مقالات محمد الوشيحي,,,متجدد

وبعديين

New member
إنضم
3 سبتمبر 2009
المشاركات
1,556
مستوى التفاعل
2
النقاط
0
الإقامة
في مكان حلو,,
آمال:
سمراء... من قوم عيسى
محمد الوشيحي
[email protected]

الله يمد بعمره ويشفيه، كبير السَّخرة، المصري الأصيل، محمود بن عثمان السعدني، الذي يسمي الحكومة 'العكومة'، ويشرح الفرق: 'الحكومة تحكم، والعكومة تعكم'، والعكم خنقٌ يتبعه لَكْم.

وعكومتنا مقتنعة بأداء معالي وزيرها الشيخ أحمد العبدالله في جلسة استجوابه، وأنا مثلها، وأشهد أن معاليه أقنعني بردوده، وأشهد أنه ذو الحجة، أو ذو حجة، وأنه النور الذي يضيء دروبنا، والقمر الذي يقهر ظلام غروبنا، وفارس حروبنا، وثلج مشروبنا...

وأشهد أنني أيقنت، بعدما غير النائبان سعدون حماد وعدنان المطوع موقفيهما، أن الأرض تدور حول نفسها وحول الشمس وحول الكنز. ويا لها من جلسة سال فيها دم النائب مسلم البراك، وسال فيها لعاب البعض.

ولو كنت مكان كتلة العمل الشعبي لتوقفت نهائياً عن الاستجوابات بعد اليوم، كي يتوقف اكتشاف حقول نفط جديدة في بيوت نواب الحكومة، وكي لا يساوم البعض الحكومة على تصويته، فترضخ له الحكومة وترضخ بنا الحكومة. وإن كنت أثق أن الوزير سيسقط من بلكونة الإعلام ويرتطم بالأرض، بشرط ألا تنفجر الأنهار والينابيع في صحراء البرلمان.

بل لو كنت مكان 'الشعبي' لفتحت ذراعيّ على مصراعيهما للحكومة، ولأعلنت أنني المدافع الرئيسي عنها منذ اللحظة. وأجزم أن الحكومة حينذاك ستركل البقية بالشلوت، وستطاردهم في الشوارع والمزارع. بعد ذا، سأتعاقد أنا يا الشعبي مع الحكومة على بناء 'استاد رياضي' أخبّص فيه ما استطعت إلى ذلك سبيلاً، فيغضب الناس، فتطبطب الحكومة على كتفي: 'ولا يهمك يا بعد عمري'. وأشفط مناقصات الدولة، مناقصة في ذنب مناقصة، بالجشع المريح، وأحفظ أموالي في صرة، لا أتبرع منها إلا إلى منتخبات مصر وسورية، على اعتبار أن الكويت في جيبي.

ثم أجلس بمساعدة الحكومة ونوابها على كرسي رئاسة البرلمان وفوق أكباد الناس أستعرض خفة دمي. ولأنني لا أعرف اللائحة الداخلية، فسأدير الجلسات عبر سماعة تربطني بغرفة الكنترول. ولن أقدم مقترحا واحداً، ولا دراسة واحدة، فأنا لم أنجب الشعب، ولست أمه التي خلّفته. ولن أحتج على خطأ، فكلما زادت أخطاء الحكومة زادت فرص استثماراتي. وسأعبث بالاستجوابات كعبثي بمناقصات الدولة، وستهابني الحكومة وسيسميني الناس 'حكيم'، وإس إس السلامو عليكو.

طيعوني يا التكتل الشعبي، من اليوم 'خلوا القرعة ترعى' وتعالوا عندي، تعالوا نجلس تحت إضاءة خفيفة، نستمع لناظم الغزالي: 'سمراء من قوم عيسى من أباح لها / قتل امرئٍ مسلمٍ قاسى بها ولها'. وبعد انتهاء سمرتنا، سأطيل لحيتي لأتعاقد مع إحدى الفضائيات على تقديم برنامج أتحدث فيه 'من السر ونازل' وأقلب الحلقة 'انكح وانقز*': 'ليبرالي يصرخ في طابور الشباب المنتظرين أمام باب بيته: بالدور يا شباب ما راح تطير البنت'، و'ليبرالي يدور على الشاليهات يوزع صور ابنته وأخته وأمه، مكتوب تحت الصور: للتنسيق يرجى الاتصال على رقم'... وتنتهي الحلقة فأقبض أموالاً لا يقبضها طبيب استشاري، وأمسح لحيتي وأضحك بعد أن مسحت على قفا البسطاء.

يا عمي، بَلا استجوابات بَلا وجع قلب.




* اقفز
 

وبعديين

New member
إنضم
3 سبتمبر 2009
المشاركات
1,556
مستوى التفاعل
2
النقاط
0
الإقامة
في مكان حلو,,
آمال
مشمش عليه السلام
محمد الوشيحي
[email protected]

خذ عندك آخر خبر وأحدث هلوسة في الأسواق، مشعوذ، غباؤه إلى ركبته، يطالب بهدم المسجد الحرام، شرّفه الله، وإعادة بنائه بما يسمح بفصل النساء عن الرجال. على اعتبار أن من سبقوه من رجال الدين الذين لم يفتوا بمثل فتواه، كانوا متخاذلين عن تطبيق تعاليم دينهم! ولو كنتُ مكانه، هو وبقية المشعوذين من أمثاله، لأفتيت بأن يتم حرق النساء عن بكرة أبيهن، الله يلعن أبو النساء، كي نخلص ونرتاح منهن مرة وإلى الأبد.

لا لا لا آسف، يبدو أن غباءه انتقل إليَّ بالعدوى كإنفلونزا الخنازير، فالخشية أن يتم حرق النساء فيجلس المشعوذون بطّاليّة عطالية، لا شغل ولا عمل، ولا فتوى ولا ثروات، فيجف الحليب في أثدائهم، وتذبل أزهار بساتينهم، بعدما كان مؤشر سوق أسهمهم شديد الاخضرار، وبعدما زوّروا أوراق الدين وحصروه في ملابس المرأة وصوت المرأة وكل ما يعني المرأة.

هؤلاء الدجالون سكبوا التيزاب، ماء النار، على وجه الدين الجميل، السمح، وشخبطوا عليه بأقلامهم السوداء، فأضحكوا سكان الأرض علينا وعلى ديننا، وأضحكوا الطيور في فضاءاتها، والأسماك في قيعان محيطاتها، والطحالب في مستنقعاتها، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

ولأن الإسلام واضح للجميع، ولأن كل شيء فيه تم التطرق إليه من قبل، بحث هؤلاء المشعوذون عن شيء لم يتطرق إليه أحد فما وجدوا، فراحوا يؤلفون الحكايات والأحاديث والروايات، فخرج إلينا أحدهم، قبل فترة، في حديث له عن الربا، وكيف أن الله هدد المرابين 'فأذنوا بحرب من الله'، فقال فضيلته: 'إن الله، يوم القيامة، يعطي المرابي سيفاً، ويقول له (قم فحاربني)'، فيتباكى الناس بصوت عالٍ وينتحبون بعدما صدقوا حكايته التي مزعها مزعاً من جيبه الأعلى! طيب لماذا لم يعطِ الله المرابين رشاش كلاشينكوف، أو (ام 16) مثلاً، وهي سريعة الطلقات، أو مدرعة (ام بي 2) وهي خفيفة الحركة، سريعة المناورة، لا تشترط التوقف لإطلاق النار، ويمكنك القتال بها من وضع الحركة، واسألني عنها، فأنا مجرب. أو لماذا مثلاً، لم يقل الشيخ إن الله سيعطي المرابين طائرات (jast) التي ستدخل الخدمة قريباً في سلاح الطيران الأميركي، والتي بهرت علماء التكنولوجيا... لماذا السيف تحديداً يا مولانا؟ ستقول لأن الطائرات والمدرعات تحتاج إلى دورات تدريبية؟ وما المانع، فليتم ابتعاث المرابين إلى معسكرات التدريب قبل المبارزة، أو فليأمر سبحانه أن يتحول جميع المرابين إلى طيّارين قبل أن يقاتلهم، وهو قادر على ذلك... تعالى الله عما يقوله المشعوذون.

ومن إيران، يخرج إلينا الداعية الشهير أبو الخزعبلات، فيقول إن هناك نبياً اسمه 'مشمش'. شلون يا شيخنا المفضال؟ يجيب فضيلته: 'إن القوم الذين بُعث إليهم النبي مشمش عليه السلام كانوا في يوم عيد، وكانت عادتهم في العيد ارتداء الملابس الصفراء، فقالوا له ائتنا بمعجزة، ولتكن فاكهة بلون ثيابنا، فرفع يديه مستجدياً الله، فاستجاب له سبحانه وتعالى وأنزل المشمش'. وقريباً سيأتي من يقول إن هناك نبيّاً اسمه 'رقّي'، أو بطيخ، وكان قومه يرتدون ثياباً خضراء من الخارج مبطنة بالأحمر ومنقطة بالأسود، ونبيّا آخر اسمه 'فراولة'، ورابع اسمه 'فستق حلبي'، وخامس اسمه 'روب خالي الدسم'، ما الذي يمنعهم، بعدما افتروا على الله بجلال عظمته، أن يفتروا على أنبيائه وكتبه وتعاليمه؟

وأمس شاهدنا، في مهرجان الجنادرية، صور أربع نساء محجبات، وخلفهن يأتي صوت فنانة، وكل هذا يتم أمام الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وفي ديار الحرمين الشريفين. فما هو تعليق المشعوذين الآن وما هو ردهم على صوت المرأة وصورتها، إذا عرفنا أن من بين الحضور عدداً من شيوخ الدين؟
 

وبعديين

New member
إنضم
3 سبتمبر 2009
المشاركات
1,556
مستوى التفاعل
2
النقاط
0
الإقامة
في مكان حلو,,
آمال
أولاد الذبابة ينجّسون الجيش
محمد الوشيحي
[email protected]

ما تزال الدماء العسكرية تجري في عروقي، حتى بعد سبع سنوات عجاف من خلعي البزة العسكرية. أعترف بذلك وأقر. وأعترف أنني أحب الصحافة وأهيم بها، فهي كالزوجة الثانية، التي تفيض شباباً وفتنة، في حين أن العسكرية هي 'أم العيال'، وصديقة الزمن الجائع، الوفية، الصبورة، الأصيلة... وإن كنت لا أشجع تعدد الزوجات.

المشكلة هي أن زوجتي الثانية، الصحافة، كثيراً ما تفتري على زوجتي الأولى، العسكرية. ويبدو أن التقصير مني. أنا الذي لم 'أشكم' الثانية وتركتها تعبث بشعرات شواربي. وعندما أقرأ خبراً يقول: 'القبض على أربعة عساكر من الجيش يتعاطون الهيروين'، أجد نفسي لا شعورياً موجهاً تمتمتي إلى الصحافي الذي كتب الخبر، والجريدة التي نشرته: 'يا أولاد الذبابة التي لا تقع إلا على السواد، ألا سحقاً لصحافة الذباب وبائعها وشاهدها وشاريها'.

ولا أدري لماذا تقتصر دائماً الأخبار المنقولة عن عساكر الجيش على 'تعاطي المخدرات' و'الخناقات' وما شابه. أين الصحافة من العساكر الذين اصطفوا يوماً أمام المستشفى ليتسنى فحصهم قبل التبرع لزميلهم المصاب بفشل كلوي؟ وأين هي من موقف العساكر الذين تكفلوا بتزويج زميلهم، الغارق في الديون، بدءاً من المهر، وانتهاء بأواني المطبخ والبشت وساعة اليد؟ وأين هي من الذين خرجوا من المستشفى بعد زيارة زميلهم المصاب في حادث، وجمعوا المال، واشتروا له سيارة من نوع سيارته نفسه، لكنها موديل السنة؟ أين الصحافة من العساكر الذين جمعوا الأموال وسددوا بها ديون زميلهم المتوفى قبل انتهاء أيام العزاء؟ وهنا لا أنسى موقف معالي النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الشيخ جابر المبارك، الذي له مساهمات صامتة كهذه، وقد نختلف معه في بعض المواقف السياسية لكننا لا نملك إلا أن نحترم شهامته وإنسانيته في مثل هذه المواقف الصعبة. فلماذا لا تكتب الصحافة ذلك؟ على أنني لا أدّعي أن العساكر كلهم أطهار كما الصحابة رضوان الله عليهم، لكنني أجزم وأقسم أنهم أرقى وأسمى من غيرهم.

ولو قارنّا لوجدنا الهجوم الصحافي دائماً يتركز على عساكر الجيش، في حين يُمتَدح، في الغالب، عساكر الشرطة. ليش؟ لأن أولاد الذبابة من الصحافيين يحتاجون إلى الداخلية في معاملاتهم، لذا فضباط الشرطة وعساكرها يستحقون الثناء والتكريم والصور الوردية، في حين لا يحتاج أحد إلى شيءٍ من الجيش، وهنا سيمرح الذباب. وستجد برنامجاً تلفزيونياً للشرطة، ولن تجد برنامجاً مثله للجيش. والناس بسطاء، يلعب بهم الإعلام كما تلعب العاصفة بقصاصات الورق.

والمثير للحنق، أنك لن تقرأ مثلاً 'القبض على خمسة من موظفي وزارة الصحة يتعاطون المخدرات'، أو 'موظفي البلدية'، أو 'موظفي الأشغال'. وستجد الخبر صيغ هكذا: 'القبض على خمسة يتعاطون المخدرات، اثنان منهم من وزارة الدفاع'.

ولو كان الأمر بيدي لنقلت أولاد الذباب إلى المعسكرات الحدودية فترة لا تقل عن شهر، كي يعرفوا حقيقة العساكر، وكي – وهذا هو الأهم – يتعلموا الرجولة التي يعانون نقصَها. كرّم الله عساكرنا عن الذباب، وجراثيم الذباب.

فتحية عسكرية لكم، رجال جيشنا ونساءه، و'لا تهنوا ولا تحزنوا'. وكما تحمون وجوهنا من أعداء الخارج، سنحمي نحن ظهوركم من أعداء الداخل، فارفعوا أسلحتكم بشرف، وسنرفع نحن مبيدات الحشرات بغضب.
 

وبعديين

New member
إنضم
3 سبتمبر 2009
المشاركات
1,556
مستوى التفاعل
2
النقاط
0
الإقامة
في مكان حلو,,
آمال:
حرية تلنتش
محمد الوشيحي
[email protected]

بدءاً، وقبل كل شيء، أنا لا أفرق في الشكل بين البامية والكوسة، ولا أميّز بين الرخمة والشيهانة، ولا بين الجمل والناقة، ولا الهامور والميدة، ولا المرسيدس والمازدا. فأنا ولله الحمد، غشيم غشوم. أنا فقط، أو 'فكَت' كما تنطقها مذيعة الفضائية المصرية، أميز الشعر غثه وسمينه، وأميّز الكلمة والجملة والفقرة لهذا الكاتب أو ذاك، وأميز النساء بعضهن عن بعض، فهذه عليها القيمة وتلك عليها العوض، والأهم، أميّز الرجال وأعرف معادنهم، وأعرف أن أي نائب يمكن أن تفاوضه الحكومة، مجرد تفاوض، لتليّن دماغه وتغيّر قناعاته، هو نائب رخمة، بالطوابع والختم والتوقيع.

وعليّ النعمة، لو أن مسؤولاً حكومياً زار الرئيس الرمز أحمد السعدون في منزله بقصد إغرائه وإغوائه كي يغيّر السعدون موقفه، لنهض السعدون فوراً وأغلق الباب الخارجي بالضبة والمفتاح، وعاد لينتف حاجبَي المسؤول شعرة شعرة. لماذا؟ لأنه أحمد السعدون لا أمّ لك. ولو أن المسؤول ذاته زار النائب الفذ مسلم البراك لخرج المسؤول وعلى وجهه آثار أقدام، ليست للفراعنة. ليش؟ لأنه مسلّم البراك يا ابني.

وبالنسبة إلى النائب سعدون حماد العتيبي، فلا أظن أحداً يمكن أن يقبل أن تتعرض (طوايفه) - الذين هم عشيرته وأهله - للشتم والتوبيخ ويسكت عن الوزير الساكت، مهما كانت المبررات والمغريات والأسباب. أما حجته بأن المستجوبين لم ينسقوا معه، فأذكره بأن الحكومة أيضاً لم يسبق لها أن نسقت معه، ومع ذا نجده يصوّت دائماً مع الحكومة. ولن يضيره لو أنه اعتبر النائب الدقباسي اليوم هو الحكومة، ومشى خلفه عمياني كعادته.

أما بالنسبة للحريات، فحقيقة لا أدري، هل ما يردده البعض من أحاديث عن 'حرية الآراء' هو من باب العبط والاستعباط، أم أنهم جادون؟ فالقانون يمنع التعريض بأي شريحة في المجتمع أو إهانتها أو ازدراءها. وفي سويسرا، التي هي سويسرا، والتي تضم قوميات ولغات عدة، لو تجرأ أو تجشأ أحد هناك وتعرض لأي قومية سويسرية لضُربت الكلبشات في يده هو والمسؤول الحكومي الذي لم يوقفه عند حده. فكرامات الناس في سويسرا خط أحمر ناري، والمناصب الوزارية هناك ليست آيس كريم تُمنح للدلوع غزير الدموع. لذلك أصبحت سويسرا سويسرا، ولذلك أيضاً يعجز أبناء العجائز عن السير على طريقها.

ثم ما حكاية 'حرية الرأي' التي نستخدمها مرة ونتركها مرات، فإذا شُتِمَ الآخرون وغضبوا، تباكينا عليها، وحذّرنا من تشويه خدّها الناعم، أما إذا تعرضت مصالحنا للخطر فهي 'كخّة' ونحن شعب لا يستحق الحريات! فعن أي حرية تتحدث يا عمنا الفاضل وأنت في الكويت؟

ويا أيها النواب، أنتم تعرفون البير وغطاه والذي غطّاه، وكثر الكلام يقل المعرفة، والناس ليسوا مثلي، بل يعرفون الفرق بين الكوسة والبامية والفلفل الأحمر الحار... وفتّكوا بعافية.
 

وبعديين

New member
إنضم
3 سبتمبر 2009
المشاركات
1,556
مستوى التفاعل
2
النقاط
0
الإقامة
في مكان حلو,,
آمال
تزريق(1) في أوراق رسمية
محمد الوشيحي
[email protected]

الله يسامحه، الزميل الدكتور غانم النجار، الذي أثبت لي بما لا يدع مجالاً للعك، أن الحكومة تعك، وأثبت أنه نجار من ظهر نجار، عندما حرّك 'منشاره' على رقبة توني بلير، و'خلع بابه' ليكشف ستره، وزرع 'المسامير' في طريقه.

أبو صقر، الدكتور غانم، كشف لنا في مقالتين متتاليتين أن عمنا توني بلير لا يعادل اليوم فلساً ولا تعريفة في بريطانيا الشقيقة، بعد أن جرها من أذنها إلى المصائب والخرائب، فاستعانت به حكومتنا ليجر الكويت من أنفها إلى مصائب جديدة. والكويت تعوّدت على المصائب والخرائب، وتعوّدت على علاجها بجلسات اليوغا كل صباح.

لكن المشكلة يا أبا صقر ليست في ماضي بلير السياسي، لا أبداً. المشكلة أن توني باشا مزور كبير، ويبدو أن جيناته عربية، شلون؟ سأجيبك: أخونا توني نشر 'رؤيته' لمستقبل الكويت، وأعلن أنها تمتد عشرين سنة، تبدأ عام 2010 وتنتهي عام 2030، وقرأناها كلنا، وإذا به بعد يومين فقط من نشر رؤيته، يتعامل مع خطته كما نتعامل نحن مع 'الدلاغات(2) المغسولة'، إذ مطّها خمس سنوات بين يوم وليلة، لتنتهي عام 2035، تخيل! ونشرها مرة أخرى بكل ما أُوتي من بجاحة. عادي جداً، وكأنه لم يعمل شيئاً يستحق التوقف عنده، على اعتبار أن خمس سنوات لا تستحق أن نتخانق عليها، وأننا سبق لنا أن أضعنا نحو أربعين سنة من تاريخنا، أطفأنا خلالها الإضاءة، وتأكدنا من أن ستارة غرفتنا لن تسمح بتسلل أي شعاع من الشمس، وأغلقنا هواتفنا النقالة، ووضعنا على الباب كارت 'يرجى عدم الإزعاج'، ونمنا نومة الدببة. فشنو يعني خمس سنوات؟ حبكت يعني؟

الله يغربله عمنا توني بلير، فهمَ القمندة، وكشف خلطتنا السرية، وأدرك أن المهم عند حكومتنا هو بقاؤها أطول فترة ممكنة على أكبادنا، وأنها لم تعد تختشي شيئاً، أو تخشى شيئاً، بعدما استطاعت تأمين عدد من النواب 'العقلاء'، يحمون ظهرها ويرضعون من صدرها، وبعدما ضغطت بيديها الكريمتين على الصحافة فخنقتها حتى سال لعابها ودموعها، وأدرك أن أحداً لن يراجع خلفه، وأن السالفة سبهللة، فمسحَ توقيتات الخطة وأعاد ترهيمها(3) من جديد بما يناسب مزاج المعازيب، و'زرّقها علينا'، وضحك على لحانا ضحكاً قهقهياً عالياً. وكان الله في عون لحانا، كم تحملت من ضحك مسؤولينا، ليأتي الأغراب ويشاركوها حفلة الضحك، وها هي لحانا صامدة لم تحُتّ (4) شعراتها، حتى أننا أصبحنا نضحك على لحية كل من لا يضحك على لحانا المعطاءة.

1- تمرير بالحيلة

2 - الجوارب

3 - ترقيعها

4 - تتساقط
 

وبعديين

New member
إنضم
3 سبتمبر 2009
المشاركات
1,556
مستوى التفاعل
2
النقاط
0
الإقامة
في مكان حلو,,
آمال
كتّابنا الجواهر
محمد الوشيحي
[email protected]

أكرر دائماً: 'الإبداع يأتي – غالباً – من الخلف، من المجتمع الخلفي'، وأصدق من يقول إن: 'الإبداع يحتاج إلى وقود، إلى معاناة'. والأوراق المصقولة التي لقحتها أقلام ألمانية وإيطالية باهظة الثمن، تلِدُ إنتاجاً هشاً، رخواً، يتكسر وهو يمشي، لا آه فيه ولا دمعة حارة ولا ضحكة صافية. إنتاج بلا فلفل ولا ليمون ولا نكهة.

وفي بدايات القرن العشرين، انتقل أمير الشعراء أحمد بيه شوقي إلى القصور، إلى حفلات الكوكتيل، إلى الشبع حد التخمة، فداخلَهُ الغرور، وكتب عن شعر 'ابن الرومي' ينتقده، ونشرت الصحف ما قاله بتطبيل وتزمير، تقرباً من شوقي وتزلفاً إلى القصر، فتصدى له شاب مجهول، لم يسمع باسمه أحد من قبل، سلتوح صعيدي رث الثياب، لم يكمل دراسته الابتدائية، وبيّن لشوقي خطأه، بالحجة والدليل، ولم تنشر مقالته إلا صحيفة واحدة، فانبهر الناس من جرأة هذا الشاب المجهول، ووقاحته، وراحت الصحف توبّخه وتقلل من قيمته، لكن شوقي أدرك أنه أمام موهبة، فردّ عليه (قيل إنه ترفع عن الرد عليه، وكلف آخرين بالرد نيابة عنه)، فردّ العقاد، ورفضت الصحف التي بروزت ردود شوقي نشر ردود الشاب المجهول، إلا الصحيفة تلك. واستمر التراشق الأدبي، بين أعلى هامة أدبية في مصر والعالم العربي، وبين مجهول فقير. وكتبت إحدى الصحف تستهزئ بالشاب: 'من أنت؟ ومن أين جئت؟'، فأجابها: 'اسمي عباس العقاد، جئت من أسوان'. فسخرت الصحافة وشخرت. لكن شوقي اعترف بعظمة هذا الشاب، وانتصرت حجة العقاد، واعتمدت وزارات التربية والتعليم في العالم العربي تدريس شعر 'ابن الرومي' بسبب تلك المناظرة الصحفية بين العظيمين، شوقي والعقاد. وكتب أحد المثقفين المحايدين: 'ابحثوا عن الكنوز في المناطق الفقيرة، بالقرب من عباس العقاد'. وبدأت ما تسمى بـ'ثورة الأفندية'، أي البسطاء، وامتلأت الصحف والمكتبات بإنتاج المبدعين الفقراء، أبناء الريف والمناطق الخلفية، ونهضت مصر، فقتلتها الثورة.

الإبداع يأتي من الخلف، من تحت الركام. وفي الكويت، يعلّق على مقالاتي شاعر مبدع سبق أن كتبت عنه، اسمه 'أبو مشاري المطيري'. بهر الجميع بعمقه وموهبته، وكان موضوع نقاشات كثيرة وطويلة جمعتني مع الأصدقاء. حرصت على أن أتعرف عليه فاكتشفت صدق قناعتي السابقة. موهوب أتى من المناطق الخلفية. صحيح أنه لا يقرأ الكتب ولا الروايات، وصحيح أنه اكتسب ثقافته ومبادئه من بيئته، المغلقة أساساً، التي ترى أنها هي الأفضل على ظهر الكوكب، رغم أنها عكس ذلك، واكتفى، لكن هذا لا يمنع من الانحناء أمام عظمة موهبته التي صفق لها متابعوه.

موهوب آخر اسمه 'فلاح الشعلاني' يكتب في جريدة 'عالم اليوم'، ساحر فنان، سيكون له شأن. وآخر يكتب في الصحيفة نفسها اسمه 'عبدالهادي الجميل'، شفاف، يشاركني الإعجاب في ما يكتبه عدد من الزملاء، مثلي يتابعونه. راسلته: 'أنت موهوب، أستمتعُ بمتابعة إبداعاتك'، فأجابني وهو يجلد ذاته: 'أنت تتابعني بإعجاب، وأنا أتابعك لأتتبع زلاتك، وهنا الفرق'، هاهاها. ورابع يكتب في هذه الجريدة اسمه 'علي خاجة'، موهوب جداً. هاتفته: 'أنت موهوب، يعيبك التبرير، لست سياسياً كي تبرر، اضرب ضربتك وأرِق دماء فكرتك، وغادر المكان بسرعة. اترك مسرح جريمتك خلفك للشرطة والقراء يبحثون عن إدانتك أو تبرئتك'. هؤلاء الكتاب الثلاثة الموهوبون لا يعانون أمراض الفئوية والطائفية المنتشرة في الكويت كالوباء، ولا ينتهجون القص واللصق من الإنترنت، ولا يحصرون عقولهم في اتجاه واحد إجباري، جلودهم ناصعة النقاء، وهذا هو أحد أسرار تفوقهم، وعسى ألا يلوثهم غبار التمزيق.

الموهوبون في الكويت كثر (أنا هنا اتحدث عن الشباب، ولا أدري هل عبدالهادي الجميل شاب، أم كان شاباً)، ولا أدري لماذا تصر صحافتنا على أسماء بعينها، على الماركات المشهورة، تستقبلها في صالة التشريفات وتفرش لها البساط الأحمر.

الإبداع يأتي من الخلف، كتابة وشعراً. والفقر الذي نعانيه في أغانينا الوطنية سببه سيطرة بعض شعراء اللزوجة على الساحة.
 

وبعديين

New member
إنضم
3 سبتمبر 2009
المشاركات
1,556
مستوى التفاعل
2
النقاط
0
الإقامة
في مكان حلو,,



آمال
أعقل من كده إيه؟
محمد الوشيحي
[email protected]

البرلمان الصيني أصابته لوثة في عقله، الله يدفع البلاء، وقرر، قبل نحو سنة، إيقاف مراجعة خطة التنمية الإسكانية بعدما اكتشف فساداً في وزارة الإسكان، وطالبَ الحكومة بالمساهمة معه في التحقيق للكشف عن اللصوص. وأثناء التحقيق كانت الصحافة تنقل أحدث الأخبار، فرأى المواطنون الصينيون وقرأوا ما يشيب له شعر الغراب الفتيّ. واستطاعت الحكومة (أكرر، الحكوووومة، لمن في عينه عمش) تثبيت الأدلة التي تدين أحد مسؤوليها، فأحالته إلى لجنة الإسكان التي أحالته بدورها إلى القضاء، قبل أن تستأنف اللجنة بحث الخطة من جديد. وصدر حكم القضاء بإعدام المسؤول الإسكاني الكبير، وتم إعدامه فعلاً قبل ثمانية أيام. وأصدرت الحكومة بياناً تعتذر فيه إلى الشعب والبرلمان، بينما أصدر البرلمان بياناً شديد اللهجة يحذر فيه الحكومة من تكرار أخطاء بهذا الحجم، ويأمرها أن تنتقي كبار موظفيها ومستشاريها بعناية.

شنو هؤلاء البوذيون. إعدام واعتذار وبيان شديد اللهجة! كل هذا بسبب عملية نصب في قضية إسكانية؟ يا عمي تعالوا شوفوا منطقة 'المنقف' عندنا، وأنا كنت أحد سكانها ولا فخر، في البيوت التي تقع خلف المضخة. ولأنني كنت طويلاً، وماأزال، فقد كنت أنام على سريري فتظهر أقدامي من تحت البطانية إلى الشارع العام مباشرة. وفي الصباحية قطعة أربعة، مقابل منزل النائب السابق شارع العجمي، هناك قطعة أرض فضاء، خُصصت ميزانية لبنائها، فالتهمت القطة بيوتها وميزانيتها. وفي محافظة الجهراء، في منطقة الواحة، أو 'الكوريّات' كما يسميها الناس، لا حاجة إلى أن تشتري بطاطين لأولادك، إذ تستطيع أن تغطّي البيت كله ببطانية مورا، التي تمنحك دفئاً وحناناً... ومع ذا لم نعاقب المسؤول الإسكاني السابق، وبإذن الله لن نعاقب المسؤول الإسكاني اللاحق، لأننا 'عقلاء'، ونوابنا أغلبيتهم 'عقلاء'.

إعدام مرة وحدة، وعلى قضية فرعية! يا عمي نحن شارف نفطنا على النضوب، وقريباً ستمسح أرضنا كفيها وتفتح ذراعيها وتقول لنا 'باح، جف ضرعي'، ومازالت شوارعنا مصابة بالجدري، ومباني وزاراتنا تمر بجانبها القطط والكلاب وهي تسد أنوفها لعطانة الرائحة، بينما أرصدة مسؤولينا تزداد وتزداد وتزداد، وبيوتهم تتحول إلى قصور لو رآها سلطان بروناي لسرقَ مخططاتها وقلّدها، ومع ذا تحملنا، ولم نسجن أحداً. ليش؟ لأن نوابنا 'عقلاء' يحاربون التأزيم.

إعدام مرة وحدة! ما الذي كان سيفعل برلمانهم بالحكومة لو أن مجاريهم طفحت كما طفحت مجاري مشرف؟ أظن أنه كان سيسحب المسؤول عن محطة مشرف الصينية بأذنه اليمنى ويدفعه إلى قاع المحطة كي يموت غرقاً في المجاري. وماذا كان سيفعل برلمانهم لو أن 'ستاد ماوتسي تونغ' بُنيَ على طريقة 'ستاد جابر'؟ وماذا كان سيفعل برلمانهم لو أن أحد التجار تلاعب بأموال أحد البنوك، فقررت الحكومة تعويضه من أموال الشعب؟

كفرة فجرة هؤلاء الصينيون، وجوههم ترهقها قترة... إعدام مرة وحدة؟



 

وبعديين

New member
إنضم
3 سبتمبر 2009
المشاركات
1,556
مستوى التفاعل
2
النقاط
0
الإقامة
في مكان حلو,,
آمال
استضراس
محمد الوشيحي
[email protected]

شنو هذا؟ ما حكاية ضرس العقل الذي نبت فجأة في أفواه الكويتيين ونوابهم وحكومتهم؟ تمشي في الشارع فتُفاجأ بالناس كلّ واحد منهم فاغر فاه على أقصاه لكبر حجم ضرس العقل... النائب مسلم البراك فسّر الماء بأنه ماء، ولم يأتِ بجديد، عندما تحدث عن مساومات الحكومة للنواب في التصويت على طرح الثقة بوزير الإعلام، فضحكنا وأجبناه بالمثل المغربي: 'آجي يا أمي نوريكِ بيت خالي'! نحن الأم والبرلمان أخوها، والأم تعرف تفاصيل بيت أخيها قبل أن يولد ابنها. ولو أنك أوقفت سيارتك عند أي إشارة مرور وسألت الذي يقف بجانبك: كم سعر الرأس؟ لأجابك... فما الذي أغضب نوابنا وحكومتنا وكتّابها فجأة، وجعلهم يتحدثون جميعاً عن العقل وضرس العقل.

خلاص، لن نشك في النواب، من باب العقل وضرسه، ولن يشكّ النواب في الحكومة، من باب الوزير محمد البصيري، ولن يشكّ الكتّاب في وزارة الداخلية، من باب العقيد محمد الصبر، خلاص، كل واحد يروح بيته، ونترك أبوابنا مفتوحة، ومفاتيح سياراتنا فيها، ونترك الحكومة ترجع أنصاص الليالي، فلا نسألها أين كانت ومع من، ونترك البرلمان يطيل شعره ويتسكّع في المولات التجارية والمراقص كما يشتهي وفي جيبه مصروف العائلة، وننام، لا شك ولا شكشكة.

وكنا قد قرأنا أن الحكومة، ما بين جلستي الاستجواب وطرح الثقة، اجتمعت مع عدد من النواب، فاتهمها البراك بأنها تساومهم وتغازلهم، بينما الصحيح أنها كانت تتدارس معهم القرآن الكريم، ثم قاموا جميعاً يتوضؤون لركعتي تهجّد، تأسّياً بالصحابة رضوان الله عليهم، فغافلهم السفاح مسلم البراك، يا ويله من الله، ومياه الوضوء تتقاطر من وجوههم وأذرعهم، وضربهم باتهامه على جباههم، في مكان السجود بالضبط.

لذا صَرّحت النائبة معصومة المبارك: 'عيب عليك يا البراك اتهام زملائك النواب'، وانا أقول لها إنني تلقيت اتصالاً لم أرد عليه لانشغالي، فجاءتني بعده رسالة: 'أنا معصومة المبارك، أرجو الاتصال'، فهاتفتها (كان ذلك بعد استقالتها من الوزارة وقبل نجاحها في الانتخابات) فراحت تعلّق على مقالتي يومذاك، وتثني، وكيف أنني 'أبرّد الجبد'، ثم تحدثت هي عن كمية الفساد في البرلمان والحكومة لدرجة أنها أخجلتني وأشعرتني أنني متسامح في نقدي لبعض النواب، فقلت وأنا أشعر بالخجل: 'بعضهم يتهمني بالتجنّي والقسوة، ليتهم يستمعون إلى كلامك الآن يا دكتورة'، فأجابتني ضاحكة: 'هاهاها، عيل اللي يسوونه يا محمد بالشعب والبلد شنو اسمه؟ مو قسوة؟'، وكانت تقصد الحكومة وبعض النواب. فهل هي أنتِ التي اتصلت بي، أم أنه تشابه أسماء وأصوات يا دكتورة؟

ولا أظن أن الدكتورة ستنكر اتصالها ذاك، وإن أنكرت فلتضع يدها معي على المصحف وليُشهد كلّ منا الله على كلامه، ونترك الباقي على علاّم الغيوب، لكنها لن تنكر. فهل اتهام الحكومة والبرلمان بتبادل الفساد حلال عليكِ يا دكتورتنا المفضالة أنتِ ووزير الإعلام، وحرام على البراك؟ يجوز.

ويا أيها النائب البراك 'لا تورّينا بيت أخينا، فنحن نعرف البيت ومداخله وصالته ونعرف موقع الطواليط، أجلك وأجلّنا الله. وأرجوك، لا تقطع مرة أخرى جلسات الذكر وقراءة القرآن التي تجلسها الحكومة - قبل طرح الثقة بأحد وزرائها - مع النواب التقاة الورعين الزهّاد، ولا تعترض طريق المتوضئين'.
 

وبعديين

New member
إنضم
3 سبتمبر 2009
المشاركات
1,556
مستوى التفاعل
2
النقاط
0
الإقامة
في مكان حلو,,
آمال
عم يضربونا ويسألونا شو بنا
محمد الوشيحي
[email protected]

عذراً لغياب مقالة يوم الأحد، فقد مُنعت من النشر. ولـ'الجريدة' الحق في النشر أو البتر، ومن ساد في ماله فما ظلم. وقد احتفظت بالمقالة الممنوعة، وسأحتفظ بأي مقالة أخرى تحجبها 'الجريدة' تفادياً لوقوعها – 'الجريدة' - في المحظور، من وجهة نظرها. وقد أتحدث لاحقاً عن تفاصيل حكايتي مع المنع، وقد لا أتحدث، بحسب اتجاه الرياح والعواصف.

لكن دعونا الآن نبتعد عن السياسة، ونسير بمحاذاتها، وتعالوا نبارك للصحافة دخول 'الزميل' أبي مشاري، من باب الشعر السياسي، وهو ذاته الذي كان يكتب تعليقه شعراً على مقالاتي في موقع 'الجريدة'، فقد تعاقد رسمياً مع جريدة 'عالم اليوم'، ونشر أولى قصائده السياسية على صفحتها الأخيرة أمس الأول، الأحد، تحت عنوان 'جمرات'، وأظنه يحتاج إلى حدث محفّز ومُشعل شرارة كي يُحرق بخوره، وأظنه أيضاً يحتاج إلى مسافة من الزمن تلين فيها ماكينته الشعرية. بالتوفيق للصحافة وللجريدة وللزميل.

والكلام يجر بعضه، ويجرني معه للحديث عن المرة الأولى التي التقيت فيها أبا مشاري، قبل عدة شهور، وكان ذلك في مكتبي في 'الجريدة'، عندما تلقيت اتصالاً من محرر زميل يعمل في صحيفة أخرى مشهورة بطائفيتها وقربها من القرار والدينار، يطلب لقائي، فرحبت به، ودخل مكتبي أثناء وجود أبي مشاري، وسألني: 'هل الأخ (أشار إلى أبي مشاري) موثوق به كي أتحدث بحرية؟'، قلت: 'تحدث'، فقال: 'أنا واحد من ثلاثة تم تكليفنا – بعد إنجاز أعمالنا - بكتابة تعليقات تهاجمك، أنت وكاتباً آخر ونائبين، بالتحديد، وإذا توافر الوقت نهاجم بقية الخصوم، خصوم الحكومة وخصوم جريدتنا ومالكها، ونثني، في الوقت نفسه، على مقالات كل من يهاجم القبائل والشعبي والمعارضة، لكنني أشعر بتأنيب الضمير، وأشعر أنني لست أنا، وهذا ما دفعني إلى لقائك'، ثم راح يتحدث عن مقالاتي وكيف أنه يتفق معي في غالبية ما أكتب. وأنهيت اللقاء معه على أن نتحدث بالتفاصيل في وقت آخر، كي لا أترك ضيفي أبا مشاري صامتاً.

لاحقاً، أخبرني الزميل المحرر أنه يكتب أحياناً تحت أسماء مختلفة، فمرّة هو 'جهراوي أصيل'، وأخرى 'منيف العجمي'، وثالثة 'أبو سعود العتيبي'، ورابعة 'ولد يام'، وأكثرها طرافة 'كلنا محمد هايف' (هنا ضحكت حتى دَمَعت عظامي، ورحت أضرب كفاً بكف، وأردد 'يا نهار أبيض وأسود'، إذ إن النائب محمد هايف، مثلي، أحد المستهدفين بالهجوم كما ذكر)، ثم نزلت النساء إلى الميدان، من باب الاختلاط، فهذه 'أم راشد' تردح، وخلفها 'بنت الأصل والفصل' تشتم، ووو.

ولا أظن المحرر هذا جاء بجديد، فنحن نعرف الخشب من الحديد، ونعرف أنهم يتعمدون تخريب الديمقراطية والصحافة والإعلام، ويضربوننا بأسلحتنا، من باب 'وداوها بالتي كانت هي الداء'، لكن الجديد هو الاختراق الذي تعرض له منتدى الشبكة الوطنية، وهو المنتدى الأكبر والأشهر في الكويت، وتحديداً قبل لقائه المزمع مع الشيخ فهد سالم العلي بأيام، وكذلك موقع جريدة 'الآن' الإلكترونية، وهو اختراق غريب في شراسته، يقول عنه الكمبيوتريون إنه شبيه بما تعرضت له مواقع الإنترنت والمدونات التابعة للإصلاحيين في إيران، وميجانا ويا ميجانا ويا ميجانا، عم يضربونا ويسألونا شو بنا.
 

وبعديين

New member
إنضم
3 سبتمبر 2009
المشاركات
1,556
مستوى التفاعل
2
النقاط
0
الإقامة
في مكان حلو,,
آمال:
ليلى في العراق لا تتسوق
محمد الوشيحي
[email protected]

الهبّاشون العراقيون يقولون: المستقبل للعراق، وأنا أقول: أحلق ذراعي إذا استطاع أحد التمييز بين مستقبل العراق وماضيه. يقولون: مستقبله مشرق باسم، وأنا أقول: مستقبله مشرق كالفحم، وباسم كابتسامة الأرملة البائسة عندما يطرق بابها صاحب البناية ليستوفي الإيجارات المتأخرة. لن يفلح العراق، ولن يفلح بلد يتخانق أبناؤه على قماشته، وكل قماشة تتجاذبها الأيدي ستتمزق. واسألوا الكويتيين، واسألوا المصريين واللبنانيين.

والعراقيون عندهم أحمد الجلبي الذي 'يستفيد' من أموال الاستثمارات ويفتتح بها صحيفة يهاجم بها الشرفاء، ويمزق الشعب. والعرب مثل القرطاس، والعراقيون أسوأ القراطيس، يسهل تمزيقهم وتفريقهم. والروائيون العالميون يزعمون أن 'أشرس الناس وأكثرهم هوساً بالعراك والخناق هم شباب نابولي في إيطاليا، ومراهقو مكسيكو سيتي'، وعلي النعمة لو أن الروائيين هؤلاء سمعوا عن 'نينوى' و'الأعظمية' و'الناصرية' لمزقوا رواياتهم، ولكتبوا: 'الخناق في العراق لا يقتصر على الشباب والمراهقين، في العراق حتى النساء يسلّين أوقاتهن بالعراك... في العراق، الخناق، مثل التدخين، لتزجية الوقت'.

واليوم كردستان رفعت علمها ولوحت بيدها الكريمة وحملت متاعها ورفعت قضية خلع، وغداً ستتبعها مدينة الرمادي، وبعد غد ستودّع الناصرية جيرانها... والمستقبل للعراق. أي مستقبل للمرضى يا عمنا؟ العراق مريض منذ ما قبل الحجاج إلى يوم يبعثون؟ حتى الأهبل بن الأهبل قيس بن الملوح يعترف: 'يقولون ليلى في العراق مريضة، فيا ليتني كنت الطبيب المداويا'، هو لم يقل إن ليلى في العراق ترقص، أو تتسوق، أو تتمشى على ضفاف دجلة ببنطلون ضيق، أو ترسم 'تاتو' على كتفها استعداداً للقاء حبيبها، بل قال 'مريضة'، ليش؟ لأنها في العراق، والعراق ملوث بفعل غالبية ساسته وشعبه، بعيد عنك. ولأن قيس أهبل ولقبه المجنون فهو يتمنى لو أنه كان موجوداً بجانبها يداويها ويدغدغها وينغنغها، وأنا والله لو كنت مكانه لتركتها هناك بين المالكي والجلبي وأتباع الزرقاوي وأتباع الشاب الموهوب مقتدى الصدر وبقية الصحبة الصالحة، تتدبر أمرها.

'المستقبل للعراق'، يقول السياسيون ذلك وهم يهبشون الفلوس ويهبرون أموال النفط ويستثمرونها في الأردن ولبنان، لأنهم يعلمون أن الحديث عن مستقبل للعراق هو طق حنك، ليس إلا.

وخذوها مني ثم حاسبوني عليها: لن يستثمر أحد في العراق إلا حكومة الكويت. والكويت لن تنتظر أرباحاً من مشاريعها في العراق، لكنها تستثمر هناك وهي ترتجف كما يرتجف العصفور تحت ليل يناير البارد وأمطاره، وينتظر الشمس، ولن تشرق شمس من جهة العراق أيها العصفور، وليس أمامك إلا أن تتحول إلى نسر بمخالب كالسكاكين وجناحين عملاقين، أو على الأقل فلتكن عصفوراً بقلب نسر.
 

وبعديين

New member
إنضم
3 سبتمبر 2009
المشاركات
1,556
مستوى التفاعل
2
النقاط
0
الإقامة
في مكان حلو,,


الصفحة الرئيسبة زوايا و رؤى

آمال
يا أرنبتي الأرنوبة
محمد الوشيحي
[email protected]

آسف، مُنعت مقالة الأحد الماضي من النشر، فقد رآها ناشر هذه الصحيفة، النائب السابق الزميل محمد الصقر مقالة تجريحية، ورأيتها أنا توضيحية، وأصر كل منا على رأيه، وثبت على موقفه، فأغلقنا الشارع العام، وتوقفت حركة المرور، فهو يابس الدماغ، وأنا ناشف الدماغ، لذا فعل كلٌّ منا ما يمليه عليه رأسه، فكتبت أنا المقالة، ومنع هو نشرها. وعند النقاش عرض عليّ فكرة: 'هاجمني أنا وسأحتمل وسأنشر'، فأجبته: 'الحدود الدنيا من الأدب والذوق تمنع، ثم إن القنابل يجب ألا تثور في مخازنها'.

ولو كنت أعلم أن إيقاف مقالة أو مقالتين سيتبعه رد فعل كهذا، يرضي الغرور الكامن في صدري، وينشر الحبور في أرجائي، لفعلتُ منذ الأزمنة السحيقة، بعدما وصلتُ إلى مرحلة يتهمني فيها أصدقاء السوء بالبلادة الشعورية، فلا مادح يفرحني ولا قادح يجرحني. وهنا لا يسعني إلا أن أقول ما قاله الشيخ المواطن علي الجابر الأحمد الصباح في مثل هذه المواقف الصعبة، في مطلع قصيدته التائية العظيمة: 'يا أرنبتي الأرنوبة يا حلوة يا حبوبة'، وهي قصيدة تدخل من باب الرثاء وتخرج من باب الهجاء إلى أن تستقر في باب 'الحداء'، حداء الحرب.

وكانت الحروب في السابق تعتمد على شعر الحداء لبث الحماسة في روح الفرسان، وكان سيف بن ذي يزن، الملك اليماني الشهير، قبل بدء كل معركة، يستعرض جيشه على ظهر حصانه، ثم يصرخ بأعلى صوته وهو يشير بسيفه إلى أعدائه: 'يا أرنبتي الأرنوبة'، فيرد العساكر بصوت واحد يهز الجبال والسهول والوديان: 'يا حلوة يا حبوبة'، ويكرّون على عدوهم كرّ الأسود الجائعة، فتتساقط الجثث وتحوم الغربان ويتعالى صوت الثكالى.

الشعر قاتل، واسألوا المرحوم أبا الطيب المتنبي الذي عَرَضَ له كمين أثناء مسيره من شيراز إلى بغداد، هو وخادمه وابنه، فأمرهما بالهرب، فسأله خادمه العجوز بنذالة: ألست القائل 'الخيل والليل والبيداء تعرفني، والسيف والرمح والقرطاس والقلم؟'، فأجابه المتنبي: 'قتلتنا قتلك الله'، أي 'رحنا فيها'، وكرّ على أفراد الكمين، فقطّعوه بسكّين المطبخ.

وكان أحد الصعاليك العرب، أظنه الأخ تأبط شرّاً – صاحب قصيدة 'لعمر أبينا ما نزلنا بعامر' - لا يكر على خصومه إلا بعد أن يتغنى بمعشوقتيه، الخمرة ومحبوبته الغانية السمراء، قاتله الله، فيمتدح جودة الأولى وأرداف الثانية. وكانت عورته تظهر في الحروب، إذ لا يعترف بـ 'الأندر وير'، الملابس الداخلية، لأنه صعلوك سفري، سيليكو. وكان زعيم قبائل يام، الفارس الخالد راكان بن حثلين، قبل المعركة يتغزل شعراً -فقط- بمحبوبته، ذات النحر البراق، وذات الشعر المعثكل، فتهتز الصفوف وتغلي دماء الرجال في عروقهم. والفارس الشيخ المواطن علي الجابر يدرك ما للشعر من أثر، لذا نظَمَ قصيدتيه الخالدتين بعد تحرير الكويت: 'قطوتي يا قطوتي'، و'قم تقمقم ريحتك فطيس'، قبل أن يلحقهما ويعززهما بمقالاته التي كتبها بماء الذهب واللهب.

والألسنة عناوين، وكلام الرجل يرفع البطانية عن قلبه ويكشف معدنه، ومقالات المواطن الشيخ تدل على أنه رجل دولة بكل ما تحمله الكلمة على ظهرها، وأن مستقبل البلد بخير وبصحة وبعافية. وكان سعادة المواطن محافظاً للجهراء قبل أن يتولى محافظة العاصمة، وقد يتولى محافظة الفروانية عما قريب. وعلى أكتاف العظماء من أمثاله تتكئ الدول، وتنهض الشعوب، وتستقر الأنفس الهائجة. فلله دره.
 

وبعديين

New member
إنضم
3 سبتمبر 2009
المشاركات
1,556
مستوى التفاعل
2
النقاط
0
الإقامة
في مكان حلو,,
آمال:
خصخصة جدي بريمان
محمد الوشيحي
[email protected]

كان الله في عونكم، سأكتب عن الاقتصاد والتجار، ومن لا يرغب في القراءة فليصم أذنيه، وأنا أولكم. ولغير الكويتيين أقول إن البرلمان والحكومة بصدد إقرار قانون خصخصة، وهو شبيه بمعاهدة 'سايكس بيكو'. خذ أنت هذا، وأنت خذ ذاك. والفرق بين قانون الخصخصة الكويتي الذي صاغته اللجنة المالية في البرلمان ومعاهدة سايكس بيكو هو لون شعر المجتمعين وسحناتهم. وكان جدي لأمي، رحمه الله، محمد الوشيحي، وكنيته بريمان، قاطع طريق من الطراز الفاخر، وهو أول من طبّق قانون الخصخصة ببندقيته العصملّية، وكان يحسم خصخصته من المداولة الأولى مباشرة، فلم يكن يملك الوقت لمناقشة التعديلات. وعندما مات لم يصدق أحد معارفه: 'غير صحيح، لو أنه مات ودُفن فعلاً لهرب الموتى من مقابرهم عراة، بعد أن شلّحهم أكفانهم'.

والقانون يحضر ويرفض تكليف التجار صياغة قوانين تجارية، كي لا يتم تفصيلها على مقاساتهم. ولجنتنا المالية تحت سيطرة التجار، وملعون أبو القانون. على أن النائب خالد السلطان حلّق بعيداً، فاقترح أن تبيع الحكومة مشاريعها ومرافقها للتجار، وأن تدفع هي المال كي تساعد التجار في شراء سلعتها. أي والله. يعني يشترون الحكومة بفلوس الحكومة. يعني الحكومة هي التي شسمه وهي المسؤولة عن الماجلة، كما يقول المثل الصايع.

وبعض تجارنا يتعاملون مع الدولة كما يتعامل الطفل الدلوع مع أمه، لا هو يكف عن مطالبه ولا هي تكف عن تحقيق رغباته. وكنت قد تساءلت في الأزمنة السحيقة في برنامج تلفزيوني 'هل الكويت دولة مؤقتة؟'، فناحت على رأسي النائحات وصاحت الصائحات، وهاتفني من تباكى على الهواء مباشرة فأبكاني. وبقراءة قانون الخصخصة الحالي ألغيت علامة الاستفهام، وخصوصاً أن جميع التسهيلات متاحة للتجار ومن دون ضرائب. وسأدفع عمري لمن يطلعني على التحويلات المالية التي يكدسها بعض التجار في الخارج، كي يتكئوا عليها إذا اهتزّت الكويت أو هوت في الجب.

ولتجارنا خصوصيتهم، ففوائد قروض البنوك في الكويت هي الأعلى أو تحت الأعلى مباشرة، وأسعار المكالمات والاتصالات والسلع هي الأفحش، وعقود المشاريع هي الأكثر كلفة والأسوأ تنفيذاً، وأسعار السيارات هي الأغلى في المنطقة، وكنت قبل سنتين أبحث عن سيارة أشتريها، أجدد بها شبابي، وأزيل بها الغبار عن وجهي، فراقت لي واحدة، فصعقني غلاء مهرها، ستة عشر ألف دينار إلا ديناراً واحداً، فأضربت عن الشراء، وارتضيت العزوبية مكرهاً، فاقترح عليّ صديق أن أبحث عن مثيلاتها في الخليج، ففعلت، وذهلت عندما علمت أن سعر شقيقتها التوأم في السعودية اثنا عشر ألفاً وثلاثمئة دينار. فاشتريتها من السعودية. وها هي تسمع صوتي.

ويحدثني مدير أحد المطاعم فيقول: 'تكلفة كأس الكوبتشينو على المطعم، شاملة كل شيء من إيجار محل ورواتب ووو، هي ستة فلوس، أكرر ستة فلوس، ونبيع الكأس للزبون بسبعمئة وخمسين فلساً'، ولكم أن تحسبوا نسبة الأرباح، وأن تتذكروا عدم وجود ضرائب.

هؤلاء هم من سيحكمكم غداً، وسيتحكّم بكم، فأبشروا واستبشروا، وفتّكم بعافية.
 

وبعديين

New member
إنضم
3 سبتمبر 2009
المشاركات
1,556
مستوى التفاعل
2
النقاط
0
الإقامة
في مكان حلو,,
آمال:
عندما يجوع الخليجيون
محمد الوشيحي
[email protected]

منذ نحو سبعمئة وثمانين سنة، وأنا أحاول تغيير نظامي الغذائي، خصوصاً أثناء السفر. إذ لا يجوز أن أستيقظ من نومي فلا أتناول شيئاً، وأبقى على حالتي هذه طوال اليوم، فأجوع وأجوع وأجوع، حتى أترنح لشدة الجوع، قبل أن ألجأ إلى أقرب مطعم، وأقبّل خشم الجرسون كي يستعجل الطلب، فهو أغلى الناس وأحلى الناس. وأثناء الانتظار، أنهض من مكاني متظاهراً بالبحث عن المغسلة كي أختلس نظرة على المطبخ لأتأكد من أن 'الأمور تسير على خير ما يرام'، كما يقول المستشارون للحكام، حفظهم الله. أقصد يحفظ الحكام ومستشاريهم. فلا يجوز أن تدعو للحاكم وتترك مستشاره بلا دعوة، سلط ملط. فهم يؤخذون 'باكيج'، حاكم ومستشاره في طرف العلبة.

ويطول غياب الجرسون، فأقرر قتل الوقت، وألتفت إلى الزبائن ملوحاً لهم بيدي: 'هلا بالشباب، هلا والله، الجوع كافر، من عنده نكتة؟'، ولا مجيب، فأستجديهم: 'واحد يقول نكتة، يرحم أمكم، بموت من الجوع'... وما إن يُقبل الجرسون يتهادى حاملاً أطباق الأكل حتى أكرّ عليه ولا سيد القلاف: 'عنّك عنّك عنّك'. ثم يبدأ الانتقام يا ريّس، أي والله. ولو كان الأمر بيدي لأطفأت الأنوار. وقد علّق أحد الأصدقاء يوماً: 'أنت لا تتناول الطعام مثلنا، أنت تنام معه، يا عمي ما قصة (الآه) التي تطلقها بعد كل لقمة؟'، فعلّقت: 'أنا أنام مع الأكل بالحلال، وبرضا الطرفين، لكن غيري ينام مع الشعب'. طبعاً أقصد حكومات أوروبا وبرلماناتها.

وأنا خليجي، والخليجيون منذ عام واحد وثمانين (عام تأسيس مجلس التعاون الخليجي) يجوعون ويجوعون ويجوعون إلى أن تحدث كارثة، وتنطلق أصوات المنبّهات، فيهرولوا للاجتماع على عجل، ويحضر بعضهم بالبيجامة، ثم يخرجوا من اجتماعهم بتوصيات: 'الستائر في اجتماع الدوحة أطول منها في اجتماع الكويت'، و'كراسي اجتماع الرياض أكبر من كراسي اجتماع مسقط'، وينشئوا لجنة للكراسي ولجنة للستائر.

ونحن نحب إيران، وإيران تحبنا، وبليغ حمدي يقول على لسان ميادة الحناوي: 'يا حلاوة الحب آه، وحبيبي وأنا وياه'، الله يا بليغ، كم أنت بليغ، وكأنك تعرفنا وتعرف إيران.

وأمس استيقظ الخليجيون فوجدوا إيران جنب السرير، فغضبوا، واجتمعوا، وقرروا إنشاء لجنة للستائر ولجنة للكراسي، وأصدروا بيانهم: 'إيران بايخة'، فتدخّل الحكماء وغيّروا لهجة البيان فأصبح: 'إيران ليست حلوة'، فتدخل العقلاء وشذّبوا البيان وهذّبوه فأصبح: 'إيران ليست'، وعند المراجعة تبيّن أنها جملة غير مفيدة، فألغوا كلمة 'ليست'، وصدر البيان الختامي: 'إيران'، فردت إيران: 'نعم؟'، فردوا عليها: 'تبين شيء من البقالة؟'.
 

وبعديين

New member
إنضم
3 سبتمبر 2009
المشاركات
1,556
مستوى التفاعل
2
النقاط
0
الإقامة
في مكان حلو,,
آمال:
البلكونة... على البحر
محمد الوشيحي
[email protected]

سبحانه يخلق من الشبه أربعين. ففي مصر تحمّس أحد نواب الحزب الوطني الحاكم، واسمه نشأت القصاص، وارتدى ملابس 'القصّاب'، وطالب الشرطة بقمع المتظاهرين بالنار وبئس المصير، فثارت ثائرة الناس، فقرر حزبه معاقبته بـ'توجيه اللوم إليه'، بلا شفقة، أو شفكة، كما تنطقها المذيعات بنات الذوات واللوات.

وقد شاهدته وهو يتحدث في برنامج تلفزيوني، فهاتفت نفسي، بعد أن تفقدت نظارتي الشمسية وموبايلي وساعة يدي: 'الحمد الله أن نشأت بيه اكتفى بالمطالبة بإطلاق النار، ولم يقرر حرقهم واستخراج الصابون من جلودهم'.

وفي الكويت، انتقد معالي رئيس البرلمان جاسم الخرافي لجوء النواب إلى إقامة الندوات في الشارع. ومن يلومه، حفظه الله، فهو في عين الحكومة مليح، وكل ما 'يطلب' المليحُ مليحُ، لذا فهو لا يحتاج إلى الشارع هذا ولا الشارع اللي بعده، ولا يعلم أن الناس خرجوا إلى الشارع كي لا يناموا في الشارع بعد إقرار قانون الخصخصة الذي سيُقر اليوم، ويصبحوا 'شوارعية' فعلاً، كما قال معاليه.

معالي جاسم الخرافي، تطل بلكونته على البحر، لا الشارع، لذا لا يعلم أن الشارع هو الذي أعاد الدستور بعد أن طارت الرياح بأوراقه، وكان هو من ضمن الريح، والشارع هو الذي غيّر الدوائر الانتخابية، وهو الذي انتخب النواب، وهو الذي يجب أن يخدمه معاليه فيرصفه ويتفقد متانته.

معالي جاسم ، لم يقدم إلا مقترحاً واحداً طيلة حياته البرلمانية الممتدة منذ عام 75 إلى اليوم، ولم ينزل من كرسي الرئاسة يوماً إلى داخل القاعة، بين النواب والوزراء والناس العاديين، ولا ينقصه إلا أن يقف خلفه عَبْدان عاريان برمحيهما.

ومعالي جاسم يلعب في الجناح الأيمن لفريق النجاح الكويتي العظيم، في حين يلعب وكيل المراجع الشيعية محمد باقر المهري - ذو الفاكس الذي لا يعطل - جناحاً أيسر. فلله دره من فريق.

وفي منطقة 'أم الهيمان' المنكوبة بيئياً، يتهامس المتهامسون أن المصانع المخالفة تعمّدت تلويث البيئة بقصد التخفيف من زحمة السكان. وبعد أن أعلن الطاحوس موعد استجوابه صرحت الحكومة: 'في ظل اهتمام الحكومة بالبيئة، ومكافحة التلوث، قررت غلق المصانع المخالفة في الفترات المسائية'، على اعتبار أن الناس سيكونون صباحاً في أماكن العمل، ولن يبقى في البيوت إلا الأطفال الرضع والمسنّات الركّع، ولا يتجاوز عدد هؤلاء أربعةَ آلاف نفر شوارعي، وقلعتهم.

ولو تدخّل سفراء الدول الأوروبية واليابان وأميركا في القضية، واطّلعوا على الأوضاع البيئية في أم الهيمان، لغضبوا ولراسلوا دولهم ولارتفعت الاحتجاجات العالمية إلى عنان السماء، عندئذ ستصدر الحكومة بيانها: 'في ظل اهتمام الحكومة بالبيئة قررت نقل المصانع الملوثة وتوقيع العقوبات على أصحابها'. فيا مهندس أحمد الشريع ويا جيرانه المتابعين للملف، لا تتكئوا على البرلمان، فغالبية نوابه 'عقلاء'، بعيد عنكم، واركبوا سياراتكم حالاً وخذوا لكم لفّة على سفارات الدول المهتمة بالبيئة، بدءاً من سفارتي اليابان وألمانيا. وعليّ النعمة ستنتهي مشكلتكم وكأنها لم تكن.

واللهم احمِ معالي جاسم الخرافي واحمِ فاكس المهري.
 

وبعديين

New member
إنضم
3 سبتمبر 2009
المشاركات
1,556
مستوى التفاعل
2
النقاط
0
الإقامة
في مكان حلو,,
آمال:
إن مع العسر يسراً
محمد الوشيحي
[email protected]

بلغة الاقتصاديين، في أوقات جني الأرباح تتهاوى الأسهم ويحمرّ مؤشر السوق. والحكومة اليوم تجني أرباحها الهائلة، ومؤشر الدولة أحمر دم غزال، والأسهم تتهاوى، والدولة تتعرى، لم يبقَ عليها إلا الفانيلة العلّاق، بس، وكأنّها ستصوّر فيديو كليب مع الفنان التونسي أحمد الشريف، الذي عرفناه بالفانيلة العلاق، والحريات مسحوبة من قفاها إلى أمن الدولة، والزميل محمد عبد القادر الجاسم رايح جاي، بين النيابة وأمن الدولة، كما مترو الأنفاق ذي الوجهتين، والضباع تتمشى على البحر، وتتناول الآيسكريم بالفانيليا والفراولة، وقليل من المكسرات، وكثير من تكسير الكلمات، وسرقة العصر 'طوارئ 2007' لم ينتهِ التحقيق فيها، ولن ينتهي، واللص يجلس واضعاً رجليه على الطاولة بكل زهو، كما يفعل ضابط المباحث في الأفلام المصرية، والحالة حالة، ودانا علم دانا.

لكن الخالق يقول: 'فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً. إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً'، سبحانه. وأثناء كتابة المقالة بلغتني أنباء جعلتني أقفز من مكاني فرحاً، أنباء تقول إن 'حبّات المسبحة السوداء بدأت تتساقط، الواحدة تلو الأخرى، وإن اللصوص بدأوا جمع حاجياتهم للهرب بسرعة من المكان، قبل هجوم سكان العمارة الغاضبين عليهم'.

واليوم شعرت أن 'خليجنا واحد'، فعلاً لا قولاً، وأن الشقيقة الكبرى، المملكة العربية السعودية، هي التي تضع المرهم على جراح شقيقاتها الصغريات، وتسهر على راحتهن، وتمنعهن من السهر مع أصدقاء السوء. والسعودية تعلم أن شقيقتها الكويت فاتنة حسناء، بابلية العينين، يوسفية الوجه، وأنها عرضة لشباب الأسواق ومعاكساتهم، والكويت لم تشكّ يوماً في حضن السعودية، ولم تنم بقرب السعودية وحقيبة يدها تحت الفراش، بل تضع حقيبتها بما فيها على الكوميدينو، فهي تعلم أن السعودية إن لم تزِدها فلن تُنقصها، وقد جرّبت ذلك عام 1990.

وآه ما أجمل دفء مياه الخليج العربي، وما أجمل اجتماع الشقيقات الخليجيات على صحن واحد، وعلى قلب واحد، وما أجمل الصدق في الحديث، وما أبشع المجاملات، وألا لعنة الله على أصدقاء السوء، أعداء شقيقاتنا، المتربصين بهن خلف كل جدار.

والكويت التي تشاهدها اليوم فتظن مخطئاً أنك أتيت متأخراً عن حفلة حمراء راقصة أقيمت فيها البارحة، دارت فيها الأقداح على أشد ما يكون الدوران، فتبعثرت الكراسي في الصالة، وتناثرت الكاسات على الأرض، وتهشمت... هي ليست كذلك، بل هي تعرضت لأكبر من ذلك، تعرضت لعملية سرقة منظمة وتحطيم وتكسير، وتم تفتيت شعبها، وتكبيل أيادي حرياتها، وتم تشويه لوحاتها الفاخرة المعلقة على جدرانها، وتم تقطيع أوراق شجرتها، وتم قتل نسورها وصقورها فخلا الفضاء للغربان وعلا نعيقها، فرفع الناس رؤوسهم إلى السماء وقرأوا بخشوع: 'فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً. إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً'، واستجاب لهم ربهم.

* * *

اليوم تحل ذكرى وفاة أميرنا الراحل الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح، وتسقط دمعة حزينة صامتة.
 

وبعديين

New member
إنضم
3 سبتمبر 2009
المشاركات
1,556
مستوى التفاعل
2
النقاط
0
الإقامة
في مكان حلو,,
محمد الوشيحي
[email protected]

كل البيض الإعلامي التلفزيوني السياسي فاسد، وكل ما يحدث هنا هجص. طبعاً باستثناء تلفزيون الراي، ومذيعه الشاب الرائع عبد الله بوفتين، الذي وُلدَ وفي فمه ملعقة من صدق، وعلى وجهه مسحة من خجل، وعلى أنفه نظارة من بحث واستعداد للحلقة. يعيبه انخفاض سقفه. ولا أدري هل ذلك باجتهاد منه أم هي تعليمات الإدارة، الأكيد أنه سقف لا يليق بعملاق اسمه 'تلفزيون الراي'. فيا أهل 'الراي' ليس لمثلكم الزحف، ولا الالتصاق بالجدران، ارفعوا سقفكم يرحمنا ويرحمكم الله وامشوا وسط السوق مشي العظماء لينزوي الآخرون في جحورهم وينكشفوا أمام الناس. ارفعوا سقفكم كي يضحك الناس على المذيعين البكّائين الذين انتشروا في الفضائيات انتشار الجراثيم في مكب النفايات. ارفعوا سقفكم في حدود القانون كي يميّز الناس بين المذيع السياسي الحقيقي وبين مذيعي التمثيل والتزوير. ارفعوا سقفكم وافتحوا الهاتف لتستقبلوا مكالمات المؤيدين والمعارضين، لا كما تفعل 'فضائيات النفايات' التي لا تستقبل إلا ذوي الطبلة وذوي الصاجات وأحفاد الراقصة الفاضلة تحية كاريوكا. ارفعوا السقف فقد ملّ الناس الكذب، والجهل، وسوالف الورعان. ارفعوا سقفكم لتتساقط كل هذه الكائنات التي لا عمل لها إلا الشمشمة والنباح خلف مسلم البراك، وتترك انقطاع الكهرباء والماء في بلد تفيض منه المليارات وتنشف فيه الحنفيات.

شنو ما هذا الإعلام الذي يتحدث عن أوضاع إيرلندا أو السلفادور أو أي دولة أخرى ليست الكويت بالتأكيد؟ ما كل هذا التمثيل والبكاء على الهواء المسكوب؟... وأتذكر أنني تلقيت اتصالاً من صحافي (أصبح الآن مذيعاً كثير البكاء) ليُجري معي مقابلة صحافية. وبعد أن زارني في المكتب، طلب مني أن أحكَّ جبهتي وأسرح بنظري بعيداً، كي يلتقط لي صورة يكتب تحتها 'الوشيحي يفكر بعمق'، فاعتذرت له ضاحكاً بكل ما أوتيت من قرف: 'أنا أفكر على السطح، وأخجل من حركات كهذه'، فتحدث إليّ بنبرة الخبير المشير: 'صدقني، أنا أعرف عقليات الناس، يجب أن تمثل عليهم، وهم أغبى من أن يكتشفوا شيئاً'! وهو ما أصبح يفعله في برنامجه. تمثيل باهت مكشوف مقزز.

وقبل ذلك تلقيت رسالة إلكترونية من شابين يطلبان إجراء لقاء صحافي يخدمهما في دراستهما في كلية الإعلام، على أن يدور الحوار حول 'الكتابة الساخرة'. وفي مكتبي، طلب أحدهما بأدب أن أُمسك بالقلم وأتظاهر بالكتابة ليلتقط لي صورة، على اعتبار أن الصورة التقطت لي فجأة وأنا أكتب المقالة، ومن دون علمي، فصارحته: 'لك مستقبل في الإعلام الكويتي الغبي، لكنك بالتأكيد ستتعرض للخنق ونتف الشعر لو عملت في إعلام آخر يحترم نفسه'، ثم وبغضب حذرتهما: 'مبدئياً، إذا كان من ضمن أسئلتكما سؤال عن أسوأ عيوبي، وتتوقعان مني أن أجيبكما (طيبة قلبي الزائدة عن الحد)، وما شابه من أسئلة وأجوبة، فعليّ اليمين لنتبادلنَّ التراشق بالطفّايات. اتركا الغباء والتمثيل'، فضحكا مرعوبَين وطرحا سؤالهما الأول: 'ما سبب التباين الواضح في مقالاتك؟'، فصرخت فرحاً: 'صح، هذه هي الأسئلة لا أمَّ لكما'، وخلعت غترتي وأشعلت سيجارتي وابتدأ مشوار الحوار.

واليوم، أجزم أن إنشاء فضائية مهنية صادقة ستكون - منذ أسبوعها الأول وهي في مهادها - كعصا موسى تلتهم حيّات السحرة والبكّائين... 'وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ'.

***

أوف، نسيت الشاب المبدع في تلفزيون 'الوطن'، عبد الوهاب العيسى، الذي يمتلك موهبة يُشار إليها بالانبهار، لولا أن قناته تكتب بـ 'خط الرقعة'.
 

وبعديين

New member
إنضم
3 سبتمبر 2009
المشاركات
1,556
مستوى التفاعل
2
النقاط
0
الإقامة
في مكان حلو,,
آمال:
هزي يا نواعم
محمد الوشيحي
[email protected]

منظر الشعب وهو يراقب أعضاء حكومته وحبايبها ويتحسر، يشبه إلى حد التطابق منظر مجموعة من عمال التنظيف المكدسين في حوض سيارة نقل، في عز الصيف، وهم عائدون من مقر عملهم ينضحون عرقاً وإجهاداً، فتتوقف سيارتهم عند إشارة المرور، فتقع أعينهم على شاب لم يكتمل نمو شنبه، يمتطي سيارة تجاوزت قيمتها الأربعين ألف دينار، زجاجها مغلق لدواعي التكييف، ويجول بنظره بين السيارات بحثاً عن فتاة تبهرها سيارته. ووالله لا أدري ماذا أفعل عندما تتصوب نظرات هؤلاء الكادحين العرقانين صوبي، رغم أن سيارتي لا تغري حتى منى عبدالمجيد.

وبعد خمس سنوات من الآن، وفي صيف 2015، سيصرح وزير الكهرباء: 'هذا الصيف سيكون الأكثر قسوة'، فيشد الناطق باسم الحكومة من أزره: 'هذا الصيف كارثي'، فيراسلني قارئ: 'والدتي تعاني السمنة وأمراض الشيخوخة. تعبتُ في إقناعها بالسفر إلى دولة طقسها بارد حتى لا تتكرر الكارثة عندما كادت تموت بسبب انقطاع الكهرباء، فرفضَتْ خشية أن تموت في بلاد ليست مسلمة، على اعتبار أن المسلمين في نظرها هم فقط أهل الخليج، فأقنعتها بالسفر إلى العمرة، ومن ثم الإقامة في مدينة الطائف، بحجة القرب من بيت الله الحرام، ووافقت. فتركتُ أولادي وزوجتي أيام الامتحانات، واصطحبتها إلى مكة والطائف. وها أنذا في مكة أدعو على الحكومة ونوابها وكل من يؤيدها'. وكتب لي صيغة الدعاء، ولو أن الله استجاب دعاءه، لراحت الحكومة 'طعام جحوش' كما يقول المثل البدوي.

وفي صيف 2015، سيغضب الناس لانقطاع الكهرباء، فتصرح الحكومة المرتاحة التي تمدد رجليها على طاولة البرلمان: 'ناموا كما كانت تنام الممثلة الفرنسية بريجيت باردو (بي بي)'، التي سئلت ماذا ترتدي أثناء نومها، فأجابت: 'قطرات من عطر شانيل فقط'، أي أنها كانت تنام بلا هدوم. في صيف 2015 سنقرأ في الصحف: 'تمديد العمل في لجنة التحقيق في طوارئ 2007'، فينتفض نواب كتلتي الشعبي والتنمية وآخرون، ويتقدمون باستجواب لرئيس الحكومة، فيعلن النائب سعدون حماد تأييده للاستجواب، فيتم 'إقناعه'، فيصرح: 'الاستجواب للتكسب الانتخابي'. ويتصل دليهي الهاجري بالشيخ طلال الفهد، فيجد هاتفه مغلقاً، فتضرب معه لخمة، ويحتاس حوسة الدجاجة أمام قط جائع. وتصرح سلوى الجسار: 'لا تكهربوا الكهرباء، أمامنا أمور أخرى أهم، فمنصب عميد كلية التربية شاغر'. وتصدر كتلة العمل الوطني بياناً لا رأس له ولا ذيل، ويعلن مرزوق الغانم وصالح الملا وأسيل العوضي وعبد الرحمن العنجري، في آخر دقيقة وقبل صفارة الحكم، تأييدهم للاستجواب، والأربعة الباقون يعارضونه، ثم تعلن أسيل امتناعها، ويعلن العنجري رفضه الاستجواب.

ويرسل المهري فاكساً: 'المستجوبون حرام، فليس فيهم أحد من أتباع آل البيت'. ويصرح حكيم هذه الأمة المنكوبة، دولة رئيس البرلمان جاسم الخرافي، على طريقة هاني شاكر: 'يا حبايب قلبي، يا عيوني، سنحيل الجلسة سرية'، فتعلن شركته: 'انتهينا من بناء أربع محطات لتوليد الكهرباء في سورية ومصر والأردن وبوركينا فاسو'. فيتجمّع الناس في ساحة الإرادة غضباً، تحت شعار 'الفساد أهلك العباد'، فيتجمع أنصار رئيس الحكومة، ويرفعون يافطاتهم 'غير السّوباح ما نبي'.

وهزّي يا نواعم شعرك الحرير، خلي الشعر الناعم مع الهواء يطير... غنّوا معي إلى أن تُفرج، أو إلى نموت من الحر.
 

bant-failaJa

New member
إنضم
18 أغسطس 2009
المشاركات
1,028
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
وووووبعديييييين حبيبتي مشكووووووووووورة وااااااااااااااااايد

ونعم الكااتب ونعم الممقالات اخترتي





محمد الوشيحي عظم ببلعوم ........ عاارفيين نفسهم




تسجيل حضور يومي
 

وبعديين

New member
إنضم
3 سبتمبر 2009
المشاركات
1,556
مستوى التفاعل
2
النقاط
0
الإقامة
في مكان حلو,,
هلا وغلا ببنت فيلجا
العفو ياقلبو
اتشرف بمتابعتج
محمد الوشيحي صوت الشعب الله يطول بعمره
واقف في وجيه اللى كل همهم زياده ارصدتهم على حساب البلد

خلاص... هو الحين يحلق في سماء الحريه مع جريدة الدستور المصريه
الله يعين ال..عارفين انفسهم:lololoe:


بنت فيلجا..
انتي اللى بالشبكه الوطنيه ؟
 
التعديل الأخير:

وبعديين

New member
إنضم
3 سبتمبر 2009
المشاركات
1,556
مستوى التفاعل
2
النقاط
0
الإقامة
في مكان حلو,,
جريدة الدستور المصريه

محمد الوشيحي........لو كانت حكومتنا رجلاً لكمنت له خلف الجبل، ولأعطيته شلوتاً بالمجان لا أسأله عليه جزاء ولا شكورا. لكن الكويت دولة لا جبال فيها ولا أنهار ولا وديان ولا سهول ولا بحيرات ولا ينابيع. هي أرض مبسوطة كل البسط ككف الجالس علي باب الجامع، ومساحتها علي الكرة الأرضية بمساحة حبة خال في جسم عملاق روسي أشقر.

ولو كان عند حكومتنا ذرة، أو نواة، من الخجل، لسرقت «نصيبها» بالرفاء والبنين، ولشيّدت بجزء من الباقي سلالم متحركة تربط الكويت من الجلدة إلي الجلدة. ولو تولتنا حكومة يعرف خدها اللون الأحمر، لقامت برشّ الكويت كلها، من المحيط إلي الخليج، بالعطورات الفرنسية كل مساء، فيتراهن الناس: «هذا عطر شانيل، لا يا أعمي هذا عطر غوتشي، لا عطر دافيدوف»، فتخصص الحكومة جائزة أسبوعية، طائرة بمقعدين، لمن يعرف نوع العطر هذا الأسبوع، ولن تتأثر الميزانية.

وفي لبنان، الذي يسكن شعبه الجبال، ويجاورون النسور في البناية نفسها، نشاهد الحكومة اللبنانية، التي هي فقيرة و«مديونة» من الجميع حتي من بقال الحارة، قامت بشق طرقات ملتوية كالثعابين في الجبال، علي أحدث تصميم، وحفرت الصخر وتجرحت أظافرها فتحملت إلي أن أوصلت خدماتها إلي أعلي شقة، وشيدت الملاعب الرياضية والفنادق الفخمة وأقسام الشرطة وبقية الخدمات علي القمم.

ويقول الخبير الاقتصادي العربي الكبير، الكويتي الجنسية، جاسم السعدون: «كل ما في الكويت فاسد، باستثناء البنك المركزي»، وأنا أقول: «ضمّه مع القوم يا أبا عبد الله، فهو السبب الأول والرئيسي فيما حدث في القروض من تلاعب أنهك الناس. ضمّه معهم، فمحافظ البنك المركزي، الذي يغار من فخفخته قياصرة الروم، رؤوف رحيم بالبنوك، شديد العقاب عليّ الغلابة، فإذا ارتفع سعر الفائدة سمح للبنوك برفع قيمة قروضها، بل إنه يشيل معها، وإذا انخفض سعر الفائدة غض طرفه لفرط تقواه وورعه، لذلك أصبحت قروض البسطاء كعارضة لعبة الوثب العالي في الأولمبياد، ترتفع بعد كل وثبة».

وقبل فترة، عرض علي الزملاء المصريون فكرة ما زلت أناقشها مع نفسي: «إيه رأيك نبدل حكوماتنا، فتأخذون أنتم الدكتور نظيف وكل النظاف الذين معه، وتعطونا بدلاً منهم الشيخ ناصر المحمد ورجالته؟»، فاشترطتُ أن لا ينحصر البدل في الحكومات فقط، بل في الحكومات ولعّاقيها، باكيج، شيلة واحدة، وأنتم لا خوف عليكم، خصوصاً وأن عندكم لعّاقاً أتابع لعقه باستمرار، وأشهد أنه علي مستوي عال يؤهله للعب في النهائيات مع لعاقينا، لعقة واحدة منه لجزمة الرئيس فإذا هي تلمع من غير سوء، ويبدو أن معسكرات تدريبه كانت في الكويت، لكن مشكلة بقية لعاقيكم يا أحبابي أن تمثيلهم مكشوف، وأداءهم أسوأ من أداء فاروق الفيشاوي بجلالة سوئه.

ويوم الأربعاء، أمس الأول، علي ذمة جريدة «الآن» الإلكترونية، أثناء استراحة النواب والوزراء في القاعة المخصصة لهم في مبني البرلمان، قام أمين سر المجلس - ضع خطاً بالقطران المبين تحت «أمين»، وهو الذي ترتفع يده بالموافقة والرفض مع ارتفاع وانخفاض حواجب الحكومة، لأنه صديق الحكومة، وصديق البيئة، وصديق كل ذي سطوة وحظوة - وطلب من وزير الصحة (وهو أحد اللمبات التي لم تنطفيء بعد في الكويت المظلمة) التوقيع علي معاملة، فرفض الوزير توقيعها لمخالفتها القوانين، فشتمه النائب الأمين: «لابوك لابو من لبّسك البدلة»، أي ألعن أبوك وألعن أبو من ألبسك البذلة، فرد عليه الوزير: «لابوك أنت»، فنهض النائب وذهب إلي الصالة المجاورة، حيث يجلس سموّ رئيس حكومتنا الهمام، وأعطاه المعاملة فقام سموّه بالتوقيع عليها رغم علمه بتفاصيل الخناقة.

فالقانون من عبيد سمو الرئيس، يبيعه، يعتقه لوجه الله، يستخدمه، قانونه وهو حر. والوزراء خاطرهم عنده بربع دينار، وقيل بل بنصف دينار، واختلف الرواة والحواة... وبانتظار التبديل، وبالأحضان يا دكتور نظيف، ووالله لو جريت جري الوحوش، رُبع ناصر ما تحوش.