((بنت الصباح))
New member
- إنضم
- 27 يناير 2009
- المشاركات
- 762
- مستوى التفاعل
- 1
- النقاط
- 0
حريق الجهراء.. نظرة أخرا
أحمد عبد الله الهاجري
رحم الله أمهاتنا وأخواتنا وأطفالنا ممن استشهدوا في هذا الحريق وكان الله في عون ذويهم أجمعين، ولن أخوض في أسباب الحريق أو طريقة تعامل الجهات معه، فلا أحب أن أظلم رجل إطفاء لبى النداء مسرعاً، وهو في ملابسه المدنية، ولن أظلم رجل شرطة هرع إلى موقع الحريق بسرعة البرق، ولم يكن في ساعات عمله، ولن أظلم مسعفاً أو طبيباً أو حتى كاتباً في أي مستشفى، قام بواجبه وتعامل بكل إنسانية مع الحادث، ولن أظلم أهالي الشهيدات بأي ردة فعل قاموا بها أثناء وبعد وقوع الحادث، فالصدمة كانت أكبر من استيعابنا لها، والفاجعة شلت التفكير وجمدته لأن الله سبحانه وتعالى قبل أن يخلق الأرض ومن عليها قد كتب ما حدث وقد أمر سبحانه بأن ينقضي ما كتبه في ساعته ولحظته ولن يزيد أحد أو ينقص من قضاء الله سبحانه وتعالى شيئاً، ولو كانت فرق الإطفاء والإسعاف والشرطة تحرس هذه الخيمة قبل وقوع الحادث لما غيرت شيئاً من قدر الله الذي قدره.
وكم أنا متأكد من إيمان أهل الشهيدات بقضاء الله وقدره، لأنهم- وكما شاهدتهم في المقبرة والمستشفى- أهل دين وتقوى ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
لكن هناك أسباباً تحدثت عنها بعض الناجيات من الحريق من دون إسهاب، وهي أسباب جوهرية في ارتفاع عدد الشهيدات، وفحواها التضحية والاحتشام الشديد، فقد كانت الناجيات من الحريق، وهن قلة، بعضهن لم يدخلن الخيمة بعد، وبعضهن غادرن قبل الحريق، والأخريات كن بالقرب من باب الخيمة، وكما أسلفنا كان تقدير ذلك إلهياً لا دخل لهن فيه، أما المصابات والشهيدات فقد كانت تضحياتهن أكبر من أن يتصورها أحد، حيث آثرن ارتداء العباءات أولاً، قبل الخروج من الخيمة، وهن يشاهدن النار ويستنشقن دخانها، وأخريات كن يبحثن عن أخواتهن أو بناتهن أو أمهاتهن أو قريبات لهن، ولم يفكرن في النجاة بأنفسهن فقط، وأخريات كن قد خرجن من الخيمة، ودخلن مرة أخرى علهن يستطعن إنقاذ ما يستطعن إنقاذه .
ولهذا، اختلطت أسباب الستر والحشيمة والتضحية وإنكار الذات والأمومة وصلة الرحم ، لتشكل قافلة جديدة من الشهيدات لنفتخر بهن أبداً، ما حيينا وكيف لا نعتز بهن، ويبقى لنا أن نطلب لهن من الله العلي القدير الرحمة والمغفرة، ونطلب الشفاء العاجل لباقي أمهاتنا وأخواتنا وبناتنا ممن أصبن في هذا الحادث الأليم.
وثمة كلمة لأهالي الشهيدات وهي أن يحتسب كل منهم مصيبته عند الله سبحانه وتعالى فهو وحده ولا غيره من يستطيع تعويضهم عما فقد كل منهم، ولن يبقى إلا أن أقول لهم، إن نساء الكويت كلهن أمهات لمن فقدت أمها، وأخوات لمن فقدت أختها، وبنات لمن فقدت ابنتها
أحمد عبد الله الهاجري
رحم الله أمهاتنا وأخواتنا وأطفالنا ممن استشهدوا في هذا الحريق وكان الله في عون ذويهم أجمعين، ولن أخوض في أسباب الحريق أو طريقة تعامل الجهات معه، فلا أحب أن أظلم رجل إطفاء لبى النداء مسرعاً، وهو في ملابسه المدنية، ولن أظلم رجل شرطة هرع إلى موقع الحريق بسرعة البرق، ولم يكن في ساعات عمله، ولن أظلم مسعفاً أو طبيباً أو حتى كاتباً في أي مستشفى، قام بواجبه وتعامل بكل إنسانية مع الحادث، ولن أظلم أهالي الشهيدات بأي ردة فعل قاموا بها أثناء وبعد وقوع الحادث، فالصدمة كانت أكبر من استيعابنا لها، والفاجعة شلت التفكير وجمدته لأن الله سبحانه وتعالى قبل أن يخلق الأرض ومن عليها قد كتب ما حدث وقد أمر سبحانه بأن ينقضي ما كتبه في ساعته ولحظته ولن يزيد أحد أو ينقص من قضاء الله سبحانه وتعالى شيئاً، ولو كانت فرق الإطفاء والإسعاف والشرطة تحرس هذه الخيمة قبل وقوع الحادث لما غيرت شيئاً من قدر الله الذي قدره.
وكم أنا متأكد من إيمان أهل الشهيدات بقضاء الله وقدره، لأنهم- وكما شاهدتهم في المقبرة والمستشفى- أهل دين وتقوى ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
لكن هناك أسباباً تحدثت عنها بعض الناجيات من الحريق من دون إسهاب، وهي أسباب جوهرية في ارتفاع عدد الشهيدات، وفحواها التضحية والاحتشام الشديد، فقد كانت الناجيات من الحريق، وهن قلة، بعضهن لم يدخلن الخيمة بعد، وبعضهن غادرن قبل الحريق، والأخريات كن بالقرب من باب الخيمة، وكما أسلفنا كان تقدير ذلك إلهياً لا دخل لهن فيه، أما المصابات والشهيدات فقد كانت تضحياتهن أكبر من أن يتصورها أحد، حيث آثرن ارتداء العباءات أولاً، قبل الخروج من الخيمة، وهن يشاهدن النار ويستنشقن دخانها، وأخريات كن يبحثن عن أخواتهن أو بناتهن أو أمهاتهن أو قريبات لهن، ولم يفكرن في النجاة بأنفسهن فقط، وأخريات كن قد خرجن من الخيمة، ودخلن مرة أخرى علهن يستطعن إنقاذ ما يستطعن إنقاذه .
ولهذا، اختلطت أسباب الستر والحشيمة والتضحية وإنكار الذات والأمومة وصلة الرحم ، لتشكل قافلة جديدة من الشهيدات لنفتخر بهن أبداً، ما حيينا وكيف لا نعتز بهن، ويبقى لنا أن نطلب لهن من الله العلي القدير الرحمة والمغفرة، ونطلب الشفاء العاجل لباقي أمهاتنا وأخواتنا وبناتنا ممن أصبن في هذا الحادث الأليم.
وثمة كلمة لأهالي الشهيدات وهي أن يحتسب كل منهم مصيبته عند الله سبحانه وتعالى فهو وحده ولا غيره من يستطيع تعويضهم عما فقد كل منهم، ولن يبقى إلا أن أقول لهم، إن نساء الكويت كلهن أمهات لمن فقدت أمها، وأخوات لمن فقدت أختها، وبنات لمن فقدت ابنتها
التعديل الأخير: