نظرة حب - قصه بمنتهى الروعه والرومانسية

احترت اعبر

New member
إنضم
29 يناير 2008
المشاركات
2,055
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
القصة كويتية حلووووووووووووووة واعجبتني وحبيت انقلها لكم :aha:


أنقل لكم قصه أعجبتني جدا جدا جدا وأتمنى أن تحوز على إعجابكم وتنال إستحسانكم
وهذي القصه للكاتبه حمران النواظر وهالكاتبة معروفة بقصصها الراائعة
يعني أكيد راح تكون حلوه أنشا الله وراح تعجبكم بس أتمنى أنكم ما تبخلون على بردودكم

وأهم شئ الردود عشان احس ان فيه متابعين للقصة والا ماراح اكمل الاجزاء ::::::9
وكل ماشفت فيه حماس أكثر راح انزل اجزاء اكبر لكم يعني العملية طردية بالدرجة الأولى


وهذا أول جزء من القصه وأتمنى أتمنى أتمنى أنه يعجبكم

7

7

7

هل وقعتم بالحب مرة .؟؟؟


هل احببتم احدا بكل جدية .. حب عصف حياتكم وجعلكم من بعد انتهاء هذا الحب كالارض
الموبوئه او الرو ح المسلوبه ... ؟؟

هو فعل..
بطل قصتي...


لم اذكر لكم اي شي عن قصتي الجديده لانني قررت ان تكون مفاجاه لكم ....
ولم اصبر ان ابقيها في مخزون ملفاتي ولذا انزل لكم اول جزء ....

اريدكم في هذه القصه . ان تحبونهم .. وان تفهموهم .. وان تعذروهم . رغم القسوة التي ستلاحظونها ..

ورغم العذاب اللذي ستشاركونهم به .. لانهم .. بكل هدوء .. مجبورون ...



اول جزء


كان يوما ككل الأيام.. رطب في الصباح .. نوافذ السيارات المصفوفة عند قارع الطريق
منداة بقطرات المياه الباردة .. خرجت كما تخرج كل يوم .. تسير لمحطة الباص.. كي تستقل أحدها للمدرسة..
كانت تسير والابتسامة على وجهها.. والتسبيح باسم الرحمن بقلبها.. تحاول أن تسترجع أحد
أحلامها العديدة التي مرت بها بليلة الأمس.. لكن لم يكن هناك إلا حلما واحدا واضح المعالم لها..
كانت تبتسم بخجل وهي تتذكره .. وتخفي فمها بيديها.. وتحضن يديها وجهها المندى ..
نقاط العرق تلمع على صفديها وجبينها ولكن .. كانت تمر بأحلى اللحظات..
وقفت كما تقف كل يوم .. وكلتا رفيقتيها بانتظارها تحينها ..
فاتن: تأخرت عليكن
مريم: لا ما شاء الله عليج فاتن دايما على توقيت غر ينتش
فاتن: هههههههه الحمد لله لاني رقدت متأخرة امس..
مريم: ليش بالله..
فاتن بابتسامه ساحرة: لو تدرن بس ..
سمية: قولي شصاير؟؟
فاتن بحماسه شديدة: مشعل بيرد من السفر..
مريم: من مشعل؟
فاتن باستغراب من مريم: مشعل!! ما تتذكرينه..
سمية : لحظه لحظه.. ولد جيرانكم ..
فاتن تومئ برأسها المغطى بحجابها..
مريم: ااااااااااه واذا .. خير يا طير..
سمية: افاا مرايم ما تدرين .. هذا حبيب القلب
فاتن: عساني افقد عدوج شنو حبيب القلب.. فال الله ولا فالج ..
سمية: عيل ليش شاقه الحلج جذي دامه ما يعني شي لج؟
فاتن بحبور : ماادري.. احس ان ييته هاذي تحمل اشياء وايد ..
مريم: يعني صوغه؟
فاتن بنظرة مقيتة لغباء صديقتها: مريم .. انتي ليش ما تشغلين مخج؟
مريم : الله يهداج تونا من الصبح للحين ما طافت الساعه 7 وربع.. خليني شوي اصخن بعدين تكلمي وياي
سمية بضحك: ههههههههههه ولا سيارة ابوي هههههههههه
فاتن: هههههههههههههههههههه
مريم: تضحكن يالسخيفات .. لكن اللي يعطيكن اليوم برينغلز
فاتن: اوه اوه نسيت اليوم الثلاثاء.. فديتج يالريم انتي اغلى صحباتي
سمية: احم احم... نحن هنا يا فاتن
فاتن تميل للثانيه: وانتي بعد. انتن خواتي من بعد المرحومه عالية ..
سمية ومريم تضمان صديقتهما الرائعه بكل حب: يا بعد قلبي فتونه ..

وياتي الباص...

في طريق العودة.. مريم وفاتن وسمية تتسامرن بتوصيل كل واحدة لمنزل الأخرى
بالقصص والنكات المتعددة وهن يتناولون من بوظة العم ضاري البقال..
سمية وهي تراقب مريم المستمتعة ببوظتها بتلك الظهيرة الملظيه: عدال مريم لا تاكلين يدج ويا البريد..
فاتن تضحك
مريم باحراج خفيف: شعليج انتي.. يوبا بريدج ولا بريدي .. انتي ما تشوفين هالحر اللي يسوي
البيض على الرصيف ويا ويهج
سمية: ايه عاد مو جذي.. شوي شوي .. اللحين لو يشوفج احد شبيقول
مريم: الله عاد اللحين لاني اكل اسكريم الناس بتتكلم ..
فاتن تكلم سمية: ايه مريم خليها على راحتها والله أنا بعد وايد عاجبني البريد اليوم احلى عن كل يوم
سمية: أي لذيذ مافيها شي .. اهو كل يوم لذيذ..
مريم: فاتن تذكرين يوم سمية تقط البريد على روحها برحلة المعهد البريطاني
فاتن تضحك على تلك الذكرى المحرجه بالنسبه لسمية وسمية عادت لها الذكريات : هي انتي صج ما فيج خير ما تذكرين الا السوالف البايخه
فاتن : ههههههههههههههه ذوقي اللي تبين تذوقينها اياه .. علىبالج احنا ارفيجات خلاص ماكو احراج..
سمية: عاد هاذي السوده
مريم: اللــــه .. السوده انتي.. والله أنا ابيض وحده فيكن وانجبن ..
فاتن: ههههههههههههه مريوم والله انج فاضيه ..
سمية: اقلج ...(تنظر لمريم وهي تعود للبوظة) اوهوووو يوبا فجيها عن حلجج
فاتن تستمر بالضحك الا ان وصلت اولهن – سمية- لمنزلها وتوادعت مع كلتا صديقتيها..
فاتن استغلت هذه الفرصة لكي تصارح صديقتها المقربه مريم على ما حلمت به ليلة البارحه
فاتن: ريموو.. بقلج حلمي امس
مريم وهي تتلذذ ببوظتها: شنو..
فاتن: حلمت اني تزوجت..
مريم اندهشت للخبر: ويه مبرووووووك كللولولولولولولولولولش الف الف مبروك::::
فاتن : هههههههههههههههههه صبري زين ما قلت لج شي ويببتي ؟
مريم: ويه حبيبتي مو عن شي بس انتي كل يوم عروس يا فاتن يا بعد قلبي
فاتن: تسلمين حياتي وياج
مريم بلهفة: على منو عرستي؟
فاتن: حزري !!!!!!
مريم بتفكير: امممم ... خالد البريكي
فاتن : مالت عليج
مريم: محمود بو شهري
فاتن وقفت وهي تمسك على قلبها: جانـــزين
مريم: بو الجازي راعي البريد
فاتن: مصكه بويهج ..
مريم: عيل
فاتن: حزري
مريم بتوسل: هئ هئ فتوون شدراني أنا .. قوليلي؟؟
فاتن تمسك يدها وبكل شاعرية المراهقات: مشعل.
مريم بشاعرية هي الثانيه: ويــــــــه.. والله خوش حلم .. شصار؟
فاتن تشرح الموقف بكل لهفة: كنت لابسة فستان ابيض حلو .. وكنت امشي..بروحي له ..
واهو كان ينتظرني.. ليما وصلت له .. مسك يدي وباس جبيني ورحت وياه لدرب كله ورود
مريم تمسك عبائتها : يا حسرة قلبي .. شصار بعدين؟؟
فاتن تسير بكل رومانسيه: وبس..
مريم: بس..
فاتن: شبعد؟
مريم: يعني خبرج .. بيبي .. ولا انج حامل؟
فاتن باحراج: جبي يا حمارة .. ما عندج الا هالسوالف انتي..؟
مريم: ههههههههههههه سنه الحياه يا الكريهه.. والله انتي ليما تعرسين ما بتييبين عيال؟
فاتن: أي والله.. ابي الف ولد والف بنت.. يالله افضي اللي بقلبي كله
مريم: ااااااه الف بنت والف ولد .. اقول زهبي حالج لضرتج!!
فاتن بغرور: اهو يقدر يعافيني ويتزوج غيري؟
مريم تنظر اليها بفخر: لا .. بس لو كل يوم بطنج منتفخ وكل يوم فيج النسو عليه اكيد بيتزوج عليج وحده ثانيه
فاتن: لو يموووت مااخليه .. شنو .. حلالي يوبا واعرسه على غيري؟
مريم تنظر للارض بكل حزن واسف.. فاتن لاحظت ان مزاج رفيقتها قد تبدل
فاتن بنعومه الحرير: علامج مريوم.. ليش زعلتي؟؟
مريم: زعلت عليج .. انتي تحلمين بشي يمكن ما يتحقق يا فاتن. اهو وين واحنا وين؟
فاتن حست بالحرقة تجتاحها والمرارة بحلقها.. كلام مريم الواقعي احزنها كثيرا ولكنها لم تتخلى عن المرح
فاتن: عادي مريم .. محد قال الاحلام بفلوس.. بالعكس تسد يوع فقير المال مثلي.. وبعدين من يبيني .. أنا احلامي دايما اهي اللي ترعاني لان محد عندي
مريم : فاتن لا تتكلمين جذي أنا قلبي ما يستحمل
فاتن: ههههههههههههه فديتج انتي والله .. ما اقدر على قلبج احوو عليه ..
مريم وهي تمسح دمعتها الساخنه: اخر مرة تقولين ان ما عندج احد.. أنا وياج يالسباله الكريهه
فاتن : هههههههههههه ان شالله ..
مريم: احبج فتون
فاتن: وأنا بعد
مريم تحضن رفيقتها بالدرب: يعل عيني ما تبجيج يا فتونه ..
فاتن والدموع تتدحرج على خديها : امين ..


وصلت مريم لمنزلها واكملت فاتن طريقها لوحدها.. تقطع الشارع بهدوء الملائكة..
تسير وهي تفكر (بمشعل).. ابن الجيران .. حكايتها معه كلاسيكية بكل ما تعنيه الكلمة ..
هو ابن الجيران الغني وهي ابنه النجار الفقير .. كان اللعب مسموح لها و ممنوع عليه ..
كانت دائما تراقبه من نافذه غرفته .. او برجه كما كان يحب ان يسمية ..
تسمع عن اخباره المتفرقه من اخيها (جراح) المفتون بصديقه الغني الذي تعرف عليه عندما كلف
اباها بتنجيد الاثاث بمنزله .. كانت تحس بان مشعل على الرغم من ثرائه الكبير الا انه فقير الحياه
حتى انه لم يكن يملك العديد من الاصدقاء.. عائلته كانت دائما تحوطه بأولاد عائلته حتى يكون الصداقات معهم ..
الا انه كان يميل "لاولاد الشوارع" على حد تعبير والدته المتكبرة المغرورة..
كان دائما يقف بوسط الشارع مع الاولاد يتحصل منهم على اخر الاخبار التي تحصل بملاعب الكرة ..
وغرف الدراسه بالمدارس الحكوميه .. يستمع لها بشغف كبير.. ويضحك على الحركات العادية التي
يقومون بها بالمدرسة .. لانه بكل بساطه.. محروم منها .. هي لم تتعاطى معه الا بالصغر..
عندما تقف سيارة اهله خارج القصر كي يخرجوا جميعهم بايام العطلة..الا بذلك اليوم ..
يوم مغادرته للحي.. كانت هي تبلغ من العمر عشرة اعوام .. واليوم كان صيفيا بنسمة ربيعية..
كانت تلهو باحد دماها ومريم تتسلق احدى الشجيرات مع (جراح) ..اتى ناحيتها..
كانت شبه مغمضه العينين من شده الشمس..
مشعل بابتسامه: شتسوين.
فاتن تنظر اليه بعينين شبه مغمضتين: العب..
مشعل: اشوفج.. بس ليش قاعده بالشمس..
فاتن: ما عندنا زراعه ببيتنا واهناك الصبيان يلعبون واخاف اتعور وياهم
مشعل: انزين ليش ما تلعبين وياهم
فاتن تعود لدميتها: ملل.. كله يتطاققون..
مشعل: هههههههههههه وانتي ما تبين تتطاققين وياهم
فاتن تعود وتنظر اليه: ميانين ..
مشعل ينظر إلى اين يلعب الاولاد: لكنهم عايشين.. على عكسي..
فاتن: ليش.. انت ميت؟
مشعل: ههههههههههههه ... انتي نكته .. شسمج
فاتن: مو شغلك... ( نهضت وهي تسير عنه)
مشعل: خلج انزين أنا بروح
فاتن: اصلا ما ابي اقعد بالشمس..
وسارت فاتن عنه الا انه قطع دربها
مشعل: انزين لا تزعلين
فاتن: اشعليج مني زعلت ولا لاء؟
مشعل: اووووووف وايد .. ازعل اذا زعلت اختي الصغيرونة
فاتن لاتعرف لما احست ان هذا الانسان لا يمكن ان يكون اخاها ولكن: لا ما زعلت
يمد يده بقطعه سكاكر: انزين هاج حلاو
فاتن تنظر إلى ما بيده : على كاكاو؟
مشعل: ايه ..
اخذت ما بيده وسارت مبتعدة عنه.. ظل مشعل ينظر اليها باستغراب وبحنية عظيمه..
ولكن اتى صوت امه ليعيده إلى واقعه المرير.. وذهب مشعل ملبيا نداء امه..
التفتت فاتن للولد الذي – ازعجها – على حد تعبيرها ولكنه لم يكن هناك .. اختفى .. هكذا فقط.
عادت للمنزل وجلست على احد المقاعد المهترئه ولكن المريحه ..
وهي تسرح شعر دميتها.. وفجاة دخل اخيها جراح والدموع تتلألأ بعيونه
جراح : وين امي؟
فاتن: بالمطبخ. ليش؟
لم يعرها جراح انتباها وذهب للمطبخ . فاتن لحقته وسمعت شيئا مما قاله اخوها..
الام تحاول تهدئة ابنها الصغير: علامج يمه بسم الله عليك..
جراح والبكاء يخفي صوته: بيروح يمه .. بيسفرونه بره الديرة .. اهو ما يبي.. لكن كله من امه
ام جراح: لكن يا ولدي اهي امه وتعرف لمصلحته
جراح: يمه حرام يسوون فيه جذي.. ما يستاهل..
ام جراح تحضن ابنها الحزين: ماعليه .. بيروح وبيرد ما بيظل هناك على طول
جراح: تصدقين يمه على شويه مااشوفه الا انه بقلبي اكثر من سعد وبدر.. وايد اعزه يمه .. ليش؟
ام جراح تبتسم بحنان: لانك طيب يا وليدي .. وتدري انه ما عنده احد ..
لم يتكلم جراح بل غاب بحضن امه الدافئ يخرج ما تجمع بمكنون فؤاده الصغير وفاتن
خرجت مسرعة لكي تعرف من الذي سيرحل..
رأت جميع الاولاد بالشارع واقفين عند الرصيف الفاصل بين حي القصر وحي المنازل الحكومية..
وقفت بجانب مريم: شصاير؟
مريم: ارفيج جراح بيسافر
فاتن: من. بدر؟
مريم : لا مشعل..
فاتن باستغراب: من مشعل
مريم: مشعل اللي يعيش في القصر
فاتن بصدمه: اللي يعيش بالقصر اهو مشعل؟
مريم: ايه.. ليش ما تدرين
فاتن لم ترد بل ظلت تنظر للاغراض والحقائب التي توضع بالسيارة ..
الخدم كانوا اما داخلين او خارجين ..
ينفذون اوامر الأب اللي تبدو على ملامحه التعاسه ..
فاتن كانت تنتظر ان يخرج مشعل.. لكي تعاتبه على دموع اخيها العزيز ..
واخيرا خرج مشعل ومعه امه.. كان يبلغ من العمر في تلك اللحظه الثالثه عشر..
فتيا.. ولكن طويل القامة .. اطول من جميع صبية الحي.. ويبدو لمن لا يعرفه اكبر من عمره ..
قبل ان يدخل سيارته استوقفه صوت فاتن ..
فاتن وهي تجري بخفه في الشارع: ليش بجيت جراح
مشعل باستغراب وحزن يرقب العينين الزجاجتين: ما سويت له شي..
الام بكل غرور: يالله يمه ادخل
التفت مشعل لامه وعاد بنظراته للطفله امسك يديها واعطاها شيئا : عطيه جراح ..
فاتن لم تجيبه لانه قد دخل السيارة .. وغادر الحي مبتعدا بالسيارة الفخمه.. وعيون الجميع ترقبه ..
بعد اختفائه عاد الاولاد للعب .. الا طفله واحدة.. ظلت واقفه على قارعة الطريق.. يدق قلبها باضطراب..
تمسك بيديها ما لا تستطيع ان تعرف ما هو .. لان عيونها التصقت بالسيارة التي غادرت..
اتت مريم لها وهي تجري: شعطاج؟
فاتن تلتفت لها : عطاني هذا..
فتحت قبضه يديها وظهر ما اعطاها اياه..
كانت قطعه زجاج صغيرة الحجم منحوتة على شكل فرس صغير..
بدون لجام ولا سرج .. يبدو حرا .. كالطيور ..
نظرت إليه فاتن بكل إعجاب ومريم شهقت: اللااااااااااااه .. وايد حلو .. عطاج اياه حقج..؟
فاتن: لا .. حق جراح ..
وركضت فاتن للمنزل وهي تحمل الهدية إلى اخيها الحزين علها تسعده او تريحه قليلا..
جراح امسك الهدية وصعد الدرجات وهو يمسح دموعه..
كانت الهدية غالية عليه جدا.. لدرجه انه كان يصطحبها معه لكل مكان ..
يااااااااااه .. يا للحياة العجيبة.. مرت سبع سنين منذ غادر مشعل لكي يدرس بالولايات المتحدة الاميركيه ..
وها هو خبر عودته يعيد الحياة للطريق الذي لم يعرفه إلا قليلا.. لكن ظله بقي مع الأولاد .. بكلامهم ..
وحكاياتهم .. وبذكرياتهم القليلة التي احتفظوا فيها إكراما لطيبه مشعل الكبيرة


كانت فاتن تبتسم وتكمل مسيرتها .. وصلت للحي .. عيناها هامت على الجلبة التي عند قارعه طريق
بيتها .. سيارة فخمة واقفة.. وخدم القصر ينزلون الاغراض المحملة فيها .. شباب الحي كلهم
متجمهرين واصواتهم الرجوليه تتزاحم بالكلام .. يبدوا وكان احد اهالي المنطقه عاد من السفر..
توقفت فاتن وهي تفتح عينيها الزجاجيتين.. لا بد وانه مشعل.. والا لما كل هذه الجلبه والفوضى..



اشوووف ردودكم وبأكمل الجزء :::00:::
هذا الاتفـاق ::::::9
 
التعديل الأخير:

MassComm

New member
إنضم
20 نوفمبر 2007
المشاركات
21,387
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
الإقامة
kuwait
يسلمووو عالقصة وناطرين الجزء الثاني :)
 

احترت اعبر

New member
إنضم
29 يناير 2008
المشاركات
2,055
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الجزء الثاني ...


استعدت فاتن لكي تنهض للمدرسه .. مشطت شعرها الحريري وهي تسرع بالخطى.. لفت الحجاب بطريقتها القوية .. وغادرت غرفتها..
نزلت للأسفل ورأت معركه اليوم مع اختها مناير واخاها الاصغر عبد العزيز..


فاتن تسلم على الكل: صباح الخير..
عبد العزيز: كاهي ياتج ام الخير .. فتون قولي للحمارة ان التوست الاسود لي
فاتن: حبيبي عزوز أنا اسوي لك اللي تبيه
عبد العزيز بعصبيه: يعني لازم كل يوم تراضيني .. ليش اهي ما تعطيني
اياه من نفسها.. لكن أنا اليوم ما برضى باللي تسوينه لي
ام جراح: اوووووووووف منور والله بتيبين لي الضغط عطيه التوست ابسرعه وأنا بسوي لج واحد يديد.
مناير بعناد الاطفال: ماني... ماني .. ماني
عبد العزيز : منوووووور هاتيه احسن لج ..
مناير وقفت وهي تشهر التوست بيدها: ماكو .. ماكو .. ماكو ..موت ولا بتحصله
عبد العزيز: اموت؟.. اوريج ..
اخذ عبد العزيز كأس الشاي وسكبه على زي مناير المدرسي واطلق منها صرخه دوت بالمنزل
مناير بغضب: يالحيوان .. شوف شسويت ..
فاتن وهي تمسك عبد العزيز: عشان ما تتحدين الرياييل مرة ثانيه يالهيلق
فاتن بعصبيه ولاول مرة تصرخ عاليا: ذلفي لبسي لج المريول الثاني ..
مناير لم تتكلم وغادرت إلى غرفتها لكي تستبدل الزي المدرسي...
عبد العزيز لم يكن يقدر على التكلم .. جلس يكمل افطاره
فاتن: شنو .. الحين بتكمل ريوق.. قوم قوم بسرعه.
عبدا لعزيز بدهشه: يعني اروح المدرسه بريجي
فاتن: انتظر للفسحه.. يوم اللي تتادب وتحترم النعمه اللي جدامك انت واختك بعدين يصير خير..
لكن اللحين .. على المدرسه بسرعه
عبدالعزيز ينظر إلى امه اللي تنظر بكل فخر إلى ابنتها: يمه
ام جراح بعصبيه: وحطبه.. هاك فلوس المدرسة .. وجب ولا كلمه بعد فاهم؟
عبد العزيز لم يجب بل اكتفى باحناء رأسه: ان شالله ..
وصل صديق عبد العزيز فهد وغادر معه إلى المدرسة.. نزل جراح وفاتن تهم بالمغادرة .
جراح: ها فتون .. الا خدودج محمرات من الصبح شصاير؟
فاتن لم تجبه لانها لم تنسى الاسلوب الذي عاملها به ليلة البارحة وكلمت امها بالنيابة: يمه أنا بروح اللحين زين ..
ام جراح: بالسلامه يا بنيتي ذكري الله بالدرب .
فاتن: ان شالله... مع السلامة .. وغادرت..
جراح استغرب من تجاهل اخته له .. ولكنها تبدو غاضبه .. وما اكد ظنه هي مناير التي نزلت وهي تبكي..
مناير: يمه طالعي هالمريول واسع علي وما ينفع للمدرسه
ام جراح: اللحين نازله تتكلمين.. ما حشمتي احد وخليتي اختج تعصب مسكينه وتطلع بيوعها حتى فلوس مااخذت.. انقلعي عن ويهي يا السوسه..
مناير وهي تغادر المطبخ: خلاص أنا بعد ما باخذ فلوس عشان الغاليه فاتن ..


جلست مناير بالصاله تنتظر إلى ان ينهي اخاها فطوره ويوصلها للمدرسة ..
فاتن طوال الدرب كان تتعوذ بالله من الشيطان .. لم يحصل ان غضبت وعنفت اخوتها بهذه الطريقة..
ولكن اليوم اعصابها كانت مشدوده على غير العاده .. وقفت بالشارع وهي تغلق عينيها
تمسح على وجهها الملائكي وهي تسبح باسم المولى..
هدأت قليلا وعاودت المسير.. وفجأة انصدم بصرها بالرجل الواقف امامها ..
ارتعبت جدا وانتفض بدنها عندما راته ..
مشعل: مسامحه ما كنت اقصد.
فاتن لم تجبه بل اعتلت خدودها حمرة لم تسبق أن أحست بحرارتها : ... لا .. معليه ..
وسارت فاتن مبتعدة عنه.. وهي تحس بدقاتها كالطبول بين أضلاعها.. انه هو .. مشعل..
ارادت ان تراه .. ولكنها لم تحلم بهذه الطريقة .. وجها لوجه.. ارحمني ياربي.. لو رآني أحد ما ..
لسادت الاقاويل عني .. اسرعت بخطاها ولم تلتفت إلى ما ورائها على الرغم من رغبتها العارمة..
مشعل ظل واقفا ينظر إلى ذلك الشخص النبيل .. تلك الفتاة الجميلة.. لا .. ليست جميلة ..
بل هي غاوية .. وبكل معنى الكلمة .. جمالها غاني .. لا يحتاج إلى إضافات المساحيق الكاذبة ..
واجمل ما فيها هي عينيها الزجاجيتين .. رباه .. هل هي هذه الفتاة الصغيرة نفسها ؟..
أم إنها ملاك من ملائكتك ؟؟

ظل ينظر إليها يأمل ان تستدير ويراها مرة أخرى لكن هيهات....
بقيت تسير بصلابة وقوة شخصية كما لم يرى فتاة تسير بها ... وعاود المسير إلى منزله ...
ولكن قلبه قد غادر معها ..
فاتن لم تكن تحس باطرافها عندما وصلت إلى المحطه وحيتها سمية..


سمية باستغراب: علامج فتوون؟
فاتن وهي ترتعش: سمووي.. والله مو قادرة .. احس روحي بطير؟
سمية: ليش.. شصاير؟
فاتن بهمس : شفته .... سموي شفته ... ويه بويه!
سمية: منوووو؟
فاتن بابتسامه: مشعل..
فاتن وهي ترتعش: والله سموي لمسي يدي .. احس بروحي ترتجف فيني ..
سمية: الا اقولج .. مريوم وينها ؟
فاتن: بتتاخر اليوم بتروح عيادة الاسنان..
سمية: شدراج
فاتن حست ان سمية ستبدأ مسرحية الحساسية من صداقه فاتن ومريم العميقه
وكذبت عليها: خبرج لازم اتصل فيها كل يوم عشان تقول لي ان كانت بتغيب ولا بتيي عشان لا تورطنا ..
سمية : اهااااا.. والا عليها الخايبة ما تتصل باحد ..
فاتن وهي تنظر بحذر إلى سمية : ايه ..
واتى الباص ليغادر بالفتاتين .. في الحصة الثانية وصلت مريم للمدرسة
وهي تتذمر لاخاها عن مدى مرضها وعدم قدرتها على المواصله ..
مريم: تكفى مساعد ردني البيت عندي عذر المستشفى
مساعد: شلون بتردين البيت والمدرسه؟ .. انتي ناسيه انج رابعة ثنوي ولا شنو..
خفي دلع ويالله قومي بسرعه..



مريم تتأفف من اخيها المتزمت محب المدرسة.. لو كان لؤي هو من يوصلني لاختلفت الاوضاع..
هو على الاقل ينصاع لكلامي لانه مثلي.. لكن مساعد هو من وقع سوطه
علي واصبحت كالربيبة له .. ولكنه اخ فاضل.. لو يخف علي بتزمته لكان افضل..
دخلت مريم مع اخاها للمدرسه والى غرفه الاشراف الاجتماعي.. بنفس الوقت فاتن وسمية
كانتا تسيران إلى الادارة لكي تسالان عن اذنهما برحلة الكشافه المدرسيه ..
بقيتا جالستين امام غرفه الاشراف وفاتن ارخت حجابها قليلا لان الجو كان حارا جدا..



فاتن: وووه على هالحر .. وين الواحد يقدر يتنفس ماكو هوا
سمية: والله انتي اللي بالشه روحج بالحجاب.. والا احنا بمدرسه من بيشوفنا يعني ..
فاتن: الزراع واللي ينظف والحارس.. مو رياييل هاذول
سمية: اللحين الهنود تتغطين عليهم
فاتن باستغراب: ساعات.. استغرب من منطقج بالحياة.. انتي شلون تعيشين
فاتن: أنا بروح عند غرفه خالتي (الممرضه )
سمية: لا تصيفين



ذهبت فاتن إلى غرفه الممرضات حيث تعمل خالتها الثالثه .. عزيزة ..
لكي تسلم عليها..انتهت الاجراءات وغادر مساعد الغرفه مع مريم وتفاجئت برؤيه سمية
التي تخشبت من الرجل الواقف امامها وطارت هاربة عن نظره وكأن مساعد قد القى عليها
أي اهتمام.. ترك مساعد اخته وتوجه إلى البوابه الرئيسيه ولكنه اصطدم بفتاة اخرى وثارت اعصابه قليلا..


فاتن والاحراج قد بلغ مبلغه منها: اسفه ..
مساعد: لا ما ...........


صمت مساعد عن الكلام.. وعجز لسانه عن التحرك... وانشلت يده ...
فاتن قد هربت من عنده وعادت لغرفه الاشراف ولكنه ظل واقفا مكانه..
فاتح العينين وغير مصدق او واعٍ لما قد جرى للتو.. انها هي .. انها عالية ... كيف هذا..
استدار لكي يرى الفتاة مرة اخرى الا انها غابت عن عينيه .. وكأن الأرض انشقت وابتلعتها
سار قليلا لينظر بالساحه ولم يجدها .. سار عند غرفه الممرضات من حيث ما خرجت ولم يراها ..
وقف مكانه وهو باكبر دوامة حيرة قد مر بها.. انها عالية .. نفس العينين .. ونفس البشرة ..
ونفس البياض.. ولكنها اصغر منها .. من هي يا ترى.. يا سبحان الله .. يخلق من الشبه اربعين
بحيث انك لا تصدق من تراه عينيك.. لوهله اعتقد انه رأى عالية ولكنها نسخة حية على هيئتها..
يا ربي..لا بد وانني وقد جننت ..

خرج مساعد من المدرسة وهو مشوش الحواس.. يحس بانه غير قادر على التصديق..
هل ما رآه حقيقة ام انها مجرد تخيلات بسبب شوقه الكبير إلى عالية .. لم يعرف ماذا يجيب نفسه
وغادر من اين ما كان متوقفا إلى عمله الذي ترخص منه لعدة دقائق من اجل توصيل اخته ..
فاتن التي انحرجت بشدة من الموقف اللي حصل لها مع هذا الرجل لم تكاد تقدر ان تتنفس من شدة خوفها ..
هلعت بشدة من منظر الرجل ومن طوله .. ولكن لاحظت ماهو اشبه بالحياة بعيونه..
يمتلك ملامحا مشابهة لملاح شخص اعرفه ... مريم لربما .. لديها نفس النظرة بعينيها ..
لا اعرف ما الذي يجري .. يا الهي .. ما باله قلبي يدق وكان الشخص يعنيني .. اعوذ بالله ..
دخلت فاتن إلى غرفه الصف وهي غير واعية انها تركت رفيقتها سمية عند غرفه الاشراف..
جلست فاتن بالمكان المخصص لها بالجلوس.. الكل ينظر اليها وكانها اختبرت
للتو تجربه روحانية او شي كهذا..
ظلت فاتن معهم بالجسد اما عقلها فقد غاب عنها.. لا تدري ما سبب ما يجري لها بهذا الوقت..
لم تعرف لما تحس ان هذا الشخص قريب إلى حياتها . وكانها راته ..
او رات شكله وهو اصغر بالعمر .. امممم .. يا ربي .. ما اللذي يحصل لي ..
اعوذ بك من الشيطان ..

انتهى الدوام المدرسي.. وعادت فاتن للمنزل بصحبه مريم ..
فاتن عيونها كانت على بوابه المنزل الفخم ومريم تراقبها ... تتمنى لو تراه ..
لو تراه في ضوء النهار.. فما راته في ليله البارحه لم يكن الا ظلال..
وظلال معتمه ايضا..واليوم من شده الصدمة لم تستطع ان تراه بشكل واضح ..


مريم: هييه.. وين رحتي؟
فاتن تتنهد: ااااااااااه .. وين تتوقعين
مريم: ايه فتون بس عاد ..
فاتن: سكتي زين.. تدرين انه امس كان متعشي في بيتنا؟
مريم بغير تصديق..: لا لا؟
فاتن بحبور: والله .. عزمه جراح .. ولو تدرين المواقف اللي صارت وياه.
مريم: ااه . امداج؟
فاتن : سمعي.. اول شي.. انا طلعت بالساحة الخارجيه للبيت وين الديوانيه تصير..
انا عاد نسيت ان الجامات عا**ه وان اللي داخل يشوفون اللي بره .. وعاد انا وقفت بويهه ..
ولا ادري بالدنيا.. ويوم شفاني جراح بهدلني بالكلام ولكن انا ما خليته ..
مريم بخوف: شسويتي فيه يالكريهه يالمفعوصه؟؟
فاتن بنظرة استغراب: هيه .. انتي ..شدي على عمرج زين
مريم باحراج: مو شغلج .. كملي ..
فاتن:رحت داري وانا معصبه ولكن الله يحبني وخلاني اشوفه ..
مريم بحيرة: شلون.. ياج الدار؟
فاتن بصرخه: يووووو يامريم .. علامج
مريم: ماادري ماادري ... كملي ؟؟
فاتن واهي تتنهد حنقا على صديقتها : شفته واقف ويا جراح باخر الوقت واهو بيطلع
(تبدلت ملامحها) تصدقين انه وايد وايد طويل
مريم: اهو كان طويل من يوم كنا صغار..
فاتن: لا بس اللحين اهو اطول عن قبل بوايد ..
مريم: اااااااه لوين؟
فاتن واهي تفكر .: امممم .. ماادري..
مريم: لا حبيبتي اكلمج انتي يالهبله .. شوفي فتوون.. مشعلوو شيليه من مخج .. تراه ما راح ينفعج
فاتن بحزن: ادري يا ريم ... ما يحتاج تذكريني بهالشي الف مرة وتوجعيني فيه ..
مريم حنت لصديقتها وحست بالاحراج مما سببته لها : فتون.. مو قصدي ...
فاتن وقد بلغ منها الحزن مبلغه: خلاص مريم .. كاهو بيتكم .. يالله مع السلامه
مريم: ..... الله يسلمج..



ذهبت فاتن وهي تحس بالانزعاج من صديقتها ..
ظلت فاتن تسير وهي تتذكر كل ما قد يجيش صدرها بالاحزان ..
حتى وصلت لفاجعه عمرها الزهري.. موت عمتها الغاليه او بالاحرى رفيقتها العزيزة ..
عالية .. كانت وفاتها من الاثر القوي لدرجة انها اصيبت بمرض اثر
وفاتها ارقدها بالمستشفى لايام ..

عالية .. كم كانت طيبة.. وكم احبتها الناس والعامة .. بمجرد التعرف عليها تدخل القلب..
كانت اكبر من فاتن بــ 5 اعوام .. وكانت فاتن تبلغ الثالثة عشر عندما توفت.. يا الهي ..
كم كان الموقف صعبا عليها .. من شدة الحزن عليها امضت فاتن اسبوعين بالمستشفى
وهي تحاول ان تنقذ عمرها الذي كره الدنيا من بعد موت عمتها او اختها الغالية ..
وها قد مضت خمسة اعوام مذ غادرت عن هذه الدنيا.. السرطان ما اخذها منهم ..
وحرم الناس من بسمتها المشرقة .. نزلت دمعة صافية من مأق فاتن..
لم تمسحها لانها كانت الاولى لسيل جارف من الدموع.. انزلت راسها وهي تذرف الساخن
على رحيل الغالية .. لا تعرف انها ليست الوحيدة من يحترق بنار الشوق والحزن لرحيلها ..
وان هناك من تتعذب روحه وتحترق نفسه وهو يبكي حر الحب والغرام اللذان لم يولدا على هذه الدنيا..
وصلت فاتن الى المنزل ودخلت للباحة وهي غير واعية لمن يجلس هناك.. حسبته جراحا فسلمت..
ولكن الصوت كان مختلفا مما دعاها للالتفات لصاحبه.. وانفجرت القنبلة.. انه .. انه ... مشعل..
في باحة منزلي الصغيرة .. جالسا بين مزروعات والدي البسيطة .. وينظر إلى ..
انصعق مشعل من من يقف امامه.. تنظر اليه بهاتين العينين .. لم تكن نظرة فاتن نظرة عادية ..
بل كانت ملؤها السحر والغموض.. كما كانت عندما رآها منذ سبعه اعوام وهي طفلة صغيرة ..
عيناها كانتا بركتين من العسل الصافي.. وبياضها كالثلج الجامد .. و هيئتها كالفرس الاصيل..
كم هي لرائعة الجمال

فاتن لم ترد عليه وغادرت مسرعة الى داخل المنزل .. وهي ترتعش من هول المفاجأة..
لم تسلم على والدتها كالعادة بل ذهبت مسرعة الى غرفتها لترمي بنفسها على السرير..
تغمض عينيها وكانها لا تريد لصورته ان تفارق مؤقيها ..
غادر جراح مع مشعل الى مشوارهما ومضى الوقت سريعا على فاتن وهي جالسة في غرفتها ..
حتى ملت ونزلت للغداء..



ام جراح عندما رأتها: علامج فتون ما سلمتي على احد اليوم ..
فاتن تحضن امها : كنت تعبانة وابي افصخ هدومي بسرعه.. يمه ما زهب الغدى
ام جراح : بلى يمه بس بننتظر ابوج اليوم وخالد بعد بيتغدى عندنا
فاتن: غريبه ابوي اليوم يتغدى بالبيت
ام جراح: لان شغله اليوم بالديرة .. في بيت بو مساعد ..



بقيت فاتن ترتب المائدة وتجهزها حتى وصلت اختها ومعها رفيقتها التي لا تفارقها سماهر ..
و من بعدهما وصلا خالد وجراح وعبد العزيز وهم يتشاجرون ..
فاتن لم تعر أي احد منهم انتباها لانها لم تكن بهذه الدنيا .. بل كانت تطير في عالم اخر ..
عالم حيث تجد مشعل معها بكل خطوة.. خالد انتبه لها وهي سارحة عند المائدة وقرر ان يداعبها..



خالد : اهواك .. واتمنى لو انساك .. وانسى روحي وياك .. وان ضاعت تبقى فداك لو تنساني ..
اهواك .. و اتاريني بنسى جفاك .. واشتاء لعزابي معاك .. وألقى دموعي فكراك .. ترجع ثاني ..
بلئاك الدنيا .. تيقي معاك ورضاها يبئى رضاك... وساعتها يهون في هواك . في هواك ..
طول حرماني ... ترا را را را


فاتن بنظرة حالمه: أي والله ..
خالد : ها فتون .. واخيرا حبيتيني ..
فاتن باستخفاف: تصدق عاد ..
خالد : يا ويل حالي.. خالتي يالله زهبي نفسج حق زواجي من الفتووووووووون
فاتن تضربه خفيفا على كتفه: انت ولا تيوز
خالد بشقاوة: لا.. ليما تحبيني وتموتين علي مابيوز ..
فاتن بحزن مصطنع: يا ويلي.. بتظل طول عمري يعني وانت وراي وراي..
خالد بلهجة مسرحية: حتى اخر نفس ..
جراح: يبراك موليير..



ضرب جراح خالد على راسه وخالد ظل ينظر اليه بنظرة مضحكه و استدار
لينظر لفاتن وهو يتمتم بكلمه : يا ملقه
فاتن تضحك على خالد وحركاته الصبيانيه وتدخل المطبخ لمساعدة امها ..
ويصل الأب ويجلس الجميع للمائدة .. الهدوء كان دائما يعم على المائدة الا بحضور خالد
الذي لا يسكن حتى يرتفع صوت عمه وهو يناديه : خالد اركد . .



ام جراح واهي تقطع الهدوء: الا شخبار مساعد .؟
فاتن رفعت راسها وهي تنظر الى امها ..مستغربه من معرفة امها باخ مريم
الأب وقد تغيرت ملامحه وكأن ما ذكرته الام ارجع له ذكريات حزينة: ابخير ..
يشتغل شغلانة محترمة ووايد يساعد بالبيت..
ام جراح : ما تزوج للحين؟
الأب ترك الطعام الذي كان بيده وهو يحس بالغصة عندما ذكر امر زواج مساعد .. فهو يعرف لما مساعد الى الآن لم يتزوج: لا ..

جراح: اصلا من تبي تتزوجه .. انسان متعقد ومغرور وحاسب للدنيا انها انخلقت بس له ..
الأب : يوم ان الريال يظهر على اصله مو معناته انه مغرور وحاسب للدنيا
انها انخلقت بس له لا يا بوك .. هذا مساعد ريال .. ينشد به الظهر ويعتز به كل ابو ..
وانا بكون اكثر من مرتاح لو تصير ولو شوي مثله
جراح بحزن : والله اصابعنا مو سوى..
الأب بعصبيه: وانت الصاج .. مو كل ريال ريال..



جراح ترك الطعام وهو يتنفس بقوة.. ترك المائدة وهو يستأذن ..
الأب ترك الطعام ايضا وهو يتحمد الله على النعمة.. ام جراح لحقت بابنها وفاتن ظلت
جالسة تنتظر حتى يفرغ اباها من تناول الغداء وينهض.. كان يبدو وكأنه هرم عن عمره بالف عام ..
لم جلب ذكر مساعد له هذا القدر من الهموم والكدر.. حتى انه تشاجر مع ابنه
الغالي جراح ورمى عليه بكلمات جارحة .. فاتن لم تستطع ان تفهم ماذا يجري
لكن اباها لديه الجواب المناسب..



الأب: الحمد لله ..
فاتن : ابوي .. خلصت غدى..؟
الأب: الحمد لله ..

بدأت فاتن ترفع صحن والدها لتضع له حلواه المفضلة .. وعندما جلبتها لم ير غب الوالد بتناولها ..
تعجبت فاتن منه لكن لم ترد ان تستجوبه .. كانت بالمطبخ عندما رن جرس الباب..
وقررت الاجابه عليه من هاتف الجرس..

فاتن: نعم..
الصوت العميق: بو جراح موجود ..
فاتن حست بكل شعرة تقف بجسدها من الصوت العميق: نعم .. لحظه..
تركت فاتن السماعة وذهبت الى والدها لتخبره
فاتن: يوبا ريال يبيك بره
الأب وهو ينهض: اكيد مساعد ...




ذهب الاب بعد ان مسح على رأس ابنته الغالية .. فاتن اسرعت ناحيه النافذة المطلة
على الباب الخارجي.. لم ترى الا سيارة كبيرة فخمة ووالدها يركب فيها وتغادر..
ظلت مستعجبة من الصوت الذي سمعته .. لم يكن غريبا ابدا .. وكـأنها سمعته مسبقا.. لكن اين ؟ ..
نفضت الأفكار عن رأسها و شرعت بتنظيف الأغراض التي كانت تأتيها بالتوالي ..
ذهب الكل الى مضجعه وظلت هي مع خالد بالمطبخ يتكلمان في المواضيع الشتى ..
يضحكها ويغضبها .. هكذا هو حالها مع خالد ابن عمها العزيز .. الذي كان اقرب لها من جراح ..
لم تكن تعرف ان مرح خالد هذا كان كله قناع للحب الذي كان يكنه لها ولكنه لا يقوى
ان يصارحها به ويخسر رفقتها الممتعة.. انهت فاتن ما كان عليها من اعمال
وتوجهت مع خالد الى غرفه التلفاز .. او الصالة.. لم يكن هناك احد ..
فبقيت معه وهما يتسامران بالأخبار والكلام الممتع حتى غادر.
مضى الوقت أسرع من مما توقعته فاتن فهاهي الساعة الخامسة والنصف ..
جالسة لوحدها بغرفتها وهي تتأمل السقف.. تمر بخاطرها ملايين الأفكار..
وملايين الأمنيات.. وملايين الأحلام الوردية المستحيلة ..
لا تعرف بما تشعر ناحية مشعل.. هل هو الحب .. ام الانجذاب .. ام العاطفة المسيطرة .. لا .. لا بد
وانه الاشتياق.. ولكونه عائدا من سفر طويل.. ها هو نداء الله يهز الأرض وما فيها ..
يعلن وقت الذكر .. نهضت فاتن لتوعي أمها النائمة للصلاة ..
مرت على دار جراح ولكنه لم يكن هناك .. لابد وانه سبقها بالنزول .. توضأت .. وصلت..
على فور نهوضها دق جرس الباب.. كان ما زال احرام الصلاة على رأسها ..
أسرعت ناحيته لتجيب .



فاتن: نعم ..
___: السلام عليكم
فاتن: وعليكم السلام
___: جراح هني؟
فاتن: لا والله مو هني..
___: ما قال متى بيرد؟
استغربت فاتن من هذا الشخص.. وكيف لي ان اعرف .. : لااخوي ما قال..
___: ان رد قولوله مشعل يبيه ..




فاتن انتفض قلبها .. مشعل .. الواقف عند الباب هو مشعل.. لا إراديا أظهرت نفسها
أمامه غير عابئة بشيء ... كان مشعل يهم بالمغادرة ولكن عندما أطل عليه الملاك
الذي اضناه وسهد عينيه طول الليالي الماضية واقفا امامه بكل حسنه وجماله ..
لم يستطع ان يتكلم او يحرك نفسه او يدير عينيه .. كان عيناه بعينيها معلقتين
كالمغلوب على امرها .. فاتن ايضا استغلت الفرصه كي تراه بوضوح .. كم هو وسيم ..
لم يتغير.. نفس التقاسيم .. ونفس النظرة ..الا ان اثنينا الشوارب . .. انتبهت فاتن لنفسها
وهي واقفة تحدق بابن الجيران واسرعت بالدخول واغلاق الباب من ورائها وهي تشعر بدقاتها
قد وصلت لحنجرتها .. ما الذي فعلته .. كم انا غبية و مجنونة .. كيف اقف هكذا امام مشعل ..
وانا غير عابئة باحد ولا بشي اخر .. لقد جننت .. بالفعل جننت..

مشعل الذي اصابه الاحباط من دخول فاتن بهذه السرعة غادر من حيث ما وقف..
ولكن فاتن لم تغادر عن باله .. ولم يغادر شكل وجهها الملائكي عينيه .. كان يسير ..
ولكنه لم يكن يسير.. ما احلاها .. تغيرت كثيرا.. الا تلك العينين الزجاجيتين.. وكأنني استطيع
ان ارى ما يمر بخلالهما .. كم هي جميله فاتن .. كم هي فاتنة ... فاتنتي .. فاتنتي .
اسرعت فاتن الى دارها كي لا يراها احد وهي واقفه عند الباب .. وحالما تحركت فتح الباب
وكان ابيها الداخل ..لا شعوريا فاتن انتفضت..



الاب: سلامتج يا فتون .. علامه الباب مفتوح
فاتن وهي شاهره فمها وعينيها ضائعتين: هااا... لا بس .. رديت على الجرس . .نسيت اقفله ..
الاب يمسح على رأسها: سلامتج يوبا .. لاتخافين جذي.. علامج منتفضه جذي
فاتن تبتسم: لا يوبا بس لاني كنت سرحانة شويه ..
الاب: الله يخليج يا فتون ... يوبا شيلي اغراضي حطيها بالكراج ..
فاتن: ان شالله يوبا.. تبي شاي
الاب: لا مشكورة .. ما ابي شي ينبهني .. الليله برقد من وقت.. تعبت حيل اليوم في بيت بو مساعد..
فاتن: عساك ع القوة يوبا..
الاب: الله يقويج يا فتونتي.. وينها امج ..
الام من على السلم: كاني يا بو جراح
الاب يتنهد: يعلني فدا هالحس
فاتن تنظر الى اباها بخبث: ها يوبا... الا قمت تغازل ..
الاب: وعندج ما نع
فاتن تتصنع الحزن والدلال: اكيد .. عيل اكو حرمه ترضى على ريلها
ام جراح: هههههههههههههههههههه اللحين ريلي اهو ريلج
فاتن تجلس عند ابيها: مو ابوي ريلي من يوم انا صغيرة.؟
الاب: صح
فاتن: عيل
ام جراح:بو جراح .؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الاب: هههههههههههههههههههههههههههههه (يهمس لفاتن) انا ريلج بس مو جدام هالنسرة ..
ام جراح وقد سمعت ما قاله الاب: بوجرااااااااااح .؟
بو جراح: لبيه يا عيون بو جراح
ام جراح بنصف عين: ايا الخاين ..
الاب: شفتي فتون ؟. كله منج .. انا مااقول لج كل شي سر
فاتن وهي تنهض: ههههههههههههههههههههههه يالله يمه عاد مني انا بتزعلين .. ويه فديتني احلى وحدة بالبيت..
أبو جراح : أي والله.. محد شايل هالبيت من بعد امج غيرج .. شراح نسوي بعد ما تعرسين
انتفض قلب فاتن من كلام ابيها : لا يوبا.. انا ما بعرس.. بعد الشر عني.. ما راح اخليك ولا اروح عنك ..




