتني: ما مرّت عليهم أم بندر'! ويضيف: قالت ذلك ثم توجهت بالدعاء إلى الله أن يحميهم من عينها.

سحقاً لأم بندر ولعينها التي لعبت في حسبة الكويت...
 

وبعديين

New member
إنضم
3 سبتمبر 2009
المشاركات
1,556
مستوى التفاعل
2
النقاط
0
الإقامة
في مكان حلو,,
رد : مقالات محمد الوشيحي,,,متجدد

آمال:
بين ياسر وراضي
محمد الوشيحي
[email protected]

معلش، المقالة هذه تتنقل من شارع إلى شارع، وكي تصل إلى شارع البساتين ستمر مُكرهة بشارع المجاري. والحديث عن دناءة المعمم الهارب، أو المُهَرَّب، ياسر الحبيب، وافتراءاته وطعنه في شرف أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهم، ومن قبلهم الرسول صلى الله عليه وسلم، يشبه السير في شارع مملوء بالقاذورات، أجلكم الله، فأغلقوا أنوفكم كلما مر ذكره.

هذا الدنيء استقى أفكاره من المجاري فلوّث العمامة التي يرتديها قبل أن يلوّث أي شيء آخر. وأتحدى أكبر مخرج أفلام خلاعة أن يتخيل ما يتخيله هذا الشاذ المقزز في خطبه ومحاضراته. سوّد الله وجهه.

يأتي هذا في وقت يتقدم فيه المعمم الشيعي الفاضل راضي الحبيب بكبرياء الواثق المتواضع نحو المسجد الكبير، ليشارك إخوانه السُّنة صلاتهم، لذا فالحديث عن راضي الحبيب كالتنقل ما بين بستان وروضة، فافتحوا أنوفكم وصدوركم لاستنشاق أزكى الروائح. ومن الظلم أن نضع الشيخ راضي في مقارنة مع الدنيء المنتن ياسر الحبيب، فالشوارع مختلفة.

خطوة الشيخ راضي الحبيب، أقصد مشاركته أهله السُّنة صلاة القيام في المسجد الكبير، تؤكد لنا أن الراحل العظيم السيد محمد حسين فضل الله لم يمت، وأن بذور أفكاره نبتت وتدلّت ثمارها... وكنا في لبنان لتصوير حلقات برنامجي المقبور 'مانشيت'، المخرج والزميل سعود العصفور، رئيس فريق إعداد البرنامج، وأنا، عندما خطر ببالنا استضافة السيد فضل الله في الغد للحديث عن تشرذم المسلمين، فاتصل الزميل سعود العصفور بمنزل السيد، وتحدث مع سكرتيره، فطلب سكرتيره إمهاله دقائق ليبلغ السيدَ الأمرَ، وبالفعل، تلقينا اتصالاً من السكرتير خلال أقل من أربع دقائق يخبرنا فيه بموافقة السيد وترحيبه بنا صباح الغد.

الجميل في الموضوع، أن السكرتير سأل: 'هل تعرفون عنوان بيت السيد؟'، فأجابه سعود: 'لا'، فأخذ يصف له الطريق: '... وعندما تصل إلى الجامع الفلاني تسأل وسيجيبك المارّة'. إذاً هكذا؟ لا حراسة ولا بوابات أمنية ولا مسلحون ولا ولا ولا... إنها كبرياء التواضع وعظمة البساطة يا سيدي.

ولسوء حظنا وقفت الظروف عائقاً بيننا وبين مهمتنا، فاتصلنا نعتذر وطلبنا تأجيل اللقاء... رحمك الله يا سيد يحبه الجميع، ويحرص على إسقاء بذوره العقلاء، ومنهم الشيخ راضي الحبيب.

على أن الشيخ راضي الحبيب لم يزعج الناس بفاكساته الصفراء المسمومة، ولم يحرّض الجهّال على شق الصفوف ويعلن دعمه لهم في الانتخابات، بل تعامل مع وطنه كما تتعامل الأم مع وحيدها الذي رُزِقَتْهُ بعد طول انتظار، وكما يتعامل النحّات مع تحفته الثمينة، ينظفها بفرشاته صباح كل يوم، ويغطيها قبل النوم خوفاً عليها من ذرات الغبار.

***

وكما أن أهل الدين مختلفون، كذلك يختلف أهلُ السياسة بعضُهم عن بعض، فمنهم من قاتلت لتعيين زوجها بدرجة وكيل وزارة، ونجحت، ومنهم من يطلب من ابن عمه عدم قبول المنصب الذي حصل عليه عن طريق الانتخاب لا التعيين الحكومي.

مسلم البراك وأحمد البراك... لم تأتيا بجديد، لذا لم نندهش من موقف بطولي كهذا، فإذا أنتما لم تفعلا ذلك فمن يفعله. معلش، الهامات ليست متساوية، والنفوس كذلك.
 

وبعديين

New member
إنضم
3 سبتمبر 2009
المشاركات
1,556
مستوى التفاعل
2
النقاط
0
الإقامة
في مكان حلو,,
رد : مقالات محمد الوشيحي,,,متجدد

آمال:
لو كانت السعودية امرأة لراقصتها
محمد الوشيحي
[email protected]





اليوم يوم السعودية الوطني. اليوم عيد ميلاد الفاتنة. حماها الله من أعدائها ومن دراويشها المهووسين الذين يتصوّرونها ويصوّرونها 'دولة لا قضية فيها إلا قضية الاختلاط'.
فنقرأ في موقع للمتدروشين المهووسين بالجنس 'صاحب محل ملابس داخلية نسائية في منطقة الجوف يعرض بضاعته على الواجهة... الله يسترنا بستره'، ومرفق مع الخبر صورة لبعض الملابس النسائية الخارجية لا الداخلية، وتحت الصورة والخبر خذ التعليقات المهووسة: 'أخزاه الله هذا المنحرف / الله يستر على حريمنا / عندما يتم الاستهتار بأعراضنا إلى هذه الدرجة فلا تستبعدون قيام القيامة / أين الهيئة والشرفاء على أعراض هذه الأمة من هذا المنحل المنحرف التغريبي؟...'، هؤلاء هم بقايا المهووسين، الذين يجب أن نتعامل معهم كما نتعامل مع بقايا الطعام.
وجاء الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وفتح الباب للنساء الراغبات في المساهمة في بناء البلد، وأسس 'جامعة الملك عبدالله للعلوم والتكنولوجيا' وهي جامعة مختلطة، ولم تتساقط جدران الرياض ولم تتهاوَ بيوت جدة ولا احترقت مزارع الأحساء... ولم يتوقف الملك عند هذا، وهو الذي يعلم أن البناء يحتاج أولاً إلى إزالة الركام، وأن التغيير لا يتم هكذا بطرقعة أصبع، لذا أصدر أوامره بقصر الإفتاء على المختصين، فخرست بعض الألسن التي أساءت إلى الإسلام أكثر من القس الأميركي الحقير الذي أراد حرق القرآن. وقد قرأ بعضنا آخر استهبالات المفتين الزعاطيط الباحثين عن الشهرة: 'السؤال، ما حكم قتل الذباب بالصاعق الكهربائي الذي انتشر في المساجد؟ الجواب، حرام ويُفضّل قتله بالفليت' أي والله! والمفتي مدرس في المدرسة الابتدائية، وخطيب احتياطي في مدينة شقراء كما يعرّف نفسه. وقرأنا أيضاً: 'السؤال، ما حكم ارتداء المرأة (الكت) والتنورة القصيرة بين النساء؟ الجواب، الكت الذي هو قميص بأكمام قصيرة، وكذلك التنورة القصيرة، يُحرم ارتداؤهما على المرأة حتى وهي بين النساء'.
ومن يقرأ فتاوى هؤلاء الزعاطيط، يظن أن السعوديين ما إن تطأ أقدامهم أرض دولة حتى يتسابقوا على فاترينات المحلات النسائية، وهات يا لحس وتقبيل الزجاج ليطفئوا شهوتهم وشبقهم... ما هذا العته الذي سيطر على عقول الدراويش.
خلاص، اكتشف الناس ألاعيب الزعاطيط هؤلاء فوبّخوهم وسخروا منهم، وها هي المملكة ترتدي ثياب الليبرالية العاقلة، لتخرج لنا السعودية كما يتمنى محبّوها، سعودية المشايخ الفضلاء الذين يرفعون الدين وينزّهونه عن عبث العابثين... سعودية الأدباء وعمالقة الاقتصاد وعباقرة الفن والطب والهندسة والعلوم، سعودية عبدالرحمن الراشد وتركي الحمد ويوسف المحيميد وعبده خال وزميلي اللذيذ في هذه الجريدة خلف الحربي، الذي يشعرك أن المبدع المصري المرحوم محمد عفيفي لم يمت، وآخرين... سعودية الصعلوك الرائع الكاتب الشاعر محمد الرطيّان، الذي يؤكد ما قلته سابقاً 'يجب ألا يكتب في الصحف إلا شاعر، فإن لم يكن فعاشق للشعر، فإن لم يكن فمتذوق له، وذلك أضعف الإبداع'، وأنا هنا أستعين ببلاغة الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو رسولي كما هو رسول المتدروشين الذين يريدون احتكاره والتحدث باسمه لشتم خصومهم ولعنهم.
السعودية اليوم... بلد تفرّغ لزراعة حديقة منزله لا للعبث بحدائق الآخرين وبساتينهم، كما يفعل بعض الجيران. ولو كانت السعودية امرأة لكانت فاتنة، ولتزاحمنا على مراقصتها في عيد ميلادها.
سعادة السفير الدكتور عبدالعزيز الفايز... كل عام والسعودية بروعة ورقيّ، وعقبال إلغاء منصبك، لنتوحد كخليجيين في سياستنا الخارجية والمالية والعسكرية... قل: 'آمين'.
 

وبعديين

New member
إنضم
3 سبتمبر 2009
المشاركات
1,556
مستوى التفاعل
2
النقاط
0
الإقامة
في مكان حلو,,
رد : مقالات محمد الوشيحي,,,متجدد

آمال:
منعي من دخول مصر..
محمد الوشيحي









لا أحب الحديث عن نفسي إلا متهكماً، ولا أحب أن أتقدم بشكوى ضد أحد، ولم يسبق أن اشتكيت أحداً، وأتمنى أن يزورني عزرائيل بأوراق جرده قبل أن أفعل ذلك، وربما هذا ما شجع بعض صحف البلاط، أي الصحف التي كالبلاط، وكتّابها اللعاقين على اختلاق أكاذيب عني.
وعندما اكتشفوا أنني مخلوق من الأسمنت المدعوم والحديد المسموم، وبلا إحساس، وأنني أعتبر شتائمهم كماليات، توجهوا إلى شتم والدي رحمه الله والتطاول عليه وعلى أسرتي بأقذع السباب.
على أن ذكرى والدي ومكانته في قلبي هما نقطة ضعفي ويدي التي تؤلمني.
أعترف بذلك.
لكنني أعترف أيضاً أنني كلما قرأت مقالات تشتمه، رغم أن لا ناقة له في الموضوع، ضحكت وتخيلت لو أن عمر المختار (الوالد كما كان يسميه الأصدقاء، فصورته تشبه إلى حد التطابق صورة شيخ الشهداء الثائر الليبي الخالد. واللافت أن المختار أُعدمَ في السادس عشر من سبتمبر، وشبيهه توفي في السابع عشر من سبتمبر، رحمهما الله)، أقول تخيلت لو أن والدي التقى شاتميه وجهاً لوجه في 'صحصحٍ خال' كما يقول الشاعر خالد الفيصل، أي في صحراء لا أحد فيها، ولا قوانين دولة تحكمها، كيف ستكون ردة فعلهم أمام ذلك الوحش المتهور عندما يرتفع حاجباه غضباً ويعضّ شفته السفلى كعادته؟
أتخيل ذلك فأضحك حتى تدمع عيني.
ولا أدري كيف جرّني الكلام إلى ذكرى الوالد بعد أن كنت أنوي الرد على ما نشر في بعض الصحف الكويتية والمصرية، وبعض الصحف الإلكترونية العربية، عن منعي من دخول مصر، وعن استدعائي إلى النيابة المصرية للمثول أمامها على خلفية مقالاتي التي أنشرها في جريدة الدستور المصرية.
والمضحك أنني آخر من يعلم عن قصة هذه الرحلة المزعومة التي تدّعي أنني 'سافرت من بيروت إلى القاهرة، لكن السلطات الأمنية في مطار القاهرة رفضت دخولي وأعادتني إلى حيث أتيت'.
والمضحك أكثر أنني والصحيفة المعنية آخر من يعلم عن استدعائي للنيابة!
أما المضحك إلى درجة الهبل فهو أن غالبية هذه الصحف صاغت الخبر بهذه الصورة 'ذكرت مصادر أمنية موثوقة رفيعة المستوى لصحيفتنا أن...'، ويبدو أن المصادر 'الموثوقة' كانت 'مرتخية' لسوء الحظ، ويبدو أن المصدر الأمني الرفيع هو العسكري الذي ينظم المرور أمام باب المطار.
وللحق... الصحيفتان الوحيدتان اللتان احترمتا مهنيتهما واتصلتا بي قبل النشر هما صحيفة 'رقابة الإلكترونية' وصحيفة 'المصري اليوم'، لكنهما اصطدمتا بموبايلي المغلق فنشرت الأولى خبر استدعائي إلى النيابة، ونشرت الثانية خبر منعي من دخول مصر.
والخبر الصحيح هو أن آخر رحلة لي إلى القاهرة كانت منذ نحو أربعة أشهر، وكانت للمشاركة في عزاء عم الكتّاب الساخرين محمود السعدني.
والصحيح أيضاً أنني لم أتلقّ أي استدعاء إلى النيابة، لا أنا ولا صحيفة الدستور المصرية التي أكتب فيها، إلى ساعة كتابة هذه المقالة.
وسلامتكم.
 

وبعديين

New member
إنضم
3 سبتمبر 2009
المشاركات
1,556
مستوى التفاعل
2
النقاط
0
الإقامة
في مكان حلو,,
رد : مقالات محمد الوشيحي,,,متجدد

اللقاء التلفزيوني الكارثي
عيدكم مبارك...
إذا هطل المطر ارتدينا معاطف واقية، لكن ما العمل إذا ما هطل الفشل؟ سماء الكويت تهطل فشلاً غزيراً سيغرقها.
وقبل أيام، وبالتحديد مساء السبت الفارط، فرطَني القضاء والقدر بمشاهدة اللقاء التليفزيوني الأول لسمو رئيس حكومة الكويت، الشيخ ناصر المحمد، بعد انتظار طال وطال وطال حتي انحني، فلطمتُ ما استطعت إلي ذلك سبيلاً، وهمهمت «ربنا لا تحمّلنا ما لا طاقة لنا به». ولأننا نحن العرب تربطنا اللغة والدين والدم فلماذا لا يربطنا اللطم؟ شاهدوا اللقاء أيها العرب في برنامج «يوتيوب» تحت عنوان «لقاء رئيس الوزراء مع قناة الكويت». وادعوا لنا بالرحمة.
ولن أتحدث عن طريقة كلام سمو الرئيس وأدائه، ولن أصدق من يدّعون، وما أكثرهم، أن «غترته» تخفي سماعة في أذنه اليسري يتلقي من خلالها الدعم اللوجستي، ولن أعلق علي نبرته الحانية التي طبطب بها علي أكتاف الشباب، ولا يهمني كل هذا القطع والمونتاج الذي تعرض له اللقاء قبل بثّه إلي أن «انسحك» لونه، ولا تهمني شكليات اللقاء كلها، أنا فقط سأعلق علي مضمون ما قاله سموه.
وأكبر مشاكلنا مع سموّه أنه لا يعاني «فوبيا الطيران»، لذلك يصرف أوقاته ببذخ في الجو محلقاً علي رأس جيش عرمرم ضخمخم يخَسي(1) الرايخ الثالث، في سياحة باهضة التكاليف ترتدي البشت الرسمي، وبرر ذلك بتبريرات تضحك الجالس علي قبر أمه.
والجميل أن سموّه تعامل مع المعارضة من باب «الجيب واحد»، لذلك استحوذ علي كل ما قامت به المعارضة وجيّره لحسابه، فأعلن اعتزازه بصعود منصة الاستجواب، وهو الذي كافح وكافح كي لا يصعدها، ونجح في ذلك مرات ومرات، وحُل البرلمان تفادياً للاستجواب، ووافق علي قوانين كان يرفضها بشدة خشية الاستجواب، ووو، وأخيراً صعد المنصة مُكرهاً لا بطل، لكن في جلسة سرية.. معلش.
وتحدث سموّه عن وجوب تطبيق القوانين، ولم يشرح لنا كيف طبّق القانون علي ملعب «ستاد جابر» (قصته طويلة ومضحكة، مختصرها أن بناءه تم منذ نحو عشر سنوات ولم ينته بعد، والمبالغ التي صرفت عليه تُخجل كل المقاولين في كوكب الأرض). ولم يتحدث سموّه كذلك عن الفساد في عقد «مستشفي جابر»، الذي تم توقيعه عام 2004، وقفزت قيمته من 40 مليون دينار إلي 315 مليون دينار (الدينار يعادل نحو 20 جنيهاً، فاستعينوا بآلاتكم الحاسبة، واستعينوا بالصبر والصلاة)، ومع ذا مازال المقاول يحفر الأساسات. أيضاً لم يبيّن سموّه لنا كيف طبّق القوانين علي «عقد طوارئ الكهرباء»، ولم يتحدث عن «كارثة مشرف»، ولا عن الفتنة الطائفية التي يستخدمها أصدقاؤه المقربون، ولن أقول بتحريض منه، بل سأقول «بغضّ طرف»، ولم يتحدث عن تقارير المنظمات العالمية عن ارتفاع درجات الفساد عندنا بشكل مرعب منذ أن تولي سموه رئاسة الحكومة. والقاضي المصري العظيم المرحوم زكريا حذيفة يقول في حكمهِ التاريخي: «عندما تفسد أي مؤسسة فهذا يعني أن القائمين عليها فاسدون»، وإذا كانت حكومتنا فاسدة فالقائمون عليها فاسدون بالتبعية. نقطة.
كذلك تحدث سموّه عن الحريات، وتباهي بوجود الـ«آي بود» في الكويت، وأنا لا أعرف ما علاقة الآي بود بالموضوع، لكنني أعرف أن المحامي فيصل اليحيي دفع ثمناً باهظاً عندما طالبَ الرئيس بالرحيل، وأعرف أن الرئيس أغرق النيابة بقضاياه التي رفعها علي كتّاب الرأي، وأعرف أنه يهتز من مقالة تنتقد أداءه السياسي الهش، وأعرف أنه لو كُتب عنه ربع ما كُتب عن رئيس الوزراء المصري الدكتور نظيف، بل حتي الرئيس مبارك، لانشغلت محاكم أمريكا اللاتينية وأوروبا وأفريقيا السوداء بقضاياه التي سيرفعها ضد الكتّاب ومصانع الأوراق والأقلام والكاميرات وكل من يقوده حظه النحس إلي السير في طريق سموّه.
أيضاً تحدث سموّه عن أن «مسطرته» هي تقارير ديوان المحاسبة، ويبدو أن مسطرته المباركة معكوفة، إذ لم يصحح ما أشارت إليه المسطرة. وتحدث عن تطبيق القوانين، ونسي أنه استخدم المناصب الحكومية للترضيات وشراء الولاءات، كما اتهمه بعض النواب، والدليل الأخير هو تعيين زوج الست النائبة ومنحه درجة وكيل وزارة.
إجمالاً.. أسئلة اللقاء التليفزيوني كانت علي شاكلة: «ما الكلمة التي توجهونها سموّكم إلي الشباب؟»، و«ماذا تقول سموّك بعد كل هذه الإنجازت الرائعة؟»، وهذا يُسمّي في علم لعبة الكرة الطائرة «نظرية الرفع والكبس»، ومع ذا اصطدمت «كبسات سموّكم المباركة» بالشبكة المباركة، وهو شرف تحظي به الشبكة.
وإذا كان الجراد يقضي علي الزرع، فكوارث سموكم المباركة تقضي علي الزرع والضرع والماء واليابسة، والناس تردد «شيلمهن» (2).. سمو الرئيس سأعترف لك، أنت لم تهزم مؤسسات الدولة فقط، ولم تهزم البرلمان والإعلام فحسب، أنت هزمت نفسية الإنسان الكويتي، منذ أن «بركت» علي مستقبلنا وخنقته. مبروك.
استمر سموّك وسنتدبر نحن أمر دموعنا، وستستمر الكويت فاردة ذراعيها وهي تسير علي الحبل الموصول بين جبلين خشية السقوط، وقريباً سيسمع الناس دوياًّ هائلاً.
وعلي طريقة أسئلة اللقاء سأطرح شوية أسئلة سخيفة: «في هذه المناسبة العطرة، ماذا تقول سموّك لمهاتير محمد؟، وماذا تقول للشعب بعد أن أضحت الكويت الأكثر فساداً بين دول الخليج؟ وماذا تقول ودولتك هي الأغني ومع ذا تعاني من انقطاع مضحك للكهرباء؟ وماذا تقول لقطر التي استجديناها كهرباء فرفضت؟».. وأخيراً، هنيئاً لك ولنا صداقة المهري وزيارته في بيته.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يخسي: لها استخدامات عدة، ومعناها هنا «فشر».
شيلمهن: كلمة عراقية استولي عليها الكويتيون بوضع اليد، وهي سؤال استنكاري يختصر جملة طويلة «كيف نستطيع حصر كل هذه الأشياء المتناثرة؟».
 

وبعديين

New member
إنضم
3 سبتمبر 2009
المشاركات
1,556
مستوى التفاعل
2
النقاط
0
الإقامة
في مكان حلو,,
رد : مقالات محمد الوشيحي,,,متجدد

آمال:
صحافيو الكوافير
محمد الوشيحي
[email protected]

الله يرحم تلك الأزمنة السحيقة، قبل أربع سنوات أو خمس، عندما كنا نقصف معالي النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك، براً وبحراً وجواً، ونركز على منشآته العسكرية ونتحاشى المدنية، فيتصل بنا مدير مكتبه الفريق صالح الحميضي، وأنعم به من رجل، ليردّ ويشرح ويوضّح، ونلتقي 'أبا صباح' مصادفةً في مناسبة احتفالية، فإذا هو شيخ، وإذا هو كبير، وإذا هو يتبسم بثقة ويدردش عن الموضوع ويبيّن وجهة نظره، ويمضي كلّ إلى غايته، والقلوب صحاح.

الله يذكر بالخير تلك الأزمنة السحيقة، عندما كنا نحمّل كل مشاكلنا على بعير الشيخ أحمد الفهد فيحتملها، ونضع أقلامنا في النار قبل كتابة مقال يهجوه، ونستنجد بالشياطين، ونلتهم 'تمرة الحرب' ونشرب فنجانها، وننثر الحروف الأبجدية على السجادة أمامنا لننتقي منها أشرسها ونختار أعنفها، فيظهر المقال على صفحة الجريدة شاهراً سيفه، يستعرض على حصانه أمام الجند، محمّلاً بكل مفردات التحدي، فنلتقي أحمد الفهد مساءً في مناسبة اجتماعية، عرس مثلاً، فيبتسم متحدّياً وهو يخفي موقع طعناتنا: 'الوعد يوم الاستجواب، هاهاها، ما تقدرون على الوزير'. وتنتهي القصة بلا نيابة ولا محكمة ولا هم يحزنون.

الله يمسيها بالخير تلك الأزمنة، عندما كان أحدنا لا يتقدم لخطبة امرأة إلا واشترط أبوها 'رأس' قيادي من قادة 'حدس'، فتنطلق خيلنا – نحن أعداء التدين السياسي - فنقتل منهم من نقتل، ونأسر من نأسر، فيكرّون علينا – عادة أثناء نومنا – ويخطفون من يخطفون ويلوذون بالفرار، وفي الصباح يسننون افتراءاتهم علينا، لكنها افتراءات داخل حدود الحوش، لا هم نزعوا عنا وطنيتنا ولا نحن نزعنا عنهم وطنيتهم، ولا هم تحدثوا عن أعراقنا ولا نحن تحدثنا عن أعراقهم، ولا هم دخلوا غرف نومنا ولا نحن اقتربنا من صالات بيوتهم الداخلية. كانت حرباً بالأسلحة التقليدية. ثم نتبادل معهم الزيارات والورد المغشوش.

الله يسقي تلك الأزمنة ديمة، عندما كان خصومنا بنقاء أمين سر جمعية الصحافيين الزميل فيصل القناعي... آخ، اشتقت لخصومتك الراقية أبا غازي، خصوصاً بعد أن نشرت صحافة مصر خبراً مضحكاً ذكّرني بجمعية الصحافيين 'راقصات وسباكون وسائقو ميكروباص وتاكسي وبائعو كبده من ضمن كشوف النقابة'.

قرأت ذلك وتخيّلت أننا فتحنا كشوفات جمعية الصحافيين، عليّ النعمة لنجدن فيها من الكراكيب و'القواطي' وممالك النمل والزيت الناشف ما يشيب له ريش الغراب وهو في ريعان شبابه.

على أن شيئاً لا يهمني بقدر ما يهمني عدد 'الكوافيرات' الزميلات. 'وهيهات يا بو الزلوف عيني يا موليّا، محلى الوما بالوما ومحلى العزوبيّا'.
 

وبعديين

New member
إنضم
3 سبتمبر 2009
المشاركات
1,556
مستوى التفاعل
2
النقاط
0
الإقامة
في مكان حلو,,
رد : مقالات محمد الوشيحي,,,متجدد

امال:
الحرب بين الشعب والطماطم
محمد الوشيحي
[email protected]

رسالة غاضبة صادقة معبرة وصلتني من مجموعة من 'الكويتيين الحفّاي'(1)، كما عبروا عن أنفسهم، أنقل خلاصتها دون أن أسرّح شعرها أو أهندم ثيابها: 'الطماط ين وقعد، نبي نقاطع الخضرة، اكتب للناس خلتحركون، الأسعار كلتنا'. ولغير المتحدثين باللهجة الخليجية أترجم: 'الطماطم أصيبت بالجنون (إشارة إلى الارتفاع الجنوني لأسعارها)، وسنقاطع الخضراوات، اكتب للناس كي يتحركوا، فالتجار التهمونا'.

والطماطم 'ين وطار' ليته 'ين وقعد'، لكن ليش نكبّر القصة وهي صغيرة؟ على بركة الله، سنقاطع الخضراوات بدءاً من الغد، الجمعة. ومن يعتقد أن الطماطم، حتى لو ساندَتها بقية الخضراوات، لا يمكن الاستغناء عنها فهو واهم. الخبز والأجبان تنادي، والعيش (الرز) المسلوق عبقري وجميل، والبيض المسلوق 'ماشبوشي'(2) على رأي اللبنانيين، ولن نموت.

ورحم الله جنون البقر أمام جنون الطماطم. وكان الله في عون البسطاء، من المواطنين والمقيمين، المدهوسين تحت عجلات جنون الأسعار، لكنهم يستحقون الدهس إذا لم يتحركوا ويرسموا خريطة الأسعار بأنفسهم.

ستستمر المقاطعة إلى يوم الخميس المقبل، وما لم تخفض الأسعار، فيتراجع سعر كرتون الطماطم الكبير إلى أقل من نصف دينار (سعره الآن أربعة دنانير) فسنعلن بدءَ التظاهرات أمام مبنى البرلمان تحت عنوان 'تظاهرات الطماط'، وسنرفع – حينذاك - مطالبنا لتشمل محاسبة وزير التجارة برلمانياً، ومقاطعة تجار الخضراوات بعد أن ننشر أسماءهم وأسماء شركاتهم وعقودها في كل المجالات... وقد تهتز كراسي بعض المسؤولين بسبب 'الطماط' وتظاهراته، وقد تتطور الأمور وتنتفخ فتهتز كراسي الحكومة كاملة، وقد تكتب الصحف المحلية والأجنبية بعد فترة: 'الشعب الكويتي يسقط الحكومة بالطماطم'، وقد ترسخ نتيجة ذلك في ذهن الحكومة التالية فتشكّل لها كابوساً مرعباً، فتعقد اجتماعاتها، لو تكرر الأمر، في 'شبرة الخضرة'، ما بين البقدونس والخيار، لتراقب بنفسها الأسعار عن قرب، وقد تصبح الطماطم سبباً لإعادة تلاحم هذا الشعب المفتت، الذي أيقن اللصوص و'اللهيبية' أن الوقت لدهسه وهرسه قد حان وآن.

وإذا كانت قوة شمشون الجبار في شعره، فلتكن قوتنا في بطوننا لتعرف الحكومة أن الاقتراب من أساسيات المطبخ يجلب الريح العاتية والعواصف الكاسحة، ويسبب تساقط الشعر والمناصب.

وستتحمل الصحف والفضائيات مسؤولياتها وستضع أيديها بأيدينا، فإن خذلتنا فلدينا من كتّاب الأعمدة من يضربون على زنودهم، و'يدقّون' صدورهم... وقبل هذا وذاك، ستشتعل المدونات، وستنتفض المنتديات والمواقع الإلكترونية، وستقرع الديوانيات الطبول.

وكنت، وماأزال، على تواصل مع إحدى الأسر البسيطة المتعففة، التي لا تعرف خطة التنمية، ولا تتابع معرض الكتاب، ولا تهتم بمن يرأس اتحاد كرة القدم... وما إن وصلتني رسالة 'الحفّاي' حتى اتصلت بالأسرة تلك، وسألت: 'شخباركم مع الطماط؟'، فأجابتني السيدة المتعففة ببساطتها المعهودة: 'هذا غضب يا ولدي عسى الله يحمينا. الكويتيون بالتأكيد عملوا ما يغضب الله فانتقم منهم فرفع أسعار الخضراوات التي هي أحد جنوده'. تفسير نقي مسالم لكنه يؤكد فداحة الأمر.

عوداً على بدء، سنقاطع الطماطم وبقية الخضراوات بدءاً من الغد، كما طلبتم، وسيتولى البسطاء هذه المرة القيادة، وسنتبعهم... على بركة الله.

***

الحفاي: أي حفاة الأقدام، والمقصود منها البسطاء أو الفقراء.

ماشبوشي: لا يعيبه شيء.
 

وبعديين

New member
إنضم
3 سبتمبر 2009
المشاركات
1,556
مستوى التفاعل
2
النقاط
0
الإقامة
في مكان حلو,,
رد : مقالات محمد الوشيحي,,,متجدد

آمال:
خالتي يا خالتي
محمد الوشيحي
[email protected]

كما كان يفعل 'الغاليون'، سكان فرنسا في العهود السحيقة، الذين كانوا يتواصلون مع موتاهم بكتابة الرسائل وإحراقها، سأتواصل مع القانون في الكويت بعد أن مات ودُفن وصلينا عليه صلاة لا ركوع فيها ولا سجود، فأكتب هذه المقالة وأحرقها.

وفرعون الشعر في عصرنا الحالي، حفيد شعراء المعلقات، ناصر الفراعنة يردد في قصيدته السياسية الشهيرة: 'ناقتي يا ناقتي'، وهي قصيدة تابعها نحو أربعة ملايين مشاهد على برنامج 'يوتيوب' وحده. والشقيقان المجرمان الإيرانيان اللذان داس من أجلهما معالي وزير الداخلية قوانين البلد بجزمته الكريمة، فأفرج عنهما بطريقة مستفزة متغطرسة مكابِرة، يرددان في قصيدتهما الفاسدة: 'خالتي يا خالتي'، وهي قصيدة تابعها الناس بذهول وبكاء.

وأصل القصة هي أن وزارة الداخلية قبضت على شقيقين إيرانيين، أحدهما بتهمة 'حيازة مخدرات'، والثاني بتهمة 'انتحال صفة طبيب'، بعد أن قام بإجراء عمليات إجهاض متعددة، من دون شهادة ولا هم يحزنون، والله وحده يعلم كم روحٍ أزهق... فأفرج عنهما الوزير.

وفي لجنة التحقيق البرلمانية، ماطل الوزير في الحضور إلى اللجنة إلى ما قبل انتهاء التحقيق. وعندما حضر سأله النواب عن سبب إفراجه غير المبرر عن المتهمين الشقيقين، فأجاب جواباً مفحماً: 'خالتهما قدّمت لي كتاب استرحام، فأمرتُ بالإفراج عنهما'! ويبدو أن القانون مما ملكت يمين معالي الوزير، وهو حر بعبدِه وبما ملكت يمينه، يعتقه لوجه الله، يبيعه، يفعل به ما يشاء، والشاعر الصنعاني يقول: 'ذا رأس عبدك حرّ عندك، ذمتك له تتسع / فاقطع والا امنع والا استملِكه والا فدَع'.

وفي سجون الوزارة يقبع الآلاف من السجناء، ومن بكرة الصبح ستتقدم خالة كل سجين بكتاب استرحام عن ابن شقيقتها، واللي ما عنده خالة يأكل هواء وينثبر في السجن. القانون واضح 'عندك خالة تراجع الوزير؟ أهلاً وسهلاً، ما عندك خالة؟ يفتح الله'.

وسامح الله معاليه، فقد وعد، قبل أكثر من سنة، برفع دعوى قضائية ضدي على خلفية 'شبهة اللوحات الإعلانية أم خمسة ملايين دينار' ليوهم الناس أنه مظلوم يا عيني، فراهنتُه فلم يرفع، فاستجديته فلم يرفع، ولعلّه يفعل هذه المرة... وتعال اضحك على خفة دم معاليه عندما سئل في لجنة التحقيق عن سبب قبوله استرحام خالتهما رغم القبض عليهما بالجرم المشهود، فأجاب: 'لم أكن أمتلك معلومات تدينهما كالتي تمتلكها لجنة التحقيق، ولو كنت أعرف لما أفرجت عنهما'... هاهاها، وكمان هاهاها، لبّى قلب معاليك.

يعني، النواب الذين لا يملكون صلاحية الوزير استطاعوا الحصول على 'برِنت' عن المجرمَين الشقيقين، والوزير الذي بمقدوره وبكبسة زر وهو جالس في مكتبه الوثير الحصول على كل ما يتعلق بالشقيقين، لا يمتلك عنهما أي معلومة.

ثم إن النائب مسلم البراك كان قد تحدث قبل ذلك بيوم عن هذه المعلومات تحت قبة البرلمان، فكيف ينكر الوزير معرفته بذلك؟ وسمو رئيس الوزراء يتحدث عن وجوب تطبيق القوانين، والوزير يحكم ولا حكم الخلفاء العباسيين، والإيرانيان يردد كلّ منهما ورائي:

خالتي يا خالتي لا فتـــــاة ولا عجـــوز

تفرك المصـباحَ والمـارد يلـبّي لَها

خالتي ليست من أهل الدعاية والبروز

تدهن الكتمان بالصمت يا حبّي لها.
 
إنضم
17 يونيو 2010
المشاركات
1,200
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
رد : مقالات محمد الوشيحي,,,متجدد

وااي يسلمو صج كاتب و مبدع ومتحدث لبق و محااور ممتع يسلمو يحرم هالادين عن الناار ان شاء الله بانتظار جديدج
 

وبعديين

New member
إنضم
3 سبتمبر 2009
المشاركات
1,556
مستوى التفاعل
2
النقاط
0
الإقامة
في مكان حلو,,
رد : مقالات محمد الوشيحي,,,متجدد

مشكوره عسووووله

مرورك الأروع

لباااا قلبك

ثأإأإأإأنكس
 
إنضم
17 يونيو 2010
المشاركات
1,200
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
رد : مقالات محمد الوشيحي,,,متجدد

اب
اب اب
اب اب اب
اب اب اب اب
اب اب اب اب اب
اب اب اب اب اب اب اب
اب اب
اب اب
اب اب
اب اب
اب اب
اب اب
اب اب
اب اب





لعيووونج
 

وبعديين

New member
إنضم
3 سبتمبر 2009
المشاركات
1,556
مستوى التفاعل
2
النقاط
0
الإقامة
في مكان حلو,,
رد : مقالات محمد الوشيحي,,,متجدد

آمال:
الساخرون والمتمسخرون
محمد الوشيحي
[email protected]

أنا رجل لا يضحكه إلا الشديد القوي. أشاهد مسرحية كوميدية فيرمي البطل 'افيه' أو نكتة يتضاحك لها الحضور، بينما أتلفت أنا في الوجوه مذهولاً. وأحضر فيلماً يعتبره الآخرون كوميدياً فأضحك مرة أو مرتين، وقد لا أضحك. وأقرأ لكاتب، يُصنف في خانة الساخرين، عشرات المقالات فلا أجد ما يفرّق بين شفتيّ المتلاصقتين إلا نفثة دخان سيجارتي أو نفخة تأفف. وقد تضحكني كلمة عابرة في فيلم فلا أتوقف عن الضحك حتى وأنا خارج قاعة السينما، وقد أتذكر مقالة للسعدني أو لجعفر عباس أو لمحمد مستجاب أو غيرهم، قرأتها منذ سنوات، فأضحك فتنهمر دموعي فتتشكل بحيرات تتمشى فيها البطة وفريخاتها، وتتمخطر فيها البجعة بغرور مستعرضة ألوانها البنفسجية.

على أن أجمل كاتب ساخر وبجدارة في هذا الوطن العربي المعطاء هو رئيس تحرير جريدة 'أخبار اليوم المصرية' الزميل ممتاز القط. هذا الرجل ساخر تلقائي بلا تكلف (أتكلم بجدية لا تهكّم). هو ساخر 'من المصنع' ومن حيث لا يعلم ولا يريد. إذا كتب تحليلاً سقطتُ على ظهري لشدة الضحك، وإذا امتدح مسؤولاً فقدت الوعي والوزن ونحلت عظامي، وإذا هاجم معارضي الحكومة المصرية أصابتني هستيريا القهقهة وداهمتني نوبة عطس. طريقته محببة إلى قلبي، وأزعم أنني أحد معجبيه. وكان قد كتب في مدح الرئيس المصري حسني مبارك مقالات نووية، قيل إن الرئيس وبّخه بسببها وحذّره من تكرار مثل هذه الكتابات التي تضر ولا تنفع. والرئيس مبارك، كما نعرف، ليس من عشاق تجميع المطبلين والمزمرين من خلفه، ولا هو من فصيلة النميري وصدام.

وما تزال مقالة الزميل ممتاز القط، التي احتلت الصفحة الأولى كاملة في جريدته، تحتل الصفحة الرئيسية في ذاكرتي، عنوانها 'ليه بنحبك يا ريس' نشرها في الذكرى السنوية لرئاسة مبارك، وكنت أحتفظ بنسخٍ منها أعطيها لكل من أصابه أرق أو بلغه وفاة عزيز. ولو قرأها أهل غزة لخففت عنهم حرارة القصف والحصار.

من جملة ما قاله في افتتاحيته التي كتبها بالعامية على صدر صحيفة 'أخبار اليوم' العريقة التي أسسها الخالدان علي ومصطفى أمين وأممتها الثورة: 'احنا ادّلعنا في عهدك يا ريّس'! أي والله. هكذا 'احنا ادلعنا'. ثم يأسى على حال الرئيس المحروم من المتع والملذات فيقول: 'الرئيس ربما يكون المصري الوحيد الذي لا يأكل محشي الكرنب والباذنجان والفلفل، ولا يشم طشة الملوخية أو البامية'. صلوا على رسول الله. وكله كوم وحكايته عن كرتون البلح المُهدى إلى الرئيس كوم لا يعادله كوم، إذ منعت الجمارك إدخال الكرتون ما لم يسدد الرئيس الرسوم الجمركية المقررة فسددها الرئيس.

جميل جداً هذا القط الزميل، لكن المصريين، إعلاميين ومواطنين، سامحهم الله دفّعوه ثمن مقالاته تلك باهظاً، وجعلوه يتنقل من فضائية إلى فضائية 'يرقّع' ما يمكن ترقيعه، وكتب عنه كتاب الصحف المستقلة، بل والحكومية، ما قد يدفعه إلى الهروب خارج مصر قبل توديع أطفاله.

ولأن القطط من أكثر الكائنات الحية توالداً فقد امتلأت صحافتنا بالقطط الممتازة، التي صمّت آذاننا بموائها وهي تتسلق الجدران... مياو.
 

وبعديين

New member
إنضم
3 سبتمبر 2009
المشاركات
1,556
مستوى التفاعل
2
النقاط
0
الإقامة
في مكان حلو,,
رد : مقالات محمد الوشيحي,,,متجدد

آمال:
مصروف إبل الحكومة
محمد الوشيحي
[email protected]

'مالك ومال البداوة يا حكومة'...

في لهجة القبائل يقال 'فلان بدوي وأخوه حضري'، ويتحدث قبليٌّ عن ابنه: 'ابني الدكتور أحمد تَبَدْوى'، أي أصبح بدوياً، ويتذمر قبَليّ آخر: 'لولا الغلاء الفاحش لتبَدْوَيْت'. والبداوة في لهجة القبائل ومفاهيمها تعني 'امتلاك الإبل'، فقط، لا شيء آخر. لا علاقة للبداوة بالعِرق والنسب، ولا بامتلاك الأغنام، ولا بـ'القنص' ولا بالصقور، ولا ولا ولا. وقد تكون بدوياً وأنت سفيرٌ في واشنطن، أو في جنيف.

ومع دخول بعض أثرياء الخليج حياة البداوة، ارتفعت الأسعار، فتخلّى البسطاء عن البداوة، وباعوا إبلهم. بعضهم باعها بخسارة.

وما أجمل ذاك المواطن الخليجي الجميل الذي التقيته في 'فيينا'، وحدثني عن أحد سكان منطقتهم، طيب الطوية بسيط الفهم محدود التفكير، عندما قرر أن يتوب إلى الله من الفساد، ومن 'روسيّات' المراقص، فأعلن الاقتداء - حسب فهمه - برسول الله صلى الله عليه وسلم في كل صغيرة وكبيرة، فأطال لحيته وقصّر ثوبه، واستغنى عن فرشاة الأسنان، واستبدلها بالمسواك، واستبدل 'الكنبات' بالحصير، واستغنى عن 'الموبايل' ووو... ثم 'في فجأة' قرر اقتناء 'ذلول'، اقتداء بالنبي المصطفى.

ويستكمل جليسي الخليجي القصة بأسى، وأنا أكاد أموت من الضحك الحزين: 'لأنه وزوجته وأولاده يسكنون مع أبيه، فقد أخلى إحدى الغرف لتكون محل إقامة الناقة، فرفض أبوه بشدة، ونهره وزجره، وعبثاً حاول إفهامه أن الدين ليس بالمظاهر، لكن صاحبنا ركب رأسه، فاحتد بينهما النقاش، فطرده أبوه من البيت، فغادر صاحبنا وحيداً وراء ناقته، يطعمها ويسقيها، فهمس في أذنه هامس: (الرسول لم يكن يطعم ناقته علفاً، فمنع صاحبنا عنها العلف، وأخذها إلى الصحراء بحثاً عن المرعى، وهناك رأى ما لم يرَ المعارضون في سجون صدام، إذ شحّ المرعى، فلم تجد الناقة ما تأكله، وأتعبها التنقل الدائم، وأهلكها جهل راعيها في التعامل معها، فهزل جسمها واستوطنتها الأمراض، فجلب لها طبيباً بيطرياً، وتغيّب أياماً عن مقر عمله، وازدادت المشاكل مع مسؤوليه فأوقفوه عن العمل، فاستدان ليرعى ناقته، وكثرت الديون عليه، ووو...، ولا أدري ما الذي حصل له بعد ذلك'.

عوداً على بدء، أو بلهجة الصعايدة 'يرجع مرجوعنا' إلى حكومتنا التي 'تبدوَت'، فاقتنت 'رعية' من الإبل، أسمتها 'رعية العقلاء'. ولجهل حكومتنا بالبداوة، لم تحسب حساب المصاريف الشهرية الباهظة للإبل، ولم تكن تدرك أن العناء يبدأ بعد اقتناء الإبل لا قبله. لذلك فغرت الحكومة فاها دهشة، وارتسمت على جبهتها علامات تعجب لا حصر لها، بعد أن ازدادت مصاريف 'رعية العقلاء'، وبعد أن تزاحمت الإبل على أحواض المياه، فهذا بعير 'أوضح' يريد تعيين مدير جامعة من أنصاره، فتعارضه ناقة 'مجهم' وتطلب تعيين أحد المحسوبين عليها، ويعارضهما بعير 'أصفر'، وتتعارك الإبل على 'حوض الجامعة'...

وتأتي من هناك ناقة 'صفراء' لم تكتفِ بتعيين بعيرها وتطمع في 'حوض الفتوى والتشريع'، فيزاحمها بعير 'مجهم'، ويتعاركان على الحوض. ويَهدر بعير 'أملح' يريد الاستحواذ على 'حوض مشاريع بوبيان' وعلى 'حوض هيئة سوق المال'، فيغضب البعير 'الأشعل'، أكبر 'البعارين'، الذي نفخه الغرور فنسيَ نفسه وظنّ أن 'خفّه' أكبر من الأرض التي يمشي عليها... وارتفع الغبار...

ياااه... دوشة... ولو كنت مكان الحكومة لعرضت إبلي كلها في السوق منذ اللحظة، ولاقتنيت 'كم حمامة'. شفيه الحمام. حلو ومريح. رأس ماله 'محكر' فوق السطح وحبوب من الجمعية، 'ولا معابل هالبعارين والنياق التي استحوذت على مصروف العيال والبيت'.