السلام عليكم ورحمة الله
http://www.youtube.com/watch?v=8GKP2U-ECYo&feature=player_embeddedhttp://www.youtube.com/watch?v=yiC7hiD7oxE&feature=player_embedded
المتابع لما يجري في المشهد الإعلامي في الكويت عموماً يلحظ شكلين مختلفين من الفساد الإعلامي الذي أصبح غالبا ومتسيدا.
الأول: إعلام مُفسد: وهو إعلام تجاري يسعى للربح عبر استغلال الأمراض الاجتماعية الكثيرة في مجتمعاتنا ، فيعمل على تكريسها وترويج قيم أخلاقية وثقافية منحطة، تهبط بالذوق العام، وترسخ ثقافة الفساد والاستهلاك ،واللامبالاة والشعور بالعجز وضرب الوحدة الوطنية من قبل بعض القنوات الفضائية والصحف التي صدرت مؤخراً.
أما الشكل الثاني : إعلام فاسد ويتمثل في مؤسسات إعلامية ينخر الفساد جهاز العاملين فيها بشكليه الكبير والصغير. ويصيبه الفساد جراء عدة عوامل تختلف من بلد إلى آخر، ففي الأنظمة الشمولية الاستبدادية يُستغل الفساد الإعلامي لتلميع الأنظمة والتعمية والتعتيم على تجاوزاتها الأخلاقية والإنسانية.
وسائل الإعلام الفاسد!!
لقد دأب بعض ضعاف العقول في الآونة الأخيرة وبمساعدة بعض وسائل الأعلام "الهابطة" الفاقدة للحس الوطني محاولة دغدغة مشاعر البسطاء من الناس وإيهامهم بأن حقوقهم مسلوبة وأنهم هم من سيعيدونها لهم .
والتصاعد الذي تشهده البلاد لخطاب الفتنة والإثارة الهدف منه ضياع هيبة الدولة وزعزعة الاستقرار ،وإثارة النزعة القبلية والطائفية حتى أن لغة الحوار التي من المفروض ألا تتجاوز حدود الاختلاف في وجهات النظر تحولت إلى لغة تهديد وتخوين وتشكيك بالوطنية وتلويح بالمحاسبة.
فأصبحنا نرى أناسا لم نعهدهم ليسوا من أصحاب الفكر ولا المال بدؤوا يمتلكون قنوات فضائية وصحف يومية و يقودون الرأي العام إلى المجهول في محاولة فاشلة لتغييب وعى المواطنين ودون إحساس بالمسؤولية أو النظر إلى مصلحة الكويت .
إنه إعلام مبني على التشكيك والتخوين وإلغاء الآخر وللأسف الشديد يعتمد في المقام الأول على إثارة النعرات والفتن القبلية والطائفية بين أفراد الشعب الكويتي الواحد في مختلف طبقاته وإنشاءاته.
إعلام بدأ يعيد إلى الواجهة بتركيز شديد الصراع الطائفي والطبقي والذي بدأ يتلاشى بفضل من الله تعالى ثم بتماسك أبناء هذا الوطن الطيبين من خلال إبرازه لبعض الأصوات التي تدعى أن ظلماً هنا وإجحافا هناك .
سمو الأمير وانتقاده للإعلام الفاسد
ومن الجدير بالذكر أن سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر- حفظه الله ورعاه - كان قد انتقد الإعلام الفاسد أكثر من مرة وأبدى سموه جملة من الملاحظات حول دور الإعلام الفاسد في نشر الفتنة في نفوس الشعب الكويتي.
حيث قال سموه :"أجد لزاما على هنا أيها الأخوة أن أتوجه بعتاب كبير هو عتاب الأب وهو عتاب ولي الأمر إلى مؤسساتنا الإعلامية بوسائلها المختلفة التي طالما حملنا لها كل الاحترام والرعاية وعولنا على دورها الايجابي في التنوير والتوحيد والتنمية حيث تم استغلال بعضها كمعاول هدم لمجتمعنا ولثوابتنا الوطنية".
وكذلك في لقاء سمو الأمير برؤساء تحرير الصحف فقد قال سموه : " أقول لكم بصراحة الوضع الإعلامي الذي يسود في البلاد سيئ، والصحافيون اللي عندكم وبعضهم غير كويتيين وبدون، فهؤلاء يتقصدون اخذ تصريحات ومعلومات من أشخاص يحقدون على الكويت فيضعون آراء أولئك الناس في الصحف. ورأفة بالكويت وشعبها التوقف عن هذه الظاهرة المضرة بالكويت.
القوى الشعبية والمطالبة بوقف تجاوزات الإعلام الفاسد
كما كانت هناك مطالبات نيابية وشعبية كثيرة بضرورة وقف تجاوزات الإعلام الفاسد فقد انتقدت القوى السياسية والرموز الشعبية استمرار تجاوزات الإعلام الفاسد في ضرب الوحدة الوطنية وكان من أهم هذه الانتقادات بيان الحركة الدستورية الإسلامية "حدس" والذي حمل فيه رئيس الوزراء مسئولية دعم واستمرار الإعلام الفاسد في النيل من الثوابت الوطنية.
فقد جاء في بيان " حدس" إننا وبوضوح نحمل رئيس الوزراء مسؤولية تفعيل وتنفيذ خطاب سمو أمير البلاد بشأن الوحدة الوطنية كما نحمله المسوؤلية كاملة تجاه ما يحدث للمجتمع ونؤكد أن القادم من الأيام سيجعل كل من يرعى ويدعم هذه الحالة من الفوضى وتمزيق المجتمع وشق وحدة الصف الوطني يدفع ثمن هذه الفوضى سياسياً .. وفي سابق التاريخ والأحداث عبرة وعظة.
وطالبت الحركة الدستورية الإسلامية وزير الداخلية الشيخ جابر الخالد ووزير الإعلام الشيخ أحمد العبدالله بضبط وسائل الإعلام المشبوهة التي تثير الفتن الاجتماعية والأمنية بلا رقيب أو استشعار بالمسؤولية.
كما أكد النائب محمد هايف أن استمرار ما يبثه الإعلام الفاسد تحت سمع وبصر الحكومة كفيل بإسقاط حكومة برمتها، مضيفا : نحن بانتظار إجراءات عاجلة من الحكومة لوقف هذه المهزلة التي تنخر في الوحدة الوطنية، وتسيء لسمعة الكويت.
كما قال النائب د.محمد الحويله في تصريح له : ما تعرضت له إحدى القنوات لأهل الكويت يعد تعديا خطيرا على وحده وكيان الكويت وشعبها وعلينا أن نتحد للوقوف في وجه الفتنه وعلى وزير الإعلام أن يتحرك وإلا سوف يحاسب على سكوته .
ومن جهته حذر الإتحاد الوطني لعمال وموظفي الكويت من الفتنة التي تقوم بها بعض وسائل الإعلام، ودعا الإتحاد الحكومة للقيام بدورها بحماية الوحدة الوطنية.
كما حمل رئيس نقابة العاملين بوزارة العدل خالد المرجاح مسئولية التجريح العلني والسب والقذف الصريح من قبل بعض أصحاب القنوات الفضائية تجاه بعض النواب وناخبيهم وضد فئة أبناء القبائل إلى سمو رئيس مجلس الوزراء، ووزيري الداخلية والإعلام وطالب المرجاح سمو رئيس مجلس الوزراء ووزيري الداخلية والإعلام باتخاذ الإجراءات المناسبة تجاه القنوات التي تثير الفتنة وتمزق نسيج المجتمع .
ومن جهته استنكر رئيس نقابة الأوقاف بندر النصافي تطاول بعض الساقطين على رجالات وقبائل البلد، وهو ما يؤذن بفتنة كبيرة وشق الوحدة الوطنية، الأمر الذي يوجب أن يقابل بتحرك جاد لإيقاف هذا السفيه عند حده، وهو دور يجب أن تمارسه الحكومة التي تتجاهله حتى الآن ولا ندري ما سبب ذلك؟ وماذا تنتظر؟
بينما أبدت نقابة الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب عن أسفها لتلمسها بعض الدعم الخفي من جهات حكومية للجهال مثيري الفتنة، وطالبت بتحرك عاجل من القيادة السياسية والشعب الكويتي لحماية الوحدة الوطنية.
المدونات والمنتديات ومحاربة الإعلام الفاسد
وكان للمدونات والمنتديات دور في فضح الإعلام الفاسد ونشره لبعض التجاوزات التي يقوم بها هذا الإعلام ونستشهد هنا ببعض المدونات والمنتديات التي تناولت ملف "الإعلام الفاسد"
الجويهل والإعلام الفاسد !!

مثل محمد الجويهل المرشح السابق لانتخابات مجلس الأمة الماضية رمزاً من رموز الإعلام الفاسد والذي كان ضيفاً دائماً في السابق على قناتي (سكوب والعدالة) بل ولم يكتف بهاتين القناتين بل وافتتح قناة جديدة خاصة به وهى قناة (السور) والذي اختص دائماً حواراته ومداخلاته باستهداف القبائل والنواب المنتقدين للحكومة وكذلك القوى السياسية والشعبية وهى شخصية تثير جدلاً سياسياً كلما تكلمت ولا ندرى من أين تأتى بكل هذا الدعم سواء الأموال التي أنفقها تحت عيون وزارة الداخلية أيام الانتخابات الماضية أو من خلال قناته الفضائية التي لا ندرى من أين مصادر إنفاقها وخاصة أنها ظهرت في وقت قياسي
شيوخ الأسرة يتبرؤون من الإعلام الفاسد !!
ذكرت الزميلة (الآن) أن شيوخا كبارا من أسرة آل صباح الكرام، بدءوا اتصالات الليلة داخل الأسرة الحاكمة الكريمة لوقف برامج المرشح السابق محمد الجويهل، وذكر مصدر مطلع أن شيوخا كبارا مستاءون مما يطرحه الجويهل باسم الدفاع عن أسرة آل الصباح وبحجة الدفاع عنها. وقال المصدر -آثر عدم ذكر اسمه- حرفيا: "والله زمن! من متى الصباح يستجدون الفزعة والبيعة سواء من الجويهل أو من غيره فتأييد الشعب لهم يمتد ثلاثة قرون وترسخ كتابة بالدستور". وذكر مصدر آخر أن هناك استياء كبير مما يطرحه الجويهل وبعض القنوات، بل إن شيوخا عبروا عن استيائهم من التجمع الذي جرى أمس بساحة الإرادة ورأوا بأن في ذلك "نقيصة" بدلا من التأييد للأسرة الحاكمة.
ويتشكل رأي الأسرة الحاكمة بأن ما يجري على الفضائيات ويشاهده العالم أجمع ودول المنطقة يوحي بأن هناك تحدٍ لحكم آل صباح، وهو حكم نادر التأييد شعبيا في العالم ولا يختلف عليه اثنان من الكويتيين، ومن المرجح أن تتخذ قرارات قريبا لوقف ما يرى كثيرون بأن إساءة لأسرة آل صباح بدلا من تأييدها ونصرتها.
نماذج من الإسفاف والتجاوزات في "الإعلام الفاسد"
الفتنة نائمة.. لعن الله من أيقظها !!
أمن وسلامة المجتمع فوق كل اعتبار ، والحديث عن الفتنة حديث شائك لأننا ندرك جيداً مدى خطورة هذا الموضوع وما قد يجرنا إليه من سجالات مع الآخرين ، ولكن واجبنا الشرعي والوطني وحبنا للكويت يجعلنا ندق ناقوس الخطر ، فالكويت هي بيتنا الكبير الذي نستظل به بعد الله سبحانه وتعالى وحمايتها من كل الأخطار واجب علينا الالتزام به لاسيما أننا في موسم انتخابات برلمانية والذي يكثر فيه اللغط من أجل التكسب الانتخابي ولو كان ذلك على حساب مصلحة الكويت، حيث اعتمد أصحاب منهج الإثارة على الصراخ والدفع بالخطاب الاعلامى إلى مستوى لا يرتقى بالحياة السياسية بل يدفع في اتجاه التأزيم وإثارة الأحقاد والضغائن بين أبناء الوطن الواحد .
الدولة وواجبات المرحلة
لذا فالفتنة نائمة لعن الله من أيقظها بقول أو فعل أو عمل ، الواجب الذي تفرضه المرحلة الآن هو أن يرتقى قادة الفكر والسياسيين بمستوى الخطاب الاعلامى لإخماد هذه النار التي يؤججها البعض ، لدرء هذه الفتن وعلى الدولة اتخاذ جميع الخطوات القانونية ضد أي محاولة للإساءة للوحدة الوطنية مع التأكيد على الحفاظ على الثوابت الوطنية وعدم المساس بالحريات والدستور .
تساؤلات مشروعة
من المستفيد ؟!!
لا يعتقد وطني مخلص أن التطرق لما قد يثير الفتنة بين أفراد مجتمعنا الذين عاشوا جنبا إلى جنب في الشدائد والمحن سيعود بالنفع على أحد بل على العكس فهو كالنار المدمرة التي إن أتت على شيء جعلته كالرماد والهشيم ، فالكويت كانت وستبقى بإذن الله تعالى مزيجا متناغما من العوائل والقبائل التي قد تختلف مشاربهم و مذاهبهم ولكنهم حتما يتفقون جمعيا في حب الكويت.
من أين لهم المال؟
إن المتابع للأجواء الإعلامية الهابطة ليستغرب بشدة قدرة هذه الصحف والقنوات على الاستمرار في ظل غياب مصادر الدعم الإعلامي عن طريق الإعلانات فهذه القنوات والصحف لا تمثل هدفا للمعلنين والمتابعين على حد سواء والسؤال الذي يفرض نفسه بإلحاح هو من أين لهذه القنوات والصحف المال الكافي للاستمرار وتغطية كل هذه النفقات؟
أين دور وزارة الإعلام وقادة الرأي؟
وفي ظل تنامي الدور المشبوه الذي تلعبه وسائل الإعلام الفاسد يبرز إلى الواجهة سؤالا لابد أن يطرح هل تقبل وزارة الإعلام هذا الإسفاف الذي لم يعد خافياً على أحد أم أن الوزارة ترى أن ما تقوم به هذه الوسائل الإعلامية غير مخالف لقانون المرئي والمسموع؟!
وإذا كانت وزارة الإعلام قد غفلت عن أداء واجبها بعدم تفعيل قانون المرئي والمسموع فإن دور قادة الرأي والفكر لابد أن يكون حاضراً بقوة للتصدي لهذه القنوات والصحف الصفراء والأقلام المأجورة .
التعديل الأخير: