- إنضم
- 15 يونيو 2010
- المشاركات
- 125
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 0
فصل [ وجوب التأهب للرحيل ]
من علم قرب الرحيل عن مكة , استكثر من الطواف , خصوصا إن كان لا يؤمل العود لكبر سنه وضعف قوته . فكذلك ينبغي لمن قاربه ساحل الأجل بعلو سنه أن يبادر اللحظات , وينتظر الهاجم بما يصلح له . فقد كان في قوس الأجل منزع زمان الشباب , واسترخى الوتر في المشيب عن سية القوس , فانحدر إلى القلب وضعفت القوى أن يوتر . وما بقي إلا الاستسلام لمحارب التلف , فالبدار البدار أن يؤثر إلى التنظيف ليكون القدوم على طهارة .
وأي عيش في الدنيا يطيب لمن أيامه السليمة تقربه إلى الهلاك , وصعود عمره نزول عن الحياة , وطول بقائه نقص مدى المدة , فليتفكر فيما بين بيديه , وهو أهم مما ذكرناه .
أليس في الصحيح : ما منكم أحد إلا ويعرض عليه مقعده بالغداة والعشي من الجنة والنار فيقال : هذا مقعدك حتى يبعثك الله .
فو أسفاً لمهدد كم يقتل قبل القتل , ويا طيب عيش الموعود بأزيد المنى .
وليعلم من شارف السبعين , أن النفس أنين , اعان الله من قطع عقبة العمر على رمل زرود الموت .