انزل الاب عينيه بالارض وغادرت فاتن الى دارها وهي تمسح عينيها وام جراح
عادت للماضي.. عادت لعالية .. وكان بابنتي غدت كعالية تماما.. تتكلم مثلها ..
وتتصرف مثلها .. يرحمك الله يا عالية . وربي الذي يشهد انك ما زلت الى الان غالية علينا ..
الله يرحمك ..
اصبحت الساعه التاسعه .. تعشى الكل وامضوا سهرتهم عند التلفاز الا الاب لانه كان متعبا جدا..
فاتن كانت شبه جالسه معهم تحس بالتعب.. فهي لم ترقد وقت الظهيرة كعادتها ..
لذا كانت تغمض جفنا وتفتح اخرا.. نهضت لكي تأوي لفراشها واذا بالهاتف يرن ..
نظرت للساعه .. وقت اتصال مريم .. جراح هو من قفز عند الهاتف ليجيب عليه ..


بكل تحبب: الوووو
مريم بحيا وهي تعرف انه جراح: الو السلام عليكم
جراح: وعليكم السلام والرحمه . من معاي..
مريم في خاطرها( تتفيج ويا ويهك ) وبلهجه جد عذبة : انا مريم ..
جراح يضحك بينه وبين نفسه: هلا والله مريم .. شلونج .. شخبارج. شخبار بلابيلج
تذكرت مريم بلابيلها عندما كانت صغيرة ولكن تذكرت ايضا ان من اطلقهم هو جراح: والله زينيين .. انا والبلابيل.. وينها فاتن
جراح: ليش تبينها
مريم باستغراب: هاو .. انت شعليك .. عطني اياها ..
فاتن وهي تسحب السماعة من يد جراح: عطني التلفون بلا طفاقه
جراح: بس شوي فتون .. تكفين بطفرها
فاتن: مو وقتك .. (سحبت السماعه وهي تكلم مريم) شتبين
مريم : ويه .. بسم الله الرحمن.. هلا والله.. هلا وغلا.. يعلني فدا هالشتبين .. ابيج يا بعد عمري
فاتن : انا ماابيج.
مريم: هههههههههههههههه للحين زعلانة
فاتن : لا مو زعلانه .. ليش ازعل. .أنا لي حق في شي عشان يكون لي حق اني ازعل
مريم: يالله عاد .. أسفه يوبا..
فاتن: وين اصرفها هالاسفه
مريم: في بنك قلبج الطيب يا فتوووووووونه الفريج
فاتن: بس بس.. كله تتلزق.. خلصيني شتبين
مريم: اذكرج عن سالفه شريط خطوبه نورة .. باجر تعالي بيتنا زين ..
فاتن: ماادري يمكن ماايي.. لان ابوي بياخذ السيارة
مريم: انزين تعالي وياه . اهو إلى بيي بيتنا ..
فاتن: يعني ايي من الصبح
مريم: ليش ما تيين الصبح اشفيها؟
فاتن: ابي ارقد .. ما رقدت اليوم العصر وتعبانه حيل..ابوي بيطلع لكم من الساعه
8 يعني مو فاضية لج
مريم: ويه عاد .. الموفاضيه .. انزين .. انتظرج العصر.. لا تتاخرين .. لا اشقج
فاتن: هههههههههههههههههههههه ان شالله..
مريم: أي جذي.. خليكي قدعه... ويالله باي
فاتن: باي..


قبل ان تصعد فاتن لدارها استوقفها صوت جراح
جراح: فتون حبيبتي وين بتروحين باجر
فاتن بنظرة متعبة: بروح بيت مريم
جراح وقد لمعت عيناه: صج والله.. انا بوصلج عيل..
فاتن: لا ما يحتاج.. بروح ويا ابوي باجر العصر.. اهو عندهم هالايام بشغل..
جراح بخيبه امل: أي صج نسيت .. بس عيل وصليلي سلام ..

فاتن : لمن
جراح بهبل: حق ام مساعد
فاتن: ايه .. الله يسلمك ..



غادرت فاتن تاركة اخاها يصر على اسنانه بكل قوة من غباء اخته .. لم لا يحس احد به .. لِمَ .؟؟؟


مساعد على شط البحر .. ككل ليلة .. من وفاة عالية.. وهو يزور هذا المكان
الذي اسماه مزار عالية.. يفكر فيها على راحته .. ويتخيلها كما يريد.. زوجه له ..
حبيبة له .. معشوقه له .. كل شي.. كانت اغنيه راشد الماجد المفضله لديه المسافر تصدح بمسجلته ..

(.. يالله يا قلبي تعبنا .. اه تعبنا من الوقووووووووف ..
ما بقى .. بالليل نجمه ولا طيوور.. )


مساعد يغمض عينيه بكل نعومه ويفتحهما لتسيح الدمعه الساخنه على وجنتيه ..
مساعد كان وسيما بدرجه كبيرة .. اسمر اللون ذو عينين كالعسل.. يمتلك اهدابا كثيفه
لدرجه انها تكحل عينيه .. طويل .. عريض الكتفين .. قوي البنيه .. من يراه بشكله
الخارجي يفكر فيه بانه اقوى رجل قد مر عليهم .. ولكنه منذ خمسة اعوام يعيش عزاء
على من فقدها بلمح البصر.. من فقدها لغريم لا يستطيع ان يقهره .. الموت .. نعم الموت ..
احب مساعد عالية .. واحب طيبتها .. واحب مرحها وخجلها .. كانت له بمثابه الحلم الجميل..
الحلم الرائع.. الذي سيكتمل بالزواج .. حالما ينتهي من الكليه ويعود للديار ..
سيخطبها من اخاها وينهي هذا الضنى كله .. ولكنه عاد ليحصل على خبر هز كيان عالمه ..
عالية كانت تصارع الموت بكل قوتها بالمستشفى.. تنتظر عودته كي تودعه
الوداع الذي ليس من بعد اللقاء.. ولكن الموت لم يمهلها ما كانت تصبو اليه ..
وقبض روحها الفتيه على دقائق من وصول مساعد للمستشفى.. لم يرها ..
ولم يسمح له بالدخول لها .. ولم يحضر جنازتها .. فقد هرب من العالم .. وهرب من الكل ..
وهرب من الحياة .. لكن قضاء الله كان اقوى منه ..فبعد ان كاد ان يقضي نحبه بحادث
عنيف متعمد .. عاد للحياه مع قلب ميت .. وروح هائمة .. تنتظر السلام من عند ربها ..
فيقبضها .. ويعود لحبيبته الأزلية.

خرج من سيارته وهو يتنهد .. يشكي للبحر مأساته: يا بحر انت تدري .. وتعلم .. وخابر بحالي..
يا بحر انا مليت من هالدنيا .. والدنيا للحين ما ملت مني .. ليش ما ياخذني ربي وربك ..
ليش للازم اظل على حالي.. مشتاق لها .. وهايم بحبها .. ليش؟؟ انا شذنبي.. ؟؟ انا شذنبي.. ؟؟
احبها يا بحر .. وحبها حارق روحي وقاهر رجولتي .. كوني مااقدر اروح لها ..
ولا هي تيي لي .. (تذكر الفتاه التي راها اليوم بالمدرسه) حتى اني بديت اشوفها بويوه الناس..
لايكون بس استخفيت وطار عقلي.. يا ربي ارحمني (تنهر الدمعه المريرة) يا ربي ارحمني ..
واقبض روحي.. خلني اروح لها .. ادورها من بين الارواح .. علها روحي ترتاح ..
ولا قلبي يهدي .. ولا تعبي يزول.. يا ربي ارحمني .. ارحمني ياربي.....

لم يكن يدرك مساعد ان القدر بدء بلعب لعبته الخفية .. وبدء بالتقرب من قدر من لا يمكن ان يخطر ببالكم .. نعم . هي .. فاتن .. ف
فلنرى ما قد يحصل بينهما..
هل سيغرم مساعد بفاتن..
هل ستقبل فاتن بمساعد ..
وماذا بشان مشعل؟
هل سيكون له أي نصيب في حب فاتن .؟؟
فلنرى .. ما قد يحصل..



 
إنضم
22 أغسطس 2008
المشاركات
2,411
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
انا حفظت القصه وراح اقراها بس كملي الاجزاء تقبلي مروري
 

احترت اعبر

New member
إنضم
29 يناير 2008
المشاركات
2,055
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
اصبح الوقت عصرا وفاتن تنتظر من والدها ان يصحبها معه الى منزل ابو مساعد للقاء مريم ونورة..
هؤلاء الفتيات كانا من افضل الصديقات المقربات .. مع ان نورة اكبر منهن ..
الا انها لم تكن تبدو كذلك .. تلعب بالعابهن .. وتتسامر بسمرهن ..
الى ان غدت شابه واضحه للعيان وخطبها احد الشبان .. فيصل.. لتصبح امرأة اخرى تختلف
عن الفتاة التي تلهو بدمى شقيقتها وصديقتها..

نزل الاب الى الطابق السفلي . فاتن كانت جاهزة الا من الحجاب.. نظر اليها ابيها باستغراب
( فتون على وين حبيبتي من الظهر؟)
( يوبا بروح وياك بيت عمي بو مساعد لان مريم ونورة عازميني على قعدة جذي)
( خليني قبل اتصل في مساعد اقول له اني بييهم وياج ما يحتاي يمر علينا)
فاتن مسكت قلبها.. مساعد هو من يوصل ابي .. اذا اتى اليوم ..
فهذا يعني اني ساراه بعد 6 سنين من اخر مرة رايته .. لابد وقد تغير..
لم ينتظرها الاب واسرع باجراء المكالمه الهاتفيه .. وظلت فاتن تستمع لكلام ابيها معه

( الو ... مساعد.. شلونك.. تمام الحمد لله .. يسلمون عليك... الله يسلمك.... اقلك انا اليوم
بييكم بسيارتي يعني ماله داعي تيني .. لا الله يسلمك السالفه ومافيها ان بنتي فاتن بتكون وياي...
ايه عدل .. اوكيه يا بو طلال.. في امان الله ... مع السلامه )

انهى الوالد المكالمه وهو يكلم فاتن



( تزهبي يوبا الحين بمشي..)
فاتن بكل توجس تكلم ابيها
(اهو اللي بيينا؟؟)
( لا انا بوصلج .. بتردين وياي المغرب ولا ؟)
( ماادري يمكن أي ويمكن لا.. اطول للعشى.. ماتعرف نورة ومريم .. دوم جذي)
(هههههههه حليلهن والله بنيات طيبات... طالعين عليج )
فاتن تبتسم لابيها بكل حياء
( من طيب اصلك يوبا.. انا ما طلعت جذي الا بتعبك انت وامي)
يمسح الاب على راس ابنته
( الله يخليج يا نظر عيني .. سند والله ما راح اطيح من بعده)



ترقرت الدموع بعيني ابو جراح وفاتن عمرتها الحيرة .. ماله والدي تدرف
عيناه بالدمع كلما يراني هذه الايام .. لابد وانه وعي لفكرة انني كبرت
وصرت بسن الاعتماد علي..
جازاك الله خيرا يا والدي.. فانت والباقون كل ما املك بهذه الدنيا..
ركبت فاتن مع والدها بسيارته القديمه وسارا بالطريق لمنزل مريم ...
وصلا الى المنزل ودق ابو جراح الجرس من اجل الاستئذان..
مساعد من خرج لاستقبال الزائر وابتسم عندما رأى ابو جراح .. الوالد دخل للباحه لكي
يسلم على مساعد الذي يبدو من حرارة الاستقبال ان العلاقه فيما بينهما قويه جدا..



ابو جراح: شخبارك مساعد
الصوت الرخيم يتحدث: بخير الحمد لله انتو شخباركم شعلومكم
بو جراح: الحمد لله ما نشكي باس..
مساعد: هههههههههه دوم ان شالله .. لحظه انادي على مريم
دخل مساعد لينادي على اخته
الاب يلتفت لابنته الواقفه بالخارج: يوبا فاتن دشي .. (يلتفت ليكلم مساعد) ما وصل لكم الهندي اليوم؟
مساعد وهو يمط ذراعيه الطويلتين : لا والله ما وصل اليوم .. بس انا اتصلت في الورشه
وقالوا لي يوم السبت بيبدون الدوام .. لان اليوم الخميس واحنا تاخرنا بالاتصال
تخرج مريم وهي تغطي شعرها: هلا عمي شخبارك
الاب: بخير الحمد لله انتي شخبارج
مريم: زي البومب .. وينها الفتونه
الاب : كاهي بره ماترضى تدخل
فاتن وهي تدخل: كنت بدخل بس كنت اكلم ام سميه .. السلام عليكم
مساعد تلقائيا نظر للصوت المألوف وانصدم مما رآه.. :....... وعليكم السلام ..
مريم :هلا بفتوووووووونتي الغاليه هلا
فاتن لم تستطع ان ترد على صديقتها لانها ترى امامها الرجل ذاته الذي اصطدمت
به في المدرسة.. وكانت اوصالها ترتجف من هول ما تراه ..
مريم: هيه فتون.. شفيج
فاتن: ها.. ولا شي.. شخبارج مريمو..
مريم: مريموو.. ابخير الحمد لله .. تعالي داخل نورة هني
بو جراح: أي بنيتي روحو داخل ..
فاتن: عن اذنكم ..



تمر فاتن بجانب الرجل المصعوق الذي لم يخفض بصره عن الفتاة..
فاتن غضت بعينيها وتابعت خلف مريم وهي تحس بالخوف العارم يدب في اوصالها من هذا الرجل ..
مساعد تابع خطى فاتن حتى داخل المنزل وهو يحس بالحيرة والاستغراب والدهشه الكبيرة ..
عاد بنظره الى ابو جراح .. عيناه لا تصدقان ما تراه..



مساعد: ............ عاليه .؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ابو جراح: هههههههههههه انت بعد حسبتها عاليه .. لا يا مساعد .. هذي بنتي..
فتون .. ماتذكرها.. كانت عاليه تقعدها بالحضانه ويا اليهال..
مساعد وهو ضائع بحيرته: لكن .... انها تكون صورة منها .. هذا شي غريب.. نفس الويه ..
ونفس الصوت.. ونفس كل شي.... بو جراح .. لا يكون ينيت؟
ابو جراح بحزن: لايا مساعد .. هاذي بنتي فاتن ... النسخه الثانيه من عاليه ..
انت ما تدري احنا شقاعدين نمر بحياتنا واحنا نشوف فاتن كل يوم تصير مثل عاليه بكل شي..
بالخلق بالكلام بالحركات وبالتصرفات.. حتى اني ساعات انسى انها فاتن واحسها عاليه اكثر..



مساعد لم يصدق ما يحدث معه.. بالامس هو رآها بالمدرسة .. كانت هي .. نفس الفتاه التي اصطدمت به ..
احسها قريبه منه .. ليس لكونها تشبه عاليه فقط..بل لانها كانت تبث نوع من الاحساس بالالفه ..
وكانه يعرفها من زمن .. ولكن .. ما معنى الذي يحصل معه؟ هل ان عاليه عادت له ..
ام انها ستكون افظع تجربه يمر فيها بحياته ..
دخلت مريم وفاتن للمنزل والتراحيب تصلهن من الباب..

وبقين الفتيات يتسامرن بالصالة حتى انتقلن للطابق العلوي حيث تقبع غرفة مريم ونورة..
مساعد لم يكن بهذا العالم.. منذ رأى فاتن وعرف انها ابنه العم بو جراح احس ان حياته
قد تلونت فجأة .. وان عاليه قد رجعت للحياة .. لم يعرف لما هو يحس بهذا الاحساس الجديد..
احساس بالانتعاش والشباب و... والحب.. الحب قد عاد بحياته .. غادر من المنزل مسرعا
الى مزار عاليه .. اوقف سيارته وخرج ليقف امام البحر وهو بحال مختلفة عن كل مرة ..
كل مرة تجره دموعه ليغسلها ماء البحر المالح.. اليوم هو يبتسم للحياة بملئ شدقيه
ويحس ان الحظ ابتسم له مرة اخرى.. وان للحياة معنى اخر .. لم يكن يفكر بفاتن على انها فاتن ..
بس انها عالية .. وعاليه قد عادت.. وعادت معها الحياة.. وفجأة .. طرأت على باله
فكرة جهنميه .. لن استطيع ان اخسرها مرة اخرى.. تركتها مرة لاخسرها للموت..
لكن الان .. لن يسبقني اليها أي شي.. على نهايه العام الدراسي وهو قريب..
ساخطبها من والدها .. وهكذا ستعود عاليه لي.. غادر مساعد من حيث ما اتى..
وهو يحس بالسعادة تعم ارجاء حياته ..

وفاتن المسكينة لا تعرف شيئا مما تخبئه الايام لها من احزان و مفاجآت..
كانت جالسة بغرفة اخ مريم و نورة لؤي يتابعن احداث احد المسلسلات الم**يكيه ..
نورة قد بدت تجهش بالبكاء ومريم تكتم الدمعة وفاتن تتابع المسلسل بكل رباطة جأش
مع انها شديدة التأثر.. كانت احد بطلات المسلسل في سكرات الموت.. وحبيبها يحملها
الى مكان معين كانوا يحبون الجلوس فيه .. وهكذا ماتت الفتاة بيد حبيبها ونورة رمت بنفسهاا
على الفراش وهي لا تقدر ان تمنع الدموع التي غطت عينيها .. مريم دخلت الحمام كي لا ترى
فاتن دموعها .. اما هي .. فقد تمت جالسة تنظر الى ردة فعل الحبيب لموت حبيبته ..
وهو يحس بحزن الدنيا ..
لم تستطع فاتن ان تتخيل ان هناك من يقدر ان يعيش او يكمل
حياته بعد وفاة حبيبه .. لابد وان يجن .. او ينتحر.. هي على الاقل .. ابسط ما قد تفعله
هو ان تنهي حياتها بجرعة سم .. ولكن .. الحمد لله لا احد يعاني هذه المعاناة..



فاتن: الله لا يقوله.. تهقين في انسان يعيش بهذي المعاناة"؟؟
نورة صمتت.. كيف تقول لها .. كيف تخبرها ان اخاها عاش طول خمس اعوام بالحرمان
من عالية ولا احد يعرف عن هذا الشي.. حتى هي لم تكن تعرفه الا من كلام سمعته
دار بين امها وام جراح .. مسكين مساعد .. لقد تفهمته تماما وتفهمت عصبيته الدائمة وتزمته ..
لكي لا يظهر ما بقلبه ويقتله بطيئا ..
تبتسم نورة وهي تمسح دموعها: الله يرحمها ... بس الحين دوريتا بتستانس ويا ادريان ..
فاتن:هههههههههههههههههههه
مريم وهي تخرج من الحمام وكانت عيناها تشعان بالحمرة.. فاتن ونورة ينظرن لها بمرح ..
مريم: شفيكن .. اول مرة تشوفوني..
فاتن: مريوم.. سنسونج ساح على ويهج .هههههههههههههههههههههههههههههه
مريم: اوهوووووووو فتون
فاتن ونورة: هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه



نزلت مريم وتبعتها فاتن ونورة .. فاتن قد اخذت راحتها ونسيت حجابها
بغرفه لؤي لذا عادت لكي تأخذه ونزلت مرة اخرى.. منزل مريم اكبر عن منزلها كثيرا..
ولكنها تفضل منزلها لانه اكثر حميميه من منزل مريم .. ذهبت عند غرفه الطعام حيث جلست الاختان
هناك وهن يضعن البوظة في الاواني المخصصة لها ..



مريم: يالله فتون سمعينا من قصايدج يالغاليه
فاتن بغرور وهي تاكل من الصحن الي اعد لها : ماكو ..
نورة: يالله عاد فتون خاطري اسمع شعرج .. وايد وله علي.. اذكر ايامنا ويا عاليه الله يرحمها ..
فاتن اخفضت راسها بابتسامه: وايد كانت اشعارها حلوة.. بس ماادري وين اختفت..
مريم: صج والله اختفت
فاتن بحزن: والله .. من بعد ما رديت من المستشفى لقيت اشياء وايد راحت من غرفة عالية ..
ماادري امي خبتها عنا.. ولا احد اخذها.. وانا ما سألت عشان لا ازيد الويل عليهم ..
نورة: تدرين .. خاطري اسمع قصيدتها اللي كانت دوم تقولها ليما تخلص سبوح
مريم : اسال واتسائل
فاتن تعدل من القصيده بالقائها الغاوي .. الذي قيل بدخول مساعد للمنزل



أسأل القلب وأسـأل كل شيٍ عليك
كلّما اخفيت شوقي عن سما البـوح بان
لو تولَهت مرّه.. صرت منْك وإليك
وأنت يا روح روحي عطني كل الـحنان
صادقة كلي عندك من يديك الــْ يديك
لـك حيــــــاتي هــديّة يا حنـين الـمكان
صار وقتي بدونك شاردٍ يرتجيك
والليالي اسْرقتني.. خوفي من شي كان
يا وله عمري يشْره كل سكوتي عليك
صار ودّي.. وودّي .. بس وين الأمان؟!
وسلامتكن..



نورة ومريم صفقن لفاتن التي انهمرت دموعها وسط ابتسامتها ..
هاجت الذكريات عليها من كل طرف.. ومن كل زاويه بحناياها .. ولم تستطع ان تكتم الحزن
اكثر وغابت بموجه من البكاء تواسيها فيها مريم ونورة اللتين شاركنها بالبكاء..
مساعد ايضا جاشت بصدره الدموع والاحزان المتفرقة على ممات حبيبته ..
ولكنه كان من الفرح والسعادة ما جعله يعيش بوهم عالية الحاليه
( الا وهي فاتن) لذا صعد الى غرفته ليغير ملابسه ويخرج قليلا لكي يطلق شيئا من فرحه ..
وهو في الدرب اتصل فيه صديقه الاخر .. نايف..



مساعد بابتسامه: حي الله النايف.. لاخلت هالديرة من صوتك
نايف باستغراب: ممكن اكلم مساعد
مساعد: انا مساعد ..
نايف: لا مااصدق.. انا بحلم ولا بعلم .. انت مساعد.. اللي يحي فيني مساعد.
مساعد: هههههههههههه ايه مساعد .. علامك مو مصدق
نايف وهو غارق بالحيرة:بعد تضحك.. لا لا مااصدق.. اخوي السموحه عبالي رقم ارفيجي ..
مساعد: وخر زين ويا غشمرتك .. يعني حرام اضحك ولا يكون مزاجي فايج .. ؟
نايف: لا مو حرام حشى علي.. بس مو من عوايدك
مساعد: ليش انت خابرني متى اخر مرة ضحكت فيها ..
نايف بتفكير: اممممممممم قبل خمس سنوات بحفل تخرجنا في جامعه او**فورد..
ومن رديت الكويت ما قمنا نشوف هالابتسامه ولا نسمع الضحكه..
مساعد: أيـــــــه.. الله كريم يا نايف.. وبين لي كرمه يوم رد لي حياتي مرة ثانيه .
نايف: ما فهمت عليك
مساعد: خلنا نتقابل في النادي.. وبعلمك كل شي
نايف: لا لا .. بنروح الاسطبلات .. والله زمن من اخر مرة رحناها ..
مساعد: أليوم بنروح.. ها شرايك ..
نايف: احلى راي.. انتظرك..
مساعد: يالله مع السلامة
نايف: الله يسلمك مع السوالف والقصص والاخبار المختلفة وصل الوقت الى رمحه وهاهي
الساعه الخامسه وخمس واربعون دقيقه..

أعود اليكم بجزء جديد واحداث جديدة
واتمنى يعجبكم

7


7


هاقد مر شهر على عودة مشعل من السفر.. وبدت الامتحانات النهائية ..
لتنهي فاتن اخر سنه دراسيه لها بالثانوية .. ما الذي تعتقدونه قد حصل؟؟ هل اكتفى عصفوري
الحب من تلك الليلة ؟ ام انهما قد عاودا التفكير فيما جرى و تراجعا..؟؟




ابدا.. بالع**..

زادت علاقة فاتن مع مشعل قوة وصلابه مع الاسابيع الماضية .. لم يوجها لنفسيهما أي
حوارات كما تلك الليلة .. بل اكتفيا بالرسائل التي يتركونها لبعضهم البعض..
وانتظار مشعل لفاتن في الصباح وفي وقت عودتها .. فاتن كانت تحس بان ما يجري
خاطئ.. ولكنها لا تقدر ان تمسك قلبها اكثر.. ومشعل ايضا..احس بان ما يقوم به طفولي..
ولا يناسب شاب في مثل عمره تجاه فتاه كفاتن .. لانها اغلى من هذه الامور..
وارقى ايضا.. ولكنه ما زال صغيرا ليتقدم لها .. ان كان عليه .. التقدم .. ولكنه يخاف من ردة
فعل اهلها.. قد لا يوافقون .. لانها ما زالت صغيرة .. ولانه ما زال بالجامعة..
ولكنه لن يجلس مكتوف اليدين اكثر عن الموضوع.. يجب ان يكلم احد ..
لكي يساعده في جعل الامر رسميا..


من ناحيه اخرى.. مساعد قد بدأ يعيش حياة اخرى تماما .. اختلف مساعد عن مساعد السابق..
بدأ يضحك اكثر .. ويمرح اكثر.. ويتكلم اكثر.. اهله واصدقائه انصعقوا من هذا التبدل
الغريب من نوعه.. ولكنهم حمدوا الرب لانه قد عاد للحياة من بعد هذا الموت البطئ
والحرب الداخلية التي كان يعيش فيها .. ولكن عند مساعد لم يكن هناك أي شخص
مسؤول عن هذا التحول الا هي .. فاتن .. او عاليه .. ولكن فاتن يناسبها اكثر..
لانها فتنته حقا.. واستطاعت ان تحتل قلبه وروحه وتعيد له الفرح والحبور ..
لم يكف يوما عن حب عاليه .. بل زاد حبها في قلبه .. وزادت فرحته بالحياة لان عاليه
ستعود له من جديد ومرة اخرى..

في الصباح الباكر .. فاتن تخرج مسرعه وهي مرتبكه وخائفه ..
اليوم امتحان مادة اللغه الانجليزية.. ولانها تخاف قليلا من المادة كانت متوترة بعض الشيء..
ولكن سرعان ما تلاشى التوتر والخوف عندما رات مشعل واقف عند سيارته ينتظرها لينطلق معها إلى الجامعه..
ابتسمت فاتن وانزلت بصرها للارض وهي تسير إلى المحطه .. ومشعل يرتقي سيارته
ويسير بعيدا عنها.. احست فاتن بالحزن عندما غادر.. ولكنها عاودت الابتسامه
وتكلمت مع نفسها: في حفظ الله يا حبيبي..
مشت بضع خطوات الا و بوق سيارة يطلق من خلفها .. لم تلتفت لانها اعتقدت انه احد
الشباب الطائش .. السيارة واصلت المسير إلى ان وصلت لعندها وفتحت احد النوافذ




مريم: فتون وويع انطق عليج الهرن ليش ما تطالعينه..
فاتن: خبصتي قلبي يالشاذيه .. وليش التفت لو ما كان انتوا جان اللحين بيظلون يلاحقوني لطول درب المحطه..
مريم: انزين يالله ركبي بنوصلج احنا اليوم
فاتن تطيل النظر لترى من السائق: لا ما يحتاج بروح بالباص
مريم نزلت : يالله فتون اليوم مساعد متطوع انه يوصلنا لا تخلينا نفشله
فاتن بصوت خافت: فشيله والله مريوم ..
مريم: لا والله عادي صدقيني ..
فاتن : اممممم.. اوكيه
مريم: عفية عليج ..
فاتن ابتسمت لرفيقتها وسارت معها للسيارة
فاتن وهي تدخل: السلام عليكم
مساعد بصوته الاسر: وعليكم السلام والرحمه ..
مريم : يالله مساعد الامتحان بعد ربع ساعه وللحين ما عدلت البراشيم
مساعد : شبراشيمه.. ريم خلي عنج هالحركات
مريم : انزين انزين ( تغمز لصديقتها من المراة الجانبيه) مو حقي حق فتون




فاتن انحرجت من ما قالته رفيقتها وامام اخيها ولكن مساعد : مااظن ..
اقشعر بدن فاتن من صوت مساعد ... كم هو مخيف.. لم تره منذ ذلك اليوم
عندما بحلق فيها وكانه يراها لاول مرة ..



تذكرت مريم سمية التي تنتظرهن بالمحطه: ويييه سعود فديتك خلنا نمر المحطة
ناخذ سموي لا تاكلنا بالمدرسة لاننا ما وصلناها ويانه..
مساعد : انزين دامها بالمحطه خليها هناك ..
مريم: لا لا مافيني عليها تكفى.. نجرتها وحنتها تخلي الشيب يطلع من الراس.. مر عليها تكفى..
مساعد: انزين ..



وهكذا مر مساعد على سمية التي وقفت مدهوشه من فخامة سيارة اخ مريم
ومن وسامته ايضا.. وعندما دخلت لمعت عيناها برؤية فاتن .. مريم قد طلبت من فاتن
ان لا تذكر شيئا عن زيارتها لمنزلها كي لا تشعلها سمية حربا ..
فاتن قد شرد فكرها عن احاديث مريم وسمية .. تنظر للمارة والقارعة والسيارات
التي تسير معهم في نفس الطريق.. والتفتت لسيارة تعرفها .. انها سيارة مشعل..
نعم كان هو .. يا اللهي ما هذه المصيبة .. قد تلتفت مريم او سمية ..
يبدو عليه الغضب.. او العصبية .. لا بد وانه لم يتوقع ان اغادر مع اخ مريم .. نظرت اليه فاتن
بنظرة رجاء ان يغادر ولكنه عاند وبقى معهم بالطريق.. فاتن ابعدت بصرها عنه
كي لا ينتبه لها مساعد .. وظلت تراقب الاثنين .. مساعد ومشعل.. واثناء مراقبتها
لمساعد لاحظت عينيه اللتان تظهران في المراه الاماميه .. وغابت عن الوعي.. كم هما ساحرتين وفاتنتين ..
عميقتين كبركتين من .. من المياه .. المظلمة.. واثناء مراقبتها للعينين انتبه لها مساعد
ورمقها بنظرة سريعة احرقت كل دمائها وافحلت لونها إلى اللون القرمزي ..
واحست فاتن ان ما يجري معها اليوم مع مشعل وما يحدث مع مساعد .. هما اكثر ما قد
تتحمل باليوم .. الذي لم يبدأ بعد ..

خرجن الفتيات من السيارة ودخلن المدرسة .. اما فاتن فقد ابطأت مسيرها وهي تراقب
سيارة مشعل التي تقترب. وحالما اقتربت قفزت سميه امامها




سميه: الله على الزقرتيه .. فتون شكلج طيحتيه .ههههههههههههههههه
مريم: منو منو؟؟
فاتن وهي تحس بالانحراج: ولا احد يالله ندخل
سميه تكلم مريم: شوفيه مريوم اللي في البي ام 745
مريم تطيل النظر: لحظه..... اعرفه انا .. وكاني شفته من قبل.. فتون تعرفينه؟؟
فاتن : هاا... انا؟؟ من وين اعرفه ...؟؟ مااعرفه ....
سميه: اكيد يعرفج فتون لانه كان يلاحقنا طول الدرب .. من يوم خذيتوني من المحطه..
فااتن بقله صبر وهي تدخل المدرسه: اوهووو ماادري ماادري..
مريم: هي فتون نطري ..
سميه تستوقف مريم : مريم كاهو كاهو ..
وقفت مريم وهي تنظر للشاب الذي يسوق السيارة .. وتوضحت ملامحه لها ولكنها
ظلت متشككه .. ولكن مزاج فاتن العكر والخائف المتوتر هو من اكد لها شكها ..
بدت مريم وكانها عرفت الحبكه ولهذا سالتها سميه : تعرفينه مريوم..
مريم: هاا.... لا مااعرفه .. من وين اعرف هالمزايين .. انا من يوم عرفتج انتي وفتون مااعرف الا الجياكر ..
سميه: مصكه عليج اللحين من زينج انتي
مريم: احلى عنج ..يالله ندخل ..




فاتن التي احست بالارهاق الشديد من ما جرى هذا الصباح قد زاد توترها وخوفها من
الامتحان لدرجه انها بدأت بالبكاء الشديد من دون ان يعرف احد السبب.. مريم التي وقفت
عاجزة امام صديقتها لم تقدر الا ان تحاول في تهدئتها .. ولكنها لم تقدر .. لذا نادت
على خالتها ممرضة المدرسه عزيزة ..
اتتها الخاله وهي تسير مسرعة مستعجبة ان فاتن قد يصيبها أي شي.. وعندما رأت
فاتن خالتها زادت نوبة بكائها المرير وحضنت خالتها بقوة وكأنها خائفة من شي كبير..

وحدهما في غرفة التمريض بعد مدة..





عزيزة: ها فتون ... هدأتي شوي؟؟
فاتن بتعب: شوي..
عزيزة: اسم الله عليج.. عين وما صلت على النبي.. شحاشج يا فتون وارتبكتي جذي.. ما خبرت الامتحانات تخرعج جذي..
فاتن : ماادري خاله.. مرة وحده حسيت نفسي ضعيفة ومااقدر امسك نفسي اكثر وبجيت.. حسيت بالخوف.. والتوتر.. والتعب..
اغمضت فاتن عينيها .. لم تمر قط بمثل هذه التجربة العصبيه المرهقه .. شدة الخوف من ان يلاحظ احد مشعل وانعجاب صديقتيها فيه زادت من عصبيتها وانشداد اعصابها الفتيه التي لم تعرف هذه المشاعر مسبقا.. مسكينه فاتن.. يبدو ان الحب وحده يرهقها ..
عزيزة: استريحي حياتي .. وانا بتصل في امج اتيي تاخذج ..
فاتن: لا خاله .. من وين امي اتيي تاخذني.. ابوي هالايام وايد مشغول وخبرج السيارة الثانيه عند جراح الي في الكلية .. يعني ما في فايدة..
عزيزة: انزين انا بردج البيت..
فاتن: ماله داعي.. اللحين بطيب.. وماابي افوت الامتحان على نفسي..
عزيزة: عادي يا حبيبتي .. ياكل تبن الامتحان اللي يسوي فيج جذي.
فاتن تبتسم ابتسامه صفراء: الله يخليج خالتي.. اللحين بصير احسن .. لا تحاتين..
عزيزة تنظر لفاتن ابتسامه حنونه وهي تنظر اليها :.. وزنج بعد ناقص شوي هالايام .. تاكلين زين؟
فاتن ببراءة: أي... مثل قبل..
عزيزة: مااظن .. شكلج تاكلين نص الاكل .. لانج قبل كنتي رشيقة .. اللحين استويتي عصى..
تقترب الخاله من ابنه اختها: فتون... انتي تحبين ؟؟
فاتن انصدمت: هاا.. لالالالالا.. مااحب .. شنو احب .. ماكو شغل احب .. لا مااحب .. مااحب انا .. مااحب..
عزيزة: انزين ازين لا تاكليني .. ما تحبين .. بس حاسبي فتون .. لزم تاكلين زين لفترة الامتحانات.. عشان يتركز انتباهج.. وتصيرين بنت حلوة رشيقه.. مو جذي ويهج خاك لونه ..
فاتن: انا بخير .. بس الامتحانات شكلها بتاخذ عمري قبل لا تخلص.. خبرج اخر سنه هذي..
عزيزة: من جذي انا اقول اللي اقوله .. لانها اخر سنه .. حاولي انج ما تشدين على عمرج وايد وترهقين نفسج .. ناس تروح فيها لا سمح الله بسبب هالنوع من التوتر.
فاتن لم تكن تحس بالتوتر من الامتحانات المدرسيه ابدا .. ولكن كان عليها ان تقول ما تقوله كي لا تعود خالتها لتكهنها المسبق من كونها واقعة في الحب .. لانها تفضل الموت على ان يظن بها انها مغرمه باحد الشبان.. حتى ولو كان مشعل.. فالامر اقوى منها .. وكونها فتاة عا**ه لا تعرف بامر العلاقات العاطفية .. ارحم لها من أي شي اخر ..





انتهى وقت الامتحان واتصلت مريم باخيها مساعد لكي يحضرها الذي هب
كالاعصار من اجل احضار اخته .. الجميع بمكتب المحاماه الذي هو يملكه ويديره
تعجب الجميع من خروجه المفاجئ .. المعروف عن مساعد انه شديد الحرص على
ان يكون اول من يحضر واخر من يغادر.. لكن من اخرجه اليوم لم يكن أي شخص..
وانما قلبه الذي عاد عاشقا لكل الحب والغرام والهيام ...
مريم استبقت صديقتها فاتن التي حتى الان لم تغادر ملامحها اعراض الاعياء المفاجئ
هذا الصباح.. لم تسمح لها ان تستقل الباص المخصص بايام الامتحانات وابقتها
كي تغادر معها .. عندما وصل مساعد لاخته التفتت فاتن لا اراديا بوجه مساعد ..
الذي لاول مرة تسمح لها الفرصه ان تراه واضحا امامه.. على الرغم من ضخامه مساعد
الا انه كان نحيلا بعض الشي.. ولربما لو ارتدى ملابسا اكثر عمليه .. كالبنطلون والقميص
لبدى انحل بكثير عن الزي التقليدي .. ولكنه بنفس الوقت يزدان بهذا الزي لدرجه
ان جميع الفتيات التفتن لصاحب السيارة الفخمة وتعجبن عندما عرفن انه اخ مريم ..




فاتن: تكفين مريوم.. والله فشيله انتي روحي وابوي اللحين بيي لي ..
مريم: لو تموتين مااخليج واقفه هني وانا اروح .. يالله فتون لات**رين بخاطري..
فاتن باعياء واضح: مريم تكفين ... لا تعلين قلبي بالحنه
مريم: اللحين بوريج..



تركت مريم صديقتها وسارت ناحيه اخاها الذي كان يراقب الوضع اسفل نظارته
العسليه العا**ة .. ما بها فاتن .. لم تبدو هكذا..




مريم: مساعد شوف فاتن مو راضيه اتيي ويانه
مساعد تعلل قلبه من رفض فاتن ولكن: خليهه ما تبي .. ليش تغصبينها
مريم بعجب: مساعد.. الحين بغيتك عون صرت لي فرعون.. قوم كلمهه حجها .. اهي اليوم اصلا وايد تعبانه ..



امسك مساعد قلبه .. مابها .. بالصباح كانت مزدانه بجمال الكون كله .. ما بالها لتمرض هكذا فجأة ..
خاف عليها وخرج من السيارة الى فاتن ..
فاتن لم تفارق عينيها الرجل الذي خرج من السيارة متجها ناحيتها .. كم هو وسيم.. وضخم.. و..
يشابه احدا ما.. كانت فاتن تنظر للرجل الذي يسير بطريقة مرنة جدا وكتفيه يعاقبان
السما من عرضها و طوله الفارع..
انها اول مرة يكلم فيها مساعد فاتن.. وبرغم هدوء المصطنع الا انه يحس بالارتعاب
والارتباك من التكلم معها .. فهي تبدو سهلة التهشم وال**ر..


مساعد بنعومه غريبه : صباح الخير.. فاتن ليش مو راضيه اتيين ويانا..؟
فاتن حست بانها ستختفي عن الدنيا من ضخامه الرجل : .. مافيني شي.. بس .. ماابي اضيق عليكم
مساعد بابتسامه اذابت قلب الفتاة: لا ما عليج .. يوم اللي بنتضايق منج بنقول لج.. مو متعودين الناس يفكرون عنا ..
فاتن: لكن..
مساعد: ولا لكن .. يالله .. نوصلج .. لان ابوج بيستهم عليج جذي..
فاتن استسلمت: انشالله..


وصعدت فاتن مع مساعد واخته
مساعد ظل يسير بقوة وبكل عنفوان .. الا ان قلبه كان يرتجف من شده الارتباك
والتوتر.. كل شي مشابه لعالية .. الا صوتها الناعم .. عالية كانت تمتلك بحة رائعه..
حتى فاتن .. صوتها جميل..
طول الدرب وفاتن شاردة .. لا تسمع شي ولا تحس بشي.. فقط تفكر باللذي حصل معها
في الصباح.. كيف انهارت هكذا.. الخوف من ان يرى احد مشعل .. وهذا الشخص الذي تحس
بقدم الصلة بينها وبينه .. كيف حدث ما حدث.. بدوت كالمجنونة ..ربي ارحمني..
هل من يغرم يحدث هذا معه.. الرحمه يا رب

وصلوا إلى منزل فاتن وهي إلى الان تائهة في أفكارها ..



مريم: فتوون.. فتون.. فاتن
فاتن وهي تنتبه: هااا... شنو .. هلا
مريم تبتسم بعذوبه: حياتي وصلنا بيتكم..
فاتن تلتفت من النافذة وهي مستغربه .. ومنحرجه: اوه... مسامحه ما انتبهت
مريم بصوت خافت: يتهنى به


فاتن لم تجب بل اصطبغت علائمها بالدم من ما نطقت به رفيقتها .. كم هي غبية..
لا اراديا نظرت إلى مراة السائق لترى مساعد ان كان قد سمع ما قالته اخته ام لا..
ولكنها تعلقت بعيون كلها اسرار وكلها احاديث غريبة لالف ليلة توالت خلف بعضها البعض
ولكن حبستها مجاري الدموع.. لم تستحمل فاتن وخرجت مسرعة إلى داخل المنزل
ناسية مشعل الذي كعادته ينتظرها ككل يوم عند رجوعها من المدرسة..



مريم تنظر إلى مساعد بكل غرابة: اشفيها فاتن؟
مساعد بعصبية: ماتسألين روحج يالملقوفه .. لزم تتكلمين وتعصبين الناس
مريم بعجب: انا.. وانت اللحين شكارك
مساعد: وخري زين لا اذبحج .. ملقوفة وحدة
مريم لم تتكلم بل اكتفت بفغر فاهها من الصدمة.. ماباله مساعد وقد امتلئت قواسمة
بالغضب العارم من لا شي .. ان كانت فاتن هي الحزينة.. لم هو منزعج ايضا؟؟
ما به مساعد؟




مشعل الذي كان واقفا عند مرآب منزلهم حزين ومتوتر من تجاهل فاتن له ..
ما بالها .. تبدو مريضه.. او حزينه.. ماذا حدث.؟ كانت مرتاحة بالصباح ..
مالذي قد حصل؟؟


فاتن: وينه ابوي ؟؟
مريم: ليش؟
فاتن: برد البيت خلاص..
نورة: لا والله ما تروحين ..توه الناس للحين ما شبعنا منج.
مريم: لاول مرة اتفق ويا ام العبل..
فاتن: حشى عليج انتي كل يوم وياج .. لو نورة جان معليه لكن انتي مالج حق
مريم وهي تتوسل عند فاتن: تكفين فتوون ليش تبين تروحين بيتكم.. حق هذرة مناير وارفيجتها ولا دلع عزوز ولا غشمرة خالد الثقيله ..؟؟
فاتن: لا هذا ولا هذاك .. بس ابي ارد البيت .. مو حلوة اظل لهذا الوقت في بيتكم..
مريم: ان كان علينا .. لو تظلين في البيت طووووووووول اليوم ما نمل منج يا بعد عمري..
فاتن بابتسامه: حبيبتي انتي والله مريوم بس يبيلي اتصل على الاقل بالبيت..
مريم : روحي اتصلي من تلفون الصالة..
فاتن: اوكيه ..


بعد مغادرة فاتن قليلا يسمع صوت ابو جراح وهو يتحنحن ..: يالله ..
تتلبس مريم ونورة حجابيهما .. ومريم تدخل العم: هلا عمي حياك ..
يدخل الاب الخجول الى المطبخ وهو موقي عينيه بالارض: مساكم الله بالخير
مريم: مساك الله بالنور عمي
الاب: يوبا ناديلي على فاتن شوي
مريم: عمي راحت تتصل في البيت عشان تخبرهم انها راح تتعشى عندنا ..
الاب: لا يوبا كثرنا عليكم اليوم ..
مريم: افا عمييييييييي.. .علي انا هالحجي .. لو تظلون ويانا طول العمر هم تظلون حبايب واغلى من الحبايب..
الاب بابتسامه: الله يخليج يا بنتي لاهلج.. دومج راعيه حجي يا الريم
نورة: هههههههههههههههههههههههههه والله محد يعرفلج مثل عمي بو جراح ههههههههه
مريم: وانتي متونسه ويا ويهج ..
الاب: يالله يا بنيات.. لا تتزاعلن وانا ابوكن ..
نورة: ان شــــــــــــــــاء الله عمي..
فاتن وهي عائدة وترى والدها : هلا والله يوبا... يوبا انا اتصلت في امي وقلت لها اني بتاخر عند مريم.. شرايك انت؟
الاب: والله ماادري اللي يريحج سويه
فاتن:بقعد شوي وبرد من وقت .. معليه؟
الاب: الا معليه .. انتي ويا خواتج .. صح ولا لاء يا مريم؟
مريم : اكيد صج فديت شواربك عمي..
الاب: حتى شواربي تتفدينها .. مشكله بنات هالايام
نورة : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه




غادر ابو جراح من المطبخ وغادرن من بعده الفتيات الى دار مريم لاداء الصلاه ..
بعد ما فرغن من الصلاة جلسن على الارض وكل واحدة ناشرة شعرها ..
طبعا اطول شعر كان شعر مريم لانها تعتني فيه كثيرا.. وفاتن تحب تسريحه لها دائما ..



مريم: ااااااااااه .. مليت من العزوبيه .. متى بعرس؟
نورة : ههههههههههههههههه اسمعن جليله الحيا.. اللي يحاتي العرس ما يعرس!!!
مريم بدهشه: قولي والله؟
نورة: والله .. امي مرة قالت لي.. شوفيني ... ما كنت احاتيه وياني
مريم: انتي حلوة يا نورو يعني جذي جذاك كنتي بتعرسين .. لكن انا قبسه من يبيني ..
فاتن: حبيبتي انتي والله الكل يبيج .. ومو صاحي اللي يعافيج يا بعد عمري
مريم فهمت ماذا تقصد فاتن واخفضت راسها حزنا وعادت الى حيث كانت مستلقية ونورة كالغبية بينهما ..
نورة: والله انا اقول لكن.. لا تحبن اللحين . . حبن بعد العرس.. لانه احلى حب .. احلى شي..
مريم: شلون ؟؟
فاتن هي من تحدثت بدلا عن نورة: لانج كل يوم تكتشفين شي يديد فيه .. شي عن خلفيته ..
شي من شخصيته.. من اللي يحبه .. واللي يكرهه ..واللي يفضله واللي يبعده عن نفسه ..
مشاعره تجاهج .. تجاه اللي تبينه واللي ما تبينه .. اللي يجرحج واللي يسرج ..
واللي يخليج تبتسمين .. واللي يخليج تبجين .. كل شي..



كان صوت فاتن وكأنها تروي حكاية .. نورة ومريم كانتا تنظران اليها بعمق وباستغراب..
كيف لفتاة ع**اء كفاتن .. ان تعرف كل هذا بالعلاقات الزوجية..



نورة باندهاش: بالضبط ..
مريم بصوت ناعم لتبعد الغصه التي انتابتها: فتون شلون تعرفين كل هذا .. انا مااعرف
فاتن كانت تبتسم وتهل دمعاتها البريئه : لاني اعيش هالحلم يا مريم .. انتي صج ارفيجتي
وكل شي تدرينه عني.. لكن بسالفه القلب والاحلام اللي امر فيها .. انتي ما تعرفين شي عني
مريم تقوم وتحضن صديقتها العزيزة: فديتج فتون .. لا تبجين .. والله دموع نورو ولا دموعج ..
نورة وهي تداري دموعها المتصاعدة: وحشني ريلي بروح اتصل فيه ..
قامت نورة لتتصل في زوجها .. اما فاتن ومريم فبقين بين احضان البعض.. يواسين قلبيهما الحزينيين ..
لا تعرفان ماالذي اصابهن ليبكين بهذه الحرارة .. هل هو حب الزواج .. ام هو الرغبة في الحب ..
مريم وهي تمسك يد فاتن: فتون... انتي تحبين مشعل؟
فاتن تنظر لصديقتها بكل عجز: ......................... وايد مريم .. وايد ..
مريم : قوليله انج تحبينه .. ولا تحرقين قلبج جذي..
فاتن: انتي ينيتي .. انا اقوله اني احبه .. انا من متى احبه .. اهو حتى شكلي ما شافه زين
تذكرت اللقاءات الظرفية التي تشاركت فيها مع مشعل.. كانت قصيرة .. ولكنها ذات اثر عميق..
فاتن تمسح دموعها: وانتي قوليلي .. تحبين جراح
مريم تبعد يدها عن فاتن: وخري زين .. انا مااحب المغرورين المعقدين امثال اخوج..
فاتن: هااه . حطي عينج بعيني وقولي انج ما تحبينه مثل ما تقولين
مريم وهي تضع عيناها بعيني رفيقتها: احبه زين .. ( تبتعد عنها وهي مغضنة الوجه ) لكن اهو ما يستاهل حبي..
فاتن: يا بعد قلبي والله اللي يتغلوون ..
مريم: ايه بعد .. انا ما عندي الا كرامتي.. واخوج هذا يوم اللي بيخسرني فيه بيحس لجيمتي..
فاتن: انزين بس عاد لا نورة تدخل علينا اللحين ..
وتدخل نورة: يالله بنات.. انا بمشي بعد نص ساعه .. اللي عندكن لي قولوه اللحين ولا ما راحتشوفوني لمده سبوع
مريم: ينيتي نورة .. نسيتي ملجه سناء بنت خالتي بعد يومين ..
نورة بصدمه: ويه نسيت .. فيصل توه قايل لي عن سفرة ..




خالد في طرف اخر من المدينة.. جالس مع احد اصدقائه المفضلين ..
فاضل الذي لم يكن يقل عنه بالجنون والغباء.. الا ان قلبه الطيب صافي النية كان
ما يحبب خالد فيه .. كان خالد قد انتهى من مشاهدة احد الافلام الهندية التي يهواها بجنون ..
كان يفكر في تصرفات البطل التي اغوى بها البطله وجعلها مغرمة به ..
لابد وان الامر سهل والا فكيف لهندي على حد تعبيره ان يغري فتاة بمثل هذا الجمال ..



خالد لفاضل الذي كان يتحدث لنفسه طوال الوقت: فضلي.. جم عمرنا اللحين؟
فاضل: احنا برابعه ثانوي يعني .. (يفكر فاضل بالعمر) امممم يعني 19 سنه ..
خالد بتفكير: يعني عادي نتزوج بهالسن
فاضل: لا يا معود .. شنو نتزوج .. للحين ما استانسنا بشبابنا تبينا ننحبس..
خالد بنظرة مشمئزة لصديقه: انا ابي اعرف.. تستانس بشنو.. يعني علاقات وعوار راس وبنات وطلعات..
والله انك فاضي.. الزواج شي ثاني تماما .. البنت راح تكون وياك على طول.. ماكو شي حرام ..
كل شي حلال.. محد يقدر ياخذها منك .. ولا احد ياخذك منها ..
تكون لك على طول .. فاهم يعني شنو على طول .. for ever man
فاضل: بعد.. ما ابي اعرس.. انا خلني قبل اشتري لي سيارة ملكي يديده من المعرض..
بعدين يصير خير.. خبرك احنا هالايام مفقورين ..
خالد: ماكو فقير بالدنيا الا فقير الحياة والدين .. احنا ان كنا بضائقه يا ارفيجي العزيز ..
فلأن تكاليف الحياة زادت.. والا بالفقر.. احنا اغنى الناس..
فاضل: كلام واحد يوعان .. انت قانع انا لا.. انا ابي وابي وابي.. ولاني ملاقي..
خالد: شنو مو ملاقيه؟؟
فاضل: خلنا اللحين من اللي انا ابيه .. قول لي انت بتعرس على منو؟
خالد بنظرة ساحرية .. : فاتنتي ..
فاضل بغباء: منو؟؟؟
خالد وهو يجلس ويكلم رفيقه والاف النجوم تلمع بعينه: فاتنتي .. اللي مخبلتني ..
اللي مالكه روحي وعقلي وكياني وكل ما فيني من يوم وانا بالمهاد للحين ..
حتى قبل لا نتولد .. كنت احبها .. فاتنتي اللي ليما تمشي انا احس ان الارض وكل الدنيا
تتحسب خطواتها الناعمة.. هادية وحلوة ورقيقة وايه بالجمال .. هذي يا فاضل ليما تبتسم لك ..
ااااا خ.. جرحك يطيب.. وليما تتنهد على حالك .. تحس نفسك ملك الدنيا..
وليما تسوي لك ذاك الفتوش.. تخليك مختبل على عمرك
فاضل: طباخه اهي .
خالد باشمئزاز: لا.. طبالة
فاضل بحماس: والله .. احلف؟
خالد بعصبية: اللحين انت من صجك يعني .. اقول لك حلوة تقول لي طباخة
فاضل: انت تقول فتوش وماادري شنو..حسبتها طباخه ..
خالد: اللحين انت والله.. بتخليني .... خلني ساكت احسن لك ..
فاضل: انزين خلنا نقوم نروح عند جراح ولد عمك
خالد: ليش بالله.. مو مالي عينك انا ..
فاضل: لا بس اليوم عندهم تفحيط على الشارع .. خلنا نروح..
خالد ينظر لفاضل بكل تعجب واستخفاف: تفحيط .. ويا هالسيارة ..يعني اذا انت ما تحترمها
انا احترمها .. خلنا نروح بيوتنا احسن لنا..
فاضل بحزن: نروح البيت لمنو.. لامي اللي تبجي ابوي صبح وليل.. ولا اخواني اللي من
اشوفهم ماادري شراح يصير فيهم .. خلني قاعد هني احسن لي
خالد حن لصديقه اليتيم الذي فقد اباه في غزو الكويت .. وحمد الله ان اباه قد عاد سالما من هناك ..
خالد بكل حنان: خلنا نروح يالفضلي.. ما نبي نيلس هني ..
فاضل: انت روح انا بظل هني ..
خالد: انزين تعال وياي بيت عمي بو جراح .. بتسوي لك خالتي ام جراح احلى فتوش ذقته بعمرك.
فاضل بابتسامه: عادي يعني؟
خالد: الا عادي وونص. هذول ناس صج بيتهم صغير.. بس قلبهم كبير.. يالله الفضلي..
فاضل: يالله ..



وركبا الصديقين بالسيارة الخرابة نحو بيت الخير.. بيت بو جراح الذي لا يعلم
الا الله ان كان سيظل كما هو الآن .. ام ان الامور قد تتغير..

عادت فاتن على الساعة الثامنه والنصف.. ووصل معها خالد ورفيقه في نفس الوقت..
فاضل كان منحرجا قليلا للموضوع ولكن فاتن برقتها وطيبتها شجعته وابعدت الخجل والاحراج عنه..
وهكذا دخلوا الشباب كلهم ولكن فاتن عاودت الخروج من اجل اغلاق البوابه ورأته..
كان وكأنه واقف ينتظرها وينتظر منها ان تظهر له .. لم تستطع ان تحرك نفسها
وتغلق البوابة .. لانها كانت منومة مغناطيسيا بمشعل.. كانت نظراته غريبة .. حانية ..
معاتبة .. شقية.. بريئة.. كل هذا فيها .. خليط عجيب..
لم تعي فاتن الا ومشعل قد اقترب منها ..



مشعل: مساء الخير..
فاتن بصدمه: مساء النور .. يا هلا..
مشعل: ...... شلونج فاتن..
فاتن وقلبها يدق : .... ابخير.. وانت؟
مشعل: زعلان..
فاتن استغربت.. مم قد يزعل: .. عسى ما شر..
مشعل وهو يقترب اكثر: الكل تحمد لي على سلامه ردتي من اميركا....
الا اللي كان قلبي وده اهم يسلمون علي بعد..
تزلزت الارض من تحتها: ..... من؟؟
مشعل وقد اصبح واقفا امامها: ................انتي...
استدارت فاتن لتغادر ولكن : تكفين فاتن خلج...
وقفت فاتن مكانها عند سماعها لرجائه والتفتت بكل بطء: ... خير..
مشعل: انا لا ياي اتحرش.. ولا العب.. واصلا انا ما عندي وقت اني العب...
بس يا فاتن حبيت اخبرج.. انج في بالي... من ذاك اليوم قبل سبع سنين وانتي في بالي..
وما راح اهدى.. الا لما تصيرين لي ...

تجمدت فاتن مكانها... لم تعرف ماالذي تقوله .. هل هذا حلم؟ ام حقيقة..؟ الغني يحب الفقيرة ..
الوسيم يحب العادية .. لايمكن .. كيف يمكن ان يحصل هذا.. ان يحس هو لاحاسيسها ..
ان يفهم ما يتزلزل بجوفها منذ ذاك اليوم .. حتى الان ... يعاني بمعاناتي..


مشعل: اللحين ابيج تدخلين البيت... لان الوقت متاخر .. ومو حلو ان حبيبتي توقف بالشارع جذي..
حتى لو كانت وياي..
لم تتكلم فاتن بل اطاعته بكل هدوء.. وعندما التفت عنها مشعل ليعود على اعقابه: مشعل..
مشعل يلتفت بكل شوق : .. عيون مشعل.
فاتن والحيا قد صبغها.. : حم ... حمد لله على السلامه.. نورت الفريج ...
لم تنتظر ان يجيبها و .. ركضت .. نعم ركضت كالطفلة إلى داخل المنزل ..
لم تقدر ان تتماسك ولا ان تخفي خجلها وابتسامتها ولا فرحتها العامرة من ما جرى للتو..
هل هو حقيقة .. ام حلم جميل قد انصب في حياتها العادية البسيطة..
مشعل الاخر لم يصدق ماذا حدث.. كيف اظهر كل هذه الشجاعه واخبرها بما هو يمر فيه منذ 7 اعوام..
كل اللذي فعله هو قفزة عاليه بالهواء وهو يحس بالطرب في انحاء جسده وكل عرق
من عروقه ينادي باسم فاتن ..
لم تتعشى فاتن وصعدت مباشرة لغرفتها واغلقت الباب.. انها محتاجه لان تكون لوحدها ..
ان تكون لوحدها مع افكارها واحلامها وكلام مشعل... مشعل.. واخيرا... واخيرا تحقق حلمي ..
فهو يحبني كما احبه .. ويرغبني كما ارغب به .. يا ربي.. الحمد والشكر لك .. الحمد والشكر لك ..
وقفت عند نافذتها تنظر للسماء.. لاختها الغاليه عاليه .. دموعها تحادرت على خدودها الناعمه
من فرط السعادة .. لكنها لم تنسى ابدا ان لو عاليه كانت هنا .. لكان الوضع قد اختلف.. تماما ..

فاتن للسماء: ايه علووي .. يا ريتج وياي.. ياريتج وياي وتعرفين انا شنو امر فيه ..
احلى شي يمكن يصير في حياتي من بعد روحتج يالغاليه .. حلمي الازلي راح يتحقق..
او انه قاعد يتحقق.. بس انا خايفه .. وكل اللي ابيه منج انج ترعيني ..
وتراقبيني .. لانج اكثر انسانه انا احبها يا عاليه ..

مسحت دموعها والتفتت لتدخل إلى دارها ولكن لفت انتباهها النور الذي شع من احد غرف
قصر بيت النهيدي .. انها الغرفه المقابله لغرفتها .. وهاهو مشعل يطل منها علي..
كم هو مجنون.. فاتن سرعان ما دخلت غرفتها واغلقت النافذه وسدلت الستارة الحريريه
لتسد نظر مشعل عن ما يجري بالغرفه .. ولكنها رفعت الستارة قليلا لترى ان كان
ما زال هناك او لا.. لم يكن هناك .. لكنه قد وضع ملصق على رسم قلب مشع..
لم تستطع فاتن الا ان تضحك وترمي بنفسها على فراشها ..
استعدادا إلى حلم جديد .. وخيال اجدد..

هل ابتدى الحب..

هل استيقظت كل المشاعر

هل هذا هو بداية عاصفه شديدة من المشاعر والعواطف والغرام ..

ولكن...!


ما الذي سيحصل..

بين فاتن ومشعل

او فاتن وخالد

او فاتن ومساعد

؟؟؟؟



أتمنى يعجبكم هذا الجــزء

أعود اليكم بجزء جديد واحداث جديدة
واتمنى يعجبكم

7


7


هاقد مر شهر على عودة مشعل من السفر.. وبدت الامتحانات النهائية ..
لتنهي فاتن اخر سنه دراسيه لها بالثانوية .. ما الذي تعتقدونه قد حصل؟؟ هل اكتفى عصفوري
الحب من تلك الليلة ؟ ام انهما قد عاودا التفكير فيما جرى و تراجعا..؟؟




ابدا.. بالع**..

زادت علاقة فاتن مع مشعل قوة وصلابه مع الاسابيع الماضية .. لم يوجها لنفسيهما أي
حوارات كما تلك الليلة .. بل اكتفيا بالرسائل التي يتركونها لبعضهم البعض..
وانتظار مشعل لفاتن في الصباح وفي وقت عودتها .. فاتن كانت تحس بان ما يجري
خاطئ.. ولكنها لا تقدر ان تمسك قلبها اكثر.. ومشعل ايضا..احس بان ما يقوم به طفولي..
ولا يناسب شاب في مثل عمره تجاه فتاه كفاتن .. لانها اغلى من هذه الامور..
وارقى ايضا.. ولكنه ما زال صغيرا ليتقدم لها .. ان كان عليه .. التقدم .. ولكنه يخاف من ردة
فعل اهلها.. قد لا يوافقون .. لانها ما زالت صغيرة .. ولانه ما زال بالجامعة..
ولكنه لن يجلس مكتوف اليدين اكثر عن الموضوع.. يجب ان يكلم احد ..
لكي يساعده في جعل الامر رسميا..


من ناحيه اخرى.. مساعد قد بدأ يعيش حياة اخرى تماما .. اختلف مساعد عن مساعد السابق..
بدأ يضحك اكثر .. ويمرح اكثر.. ويتكلم اكثر.. اهله واصدقائه انصعقوا من هذا التبدل
الغريب من نوعه.. ولكنهم حمدوا الرب لانه قد عاد للحياة من بعد هذا الموت البطئ
والحرب الداخلية التي كان يعيش فيها .. ولكن عند مساعد لم يكن هناك أي شخص
مسؤول عن هذا التحول الا هي .. فاتن .. او عاليه .. ولكن فاتن يناسبها اكثر..
لانها فتنته حقا.. واستطاعت ان تحتل قلبه وروحه وتعيد له الفرح والحبور ..
لم يكف يوما عن حب عاليه .. بل زاد حبها في قلبه .. وزادت فرحته بالحياة لان عاليه
ستعود له من جديد ومرة اخرى..

في الصباح الباكر .. فاتن تخرج مسرعه وهي مرتبكه وخائفه ..
اليوم امتحان مادة اللغه الانجليزية.. ولانها تخاف قليلا من المادة كانت متوترة بعض الشيء..
ولكن سرعان ما تلاشى التوتر والخوف عندما رات مشعل واقف عند سيارته ينتظرها لينطلق معها إلى الجامعه..
ابتسمت فاتن وانزلت بصرها للارض وهي تسير إلى المحطه .. ومشعل يرتقي سيارته
ويسير بعيدا عنها.. احست فاتن بالحزن عندما غادر.. ولكنها عاودت الابتسامه
وتكلمت مع نفسها: في حفظ الله يا حبيبي..
مشت بضع خطوات الا و بوق سيارة يطلق من خلفها .. لم تلتفت لانها اعتقدت انه احد
الشباب الطائش .. السيارة واصلت المسير إلى ان وصلت لعندها وفتحت احد النوافذ




مريم: فتون وويع انطق عليج الهرن ليش ما تطالعينه..
فاتن: خبصتي قلبي يالشاذيه .. وليش التفت لو ما كان انتوا جان اللحين بيظلون يلاحقوني لطول درب المحطه..
مريم: انزين يالله ركبي بنوصلج احنا اليوم
فاتن تطيل النظر لترى من السائق: لا ما يحتاج بروح بالباص
مريم نزلت : يالله فتون اليوم مساعد متطوع انه يوصلنا لا تخلينا نفشله
فاتن بصوت خافت: فشيله والله مريوم ..
مريم: لا والله عادي صدقيني ..
فاتن : اممممم.. اوكيه
مريم: عفية عليج ..
فاتن ابتسمت لرفيقتها وسارت معها للسيارة
فاتن وهي تدخل: السلام عليكم
مساعد بصوته الاسر: وعليكم السلام والرحمه ..
مريم : يالله مساعد الامتحان بعد ربع ساعه وللحين ما عدلت البراشيم
مساعد : شبراشيمه.. ريم خلي عنج هالحركات
مريم : انزين انزين ( تغمز لصديقتها من المراة الجانبيه) مو حقي حق فتون




فاتن انحرجت من ما قالته رفيقتها وامام اخيها ولكن مساعد : مااظن ..
اقشعر بدن فاتن من صوت مساعد ... كم هو مخيف.. لم تره منذ ذلك اليوم
عندما بحلق فيها وكانه يراها لاول مرة ..



تذكرت مريم سمية التي تنتظرهن بالمحطه: ويييه سعود فديتك خلنا نمر المحطة
ناخذ سموي لا تاكلنا بالمدرسة لاننا ما وصلناها ويانه..
مساعد : انزين دامها بالمحطه خليها هناك ..
مريم: لا لا مافيني عليها تكفى.. نجرتها وحنتها تخلي الشيب يطلع من الراس.. مر عليها تكفى..
مساعد: انزين ..



وهكذا مر مساعد على سمية التي وقفت مدهوشه من فخامة سيارة اخ مريم
ومن وسامته ايضا.. وعندما دخلت لمعت عيناها برؤية فاتن .. مريم قد طلبت من فاتن
ان لا تذكر شيئا عن زيارتها لمنزلها كي لا تشعلها سمية حربا ..
فاتن قد شرد فكرها عن احاديث مريم وسمية .. تنظر للمارة والقارعة والسيارات
التي تسير معهم في نفس الطريق.. والتفتت لسيارة تعرفها .. انها سيارة مشعل..
نعم كان هو .. يا اللهي ما هذه المصيبة .. قد تلتفت مريم او سمية ..
يبدو عليه الغضب.. او العصبية .. لا بد وانه لم يتوقع ان اغادر مع اخ مريم .. نظرت اليه فاتن
بنظرة رجاء ان يغادر ولكنه عاند وبقى معهم بالطريق.. فاتن ابعدت بصرها عنه
كي لا ينتبه لها مساعد .. وظلت تراقب الاثنين .. مساعد ومشعل.. واثناء مراقبتها
لمساعد لاحظت عينيه اللتان تظهران في المراه الاماميه .. وغابت عن الوعي.. كم هما ساحرتين وفاتنتين ..
عميقتين كبركتين من .. من المياه .. المظلمة.. واثناء مراقبتها للعينين انتبه لها مساعد
ورمقها بنظرة سريعة احرقت كل دمائها وافحلت لونها إلى اللون القرمزي ..
واحست فاتن ان ما يجري معها اليوم مع مشعل وما يحدث مع مساعد .. هما اكثر ما قد
تتحمل باليوم .. الذي لم يبدأ بعد ..

خرجن الفتيات من السيارة ودخلن المدرسة .. اما فاتن فقد ابطأت مسيرها وهي تراقب
سيارة مشعل التي تقترب. وحالما اقتربت قفزت سميه امامها




سميه: الله على الزقرتيه .. فتون شكلج طيحتيه .ههههههههههههههههه
مريم: منو منو؟؟
فاتن وهي تحس بالانحراج: ولا احد يالله ندخل
سميه تكلم مريم: شوفيه مريوم اللي في البي ام 745
مريم تطيل النظر: لحظه..... اعرفه انا .. وكاني شفته من قبل.. فتون تعرفينه؟؟
فاتن : هاا... انا؟؟ من وين اعرفه ...؟؟ مااعرفه ....
سميه: اكيد يعرفج فتون لانه كان يلاحقنا طول الدرب .. من يوم خذيتوني من المحطه..
فااتن بقله صبر وهي تدخل المدرسه: اوهووو ماادري ماادري..
مريم: هي فتون نطري ..
سميه تستوقف مريم : مريم كاهو كاهو ..
وقفت مريم وهي تنظر للشاب الذي يسوق السيارة .. وتوضحت ملامحه لها ولكنها
ظلت متشككه .. ولكن مزاج فاتن العكر والخائف المتوتر هو من اكد لها شكها ..
بدت مريم وكانها عرفت الحبكه ولهذا سالتها سميه : تعرفينه مريوم..
مريم: هاا.... لا مااعرفه .. من وين اعرف هالمزايين .. انا من يوم عرفتج انتي وفتون مااعرف الا الجياكر ..
سميه: مصكه عليج اللحين من زينج انتي
مريم: احلى عنج ..يالله ندخل ..




فاتن التي احست بالارهاق الشديد من ما جرى هذا الصباح قد زاد توترها وخوفها من
الامتحان لدرجه انها بدأت بالبكاء الشديد من دون ان يعرف احد السبب.. مريم التي وقفت
عاجزة امام صديقتها لم تقدر الا ان تحاول في تهدئتها .. ولكنها لم تقدر .. لذا نادت
على خالتها ممرضة المدرسه عزيزة ..
اتتها الخاله وهي تسير مسرعة مستعجبة ان فاتن قد يصيبها أي شي.. وعندما رأت
فاتن خالتها زادت نوبة بكائها المرير وحضنت خالتها بقوة وكأنها خائفة من شي كبير..

وحدهما في غرفة التمريض بعد مدة..





عزيزة: ها فتون ... هدأتي شوي؟؟
فاتن بتعب: شوي..
عزيزة: اسم الله عليج.. عين وما صلت على النبي.. شحاشج يا فتون وارتبكتي جذي.. ما خبرت الامتحانات تخرعج جذي..
فاتن : ماادري خاله.. مرة وحده حسيت نفسي ضعيفة ومااقدر امسك نفسي اكثر وبجيت.. حسيت بالخوف.. والتوتر.. والتعب..
اغمضت فاتن عينيها .. لم تمر قط بمثل هذه التجربة العصبيه المرهقه .. شدة الخوف من ان يلاحظ احد مشعل وانعجاب صديقتيها فيه زادت من عصبيتها وانشداد اعصابها الفتيه التي لم تعرف هذه المشاعر مسبقا.. مسكينه فاتن.. يبدو ان الحب وحده يرهقها ..
عزيزة: استريحي حياتي .. وانا بتصل في امج اتيي تاخذج ..
فاتن: لا خاله .. من وين امي اتيي تاخذني.. ابوي هالايام وايد مشغول وخبرج السيارة الثانيه عند جراح الي في الكلية .. يعني ما في فايدة..
عزيزة: انزين انا بردج البيت..
فاتن: ماله داعي.. اللحين بطيب.. وماابي افوت الامتحان على نفسي..
عزيزة: عادي يا حبيبتي .. ياكل تبن الامتحان اللي يسوي فيج جذي.
فاتن تبتسم ابتسامه صفراء: الله يخليج خالتي.. اللحين بصير احسن .. لا تحاتين..
عزيزة تنظر لفاتن ابتسامه حنونه وهي تنظر اليها :.. وزنج بعد ناقص شوي هالايام .. تاكلين زين؟
فاتن ببراءة: أي... مثل قبل..
عزيزة: مااظن .. شكلج تاكلين نص الاكل .. لانج قبل كنتي رشيقة .. اللحين استويتي عصى..
تقترب الخاله من ابنه اختها: فتون... انتي تحبين ؟؟
فاتن انصدمت: هاا.. لالالالالا.. مااحب .. شنو احب .. ماكو شغل احب .. لا مااحب .. مااحب انا .. مااحب..
عزيزة: انزين ازين لا تاكليني .. ما تحبين .. بس حاسبي فتون .. لزم تاكلين زين لفترة الامتحانات.. عشان يتركز انتباهج.. وتصيرين بنت حلوة رشيقه.. مو جذي ويهج خاك لونه ..
فاتن: انا بخير .. بس الامتحانات شكلها بتاخذ عمري قبل لا تخلص.. خبرج اخر سنه هذي..
عزيزة: من جذي انا اقول اللي اقوله .. لانها اخر سنه .. حاولي انج ما تشدين على عمرج وايد وترهقين نفسج .. ناس تروح فيها لا سمح الله بسبب هالنوع من التوتر.
فاتن لم تكن تحس بالتوتر من الامتحانات المدرسيه ابدا .. ولكن كان عليها ان تقول ما تقوله كي لا تعود خالتها لتكهنها المسبق من كونها واقعة في الحب .. لانها تفضل الموت على ان يظن بها انها مغرمه باحد الشبان.. حتى ولو كان مشعل.. فالامر اقوى منها .. وكونها فتاة عا**ه لا تعرف بامر العلاقات العاطفية .. ارحم لها من أي شي اخر ..





انتهى وقت الامتحان واتصلت مريم باخيها مساعد لكي يحضرها الذي هب
كالاعصار من اجل احضار اخته .. الجميع بمكتب المحاماه الذي هو يملكه ويديره
تعجب الجميع من خروجه المفاجئ .. المعروف عن مساعد انه شديد الحرص على
ان يكون اول من يحضر واخر من يغادر.. لكن من اخرجه اليوم لم يكن أي شخص..
وانما قلبه الذي عاد عاشقا لكل الحب والغرام والهيام ...
مريم استبقت صديقتها فاتن التي حتى الان لم تغادر ملامحها اعراض الاعياء المفاجئ
هذا الصباح.. لم تسمح لها ان تستقل الباص المخصص بايام الامتحانات وابقتها
كي تغادر معها .. عندما وصل مساعد لاخته التفتت فاتن لا اراديا بوجه مساعد ..
الذي لاول مرة تسمح لها الفرصه ان تراه واضحا امامه.. على الرغم من ضخامه مساعد
الا انه كان نحيلا بعض الشي.. ولربما لو ارتدى ملابسا اكثر عمليه .. كالبنطلون والقميص
لبدى انحل بكثير عن الزي التقليدي .. ولكنه بنفس الوقت يزدان بهذا الزي لدرجه
ان جميع الفتيات التفتن لصاحب السيارة الفخمة وتعجبن عندما عرفن انه اخ مريم ..




فاتن: تكفين مريوم.. والله فشيله انتي روحي وابوي اللحين بيي لي ..
مريم: لو تموتين مااخليج واقفه هني وانا اروح .. يالله فتون لات**رين بخاطري..
فاتن باعياء واضح: مريم تكفين ... لا تعلين قلبي بالحنه
مريم: اللحين بوريج..



تركت مريم صديقتها وسارت ناحيه اخاها الذي كان يراقب الوضع اسفل نظارته
العسليه العا**ة .. ما بها فاتن .. لم تبدو هكذا..




مريم: مساعد شوف فاتن مو راضيه اتيي ويانه
مساعد تعلل قلبه من رفض فاتن ولكن: خليهه ما تبي .. ليش تغصبينها
مريم بعجب: مساعد.. الحين بغيتك عون صرت لي فرعون.. قوم كلمهه حجها .. اهي اليوم اصلا وايد تعبانه ..



امسك مساعد قلبه .. مابها .. بالصباح كانت مزدانه بجمال الكون كله .. ما بالها لتمرض هكذا فجأة ..
خاف عليها وخرج من السيارة الى فاتن ..
فاتن لم تفارق عينيها الرجل الذي خرج من السيارة متجها ناحيتها .. كم هو وسيم.. وضخم.. و..
يشابه احدا ما.. كانت فاتن تنظر للرجل الذي يسير بطريقة مرنة جدا وكتفيه يعاقبان
السما من عرضها و طوله الفارع..
انها اول مرة يكلم فيها مساعد فاتن.. وبرغم هدوء المصطنع الا انه يحس بالارتعاب
والارتباك من التكلم معها .. فهي تبدو سهلة التهشم وال**ر..


مساعد بنعومه غريبه : صباح الخير.. فاتن ليش مو راضيه اتيين ويانا..؟
فاتن حست بانها ستختفي عن الدنيا من ضخامه الرجل : .. مافيني شي.. بس .. ماابي اضيق عليكم
مساعد بابتسامه اذابت قلب الفتاة: لا ما عليج .. يوم اللي بنتضايق منج بنقول لج.. مو متعودين الناس يفكرون عنا ..
فاتن: لكن..
مساعد: ولا لكن .. يالله .. نوصلج .. لان ابوج بيستهم عليج جذي..
فاتن استسلمت: انشالله..


وصعدت فاتن مع مساعد واخته
مساعد ظل يسير بقوة وبكل عنفوان .. الا ان قلبه كان يرتجف من شده الارتباك
والتوتر.. كل شي مشابه لعالية .. الا صوتها الناعم .. عالية كانت تمتلك بحة رائعه..
حتى فاتن .. صوتها جميل..
طول الدرب وفاتن شاردة .. لا تسمع شي ولا تحس بشي.. فقط تفكر باللذي حصل معها
في الصباح.. كيف انهارت هكذا.. الخوف من ان يرى احد مشعل .. وهذا الشخص الذي تحس
بقدم الصلة بينها وبينه .. كيف حدث ما حدث.. بدوت كالمجنونة ..ربي ارحمني..
هل من يغرم يحدث هذا معه.. الرحمه يا رب

وصلوا إلى منزل فاتن وهي إلى الان تائهة في أفكارها ..



مريم: فتوون.. فتون.. فاتن
فاتن وهي تنتبه: هااا... شنو .. هلا
مريم تبتسم بعذوبه: حياتي وصلنا بيتكم..
فاتن تلتفت من النافذة وهي مستغربه .. ومنحرجه: اوه... مسامحه ما انتبهت
مريم بصوت خافت: يتهنى به


فاتن لم تجب بل اصطبغت علائمها بالدم من ما نطقت به رفيقتها .. كم هي غبية..
لا اراديا نظرت إلى مراة السائق لترى مساعد ان كان قد سمع ما قالته اخته ام لا..
ولكنها تعلقت بعيون كلها اسرار وكلها احاديث غريبة لالف ليلة توالت خلف بعضها البعض
ولكن حبستها مجاري الدموع.. لم تستحمل فاتن وخرجت مسرعة إلى داخل المنزل
ناسية مشعل الذي كعادته ينتظرها ككل يوم عند رجوعها من المدرسة..



مريم تنظر إلى مساعد بكل غرابة: اشفيها فاتن؟
مساعد بعصبية: ماتسألين روحج يالملقوفه .. لزم تتكلمين وتعصبين الناس
مريم بعجب: انا.. وانت اللحين شكارك
مساعد: وخري زين لا اذبحج .. ملقوفة وحدة
مريم لم تتكلم بل اكتفت بفغر فاهها من الصدمة.. ماباله مساعد وقد امتلئت قواسمة
بالغضب العارم من لا شي .. ان كانت فاتن هي الحزينة.. لم هو منزعج ايضا؟؟
ما به مساعد؟




مشعل الذي كان واقفا عند مرآب منزلهم حزين ومتوتر من تجاهل فاتن له ..
ما بالها .. تبدو مريضه.. او حزينه.. ماذا حدث.؟ كانت مرتاحة بالصباح ..
مالذي قد حصل؟؟
 

احترت اعبر

New member
إنضم
29 يناير 2008
المشاركات
2,055
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
دخلت فاتن مسرعة داخل المنزل وهي تنتفض من شدة الارتباااك... صعدت السلالم بسرعة
وامها التي خرجت من المطبخ ترى من حضر المنزل.. نادتها ولكن فاتن لم تكن تسمع..
كان قلبها يدق لدرجه انه أصمها عن السمع..

دخلت غرفتها وهي تسد الباب بقوة تصفق الريااح بعارض الحائط المجاور له..
وقفت عنده وهي تحتضن كتاب مادة الامتحان...

استرخت يداها قليلا فانسابت أوراق المراجعة من بين يديها كالماء..
وهي مغمضة عينيها كي لا تفتحها وترى عيني مساعد مرة أخرى

يا إلهي.. يا الهي ما بالي.. ما باله قلبي لا يهدى.. وما بالها عيني تابى ان تفتح
نفسها.. من هذا المساعد ولم يمتلك هذا التاثير الساحق علي؟ لم احس اني اعرفه واني رايته مسبقا..

كانت تمشي ناحية سريرها وتجلس بتعب ووهن.. اين رأيته.. في احلامي؟ لا اظن..
ولكن في مكان.. مكان حميم ويبعث في قلبي الحنان.. ااااااه لما تطرأ عالية على بالي كلما رايته..
لم احس اني ارى في عينيه صورتها تموج في بحر من الاسى والحزن.. ااااه يا قلبي... ما الذي يجري معك...
ما الذي يحصل معك.. لما هذا الخوف.. لم هذا التوتر...

بسم الله الرحمن الرحيم... بسم الله الرحمن الرحيم.. اعوذ بالله منك يا ابليس يا من يبغض
راحة المؤمنين.. مرافقا لهم كالظل في كل خطوة وكل مجرى...

ااه يا قلبي

هدأت فاتن نسبيا ولكن شيء ماا ارجفها مرة اخرى.. انتبهت فاذا بها دقات امها
الخفيفة ولكن بدت في نفسها كالحجارة التي تسقط على سقف المنزل..
وتمالكت نفسها وفتحت الباب




فاتن وهي تمسح جبينها من قطرات العرق التي تجمعت في خط واحد. لترى امها المبهتة تناظرها
فاتن: هلااا يمه....
ام جراح: يمه فاتن علامج.. دخلتي البيت ولا سلمتي ولا شي... فزعتي قلبي عليج
فاتن وهي تذكر دخولها المنزل وتعقد حاجبيها وتضحك بتوتر لامها: لا يمه بس انا كنت شوي مستعجلة وو.....وو ( لا تعرف ماذا تقول لتبرر موقفها لذا ابتسمت) لا تحاتين يمه مافيني شي... مافيني الا العافية
ام جراح والخوف مازال بعينها: متاكده يمه
فاتن وهي تسكن توترها والارتعاش اللي تخللها: أي متاكدة يمه.. واقوللج.. (تبتعد عن والدتها وهي تحادثها) بغير هدومي وبنزل لج.. اليوم في خاطري اسوي لكم طبخة من يدي..
ام جراح بابتسااامة عذبة .. فاتن تحتضن امها وتسير معها .. وهي تهدئ شيئا فشئيا..
ام جراح: هههههههههههه اقول عيل الله يعين ريلج
فاتن انتفض قلبها من ذكر الزوج: أي الله يعينه لأنه بيكون راعي كرش ولحوووم وشحووم من حلاوتي
ام جراح وهي تمسك ذقن ابنتها: اهي من حلاتج ولا حلاوتج..
فاتن وهي تمثل الاحراج: ويييي يممممممممه احرجتيني .. ويو مطاااااااافي ويهي.. ههههههه
ام جراح: ويعلج العافية ههههههههههههه



اثنااء نزولهما يرين جسد فتى واقف وكأنه ينتظر.. الا وهو خالد..
خالد وهو يكور يده عند فمه وكأن قبضته ميكروفون وشرع بالغناء..
حد منكم شاف في الدنيا بدر.. مقبلن يمشي ومن حوله بشر..

فاتن تستغرب من ابن خالتها هذا الغنااء ؟؟


هذا ماهو بدر ليل يختفي .. مع طلوع الصبح وبزوغ الفجر..
او بدر يصبح بعد مده هلال.. هذا بدر مكتمل طول الشهر..


فاتن تنظر إليه بغرور وهوو يكمل متجها ناحية خالته ..
وكم كانت رغبته عارمة لو كان توجه الى فاتن .. ويعلي من صوته الرائع بالغناء



ولا اله الا الله
ولا اله الا الله.. عالنبي محمد.. يالله صلووووو عليه..
ولا اله الا الله.. عالنبي محمد.. يالله صلووووو عليه..

الف الصلاه والسلام عليك يا حبيب الله محمد..



فاتن وهي تصم اذنيها من صوت بن خالتها وهي تتظاهر بالانزعااج: بس عاد يا راشد الماجد
خالد بنظرة غرور وهو لا يزال يغني عند اذنها هذه المرة: ولا اله الا الله..



تبعده فاتن من يده عنها وهو يضحك: حسوووووودة ميته من القهر ليش اني اغني لخالتي ..
ان ما غنيت لها اغني لمنوو
فاتن: ويي ارجوك لاتذبحني غن لي عاااد خالد الماجد غن لي ( وهي ترجع ملامحها للغرور) ويا هالويه
خالد: احلى من ويهج.. يالعصااا
فاتن بحبور وهي تدخل المطبخ: رشاقه
خالد: رشاقه.. امحق رشاقه يوم ان الرشاقة جذي.. عاافها الخااااطر..
ام جراح: عاد انت اللي تيي وتقول لها جذي.. طالع روحك قبل.؟.
خالد يلتف على نفسة وهو يلاحظ مدى نحله ولكنه: متيين شحليلي جني نبيل شعيل
ام جراح: هههههههههههههههه الله يغربل بليسك..

يضحك خالد لخالته وهو يسند جسده عند الثلاجه ويلاحظ نظرات فاتن له..
شفيها هذي تبي تذبحني ويا هالعيون... يعلج يا فتوووووون.. ناويه علي اتصرقع..
يكلمها: شتطالعين انتي ويا هالعيوون؟
فاتن تبعدعينيها عنه: ولا شي
خالد وهو يرفع حاجب: شكله مو عاجبج وجودي؟
فاتن وهي تجلس على المائدة الصغيرة امام قطع الخضروات المختلفة: لا لا ابد بالع**.. عزيز وغالي ( وهي تلوح بالسكين)
خالد ينبه خالته: جوفي التهديد كاهي بنتج تهددني بالسجين.. هي فتووون ترى تدخلين سجن فيني؟
فاتن بنظرة ماكرة: مو حرام.. اهم شي افك العالم منك
ام جراح: يمه فاتن بس خلاص




انصاعت الفتاة المطيعة لامها ولكنها اشارت الى نحرها بالسكين امام خالد الذي اخرج لسانه لها
بعدما احولت عيناه سخريا

وظلو الثلاثة في المطبخ يعبث خالد عند كل واحدة وهو لا يكل ولا يمل..



إلى ان وصلت مناير وهي محبطة وتكاد ملامحها تتعجن مع بعضها: الســـــــلام
الكل: وعليكم السلام
ام جراح تلتفت لابنتها: علامج منووور؟؟
مناير وهي تجلس عند اختها: يمه ساقطة انا؟
ام جراح: في شنو؟
مناير: في الامتحان اليوم.. متاكدة.. 100 %
فاتن وهي تقشر الجزرة: كل مرة تقولين جذي وتنجحين
مناير: هالمرة متاكدة متاكدة .. ساقطة ساقطة.. ياويلي من ابوي بيذبحني
ام جراح: كله منج.. امس ماقلت لج.. والله طاح حنجي وانا اقوللج روحي ذاكري احسن لج من التلفزيون لكن انتي حمارة ( ازدادت وتيرة غضب ام جراح) ..
خالد يمسك خالته مهدئا: خالتي شوي شوي
ام جراح يزداد علااء صوتها: والله هالبنية بتينني.. حرام عليج تسقطين.. لو احنا مقصرين عليج جان زين.. والله فتوون تخلي امتحاناتها وتذاكر لج لكن انتي مدمغة شكلي بطلعج من المدرسة وتمي هني في البيت..
مناير وهي تلوح بيديها: يكون احسن بعد.. احس ان مخي مو راضي يفتهم ... حيييل
تصرخ ام جراح: تطلعين من المدرسة تقعدين لي هني.. والله عشان اجابلج واذبحج
من رقبتج هذي..
يمسك خالد خالته هذه المرة بشكل اقوى: خالتي شوي شوي على روحج ما يسوي عليج
ام جراح: كلهم والله مطيبين خاطري الا هذي.. مادري على شنو..
مناير وهي خائفة وتختبئ عند ذراع فاتن التي امسكت اختها لانها خافت من صراخ امها
ام جراح: اكثر وحده تصرف واكثر وحده معورة راسي.. فاتن الشيخة ما تلاقي اللي انتي ملاقيته من دلع وتلبية ولكن شوفيها شلون رافعه راسنا..
خالد: خالتي بس بعد كل انسان ومستواه
مناير بصوت خافت: قالها خالد
خالد بنظرة مخيفة: انجبي انتي.. مالج ويه تتكلمين.. منوووور انا اللي اتحلف لج الحين..
ان سقطتي في هالمادة لا اطقج طق اليهد ليمن تقولين بس..
مناير بعجرفة وقلة ادب: نعم نعم.. بصفتك شنوو ان شاء الله.. انا اخواني ما يطقوني
اتيي انت تطقني.. تهبى وتخسى..




بعد هذا الكلام الجارح الذي القته مناير على خالد ظهر صوت اخر: صفعه من يد فاتن على وجه مناير ..
لم تكن قوية بل مهينة
فاتن وهي تكشر باسنانها في وجه اختها حنق وغضبا: قليــــــــلة ادب .. ذلفي دارج لا بارك الله بعدوينج.. ذلفي
مناير وهي تمسك خدها الما وحرجا من اختها.. ولكنها لم تنبس ببنت شفة وغادرت مسرعة الى غرفتها..
اما فاتن فكانت تنفذ النار من انفها من الغضب العارم الذي اجتاحها..
ام جراح وخالد بقيااا مندهشين من ردة فعل فاتن الغير متوقعة.. صحيح ان ما قالته مناير
كان حقيرا وكريها.. لكن ردة فعل فاتن تجاهه كانت مخيفة.. مابالها كي تمد يدها وهي المعروفة
بدلالها لمناير.. حتى فاتن نفسها لم تعرف ما جرى بها كيف تصفع اختها بهذه الطريقة..
التفت ناحية امها وهي تستنجدها بنظراتها.. لكنها وجدت امها مندهشة لا بل مصعوقة
وهي لا تعرف ما تقول

فاتن: يمـــه
ام جراح لم ترد عليها بكل مالت نظراتها للأسف.. كيف بدر منك يا بنيتي هذا التصرف؟



خرجت فاتن مسرعة من المنزل وهي غير مصدقة ما جرى لها في لحظه.. لم صفعت مناير لا تدري؟
لكن نظرات امها لها هي ما جلبت العبرة الى عينها .. ياالهي .. ما أقساني.. لكن..
مناير لم يكن من حقها ان تقول ما قالته لخالد وهو الوحيد من ياتي لنا.. اردت ان ارد اعتباره
امام امي وامامي.. لكن.. لا حق لي بصفعها هكذا.. لقد اهنتها.. يا الهي . سامحني..
جلست فاتن عند حافة الحوض الزراعي الصغير وهي تبكي بهدوء.. لم تستطع أن تتوقع
أن يبدر منها مثل هذا الموقف الكريه.. سامحيني يا أختي.. سامحيني

مشعل الذي ظل واقفا في الشارع ينتظر خروج فاتن له.. فبعد دخولها العاصف لمنزلها
من غير أن تلتفت له كان من اشد الأمور ألما على قلبه أن لا تلتفت له حبيبة قلبه..
وتتجاهله هكذا.. لماذا يا فاتن.. لما؟

ابتعد عن منزلهم وهو يقترب لمنزل حبيبته واللهفة سارية في حناياه متمنيا رؤيتها..
يا ليت لو أراها الآن لأكحل عيناي بها.. وقف عند السور الحديدي الصدئ وهو ينظر لمن
يجالس على الحوض.. كانت هي .. وكانت تبكي..
فر عقل مشعل عن رأسه عندما تاكد ان الجالس هي فاتن.. فما كان له الا ان يتجاسر ويناديها





مشعل بصوت حنون شاجب: فاتن؟؟
التفتت فاتن للصوت الذي ينادي اسمها بهذه العذوبة.. توجهت نظراتها مباشرة للمخلوق
الواقف خلف سور منزلهم .. كان هو.. العزاء لعيونها الحزينة..
فاتن والدمعة الناعمة تسير على خدها : ... مشعل؟
مشعل وهو يمسك أعمدة السور: علامج؟ ليش تبجين؟ منو بجاج؟
تغضنت ملامح فاتن: انت ليش واقف هني؟
مشعل: ماقدر ماشوفج.. وانتي من دخلتي البيت حتى ما التفتي لي وانا اللي واقف انتظرج.. علامج فاتن..
ليش تبجين يا بعد هالناس..
فاتن وهي تحترق عيناها بدموع الاسى: انا قاسية.. صفعت اختي ... ظالمة ظالمة..
مشعل يبتسم لها مخفف عن وطأة الغم الذي يعتريها: لااا ماعاش اللي يقول عنج ظالمة.. انتي لو ظالمة جان الدنيا ما اصبحت ولا اشرقت الشمس بنور.. لا تقولين عن نفسج جذي.. ما ارضى عليج تراني..
فاتن: لكني ظالمة.. صفعتها واهنتها جدام الكل
مشعل: انتي لا اول وحدة ولا اخر وحده تفقد اعصابها ليمن تشوف الغلط.. واختج اكيد سوت
الجايد عشان تنمد يدج عليها..
فاتن: ما كان لي حق
مشعل: صح.. لكن بعد.. الله عالم بظروفج.. وسبب صفعج لها..




لم تعي فاتن ما كانت تفعله انذاك.. لقد كانت واقفة .. ولكنها تطير.. يالله..
تمنيت من ياتيني ويخفف كربي.. ولكن ان ترسل لي مشعل.. فهي دلالة على وسع رحمتك يا ربي..



مشعل: طلبتج
فاتن: فداك
يشير مشعل الى خده: امسحي هالدمعة اللي بمرورها عليج تذبحني ..
لا اراديا مدت فاتن يدها الى خدها وهي تسمح الدمعه التي سرعان ما غادرت حتى اتت اخرى خلفها..
مشعل: لا تبجين.. لا تبجين يافرحة هالوجود.. دموعج غالية.. اغلى من الماس كله..
ابتسمت فاتن لاطرائه الجميل.. كم هو لجميل؟؟ كم هو رائع ومهدئ للاعصاب.. احبه يا ربي ولا اجد
في حياتي سبيلا كي لا احبه
مشعل الذي ابتسم لابتسامتها العذبة بحبور: يالله الحين دخلي البيت.. الناس ظهر .. حرام توقفين في الشمس.. أخاف يصيبج شي ..




فاتن أومات برأسها كالطفلة المطيعة.. وغادرت عن عيون مشعل التي كانت
ترقباان خطواتها الأثيرية بكل شغف.. ولكنها عاودت الالتفاف له

فاتن: ربي لا يحرمني منك..
مشعل لم يستطع ان يجيب.. لكن شل تمام من هذا الدعاء البسيط الذي قالته ولكن
ما اشد أثره على قلبه.. ربي لا يحرمني منك.. ربي لا يحرمني منك... ربي لا يحرمني منك..
تردد صوتها كالرنات في اذنه.. لا يحرمها مني.. لا يحرمها مني.. لما لكن متأكدا من حبها لي..
ولكن.. ما قصدها بهذه الكلمات..

فاتن التي كانت تسترق النظر إليه بخطواتها لداخل المنزل له.. لتراه قد بدء يهم بالمغادرة ولكن
بالتفافها ناحيته توقف وعاد للوقوف.. ابتسمت بخجل وقد تلاشى الكرب من قلبها تماما..
وعادت لداخل المنزل..
اما مشعل فقد استدار لمنزله وهو لا يعرف هل ان كان يمشي ام انه يطير؟ النشوة عارمة..
والفرح كبير لدرجة انه يكاد يختنق به.. دخل منزلهم وهو يمشي ولا ينظر الى أمامه..
وكأن فاتن لا تزال امام عينيه ..

دخلت فاتن الى المطبخ مرة اخرى.. وهي طارحة بصرها بالارض..
كم هي لخجلى من امها ومن تصرفها الذي بدى امامها..
كانت امها تواجه الفرن وهي تحرك شيئا ما في القدر..
ذهبت فاتن ناحيتها ووضعت مقدمة راسها عند ظهر امها .. انتبهت ام جراح لابنتها..
لقد غضبت منها ازاء تصرفها .. ولكنها تعرف طبيعة فاتن الحساسة.. تعرف ان خالد
لا احد له في هذه الدنيا سوانا .. ولهذ فهي لا تحب ان يجرحه احد.. وان كانت اختها
العزيزة مناير.. فكظمت غيضها و امسكت بيد ابنتها بحنان التي امتدت الى كتفها..
وكانت هذه نهاية الخصام..


خالد الذي كان اكثرهم فرحا.. جالسا في الصالة الصغيرة وهو يفكر بردة فعل فاتن.. وما قالته..
ماذا يعني تصرفها هذا.. والا فاتن تضرب مناير؟؟؟؟؟؟ لم اصدق عيناني
عندما امتدت يدها الى خد مناير المشا**ة.. مناير قد احرقت قلب خالتي ولكن فاتن كانت تمسك
بمناير لتخفف فزعها من صراخ خالتي.. لكن عندما وجه كلام مناير الجارح لي اسكتتها
فاتن بصفعة تصم اذنيها اسبوع كامل.. ههههههههههه يا الهي لااريد ان اجن ولكن..
ايقن هذا التصرف في قلبي؟؟ هل تحبني فاتن كما احبها؟؟ وانت يا خالد.. كيف لك ان تعرف
هذا الشي وانت على مضاربة دائمة معها.. لابد لك وان تلين معها قليلا..
لكي تتغلغل في قلبها شيئا فشيئا يا ربي .. مااشد فرحتي.. كيف لي ان اقابلها
مرة اخرى من غير ان اكلمها بعيني وبحبي الذي يعمر خافقي وقلبي.. يا الهي الهمني الصبر..

خرجت فاتن من المطبخ الى الصالة بعد ان سألت عن خالد.. بحياااء كبير واجهته ..
وكان هو مبيض الوجه ولكنه بدى مرتاحا كثيرا..




فاتن بعلثمة: لاتصدق روحك.. بس انا ماحب احد يجرح احد.. ومناير غلطت..
خالد كان ينظر اليها والابتسامة تكاد تنفجر بوجهه
فاتن بحنق: لا تضحك لا الكف الثاني على ويهك..
خالد انفجر ضاحكا في وجهها المستغرب .. لا بل المندهش.. وقف خالد وهو يضحك
وتقدم لفاتن وهو محنيا راسه
خالد بهمس: اقول فتووون؟
فاتن وهي تعقد ذراعيها ومن طرف انفها تكلمه: شتبي؟
خالد: شوي شوي.. خفي الله يهديج.. ترى الناس ضعيفة ما اتحمل هالعصبية كلها
فاتن وهي تلوووح مستسلمة في وجهه: اوووووووووه انت مو ويه احد يدافع عنك.. تحرج الواحد يعللكككك..
خالد لم يتمالك نفسه وهو يضحك ورمى بنفسه الخفيفة على الكرسي وهو لا يزال يضحك..


ها قد اتى الصيف


وازدانت شوارع المنطقة بأطفالها وأصحابها.. كل العائلات تتجمع أحيانا في رصيف واحد..
أو في الباحة الخلفية لاحد المنازل.. كانت مستويات العائلات متفاوت في تلك المنطقة فبعضها
كان غنيا والاخر معدما والاخر يحمد ربه على نعمه البسيطة.. كبيت ابو جراح..
كان ابو جراح يمتلك حوض سباحه بسيط جدا هو من اوجده في تلك الباحة الصغيرة.. كان يملؤه ماء كل صيف
في احد الايام كي ينعشو انفسهم عن حرارة الشمس القاتلة.. وكان قبل ايام قد غطاها
بعوامد من صفائح الالومنيوم وبدت باردة.. حتى ان الماء كان باردا ويجلب الراحة في النفس..
طبعا النسوة لم يسبحن بذاك اليوم.. ولن يسبحن فيها ابدا.. لانها مكشوفه تقريبا
ولكنهن كانن يستمتعن بخارجها بسباحة الرجال بها...

خالد الذي كان أكثرهم فرحا بهذه البركة لم يهنأ بها إلى تلك الدرجة..فبهذه الخفقات
التي ت**ر صمت جسده عندما تترائى له فاتن وتظهر كل لحظه امامه.. كان يتضايق اذ
ان معاملته لها بدت حميمة اكثر عن السابق.. وبدى حنونا اكثر .. والكل فسر
هذا الشي على موقفها الذي اتخذته مع اختها بذاك اليوم.. لكن احد لم يكن يعرف
ان خالد كان يظن ان فاتن قامت بما قامت به حبا له.. كم هو لجميل ان يحس
الإنسان انه يحب.. ومحبوب..

في يوم اخر قررت العائلة الصغيرة ان تخرج الى البركة.. والكل طبعا كان فرحا بهذا الشي..
وفاتن دعت رفيقتها مريم واختها نورة التي اعتذرت عن المجيء لكن مريم وافقت
فقط بعد الحاحا وحلفا من فاتن عليها
كانت تتجنب اللقاء بجراح الذي اصبح قاسيا ولا يعيرها أدنى اهتمام.. كم هو لحقير.. معتوه..
سأريه من هي مريم ..
وبالفعل حضرت ومعها سلة مليئة بمختلف الوجبات الخفيفة.. وفاتن هي من فتحت
لها الباب.. وكانت فرحة جدا برؤية مريم فهي كانت تكتفي بسماع صوتها
في الهاتف وهذه أول مرة تراها من بعد يوم الامتحان



فاتن وهي تفتح ذراعيها لرفيقتها: مريوووووووووم حمارة وحشتييييني
مريم: حمارة؟؟ معليه ,, ( ترد على عقبها مغادرة)
تسحبها فاتن: ههههههههههههههههههه تعالي صج انج حمارة
مريم: لا حمارة انا خليني بروح بيتنا..
فاتن التي كانت ترتدي ملابسا مريحة وتبدو كالاجنبية بهذا المظهر..: لا فديتج محشووومة أنا الحمارة اللي ماعرف استقبلج
مريم بغرور وهي ترجع: أي خلج مؤدبة لا ارد بيتنا تراا السيارة للحين بره..
فاتن: هههههههههههههههه شلونج حبيبتي شخبارج؟
مريم واهي تقبل رفيقتها: ابخير حبيبتي انتي شخبارج؟
فاتن وهي تشير بيدها يمينا وشمالا: شوي جذي وشوي جذاك
مريم: لا زين عيل احسن منا.. انا على طوللل هنااااك.. ( تشير الى اليسار أي انه جهة الحزن)
فاتن وهي تضمها: ماعليج عمري انا حاسة ان اليوم بتروح يدج لليمين اكثر..
مريم: تهبين والله تخسين.. مابي اشوفه
فاتن: وانتي ماتستحين شعبالج انا شنو باخذج لاخوي يعني.. يهبى والله جراحوو ما يلقى خيرج يام الخير..
مريم: ياويلي من هالتقردن كله..
فاتن وهي تضحك بقوة: هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه يعلللج والله وحشتني
..


بخطوات من دخولها للمنزل نادى بوق السيارة التي كانت واقفة مريم..
التفتت مريم لها وهي تمد يدها بالسلة لفاتن: خذي هالسلة بشوف شيبي مساعد..
ازدادت دقات قلب فاتن عندما سمعت بالاسم.. مساعد.. هو من اوصلها.. يا الهي من هذا
الانسان الذي يبعثر مشاعري يمنة ويسرة بمجرد سماع اسمه.. لم اذكره ابدا من بعد يوم الامتحان
الا عندما ذهبت لاتصل في مريم.. وها هو واقف امام منزلنا..
أخذت فاتن السلة من مريم التي هرعت لترى اخيها.. كان مساعد قد خرج من السيارة
كي يحصل على فرصة ليرى فاتن فيها.. لم يستطع ذلك وهو في السيارة لذا خرج منها..
كان يرتدي قميصا بلون البحر و بنطلون بلون الحليب كان مظهره يوحي بالصيف وشعره
الخفيف لا تهبه النسمة بل لا تحركه.. والنظارات هي نفسها التي تغطي عينااه..
لم ترى عينيه الا مرة واحده.. ولا تتمنى ان تراها مرة اخرى..

قبل ان ينظر الى اخته رفع نظره الى مسارها الذي اتت منه ليرى فاتن
واقفة وسرعان ما اختبأت عندما رأته خلف الباب .. ما باله هذا ينظر الي هكذا



مريم: خير مساعد شفيك؟
مساعد وهو يتلفت يمنه ويسرة وكانه يبوح بسر خطير: اذا خلصتي دقي علي انا باخذج
مريم: لا ماله داعي لؤي متخمر هني اربع وعشرين ساعة بخليه اهو اللي يوصلني
يوجه نظراته النقمة لها: قلت لج دقي علي انا باخذج علامج ما تفهمين
مريم: زين زين عاد.. كلتني بقشوري.. (بخفة ظل) قشرني عاد
يضرب على كتفها بخفه لكن كان من إثرها ان أزاحتها عن مكانها: عن الخفة الزايدة لا تطيرين
تضمد على كتفها الذي المها وبصوت خافت: يالدب..



لم يسمعها مساعد ولكن ركب سيارته .. نظر الى الباب مرة اخرة ورأى فاتن تطل
عليه وعندما لاحظت عيناه دخلت مرة اخرى.. ابتسم مساعد وتحرك في سيارته
الفارهة مبتعدا عن تلك البقعة وهو مجبووووور


فاتن وهي ترى رفيقتها تعود ادراجها وهي تمسك كتفها.. انتظرتها حتى تصل..
الا بوجه رفيقتها يتجمد وتقف خطواتها..
استغربت فاتن والتفتت الى ما تنظر اليه رفيقتها.. ورات اخيها جراح واقف هو الاخر..



فاتن: هلا جراح..
جراح وهو يجاهد بابعاد عينيه عن مريم: فاتن امي تسالج وين فتاحة المعلبات؟
فاتن: في الدرج اللي يم الفرن..
جراح يشيح بعينيه عن اخته ليلاقي مريم: شلونج مريم شخبارج
مريم بنظرة معتمة: ابخير...
جراح وهو يحك راسه ورجله تتحرك بعصبيه: عاش من شافج
مريم: عاشت ايامك..




جملها كانت مقتضبة وتدل على الضيق.. اما جراح فكان لون وجهه يتغير بتغير
الجو.. كان مبهتا وعندما تحدث كان محمرا.. والااان.. مصفرا.. العجب.. اهذا تاثير مريم على اخي جراح..
جراح بتهكم: على الاقل يبتي ماجلتج وياج.. يالله فتون دخلي عن الحر.. واللي يبون ينقعون بكيفهم


قالها ودخل من بعدها وهو معصووووف الوجه.. لابد وانه غاضب من طريقة مريم في
الكلام معه.. لكنهما غريبان.. لم كل هذا النفور
مريم وهي ممتعظه وتمد بشفتيها يمنه ويسرة: خلينا ندخل... ( وهي تسحب السله) لا ذوب الحين..


دخلت مريم ووجهها مكفهر .. لم تكن مستعدة لتلك المنازلة البسيطة بينها وبين جراح..
هي تحبه حقيقة ولكن.. تكره معاملته لها.. وتسمع من اخيها ما لا يسرها ابدا.. فجراح..
معشوق الفتيات.. ولا يتوانى عن محادثتهن




فاتن في غرفتها مع صديقتها بعد ان سلمت على اهلها..
فاتن وهي تتربع على سريرها: مريوووووووووم حياتي خلج منه هذا حمار لا يكون اول مرة
مريم وهي تقضم ضفرها: لا فتون مو اول مرة.. بس تدرين... وحشـــــــــني الحمار.. من زمان ما شفته.. ويوم شفته... انقــــــــــهرت.. خصوصا وانا اسمع سوالفه عن لؤيووووو
فاتن : ما عليج منه .. تجاهليه انتي
مريم وهي تعقد حاجبيها: شكلي انا غلطت يوم ييت بيتكم.. والا انا ناقصة يعني ناقصة عوار قلب..
فاتن: لا والله.. ( وهي تضع يديها عند خصرها) سكتي سكتي بسرعة لا ما تشوفين خير .. ما تفكرين في غيره.. ما تفكرين في فاتن اللي اشتاقت لج من اخر يوم امتحانات وما شافتج بس تسمع صوتج اللي جنه نهيق؟..
مريم: هااااااااااااااااا.. نهيق.. تعالي يالقردة خليني اوريج النهييييق على اصوله




وجلستا تتضاربان وتمزحان مع بعضيهما.. الى ان انفرج خاطر مريم وابتعدت
غيوم الحزن عنها.. وظلت مرتقبة لقائها الثاني مع جراح..




بشاير ابنه الجيران تدق الباب عليهما
تفتح بشاير الباب ونظراتها السميكة تتدلى على خشمها: فتوون خالتي تبيج تحت.. اتقول لج بسج انتي ومريم وتعالو اشتغلو وياها..
بشاير بنقمة: يالله فتون لا تتاخرين
فاتن: ان شالله حياتي الحين نازلة..
تضرب رفيقتها على الكتف الذي ضربها مساعد منذ قليل : يالله ننزل
مريم وهي تمسده: يعللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللني.. انتو شفيكم على هالجتف..
لا يكون ناوين عليه بالحطام.. يعلكم والله ,انتي الحين طقيتيني ومارد المصباح
طقني من ساعة بعد.. منو بعد باجي..
فاتن: زين انا ما هوست عليج بس طقيتج عادي خفيفه. وبعدين منو المارد هذا؟
مريم وهي تنهض: مساعد في غيره مارد بعد..

صمتت فاتن عندما جاء ذكر مساعد على اذنها.. مساعد مساعد.. ما هذا الحضور الغريب له.. ما اغربه هذا الرجل..
مريم وهي تخرج.. وتعيد الدخول إلى غرفة فاتن: يعني انزل بروحي؟
فاتن وهي تلتفت لها: همممممم
مريم: شفيييييييج.. يالله ننزل خالتي تناديج..
فاتن: اوكيه بغير ملابسي وبنزل..
مريم بنظرة غبية: وانا انزل يعني بروحي؟
فاتن: زين مريم انتي مو غريبة
مريم: وان شفت اخوج.. لا اوكلج هالجوتي..
فاتن وهي تغلق الباب في وجه رفيقتها: جبيييييييييييييييييي




وتقفل الباب وهي تغير ملابسها ومريم التي لم تكن تضمر في قلبها أي
لقاء مع جراح بقيت عند الباب تنتظر ان تخرج فاتن..
وعندما خرجت فاتن نقمت عليها والاخرى ضحكت عليها...

كان المطبخ يمووووج بالناس.. كلهم كانو هناك.. جراح, خالد, ابو جراح, عبد العزيز,
مناير, بشاير, وحتى خالتها عزيزة.. التي عندما رأت فاتن تهلل وجهها




الكل كان منشغلا فلم يعبئ بحوار عزيزة وفاتن لكن خالد لم يكن مثلهم..
فهو بحضور فاتن ترتبك حواسه كلها.. و " راداراته" تتصدر كل تحركاتها
وكل كلمة تنبس بها شفتاها.. يا ترى لم سألتها الخالة عزيزة عن
حالتها الصحية؟؟ أكانت معتلة؟؟؟


* *


في الصالة
فاتن: خالتي مابيج تقولين لامي شي عن هذاك اليوم انا ماقلت لها مابيها اتخرع
عزيزة بنظرة قلق: ليش انتي فيج شي فاتن؟؟؟ ليش تبين تغبين عليها؟
فاتن: لا مافيني شي سلامتج مابيها تخاف بس.. كفاية منوور وعمايلها السودة ما يحتاااج انا بعد ايي واضيق على امي
عزيزة تبتسم: فديتج والله يا فتون.. عمرج مافكرتي بحالج هلج دومهم يسبقونج..
فاتن تبتسم لخالتها: يالله الحين خلينا نرد
مريم: لا تمي تمي اكثر.. موقفتني جني صمنديقه هني.. انا ارد بيتنا احسن
فاتن بحنق: يالله عااااااااااااااااااااااد بس وايد دلعتج انا اليوم.. شكلج ما بترتاحين الا لما اصطرج
مريم التي عرفت بأمر فاتن مع مناير بذاك اليوم: لا يبا شكلج تعودتي.. عيب ترى الكف اهانة..
مناير التي خرجت هي تحمل صحنا مشكلا بالخضراوات: قوليلها... علميها يا مريم.. خليها تفهم..


فاتن التي بدت حزينة بضحكة رفيقتها الرنانة ضحكت معها وتحول
عبوسها الى اشراقة جميلة جراح الذي كان واقفا عند باب المخرج الخلفي
للمنزل ظل واقفا ينظر الى مريم التي كانت تضحك باشراق ووجهها يوحي بكل
معاني الطفولة والبراءة.. احس بالغيرة عليها.. لان خالد كان معه ايضا وعندما ضحكت
فاتن معها كانت اشارة من الله




جراح بعصبيه: بسككككم من الضحك فضحتونا.. بس شاقين الحلووووج ومستانسااات.. عنبو هالويووه
فاتن: والله نضحك ونوسع صدرنا ليش الهم والكدر بعدنا شباب.
جراح وهو يشيح بصره عن عيني مريم اللتان قاربتا على اختراق روحه كالرصاص من حدتهما: بنات اخر زمن..
قالها وهو يخرج... ومريم التي بدت على اشد الانزعاج.. لكنها لم تنبس ببنت شفة.. معتوه.. لابد وانه قد مات من الغيرة
فاتن: ما عليج منه الغيرة وما تسوي..
مريم: مالت عليه..
فاتن تنظر في وجه رفيقتها.. وتبتسم بدهاء: شرايج؟
مريم: بشنو؟
فاتن تسحب رفيقتها...
مريم: فتوووون وين رايحة الله يهداااج..
فاتن واهي تسحبها وتارة تلتفت لها وتارة اخرى توجه بصرها لامامها: خلينا نلعب بالماي قبل لا يحجزون التسلية عنا...
مريم: مينووووووووووووووووونة فتون شصار فييييييج
فاتن: ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه الدنيا يومين يا مريم






حملت مريم طبق الحلوى الخفيفة التي اعدتها ام ايمن خالة فاتن وهي تمشي
ببطئ كي لا تسقط من يدها.. تعرف نفسها.. لا توازن لها ودائما ما تسكب ما بيدها ..
فتوانت بالمشي وهي تتخطى كل عقبة امامها.. وعندما وصلت للباحة الخلفية ابتسمت
لانها وصلت سالمه.. الحمد لله.. للتو كانت ستضع الصحن الا الكرة تقفز لوجهها
وهي بصدمة تجمدت مكانها لتطأ على وجهها وترجعها للخلف والطبق طار من يدها اما
هي فطارت ايضا الى الخلف لتسقط على الارض بقووو ويرتطم رأسها باحدى العتبات..



جراح يصرخ على عزيز وهو يهرع ناحية مريم: يالحيوووووووااااااان
عبد العزيز الذي كان خائفا: مو انا ايمنووووووو
جلس جراح بالقرب من مريم التي كانت تان بخفة من شدة الضربة التي
اصابتها.. : مريم .. تكلمي.. فيج شي؟؟؟ شي يعورج..



سرى الخبر بالمنزل واوصل فاتن لعندها وهي تمسك على قلبها.. صديقتي المسكينة ماذا جرى لها
فاتن تجلس بجنب مريم واهي تعاين وجهها بخوف: ريموووووووووووو حبيبتي شفيج؟.. علامج؟؟
مريم وهي تحاول ان ترفع نفسها وجراح الجالس البعيد عنهم قليلا يوضح الموقف




جراح: هالحيوانين رمو الكرة عليها اوهي ما انتبهت.. (تتغير نبرته الى التانيب والعصبيه) يعني انتي ليش ما تالطعين جدامج قبل لا تمشين
مريم التي استوت بجلستها وهي لا تستطيع ان ترى جيدا لاثر الضربه القوية




اتت ام جراح مع ام ايمن وهن يجلسن عند مريم.. فور حضورهن قام جراح من مكانه
وهو يتحرك بعصبية في مكانه.. يا الهي ارجو ان مكروها لم يصبها.. مع اني اشك..
الضربة قوية جدا.. كان خائفا وخوفه يظهر بالتوتر والعصبية, والاشمئزاز

ام جراح تناولها الماء لتشربه: شربي يمه مريم اسم الله عليج..

مريم كانت جالسة عند فاتن وهي تشرب الماء لكن قلبها كان مرتعدا.. لا ترى جراح
ولكنها تحس بشراراته تتطاير بالجو.. ما باله عصبيا هكذا وكانني انا من ضربته
وليس اخوته.. تركت الكاس ولكن فاتن ارغمتها على شرب المزيد




مريم : مابي فتونة.. بس خلاص..
فاتن: لا شربي عن الروعة.. شربيه...
رشفت مريم قطرة اخرة وابعدت الكاس عن نظرها.. وفور وقوفها داهمتها دورة خفيفة هزت جسدها وارعدته..
فاتن تمسك يد مريم: بسم الله عليج مريم ..(بخوف) انروح المستشفى؟
مريم وهي تبتسم باحراج: لا ما يحتاج شكووو انا طايحة على تيزاب. لا بس.. ابيج اتدقين على مساعد قوليله اييني..
فاتن: زين ارتاحي في غرفتي لا تروحين
مريم وهي تترجى فاتن بصوت خافت عن الامهات: فاتن تكفين.. ما استحمل نظراته.. رحميني عاد
فاتن التفتت لاخيها الواقف ووجهه مكفهر .. وكانه سمع كلام مريم.. ولاول مرة ترى فاتن
العذاب على وجه اخيها .. يا الهي.. انه بالفعل مغرم بها..
فاتن تهز راسها موافقة: ان شالله انتي بس تعالي وياي داخل وكل شي بيصير اوكي..




مريم امسكت يد فاتن وعبرت الباب الخلفي وهي تمر بجانب جراح الذي لم يستحمل
قربها له فيقوم بشي مجنون ابتعد عنها وخرج من المنزل..
اجلست فاتن مريم على الكرسي وسحبت الهاتف لتضرب رقما مريم كانت تلقيه عليها..

مريم التعبة ارخت راسها على الكرسي وهي مغمضة عينيها.. وفاتن التي
تنتظر ردا تنظر اليها بشفقه
الا ان اتى ذلك الصوت الرعد ليضرب كل شي ببعضه بداخل فاتن





مساعد: الووو
فاتن: ال.. السلام عليكم..
مساعد باستغراب ولكن بحرارة غريبة تسري في حلقه: وعليكم السلام.. يا هلا
فاتن: اخوي.. انا فاتن بنت سعود الياسي
مساعد لم يصدق اذنه وربما لم يسمعها جيدا: نعم؟؟؟
فاتن باحراج تكلم مريم: مريوووم مريموووو..
مريم: فتوون سكتي عاد خليه اييني بسرعة تعبانه
فاتن بحيرة: اخوي. انا فاتن الياسي.. ارفيجه مريم
مساعد وهو يكاد يطير فرحا: يا هلا والله.. امري
فاتن: ما يامر عليك عدو بس.. مريم قالت لي اتصل فيك وعطتني رقمك عشااان هالسالفة لانها شوي تعبانة

يا لغبائي.. ما شأنه هو بكل هذه التفاصيل..

مساعد الذي كان يبتسم من سذاجه فاتن: تعبانه؟؟ من شنو؟
فاتن: طاحت .. (وهي تنظر لرفيقتها) طاحت من ساعة عندنا وراسها عورها شوي وتبي ترد البيت.. بس انا اتمنى لو انك تاخذها المستوصف قبل.. يمكن حاشها شي واهي ما تبي اتكلم
مساعد: مسافة الدرب وانا عندكم... لا تحاتين فاتن

فاتن انقبض قلبها.. كيف يلفظ سمي هكذا بكل تملك.. فاتن.. لا اختي ولا شي من هذا الاسلوب.. فاتن وفقط؟؟

فاتن وهي تسرع باقفال الخط: مشكور اخوي.. (تصر على كلمة اخي) مع السلامة
مساعد بصوت آسر: الله يسلمج..



اقفل الخط عنها قبلها.. وبهذه الطريقة سلبها حتى حقها في ان تكون اول
من تغلقه كي لا تبين له أي شي خاطئ.. ما باله هذا الانسان؟؟
لم يتصرف بهذا التملك... غريب فعلا..


لم تصر فاتن على مريم بالبقاء لانها تعرف ان سببها قوي وحجتها اقوى.. هي لو كانت
بهذا الموقف لما كانت قادرة على الاستحمال.. مسكينة مريم.. تحب جراح ولكها تكابر هذا الشعور ..
حتى جراح.. كم هما مغرورين.. لا يعرفان ان بالحب لا مكان للتكبر والغرور...



مرت دقائق الا ووصل مساعد.. لم يكن بداخل السيارة بل وقف مع جراح يسلم عليه..
وينتظر مريم لكي تخرج له.. الا وقد ظهرت المسكينة والضربة اعيتها كثيرا.. كانت فاتن
تمشي بجنبها.. وجراح وقف بعيدا عن الاخ واخته..




مساعد: علامج مريم؟؟
مريم وهي تحس بدورة: يود يدي.. والله احس اني بطيح
امسك مساعد يد اخته بقوه وسحبها من يد فاتن التي كانت تحادثها بلا هدى: مريم بس توصلين البيت اتصلي فيني؟
مريم: ان شالله فتونه امسامحه حبيبتي خربت عليكم اليوم
فاتن بحزن: لا تقولين هالحجي لا تزعليني منج..
مريم تقبل رفيقتها واخيها ما يزال يمسكها: فديتج والله بتصل فيج..
فاتن: في امان الله حبيبتي



ابعدت فاتن عينيها عن رفيقتها لترتطم بعيني ذلك الرجل.. وبدت نظرتها له
استجوابية.. لكنها لم تحصل على شي منه.. فنظاراته كانت تخفي أي شعور قد يتخلج عينيه..

مساعد: سلمي على بو جراح... وادخلي البيت عن الشارع
هكذا كلمها... اثلجها بهذه الكلمات الباردة المتسلطة.. كانت عادية كاي
احد قد يقولها.. لكنها بدت في خاطرها كالامر..

لم ترد عليه وغادر عنها مع اخته... ابتعد عن المنزل وفاتن مازالت واقفه
عند الباب... مستغربة منه.. هزت راسها وكانها تنفض هذه الافكار عن راسها.. لا داعي لكل
هذا التساؤل.. كلمها كما يكلم الاخ اخته .. وعند عودتها للمنزل رات من يسر نظرها..

كان مشعل

وفور رؤيتها له ابتسمت..

لكن هو.. لم يبد على وجهه أي اشارة على الفرحة.. كان حانقا.. ولم يهديها ولا نظرة من نظراته المحببة..
يا ترى.. ما به اغلق سيارته ونظرة اخيرة سلم على جراح ملوحا ودخل.. تاركا فاتن بحيرة كبيرة.. ؟؟


ياترى ماذا جرى على مشعل كي يبدي كل هذا النفور من فاتن

؟


؟

راح اتركم تفكرون وماراح اتاخر عليكم بالاجزاء اذا شفت تفاعل وردود !!
وانا عشان خاطركم نزلت هالمرة جزء كبير قلت احمسكم مع القصة شوي
اتمنى انتم تحمسوني عشان انزل اجزاء بعد ..

:::00:::
 

pama girl

New member
إنضم
30 يونيو 2008
المشاركات
5,022
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
kuwait
القصة
عحييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييبة
حدي اندمجت فيها
بلييييييز لاتبطين علينا
نااااااااااااااااااااااااااااااااااطرتج
 

pama girl

New member
إنضم
30 يونيو 2008
المشاركات
5,022
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
kuwait
لا يوووووووووووووووووووووووووووووووووووقف:ada:
:ggdw:
:ggdw:
:ggdw:
 

Dark_Moon

New member
إنضم
12 يوليو 2008
المشاركات
37
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
الكويت
متى تنزلين الاجزاء الباجي اندمجت حدي بليز نزلي اكثر
 

احترت اعبر

New member
إنضم
29 يناير 2008
المشاركات
2,055
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
على هالتشجيع الحلو راح انزل لكم جزء طويل تستاهلون
 

احترت اعبر

New member
إنضم
29 يناير 2008
المشاركات
2,055
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
--------------------------------------------------------------------------------

وهذا جزء جديد واتمنى اشوفك ردودكم وارائكم عليه

7

7

7


الجزء الجديد...
------------------

مرت الايام سريعة على فاتن وهي لا ترى مشعل ولا تسمع عنه شيئا.. رأته مرة واحدة فقط
منذ ذلك اليوم وعندها .. اختفت كل اخباره عنها.. حتى اخيها جراح الذي أصبح خروجه شيئا معتاد..

مناير كانت جالسة في الباحة الخلفية مع امها واختها..
اوبعدها تطلع عليهم سماهر وتخبرهم ان اهلها ينون السفر
فترفض مناير ذلك وتغضب وترجو امها بان تخبر عمها ان يترك سماهر عندهم
وبعد محاولات عدة ترضى الام وتهم بالذهاب الى بيت سماهر ..

بذهاب ام جراح لبيت ام بدر كانت فرصة لفاتن ان تخرج من دائرة الهم
التي اجتاحتها منذ ذلك اليوم.. لكن.. انا لن اذعن ولن ارخي راسي..
كما عاملني سأعاملة.. وهذا الشي ساثبته مع الايااام..


دخلت المنزل وهي تتمطط مللا.. للتو ستدخل المطبخ الا خالد يناديها من الباب الرئيسي: فتوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو ووون
التفتت فاتن وهي جزعة.. ما باله خالد يناديها هكذا..

ذهبت عند الباب لتراه لكن لم يكن هناك.. فتحتحه لترى والدها محمووولا بين
ايدي جراح ومشعل وخالد النحيل الذي لم يكن يشترك بشي..
وقفت وهي متجمدة مكانها لهول الموقف.. كان والدها غائبا عن الوعي ولكن شيء
ماا يقطر من راسه.. انها الدمااء.. يا ويلي.. يا حسرتي عليك يا ابتي..

يفتح خالد الباب وهو يبعد فاتن المنصدمة عن دربه.. يدخل جراح ومشعل الوالد الى الصالة

فاتن وهي ترتعد: ليش يايبينه هني..
جراح بعدما القى والده على الكرسي: اتصلي في الاسعاف اغير هدومي وراد.. بسرعة فاتن
يخرج مشعل وهو يمر عندها وهي لا تراه.. لا ترى شيئا غير والدها الملقى.. وخالد اسرع ناحيته... يمسك بيده ويضغط على الجرح...
خالد: فتون اتصلي بالاسعاف اشفيج. وينها خالتي
فاتن لا تعرف ماذا تفعل تاشر على يمين المنزل.. أي بيت الجيران..
خالد: اتصلي فاتن علامج؟؟؟




اسرعت ناحيه الهاتف لتتصل.. وعندما وصلها الخط انربط لسانها لا تعرف بما ترد..
امسك خالد الهاتف عنها وتكلم ليطلب الاسعاف...


بعد دقائق

نزل جراح من الاعلى وهو ينتفض مكانه.: فاتن وين امي؟
فاتن: في بيت ام بدر( صوتها كانت هادئا جدا لهذا الموقف)
جراح يمسك اخته من يديها: فاتن علامج؟؟
لم تتكلم فاتن وكل الذي جرى انها هوت بين يدي اخييييها..
مع دخول مشعل للمنزل من غير استذان ليعلمهم بقدوم الاسعاف..
جراح: فاااااااتن
خالد هرع ناحيه جراح: وين انلاقيها احنا اليوم
مسك جراح اخته بقوة وادخلها المطبخ.. لم تكن فاقدة الوعي ولكنها كانت تترنح..
فهي لم تاكل جيدا باخر الايام وكان الهزال ظاهرا عليها.. اجلسها على
الكرسي وهو يثبتها: فتووون ابيج قويه علامج شربي ماي شربي



شربت فاتن من الماء الذي احضره خالد لها .. ومشعل واقف عند الباب وهو خائف..
وبنفس الوقت.. غيور من جراح وخالد لانهما يهتمان بها وهو لا يستطيع ان يفعل شيئاً


ولكي يبعد هذا الموقف الذي ازعجه: الاسعاف وصل..
جراح: خالد حط بالك عليها انا بروح ويا ابوي.. وان يات امي انت ييبها
خالد: ماعندي سيارة
مشعل: انا اوديهم لاتحاتي


خرج جراح من عندهم في الصالة ليرى المسعفين قد دخلو ورتبو امور والدهم
على السرير المتحرك وحملووه معهم لداخل السيارة وجراح يتبعهم..


اهل المنطقة تجمهرو لصوت الاسعاف ومعهم ام جراح .. وارتعدت فرائصها عندم راته
بالقرب من منزلها.. اسرعت بالمشي مع مناير وسماهر وهما فرحتان لان ام بدر
وافقت على بقاء سماهر بمنزلهم..
خطاها كانت خفيفة ووصلت للمنزل لترى اب اولادها يدخل في السيارة..
ما ان رآها جراح حتى ابعدها عن الجمهور ولكن عينيها بقت مرتبطة بعيني اب جراح المغمضتان..


ام جراح بذعر: ابووووووووووك؟
جراح وهو يحتضر خوفا على امه: يمه تعالي...
ام جراح وارتفع صوتها: عبداللــــــــــــــــه

جراح يضم امه لصدره .. لا يدري.. ليهدا قلبه ام يهدء امه.. ادخلها المنزل وهي تصرخ وتضرب على وجهها


ام جراح: يا حسرة عمري عليك يا بوجراح.. ياحسرة عمري
جراح يمسك بيدي امه: يمه اوقفي الله يخليج ماصار شي
ام جراح: شنو ماصار شي.. ابوووك مبيض ويهه.. شصار فيه قووولووولي
خالد يمسك خالته فهو يعرف لها اكثر منهم كلهم.: خالتي هدي اعصابج انتي.. سمي بارحمن مو زين عليج شوفي منور وفاتن شصار فيهم من صراخج



تنظر الام بهلج لمناير التي كانت بحضن فاتن المتصنمة وهدت وتيرتها..
تمسك بيدي خالد وتكلم فاتن: يمه.. روحي هاتي عباتي.. بروح ويا ابوج
فاتن: ان شالله

ذهبت وذهبت معها مناير.. كظلها لا تفارقها .. وسماهر واقفة عند خالتها تصب دمعها ساخنا على وجتيها..
جراح الذي اختفى مع سيارة الاسعاف ومشعل واقف مع جمهور الناس.. ولكنه كان قريب

خالد: هدي روحج خالتي

تبتعد عنه ام جراح وهي تمسك راسها.. يا للمصيبة العظمى.. ان يسقط ابو جراح
فهو من الامور الصعبة التي لا تستطيع ام جراح ان تتحملها ابدا... ما اصعبها عليها
وما اقساها.. يا ويل حظي لو جرى بك شي يا ابا جراح.. سأموت لا محالة.. ساموووووت..


نزلت فاتن وهي ترتدي عبائتها وتحمل عباءة امها بيدها.. اعطتها اياها كي ترتديها





ام جراح: يالله يمه خالد لا نتاخر..
خالد: خالتي ماعندي سيارة وجراح ما عطاني مفاتيحه
مشعل: خالتي تعالي وياي
ام جراح: لا نكلف عليج
مشعل: افا عليج خالتي احنا اهل.. يالله حياج خالتي..
انطلقت ام جراح مع خالد وفاتن التي بقت مكانها ولم تتحرك.. لا تريد ان تذهب مع مشعل.. عاد لها خالد بعد ان استوقفتهم خالته لياتو بابنتها
خالد: فتون علامج يالله
فاتن وهي تمسك مناير بقوة: لا انتو روحوو انا بتم ويا مناير وعزوز الحين ايي..
خالد: خالتي ما تبي تروح بلياج؟
فاتن: لا انت اقنعها.. انا بتم في البيت..
تحرك خالد بسرعة وعدم عودته بين ان امه اذعنت لقرار ابنتها .. ولكن مشعل... ماكان تصوره عن هذا الشي..




بقت الفتيات بالمنزل.. وهن يرتقبن الجديد من أي احد.. وعرفوا القصة لاحقاا
من خالد الذي عاد لهن بالليل وهو متعب جدا..


خالد: كان عمي يركب المظلة اليديدة في بيت النهيدي والدري تحرك
وما قدر انه يسيطر على نفسه.. وطااااح على الارض
وقع ابو جراح على معداته الثقيله وهذا ما سبب الفلق الكبير في راسه
فاتن التي لم تذرف دمعة واحدة ولكن عينيها كانت تحرقها كثيرا ومناير لم تهدا عن البكاء

خالد وهو حزين.. وهذا وجه كريه لخالد: .. الله يستر..
فاتن تكلم مناير: حبيبتي روحي غسلي ويهج.. وروحي دارج ارتاحي.. امي ما بترد الليلة اكيد
مناير وهي تحضن اختها: فتون انا خايفة
وسماهر الاخرى: خايفة على عمي فتون
مناير تحتضن الاثنتان بكل قوة: لا تخافون ابوي قوي واقوى منا كلنا..
ومثل ما قال خالد الله يستر.. ويالله انتوو الحين روحو نامو وباجر تصبحون
على خير وابوي انشالله يكون بالف صحة وعافية



مناير: تعالي رقدي ويانا
فاتن تبتسم بكل حنان: ان شالله حبيبتي انتي بس روحي الحين..
مناير: ان شاء الله..

غادرت سماهر ومناير وبقت فاتن جالسة تنظر للامام بعينين داكنتين..

خالد احس بمدى عمق نظرتها ولكن سالها عن شي مختلف تماما: وينه عزيز؟
فاتن: في بيت خالتي عزيزة... بيقعد هناك.. انا قلت لها تخليه يباات عندهم وباجر بتييبه..
لان ان يا بياذينا الا يبي يروح المستشفى لامي..


خالد: لا زين زين.. خله ويا ايمنو لكن الله يعين خالتي عليهم..
فاتن تبتسم كالثلج وهي ترجع بصرها للفراغ..



قلب خالد كان يرتعد من هذه الفتاة التي لا تشكي همها لاحد.. وهو يعرف مدى حنقها
عندما يسالها احدهم عن ما بالها فهي لا تحب ان تفصح بمشاعرها لاحد.. لذا ابعد عينيه
عنها وبدء ينظر للمتفرقات المصفوفة على الطاولة .. واخذ يعبث بها ويرى ماهي.. التفت لظرف..
موجه لفاتن سعود خلف الياسي .. من يا ترى..



خالد: فاتن.. هذا لج؟؟؟
فاتن : شنو هذا.. وهي تعقد حاجبيها باستغراب..
اخذته من خالد وفتحته... بدت تقرا فيه وهي تتمعن بكل كلمة بهذه الاوراق.. هي نجحت
بالمدرسة ومعدلها كان كبيرا .. وما فتحته بتلك الاوراق كان اوراق بعثه مرسلة
من قبل احدى الشركات.. للدراسة في احدى جامعات الولايات المتحدة الراقية
لم تصدق عيناها.. فهي لا تذكر ان تقدمت بطلب للبعثات في جامعات بالخارج..

خالد بعد ان مل من الصمت: علامها الورقة.. شفيها؟
فاتن وهي مستغربة ومصدومة: هاذي متى وصلت؟
خالد: تساليني الحين هذا بيتكم انتووو؟
فاتن: هذي بعثه من شركه الوفا للمحامااه.. ماعطيني بعثه تقدر ب . 20 الف دينار لاربع سنوات في جامعة بيل الاميركية.. باي تخصص انا ابيه؟
خالد لم يصدق عيناه : شنوووووووو؟؟؟ أي شركة هذي
فاتن: يقولون انهم في برنامج مستقل عن الوزارات الحكومية ويعطون هالبعثات للطلاب المتفوقين.. ( كانت لا تفكر بطريقة صحيحة ونفضت الورقة عند يدها) خالد ارجوك مافيني اتكلم...(تنظر الى الساعة التي بمعصمها) وينه جراااح للحين ما رد؟؟
خالد: اكيد الحين بيرد..
فاتن وهي تنظر الى اتجاه الباب وكانها سمعت صوتا: يمكن وصلووو؟
ونهضت مسرعة وهي تحس ان دقات قلبها تمطر جسدها بانواااع عنيفة من الذبذبات .. يا الهي.. عونك يا رحمن صبرك يا رب السماوات...


فتحت فاتن الباب من غير ان يدق احدا الجرس.. والا بمشعل يمد يده ناحية الجرس
وانصدم عندما رآها تفتح الباب والعينان الزجاجيتان استفحلتا للدكنة...

فاتن: مشعل....
مشعل وكانه عاد للواقع بصوتها الدافئ.. وتقرب خطوة وما به الا ان تراجع اثنتين..
عندما رأى خالد يتقدم خلف فاتن ..
تعيد فاتن السؤال المجهول الذي لم تساله لمشعل: مشعل؟؟ وينها امي؟؟
مشعل ارتبك.. : يبونج في المستشفى.. الحين
فاتن امسكت على قلبها
خالد: وينها خالتي.. ووينه جراح
مشعل: اهناك.. بس يبونها ( ويشير الى فاتن وكانها غير حية)
خالد: بس ما عندنا سيارة؟
مشعل: انا اوصلكم..
فاتن: ماكو احد في البيت غيري وخالد...
مشعل: بس يبونج هناك..
بدأ مزاج خالد ينقلب الى العصبية: شنو يعني تاخذها لحالك؟؟؟؟
مشعل فتح عينيه بوسعهن.. لم تطرأ هذه الفكرة في باله ابدا.. ولكن.. مجرد ذكر تواجد فاتن
معه ولوحده.. استغفرك يا رب.. استغفرك...
مشعل: محد قال جذي... انا بوعي اختي اخليها اتيي وياي؟
خالد: لا انا بيي وياكم...
فاتن تلتفت لخالد وتمسك يده بخفه: بس ماكو احد بالبيت.. اذا انا رحت عزاي انك انت
موجود فيه.. لكن اذا احنا الاثننين رحنا...

خالد: شنوو يعني اخليج تروحين معاه لحالج؟؟؟؟

بدت عصبيه خالد حارقة واخرست فاتن تماما..

مشعل يبدي رأيا: انا قلت لك اخلي اختي اتييي معاي الحين..

خالد بكل نفي: لااا

فاتن: خالد ارجوك يالله مو وقته هذا كاه يقول لك اخته بتيي معانا يعني اكوووو حد ثالث..
خالد بصوت منخفض: ماقدر اخليج تروحين
فاتن: انا اطلب منك هالشي..خالد يبوني هناك..( تمسك بيده مرة اخرة ومشعل يرى امساكتها هذه المرة) خلني اروح يالله عاد لا تطولها


خالد احس بالحنق.. لم لا يستطيع ان يذهب معها.. انه يغار من تواجدها مع مشعل.. لا يريدها ان تكون لوحدها معه.. امممممم ياويلي انا بحيرة في امري.. يا ربي.. هل اتركها تذهب

خالد: بشرط واحد؟
فاتن: شنو؟
يخرج هاتفا جوالا من جيب بنطلونه ويضعه بين يديها: تدقين علي اول ما توصلين..
وتخبريني بحالة خالتي وعمي .. لا تتاخرين ترى ان تاخرتي ايييج هناك


فاتن تهز راسها موافقة ومشعل من وقف محتارا من امره.. يتسائل في قلبه..
لا بل يحترق من كثر الاسئلة.. ما طبيعة علاقة خالد بفاتن؟؟ ولم هي منصاعة لاوامره هكذا؟؟
هل لانه ابن خالتها فقط؟؟؟

فاتن تكلم مشعل الذي كان سرحا: مشعل؟
مشعل: هلااااا
فاتن انتفض قلبها من رؤية وجهه وكانها للتو استطاعت ان تراااه: عطني خمس دقايق ازهب ونازلة..
مشعل: اوكيه انا رايح اشوف اختي اكيد صاحية الحين.. باخذها معاي.. وبنرد لج..
خالد كان واقفا وهو ضام ذ راعيه الى صدره النحيل... يستمع بكل نفوور..
فاتن: ان شالله ...
وغادرت عنهما وتركتهما لوحدهما..

هم مشعل بالخروج من باحة المنزل الا بصوت خالد يستوقفه
مشعل: نعم؟
خالد: ان صار شي في فاتن.. ما بتلوم الا نفسك..




مشعل لم يرد عليه.. ولكن لكي يرضيه هز رأسه منصاعا لاوامره.. ولكن بذرة الشك
بالعلاقة التي تدور بين خالد وفاتن بدأت تدور في مخيلة مشعل.. هل هو يحبها؟؟؟

فاتن التي ارتدت ملابسها مسرعة... لم تعرف ان قطعها غير متناسقة.. لم تبدي أي اهتماما
خاصا في لبسها لان بالها لم يكن معها... كان مع ابيها.. يا الهي..
هل هو بخير؟؟؟ لم استدعوني.؟؟ لابد وانه قد تحسن وقد طلبني..
لابد وانه... ولابد ولابد ولابد.. الى مالا نهاية..
حتى خرجت من غرفتها وهي تقفل الباب لتجد اختها مناير ( البالغة من العمر الخامسة عشر)

مناير بصوت خائف: فتوون.. وين رايحة الحين؟
التفتت لها فاتن وهي تمسك على قلبها.. لقد فزعت بالصوت الذي كلمها بهذا
الهدوء المخيف: بسم الله.. شفيج منور؟؟ علامج صحيتي من الرقاد؟
مناير وهي تمسح دمعه سرت على وجنتها الناصعة: ماياني رقاد.. افكر في ابوي...
ذهبت اليها فاتن وهي تبتسم بكل الحنان الذي اجتذبته من نواحيها لاختها: فديتج حبيبتي..
ابوي مافيه شي... وانا الحين رايحة اشوفه لج.. واطمنج عليه..
مناير وهي تموج بالأنات وتمسك يد اختها: خذيني وياج.. تكفين فتون (تهدج صوت الفتاة)
ابي اشوف ابوي... فتون انا قلبي ما يطمني ..
فاتن تضم اختها كي لاااا تخيفها اكثر مما هي عليه: لااا تقولين جذي.. ابوي مافيه شي ..
ابوي مافيها الا العااافيه اللي تسري حوالينا.. بظله ووافر فضل الله.. انتي بس هدي قلبج( تنظر الى وجهها)
وفتحي لج قرااان وقري لج جم ايه تهدي قلبج.. ترى ماكو على القران في الهدوء.. اوكيه؟



هزت مناير راسها موافقة على طلب اختها .. وهي مازالت خائفه ولا تريد ان تذهب اختها من دونها..
لكن ماذا تفعل.. لا حكم لها على أي شي... ودخلت غرفتها بعد ان ودعتها اختها ورمت بنفسها على
سريرها تحتضن الوسادة وهي تغمرها بدمعها الساخن..


خرجت فاتن وهي ترى سيارة مشعل الفارهة تقف عند منزلهم.. وبالكرسي الامامي
فتاه الشبه الكبير بينها وبين مشعل كان ملحوظا.. الا ان مظهرها كاان انثويا اكثر..
والجمال بادي في كل ناحية من وجهها.. فتحت فاتن الباب الا بصوت اختها مناير خلفها

التفتت فاتن بشوق ناحية اختها المسكينة التي لم تستطع ان تظل بدارها..
اما الاخرى فقد ركضت ناحية اختها جزعة وتلحقها رفيقتها سماهر.. وفاتن سارت ناحيتهن..
ورمت مناير بنفسها في حضن اختها الدافيء بكل بساطة وفاتن التي لم تبكي طول
المصيبة بكت هذه المرة من اختها.. ويا ويلها من الدموووع التي سالت على خدها..
احرقت فوائدها لا بل احرقت حشاها بطلوعها..


فاتن: منوووووور ليش طالعة.. ما قلت لج تمي
مناير: فاتن ماقدر.. خذيني معاج.. ابي اشوف ابوي
فاتن تمسك بوجه اختها: ماقدر اخذج وياي.. خلج بالبيت ويا خالد.. وسماهر تخليني لحالها؟؟؟
مناير تجهد من البكاء: فتووون
فاتن تضمها لصدرها: فتووون تكفين والله مافيني اشوفج تبجين. يعز علييي.. والله تعز علي دمعاتج..
مناير هدات وهي في حضن اختها .. ورفعت راسها
مناير برجاء: اتصلي فيني اول ما تشوفين ابوي
فاتن تبتسم وهي تمسح دمعها: ان شاء الله.. وشوفي كاهو خالد عطاني جواله.. ما بضيع..





خالد الواقف بعيدا ذاب قلبه من دمع فاتن.. ومشعل الجالس في السيارة يسمع ما تقوله
فاتن لأختها من غير ان يلتفت لها.. وسماء الرقيقة تجذب نظرها إلى مناير وأختها...
والفتى الواقف أمام المنزل.. يا لهم من عائلة مسكينة.. هذا ما تبادر في خلد
الفتاه البالغة من العمر السابعة عشر..


تركت فاتن اختها بعد ان قبلتها قبلة الوداع.. والوعد باللقاء القريب.. وكانها ستسافر..
ما اقسى هذه اللحظات على قلب فاتن.. واختها المدللة.. اما خالد فتقدم واعطى دورها
بأنه سحب اخته الصغيرة الى داخل المنزل.. وفاتن تقدمت ناحية السيارة وفتحت الباب
الخلفي خلف سماء.. جلست وهي ترتعد واغلقت الباب من خلفها.. لم ترفع عينها للاعين
التي كانت تراقبها.. بل اكتفت بالنظر الى راحتي يديها الممدودتان بحضنها..
وتحركت السيارة.. نحو مصير والدها..


خالد الذي بقي في الخارج منتظرا فاتن.. لم يستطع ان يهنأ له بال.. و كان كل حين يدخل
داخل المنزل ليستمع للهاتف.. لكنه لم يرن.. ما بالها فاتن.. لابد وانها وصلت.. لكن.. فاتن لم تتصل..
تعطل بهم المسير بالشارع.. والزحمة كانت خانقة.. احدا ما اصطدمت سيارته بشاحنة نقل..
وكما يبدو من الجمع الغفير.. ان الحادث ليس بسيطا البتة..
كان الله في عون من انحشر بذلك الحادث..



مشعل كل حين يرفع عينه الى فاتن الهادئة.. او الذابلة.. لم تكن تلك النظرة التي رآها
لاول مرة ولم تكن تلك الناصعة البياض بتلك الليلة.. حتى انه خيل له ان وهجا من النور
يحوم حولها.. ما اكبر حلمه وما اوسع خياله.. هذا المشعل..

اما سماء تنظر اليه تارة وتنظر الى الفتاة الجالسة خلفها.. لما ينظر اخي الى هذه الفتاة بهذه النظرت..
وكانه يطالبها بشي.. وكانه يسألها بعينيه وهي مشيحة عنه.. وما اللذي يدور في خلد
هذه الفتاه.. تبدو وكانها تتمتم شيئا بشفاهها.. لربما تدعي لوالدها.. المسكينة..
يا الهي ارجع والدهم لهن.. انهن مازلن بحاجته.. هذا ما يبدو عليهن..
المسكينات.. لقد الم قلبي مظهرهن وهن متماسكات..
وجعلني اتمنى لو كان لي اخت مثل هذه الفتاة..


اخفضت سماء راسها ووضعت يديها في حجرها وتتابعت مسيرة الصمت الخانقة..
الى ان اخلي الطريق قليللا بعد مضي 30 دقيقة في هذا الزحام الخانق.. خرج مشعل بكل
مهارة من بين السيارات مع كبر حجم سيارته.. واثناء خروجه استوقف
السيارة بعنف حرك فاتن من مكانها.. ونطقت شي باسم الله


مشعل الذي واجه الموقف بصعووبة امسك بالمقود بكلتا يديه وهو يصر على
اسنانه.. وسماء التي كانت ترتدي حزام الامان امسكت بنفسها وهي تصرخ
باسم اخيها: مشعللللل..


يتبع >>
__________________

7

7



سيطر مشعل على السيارة.. واخرجها من المسار الذي كان به.. وغادر بها على جناح السرعة..
مكملا الطريق ناحية المستشفى...

اما فاتن التي كانت تشد على قبضة يدها الناعمة.. احست بالخوف والرغبة لامساك مشعل من كتفيه
عندما راته يتحرك بقوة من على الكرسي.. يا الهي.. كنا على وشك ان ... اعوذ بالله.. الحمد لله على نجاتنا
وخروجنا سالمين..


سماء تكلم مشعل: علامك مشعل شوي وتذبحنا
مشعل بصوت مرتبك: مادري مرة وحده فقدت السيطرة.. و...

صمت مشعل عن اخته لنظرة قد التهمت ملامح وجهه.. كانت فاتن تنظر اليه بكل خوف..
وبعينيها اسألة متعددة.. ماذا جرى له؟؟ هل هو بخير؟؟ هل تأذى؟ او اصيب بشيء.؟ وكنداء
او تلبية لكل هذه الاساله ...

مشعل: ما صار فيني شي.. بس ارتبكت شوي.. الحين اوكية..
سماء: الحمد لله.. يالله نروح..

ونظر مشعل بعينيه الى فاتن التي لم تفارق عيناها المرآة الامامية.. وتعانقت نظراتهما.. لتقشع كل غيمات
الشك التي تبادرت في ذهن مشعل عن فاتن وخالد.. لكن.. موقف ما عاد الى ذاكرته.. جعله
يبعد عينيه عن تلك العينين.. ولو ان حياته كانت منوطة بهما..

وعادت السيارة بالتحرك.. تاركة العاشقين في دوامة لا تنتهي من الشك والاسالة .. والحيرة..

عندما وصلت السيارة الى مواقف المستشفى.. لم تستطع فاتن ان تخرج.. كان قلبها يرغمها على البقاء في السيارة..
لكن سماء الطفلة الصغيرة امسكت بيدها لتخرجها من السيارة.. ويا ليتها لم تمسكها..
فبرود يد فاتن كان صاعقا.. ومخيفا.. وقطرات العرق مندية وجهها الجميل الحزين..

ابدت سماء دورا في تلك اللحظات لم يستطع احد ان يشكرها عليه.. لم تتكلم ولم تقل أي من تلك العبارات
المواسية.. بل امساكها لفاتن كان اكبر مواساه.. ومشت الفتاتين خلف الرجل الى داخل المستشفى..

مشعل الذي كان يعرف الطريق قادهن.. وعندما دخلو الى المصعد.. تقدم مشعل وبقيت الاثنتان خلفه..
فاتن لم تكن ترى شيئا.. فالخوف والذعر دب في مفاصلها كلها.. والجزع قد اخذ مأخذه منها..
وسماء التي لم تفك يدها.. قوت قبضتها عليها لتسندها.. ففاتن في تلك اللحظه بدت واهنة..
وتعبة... وقد تذرها نسمة الهوا لو لم تجد من يمسكها..

وتوقف المصعد عند المحطه المنشودة... وخرج مشعل ولحقنه سماء وفاتن.. في كل خطوة مشتها فاتن
كان قلبها يقدم مليون تضحية من الدقات.. القلب يدق ستين دقة في الدقيقة.. اما في توقيت فاتن فكانت
كل خطوة بمليون دقة قلب.. يا رب ارحمني .. يا رب ابلغني الصبر والهدوء.. لا استطيع ان اتحمل اكثر...
سانهار.. لا اريد ان انهار..
وعندما وصل مشعل الى الممر الذي كانت به ام جراح مع جراح.. سمع صرخة داوية رنت بالمكان...

ارتعد مشعل.. بحثت عيناه عن مصدر الصوت.. فلم يكن احدا بالممر.. وفاتن بعدها لم تصل..
التفت ورائه ليجدها قد وصلت اليه.. ومن ملامحها.. يبدو انها قد سمعت الصرخة المدوية..
واسرعت بخاطاها وتجاوزته لكن مشعل امسكها من يدها غير عابئا بشي..

مشعل: فاتن لا تروحين.. ظلي هني
فاتن وملامحها تتاكل وجهها بشكل فضيع: ليش؟
مشعل يبعدها من يدها.. الى بعد هذا الممر: ظلي هني ويا سماء.. انا بروح اشوف وراجع لكم..
فاتن تحاول ان تفلت يدها من يد مشعل: بروح انا.. الصوت مو غريب علي..
وتلت كلمتها هذه صرخة اخرى .. لم تكن متوحدة.. بل اشتبكت بعدد من الصرخات المتتالية..
يا الهي.. من هذا الذي يصرخ.. مشعل الذي انتفض من الصراخ المتوالي ارخى يده عن يد فاتن
وافلتت الاخرى ناحية الصوت وهي تجري .. الى ان وقفت الى مصدر الصراخ....

وقفت عند الباب والدمعات مغرقة عينيها.. اغمضتهن لكي تسيل المياة التي تجمعت.. لتوضح لها الرؤية..
ورأت ما كان بالغرفة..

كانت امها بين يدي اخيها المتلوع.. وهي تتحرك بقوة.. وكانها تحاول الخلاص من يده.. يبدو وكانه
يمنعها من شي.. اضطربت ملامح فاتن وهي ترى اخيها يبكي بلوعة وامه تتحرك كالمجنونة بين يديه.. و . . .
ستار ابيض خلفهما مغلق.. يا الهي.. ماذا جرى..

نطقت بهذا السؤال : شصاير؟

التفت جراح لاخته الخائفة وامه التي استكانت عندما سمعت صوت ابنتها..
وما ان عرفوها.. حتى زادت وتيرة البكاء عند ام جراح وهي تصرخ لابنتها

ام جراح: يما فاتن انتخيتج.. روحي لابوج.. كلميييه.. عزيييزته انتي.. شوفيه حاجيه خليه يقووووم..
فاتن يمه طلبتج لا ترديني.. روحي شوفي ابووووووج.. ما يرد علي.. ما يرد علينا.. روحي له ..

انتفضت فاتن من صراخ امها وجراح الذي يهدئها فاقد للسيطرة تماما..
وتارة يوجه بصره الى امه وتارة اخرى الى اخته الذي تنظر اليه بتسائل محزن !!

جراح: فاتن خذي امي بره... هديها
فاتن: شصاير جراح.. ما تقول لي شصاير..
ام جراح وهي تصرخ: ردت هالدنيا ويااااااااك ما طلبتها بدوونك يا عبدالله... اويلي .. اويليييييييي اويلي...



سكنت الام بشهقة.. وسكنت حركتها.. لترتخي في حضن ابنها مغشي عليها.. جراح المسكين ارتعد
من هول المصائب التي حلت على رأسه تباعا: يمه.. يمه... يمه... فتون.. شفيها امي..
علامها امييي.. يمهه ( يضرب على خد امه) يمه قومي.. تكفين يمه قومي مافيني والله مافيني..
(يلتفت لاخته الجالسة قربه وهو ينتفض وصوته ينتفض معه) فتوون شوفي امييييي.. فتووووووون شوفيها..
فاتن تضرب على خد امها:.. يمه.. يمه... حبيبتي يمه.. قومي يمه.. تكفين يمه طلبتج... فجي عيونج يمه...
تلتفت الى مشعل برجاء: تكفييييي نادو على الطبيييييييييييييييييييب...

لم يعطل مشعل وركض ناحية أي مكتب استعلامات يراه... وسماء الخائفة واقفة والدمع يهدر
من عينيها بحرارة.. ما هذا المصاب الجلل؟؟ لم هذه العائلة؟؟ لم؟.

مشعل الاخر ينادي احدا عند مكتب الاستعلامات: لو سمحتووووو.. خالتي طايحة شوفوووها لي
لم يكن احد يجيبه..
مشعل: هيييييي انتووووووووو نايمين.. اقوللكم خالتييييييييييييي طايحة...
ظهرت ممرضه من احد الممرات: علامك تصارخ؟
مشعل يتجه ناحيتها: خالتي طايحة وو.. اغمى عليها.. و... تعالو شوفوها
الممرضة تحركت بسرعة من مكانها واتجهت ناحية احد المكاتب..
وحملت معها صينية حديدية تحتوي على العديد من الادوية المختلفة.. ركضت مع مشعل ناحية الغرفة..
وعندما عاد لم يرى احد بالغرفة غير سماء اخته الواقفة عند الباب..

سماء وكأنها تجيب اخيها: راحوو في الغرفة اللي هناك.. (تشير الى الغرفة المجاورة)




ذهب مشعل غير معطلا الى ناحية الغرفة.. وجد طبيبا ما مع ممرضة عند سرير ام جراح..
وجراح واقف عندهم وفاتن بجنبه.. يياااااااااااااااه كم كان يود لو يضمها الى صدره..
فجراح لم يكن موليها أي اهتمام والاخرى تبدو كالضائعة.. والتفتت له عندما دخل الغرفة..
وكانت بعينيها نظرة.. لم يعرف ما سببها.. لم تكن نظرة عادية... بل كانت.. نظرة رجاااء..
فتقرب منهم.. او منها بالاخص.. من فاتن..

مشعل بتخوف: من وين يا الدكتور؟
جراح وهو يبكي ويديه عند فمه: كان في الغرفة ويا ابوي.. تحت الستار... ويوم طاحت امي طلع لنا..
مشعل نظر الى فاتن الملتزقة باخيها.. يا رباااه.. هدئ من روعها.. انها لا تستحق ان تترك
هكذا فهي ستهلك من الحزن.. لا تبكي.. لا تبكي.. ولكن الالم الذي يطوف على وجهها
اشد من البكاء.. يا الهي عين قلب محبوبتي

الا ويد الطبيب تستقر على ذراع جراح وهو يطمأنه ويشير له بالخروج..


الطبيب: احنا عطيناها مهدئات راح تخليها تنام لفترة.. بس لازم ما تخلونا تكون عرضة للانهيار.. تراها ضعيفة ويمكن تنهار في أي لحظه..
جراح والدمع يسيل من عينيه المحمرتان: ان شاء الله دكتور
الدكتور يبتسم ابتسامة مواساة على شفتيه ويمسك بجراح من كتفيه بكلتا يديه: يا ولدي الاعمار بيد الله .. والانسان لازم
يسترجع ويذكر ربه.. كل الناس مصيرها الموت.. وانت لازم تكون قوي عشان اهلك وامك اللي بتحتاجك..




هز جراح راسه بتفهم وهو يحاول ان يبلع الغصات التي تناولت حنجرته.. ويحاول ان يستمد القوة
من يدي الطبيب الممسك به.. وفاتن الواقعة تغيرت نظرتها الى الاستغراب.. هل امي ستموت؟؟
هل امي على وشك ان تموت؟ وابي.. ما حاله يا ترى؟؟ لم يقل لي جراح شيئا..

وعند مغادرة الطبيب تقدمت اليه فاتن وهي تضم يديها الى صدرها وهي خائفة: جراح... وينه ابوي؟؟
رفع راسه جراح بكل مفاجاه؟؟؟ يا الهي.. فاتن لا تعرف..
فاتن وهي تنشر بصرها يمنة ويسره: انا من الخوف على امي ما حصل لي اسالك عنه.. وينه ابوي جراح.. شخباره شصار عليه؟
مسح جراح على وجهه وهو يبكي بهدوء وامتدت يديه الى فمه وهو يكممه كي لا يتكلم..
فاتن تمسك بتلك اليدين برجاء والدمع بدا يتساقط : جراح... وينه ابوي؟؟؟

امسك جراح بيديها: فاتن..........
وصمت...

يا الهي..

يا رب السماوات...

يا ربي...

يا ويلتي.. ابي....

لم تشأ فاتن ان تستمع اكثر وخرجت من الغرفة لناحية الغرفة الاخرى التي كانت امها قد سقطت فيها منذ قليل..

ولحقها جراح وهو يمسك بيدها: فاتن وين رايحة
فاتن تبعد يد اخيها الخفيفه بقوة: بروح لابوي...
وعندما خرجت من الباب اسرعت لتقف متجمدة مكانها....

كان الممرضان الاخران يخرجان السرير ومن عليه لخارج الغرفة وهو مغطى الوجه...
وبقع دمٍ متناثرة على ذلك الشرشف الابيض .. يعكر بياضه الصافي.. سارت القافلة امام عينيها
وهي مشدوهة بهذا المظهر.. رباه... رباه من هذا؟

التفتت الى اخيها الواقف خلفها وهو مستند على جانب الباب المقابل للغرفة التي خرجت الجثه منها
وهي لا تصدق ما راته عيناها.. تبحث عن نكران.. عن من ينكر لها ما راته عيناها ويكذبها.. لكن..
لم يفدها اخاها بشي.. وتهاملت روحها من جسدها.. وتراجعت للخلف وهي ترى الايجاب بدمع اخيها
وعينيه اللتان اعتصرتا من شددة الالم.. وبدى جسده متداخلا من هول المصيبة وما راته عيناهما..

هزت راسها فاتن يمنه ويسره.. غير مصدقة.. لا ... لم يكن هو.. لم يكن والدي.. لم يكن والدي المغطى بالشراشف..
لم يكن هو... والدي.. والدي حي.. والدي .. والدي بالعمل.. انه يعمل في احدى المنازل.. يركب احد الابواب..
او .. يصلح احد الاعطال التصريفية.. انه.. نعم اعرف أين هو.. يا ويلي... ابي...
توالت تلك الصرخة الداخليه صرخة اخرى... لم تكن بالعنيفة.. ولكن.. مسموعة: يبـــــــــــا

تقدم لها جراح وهو يحتضنها عندما ترنحت امامه بخفة حضنها وهو يرفعها عن الارض


مضت الايام حزينة على قلوب بيت ابو جراح.. وام جراح.. لم ترى الدنيا حتى الان..
فما ان تقوم حتى تصرخ صرخات مدوية تقلب عالي الدنيا بسافلها.. فتعطى مهدئات تسكن
هذا الصراخ.. فاتن بعد بكائها في المستشفى لم تبكي.. اكراما لاختها المسكينة واخيها الصغير
الذي هو الثاني لم يبكي حتى الان على ابيه.. بذل جراح الكبير في عزاء والده.. استقبل الجمع الهائل
الذي اتاهم في الباحة الخلفية.. نظرا لصغر منزلهم... اعدها مع رفاقه كي تتناسب مع الحضور..
خالد تولى مهام الضيافة والمعاونة مقاسمة مع مشعل الذي بلغ دوره البلوغ في السمو..
فكان هو الذراع الايسر لجراح وخالد الايمن..

فاتن استقبلت النسوة مع مريم واختها نورة وخالتها عزيزة .. بدت شجاعة.. لا بل بدت فولاذية
لولا عينيها المحمرتين وخديها المتوهجين.. كانت الحرارة مرتفعة في تلك الايام لكن..
نسيم الهوا البارد لم يبخل عليهم بالبروودة...

عزاء النسوة كان في بيت ابو مساعد .. والرجال في الباحة الخلفية لمنزل ابو جراح رحمة الله عليه..
لم يصدق احد الخبر عندما انتشر كانتشار الهواء في الارجاء المعتمة.. مساعد اكثرهم..
فمذ سمع الخبر فجع بطريقة لا توصف.. واحس وكان عالية توفت مرة اخرى..
هذه المرة لم تتوفى هي.. بل توفى اخاها الطيب المحترم المتواضع ..
الذي بنى لنفسه المكانة العالية بين الناس بطيبته وبفزعه لكل اهالي الحي في الحاجة..


في اخر يوم للعزاء ... بقيت مريم مع فاتن في غرفتها.. تتجاذبان الصمت من ارجاء الغرفة..
تعبتان لا بل منهكتان.. مسكينة فاتن.. هذا ما تبادر في ذهن مريم وهي تفكر.. اكان لها ان تعاني
كل هذا مع اهلها.. مسكينة حقا.. تحب والدها بعنف.. فلم هذا الفراق تحتم عليهما..
رحمك الله يا عمي.. لقد كنت رجلا عظيما..


تنتبه فاتن الى مريم السارحة في وجهها.. وابتسمت لها بحزن عميق.. لا بل دفين.. وكانه يخرج من غياهب القلب..

فاتن: علامج؟
مريم تهز راسها:.. ولا شي..
فاتن: سارحة فيني.. (تغمز لها بخفه) معجبه؟
مريم تبتسم: هههه.. أي .. تقدرين تقولين.. (بمزاح تمد قميصها الاسود ناحيه وجه فاتن) لو سمحتي التوقيع..
فاتن تضحك وهي تريح راسها على الوسادة: هههههههه..
تنظر اليها مريم ولم تضحك.. بل اكتفت بالابتسام وهي تقلب ببصرها يمنة ويسرة
فاتن: علامج مريم؟؟ شفيج؟؟
مريم وهي تنهض من على السرير: مافيني شي..
فاتن: ليش ويهج منعفس وكان ولا شي عاجبج..
مريم وهي تلوح بيديها:.. برودج اهو اللي مو عاجبني..
فاتن تعقد حاجبيها: برودي؟؟ أي برود الله يهداج
مريم تلتفت لها: يعني انتي مستانسة على حالج؟؟؟ مستانسة كونج اقوى وحده وانج الوحيدة اللي مابجت..
تبتسم فاتن بحزن: وليش ابجي.. انا بجاي اعظم من الدموع..
مريم وهي تجلس بجنبها: بس بعد يا فاتن.. ترى ان حبستي الشي فيج بيرد لج اضعاف اضعاف..
تمسك فاتن بيد صديقتها الحميمة: لا تخافين.. ما بيصير فيني شي.. انا جبل.. ما سمعتي ام بدر شقالت عني اليوم...

فتح الباب.. كانت مناير الحزينة
مناير بصوت مغاير عن طبيعته: فتون يبيج جراح تحت!!
لم تبطئ فاتن وارتدت حجابها تحسبن لابن خالتها.. وعندما تقدمت ناحية الباب التفتت الى مريم
الواقفة عند المنضدة: تعالي؟
مريم باستغراب: وين؟؟ لا خليني.. روحي شوفي شيبي منج وتعالي
فاتن بتعب: مريوم والله مالي خلق تعالي معاي ..
مريم بحياء: فتوون..
امسكت فاتن يدها غير عابئة وسحبتها الى الخارج..




عندما نزلت فاتن مع مريم الى الصالة كانت خالتها لا تزال موجودة بالاضافة الى اخيها
جراح الذي بدى كهلا في تلك اللحظات.. ولكن.. هناك شخصا اخرا.. من هو؟؟ لم يكن خالد..
كان موليا ظهره للدرج.. ولم تستطع فاتن ان تراه... وعندما سمع صوت وصولها ..
التفتت كل الاعين.. والتفت الشخص ايضا...

في تلك اللحظة.. تجمدت قدما فاتن عن المسير... كان .. كان مساعد.. اخ مريم..
لم تعلمني مريم عن زيارة اخيها...

فماذا يفعل اخاها هنا..؟؟

عينا مساعد كانتا تسبحان بوجهها النير.. ولكن الشاحب.. وعندما راى سربال الاسى على محياها..
امسك قلبه كيلا يقفز عليها مطبطبا عليها

فاتن وهي تسلم: السلام عليكم
الجمع يرد السلام: وعليكم السلام...
جراح وهو يشير لاخته..: فاتن تعالي هني عندي..



كانت حركة اخيها مشابهه لحركة ابيها عندما يريد محادثتها بموضوع هام.. يخصها..
تقدمت لبين يدي اخيها.. وهي تجلس عنده..
فاتن: شصاير؟
مريم التي جلست عند عزيزة خاله مريم.. ومساعد ظل واقفا..
جراح: ماصاير شي بس.. انتي تعرفين مساعد اخو مريم.. صح؟
فاتن وهي تنظر بسرعة ناحية مساعد: ايه...
الاستغراب كان هو سيد الموقف..
جراح الذي بدا هادئا: اهو عنده شي يبي يقوله لج.. يمكن اهوو سابق عن موعده لكن.. اهو لمصلحتج..
امسكت فاتن على قلبها.. لا تعرف لم طرأ موضوع الزواج في بالها.. لا تعرف لما احست ان مساعد لربما
خطبها من اخيها.. مع ان علاقتهما بعيدة كل البعد عن تلك المخيلات.. لكن.. شيء ما نغص هدوء قلبها..
فاتن: شالسالفة؟
جراح يبتسم بليونة: شركة مساعد.. اسمها ..الوفا للمحاماة.. مقدمة لج منحة.. نظرا لمعدلج المرتفع بالمدرسة..
تذكرت فاتن ذلك الظرف الذي وقع نظر خالد عليه بذلك اليوم.. وكانت به الاوراق المتعددة.. ولكن مااسرع
حتى ان تغلبت الذكريات الحزينة عليها.. فذلك اليوم هو يوم وفاة والدها.
اخفضت فاتن راسها بكل حزن الى حجرها: أي .. ادري

جراح باستغراب: شلون؟
تكلم هناك مساعد..: انا اقول لك شلون.. قبل جم يوم دزينا على عنوانكم اوراق و فيه جم شغلة جذي تبين
لكم معلومات بسيطة عن المنحة..
جراح: اها... (يلتفت لفاتن) متى وصل الظرف..
هامت روح فاتن في جسدها: يوم... يوم وفاة اب... ابوي...

عم الصمت .. بتلك اللحظات بدى ان جراح على وشك البكاء.. لم يكن يخجل من اذراف ا
لدمع ابدا.. لكنه عندما نظر الى امامة فوجد مريم تبتسم بخفة له.. وكانها تداوي جرحه النازف..
وتطلب منه ان يكون قويا .. لاجل نفسه.. ولاجل فاتن بهذه اللحظة..

جراح: .. شرايج انتي
فاتن بكل حزم: البعثه ما اتعوض.. لكن انا مضطرة ارفض..
جراح باندهاش: ليش؟؟
مساعد امتعض.. لم ترفض بعثة كهذه

فاتن: لان هذا مو وقته الحين.. لو كانت الظروف ثانية.. جان.. وافقت.. بس .. امي محتاجة احد يبقى معاها.. و..
و انا... ابي اكون وياها في كل شي... مابي اخليها لحالها.. وهذي البعثة دراسة خارجية..
وانا عمري مافكرت اني ادرس برة

عزيزة: لان الفرصة ما كانت موجودة انج تدرسين في بلاد برة.. لكن الحين الفرصة جدامج..
والبعثة بتتكفل فيج طول اربع سنوات..
فاتن بهدوء تهز راسها: ولو.. مابي اطلع.. ابي اهتم في اخواني..
جراح: فاتن.. مو كل يوم تنفتج لج هالابواب.
فاتن: ادري.. بس مابي... مابي..
القت ببصرها على مساعد الذي كان كجمود الحائط الذي خلفه: انا بصراحة اتشرف بهذه البعثه بس.. لو الظروف
كانت مغايرة.. كنت قبلتها...
مساعد: وليش الحين.؟؟ علامها الظروف..
استغربت فاتن... ما بالها الظروف: اسفه؟؟
مساعد وهو يتحرك في مكانه: أنا أشوف إن حتى لو الوالد الله يرحمه غير موجود ما راح يعني هذا
الشي نهاية العالم.. بالعكس.. أنا اللي اعرفه عن ابوج انه كان يفضلكم تدرسون على أي شي..
وكان يبذل المستحيل عشان دراستكم.. فالحين يوم انه الله توفاه برحمته أنتي ناويه توقفين مسيرة التعليم اللي
اهو حاول الكثير عشانها؟.




انربط لسان فاتن.. كيف ترد عليه؟ لقد الجم لسانها بتلك الكلمات الصارمة.. ما قاله لم يكن كذبا ولا تاليفا..
كانت الحقيقة.. لكن.. طريقة سردها.. كانت مثيرة للاعصاب.. ليس لفاتن فقط .. بل حتى لجراح..
على الرغم من احتمال جراح وفاتن لكل الاعباء بالاونه الاخيرة الا ان هذا المتعجرف الكبير اتى
لهم بدقيقة واحدة ليبين لهم انهما ما زالا صغيرين.. كم هو.......

مساعد يقطع الصمت بصوته المرعد: والله انا مكانج يا اختي ما خليت هالفرصة.. ما اتعوض..
وذهبية لو تقدرين تقولين.. جامعة ييل ما تستقبل العديد من الطلاب العرب.. وانتي راح تكونين من الفئة المميزة..
راح تقدرين تدرسين اللي تبينه..

لم تستطع فاتن ان تجيب.. ولكنها: ... بفكر..
مساعد احس لعنادها ولعدم ارتياحها من نبرته.. لكن.. قلما همه هذا.. فمصلحتها هي ما يتكلمون عنها..
ولا يهمه من ارائها الصبيانية حول هذه المسالة..


مساعد: يالله عيل انا الحين بقوم..
جراح: لا وين توك ما وصلت..
مساعد يبتسم: الله يخليك بس باجر عندي دوام من الصبح وابي ارتاح له .. (يلتفت لاخته) ها مريم.. بتطولين؟
مريم بانصياع تام: لا بروح وياك..
فاتن بصوت خافت تعترض: بس مريم؟؟
مريم تبتسم: باجر بيييج ما بشرد.. ( تلتفت الى جراح الذي بدى عليه ايضا الاعتراض على ذهابها) يالله تصبحون على خير
فاتن وهي تقف لهما: وانتي من اهله..
مريم بهمس: بتصل فيج.. اوكيه؟
لم ترد فاتن بل هزت راسها موافقة..



وعلى هكذا.. غادر العملاق مع اخته.. وقبيل مغادرته.. التفت الى جراح ولكن عينيه انصبت على البيضاء
الواقفة وهي تناظرهما..
مساعد: باجر بتصل فيك وبتفاهم معاك على السالفة.. (لفاتن) وانتي بعد..
اتمنى لو انج تفكرين اكثر.. وبطريقة اوضح..
بانصياع: ان شاء الله..

وبعد هذه ال"تعليمات" غادر بابا مساعد مع اخته الصغيرة ليخلف من ورائه جماعة محتارة..

غادرت فاتن الصالة لغرفتها وهي تترنح من التعب.. انها لتعبة جدا.. اخر يوم للعزا كان متعبا..
جمع غفير من النسوة قد حضر اليوم.. وامها ما زالت في غرفتها .. عندما تذكرت امها...
مال خاطرها لتذهب اليها.. وبالفعل.. ذهبت باتجاه غرفة والديها...
عندما مسكت الباب.. تخيلت ان والدها لابد وقد امسك بذلك المقبض دائما.. وبدت تمسح عليه بيديها.
وهي تجاهد الدمع بعينيها... فتحت الباب بكل هدوء.. ومسحت بعينيها المكان الذي بدى كالقبر الكبير..

كل شي كان مرتبا.. الا ان البرود كان يلف الجسد عندما يمر به.. والدتها مضطجعة في سريرها وكانها متعبة..
مجهدة.. ولاول مرة.. الغرفة خلت من صور ابيها.. لابد وان جراح من قام بهذا.. تقربت من سرير والدتها.. ولاول مرة.. بكت فاتن بصحوة.. لقد صحت من تلك الغفوة التي رميت بها..
لقد مات ابي... مات ابي.. مااات
كل جزء وكل زاوية وكل قطعة من الاثاث.. تصرخ بتلك الحقيقة المرة.. غطت فمها كي لا تخرج
اهاتها وتصحى امها من نومها المتعب.. اتجهت ناحية خزانة الملابس.. فتحت القسم المخصص لوالدها..
فلم تجد ولا قطعة من ملابسه.. اين هي الملابس كلها... ؟؟ أين اخذها جراح...

خرجت من الغرفة بنفس الهدوء الذي دخلت به.. واتجهت ناحية غرفة اخيها.. عله يكون فيها..
طرقت على الباب.. لكن.. ما من جواب..
نزلت بسرعة ناحية الصالة لتراه ان كان مازال موجودا هناك.. لكن.. لم يكن هنااك.. اين هو؟؟؟ اين ذهب؟؟

بحثت عنه في الباحة الخلفية فلم تجده.. اين هذب.. أين اختفى؟؟ توجهت ناحية المرأب..
لابد وانه هناك... وبالفعل كان هناك...
كان جالسا عند احدى الزوايا .. وامامه العديد من الصناديق الكرتونية يفتح احدها ويخرج شيئا منها ..
ويفتح الاخر ويخرج شيئا اخرا.. ويبدو انه يبكي...

فاتن بنبرة مفجوعه: جراااااح؟؟

التفت لها اخيها بنظرة متفاجاه.. وكانه لص وكشف.. لكن عندما تقدمت ناحيته وهي تبكي.. عاد لما كان يقوم به...
وشاركته هي بالاسى...

فاتن بين دموعها: ليش يبا ليش؟؟؟؟؟ ليش انت؟؟؟؟؟ انا ما قدر اصدق...
شلوووون يا جراح.. شلون صحينا الصبح طول هالايام بلا بسمة ابوي.... بلا يده الحانيه( وتمسد بيديها)
تمسح على راسي... تباركني... تطمني... تخليني بامااااااااان.. الحين... الحين انا ...
انا ضايعة..ضايعه بلا ابووي... ااااه يا بوووووووي..اه عليك يابووووووووووووووووووي..
رحت عني وخليتني.. يبا انا لمن اروووووووح..

جراح بكى بكاءا مريرا من بكاء اخته ونحيبها المتاخر.. كان يخاف من انتحابه فاتن لانها قاتلة..
اعانك الله يا اختي... اعانك الله....


يتبع >>
__________________






















الجزء الثاني
========


اشرقت شمس الصباح على الدنيا.. وتطهرت الارض باشعتها المباركة..
رحمة من الله عليهم تلك الشمس التي تقشع كل ظلمات الليل.. وتنير الدروب كلها ..


مضى على وفاة ابو جراح الاسبوعين وما زالت غيوم الاسى حائمة لا تقشعها حتى
اشعة الشمس الصارخة.. كانت فاتن جالسة في المطبخ وهي عاقدة يديها امامها على
طاولة الطعام والاحزان تتضارب فيها.. جلابيتها السوداء لم تكن خفيفة اطلاقا.. كانت صوفية ومتينة ..
امها التي مرضت وهي راقدة بغرفتها.. اخذت فجر اليوم الى المستشفى مع خالد واخيها جراح..

كانت فاتن جالسة وهي طارحة ما بفكرها بين يديها بكل هدوء.. وكانها تعد نفسها لفاجعة اخرى..
ولكن.. ما فاجعه مثل فاجعه والدها.. مازالت الاسئلة تتدور في بالها.. لم والدي؟؟
ولم ذلك اليوم؟؟ ولم لم تكن هناك دلائل كثيرة..؟؟

يقال ان المرء عندما يحس بقرب منيته.. تتغير افعاله وتصرفاته.. لكن والددها لم يتغير البتة.. كان كما هو..
الا ان بعض تصرفاته تغيرت قبيل انتهاء المدرسة.. كان حنونا عليها اكثر من اللازم..
وكان دائم التامل في وجهها.. وكان دائما.. دائما..

جهشت فاتن بالبكاء وهي تهتز بنبراتها العميقة.. والدمعات السخية التي ابدت دورا كبيرا في الظهور بهذه الايام..


مسحت فاتن دمعاتها عندما انفضتها دقات خفيفة على جرس منزلهم..
كان الجرس له رنين كرنين الكناري .. ويثير الجلبة في انحاء المنزل عندما يدق بقوه..
اما رنينه الان يبين مدى حزن الكناري ايضا على رحيل والد المنزل..
تحركت الهزيلة ناحية الباب وهي تغطي شعرها بشال ابيض حريري وفتحته...
لتجد امامها صبية نضرة كالثمر فوق الشجر.. اعادت ذاكرتها للخلف وتذكرتها بعمق..
انها سماء اخت مشعل..


ابتسمت فاتن بكل حنان: هلا والله؟؟
سماء بخجل والدمعات تلمع بعينيها .. هي الاخرى كانت محتدة على اب جراح: ه ه هلا فيج..
فاتن: تفضلي.. (وهي تعيد الباب للخلف كي توسع الفوهة) حياج..
سماء تقدمت بكل خجل وهي تفرك راحتها بفخذها النحيل.. : الله يحيج...
عندما دخلت فاتن واقفلت الباب من خلفها تكلمت الفتاة الصغيرة..
سماء: انا ادري ان جيتي غريبة شوي.. بس.... ما حسيت انج بتزعلين ..
فاتن وهي مازالت بابتسامتها المذوبة للقلوب: لا افا عليج حياج.. هذا بيتج..
سماء: الله يخليج...




وانتقل بصرها الى كل قطع الاثاث القديمة المتزاحمة في تلك الصالة المريحة..
كان جو المنزل يوحي بالدفء والحنان.. على الرغم من قدمه ومن منظره البالي قليــلا ..
عكس منزلهم تماما.. الا ان منزلهم يفتقر الكثير مما يمتلكه هذا المنزل..
التفتت سماء الى فاتن وهي تجاهد دمعها الساخن وفمها مفغور.. لا تعرف ماذا تقول..
قطعت نياط قلب فاتن بمنظرها الساحق ذاك.. وما كان منها الا ان ارتمت في حضنها
الساخن وهي تبكي بحرقة..



استعجبت فاتن سبب بكاء هذه الطفلة.. ولكن.. ارتاحت وهي تحضنها.. اتصدقون ان
احدا لم يحضن فاتن منذ وفاة ابيها الا اخاها جراح بالمستشفى.. وهي كانت بامس الحاجة لاحد الاحضان..
ولذا تركت العنان لنفسها.. لتجدد البكاء على ابيها الفقيد..

تحركت سماء عنها لتواجهها: انا ماعرفج.. ولا اعرف هلج.. لكن والله... والله اني ما بجيت على احد كثر ما بجيت على فقيدكم الغالي..
مسحت فاتن على شعر تلك الصبية بحنان وهي تبتسم وسط دمعاتها الخاشعة.. : ما عليج
سماء وهي تشير بيديها يمنه ويسرة لا تعرف كيف تصف مشاعرها المبعثرة: مادري... مادري.. (تشير الى وسط صدرها) هني الم قوي.. يعصررررني.. بطريقة ميننتني ..( تمسك راسها) راسي مصدعني وماني
عارفة شلون ابعده... ساعديني فاتن... حلفتج.. قوليلي.. ليش انا جذي؟؟



امسكتها فاتن وهدأت من روع الصبية المسكينة.. لابد وانها قد رات ما رايناه
في المستشفى ولم تتحمل ذلك المنظر ولم يهدئها احد.. ولذا هي مرتبكة وخائفة هكذا
امسكتها فاتن واجلستها بجنبها على احد الكراسي الوثيرة.. وضعت راس سماء على صدرها
الحنون و اسكتتها بعبارات متفرقة: اوش... اسم الله عليج...اعوذ بالله منك يا بليس... اسم الله عليج..

وبعد لحظات من الصمت ...

مسحت فاتن على راس سماء وهي تبتسم .. هدأت انفاسها المتلاحقة..
ولابد انها قد استكانت قليلا..

فاتن: هدأتي..
لم تتكلم سماء بل هزت راسها مجيبة.. بنعم..
فاتن بهمس حنون..: خليني اروح ازهب لج لقمة تاكلينها..
سماء تبتعد قليلا: لا خلج ... مابي اكل..
فاتن: زين انا يوعانه كلي وياي..
سماء تبتسم: عشانج انتي بس.. ولا ان مب يوعانه
فاتن: اوكي تعالي وياي زين....



رفقة من الصباح... الحمد لله. هذا ما كانت تحتاجه فاتن بحق.. ان تكون برفقة احدهم ..
يونسها ويبعد عنها الحزن قليلا.. وان كان شخصا متوجع اكثر منها.. مع ان الطعام كان
اخر ما تريده الا انها رأته الشي الوحيد الذي سيبعد الهم والغم عن تلك الفتاة الصغيرة..


انتهت فاتن من اعداد ذلك الفطور الخفيف المشهي للنفس.. وقدمته لسماء التي امتعضت

سماء: مابي اكل..
فاتن بحنق الام: لا يبا ليش ما تاكلين.. اكلنا مو عاجبج؟
سماء تبتسم: لا الا عاجبني .. بس .. مالي نفس
ترفع فاتن يد سماء النحيلة لا بل الهزيلة بيدها وتعلقها في الهواء: يعني عاجبج هالجسم؟؟ جلد على عظم.. يبا الرياييل ما يبون جلد على عظم.. يبون وحدة متروسة وهاه فيها عافية.. عيل هيكل عظمي
سماء بغرور: اصلا يحصل لهم.. هالرشاقة وهالاناقة.. (تقف لتستعرض) والا هالطول..



عندما وقفت سماء بدت فاتن قصيرة بعض الشي امامها.. لان سماء كانت بالفعل طويلة..
لكنها كانت هزيلة امام فاتن.. وفاتن لا تحب الهزيلات ابدا.. بل تشمئز منهن..
وهي تعلم بأنها أصبحت مثلهن ..

فاتن: أيـــه.. قعدي قعدي بس. . ههههههههههههه
جلست فاتن وجلست معها سماء.. وبدأت فاتن الاكل ببسم الله.. واكلت امام سماء التي سرعان ما فتحت شهيتها لرائحة البيض العطرة واللذة التي بدت بها القشدة .. وأكلن الاثنتان بهدوء.. الى ان انتهت سماء اولا..
سماء: ااااااااااااااااااااااااااااه.. مادريت اني يوعانه جذي..
فاتن: يقولون الحمد لله ليمن يفضون اكل
سماء بحياء: الحمد لله..
فاتن تبتسم: الحمد لله.. ( وقامت وهي ترفع الصحون للمغسلة)
سماء: فاتن..
فاتن: هلاا...
بدت سماء محتارة قليلا: بسالج سؤال؟
فاتن تلتفت لها وهي تغسل الصحون: سألي؟

استندت سماء الى الكرسي واولت ظهرها لفاتن.. وصمتت.. يبدو ان السؤال لم يتكون في ذهنها بعد..
واستغربت فاتن منها ..


فاتن: امممممممممم سؤال بليغ؟
سماء: هههههههههههههههههههههههه ما سالت للحين

فاتن وهي تغسل الصحون: من جذي بليغ... لانه للحين ما طلع بصورته الاخيرة في مخج عشان تسالينه.. اكييييييد فيه شي..
سماء بتفكير: يمكن؟؟

انتهت فاتن من الصحون ونشفت يديها في المنشفة المعلقه عند المغسلة.. وعادت للجلوس مع سماء
فاتن: علامج سماء... حايس مخج بهالسؤال؟
سماء: انتي وايد طيبة معاي مع ان هذا يمكن ثاني مرة اشوفج فيها
فاتن: ايه.. ليش.. فيها شي؟
سماء بحيرة: لا..(تلعب بالشرشف) بس.. انا مو متعودة على اني احب الناس مثل ماحبج جذي.. انا احس اني اعرفج من زمان.. زمان زمان يعني.. وان رفجتج معاي وكل اللي يصير معاج.. شي عادي ومو غريب
فاتن بابتسامة: وليش لازم يكون غريب؟ اصلا حلاوة الصداقة او الرفجة اللي الانسان يقدر يكون على طبيعته فيها.. والا شرايج؟
سماء: انا من رايج... بس...
فاتن تمسك بيدها: تكلمي.. قولي اللي في قلبج.. انا بتقبله؟
سماء احتارت.. ولكنها افرغت ما بصدرها:... فاتن.. انتي تحبين اخوي مشعل.؟



بهت لون فاتن من سؤال سماء المباغت...
ما الذي جلب هذا السؤال اليها في هذا الوقت؟ ولم تسألني إياه؟
لم تجب فاتن وارتبكت.. وخافت ان يكون ارتباكها الايجاب لسؤال سماء

سماء: اسفة فاتن مو قصدي اسالج هالسؤال..(اشاحت بوجهها حزينة) انا كنت عارفة اني
راح اخلق مشاكل بهالسؤال.. ما عليج.. تصرفي جنج ما سمعتي هالسؤال..

وهمت سماء بالخروج ولم تمنعها فاتن بذلك الا بسؤال اخر
فاتن وهي تمسك بالكرسي: ليش سألتي هالسؤال سماء؟
التفتت لها سماء الواقفة عند باب المطبخ.. والتفتت: مادري.. حسيت ان بينج وبين اخوي مشعل شي..
شي اكبر من الناس كلها.. واكبر من العلاقات كلها.. وماظن لو كان بينج وبين اخوي شي راح يكون غير الحب..

صمتت فاتن حرجا من كلام اخت حبيبها.. ان يكون هذا الكلام لها فلا شي امام
كونه صادرا عن اخته.. يا ويلتي.. أ لهذه الدرجة انا مفضوحة بين الناس.. أ لهذا الحد علاقتي
مكشوفة امام العلن...

سماء وهي تبتسم: بس حطي هالشي في بالج.. اني ما كنت راح ارضى في حبيبة
لاخوي غيرج.. لانج غير عن كل البنات.. وهذا الشي يفرحني ما يزعلني ..

بابتسامة الرضا التي غادرت بها سماء.. دبت الحياة من جديد في جسد فاتن.. واحمرت خدودها
بعد ذلك اللون الاصفر المرعب الذي اجتاح بشرتها.. ولاول مرة... فرحت بعد وفاة والدها..
عندما غادرت سماء كانت تسير بكل هدوء وصمت.. الا ان رات تلك السيارة القديمة الخربة تقترب
من منزل فاتن.. وتوقفت ليخرج منها شابٌ هزيل حنطي.. انه.. انه ذلك المتعجرف الذي استوقفها
وسالها عن ملابسها.. لا اراديا جالت انظار سماء على ملابسها ولكنها انتهبت لنفسها.. وغادرت عنه..

انتبه خالد لها ايضا.. ولكنه لم يعرها اهتمام.. لكنها عادت من حيث ذهبت لتناديه



سماء: هي انت
التفت اليها خالد وهو ممتعض.. من هو الهي: من هي؟؟
سماء وهي تقف مكانها: انت..
خالد: انا لي اسم يا بنت الناس.. جان ما تعرفينه اقول لج اياه
سماء بغرور: مابي اعرفه..




والتفتت عنه وغادرت.. وظل خالد مكانه يهز راسه حسرة على تلك الفتاة
خالد: الحمد لله والشكر.. بنت يمكن ما طافت الـ 16 ومينونة.. (يرفع يديه بالدعاء)
يالله الدنيا مو ناقصة ميانيــــن عقلها يا رررررررررب..

ودخل خالد الى المنزل وهو يضحك .. وفاتن تسمع ضحكته وهي تغطي شعرها..
فاتن: محلى الضحكة
خالد: احم احم... (بنبرة رومانسية) صباح الخير فتونتي
فاتن وكأنها لم تسمع كلمة صباح الخير: يبت اللي طلبته منك
خالد بصدمة: اول مرة اعرف.. ان رد صباح الخير اهو يبت اللي طلبته منك.. (تضحك فاتن) .. تضحكين أي اكيد ضحكي مو انا خالد الــ .....
صمت خالد قليلا عن الكلام.. وعاد بفكره.. فاتن تضحك؟ هل هي من ضحك امامه الان؟ هل هي سبب هذا الرجفة المعتادة عندما يسمعها تضحك؟
خالد: فتون
تسحب فاتن الكيس من يده وهي خجلى: جب..



ودخلت عنه المطبخ ..

وقف خالد مكانه وهو غير مستوعبا.. إنها تضحك؟؟ يا ويلي.. تضحك معي..

دخل خلفها في المطبخ: فتووون
فاتن تبتسم وهي تفرغ ما بالكيس: جب
وقف وهو صامت: شنو؟
فاتن وهي تلمحه بهدوء: جب..
خالد: انا جب؟
فاتن: أي انت جب...
خالد يبتسم: لكن بعد.. اظل ضحكتج...
فاتن وهي تدخل الاغراض في الثلاجة: على حسب؟
خالد بحيرة: حسب شنو؟
فاتن وهي تقفل الباب وتتوجه ناحية المغسل: ولا شي..






صمت خالد لفتر ة.. ولكن.. هذه هي فاتن.. عميقة.. دفينة .. وسرية ..
ولابد وانها تحمل معنى اخر في قلبها .. احبها.. احبك يا فاتن.. احبك...




* *




في بيت ابو مساعد..

مريم كانت جالسة مع امها
في صمت امام التلفاز.. واخاها مساعد لم يكن موجودا.. كانت تنظر الى المسلسل
وهي مندمجة به والقصة بدت تستسيغ مزاجها.. وامها جالسة وهي تضع يدها على خدها..

ويدخل مساعد.. او المارد الجبار..
بصوته الاسر: السلام على اهل البيت..
الام التي كانت يدها على خدها ابتعدت وحلت محل التكشيرة ابتسامة حب وامومه رائعة: يا هلا بوليدي
مريم تبتسم لامها المسكينة.. تحب اخي كثيرا.. لكنه لا يطيعها بشي..
وخصوصا في المسألة التي تريدها بشغف.. زواجه الذي يبدو معضلة العالم..


ولؤي يدخل المنزل بعده بقليل : السلام عليكم؟؟؟

لؤي.. ماذا يمكن ان يقال عن لؤي؟؟ انه نسخة مختلفة تمام الاختلاف عن اخيه مساعد...
ذاك يمتاز بالبنية الضخمة اما هذا فهو لا يكاد يطء على الارض من خفته.. مساعد لديه كل
الشخصية البارزة او المسيطرة .. اما لؤي.. فهو الفتى الذي يرفض ان يكبر.. ويعامل كالكبار..

مكانه المفضل هو حضن امه.. او الجلوس عند رجليه.. رفاقه كثر.. الا ان جراح وخالد ابناء الياسي..
هم احباب قلبه.. كان مسافر اثناء عزاء ابو جراح.. وعندما سمع
الخبر بعودته.. المه هذا كثيرا.. لا بل ابكاه...

لؤي لا يحب الفتيات.. ولكنه يعشقهن.. ويحبهن جميعا.. لذا هو لا يستطيع ان يكرس
قلبه لفتاة واحدة.. حب الفتيات جميعا هي رسالته في هذه الدنيا... محلاك يااااا لؤي..

الكل: وعليكم السلام
ام مساعد بابتسامة: حيا الله اوليدي...
وبعد ذلك ... دار حوار بين مريم ومساعد على الجامعة واكمال دراستها
وعن سفر فاتن الى امريكا لاكمال دراستها .. تغيرت ملامح مساعد اثر هذا الحديث
وبعدها غادر مساعد المكان الى الاعلى.. غرفته.. بعيد عن العيون
التي راقبت تغيره بكل اهتمام؟

لؤي: علامه؟؟
ام مساعد بصوت خافت: اللي علامه من زماااان..
لؤي: ها؟؟
مريم: شنو يمه
ام مساعد: ها... ولا شي ولا شي..

تنهض ام مساعد لترى ابنها الكبير.. مع انه لن يسمح لها بان تشفق عليه..
لكن هذه كانت القشة التي قصمت ظهر تلك الوالدة الحزينة على حال ابنها...

عندما غادرت... خرج لؤي من المنزل ..

ونهضت مريم من مكانها الى غرفتها.. واثناء صعودها الدرج سمعت صوت
والدتها يخرج بخفاء من غرفة اخيها مساعد... ولم تستمع واحترمت الخصوصية
وسارت ناحية غرفتها.. لكنها توقفت فجأة !!!!!
سمعت صوت والدتها وهي تقول !!!
عــــاليــــــــة...
عمة فاتن المقربة المرحومة..
لما تذكرها امي ؟؟؟
ولم عند اختي مساعد...

كان هذا السبيل كي تبتعد عن بابها وتقف عند باب غرفة اخيها..

ام مساعد بصوت شبه الباكي: يا اوليدي.. لي متى بتظل جذي.. حرام عليك تخليني اضرب
الجف حامي عليك وانت ابد مو حاس فيني... يا ولدي انت شيبك طلع.. لي متى بتظل جذي.؟

مساعد صامت ولم يتكلم.. لربما هذه المرة الالف التي تتكلم امه معه عن هذا الموضوع..

ام مساعد: انا ابي اشوف عيالك.. ابي اشوف مرتك اللي ترد لك روحك اللي مادري وين ضاعت من راحت عنك عالية.. يا اوليدي.. عالية راحت خلاص.. ما بترجع.. حرام انك تضيع حياتك جذي
مساعد: يمه تكفين... عن هالكلام.. تعرفين زين اني ماحبه
ام مساعد وهي تبكي: حتى انا يا يمه ماحبه.. بس .. انت مو صغير.. انت ريال كبير وبسن الزواج..وانا ماظل لي عمر..
مساعد: لا تقولين جذي يمه.. انتي بس فيج دلع
ام مساعد: انا مافيني دلع... انا فيني حمية عليك.. ابي اشوف اعيالك.. ابي الاعبهم.. ابي اتونس .. ابي ارتاح عليك قبل لا اموت..
مساعد: يمه خلاص تكفين ماحب اسمع هالطاري..
ام مساعد: عيل فرحني
مساعد يتحرك بعصبيه: شتقولين يمه...
ام مساعد: انت ليش كاره العرس
مساعد: مو كاره والله مو كارهه يمه تكفين... بس... (يبتعد وهو مغضن الحاجبين).. مااابي الحين
ام مساعد وهي محتارة: انا مادري... ليش مو الحين.. انت مفكر ان الوقت توه.. انت عمرك 27 سنة.. بتذبح عمرك يعني على خوانك... لي متى بظلون معتمدين عليك
مساعد وهو يشيح وجه فاتن الذي يزعجه بهذه اللحظه: ليما يقدرون يوقفون على ريلهم...
ام مساعد: وفاتن ....
مساعد انصدم والتفت الى امه: علامها فاتن؟
ام مساعد: ليش بتاخذها الى اميركا
مساعد: مو انا اللي باخذها.. شركتنا اهي اللي بتاخذها .. في بعثه ابوها الله يرحمه مقدم اوراقها لها
ام مساعد: بسالك؟؟؟ انت ليش متعبل بالبنت؟
مساعد باستغراب: يمه هذي انتي اللي تقولين جذي؟؟ انتي ناسية بو جراح شنو بالنسبة لنا ..؟
ام مساعد تشيح بوجهها عن ابنها: مو معناته يستغلونك..
مساعد: افا يمه.. انتي الي تقولين جذي؟
ام مساعد وهي منزعجة: اوووه مادري مادري... بس انا اقول لو تنتبه لنفسك يكون احسن
مساعد: ان شالله يمه...



عندما احست مريم ان احد منهما سيخرج تراجعت بسرعة ودخلت لغرفتها واغلقت الباب..
وبالفعل خرج احدهم من الغرفة.. كان مساعد.. ذهب ليتنشق الهواء
المنعش عن هواء المنزل العكر..

وظلت مريم تتصارع بافكارها....

تجمع الاسماء في مخيلتها..

مساعد.. عالية.. ابو جراح.. و .. فاتن...
لم تدور هذه الاسماء بحياة اخي مساعد...؟؟
ما علاقته بعمة فاتن المتوفاة؟؟
وما كانت طبيعة العلاقة بين اخي وابو جراح لكي يكن له كل هذه المحبة وكل هذه المودة؟
كان طيبا صحيحا.. كان محبا للخير معروفا... لكن.. هذه المحبة غريبة من نوعها قليلا

لكن تظل كل هذه الشخصيات وتبقى فاتن!!!!
ما هي طبيعة مشاعر أخي ناحية فاتن..
أنا أحسست انه يميل إليها قليلا ولكن.. هذا شي معتادا مع فتاة كفاتن فهي تجذب الناس
لها كالنحل.. ولم يكن لها أعداء في حياتها.. لكن.. أخي مساعد؟؟؟

ظلت مريم تفكر بعمق .. وتوصلت الى ان مساعد اخاها مغرم بفاتن..

ضحكت مريم على هذه الفكرة: مساعد يحب فتون؟ هههههههههه والله اني صاحية..
لو مساعد يحب فتون شيسوي عيل معزب طول هالفترة.. اصلا مافي ولا دليل يبين
شي جذي بين مساعد ولا فتون... يمكن اهو أي.. لكن اهي تحب مشعل..
او يمكن تحبه؟؟ او .. يمكن لاء..
كان مساعد جالس عند البحر.. والجو لم يكن بذلك المنعش الذي قد يبقيه عنده..
فاستغنى عن الجلوس خارجا وبقي في السيارة وهو يريح رأسه على كرسي القيادة..
يفكر بكلام امه المؤلم.. لم عليها ان تؤلمه هكذا.. لم عليها ان تكون قاسية الى هذه الدرجة.. ايعتقدون بانه لا يحس لكلامهم.. اليست بقلوبهم أي رحمه لما يؤلمه وما يؤذيه.. ذكرى عالية تشجب قلبه
وتحزنه . ترميه بالكلام كما تريد.. وهو.. يستمع لهم وفقط..
ااااه يا عالية... ليتك اخذتني معك... ليتني رحلت معك ولم اعد.. لم كان علي العودة..
لم كان لابد لي من العودة.. اخوتي لم يكونو بحاجتي.. فما الذي ارجعني...


واخذ يفكر بفاتن... يتذكر وجهها وهي جالسة امامه في منزلهم.. لم يستطع ان يتمالك نفسه
فما كان به الا ان سار امامها يمينا ويسار بلا هوادة.. لم يستطع ان يبقى وهو
ينظر بوجهها.. فهي تربك سنه الكبير.. وتزعج هدوء باله .. كم هي استفزازية..
على الرغم من سكوتها ونظراتها الساذجة..الا انها تثير حفيظتي.. يا ويلي.. ماذا افعل بقلبي
هذا.. الذي عشق هذه الصغيرة..



خرج من السيارة وهو يحرك يديه للاعلى والاسفل.. ويتمطط .. جلس عند الرمل وهو يرفع في بنطلونه
من الاسفل.. دخل الى الماء وتصارع معه.. احس بالروح القتالية به عنيفة وسبح في تلك
الغياهب العميقة المظلمة.. غير عابئ بشي..
وبعد فترة خرج.. وتوجه ناحية السيارة وهو مبلبل تماما من راسه لاخمص قدميه..
ورفع جهازه المحمول ليجد 5 مكالمات لم يرد عليها.. من يا ترى؟؟
اذا بها مريم اخته تتصل..


مساعد يرد: هلا مريم
مريم: هلا مساعد.. امي تسالك بتيي على العشا
مساعد بضيق وهو يذكر كلام امه السابق: انا برد البيت الحين وبنام ما بتعشى..
مريم: اوكيه... مساعد؟؟
مساعد: هلا
فكرت مريم انه لربما من الخطأ ان تخبر اخاها ما تود قوله.. ولذا فكرت بشيء سريع: ييب لي بريد معاك..
مساعد: واللي في البيت؟
مريم بدلال: اللي انت تييبه غير.. بليز.
مساعد: اوكيه.. يالله باي
مريم: بايات..



بحث في قائمة الارقام التي لم يرد عليها ليجد رقما هلل وجهه..
انه جراح ابن العم عبدالله رحمه الله.. ما الذي دفعه الى الاتصال بي..
واتصل فورا به..

جراح: هلا مساعد
مساعد: هلا فيك بو محمد.. شخبارك.. عساك ابخير؟
جراح: الحمد لله ابخير شخبارك انت شمسوي؟؟
مساعد: والله هاه عايشين... وانتو شخباركم وشخبار البيت معاكم والوالدة
جراح بنبرة ملئ بالالم: للحين على حالها.. والبيت.. الله يخلي فاتن مو مخليتنا محتاجين لاحد غريب..

دقاته عادت الى الانحراف عن المسار والتشتت.. لم .. لم عليها ان تظهر
في كل دقيقة في بالي لما ؟ .. وكأن شغل الامواج ضاع هباءا بمجرد ان يذكر اسمها..



مساعد: الله يخليها لكم ان شالله.. خير جراح متصل فيني
جراح: الخير بويهك بس.. بس حبيت اقعد معاك واسولف وياك اكثر عن البعثة للي شركتكم
مقدمتها لاختي.. اذا ما كان عندك مانع
مساعد: لا ابد والله أي وقت تبي انا حاضر لك.. ولو تبي اكثر اييب لك المسؤولة عن
هالبرنامج والمنظمة له عشان تشرح لك ولفاتن اكثر عن الموضوع..
جراح: لالا في الوقت الحالي انا اللي ابيك اتكلمني وتقول لي عن هالموضوع لاني ابي ارعى
مصلحة اختي وابي اوفي حقوقها وما اظلمها... مثل .. مثل ما كان الوالد يتمنى .. الله يرحمه

ابتسم مساعد من كلمة جراح.. انه فعلا لرجل.. صحيح ان المصائب تخلق الرجال..

مساعد: عيني عليك باردة.. خلك جذي سند وعون لاخوانك.. ترى مالهم الا انت ..
جراح: الله يخليك هذا واجبي واقل من واجبي لو فيني اسوي اكثر... بسويه
مساعد: يعطيك العافية وانا باجر العصر راح ازورك في بيتكم...
جراح: ايصير خير بنتظرك و الي فيه الخير الله يجدمه
مساعد: على قولتك.. يالله تامرني بشي؟
جراح: سلامتك ياخوي ما يامر عليك عدو... يالله مع السلامة
مساعد: الله يسلمك..



اغلق مساعد عن جراح وهو شبه سعيد.. لكن سرعان ما تعكر صفوه وهو يتذكر اصرار
فاتن برفض البعثة.. تلك الفتاة لن تقبل بها ولو كانت اخر رمق في هذه الدنيا...



* *


جراح الذي كان جالسا في الصالة يفكر فيما قاله له مساعد عن البعثة.. كان يبدو مهتما
فعلا بامرها.. ولكن السؤال الذي يحيرني.. لم فاتن اختي؟؟؟ لم هي بالذات..
غدا سيجيبه مساعد على كل أسالته.. قام من مكانه وهو على تلك الفكرة..
واثناء سيره ناحيه الدرج رن جرس الهاتف.. من يا ترى... وذهب ليرى من يتصل بهم..


جراح بصوت تعب: الووو
مريم بصدمة من الصوت: الوووو..
جراح: من معاي
مريم: اول شي السلام
عرفها جراح.. وابتسم في داخله لاتصالها: والله الناس يومنا تسمع الو تقول السلام ما ترد بالو
مريم: اسلام عليكم
جراح: وعليكم السلام يا هلا
مريم: فاتن اهني؟
متجاهلا سؤالها: أي بخير الحمد لله نسال عنج شخبارج انتي
مريم: ويييييو سوري.. شخباركم عساكم طيبين؟
جراح:الحمد لله ابخير طيبين طاب حالج.. وانتي شعلومج؟
مريم: عن الهذرة الزايدة وهات فاتن
جراح: ههههههههههههههههههههه




امسكت مريم على قلبها لضحكته.. كم تبدو ناعمة ورقيقه... وفجاه غاب نفسه
عن الهاتف.. لابد وانه ذهب لينادي فاتن.. ليته بقى اكثر..


واذا بصوت فاتن الجميل: يااااااااا هلا وغلا..
مريم: هلا فيج ومسهلا بيج يا الغالية شلونج شخبارج

بعد الضحك والترحاب

فاتن التي غابت عن رفيقتها قليلا: شنو مريم؟
مريم: مو ماعطتني ويه يعني.. عيب يبا
فاتن تبتسم: لا بس كنت شوي سرحانه شفيج..
مريم: اقول لج شخبار اللي بيتهم بحذفة حصى؟
فاتن: شفيج تخربطين أي حذفه حصى؟
مريم: شعلة الحرية وشعلة المحبة والعشق والهيام
فاتن : مريم مو فاهمه عليج
مريم: وااااااي دقمة اقول لج اييج باجر ويصير خير
فاتن بحزن: ليش مو الحين تعالي بروحي بالبيت
مريم: مينونه انتي الناس ليل.. باجر اييج من الصبح لي الليل شرايج؟؟
فاتن بفرح: حلفي
مريم: ويييييييي ماصدقت بييج والله مشكله المعجبات.. هههههههههههههههه خلاص حبيبتي انا باجر عندج ..
فاتن: اوكيك.. بنتظرج
مريم: يالله بايووووووووووووووز
فاتن: باي..



انهت فاتن المكالمة عن مريم وهي تهب بالقيام... الا والهاتف يرن مرة اخرى..


فاتن: نعم؟
سماء بخجل: السلام عليكم
فاتن: وعليكم السلام يا هلا..
سماء: فاتن موجودة
فاتن: انا فاتن من معاي؟
سماء: وي فتووون هذي انتي والله ما عرفتج
فاتن: من؟؟ سماء؟؟
سماء بمرح: لا عمتها ههههههههههههه.. شخبارج؟
فاتن: ههههههههههههههههههههههه الله يحيج وانتي شخبارج؟
سماء: ملاااااااانه حدي حدي ..
فاتن: الحال من بعضه يا خويتي.. شرايج تيين بيتنا؟
سماء بفرح: صج والله.. عادي اجي بيتكم..
فاتن: لا والله اتصدقين.. خذي تصريح قبل..
سماء بسذاجة: من منوووو؟
فاتن: ههههههههههههههههههههه ماقدر عليج.. تعالي أي وقت محد بيقول لج لاااء..
سماء: الوقت يعني مو متاخر؟
فاتن تنظر الى الساعة المحبوسة بمعصمها النحيل: والله توها الناس يعني وانتي بنت جيراننا .. عادي مافيها شي..
سماء: واااااااااااو الحين انا عندج...
فاتن: حياج الله هههههههههههه




اغلقت سماء عن رفيقتها الجديدة وهبت خارج غرفتها وهي مسرعة..
الا ومشعل على الدرج. وتصطدم به..

مشعل: هي شوي شوي.. يبا طقي بريك
سماء: اوووبس.. سوري بس انا مستعيله؟
مشعل يبتسم لاخته الجميله: ليش ان شالله وين رايحة
سماء: بروح لارفيجتي اليديدة
مشعل بمفاجاه: اووووو مبروك انسه سمااء..
سماء بمرح: الله يبارك فيك..
مشعل: ومن صاحبة هذا الشـأن الرفيع الي لقت شرف صداقتج..
سماء: مو احد غريب.. (تغمز بعينها) اللي ساكنه بين ضلوعك..

انصدم مشعل من طريقة اخته في الكلام.. الساكنة بين ضلوعي؟؟ من ؟؟ فاتن؟؟
لحظه .. سماء تعرف بحبي لفاتن.. ؟؟ كيف.؟ ومن اخبرها..

غادرت سماء عنه وهو يتسائل ويوقفها وهي تجري: سمووووي
سماء: هلااا
ينزل لها مشعل بسرعة: انتي ليش قلتي اللي قلتيه
سماء وهي تضم ذراعيها وتقف على رجلها: يعني تبي تقول لي انك ماتحبها.. وان اللي قلته غلط؟؟
مشعل وهو محرج: ليش تكلميني جذي
سماء:coz boys are stupid (وهي تخرج لسانها) باي




لم يتسنى لمشعل ان يمسك اخته ويسالها عن الذي احضر هذه الافكار في بالها عنه
وعن فاتن؟ الهذه الدرجة مشاعره تجاه فاتن مفضوحة.. وكيف حدث كل هذا..
لابد وانها لاحظت مشاعري ناحية فاتن بالمستشفى.. تلك الصغيرة الشقية..
وفاتن.. ياويلي لو تخبرها...

صحيح ان مشعل يحس بحب فاتن له.. ويعرف انها تحبه.. لكنه خائف لو حدث هذا الامر
بالواقع وعرفت بالفعل انه يحبها.. لبلي بمصائب هو بغنى عنها.. اولها رفيقه جراح..
لا يريد ان يحدث شيئا بينه وبين فاتن كي لا تنهدم صداقته العريقة مع اخيها.. ولكن هو يحبها..
اتمنى ان لا تتفوه سماء بالتفااهات وتخرب كل شي..

كان خالد قادم للمنزل للتو وهو يحمل الادويه الخاصة بخالته من الصيدلية.. كان ينظر بما
كان في الكيس يتاكد من احضاره لكل الادوية..فهو لايريد ان يوبخه جراح على نسيانه..
واصدم فجاة بشي رطم ما بيده في الارض...

سماء باحراج بالغ وهي واقفة ويديها على فمها.. وخالد بلغت منه العصبية القمة

خالد: عمية انتي ما تشوفين.. شلون تمشين وتضربين في الناس..
سماء باحراج: مادري... ما شفتك..
خالد: لا والله.. الحين كل هالجثه وما تشوفين.. سوي لعينج فحص اقول لج.. شوفي البربسةا للي سويتيها..
تنزل المسكينة وهي تجمع الكبسولات المتفرقة على الارض..: اسفه والله مادري...
انقرف خالد بطريقة غير معقولة منها وصرخ عليها بقوة: قومي .. انا بيمعهم..



انتفضت المسكينة ووقفت بعيدا عنه وهو جالس يجمع الحبوب من على الارض..
لم يصرخ عليها احدهم هكذا قط.. فمن هذا الصعلوك ومن الذي يعطيه الحق ؟

سماء وهي تقضم انفاسها بغضب عارم لم تحس به قبلا.. غضبا ممزوج بالاحتقار لهذا الصعلوك النحيل..
بعد ان جمع خالد الادوية التي سقطت نظر اليها باحتقار: شتبين واقفتلي جذي..
لم تتمالك سماء نفسها الا وتهجمت عليه: انت واحد..... حقييييييييييييييييير ..
خالد وهو منصدم من هذه الكلمة.. لاول مرة بحياته ينادى بالحقير...

خالد: شنو شنو شنو؟؟؟؟؟؟؟؟؟ انا حقير؟؟؟؟؟؟
سماء وهي تكاد تنفجر وتخرج الكلمات منها ببطئ فضيع: انت حقير.... وبايخ..... وسخيف.... و قليل ادب..
خالد: هي انتيييييييييي ..
سماء: وانا ...( ترقرت الدموع بعينيها كالجليد المهشم) ... انا .. اكرهك....... يالحقير...



وقف الاخر كالصنم مكانه... لما تفوهت بكل هذه الكلمات.. صحيح انها مجنونة..
غادرت سماء عنه وهي باكية... ومتغيضة منه.. لكم تكرهه.. الحقير المستهتر..
استحقره كما استحقرني... بغيض سخيف...
دخلت المنزل وهي منفجرة بالبكاء.. الا وترتطم بالخادمة.. لتفرغ بها كل غضبها

سماء بغضب: انتي عميه ما تشوفيني طايفة وتدعميني جذي... ملعنج من خدامة.. ذلفي عن ويهي..

مشعل الذي كان جالسا في الصالة يقرا في كتاب يستمع لتلك المشادة العنيفة
بين اخته والخادمة.. ما بالها سماء لتصرخ بتلك الطريقة..
للتو خرجت وهي فرحة. والان تصرخ
يخرج خلفها وهي تصعد الدرج: سماااء.. علامج تصرخين جذي؟
تلتفت اليه سماء: ماحبكم.. اكرهكم.. كلكم...

وغادرت عنه لتتركه بحيرة من تصرفاتها المفاجأة.. هل حدث شيء بينها وبين فاتن لكي ...
لكي تكون بهذه العصبية.. يا ويلتي.. لا اظن ان فاتن قد جرحتها باي شي..
ففاتن لا تستطيع ان تفعل شيئا بالدنيا.. فكيف باختي ..

الا وجرس المنزل يدق لينفض افكاره

ما هذه التصرفات المفاجأة من سماء.. لم هذا الكره.. ماذا حصل في منزل ابو جراح
لكي تتصرف سماء بهذه الطريقة الغريبة.. لم يحدث يوما وان راها هكذا قط..

فتح الباب ليجد خالد ابن خالة فاتن عند الباب


مشعل: هلا خااالد
خالد بحرج: هلا فيك مشعل.. شلونك شخبارك..
مشعل: الحمد لله ابخير انتو شخباركم
خالد: الحمد لله ابخير...
يتلفت خالد بحرج بالغ.. لا يعرف كيف يقول ما اتى لقوله.. يا فشيلتي..
احس مشعل ان االموقف به قليلا من الاحراج.. والاستغراب من حضور خالد اخرج من فمه هذه الكلمات

مشعل: خير خالد في شي
خالد بحرج: والله شاقول لك ياخوي بس.. انا من ساعة وصلت بيت خالتي وكنت منرفز ومعصب..
وكانت في يدي الادويه (يرفع يده ليريه الكيس) و... و... على ماظن اختك كانت طالعة من بيت
خالتي بسرعة ودعمتني وطاح الجيس مني وتنثروا الحبوب.. و... انا عصبت عليها..
مشعل يضيق بعينيه مستغربا.. هل يحاول ان يقول لي انه تشاجر مع سماء؟

خالد : والله شاهد علي اني ما كنت اقصد بس .. انا زفيتها مثل ما ازف اختي الصغيرة؟
مشعل: شنوو؟
خالد بحياء بالغ: والله اسف يا مشعل واختك عصبتني شوي والله اهي مالها ذنب بس.. والله العصبية من ابليس..
مشعل: ليش انت شقلت لها

احتار خالد ماذا يقول له.. أأقول لك اني صرخت عليها ونعتها بالمجنونة وبالغبية والعمياء و. . و .. و تستمر القائمة..
خالد: تعرف.. زف الاخوان...
مشعل: بس انت ما يصير ترفع الكلافة جذي بينك وبين اختي يعني ماتعرف للاصول

ابتلع خالد وجهه او بقاياه بعد كلام مشعل.. وتمنى لو ان الارض تنشق وتبلعه

خالد: انا اسف ولو سمحت وصل اعتذاري لاختك وقول لها انا بحسبة اخوها.. والله لو ما كنت
حاس اني غلطان جان ما ييت لعتبه باب بيتكم واستسمحت منها.. ابليس شاطر والرطوبة
ما ترحم ( وهو يمسح جبينه بمعصمه)
ابتسم مشعل له: لا عادي يا خوي اهي بحسبه اختك وانا اعترف لك ان اختي قرقة
شوي وما تنتبه لكن صدقني ما بتحمل في قلبها بقول لها انا وان شالله يصير خير..
ابتسم خالد وكانه تخلص من عبء ثقيل على قلبه: مشكور يا خوي وما تقصر ومرة ثانيه انا اسف على الازعاج و... رمضان كريم
مشعل: هههههههههههههههههههههههههههه تو الناس على ارمضان
خالد بمزح: عادي كل يوم ارمضان.. هههههههههههههههههههههههههه
مشعل:هههههههههههههههههههههههه حسبي الله على بليسك
خالد: يالله حبيبي اخليك الحين.. لا تنسى تيينا بديوانية بيت خالتي اليوم..
مشعل: ولا يهمك بكون عندكم قبلك
خالد: هههههههههه حياك الله بيتك ... يالله فمان الله
مشعل: في وداعته...




وغادر خالد وهو مرتاح بعد ان كان الهم جاثم على صدره.. حمل هم الفتاة..
فلا فتاة تثور هكذا الا وقد طفح الكيل عندها .. مسكينة .. لا تستحق ما قلته..
يا ليتها تسامحني.. وان لم تفعل.. فتستطيع ان تنقع نفسها بالماء.. هههههههههههههههههاي






يوم اخر وجديد بحياة عائلة ابو جراح.. لكنه كان يوم مختلف.. كانت الاشراقة تنتشر
بانحائه على الرغم من الحداد الحزين.. فاتن التي اعتادت منذ وفاة والدها ان تنهض
من الصباح الباكر وتعد وترتب في المنزل المرتب.. وتحضر الاطعمة وتضعها بالثلاجة
لكي تكون جاهزة للتسخين ثم الاكل .. وهكذا تضمن ان الكل سيأكل والكل سوف يشبع..

كانت جالسه في الصالة وهي تستمع الى صوت الدعاء الصادر من المسجلة عندما طرق الباب..
نظرات الى الساعة فاذا بها قد اصبحت الحادية عشر وهي لم تنتبه ابدا.. مر الوقت بسرعة اليوم..
اتجهت ناحية هاتف الباب لترد...


فاتن: نعم؟؟
مساعد بصوته العميق: صبحكم الله بالخير
انتفض قلب فاتن من الصوت: الله بالنور.. من معاي؟
مساعد: هذا انا مساعد... وينه جراح؟؟
فاتن: دقايق بس واناديه..
مساعد: لا ما يحتاج بس بحط لج اوراق خذيهم له.. وقوليله اني بييه العصر..


فتحت فاتن الباب بعد ان اغلقت السماعة.. وكان مساعد يضع الاوراق على صندوق البريد الخشبي..
المسافة بينهما كانت بعيده فهو على بوابة المنزل الصدئة وهي واقفة عند باب المنزل الخشبي..
الا انه احسها قريبة لقلبه كحبل الوريد..
ارتفع ذلك العملاق ليوجه نظراته الى تلك الضئيلة الجميلة..

مساعد: صباح الخير..
فاتن بنظرة غريبة: صباح النور...
مساعد: هذول الاوراق اللي ابيج تعطينهم جراح... وخبريه اني بييه اليوم العصر..
فاتن: ان شالله..

اشاح ببصره عنها لان نظرتها ازعجته قليلا.. لم تنظر الي هكذا.. هل انا غريب الشكل لهذه الدرجة..

مساعد: يالله مع السلامة..
فاتن الباقية امام الباب: مع السلامة..



عندما غادر مساعد بسيارته تحركت فاتن ناحية الاوراق وهي تنظر الى تلك السيارةوهي تبتعد..
يا ترى؟؟ ماذا لديه مع اخي كي ياتيه في الصباح... لحظه..
سحبت الاوراق وغادرت الى الداخل..

اغلقت الباب وقلعت الشال الابيض عن راسها.. رمت بالاوراق على الطاولة وذهبت للمطبخ..
وتجمدت عند بابه

لم تصدق ما رأته عيناها..

ارادت ان تحكهما..
ان تخرج وتعيد الدخول للمكان..

لان ما كان امامها كان اشبه بالحلم..



.

.

.


!!!!
__________________




؟

يتبع >>
__________________


كانت والدتها واقفة عند المغسلة وعيناها تطل من خارج النافذة الصغيرة.. التي تطفر بعض الاحيان
غصون الاشجار الى داخل المنزل منها..
هربت الكلمات من فم فاتن الى امها الواقفة تناديها: يمـــه

التفتت ام جراح لابنتها بشكلها المريض.. كانت عيناها الجميلتان الشفافتان داكنتين ومحمرتين..
ويداها الحنونتان ترتجفان .. وشفتاها الناعمتان ترتعشان.. لكنها بتلك اللحظه
نطقتا بكلمة ارجعت الحياة الى ذلك المنزل..

ام جراح: يمه فاتن... حبيبتي فاتن..

ركضت كالمجنونة الى حضن امها .. لترتمي بعنف هز تلك المريضة ولكنها لم تسقط..
وكان القوى كانت في جسد ابنتها المسكينة... لكم عانت لوحدها.. ولكم واجهت صعوبات..
فهي ام وتعرف كبر مسؤولية رعاية مراسم مناسبة كهذه.. هي الكبيرة وتتعب فما بال هذه الصغيرة..

فاتن تقبل كتف امها ويديها: حبيبتي يمه.. عمري يمه .. يا روح هالبيت يا يمة... الحمد لله انج رديتي..
ام جراح تبتسم لابنتها البارة وتسحبها الى حضنها: تعالي يا حبيبتي.. تعالي في حضني
يا قطعة من فؤادي .. تعالي خليني اعوضج.. ادري فيج .. ادري فيج تعبانة
بس ما تقولين.. تعالي يا ريحة الغالي تعالي..

لم تستطع فاتن ان تتمالك نفسها فكانت فرحتها اوسع مما تخيلت.. فبكت في حضن امها
لا بكل انتحبت بعمق.. ولم تعرف لم هرب شكرها الى ذلك الرجل الذي اتاها من الصباح..
لقد كانت زيارته بشرى خير علينا لهذا الصباح...
بشرك الله بالخير يا مساعد.. على حضورك المبارك هذا الصباح..

ام جراح تمسح على ابنتها وتبتسم لها بحنان: الله يخليكم لي يا عيالي.. الله يخليكم لي..

لحظات تمر الا وجراح ينزل من على الدرج وهو فزع...

جراح: فتون وينها امي....؟؟؟
يلتفت الى تلك الملاك الجالس على الكرسي بجانب اخته.. فتتهلل عيونه وتتلألأ فرحا برؤيتها ..
واذا به يطير من على الدرج الى حضنها الدافئ..

جراح: يااااااااااااااااااا بعد هالدنياااااااااا ياام جراااااااح... يا حياااا شوفج يا امي يالغالية..
ام جراح تبتسم : يا بعد قلبي يا جراحي.. يا حياة امك..
فاتن تضرب امها بحنان: وانا يمه
تلمها ام جراح: ويييي يمه انتي قلبي وعيوني..




وكان الصدف شاءت ان تجمع العائلة بهذا اليوم السعيد.. فهاهي عزيزة قد حضرت
ومعها مناير وعزيز.. وخالد الذي وصل معهم في نفس الوقت ..
يدخلون المنزل.. لينصدمو بالجالسة في الصالة..

مناير بصراخ: يمـــــــــــــــــه
وتطير الى حضنها

ام جراح: عيوووووووووووووون يمه..

تقبل الاخرى امها وتلثم وجهها وتحضنها وتشم رائحتها: يا حبيبتي يا امي.. يا عمري يا مي.. تولهت تولهت علييييييييييييج يمه..
ام جراح: وهم انا تولهت عليكم يا حبايبي.. يا عزي في هالدنيا ويا دلالي...



عزيز لم يتحرك من مكانه بل بقي واقفا عند امه وخالد يدخل المنزل بعد ان كان جالسا
في السيارة.. وعندما رأى خالته لم يصدق


خالد: ام جراح ما غيرها.. يا حيا.. يا حيااا الشوف يا هلا ومسهلا ... يا هالصبح المبارك ومن وين طالعة الشمس اليوم... تعالي بحضني يا حبيبتي دنتي وحشتيني اوي اوي
ام جراح: هههههههههههههههههههههه فديت ولد الغالية..
يقبل خالته ويبعد جراح عنها ويلتصق بها: فديت هالويه
جراح: قوم لا افججك اليوم..
خالد: روووووووووح يبا.. انا متوله عليها اكثر منكم.. انتو تنامون معاها انا اللي انام لحالي.. فديت هالويه خالتي.. سويلي فتوش
فاتن: صج رزيل..
خالد: مو شغلج تسوينلي خالتي صح؟
عزيزة: صج ما يستحي هالولد..
ام جراح: خلوووه.. اسويلك فتوش ومن عيوني هذي قبل هذي.. بس قبل قوم عني تراك خنقتني ..
خالد وهو يبتعد: ان شالله خالتي بس مو هاللون مو جدام العواذل



يخرج لسانه الى فاتن والاخرى تخرجه ايضا..
تهم ام جراح بالنهوض..

فاتن: وين رايحة يمة..

تربت على يد ابنتها الطيبة وتبتسم لها .. وتنهض بهدوء الى الشخص الوحيد الذي لم يستقبلها حتى الان..

ام جراح: ها عبد العزيز.. ما وحشتك؟؟

يهز الاخر راسه وهو ينفي هذا الشي.. والله اعلم لمدى شوقه الى امه..
ام جراح: افا.. ليش انزين.. عطنا ويه يالحبيب.. مانقدر عليك احنا..
عبد العزيز: مو شغلي...
ام جراح: زين تعال مسد ريلي.. تعورني من مساعة للحين..
عبد العزيز وهو يكاد ينفجر من البكاء: مابي..
ام جراح: تعال في حضني.. قلبي مشتاق لك.. تعال



تفتح الام الحنونة يديها وكانها اشارة انتظرها هذا المسكين منذ زمن..
ويهرج الى حضنها الدافئ ليبكي لاول مرة من بعد وفاة والده..
حضنته ام جراح بين يديها وكانها توثقه وتعطيه الاحساس بانه لن يفقدها كما فقد والده..
هي تعرف كم يعز على عبد العزيز ان يفقد والده.. على عكس جراح.. فعبد العزيز كان يفتخر بأبيه..
ويفخر بعمله حتى انه كتب تعبيرا في عيد العمال وهو يتغنى بعمل والده..
حتى انه تمنى لو انه يكبر ويستطيع ان ينفذ نصف ما ينفذه والده...
لتلك القطعة النثرية تلقى ابنها جائزة من مدرسته تقديرا على المجهود الذي بذله..



* *



في منزل ابو مساعد..

مساعد ينادي اخته: يالله مريم مابي اتاخر على الريال
تلف مريم شالها باحكام وهي تنزل من على الدرج: والله انتوو يالرياييل ما عندكم سالفة ما تخلون الحريم يتكشخون والله حقوقنا ضايعة أمبينكم
مساعد: يالله جدامي وعن هالخرابيط...
لؤي الذي يخرج من المطبخ وهو يحمل الاطعمة المتخلفة: والله اختك هذي اكبر قرقة .. خاطري اعرف شنو فيها ومافينا الي مخليك تسوي لها كل هذا..
نورة الجالسة في الصالة: والله انا يوم بالثانوية اعجز منه خذني وصلني تعالي لي.. ابد .. ما كان حتى يرفع التلفون..
مساعد: انتي ولا مرة اتصلتي فيني.. والا انا جان ييتج.. وكل ما اتصل فيج اقول لج اذا تبين توصيلة قلتيلي لؤي بياخذني.. ولا ارفيجتي بتوصلني.. ولا عندي بحث ابي اخلصه..
مساعد: مريووووووم..
مريم: ويه كاااااااني يا ماردي العزيز.. (تلقي بنظرة فاحصة لاخيها) ويه ويه ...
ماااقدر..يا ناس انعشوني بيغشى علي... انا اموت بالدخيليه كلهم دامك منهم..
مساعد بزهوو : شكرا اشكر شعورج يا الغالية
مريم: لا تشكرني هذي الحقيقة..
تكلم لؤي: الناس او البنات عموما لو يوو يحبون مايحبوون المعصقلين.. هاه.. هذول الدبيب اللي يعجبونهم..
لؤي:عارض ازياء انا علامج انتي.. وخل هالبنات اللي يبون الدببه..
مساعد: من صجكم انا دب؟
مريم: لااا اخوي انت مو دب..بس مشكلتك انك عملاق زيادة عن اللزوم ( تغمز له) لكن هذا هو المطلوب..
مساعد وكان المزاح اعجبه: شرايج عيل مريم انروح اليوم مجمع جذي بدل بيت بو جراح؟
مريم بابتسامة: يكووووووووووون احسن وناخذ معانا فتووون.. احلى واحلى..
مساعد: حلفي انتي بس.. حلفي... ما صدقت خبر.. يالله جدامي ماخرتني نص ساعة على الريال عنبو بليسج..
مريم: ها.. هذا انتو حسدتوني زين جذي.. العواذل...




ضحكا الاثنان على اختهما الصغيرة.. وغادرت الاخيرة مع مساعد متوجهين
الى بيت ابو جراح.. لمناقشة موضوع المنحة مع جراح.. وللتسالي مع فاتن...
ولكن.. هذه الزيارة... هل تخفي امورا اكبر من مجرد التسلية او المناقشة...

هل ستكون المستهل.. لبداية من الاحلام..

ام بداية العناء..؟؟

ام بدايه رحلة السفر؟؟ ... الى المستقبل القريب... ؟؟؟
__________________










#30


________________________________________



الجزء الثالث
=============

كانت فاتن جالسة في غرفتها.. ترتب في أوراق المدرسة والدفاتر القديمة.. لتضعها في صندوق
وتخزنها بمخزن المنزل.. كانت تفكر في تلك اللحظات في المكان الذي ستضع الأغراض فيها..
لا يوجد مكان بالمنزل.. حنت رأسها إلى تحت سريرها ولكنها لم تجد سعة.. فالغرفة ممتلئة
على صغر حجمها.. والسرير كبير ويملئ تقريبا ثلاثة أرباعها أين أضع الأغراض أين؟؟

ملأت الصندوق ووضعته جانبا لتتفرغ له فيما بعد.. فلا بد وان مريم في طريقها لمنزلنا.. حبيبتي مريم..
لكم اشتقت لها.. ولكن.. المسكينة سمية.. من بعد التخرج لم اتصل لها ولم أسال
عن أحوالها.. لا بد وإنها غاضبة مني ولعلها تحمل في صدرها علي!! ولكن أنا لي عذري..
هي لم تأتي حتى للعزاء على أبي وهي ابنة جيراننا.. ولكن لا حق لي أن احمل في صدري
عليها.. لابد و أن الظروف منعتها.. سأتصل لها وسأكون أفضل منها..

خرجت من غرفتها من غير شالها الأبيض الذي عادة ما تتجول به.. نظرا لـعدم خلو المنزل من تواجد
ابن خالتها عادة.. لا ترتديه متضايقة بل العكس.. لو كان الشال هو الحل الوحيد لتواجد ابن خالتها المفضل..
فحياه الله .. وان كنت أتضايق منه..

نزلت المنزل فاستغربت لهدوءه.. اين اهل البيت؟؟ هل غادروا؟؟ ام هم نائمون؟؟ لكنهم كانو هنا للتو..
نظرت للساعة التي تقبع خلفها في جدار الصاله.. انها الرابعة والنصف؟؟ لا يعقل انهم نائمون؟؟ اين ذهبوا؟؟
هزت كتفيها دلالة على الاستسلام وتوجهت ناحية الهاتف لتتصل بسمية..
رفعت السماعة وضربت الرقم..

وانتظرت الرد..

وانتظرت

وانتظرت..

وطال انتظارها الى ان قطعت المكالمة لوحدها؟؟

اغلقت السماعة واعادت الاتصال...

وانتظرت

وانتظرت

الى ان ملت واغلقت السماعة بنفسها... قامت من على الكرسي وتمططت في المنزل..
حركت الجلابية السوداء قليلا من اعلى كتفها لان اليد تضايقها قليلا.. فهي حارة..
وتجلب الحكة الى جسدها.. فتحت شعرها البني القصير وحركته قليلا واعادت ربطه..
وتوجهت الى المطبخ لتجهز شيئا الى مريم..

بالعادة مريم لا تقبل باي شي تجلبه لها فاتن او تعده مسبقا.. تقول.. انها لا تحب المقبلات
ولا تحب ان يعد الناس لقدومها.. حتى لو اتفقت معهم تحب ان يكون الموضوع مفاجاة..
مجنونة مريم.. ولكن ما احلاها.. متى نكبر اكثر ليتزوجها جراح ويحضرها للمنزل وتعيش معي..
ياااه سيكون افضل شيئا في الدنيا..

سماء الحزينة جالسة في الصالة وامامها وعاء مليء بمختلف الفاكهه.. احضرته لانها لم تاكل شيئا..
والاطعمة السريعة لا تناسبها ولا تناسب صحتها وان تناولتها لسمنت.. لذا فضلت الفاكهه على كل شي..
انها حانقة...
لابد غاضبة..
اخبرها مشعل بقدوم خالد لعند بابهم واعتذاره الصريح ولكنها.. لم تقبله..
لا بل صرخت في وجه مشعل بعنف جعله يغضب منها ويتركها في الغرفة لتتصارع مع نفسها بين تلك الجدران..
تغيبت عن العشا.. وعن افطار اليوم.. وحتى الغداء.. ولم يتقدم احد منهم ليسأل عنها.. لا يهتمون بي..
ولا يعرفون بما امر به.. هؤلاء اهل.. ام اعداء.. حتى السجان يمر على سجنائه ويرى كيف يمضون اوقاتهم.. الا هذا المنزل.. مشعل.. معذور.. فصراخي عليه كان مدويا لدرجة اني صممت من شدته.. لكن امي.. امي.. هاه..
هذه المرأة او هذه الصخرة الحجرية التي لا تعرف شيئا غير تجمعاتها الاجتماعية ولقاءاتها الراقية
والتي من شأنها ان " تحااافظ "على مستوانا الاجتماعي بين الناس .. ما اشد تفاهه دماغ امي..
انها تقرفني معظم الوقت..

لكن ابي..
لم لم ياتي الي.. فهو لا يقوى على فراقي.. كيف بات ليله وهو يعرف باني حانقة.. يا الهي..
ما هذه العائلة.. اني لتعسة بهذا المنزل.. ياليت لو ام فاتن تتبناني وتسكنني معهم في منزلهم
لكنها اطرقت قليلا... اعيش معهم؟؟ معناته الحرب العالمية الثانية؟؟ لا بل النهاية.. ان اعيش وارى ذلك التافه المتعجرف الصعلووك امامي كلما استدرت..

قامت من مكانها وهي تضع يديها بجيب البنطلون.. وهي تتمطط وتزفر مللا.. ذهبت عند الباب..
وفتحته.. ارادت الخروج لكن عاودت الدخول مرة اخرى.. وبقيت قليلا عند الباب لتعاود فتحة وتخرج..
وقفت على العتبات بملل وهي تنظر الى السماء.. وتقدمت بملل من على تلك الدرجات.. ووصلت الى الحديقة..
جلست عند الحوض الزراعي الصغير.. الذي يتخلله بالوسط النافورة الجميلة المباااالغ بها قليلا..
تربعت على تلك القطعة الزراعية ومدت يديها الى خلفها ورفعت راسها الى السماء...
لم تمر لحظات حتى ان رمت بنفسها على الارض وهي مستسلمة... اني لشهيدة الملل.. ياربي.. اعني على مللي...
اغمضت عينيها وهي تحلم.. تحلم بعالم اخر.. بحياة اخرى.. بعائلة اخرى.. عائلة لا تجد فيهم الا الحب.. لا تحصد منهم الا الاهتمام والتقدير والعرفان.. وخلال هذه الاحلام ابتسمت مرارا.. وهي ترى ام جراح اما لها.. وفاتن اختا لها..
وذلك الصعلوك.. ذلك الفتى...
ما ان طرأ خالد على بالها حتى استوت في جلستها .. وكشرت بعينيها وقبضت بيديها.. لو فقط جاز لي ان اضربه.. لكسرت فكه بهذه القبضه ( تشهر قبضتها) أأأأأأأأه


وعادت لترتمي..
حتى دخل مشعل المنزل من الكاراج.. وكان على اهبه الدخول للمنزل حتى رأى تلك الجثة المرمية
على الارض.. لابد وانها سماء.. ههههههههههههههههه هذه المشاغبة الصغيرة.. اشتقت لها البارحة..
لم امضي معها وقتا.. ولكنها شقية ومشاكسة وتفتقر للادب بالمحادثة.. هي صرخت بعنف لكني لم ارد عليها
بل تركتها تصرخ كما تريد لانها ارادت التنفيس عما يختلج بها.. مهما تقول وتتوعد وتهدد فهي
لا تقدر ان تؤذي العصفور.. فكيف بذلك الشاب..
وبدأت دوامة التردد.. ايذهب لها.. ام يتركها لوحدها تعاقب نفسها هكذا..
لابد له وان يذهب لها.. والا لبقيت هكذا طوال اليوم وتنام في الحديقة لتراها امي وتعنفها..

تحرك ناحيتها بكل خفة وهو يرتدي ذلك الثوب.( دشداشه) .. كان يسير على اطراف اصابعه..
وجلس بالقرب منها من غير ان تحس تلك المشاغبة... وبهدوء بالغ طبطب على رجلها بعنننف أقفزها من مكانها ذعرة ..

سماء: مشعلوووووووووووو
الاخر لم يرد عليها فكان يتلوى على الارض من قفزة اخته.. يا الهي كان الموقف يستحق هذه الحركة ولكنها مسكينة.. هههههههههههههههه..
سماء بصراخ: سخيف صراحة يالبايخ.. جذي تسوي فيني.. صج لي قالوووو حمار.. لكن هين يالكريه..
قامت سماء وامسك بمعصم رجلها وهو ما زال يتلوى
مشعل: قعدي.. ااااخ يا بطني ... تمي سموي يعلج العافية ذبحتيني..
عادت للجلوس بعد ان دفعته غاضبه وكانها حركت فيه شيئا وهو مازال يضحك بعنف..
سماء: هاهاهاهاهاهااهاي.. وايد يضحك الموقف موووو..
مشعل: اسف والله اسف... بس .. بس ههههههههههههههههههههههههههه
سماء : اوووووووووووه بتسكت الحين ولا شنو ترى بقوم عنك ..
مشعل يمسك بيدها: لا تمي تمي.. ههههههههههههههه فديت عمرج اختي
سماء تقلد عليه: فديت عمرج اختي.. خوت بك الهويات..
مشعل يفتح عينيه: اوه اوه.. شعندها يديده مريم ههههههههههههههه
سماء: الله يرحمج يا يديده ما كان في هالدنيا الا انتي ورحتي عني.. الله يرحم ايامج يا بعد هالدنيا..
مشعل: الله يرحمها ..( يتمعن في ملامح اخته الجميله) ههههههههههههههه
سماء: جب.. لا اعلم عليك الحين؟
مشعل: عند منووو؟؟ المخفر؟
سماء بخبث: عند الحكومة... سلوى الشاهين.. ( ام مشعل)
بدى مشعل وكانه اسقي شرابا مرا.. فملامحه تغيرت من الضحك الى الاشمئزاز: تكفين عاد..
سماء: هااا.. ما تخاف؟
مشعل بحاجب مرفوع: وليش اخاف؟؟ في سبب يخليني اخاف من احد غير ربي؟؟ مهما كانت سلطة امج في البيت مو معناته اني اخاف منها..
سماء: حجيييييي.. والله لو تدري عنك وعن سواياك جان قصصتك وانت ساكت ما تقول شي..
مشعل: أي سوايا اللي اتحجين عنها انتي؟؟ صاحية ولا مينونة؟
سماء : لا يا عيوني انا صاحية... وانت تدري انا شنو اتحجى عنه... ( تشير براسها الى المنزل القابل لمنزلهم) اتحجى عن اللي ساكنين بين ضلوعك.. ما يفارجون مخك ليل ونهار.. حارمينك النوم والراحة.. وساقينك من ماي الويل..
مشعل يمسك مقدمة راسه باصبعه علامه على عدم التحمل: تكفييييين ويا هالويه.. شقالت قالت ساقييينك من ماي الويل.. وايد اتحجين انتي ما تسكتين..
سماء: هههههههههههههههه انا لحد الحين ما تحجيت.. لكن ان فتحت هالكنز تضيعون كلكم..
مشعل: جب بس جب.. ويا هالويه.. تهددين؟
سماء: أي .. كيفي كويتية هههههههههههههه
مشعل يضحك معها: مالت عليج ههههههههههههههههههههه

بعد فترة
سماء: مشعل؟؟ انت بتتزوج فاتن صح؟
مشعل بنظرة جميلة الى اخته.. لم تعرف سماء ما مقصده منها..
سماء: شفيك تطالعني جذي..؟ قايلتك نكته
مشعل:.. لا بس... مادري
سماء وهي تضيق عينيها: شنووو؟
مشعل يحرك نفسه وينام على الارض وهو يوسد راسه بذراعه: مادري..
سماء: ما تبي تتزوج فاتن؟
استوى مرة اخرى في جلسته: لا تغلطين عاد..
سماء: عيل شالسالفة.. سألتك سؤال وطحت لي مادري مادري.. تبيها ولا لاء؟
مشعل: ابيها ونص..
سماء: عيل بتتزوجها ..؟
مشعل: اكيد بتزوجها.. بس.. شلون.. مادري؟
سماء: شنوشلون؟؟ مثل الناس.. ولا بتأخذها بالكنيسة غير يعني.. تجديد للطقوس.؟
مشعل يمسك باذن اخته: انتي وايدفطينه ومسوية روحج اينشتاين علي
سماء وهي تتلوى: خل اذني لا بارك الله فييي عدوينك..

اخلى سبيلها.. وجلس في مكانه وهو ساكن..

سماء: مشعل علامك؟
مشعل: ههههههههه لا تحاولين معاي سماء ما راح اقول لج شي...
سماء بصدمة:ليش ان شاللله.. قاصرة ولا قاصرة؟
مشعل يضرب انفها باصبعه: لانج بنت.. وصغيرة على هالسوالف.. انا مابي اقول لج اليوم عن هالسالفة تقومين باجر تسوين لي نفس الشي.. لهالموضوع تاثير عليج لو ما تدرين.. انتي بعدج مراهقه وصغيرة و..
تقطعه: بلا بلا بلا بلا بلا بلا بلا بلا بلا حجي زايد بلا معنى..
مشعل: ههههههههههههههههههههههه
سماء وهي تقف: انا بقول لك.. انت تضحك الحين.. لكن في مثل يقول يا اخي الحبيب.. من ضحك اخيرا ضحك كثيرا.. ومن ضحك اولا بكى اخيرا..
مشعل بنظرة ضحكة ولكن بدقة خوف بقلبه: شقصدج..
سماء: انت افهم واخبر مني.. فانت قول لي.. انا شقصدي...





وهكذا غادرت سماء عنه وتركته لوحده على ذلك العشب.. مفكرا.. من ضحك اولا بكى اخيرا...
من يضحك اخيرا يضحك كثيرا.. ما بالها تلك المجنونة؟؟ اهي جادة بما قالته.. ولم قالت هذا الشي..
اهي تشعر بانني متساهل مع مسالة حبي لفاتن.. لكن.. ما افعله هو عين الصواب..
لا اعترض درب الفتاة ولا اغدقها بالكلام المحرم.. لما ما افعله هو الغلط... لما؟؟








على تلك الحال بقي مشعل... اما خالد فقد كان جالسا في منزل صديقه فاضل.. تذكرونه اليس كذلك؟
كانا جالسين في المجلس.. وهما يتسامران بذلك العود الهرم الذي لم يفكه خالد مذ رآه..
يذكر هذا العود جيدا.. فوالد فاضل كان يعزف عليه عندما كانو صغار.. رحمك الله يا ابا فاضل..
لقد كنت رجلا عظيما... حاله كحال عمي ابو جراح.. وحال ابي.. وامي... وكلهم.. رحمكم الله...

فاضل وهو شبه الغاط: خلوووووود خل عنك العوود ابي انام..


خالد يضحك وهو يشد في الاوتار ويرخيها..: انت ما نمت..؟
فاضل: أأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأه..
استغرب خالد: فضول؟؟؟
فاضل: هاااا
خالد: سلامتك من الاآآآآآآآآه
فاضل يفتح عين: تتطنز؟
خالد: لا والله بس ... اتاوه.. سلامتك فيك شي..
يقفز النحيل من مكانه الى عند رفيقه: خلود.. حط يدك هني

يسحب فاضل يد رفيقه الى جانب صدره والاخر يسحبها

خالد: روووووووووووووح .. شتبي في يدي
فاضل: حط يدك على قلبي وشوفه شلون يدق..
خالد: كفايه هالعرج اللي ناط في ويهك..
فاضل: حط يدك على قلبي والا ما راح تحس...

خالد هز راسه معترضا لكن.. سحب الاخر يده ووضعها على قلبه..

خالد: اوووووووووووووووووووه... قطار السريع.. ولا قطار الموت؟
يستند الاخر: قطار؟؟ قول الا ذابحني..
فاضل بصدق: لا والله خلود بموت انا.. بموت ... بموت ان ما ... ان...

سكت وقام من مكانه...


خالد: شفيك فاضل؟؟ علامك تتكلم جذي؟
يلتفت له: انا... ( يخفض صوته) انا.. احب..
خالد يفتح عينيه بصدمة: تحب؟؟؟ تحب منووو؟
فاضل: اوص والله حرام عليك بتفضحني انت..
خالد وهو يخفض صوته: تحب منووو؟
فاضل: ما تعصب يعني.. هي وحدة تعرفها
خالد:قول من اهي....

وكان بالفعل على اخر عصب.. يخشى ان تكون فاتن

فاضل:.. سميــة..
وكانه لم يسمع: من؟؟؟؟
فاضل: سميــــــــة..

سميه؟؟ من هي سمية؟

خالد: أي سمية؟
فاضل: ارفيجة بنت خالتك... فاتن..
خالد: تككككككككككككككككفى ياشيخ انتخييتك.. اقعد مكانك بس اقعد.. لا تخليني اعصب انت شيل عمرك قبل.. بعدين تكلم..
فاضل:ليش شفيني انا.. جريب بشتغل.. وفي احسن شركة بعد؟
خالد غير مصدق: اقص هالذراع..
فاضل: ابشر عيل بتقصه..بشتغل في الوفا للمحاماة..

عقد خالد حاجبيه من اسم الشركة.. الوفا للمحاماة؟؟ هذه الشركة؟؟ ليست غريبة؟؟

خالد: متى هالكلام؟
فاضل: من جمن يوم.. من ايام عزا عمك بو جراح الله يرحمه
خالد: ايا النذل بس عاد قوم من وراي .. وين الرفجة ووين الربعة يا بو خلي...
فاضل يجلس وهو يرفع رجلا على رجل: بعد كل واحد وشقيته على نفسه..
خالد: صج انك ... ( ترك العود وقام)
قام الاخر وهو يمسكه: وين رايح؟؟
خالد: بقوم عنك لا اكسر هالعود على راسك..
فاضل: هههههههههههههه حسووود ما تستحي على ويهك
خالد: عيل شلون انت تشتغل وانا قاعد بلا شغلة ولا مشغلة؟
فاضل: الشغلة فيها اثنين جان تبي..
خالد بتعنت.: مابي..
فاضل يغمز: متاكد؟؟ ترى الراتب حلووو..
خالد: جم يعني..
فاضل: بالراحة 180 .. غير عن العلاوات وغير عن الاوفر تايم..
خالد: وماكو ترقيات.؟
فاضل: افا عليك اكوو ترقيات يمكن تزيد معاشك هذا ستين دينار..
خالد: وين هالشغل؟؟ الوفا للمحاماة
فاضل: أي..
خالد: شنوع الشغلة..
فاضل: مراسلة....
انصدم خالد من طبيعة العمل.. مراسل؟؟ حاله كحال الهندي الذي يرسل من مكتب لاخر ليتعرض للاهانات والتسفيه..
فاضل: شنوو شنو.. مو شغله اوادم .. مو شغلانة شريفة
خالد: بس ياخي مو جذي.. حالنا من حال الهنود..
فاضل: ييب لي شغلانة ثانية احسن من هذي.. لا ترفس النعمة بريولك يا حبيبي ترى والله احنا بحاجتها..
خالد: ادري بس... ( بتفكير) مراسل؟؟
فاضل: خالد حبيبي.. انت شوف انت عشت في بيت منو.. ابو جراح كانت شغلته مو محددة لان ماكان يشتغل في شي واحد.. كان يسلك .. ويركب.. ويصلح.. ويبني .. وينجر.. و .. و.. و.. وشوف سمعته بين الناس.. الحين احنا شغلانتنا سهله ومريحة وكل اللي فيها سيارة نسوقها من محل لي محل نستلم ولا ناخذ وبالعافية ناخذ نفس اجره.. شفيك انت ما تحمد ربك..




اطرق خالد مفكرا.. انه محق.. ولربما سبب كونه محق ذكر عمه ابو جراح..
فلا عمل كعمله رحمه الله.. لم يكن مجرد سباك او نجار.. كان رجلا كامل
الحرف من كل النواحي.. رحمك الله يا عمي الغالي..

فاضل: ها شقلت..
خالد بابتسامة: وين ما انت انا وراك والزمن طويل..


الساعة الان الرابعة والنصف ولم تصل مريم... اعتبرت فاتن هذا الشي في صالحها لكي تعد
ما لذ وطاب من المقبلات التي تعرف لها..
وهي تعمل وتعجن تلك الكعكة احست لحركة في المنزل.. اطلت براسها وهي مشغوله
في المطبخ تنادي: يمه هذي انتي؟؟؟
لم تلقى جوابا.. وعادت لما كانت تقوم به... وهي تتسائل .. لقد سمعت صوتا .. من كان يا ترى..
عادت لتلك الكعكة وسمعت الصوت نفسه مرة اخرى... من هذا يا ترى...

خرجت من المطبخ وهي تنادي وعجين الكعك بيديها واكمامها مرفوعه وخصلاتها متناثرة
على وجهها.. هي ابقت الباب الامامي مفتوحا للتهويه كما يفعلون بكل عصر..
ولكنها لم تكن تعرف ان فتحه اليوم لم يكن لصالحها.. فمن كان واقفا عند الباب لم يكن من اهله..
بل كان بعيدا كل البعد... انه مشعل...

عندما رأته فاتن وهو واقف لم تقدر على الحراك... وهو الاخر ظل جامدا مكانه... متأملا تلك الملامح الجميلة..
وتلك العيون الشفافة.. وتلك البهدلة التي بدت رائعة عليها حتى... لكنه...
احس لتلك النغزة التي تتطري في قلبه كلما رأى فاتن.. اهلها... فاذا به يسحب الباب ويغلقه
وعيناه لم تفارق عيناها... والاخرى من شدة ضربات قلبها صمت اذناها عن الواقع وعن ماهو خاطئ وما هو صحيح...

لم تطئ قدميها الحياة الا بتلك اللحظة... عندما اظلم المنزل بعدما كان مليئا بنور قدومه...
ما احلا وجوده في منزلنا هكذا... يرجع الحياة كلها في رفه عين..

ضمت المجنونة يديها الى عنقها وهي حامية.. تحس بالدماء تجري غليظة في عروقها
وكانها ستسدها ولن تسمح لها بالتنفس... ما اروع هذا الاحساس.. فهو لقاتل.. ومحيي في نفس الوقت...
ما اسعدني حقا .. يا لفرحتي... يا سعدي وسعادي.. لو كنت اعرف انك ستاتي بهذا
العصر لما وقفت لك هكذا.. لا بل فرشت الارض لك زهرا وريحان.. يا حبيبي الغالي...
وقفت تلك المراهقة عند الباب وهي مولية ظهرها له... وما بها الا ان تسمع صوت الباب
وهو يفتح... فرفعت راسها... هل اتى مرة اخرى؟؟؟ التفتت بكل شوق للباب وعينيها
مشرقتين بشتى انواع السعادة ولكن....

لم يكن هو

كانت مريم رفيقتها...

واقفة بشكل غريب وبوجهها تكشيرات مستهجنة لم ترى فاتن مثلها على وجه مريم
الا في المناسبات البعيدة..

فاتن بارتباك: ه.. هلاااا مريم.... هلا حبيبتي..
والنظرة لم تتغير من عيني مريم: هلا فيج فتون...
وتقدمت ناحيتها فاتن.. والاخرى واقفة والاكفهرار على وجهها..
بتلك اللحظه كان الخوف يدب في اوصال فاتن... لم .. لم تعرف.. لكن لابد وان الموضوع كبير والا مريم لا تغدق الناس باهتمامها الا اذا كان الشي معنيا لها..
فاتن :علامج مريم.. فيج شي..
مريم بنظرة غاضبة: فاتن مشعل كان طالع من بيتكم الحين صح؟
ماتت فاتن بداخلها:... أي...
مريم ارتعدت وعينيها توسعتا...: محد في البيت الا انتي؟
فاتن برعب: أي.. ليش.. شصاير؟؟
مريم امسكت براسها وكانه يوجعها... وتلك الحركة اذابت فاتن وصبرها...
فاتن: علامج مريم شصاير؟
مريم: فتووون اشفيج انتي ينيتي... مساعد اخوي شافه يطلع من البيت..
انتفضت فاتن بمجرد ذكر اسم مساعد.. ولكن: واذا... اهو كان يبي ... يبي جراح... بس.. شفيج مريم بس صرعتيني بلا سبب..
مريم: فاتن اشفيج انتي مو صاحية.. اقول لج شافه مساعد وهو واقف عند باب بيتكم مساعة وانتي واقفة معاه
فاتن: واذا الباب كان مفتوح يا مريم مو انا اللي فتحته له انتي تعرفين زين بهالعادة اننا نفتح الباب العصر للتهوي....
مريم: ولو فاتن بس الموقف ما يتعذر.. مساعد من شافج واهو يغلي من القهر.. ياويلي يا فتون لو يروح- ويقول لجراح بتروحين فيها
كانت تنتفض ولكن مجرد ان تخطر في بالها فكرة موقف مساعد تنزعج قهرا منه
فاتن: اوووووووووه.. اخوج هذا شعليه يروح يخبر عني عند جراح... ان شمسوية جرم ولا ذنب.. كل اللي صار اني ما كنت ادري ان احد على الباب..
مريم: ويومنج ما تدرين احد عند الباب ليش وقفتي...




صمتن الاثنتين وهن يسمعن حمحمه... غادرت فاتن للمطبخ وهي تغسل يديها برعشة...
ما باله هذا المتعنت يطأ منزلنا لكي يرعبني... والله لان تجاسر علي لان....
غابت الكلمات عنها وهي تغمض عينيها المرعبتين وتنشف يديها في الفوطة وتلبس
الشال وهي ترتعش وتخرج من المطبخ...


الا بجراح في وجهها: فتوووون حبيبتي.
انتفضت فاتن ذعرة: يمـــــــــه
جراح بصدمة: اسم الله عليج خرعتج.. اسم الله عليج.. علامج انتي صايرة خريعة جذي.. اقول فتونه مسويه مقبلات ولا شي؟
فاتن وقد غابت عن بالها كل تلك الامور وبلا تفكير : ايه سويت شويه اغراض في الثلاجة بتلقاهم
جراح: ياعيـــنـــي على هالاعداد الجميل وهالاخت الحلوة.. فديت عمرج فتونه زهبي لي كل شي في طاوله وانا احمله للديوانية
بخوف تساله: من عندك بالديوانية؟
جراح: مساعد ولد عمي غافل الدخيلي...
هزت فاتن راسها بالايجاب وغادر عنها اخيها وهو يكلمها: لا تنسين زهبي كل شي الحين راد لج...
ذهب جراح وهي بقيت مكانها مرتعدة... ونسيت مريم .. أين ذهبت؟؟؟
فاتن: مريم.. مريم..
تظهر لها الاخرى في الكاراج وهي تسير بهدوء: راح اخوج؟
فاتن : أي راح.... تعالي... انتي هني اهلا وسهلا فيج اخوج ليش ياي

تسحب مريم فاتن من يدها وتدخلها مرة اخرى الى المطبخ.... وهذه المرة نافذة المطبخ المفتوحة وليس شيء اخر...

مريم: فتون انتي شفيج بايعتها ومخلصة... ليش ما تحاسبين انا جم مرة قلت لج شوفي اللي يمج واللي وراج قبل لا تسوين أي شي؟
فاتن بقلة اعصاب: انا شسويت مريم لا تحسسيني اني سويت شي وانا يا غافلين لكم الله..
مريم: شنو ما سويتي والوقفة المحترمة مع ولد يرانكم هذا شي عدل؟؟؟؟؟





احمرت وجنتي فاتن لا حياءا ولا شي.. بل غضبا.. فكل ما تذكر هذا الشي يترائى لها صاحب العيون القاتلة مساعد.. وتدعو في قلبها ان لا تراه اليوم فهو لن يرحمها بنظراته؟..؟

مريم تمسك بيد فاتن الباردة المرتعبة.. هي لم تخطط لشي ولكن.. كل شي محسوب
لا بل متوقع منها ولا من احد اخر..

فاتن بخوف: مريم .. تهقين اخوج يقول لجراح؟
مريم: ابدا لا... مستحيل يعرضج لهالموقف.. بس... مادري فاتن.. انتي ليش ما تقولين لمشعل انه يبطل هالحركات معاج وانتي بغنى عن المشاكل ويا هلج
فاتن: والله مريم واقسم لج بالله اني ما شفته من فترة ومن زمان ما طاحت عيني عليه .. مادري شنو اللي يابه بيتنا اليوم.. اكيد يبي جراح ولا شي ويوم شاف الباب مفتوح ....

عضت ظفر ابهامها هلعا... ومريم تغير دفة الحديث..

مريم: وينها امج ماكو حس ولا نجرة بالبيت؟
فاتن: بروحي مادري وينهم.. ادور عليهم من مساعة ما شفت احد..
مريم: انتي ما عليج الحين فتون انتي بس خلج ايزي كل شي بيصير اوكية.. لا تحطين في بالج ولا شي كل شي بيتعدل... انتي ما غلطتي.. ارفيجتي واعرفج مستحيل تغلطين في حق نفسج ولا هلج.. اكيد هالشي صدفة ومو مدبر...
فاتن: الله يسمع منج.. مع اني يا مريم مو مفتكرة في اخوج وانا اسفه يعني.. بس اهو ماله حق انه يرعبني جذي.. انا مستحيل انزل لهالمستوى اللي اهو بيفكر اني منه.. لكن... الشره مو عليه.. الشره عليج انتي.. وبعدين تراه في نفس مستوى غلط مشعل؟
مريم باعتراض: شلوون يا امي؟؟؟
فاتن: اهو الثاني بعد وقف وتم يطالع مثله مثل مشعل.. يعني شالفرق بينه وبين تصرف مشعل الحين كلهم في الهوا سوا...
مريم بتفكير.. فاتن محقة.. ولكن... اخي لا يحب فاتن كما يحبها مشعل.. ولكن.. كيف له ان يعرف بحب فاتن لمشعل ومشعل لفاتن؟؟
مريم: صح كلامج... بس بعد.. اللي صار غلط
فاتن: ادري ادري ادري والله العظيم ادري انه غلط بس عاد يا مريم لوعتي قلبي من كثر ما تكررين..
جراح يقف عند الباب: فتون وين المقبلات؟

انتبهت فاتن له ومريم المولية ظهرها تجمدت مكانها ...

انتبه جراح لها... وابتسم بملئ شدقيه...
جراح: يا حيا الله من يانا...
مريم من غير ان تلتفت: الله يحيك....

تنظر الى فاتن بتوسل اما الاخرى فلم ترى شيئا غير تلك العينين المتركزتين في بصيرتها..

جراح: شخبارج اختي عساج ابخير
مريم بقلبها:: اختي؟؟؟؟ من هذه الاخت...
مريم: ابخير اخوي .. انت شخبارك؟
جراح:: وحدة بوحدة... هين يا مريووم..
جراح: ابخير الله يسلمج..
تناوله فاتن الصينية بلا انتباه: هاك...

وتعيد الجلوس

جراح: فتووون
فاتن وهي ضائعة: هاااا
جراح: شكرا على الصينية بس لازم شي يكون عليها لو تدرين يعني؟

انتبهت فاتن لما يقوله اخاها... فرات ان الصينية فارغة بلا أي شي... وقامت مرة اخرى
واخذتها منه وملأتها بالاطعمة المختلفة... واعطتها اياه...

جراح: زهبي العصير بعد... بيي اخذه الحين
فاتن: اوكية...




غادر جراح ظلت فاتن مع مريم متوجسة.. خائفة من ان يتفوه مساعد بشيء الى اخيها..
ولكن هي غاضبة اكثر من كونها خائفة.. هي لم تكن تضمر في قلبها أي نية في هذا اللقاء..
ولكنها.. كيف فعلت ما فعلته ؟؟ كيف طاوعها قلبها ووقفت مع مشعل بتلك الطريقة.. لكن..
انا لا ذنب لي.. انا احبه... يا ناس احبه ولا استطيع او اصبر على رؤيته.. لكن.. يبقى ما فعلته خاطئ..

مريم: فتوووووون.. اوووف انتي اليوم ماعطتني اقنور من الخشن
فاتن بضيق: شفيج مريم والله مافيني على صدعتج
مريم بصدمة: افاااااااا.... هذا وانا قاعدة عندج تقولين هالكلام.. لكن مو منج مني انا اللزقة اللي مو قادرة على فراقج
فاتن بابتسامة تشوبها نظرة قلق: يعني الحين كلش؟؟؟
مريم بتصنع: أي كلش وملش.. اصلا انتي اسمحيلي مافيج قلب... وانا اسفة اني ضيعت هالوقت كله معاج.. اكسكيوزمي مدام...

وهي تهب بالنهوض تسحبها الاخرى من يدها

فاتن: قعدي... ممثلة بايخة مثلج ما بشوف..



خرج جراح عن مساعد ليحضر العصير وظل الاخير في المجلس ينتظر قدومه.. ولكن بماذا..
فكل ذرة هدوء او اعصاب قد فقدها بسبب ما رآه مذ قليل... لم يستطع الا ان يكبت تلك النار
الكاوية التي اختلجت بصدره... كانت في قلبه نية القتل.. ان يقتل ذلك الشاب الذي وقف
وتمعن في فاتن والاخرى تبادله النظرات... كانا في موقف.. لو كنت ذا سلطة عليها... استغفرك يارب...
استغفرك واتوب اليك.. لانها لو كانت تمت لي بادنى صلة.. لكنت قتلتها...

كانت النار تسعر في خاطره.. والبنزين يجري في عروقه والدخان يحوم حول راسه من شدة
العصبية التي كان يمر فيها... لم يصدق ما رأته عيناه... اهذه من كان يعتقدها عالية..
كم كانت جميلة في عينيه... وكم تشوهت صورتها في مخيلته.. تبدووو ... كالمشوهه..
كالقبيحة.. كالشي المقزز للنفس عندما يراه احدهم وتلوع كبده.. اكرهها.. اعترف باني
اعجبت بها.. لكني اكرهها الان... ولكن.. صبركِ علي يا فاتن.. ان لم ابعدك عن ذلك الصعلوك..
فلن اكون مساعد!!



عاد جراح وهو يحمل العصير.
مساعد وهو يغير نبرته: ليش عاد متعب نفسك ومعبل على روحك ما يحتاج كل هالسوالف
انا الا دقاايق وطالع من عندك

جراح: افا ما يصير ما نضيفك.. (يغمز له) بيني وبينك انا ما سويت شي كل هذا من يد اختي الله يخليها ..

كان مساعد يهم بشرب العصير.. وما ان ذكر صانعه حتى ابقاه بالقرب من فمه وابى ان يشربه..

مساعد وهو يضع الكوب: زين جراح .. شوف .. (يمد له بملف اوراق) هذي الاوراق اللي انا
قلت لك عنها.. فيها كل شي عن البعثة وبرنامج الدراسة والتمويل المالي والمتطلبات والمؤهلات..
ما راح تخليك تحتاج انك تسال اكثر.. لكن لو حبيت انا فيني انظم لك موعد ويا المسئولة عندنا...
نجاة الدلاهمي.. ما راح تضيع مكتبها في الطابق الاول للشركة..

جراح: والله ياخوي مادري شقول لك .. ماعرف شلون اشكرك.. بس انا ابي اشوف هالمسئولة..
ومو انا اللي ابي اقعد وياها واسالها.. ودي لو فاتن اهي اللي تقعد معاها واهي الموظفة تقنعها بهالشي..
لان هالشي صعب في الوقت الحالي مع فاتن...


اطرق مساعد مفكرا... عرف الان سبب رفضها عن السفر.. تعذرت باخوتها وبيتها.. ولكنها..
تلك الخائنة الصغيرة.. ستعرف الان من هو الذي يدير دفة القرار.. ان لم أسفركِ بهذا الصيف..
لن اكون مساعد



مساعد: انت ما عليك من اختك.. صح كلامها انها لازم تقعد عشان اخوانها وامك وتساعدهم..
بس الدراسة اهم. الدراسه سلااااح ما يموت ولا تقل ذخيرته.. اهي لي راحت ودرست وردت
هني واشتغلت راح تكون مساعدتها اقوى من كونها قاعدة هني بلا شغلة ومشغلة.. انت بعد لا
تخليها تستسلم لهالفكرة.. واعرض هالاوراق على امك قبل لا تعرضها على اختك.. بتشوف انك
راح تلقى لك حليف.. اكيد امك لها قرار على اختك ولها سيطرة وتقدر انها تلين فكرها شوي

جراح وهو يفكر وينظر الى الاوراق: صح كلامك... انا بكلم الوالده اليوم.. وبرد عليك خبر...
فاتن لازم تقبل بهالبعثة...بس.. اللي ابي اعرفه.. فاتن شلون اختاروها عشان هالبعثة...

تقدم مساعد للامام وهو عاقد يديه امامه: بصراحة بقول لك.. هذي.. مو بعثة.. اهي صح باسم شركتنا..
لكن .. هالبعثة اهي استثمار ابوك الله يرحمه في شركتنا..

استغرب جراح وانصدم: استثمار؟؟ شستثماره..؟؟ وابوي من وين له عشان يستثمر..؟

عاد مساعد وتسند على ذلك الكرسي الوثير: ابوك يا جراح ماخذ قرض.. احنا بالقانون
ما نسميه قرض نسميه اسهم مالية.. ابوك باعنا اسهم او حطاها في عهدتنا.. احنا بقدرتنا
استثمرناها من تقريبا حوالي الـ 6 سنوات.. والحمد لله جابت لابوك عائد مالي محترم وكبير..
من شانه انه يخلي اختك تدرس في هالجامعة.. اهو كان كليا 20 الف دولار... لكن الشركة نظرا
للعلاوات اللي تعطيها لموكليها او المتعاملين معاها عطت ابوك لتعامله 6 سنوات معاها
مبلغ 7الاف دولار.. كل الف يعتبر بونس لكل سنه.. هذا شي عادي.. لان اسهم ابوك كانت
مرتفعة وغالية.. على الرغم من فقر ابوك!!

كل هذا كان كثير على جراح.. والدي يمتلك ثروة.. ونحن هنا مدقعين فقرا؟؟؟ كيف.. ولما؟؟ وما هذه الثروة؟

جراح: شنو هالثروة اللي انت اتكلم عنها..؟؟
مساعد: ابوك عنده بيت قديم .. يتوحد في ملكيته.. هالبيت اهو سهمه واحنا استثمرناه
بالتعاون مع وزارة السياحة في انه يكون ملحق سياحي وثقافي مهم... بيت ابوك هذا
الحين صار من ملامح السياحة في دولتنا الكويت.. وبالاحرى صار مطعم كبير تراثي وراقي..

جراح بصدمة: واحنا.... شلنا من هالمطعم؟؟
مساعد: المطعم لكم منه بونس سنوي من الارباح...

يسترجع جراح ذاكرته لاي شي يشير الى ذلك المطعم.. ولكن .. لا شي يطرا على باله..

مساعد: انتو ما لقيتو شي لان طول هالسنوات ابوك كان ميمع الفلوس عشان دراسة فاتن...
لمعت شرارة في قلب جراح... لما فاتن .. وليس انا؟؟؟

وجاء تحليل مساعد الاخير لكي يبرد قلب الاخ على اخته: هالبعثة بالاول كانت باسمك..
بس انت ما يبت النسبة اللي تأهلك انك تحصل هالدراسة الخيالية..

عاد فكر جراح الى الماضي.. بايام المدرسة.. كم كان ابيه يتعب عليه وكم كانا يتصارعان
لامر المدرسة.. وعندما اتت النتائج.. كان ابو جراح غاضبا غضبا مخيفا منه.. ولكنه..
لم يعبأ بابيه وامضى طول تلك الاجازة في اللهو والاستخفاف.. ودخل جامعة الدولة
ليدرس ما لم يتقنه ابدا في حياته.. آآآه يا ابتاه.. ليتني سمعت كلامك...


مساعد مخففا: لا تعور قلبك الحين يا جراح.. تراك انت الحين في موقف ينحسد عليه..
انت وقفت لابوك الله يرحمه وقفة صعب على كل واحد يوقفها.. حتى القوي ما يقدر يسوي
اللي انت سويته.. وانت بهالشي البسيط قدرت انك تريح ابوك في قبره الله يرحمه..


جراح مستسلما: الله يسمع منك..
مساعد: ااااااه
جراح مستغربا: سلامتك من الاه..
مساعد يضحك: هههههههههههههههه تصدق.. من ست سنين وهالهم في صدري..
وما كان من المفروض انكم تعرفون الا بعد وفاة ابوكم... وما كنا حاطين له هالافق..
لكن.. مشيئة الله

جراح الذي ضم يديه وبقي ساكنا في مكانه.. لم يكن يفكر بشي .. ولم يكن يقوم باي شي..
لان ذاكرته اخذته الى ذلك الماضي المشين.. ذلك الماضي الحقير الذي كم يود ليعود له
ويعيد الألام الكريهة.. يرحمك الله يا ابتاه.. انك كنت لا تريد الا مصحلتنا..ونحن.. مقصرين بحقك..
لكن اعدك يا ابي.. وبرحمة ثراك.. اني لن اترك فاتن تضيع مستقبلها هباء.. بل سوف
تذهب الى اميركا لتدرس وتستغل تعبك وجهدك طوال تلك السنين... اه عليك يا ابي الطيب..


مساعد: زين يالاخوو.. انا الحين بخليك..
جراح: وين توك ما قريت...
مساعد يبتسم: تسلم الله يخليك.. بس لازم امشي عندي مشاوير لازم اخلصها...
جراح: ملزوم انك تمشي يعني؟
مساعد: أي والله.. مرة ثانية ان شاء الله
يهم جراح بالنهوض والاخر معه.. ويخرجان سويا من المجلس..

مساعد وهو يركب السيارة: مثل ما وصيتك.. ملزوم تقنع اختك في هالبعثه..
يبتسم جراح وهو يربت على كتف العملاق: لا تخاف.. دام الوالدة بتدخل في السالفة والكلام اللي انت قلت لي اياه.. ما راح يضيع أي شي..
مساعد وهو يفكر.. : أي صج تعال.. ابيك ترتب لي ويا هلك موعد..
جراح باستغراب: ليش؟
مساعد: لا بس عندي وصية ابوك لزم اقراها لكم.. فيها توصيات واشياء وديون وسوالف يعني..
جراح يضحك بسخريه: ديوون؟؟ أي ديون بعد..
مساعد يضحك: هههههههههههه لا تخاف.. مو مديون.. دائن..
جراح: ليش ابوي كان عنده عشان يسلف؟؟




مساعد وهو يدخل السيارة الفارهة: جراح.. انا لو اقعد معاك واقول لك اللي ابوك كان يسويه
من يوم انا اشتغلت في مؤسسة الوفا بشيب راسك.. ابوك هذا اللي كان كل يوم يقوم الفير
ويرد المغرب واهو حامل عدته .. كان في هالعده يضمن لكم مستقبلكم.. (يشير الى المنزل)
هذا البيت وبساطته.. كان بهدف.. الهدف انه ما يكبر في عقولكم فكرة التبذير وحب المظاهر..
ليمن اقول لك ابوك كان عظيم.. فانا اعني كل حرف من هذه الكلمة.. (تبسم مساعد لجراح الذي
شاجت احزانه بملامحه...) وانت ما شاء الله عليك.. راح تكمل هالمسيرة.. وراح تكون الاب مرة ثانية لهم...
مو مهم يا جراح لو كنت في يوم من الايام مستهتر.. الماضي ما نقدر نرده.. لكن المستقبل..(يقبض بيده)
في قبضتنا...



هز جراح راسه اعجابا بذلك الرجل.. وتمنى في تلك اللحظة لو انه اراد ان يكون شيئا بحياته..
فهو يريد ان يكون مثل هذا الرجل.. لا بل افضل منه...

مساعد: شوف خبر اختك تقول لمريم انها بس تمل تتصل فيني .. وانا اييها...
جراح: ان شالله..
مساعد: يالله في امان الله..
جراح : في حفظه..

وعلى هذا.. غادر مساعد بعيدا عن جراح.. وهو عارف بما فعله به.. لقد اثر به اشد تاثير..
ولكن كل ما قاله كان حقيقة.. ولربما .. ليست كل الحقيقة.. اخفى الكثير.. ولكنه على وشك
ان يكشف عنه.. في وصية الاب

يا هل ترى.. ماذا تخفي تلك الوصية..
وما بها من وصايا.. ومن ديون.. ومن اعباء جديدة على جراح..
فاتن ما الذي سيجري بينها وبين


1- البعثة
2- مساعد
3- مشعل
4- حياتها...


هل سيخاطر مساعد بجعل نفسه العدو الاول والعتيد لفاتن.. ام انه بهذه الرعاية..
سيكتب في منهاج حياتها.. فصلا متوحدا.. ومتفردا بنوعه...
نقله حياتيه لمساعد في حياة فاتن.. من شانها ان تدب الحياة في اوصاله
بعد ان غابت عنه طوال الـ 8 اعوام...
 

احترت اعبر

New member
إنضم
29 يناير 2008
المشاركات
2,055
مستوى التفاعل
0
النقاط
0

الجزء الرابع
===============


ليل جميل.. يغدق من يسهر أسفله بحنان تلك الأمسية الشاعرية.. تتراقص ذبذبت
العرج على الصد والجبين ولكن.. تلك القطعة المخملية المغطاة بالماسات الوهاجة
تبعد كل عذر وكل حرج وكل مصيبة..

ليل داكن.. لا بل حزين... لكن.. غشيته رحمة الله عز وجل على تلك العائلة البسيطة.. بأحزانها
وبالآم واقعها.. ولكن.. الحياة تستمر.. وهذا شعار حملته تلك العائلة في غياهب قلبها.. من غير أن تعلنه..

سهرت تلك العائلة الجميلة تحت تلك السماء.. ناقصة ولكن.. هذه حكمة رب العالمين...



كانت محادثة جراح مع مساعد بالعصر مريحة جدا وبنفس الوقت مرهقه أيضا.. فبعد ذلك الحوار
وذلك الكم الهائل من المعلومات المخفية التي اكتشفها امس.. كان لابد منها وان تهلكه لكن...
كل هذا لصالحه.. فتوعد بان يقضي عاما دراسيا مثمرا هذا الفصل .. وبنفس الوقت..
سيلاحق كل من مناير وعبد العزيز الى ان يرفع من مستوى تحصيلهما التعليمي..

ام جراح كانت تبتسم مفتخرة بالظروف الصعبة التي قهرها أبناؤها بغيابها.. لكم كانو اقوياء
وشجعان.. استطاعوا ان يتغلبو على غياب ابيهم الذي لطالما احبوه واكرموه.. لكن..
ما يقلقني هي حالة فاتن.. فهي هزيلة بشكل لا يصدق.. وتلك النضارة اختفت.. حبيبتي ابنتي.
لا بد وانها قلقة.. وتحمل على كتفيها هموم كثيرة مازالت صغيرة على تحملها.. مناير... لم تتغير..
على الرغم من الملامح الحزينة التي اكتسبها وجهها الجميل.. عزيز.. هدوءه مؤلم..
وغير معهود ولكنه سيتجاوز هذا الشي قريبا..

جراح.. اه عليك يا بني.. كنت اراك طفلا.. فما بالك كبرت وهرمت وأنت في ربيع عمرك..
إن كان الحال يبكي مرة على فاتن.. فهو يبكيك ألف مرة.. كل أم تحب أبنائها ولكن..
احدهم يمتاز في حياتها عن غيره.. وانا امتيازي هو انت يا حبيب قلبي.. يا نطفة الحب التي كللت
حبي وحياتي مع ابيك رحمه الله.. رغم انك لا تشبهه ولم تمتص من ملاحه الا انك تتشبه به يوما عن يوم..
وما احلى هذا الشيء بك.. انت عزائي على هذه الدنيا الحزينة..




يطل خالد عليهم وهو يصفر: هلا هلا بالربع.. الا طالعين بره اليوم.. خيااااانه
جراح وهو يبتسم له: حياك اقرب...
خالد: لحظه بس سو لرفيجي درب..
جراح: منو فضوول؟
خالد: أي....
جراح: حياه....
(يلتفت للنسوة) يالله دخلو داخل عن الحر.. خلونا هني وبعد شوي بدخل وراكم
ام جراح وهي تقوم: ان شاء الله..
فاتن: تبون شي ولا عشى
جراح: انا مابي بس حطي لولد خالتج.. اكيد ما كل من الصبح وهو هايت.. حطي له شي ياكله هو وارفيجة الله يرضى عليج..
فاتن بابتسامة حلوة: ان شالله ياخوي.. من عيوني الثنتين..




بمغادرة فاتن ومناير تتبعها دخل فاضل وخالد المنزل وهما تعبان..

ويرمي خالد بنفسه بجنب ابن خالته على تلك الجلسة العربيه بتعب: آآآآآآآآآآآآآآآآآه
جراح بابتسامة وهو شبه النائم: سلامتك من الااااه

يبتسم الاخر وهو مغمض العينين...


لم يجد في خالد ما يوحي انه يريد الكلام فتوجه الى الضيف: يا حيا الله من يانا..
فاضل وهو يستوي بجلوسه: الله يحيك.. شخباركم عساكم اببخير؟؟
جراح وهو يتمطط: والله ماكو أي تغير.. هذا احنا .. (يبسط يديه) على مد يدك..
ينظر جراح الى ذلك الشاب المضحك النائم وهو مستلقي كالاموات: ههههههههه شفيه هذا؟؟ لا يكون بيودع؟
فاضل: لا بس وايد مشينا ليمن وصلنا هني..
جراح: وين كنتو؟؟ وليش مشيتو ماكو سيارات؟؟؟
فاضل بسخرية: سيارات؟؟ عاد لا تحرجنا ياخي كلها سيارة وحده وطاحت بالصناعية شنسوي بعد ماكو أي سيارة بدلها.. قلنا ناخذ تكسي عشان نروح نحتفل... خذناه روحة والردة مشينا...
استغرب جراح: تحتلفون؟؟ بشنو؟؟ ماظن هالشهر فبراير عشان الاحتفال؟
خالد وهو مغمض عينيه ويديه تجولان على صدره النحيل: لا وانت الصاج فبراير افريقيا... ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه

ضحكوا الثلاثة..

تكلم جراح بجديه هذه المرة: لا صج صج شعنه تحتفلون؟؟ اكو احتفال وانا مادري
استوى النائم بجلسته وهو مازال مغمض عينيه: بارك لنا.. لقينا شغل...
جراح بصدمة: اوووووووووووووووه.. من متى يا خالد تشتغل

يبتسم خالد وهو يهز راسه ايجابا وعاود النوم

جراح: بس شنو الوظيفة؟؟ ووين؟
فاضل: الوفا للمحاماة.. والله يسلمك (يتهندم امامه وكانه يرتدي ربطة عنق) مراسلة؟
جراح بتفكير: الوفا للمحاماة؟؟؟ (يلتفت لخالد) مو هذي الشركة اللي يشتغل فيها مساعد الدخيلي؟؟
خالد وهو يفتح عينيه وحاجباه معقودين: اييييييييييييييييييييييييي وانا اقول هالشركة مو غريبة علي...




دخل جراح المنزل ليبلغ اهله بإعداد العشاء للشباب وهو منكس رأسه وهو يفكر.. لابد وان يخبر امه
عن بعثة فاتن ولكن.. كيف.. لا يعرف كيف يستفرد بها.. لابد وان يجد الوقت لكي يخبرها بما قاله
له مساعد.. والوصية.. لابد وان يحدد وقتا لها ايضا... ان شاء الله كل شي سيحل.. وكل ما علي فعله هو ان ينتظر..

عندما وصل عند باب المطبخ كان على اهبة الكلام ولكنه صمت.. كان خالد جالسا
خلف فاتن المولية ظهرها له وهي تعمل .. كان جالسا وهو يتأملها وكانه لا يحس بهذه
الدنيا الا بها.. ما باله هذا الاحمق.. وما هذه النظرات الغبية...




جراح بقوة: خالد.. شتسوي هني؟
انتفض الاخير : شنو... بسم الله الرحمن الرحيم.. شوي شوي يا اخي شهالاسلوب.. طيحت قلبي فبطني؟
بنظرة ماكرة: لا تبوق لا تخاف.. شمسوي انت عشان تخاف..
خالد وهو يقف ويديه في جيبيه: مو مسوي شي ويا هالويه... بس مابي اقعد وياكم.. بقعد هني ويا فاتن..
فاتن تبتسم: خذه مني والله ذبحني من ساعة..




خالد بنظرة حزينة لفاتن... متى ستحسين بي..؟؟ الى متى ستعامليني بهذه المعاملة

جراح الذي بدأ الشك يصرع قلبه: يالله انت اقلب ويهك روح اقعد ويا فاضل بس يزهب العشا بييبه لكم...
خالد من غير نفس: اوكي...

وخرج من المطبخ وظل جراح يتتبعه الى ان غاب عن عينيه... الاحمق خالد...
اختفى خالد ولكن جراح مازال ينظر باتجاهه الا انه لم يكن ينظر الى شي.. فافكاره
سيطرت عليه اكثر من تركيز بصيرته... وانتبهت له فاتن وهو على تلك الحالة..




بذلك الصوت المخملي لمس الواقع: هاا....
فاتن بصوتها الساحر: حبيبي جراح علامك؟؟؟ فيك شي؟؟
كانت نبرتها فيها الكثير من الاهتمام لدرجة جعلته يغير من سياق فكره: ولا شي فتونه ولا شي.. (يبتسم لها) خلص العشا؟
فاتن: شوووف بعينك؟
التفت جراح للاكل الموضوع على الطاولة .. وكم كان مشهيا..: عيني عليج باردة فتونة.. صراحة.. (يربت على كتفها) تنفعين تكونين شيف..
كانت تبتسم بزهو وما ان سمعت كلمة شيف حتى اختفت الابتسامة عن وجهها ليحل محلها الغضب: شنوووو؟
جراح: هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه فتونه




ابتسمت عندما سمعت صوت ضحك اخيها.. مضى زمن بعيد ولم اسمع ضحكته هذه.. عافاك ربي يا اخوي
ترقرقت الدمعات بعينها.. ورنت تلك الضحكة في اذنها مولدة الذكريات الحلوة عندما كانو
يقضون مثل هذا الوقت مع ابيها في الصالة وهم يضحكون ويتسامرون امام التلفاز.. صدت عن اخيها
ومسحت تلك الدمعة الخائنة وبدأت تملأ تلك الصينية لكي ياخذها للشباب..

لكن جراح لم يتحرك من مكانه عندما سمع صوت تلك الانفاس الحزينة المجاذبة... وامسك فاتن من كتفيها بحنان

جراح: فتون....
فاتن بهمهمة: همممم..

لم يتكلم وانما ضمها الى صدره بكل حنان واطبق على يديها واحكم قبضته عليها بكل
حب.. والاخرى استسلمت في يدي اخيها العزيز... لا باكية.. وانما شاكرة لربها هذه النعمة..
رحمك الله يا ابي.. وابقاك ربي يا اخي ..


جراح بعد مضي فترة: يالله حبيبتي فتونة.. عطيني الصينية.. وانتي روحي ارتاحي..
تناوله تلك الصينية: تفضل... تصبح على خير..
جراح: وانتي من اهل الخير...

عندما غادرت فاتن عنه هو الاخر خرج من تلك الصالة.. وهو متوجس الفكر من نظرات
خالد لفاتن؟؟ يا ترى؟؟ هل هذا المخبول يحب اختي.. او معجب بها؟؟ لكن.. انا لن اسمح
له بان يتفاعل اكثر بهذه المشاعر التي تنتابه تجاه فاتن..
وتوقف جراح مكانه

ماذا لو كانت هذه المشاعر قديمة؟.. منذ زمن بعيد؟.... يا ويلتي.. وكيف لم الاحظ؟؟
اااه يا ربي.. ماهذه المشكله الجديدة ؟؟

بقي الشباب في تلك البقعة يتسامرون ويتضاحكون.. الا ان جراح كان يتعامل بحذر
اكبر مع خالد.. وخالد الاخر لم يتزحزح التجهم عن وجهه.. فهو لا يطيق هذا الحال مع فاتن..
يريدها ان تفهمه وان تشعر به كما يشعر هو بها .. يريدها ان تحبه كما هو مجنون بها..
يريدها ان.. تبين شيئا- وان كان تافها- يعيد له الهدوء والسكون.. وهذا الأحمق جراح.. ساقتله..
لا يهمني .. سافعل كما سيفعل فاضل.. ما ان احصل على الرتب واجمع ذلك المبلغ المريح
سأخطب فاتن.. نعم.. سأخطبها.. وسأتزوجها.. وسيروون..






مر يومين على محادثة مساعد مع جراح ولم يرد الاخير على مساعد بموعد مع العائلة لهذه
الوصية التي اصبحت كالدين الذي يحرق اعصاب حامله.. هو لا يريد منهم الا ان يذهب هناك
وينظر الى تلك الخائنة ويربكها بنظراته.. لانه لا بد وان اخبرتها مريم عن ما رأيته بذلك اليوم ...
لكم اردت ان الكم ذلك الصعلوك الذي وقف وتمتع برؤيتها.. لو كان الامر بيدي...

يقبض ويرخي مساعد يديه امام عيناه الحادتان فكانت تحدقان في الفراغ الذي يترائى به
صورة تلك الفتاة.. اه يا فاتن.. ليتك تبتعدين.. ليتني لم ارك بذلك اليوم.. ليتني كنت موليا ظهري
لتلك البوابة التي دخلتي بها قلبي قبل منزلي.. ليتني لم اتغلغل بتلك العينين الشفافتين..
وذلك الوجه المنور.. والصفد المتلألئ



اااااااااااااااااااه.. سيجن عقلي.. لابد وانه سيجن.. لابد لي ان انزعك من فكري تماما
يا فاتن... تماما.. انتي لست عالية.. ولكنك.. قد تكتبين تاريخا جديدا
في حياتي.. انا بغنى عنه ..

في نفس الوقت كانت فاتن جالسه عند شرفه غرفتها وهي تفكر.. تستمع بتلك النسمات
الخفيفة التي تتمايل في الهوا متخايلة.. واضعة يدها عند رقبتها وهي سارحة بذلك الرجل
الذي اصبحت تكره وجوده في حياتها.. لم ظهر هكذا.. هي كانت لا تعرفه ولا تعرف بوجوده
بحياتها تماما.. فكيف ظهر هكذا؟؟ ياربي لا اريد أي عقبات في علاقتي مع مشعل.. لا اريد ان
تكون الامور متطورة ولا ان تكون بعقبات انا بغنى عنها.. لكن.. ما الذي انا اريده فعلا من هذه العلاقة..
كنت اريد ان التحق بالجامعة وان احرز تلك العلامات المميزة التي تضمن لي مستقبلا هانيا
وتجعلني اساعد في منزلنا واضمن مستقبل اخوتي معي.. لكن.. ااااااااه يا ريت لو كانت
الظروف مغايرة.. لكن قبلت في تلك البعثة السخية.. ولكن .. انا لا استطيع ان افعل ذلك باهلي..
فهذه البعثة مهما كانت مهمه بالنسبة لها فهي تظل أنانية منها تجاه إخوتها..

ابتسمت لتلك الفكرة.. ان تدرس في الخارج.. لا وبافضل جامعات اميركا.. لا بد وانها نعمة
من الله عليها.. وللاسف الشديد لا تقدر ان تقبلها فهي كثيرة عليها.. لابل متعبة..
لا تستطيع ان تتصور فكره خروجها خارج البلاد لتدرس.. تبتعد عن كل احبابها..
وكل اقربائها.. وعنه.. عن مشعل.. عن حبيب قلبها الازلي.. هذا شي خارج نطاق الامكاان...

مناير التي كانت جالسة وهي تزفر مللا من الروتين اليومي الذي يعيشونه.. لا تستطيع
ان تتذمر فهم بحداد على والدها.. ولكن.. هذا الملل قاتل وفظيع.. خصوصا بسفر سماهر
الذي لم تستطع منعه.. قبل وفاة والدها وافقت ام سماهر على بقائها معهم .. اما الان فالظروف تغيرت..
ولا تستطيع ان تبقى معهم.. يا للخسارة .. كان سيكون صيفا جميلا.. لكن ..
أي جمال هذا بدونك يا ابي العزيز.. لكم وحشني دلالك لي .. ورضاك عني..
ومسحك على راسي وتحببك لي.. رحمك الله يا ابي...

مساعد الذي كان جالسا مع احد المحامين يناقش قضية معينة..
وبنهاية المحادثة ...


سالم وهو يقف: يصير خير ان شالله... يالله بخليك الحين
مساعد: اوكي...
يذهب سالم ويقف مرة اخرى عند الباب: تعال ما قلت لي..
مساعد: شنو؟؟
سالم: شخبارهم اهل عبدالله الياسي؟؟؟ شخبارهم من بعد المرحوم؟

هاااااااا قد عادت فاتن مرة اخرى.. لم يتسنى له حتى ان يبعدها لتعود مرة اخرى لتعكر صفو حياته...

بتقطيبه وهو يزرع عينيه بالاوراق التي امامه: ابخير الحمد لله.. بس باجي موعد عشان الوصية وتكون القضية منتهية
سالم: وفلوس البعثة؟
مساعد وهو يرفع راسه متضايقا: انا مالي شغل تبي تسال روح لام ناصر ( نجاه) واهي تعلمك بكل شي
بنبرة فكاهيه: مسامحه عمي واله طال عمرك ماكان قصدي.. لو فيك هاك الكرسي فلعني فيه .. اسفين حقك علينا
مساعد: هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه مسامحه يا سالم بس والله مالي خلق هالسالفة .. اصلا اليوم بكبره مو ماشي تمام.. الفكر مشغول.. والشغل ما يتوقف..



غادر سالم ليترك مساعد بتلك الفوضى التي احدثها منذ قليل.. ما بالك يا فاتن لم انتي
في بالي منذ الصباح. ابك شي؟؟ لابد وانك تشكين من شي؟؟ والا .. لما تطرين
هكذا ولا تجعليني ارتاح؟؟

بالفعل.. في ذلك اليوم كانت الذبذبات قوية وشرارات التوتر تتطاير في كل مكان. حتى جراح
نفسه احس لها.. ولكن.. شرارات جراح مختلفة فهي كلها تتوجه الى ابن خالته
الذي يقلق حاله.. فمنذ احس بتلك المشاعر الموجه منه لاخته لم تنعم عينيه بالراحة..
لا بل لم يتهنى بنومه كعادته.. بقي ساهرا معظم الوقت وهو يفكر ويسترجع مواقف كثيرة بين خالد وفاتن..

طبعا هو يفهم شعور اخته ولا يستطيع ان يشك بها لان تصرفات فاتن كانت على
وجهة واحدة.. دائمة الشجار مع خالد ولكنها حنونه وعاطفية معه نظرا لظروفه
وهذا شي معروف منذ كانو صغار.. لكن... خالد... كيف اتت في باله فكرة ان
يقع في غرام فاتن.. لا اريد ان اظلمه ولكن... يبدو مغرما بها.. انا رجل واعرف كيف يبدو
الرجل عندما يكون مغرما...
كالابله المبهت دائم النظر في الفراغ.. كحالتي عندما احببت مريم.. او عندما بدأت تتغلغل
في عروقي كالدم..

ابتسم وهو يسوق تلك السيارة ويتذكر متى احب مريم.. او متى فهم تلك المشاعر..
كان في السابعة عشرة وهي في الرابعة عشر.. كانو في رحلة عائلية وفاتن كمناير
لا تستطيع ان تغادر بقعة من غير توأم روحها مريم.. عرفها مذ كانا صغارا بـأنهن الزوج الذي لا ينفصل...
كانت مريم مشاغبة ورعناء لا تفهم شيئا واكثر ما بها انها كانت مغفلة لدرجة الذوبان..
كان هو جالسا بالامام مع ابيه وفاتن مع مناير وسماهر ومريم يتسامرن.. وامي مع خالتي
عزيزة والباقون في السيارة..

لم يكن يشعر باتجاه مريم أي مشاعر الا بالالفة وحب العراك والمشاجرة.. كانت تبدو
رائعة عندما تغضب وتلمع تلك البندقتين بشرار الغضب.. واجمل ما فيها هو حجابها
الذي يخونها وتزحف الخصلات منه هاربه الى الهواء الطلق.. فكم من المرات التي سحب
حجابها الى الامام اشارة على انه خارج.. وتغضب هي وهي ترجعه للخلف وتتشاجر معه..

في السيارة كانت متحدثة شرهة.. لا تسكت.. لا بل لا تاخذ فرصة للتنفس..
وابو جراح رحمه الله عليه يفرح لهذه النهمة في الكلام..
وعندما يتزهون سويا في كل لحظه تتوجه عينيه الى تلك الفتاتين الجالستين
عند احد البقع وهما تتكلمان..
يا ربي.. ما بالها مريم .. الا تشبع من الكلام؟؟ الا تخاف ان يجف ماء الحكايات عندها..
وبدأ يدقق في ملامحها ..
واذا به .. يتصرف بما يراه في وجهها..
يبتسم عندما تبتسم..
تحير.. عندما تبدو علامات الانصدام على وجهها والاستغراب
يضيع عندما تتحول نظراتها من المرح الى الحلم..
وفجاة.. داهمت صدره دقات عنيفة وغريبة.. وسيل جارف من الكلمات الجميلة
التي لا يستطيع ان يوقف سيلانها.. فتراجع مبتعدا عنهما.. وهو يولي
ظهره ويحرك الحجارة برجله..


ولكن عادت عيناه لكي ينظر الى ما خلفه ورائه.. ليجد مريم تنظر اليه بغرابة.. وبعينيها
نظرة شابت في قلبه كالنار.. كانت نظرة.. لم يلقى مثلها قبلا.. كان في
سن المراهقه نعم.. والتحرش بالفتيات والغزل كان فنه الاول.. لكن مثل تلك
النظرات.. كانت جديدة عليه.. فلم يعد يقوى ان يبقي عينيه في
عينيها اكثر.. وغادر عنها..




* *



عادت تلك الافكار التي اسماها بالـ"سخيفة" في باله عندما تذكر مريم وهي تضحك
وفمها الجميل يتوسع بشكل جاذب.. وعادت تلك الدقات الى الضرب العنيف الذي يهز بدنه
النحيل انذاك.. ما باله قلبي يدق هكذا.. لا بد واني مريض.. لابد واني عليل بشي..


يا ترى يا مريم... هل ما زلتي تحبيني؟؟؟ اوو.. هل تحبيني كما احببتك...
احس بحبك لي.. ولكن... تظل الشكوك سيدة الموقف عندما تكونين في بالي...
قد لا تحبيني ولكن.. انا احبك.. وهذا ما يبرر سبب استمرار الحياة حتى الان..
( يا ويل قلبي من جراح )
 

احترت اعبر

New member
إنضم
29 يناير 2008
المشاركات
2,055
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الجزء الجديد...
------------------

مرت الايام سريعة على فاتن وهي لا ترى مشعل ولا تسمع عنه شيئا.. رأته مرة واحدة فقط
منذ ذلك اليوم وعندها .. اختفت كل اخباره عنها.. حتى اخيها جراح الذي أصبح خروجه شيئا معتاد..

مناير كانت جالسة في الباحة الخلفية مع امها واختها..
اوبعدها تطلع عليهم سماهر وتخبرهم ان اهلها ينون السفر
فترفض مناير ذلك وتغضب وترجو امها بان تخبر عمها ان يترك سماهر عندهم
وبعد محاولات عدة ترضى الام وتهم بالذهاب الى بيت سماهر ..

بذهاب ام جراح لبيت ام بدر كانت فرصة لفاتن ان تخرج من دائرة الهم
التي اجتاحتها منذ ذلك اليوم.. لكن.. انا لن اذعن ولن ارخي راسي..
كما عاملني سأعاملة.. وهذا الشي ساثبته مع الايااام..


دخلت المنزل وهي تتمطط مللا.. للتو ستدخل المطبخ الا خالد يناديها من الباب الرئيسي: فتوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو ووون
التفتت فاتن وهي جزعة.. ما باله خالد يناديها هكذا..

ذهبت عند الباب لتراه لكن لم يكن هناك.. فتحتحه لترى والدها محمووولا بين
ايدي جراح ومشعل وخالد النحيل الذي لم يكن يشترك بشي..
وقفت وهي متجمدة مكانها لهول الموقف.. كان والدها غائبا عن الوعي ولكن شيء
ماا يقطر من راسه.. انها الدمااء.. يا ويلي.. يا حسرتي عليك يا ابتي..

يفتح خالد الباب وهو يبعد فاتن المنصدمة عن دربه.. يدخل جراح ومشعل الوالد الى الصالة

فاتن وهي ترتعد: ليش يايبينه هني..
جراح بعدما القى والده على الكرسي: اتصلي في الاسعاف اغير هدومي وراد.. بسرعة فاتن
يخرج مشعل وهو يمر عندها وهي لا تراه.. لا ترى شيئا غير والدها الملقى.. وخالد اسرع ناحيته... يمسك بيده ويضغط على الجرح...
خالد: فتون اتصلي بالاسعاف اشفيج. وينها خالتي
فاتن لا تعرف ماذا تفعل تاشر على يمين المنزل.. أي بيت الجيران..
خالد: اتصلي فاتن علامج؟؟؟




اسرعت ناحيه الهاتف لتتصل.. وعندما وصلها الخط انربط لسانها لا تعرف بما ترد..
امسك خالد الهاتف عنها وتكلم ليطلب الاسعاف...


بعد دقائق

نزل جراح من الاعلى وهو ينتفض مكانه.: فاتن وين امي؟
فاتن: في بيت ام بدر( صوتها كانت هادئا جدا لهذا الموقف)
جراح يمسك اخته من يديها: فاتن علامج؟؟
لم تتكلم فاتن وكل الذي جرى انها هوت بين يدي اخييييها..
مع دخول مشعل للمنزل من غير استذان ليعلمهم بقدوم الاسعاف..
جراح: فاااااااتن
خالد هرع ناحيه جراح: وين انلاقيها احنا اليوم
مسك جراح اخته بقوة وادخلها المطبخ.. لم تكن فاقدة الوعي ولكنها كانت تترنح..
فهي لم تاكل جيدا باخر الايام وكان الهزال ظاهرا عليها.. اجلسها على
الكرسي وهو يثبتها: فتووون ابيج قويه علامج شربي ماي شربي



شربت فاتن من الماء الذي احضره خالد لها .. ومشعل واقف عند الباب وهو خائف..
وبنفس الوقت.. غيور من جراح وخالد لانهما يهتمان بها وهو لا يستطيع ان يفعل شيئاً


ولكي يبعد هذا الموقف الذي ازعجه: الاسعاف وصل..
جراح: خالد حط بالك عليها انا بروح ويا ابوي.. وان يات امي انت ييبها
خالد: ماعندي سيارة
مشعل: انا اوديهم لاتحاتي


خرج جراح من عندهم في الصالة ليرى المسعفين قد دخلو ورتبو امور والدهم
على السرير المتحرك وحملووه معهم لداخل السيارة وجراح يتبعهم..


اهل المنطقة تجمهرو لصوت الاسعاف ومعهم ام جراح .. وارتعدت فرائصها عندم راته
بالقرب من منزلها.. اسرعت بالمشي مع مناير وسماهر وهما فرحتان لان ام بدر
وافقت على بقاء سماهر بمنزلهم..
خطاها كانت خفيفة ووصلت للمنزل لترى اب اولادها يدخل في السيارة..
ما ان رآها جراح حتى ابعدها عن الجمهور ولكن عينيها بقت مرتبطة بعيني اب جراح المغمضتان..


ام جراح بذعر: ابووووووووووك؟
جراح وهو يحتضر خوفا على امه: يمه تعالي...
ام جراح وارتفع صوتها: عبداللــــــــــــــــه

جراح يضم امه لصدره .. لا يدري.. ليهدا قلبه ام يهدء امه.. ادخلها المنزل وهي تصرخ وتضرب على وجهها


ام جراح: يا حسرة عمري عليك يا بوجراح.. ياحسرة عمري
جراح يمسك بيدي امه: يمه اوقفي الله يخليج ماصار شي
ام جراح: شنو ماصار شي.. ابوووك مبيض ويهه.. شصار فيه قووولووولي
خالد يمسك خالته فهو يعرف لها اكثر منهم كلهم.: خالتي هدي اعصابج انتي.. سمي بارحمن مو زين عليج شوفي منور وفاتن شصار فيهم من صراخج



تنظر الام بهلج لمناير التي كانت بحضن فاتن المتصنمة وهدت وتيرتها..
تمسك بيدي خالد وتكلم فاتن: يمه.. روحي هاتي عباتي.. بروح ويا ابوج
فاتن: ان شالله

ذهبت وذهبت معها مناير.. كظلها لا تفارقها .. وسماهر واقفة عند خالتها تصب دمعها ساخنا على وجتيها..
جراح الذي اختفى مع سيارة الاسعاف ومشعل واقف مع جمهور الناس.. ولكنه كان قريب

خالد: هدي روحج خالتي

تبتعد عنه ام جراح وهي تمسك راسها.. يا للمصيبة العظمى.. ان يسقط ابو جراح
فهو من الامور الصعبة التي لا تستطيع ام جراح ان تتحملها ابدا... ما اصعبها عليها
وما اقساها.. يا ويل حظي لو جرى بك شي يا ابا جراح.. سأموت لا محالة.. ساموووووت..


نزلت فاتن وهي ترتدي عبائتها وتحمل عباءة امها بيدها.. اعطتها اياها كي ترتديها





ام جراح: يالله يمه خالد لا نتاخر..
خالد: خالتي ماعندي سيارة وجراح ما عطاني مفاتيحه
مشعل: خالتي تعالي وياي
ام جراح: لا نكلف عليج
مشعل: افا عليج خالتي احنا اهل.. يالله حياج خالتي..
انطلقت ام جراح مع خالد وفاتن التي بقت مكانها ولم تتحرك.. لا تريد ان تذهب مع مشعل.. عاد لها خالد بعد ان استوقفتهم خالته لياتو بابنتها
خالد: فتون علامج يالله
فاتن وهي تمسك مناير بقوة: لا انتو روحوو انا بتم ويا مناير وعزوز الحين ايي..
خالد: خالتي ما تبي تروح بلياج؟
فاتن: لا انت اقنعها.. انا بتم في البيت..
تحرك خالد بسرعة وعدم عودته بين ان امه اذعنت لقرار ابنتها .. ولكن مشعل... ماكان تصوره عن هذا الشي..




بقت الفتيات بالمنزل.. وهن يرتقبن الجديد من أي احد.. وعرفوا القصة لاحقاا
من خالد الذي عاد لهن بالليل وهو متعب جدا..


خالد: كان عمي يركب المظلة اليديدة في بيت النهيدي والدري تحرك
وما قدر انه يسيطر على نفسه.. وطااااح على الارض
وقع ابو جراح على معداته الثقيله وهذا ما سبب الفلق الكبير في راسه
فاتن التي لم تذرف دمعة واحدة ولكن عينيها كانت تحرقها كثيرا ومناير لم تهدا عن البكاء

خالد وهو حزين.. وهذا وجه كريه لخالد: .. الله يستر..
فاتن تكلم مناير: حبيبتي روحي غسلي ويهج.. وروحي دارج ارتاحي.. امي ما بترد الليلة اكيد
مناير وهي تحضن اختها: فتون انا خايفة
وسماهر الاخرى: خايفة على عمي فتون
مناير تحتضن الاثنتان بكل قوة: لا تخافون ابوي قوي واقوى منا كلنا..
ومثل ما قال خالد الله يستر.. ويالله انتوو الحين روحو نامو وباجر تصبحون
على خير وابوي انشالله يكون بالف صحة وعافية



مناير: تعالي رقدي ويانا
فاتن تبتسم بكل حنان: ان شالله حبيبتي انتي بس روحي الحين..
مناير: ان شاء الله..

غادرت سماهر ومناير وبقت فاتن جالسة تنظر للامام بعينين داكنتين..

خالد احس بمدى عمق نظرتها ولكن سالها عن شي مختلف تماما: وينه عزيز؟
فاتن: في بيت خالتي عزيزة... بيقعد هناك.. انا قلت لها تخليه يباات عندهم وباجر بتييبه..
لان ان يا بياذينا الا يبي يروح المستشفى لامي..


خالد: لا زين زين.. خله ويا ايمنو لكن الله يعين خالتي عليهم..
فاتن تبتسم كالثلج وهي ترجع بصرها للفراغ..



قلب خالد كان يرتعد من هذه الفتاة التي لا تشكي همها لاحد.. وهو يعرف مدى حنقها
عندما يسالها احدهم عن ما بالها فهي لا تحب ان تفصح بمشاعرها لاحد.. لذا ابعد عينيه
عنها وبدء ينظر للمتفرقات المصفوفة على الطاولة .. واخذ يعبث بها ويرى ماهي.. التفت لظرف..
موجه لفاتن سعود خلف الياسي .. من يا ترى..



خالد: فاتن.. هذا لج؟؟؟
فاتن : شنو هذا.. وهي تعقد حاجبيها باستغراب..
اخذته من خالد وفتحته... بدت تقرا فيه وهي تتمعن بكل كلمة بهذه الاوراق.. هي نجحت
بالمدرسة ومعدلها كان كبيرا .. وما فتحته بتلك الاوراق كان اوراق بعثه مرسلة
من قبل احدى الشركات.. للدراسة في احدى جامعات الولايات المتحدة الراقية
لم تصدق عيناها.. فهي لا تذكر ان تقدمت بطلب للبعثات في جامعات بالخارج..

خالد بعد ان مل من الصمت: علامها الورقة.. شفيها؟
فاتن وهي مستغربة ومصدومة: هاذي متى وصلت؟
خالد: تساليني الحين هذا بيتكم انتووو؟
فاتن: هذي بعثه من شركه الوفا للمحامااه.. ماعطيني بعثه تقدر ب . 20 الف دينار لاربع سنوات في جامعة بيل الاميركية.. باي تخصص انا ابيه؟
خالد لم يصدق عيناه : شنوووووووو؟؟؟ أي شركة هذي
فاتن: يقولون انهم في برنامج مستقل عن الوزارات الحكومية ويعطون هالبعثات للطلاب المتفوقين.. ( كانت لا تفكر بطريقة صحيحة ونفضت الورقة عند يدها) خالد ارجوك مافيني اتكلم...(تنظر الى الساعة التي بمعصمها) وينه جراااح للحين ما رد؟؟
خالد: اكيد الحين بيرد..
فاتن وهي تنظر الى اتجاه الباب وكانها سمعت صوتا: يمكن وصلووو؟
ونهضت مسرعة وهي تحس ان دقات قلبها تمطر جسدها بانواااع عنيفة من الذبذبات .. يا الهي.. عونك يا رحمن صبرك يا رب السماوات...


فتحت فاتن الباب من غير ان يدق احدا الجرس.. والا بمشعل يمد يده ناحية الجرس
وانصدم عندما رآها تفتح الباب والعينان الزجاجيتان استفحلتا للدكنة...

فاتن: مشعل....
مشعل وكانه عاد للواقع بصوتها الدافئ.. وتقرب خطوة وما به الا ان تراجع اثنتين..
عندما رأى خالد يتقدم خلف فاتن ..
تعيد فاتن السؤال المجهول الذي لم تساله لمشعل: مشعل؟؟ وينها امي؟؟
مشعل ارتبك.. : يبونج في المستشفى.. الحين
فاتن امسكت على قلبها
خالد: وينها خالتي.. ووينه جراح
مشعل: اهناك.. بس يبونها ( ويشير الى فاتن وكانها غير حية)
خالد: بس ما عندنا سيارة؟
مشعل: انا اوصلكم..
فاتن: ماكو احد في البيت غيري وخالد...
مشعل: بس يبونج هناك..
بدأ مزاج خالد ينقلب الى العصبية: شنو يعني تاخذها لحالك؟؟؟؟
مشعل فتح عينيه بوسعهن.. لم تطرأ هذه الفكرة في باله ابدا.. ولكن.. مجرد ذكر تواجد فاتن
معه ولوحده.. استغفرك يا رب.. استغفرك...
مشعل: محد قال جذي... انا بوعي اختي اخليها اتيي وياي؟
خالد: لا انا بيي وياكم...
فاتن تلتفت لخالد وتمسك يده بخفه: بس ماكو احد بالبيت.. اذا انا رحت عزاي انك انت
موجود فيه.. لكن اذا احنا الاثننين رحنا...

خالد: شنوو يعني اخليج تروحين معاه لحالج؟؟؟؟

بدت عصبيه خالد حارقة واخرست فاتن تماما..

مشعل يبدي رأيا: انا قلت لك اخلي اختي اتييي معاي الحين..

خالد بكل نفي: لااا

فاتن: خالد ارجوك يالله مو وقته هذا كاه يقول لك اخته بتيي معانا يعني اكوووو حد ثالث..
خالد بصوت منخفض: ماقدر اخليج تروحين
فاتن: انا اطلب منك هالشي..خالد يبوني هناك..( تمسك بيده مرة اخرة ومشعل يرى امساكتها هذه المرة) خلني اروح يالله عاد لا تطولها


خالد احس بالحنق.. لم لا يستطيع ان يذهب معها.. انه يغار من تواجدها مع مشعل.. لا يريدها ان تكون لوحدها معه.. امممممم ياويلي انا بحيرة في امري.. يا ربي.. هل اتركها تذهب

خالد: بشرط واحد؟
فاتن: شنو؟
يخرج هاتفا جوالا من جيب بنطلونه ويضعه بين يديها: تدقين علي اول ما توصلين..
وتخبريني بحالة خالتي وعمي .. لا تتاخرين ترى ان تاخرتي ايييج هناك


فاتن تهز راسها موافقة ومشعل من وقف محتارا من امره.. يتسائل في قلبه..
لا بل يحترق من كثر الاسئلة.. ما طبيعة علاقة خالد بفاتن؟؟ ولم هي منصاعة لاوامره هكذا؟؟
هل لانه ابن خالتها فقط؟؟؟

فاتن تكلم مشعل الذي كان سرحا: مشعل؟
مشعل: هلااااا
فاتن انتفض قلبها من رؤية وجهه وكانها للتو استطاعت ان تراااه: عطني خمس دقايق ازهب ونازلة..
مشعل: اوكيه انا رايح اشوف اختي اكيد صاحية الحين.. باخذها معاي.. وبنرد لج..
خالد كان واقفا وهو ضام ذ راعيه الى صدره النحيل... يستمع بكل نفوور..
فاتن: ان شالله ...
وغادرت عنهما وتركتهما لوحدهما..

هم مشعل بالخروج من باحة المنزل الا بصوت خالد يستوقفه
مشعل: نعم؟
خالد: ان صار شي في فاتن.. ما بتلوم الا نفسك..




مشعل لم يرد عليه.. ولكن لكي يرضيه هز رأسه منصاعا لاوامره.. ولكن بذرة الشك
بالعلاقة التي تدور بين خالد وفاتن بدأت تدور في مخيلة مشعل.. هل هو يحبها؟؟؟

فاتن التي ارتدت ملابسها مسرعة... لم تعرف ان قطعها غير متناسقة.. لم تبدي أي اهتماما
خاصا في لبسها لان بالها لم يكن معها... كان مع ابيها.. يا الهي..
هل هو بخير؟؟؟ لم استدعوني.؟؟ لابد وانه قد تحسن وقد طلبني..
لابد وانه... ولابد ولابد ولابد.. الى مالا نهاية..
حتى خرجت من غرفتها وهي تقفل الباب لتجد اختها مناير ( البالغة من العمر الخامسة عشر)

مناير بصوت خائف: فتوون.. وين رايحة الحين؟
التفتت لها فاتن وهي تمسك على قلبها.. لقد فزعت بالصوت الذي كلمها بهذا
الهدوء المخيف: بسم الله.. شفيج منور؟؟ علامج صحيتي من الرقاد؟
مناير وهي تمسح دمعه سرت على وجنتها الناصعة: ماياني رقاد.. افكر في ابوي...
ذهبت اليها فاتن وهي تبتسم بكل الحنان الذي اجتذبته من نواحيها لاختها: فديتج حبيبتي..
ابوي مافيه شي... وانا الحين رايحة اشوفه لج.. واطمنج عليه..
مناير وهي تموج بالأنات وتمسك يد اختها: خذيني وياج.. تكفين فتون (تهدج صوت الفتاة)
ابي اشوف ابوي... فتون انا قلبي ما يطمني ..
فاتن تضم اختها كي لاااا تخيفها اكثر مما هي عليه: لااا تقولين جذي.. ابوي مافيه شي ..
ابوي مافيها الا العااافيه اللي تسري حوالينا.. بظله ووافر فضل الله.. انتي بس هدي قلبج( تنظر الى وجهها)
وفتحي لج قرااان وقري لج جم ايه تهدي قلبج.. ترى ماكو على القران في الهدوء.. اوكيه؟



هزت مناير راسها موافقة على طلب اختها .. وهي مازالت خائفه ولا تريد ان تذهب اختها من دونها..
لكن ماذا تفعل.. لا حكم لها على أي شي... ودخلت غرفتها بعد ان ودعتها اختها ورمت بنفسها على
سريرها تحتضن الوسادة وهي تغمرها بدمعها الساخن..


خرجت فاتن وهي ترى سيارة مشعل الفارهة تقف عند منزلهم.. وبالكرسي الامامي
فتاه الشبه الكبير بينها وبين مشعل كان ملحوظا.. الا ان مظهرها كاان انثويا اكثر..
والجمال بادي في كل ناحية من وجهها.. فتحت فاتن الباب الا بصوت اختها مناير خلفها

التفتت فاتن بشوق ناحية اختها المسكينة التي لم تستطع ان تظل بدارها..
اما الاخرى فقد ركضت ناحية اختها جزعة وتلحقها رفيقتها سماهر.. وفاتن سارت ناحيتهن..
ورمت مناير بنفسها في حضن اختها الدافيء بكل بساطة وفاتن التي لم تبكي طول
المصيبة بكت هذه المرة من اختها.. ويا ويلها من الدموووع التي سالت على خدها..
احرقت فوائدها لا بل احرقت حشاها بطلوعها..


فاتن: منوووووور ليش طالعة.. ما قلت لج تمي
مناير: فاتن ماقدر.. خذيني معاج.. ابي اشوف ابوي
فاتن تمسك بوجه اختها: ماقدر اخذج وياي.. خلج بالبيت ويا خالد.. وسماهر تخليني لحالها؟؟؟
مناير تجهد من البكاء: فتووون
فاتن تضمها لصدرها: فتووون تكفين والله مافيني اشوفج تبجين. يعز علييي.. والله تعز علي دمعاتج..
مناير هدات وهي في حضن اختها .. ورفعت راسها
مناير برجاء: اتصلي فيني اول ما تشوفين ابوي
فاتن تبتسم وهي تمسح دمعها: ان شاء الله.. وشوفي كاهو خالد عطاني جواله.. ما بضيع..





خالد الواقف بعيدا ذاب قلبه من دمع فاتن.. ومشعل الجالس في السيارة يسمع ما تقوله
فاتن لأختها من غير ان يلتفت لها.. وسماء الرقيقة تجذب نظرها إلى مناير وأختها...
والفتى الواقف أمام المنزل.. يا لهم من عائلة مسكينة.. هذا ما تبادر في خلد
الفتاه البالغة من العمر السابعة عشر..


تركت فاتن اختها بعد ان قبلتها قبلة الوداع.. والوعد باللقاء القريب.. وكانها ستسافر..
ما اقسى هذه اللحظات على قلب فاتن.. واختها المدللة.. اما خالد فتقدم واعطى دورها
بأنه سحب اخته الصغيرة الى داخل المنزل.. وفاتن تقدمت ناحية السيارة وفتحت الباب
الخلفي خلف سماء.. جلست وهي ترتعد واغلقت الباب من خلفها.. لم ترفع عينها للاعين
التي كانت تراقبها.. بل اكتفت بالنظر الى راحتي يديها الممدودتان بحضنها..
وتحركت السيارة.. نحو مصير والدها..


خالد الذي بقي في الخارج منتظرا فاتن.. لم يستطع ان يهنأ له بال.. و كان كل حين يدخل
داخل المنزل ليستمع للهاتف.. لكنه لم يرن.. ما بالها فاتن.. لابد وانها وصلت.. لكن.. فاتن لم تتصل..
تعطل بهم المسير بالشارع.. والزحمة كانت خانقة.. احدا ما اصطدمت سيارته بشاحنة نقل..
وكما يبدو من الجمع الغفير.. ان الحادث ليس بسيطا البتة..
كان الله في عون من انحشر بذلك الحادث..



مشعل كل حين يرفع عينه الى فاتن الهادئة.. او الذابلة.. لم تكن تلك النظرة التي رآها
لاول مرة ولم تكن تلك الناصعة البياض بتلك الليلة.. حتى انه خيل له ان وهجا من النور
يحوم حولها.. ما اكبر حلمه وما اوسع خياله.. هذا المشعل..

اما سماء تنظر اليه تارة وتنظر الى الفتاة الجالسة خلفها.. لما ينظر اخي الى هذه الفتاة بهذه النظرت..
وكانه يطالبها بشي.. وكانه يسألها بعينيه وهي مشيحة عنه.. وما اللذي يدور في خلد
هذه الفتاه.. تبدو وكانها تتمتم شيئا بشفاهها.. لربما تدعي لوالدها.. المسكينة..
يا الهي ارجع والدهم لهن.. انهن مازلن بحاجته.. هذا ما يبدو عليهن..
المسكينات.. لقد الم قلبي مظهرهن وهن متماسكات..
وجعلني اتمنى لو كان لي اخت مثل هذه الفتاة..


اخفضت سماء راسها ووضعت يديها في حجرها وتتابعت مسيرة الصمت الخانقة..
الى ان اخلي الطريق قليللا بعد مضي 30 دقيقة في هذا الزحام الخانق.. خرج مشعل بكل
مهارة من بين السيارات مع كبر حجم سيارته.. واثناء خروجه استوقف
السيارة بعنف حرك فاتن من مكانها.. ونطقت شي باسم الله


مشعل الذي واجه الموقف بصعووبة امسك بالمقود بكلتا يديه وهو يصر على
اسنانه.. وسماء التي كانت ترتدي حزام الامان امسكت بنفسها وهي تصرخ
باسم اخيها: مشعللللل..


يتبع >>
__________________

7

7



سيطر مشعل على السيارة.. واخرجها من المسار الذي كان به.. وغادر بها على جناح السرعة..
مكملا الطريق ناحية المستشفى...

اما فاتن التي كانت تشد على قبضة يدها الناعمة.. احست بالخوف والرغبة لامساك مشعل من كتفيه
عندما راته يتحرك بقوة من على الكرسي.. يا الهي.. كنا على وشك ان ... اعوذ بالله.. الحمد لله على نجاتنا
وخروجنا سالمين..


سماء تكلم مشعل: علامك مشعل شوي وتذبحنا
مشعل بصوت مرتبك: مادري مرة وحده فقدت السيطرة.. و...

صمت مشعل عن اخته لنظرة قد التهمت ملامح وجهه.. كانت فاتن تنظر اليه بكل خوف..
وبعينيها اسألة متعددة.. ماذا جرى له؟؟ هل هو بخير؟؟ هل تأذى؟ او اصيب بشيء.؟ وكنداء
او تلبية لكل هذه الاساله ...

مشعل: ما صار فيني شي.. بس ارتبكت شوي.. الحين اوكية..
سماء: الحمد لله.. يالله نروح..

ونظر مشعل بعينيه الى فاتن التي لم تفارق عيناها المرآة الامامية.. وتعانقت نظراتهما.. لتقشع كل غيمات
الشك التي تبادرت في ذهن مشعل عن فاتن وخالد.. لكن.. موقف ما عاد الى ذاكرته.. جعله
يبعد عينيه عن تلك العينين.. ولو ان حياته كانت منوطة بهما..

وعادت السيارة بالتحرك.. تاركة العاشقين في دوامة لا تنتهي من الشك والاسالة .. والحيرة..

عندما وصلت السيارة الى مواقف المستشفى.. لم تستطع فاتن ان تخرج.. كان قلبها يرغمها على البقاء في السيارة..
لكن سماء الطفلة الصغيرة امسكت بيدها لتخرجها من السيارة.. ويا ليتها لم تمسكها..
فبرود يد فاتن كان صاعقا.. ومخيفا.. وقطرات العرق مندية وجهها الجميل الحزين..

ابدت سماء دورا في تلك اللحظات لم يستطع احد ان يشكرها عليه.. لم تتكلم ولم تقل أي من تلك العبارات
المواسية.. بل امساكها لفاتن كان اكبر مواساه.. ومشت الفتاتين خلف الرجل الى داخل المستشفى..

مشعل الذي كان يعرف الطريق قادهن.. وعندما دخلو الى المصعد.. تقدم مشعل وبقيت الاثنتان خلفه..
فاتن لم تكن ترى شيئا.. فالخوف والذعر دب في مفاصلها كلها.. والجزع قد اخذ مأخذه منها..
وسماء التي لم تفك يدها.. قوت قبضتها عليها لتسندها.. ففاتن في تلك اللحظه بدت واهنة..
وتعبة... وقد تذرها نسمة الهوا لو لم تجد من يمسكها..

وتوقف المصعد عند المحطه المنشودة... وخرج مشعل ولحقنه سماء وفاتن.. في كل خطوة مشتها فاتن
كان قلبها يقدم مليون تضحية من الدقات.. القلب يدق ستين دقة في الدقيقة.. اما في توقيت فاتن فكانت
كل خطوة بمليون دقة قلب.. يا رب ارحمني .. يا رب ابلغني الصبر والهدوء.. لا استطيع ان اتحمل اكثر...
سانهار.. لا اريد ان انهار..
وعندما وصل مشعل الى الممر الذي كانت به ام جراح مع جراح.. سمع صرخة داوية رنت بالمكان...

ارتعد مشعل.. بحثت عيناه عن مصدر الصوت.. فلم يكن احدا بالممر.. وفاتن بعدها لم تصل..
التفت ورائه ليجدها قد وصلت اليه.. ومن ملامحها.. يبدو انها قد سمعت الصرخة المدوية..
واسرعت بخاطاها وتجاوزته لكن مشعل امسكها من يدها غير عابئا بشي..

مشعل: فاتن لا تروحين.. ظلي هني
فاتن وملامحها تتاكل وجهها بشكل فضيع: ليش؟
مشعل يبعدها من يدها.. الى بعد هذا الممر: ظلي هني ويا سماء.. انا بروح اشوف وراجع لكم..
فاتن تحاول ان تفلت يدها من يد مشعل: بروح انا.. الصوت مو غريب علي..
وتلت كلمتها هذه صرخة اخرى .. لم تكن متوحدة.. بل اشتبكت بعدد من الصرخات المتتالية..
يا الهي.. من هذا الذي يصرخ.. مشعل الذي انتفض من الصراخ المتوالي ارخى يده عن يد فاتن
وافلتت الاخرى ناحية الصوت وهي تجري .. الى ان وقفت الى مصدر الصراخ....

وقفت عند الباب والدمعات مغرقة عينيها.. اغمضتهن لكي تسيل المياة التي تجمعت.. لتوضح لها الرؤية..
ورأت ما كان بالغرفة..

كانت امها بين يدي اخيها المتلوع.. وهي تتحرك بقوة.. وكانها تحاول الخلاص من يده.. يبدو وكانه
يمنعها من شي.. اضطربت ملامح فاتن وهي ترى اخيها يبكي بلوعة وامه تتحرك كالمجنونة بين يديه.. و . . .
ستار ابيض خلفهما مغلق.. يا الهي.. ماذا جرى..

نطقت بهذا السؤال : شصاير؟

التفت جراح لاخته الخائفة وامه التي استكانت عندما سمعت صوت ابنتها..
وما ان عرفوها.. حتى زادت وتيرة البكاء عند ام جراح وهي تصرخ لابنتها

ام جراح: يما فاتن انتخيتج.. روحي لابوج.. كلميييه.. عزيييزته انتي.. شوفيه حاجيه خليه يقووووم..
فاتن يمه طلبتج لا ترديني.. روحي شوفي ابووووووج.. ما يرد علي.. ما يرد علينا.. روحي له ..

انتفضت فاتن من صراخ امها وجراح الذي يهدئها فاقد للسيطرة تماما..
وتارة يوجه بصره الى امه وتارة اخرى الى اخته الذي تنظر اليه بتسائل محزن !!

جراح: فاتن خذي امي بره... هديها
فاتن: شصاير جراح.. ما تقول لي شصاير..
ام جراح وهي تصرخ: ردت هالدنيا ويااااااااك ما طلبتها بدوونك يا عبدالله... اويلي .. اويليييييييي اويلي...



سكنت الام بشهقة.. وسكنت حركتها.. لترتخي في حضن ابنها مغشي عليها.. جراح المسكين ارتعد
من هول المصائب التي حلت على رأسه تباعا: يمه.. يمه... يمه... فتون.. شفيها امي..
علامها امييي.. يمهه ( يضرب على خد امه) يمه قومي.. تكفين يمه قومي مافيني والله مافيني..
(يلتفت لاخته الجالسة قربه وهو ينتفض وصوته ينتفض معه) فتوون شوفي امييييي.. فتووووووون شوفيها..
فاتن تضرب على خد امها:.. يمه.. يمه... حبيبتي يمه.. قومي يمه.. تكفين يمه طلبتج... فجي عيونج يمه...
تلتفت الى مشعل برجاء: تكفييييي نادو على الطبيييييييييييييييييييب...

لم يعطل مشعل وركض ناحية أي مكتب استعلامات يراه... وسماء الخائفة واقفة والدمع يهدر
من عينيها بحرارة.. ما هذا المصاب الجلل؟؟ لم هذه العائلة؟؟ لم؟.

مشعل الاخر ينادي احدا عند مكتب الاستعلامات: لو سمحتووووو.. خالتي طايحة شوفوووها لي
لم يكن احد يجيبه..
مشعل: هيييييي انتووووووووو نايمين.. اقوللكم خالتييييييييييييي طايحة...
ظهرت ممرضه من احد الممرات: علامك تصارخ؟
مشعل يتجه ناحيتها: خالتي طايحة وو.. اغمى عليها.. و... تعالو شوفوها
الممرضة تحركت بسرعة من مكانها واتجهت ناحية احد المكاتب..
وحملت معها صينية حديدية تحتوي على العديد من الادوية المختلفة.. ركضت مع مشعل ناحية الغرفة..
وعندما عاد لم يرى احد بالغرفة غير سماء اخته الواقفة عند الباب..

سماء وكأنها تجيب اخيها: راحوو في الغرفة اللي هناك.. (تشير الى الغرفة المجاورة)




ذهب مشعل غير معطلا الى ناحية الغرفة.. وجد طبيبا ما مع ممرضة عند سرير ام جراح..
وجراح واقف عندهم وفاتن بجنبه.. يياااااااااااااااه كم كان يود لو يضمها الى صدره..
فجراح لم يكن موليها أي اهتمام والاخرى تبدو كالضائعة.. والتفتت له عندما دخل الغرفة..
وكانت بعينيها نظرة.. لم يعرف ما سببها.. لم تكن نظرة عادية... بل كانت.. نظرة رجاااء..
فتقرب منهم.. او منها بالاخص.. من فاتن..

مشعل بتخوف: من وين يا الدكتور؟
جراح وهو يبكي ويديه عند فمه: كان في الغرفة ويا ابوي.. تحت الستار... ويوم طاحت امي طلع لنا..
مشعل نظر الى فاتن الملتزقة باخيها.. يا رباااه.. هدئ من روعها.. انها لا تستحق ان تترك
هكذا فهي ستهلك من الحزن.. لا تبكي.. لا تبكي.. ولكن الالم الذي يطوف على وجهها
اشد من البكاء.. يا الهي عين قلب محبوبتي

الا ويد الطبيب تستقر على ذراع جراح وهو يطمأنه ويشير له بالخروج..


الطبيب: احنا عطيناها مهدئات راح تخليها تنام لفترة.. بس لازم ما تخلونا تكون عرضة للانهيار.. تراها ضعيفة ويمكن تنهار في أي لحظه..
جراح والدمع يسيل من عينيه المحمرتان: ان شاء الله دكتور
الدكتور يبتسم ابتسامة مواساة على شفتيه ويمسك بجراح من كتفيه بكلتا يديه: يا ولدي الاعمار بيد الله .. والانسان لازم
يسترجع ويذكر ربه.. كل الناس مصيرها الموت.. وانت لازم تكون قوي عشان اهلك وامك اللي بتحتاجك..




هز جراح راسه بتفهم وهو يحاول ان يبلع الغصات التي تناولت حنجرته.. ويحاول ان يستمد القوة
من يدي الطبيب الممسك به.. وفاتن الواقعة تغيرت نظرتها الى الاستغراب.. هل امي ستموت؟؟
هل امي على وشك ان تموت؟ وابي.. ما حاله يا ترى؟؟ لم يقل لي جراح شيئا..

وعند مغادرة الطبيب تقدمت اليه فاتن وهي تضم يديها الى صدرها وهي خائفة: جراح... وينه ابوي؟؟
رفع راسه جراح بكل مفاجاه؟؟؟ يا الهي.. فاتن لا تعرف..
فاتن وهي تنشر بصرها يمنة ويسره: انا من الخوف على امي ما حصل لي اسالك عنه.. وينه ابوي جراح.. شخباره شصار عليه؟
مسح جراح على وجهه وهو يبكي بهدوء وامتدت يديه الى فمه وهو يكممه كي لا يتكلم..
فاتن تمسك بتلك اليدين برجاء والدمع بدا يتساقط : جراح... وينه ابوي؟؟؟

امسك جراح بيديها: فاتن..........
وصمت...

يا الهي..

يا رب السماوات...

يا ربي...

يا ويلتي.. ابي....

لم تشأ فاتن ان تستمع اكثر وخرجت من الغرفة لناحية الغرفة الاخرى التي كانت امها قد سقطت فيها منذ قليل..

ولحقها جراح وهو يمسك بيدها: فاتن وين رايحة
فاتن تبعد يد اخيها الخفيفه بقوة: بروح لابوي...
وعندما خرجت من الباب اسرعت لتقف متجمدة مكانها....

كان الممرضان الاخران يخرجان السرير ومن عليه لخارج الغرفة وهو مغطى الوجه...
وبقع دمٍ متناثرة على ذلك الشرشف الابيض .. يعكر بياضه الصافي.. سارت القافلة امام عينيها
وهي مشدوهة بهذا المظهر.. رباه... رباه من هذا؟

التفتت الى اخيها الواقف خلفها وهو مستند على جانب الباب المقابل للغرفة التي خرجت الجثه منها
وهي لا تصدق ما راته عيناها.. تبحث عن نكران.. عن من ينكر لها ما راته عيناها ويكذبها.. لكن..
لم يفدها اخاها بشي.. وتهاملت روحها من جسدها.. وتراجعت للخلف وهي ترى الايجاب بدمع اخيها
وعينيه اللتان اعتصرتا من شددة الالم.. وبدى جسده متداخلا من هول المصيبة وما راته عيناهما..

هزت راسها فاتن يمنه ويسره.. غير مصدقة.. لا ... لم يكن هو.. لم يكن والدي.. لم يكن والدي المغطى بالشراشف..
لم يكن هو... والدي.. والدي حي.. والدي .. والدي بالعمل.. انه يعمل في احدى المنازل.. يركب احد الابواب..
او .. يصلح احد الاعطال التصريفية.. انه.. نعم اعرف أين هو.. يا ويلي... ابي...
توالت تلك الصرخة الداخليه صرخة اخرى... لم تكن بالعنيفة.. ولكن.. مسموعة: يبـــــــــــا

تقدم لها جراح وهو يحتضنها عندما ترنحت امامه بخفة حضنها وهو يرفعها عن الارض


مضت الايام حزينة على قلوب بيت ابو جراح.. وام جراح.. لم ترى الدنيا حتى الان..
فما ان تقوم حتى تصرخ صرخات مدوية تقلب عالي الدنيا بسافلها.. فتعطى مهدئات تسكن
هذا الصراخ.. فاتن بعد بكائها في المستشفى لم تبكي.. اكراما لاختها المسكينة واخيها الصغير
الذي هو الثاني لم يبكي حتى الان على ابيه.. بذل جراح الكبير في عزاء والده.. استقبل الجمع الهائل
الذي اتاهم في الباحة الخلفية.. نظرا لصغر منزلهم... اعدها مع رفاقه كي تتناسب مع الحضور..
خالد تولى مهام الضيافة والمعاونة مقاسمة مع مشعل الذي بلغ دوره البلوغ في السمو..
فكان هو الذراع الايسر لجراح وخالد الايمن..

فاتن استقبلت النسوة مع مريم واختها نورة وخالتها عزيزة .. بدت شجاعة.. لا بل بدت فولاذية
لولا عينيها المحمرتين وخديها المتوهجين.. كانت الحرارة مرتفعة في تلك الايام لكن..
نسيم الهوا البارد لم يبخل عليهم بالبروودة...

عزاء النسوة كان في بيت ابو مساعد .. والرجال في الباحة الخلفية لمنزل ابو جراح رحمة الله عليه..
لم يصدق احد الخبر عندما انتشر كانتشار الهواء في الارجاء المعتمة.. مساعد اكثرهم..
فمذ سمع الخبر فجع بطريقة لا توصف.. واحس وكان عالية توفت مرة اخرى..
هذه المرة لم تتوفى هي.. بل توفى اخاها الطيب المحترم المتواضع ..
الذي بنى لنفسه المكانة العالية بين الناس بطيبته وبفزعه لكل اهالي الحي في الحاجة..


في اخر يوم للعزاء ... بقيت مريم مع فاتن في غرفتها.. تتجاذبان الصمت من ارجاء الغرفة..
تعبتان لا بل منهكتان.. مسكينة فاتن.. هذا ما تبادر في ذهن مريم وهي تفكر.. اكان لها ان تعاني
كل هذا مع اهلها.. مسكينة حقا.. تحب والدها بعنف.. فلم هذا الفراق تحتم عليهما..
رحمك الله يا عمي.. لقد كنت رجلا عظيما..


تنتبه فاتن الى مريم السارحة في وجهها.. وابتسمت لها بحزن عميق.. لا بل دفين.. وكانه يخرج من غياهب القلب..

فاتن: علامج؟
مريم تهز راسها:.. ولا شي..
فاتن: سارحة فيني.. (تغمز لها بخفه) معجبه؟
مريم تبتسم: هههه.. أي .. تقدرين تقولين.. (بمزاح تمد قميصها الاسود ناحيه وجه فاتن) لو سمحتي التوقيع..
فاتن تضحك وهي تريح راسها على الوسادة: هههههههه..
تنظر اليها مريم ولم تضحك.. بل اكتفت بالابتسام وهي تقلب ببصرها يمنة ويسرة
فاتن: علامج مريم؟؟ شفيج؟؟
مريم وهي تنهض من على السرير: مافيني شي..
فاتن: ليش ويهج منعفس وكان ولا شي عاجبج..
مريم وهي تلوح بيديها:.. برودج اهو اللي مو عاجبني..
فاتن تعقد حاجبيها: برودي؟؟ أي برود الله يهداج
مريم تلتفت لها: يعني انتي مستانسة على حالج؟؟؟ مستانسة كونج اقوى وحده وانج الوحيدة اللي مابجت..
تبتسم فاتن بحزن: وليش ابجي.. انا بجاي اعظم من الدموع..
مريم وهي تجلس بجنبها: بس بعد يا فاتن.. ترى ان حبستي الشي فيج بيرد لج اضعاف اضعاف..
تمسك فاتن بيد صديقتها الحميمة: لا تخافين.. ما بيصير فيني شي.. انا جبل.. ما سمعتي ام بدر شقالت عني اليوم...

فتح الباب.. كانت مناير الحزينة
مناير بصوت مغاير عن طبيعته: فتون يبيج جراح تحت!!
لم تبطئ فاتن وارتدت حجابها تحسبن لابن خالتها.. وعندما تقدمت ناحية الباب التفتت الى مريم
الواقفة عند المنضدة: تعالي؟
مريم باستغراب: وين؟؟ لا خليني.. روحي شوفي شيبي منج وتعالي
فاتن بتعب: مريوم والله مالي خلق تعالي معاي ..
مريم بحياء: فتوون..
امسكت فاتن يدها غير عابئة وسحبتها الى الخارج..




عندما نزلت فاتن مع مريم الى الصالة كانت خالتها لا تزال موجودة بالاضافة الى اخيها
جراح الذي بدى كهلا في تلك اللحظات.. ولكن.. هناك شخصا اخرا.. من هو؟؟ لم يكن خالد..
كان موليا ظهره للدرج.. ولم تستطع فاتن ان تراه... وعندما سمع صوت وصولها ..
التفتت كل الاعين.. والتفت الشخص ايضا...

في تلك اللحظة.. تجمدت قدما فاتن عن المسير... كان .. كان مساعد.. اخ مريم..
لم تعلمني مريم عن زيارة اخيها...

فماذا يفعل اخاها هنا..؟؟

عينا مساعد كانتا تسبحان بوجهها النير.. ولكن الشاحب.. وعندما راى سربال الاسى على محياها..
امسك قلبه كيلا يقفز عليها مطبطبا عليها

فاتن وهي تسلم: السلام عليكم
الجمع يرد السلام: وعليكم السلام...
جراح وهو يشير لاخته..: فاتن تعالي هني عندي..



كانت حركة اخيها مشابهه لحركة ابيها عندما يريد محادثتها بموضوع هام.. يخصها..
تقدمت لبين يدي اخيها.. وهي تجلس عنده..
فاتن: شصاير؟
مريم التي جلست عند عزيزة خاله مريم.. ومساعد ظل واقفا..
جراح: ماصاير شي بس.. انتي تعرفين مساعد اخو مريم.. صح؟
فاتن وهي تنظر بسرعة ناحية مساعد: ايه...
الاستغراب كان هو سيد الموقف..
جراح الذي بدا هادئا: اهو عنده شي يبي يقوله لج.. يمكن اهوو سابق عن موعده لكن.. اهو لمصلحتج..
امسكت فاتن على قلبها.. لا تعرف لم طرأ موضوع الزواج في بالها.. لا تعرف لما احست ان مساعد لربما
خطبها من اخيها.. مع ان علاقتهما بعيدة كل البعد عن تلك المخيلات.. لكن.. شيء ما نغص هدوء قلبها..
فاتن: شالسالفة؟
جراح يبتسم بليونة: شركة مساعد.. اسمها ..الوفا للمحاماة.. مقدمة لج منحة.. نظرا لمعدلج المرتفع بالمدرسة..
تذكرت فاتن ذلك الظرف الذي وقع نظر خالد عليه بذلك اليوم.. وكانت به الاوراق المتعددة.. ولكن مااسرع
حتى ان تغلبت الذكريات الحزينة عليها.. فذلك اليوم هو يوم وفاة والدها.
اخفضت فاتن راسها بكل حزن الى حجرها: أي .. ادري

جراح باستغراب: شلون؟
تكلم هناك مساعد..: انا اقول لك شلون.. قبل جم يوم دزينا على عنوانكم اوراق و فيه جم شغلة جذي تبين
لكم معلومات بسيطة عن المنحة..
جراح: اها... (يلتفت لفاتن) متى وصل الظرف..
هامت روح فاتن في جسدها: يوم... يوم وفاة اب... ابوي...

عم الصمت .. بتلك اللحظات بدى ان جراح على وشك البكاء.. لم يكن يخجل من اذراف ا
لدمع ابدا.. لكنه عندما نظر الى امامة فوجد مريم تبتسم بخفة له.. وكانها تداوي جرحه النازف..
وتطلب منه ان يكون قويا .. لاجل نفسه.. ولاجل فاتن بهذه اللحظة..

جراح: .. شرايج انتي
فاتن بكل حزم: البعثه ما اتعوض.. لكن انا مضطرة ارفض..
جراح باندهاش: ليش؟؟
مساعد امتعض.. لم ترفض بعثة كهذه

فاتن: لان هذا مو وقته الحين.. لو كانت الظروف ثانية.. جان.. وافقت.. بس .. امي محتاجة احد يبقى معاها.. و..
و انا... ابي اكون وياها في كل شي... مابي اخليها لحالها.. وهذي البعثة دراسة خارجية..
وانا عمري مافكرت اني ادرس برة

عزيزة: لان الفرصة ما كانت موجودة انج تدرسين في بلاد برة.. لكن الحين الفرصة جدامج..
والبعثة بتتكفل فيج طول اربع سنوات..
فاتن بهدوء تهز راسها: ولو.. مابي اطلع.. ابي اهتم في اخواني..
جراح: فاتن.. مو كل يوم تنفتج لج هالابواب.
فاتن: ادري.. بس مابي... مابي..
القت ببصرها على مساعد الذي كان كجمود الحائط الذي خلفه: انا بصراحة اتشرف بهذه البعثه بس.. لو الظروف
كانت مغايرة.. كنت قبلتها...
مساعد: وليش الحين.؟؟ علامها الظروف..
استغربت فاتن... ما بالها الظروف: اسفه؟؟
مساعد وهو يتحرك في مكانه: أنا أشوف إن حتى لو الوالد الله يرحمه غير موجود ما راح يعني هذا
الشي نهاية العالم.. بالعكس.. أنا اللي اعرفه عن ابوج انه كان يفضلكم تدرسون على أي شي..
وكان يبذل المستحيل عشان دراستكم.. فالحين يوم انه الله توفاه برحمته أنتي ناويه توقفين مسيرة التعليم اللي
اهو حاول الكثير عشانها؟.




انربط لسان فاتن.. كيف ترد عليه؟ لقد الجم لسانها بتلك الكلمات الصارمة.. ما قاله لم يكن كذبا ولا تاليفا..
كانت الحقيقة.. لكن.. طريقة سردها.. كانت مثيرة للاعصاب.. ليس لفاتن فقط .. بل حتى لجراح..
على الرغم من احتمال جراح وفاتن لكل الاعباء بالاونه الاخيرة الا ان هذا المتعجرف الكبير اتى
لهم بدقيقة واحدة ليبين لهم انهما ما زالا صغيرين.. كم هو.......

مساعد يقطع الصمت بصوته المرعد: والله انا مكانج يا اختي ما خليت هالفرصة.. ما اتعوض..
وذهبية لو تقدرين تقولين.. جامعة ييل ما تستقبل العديد من الطلاب العرب.. وانتي راح تكونين من الفئة المميزة..
راح تقدرين تدرسين اللي تبينه..

لم تستطع فاتن ان تجيب.. ولكنها: ... بفكر..
مساعد احس لعنادها ولعدم ارتياحها من نبرته.. لكن.. قلما همه هذا.. فمصلحتها هي ما يتكلمون عنها..
ولا يهمه من ارائها الصبيانية حول هذه المسالة..


مساعد: يالله عيل انا الحين بقوم..
جراح: لا وين توك ما وصلت..
مساعد يبتسم: الله يخليك بس باجر عندي دوام من الصبح وابي ارتاح له .. (يلتفت لاخته) ها مريم.. بتطولين؟
مريم بانصياع تام: لا بروح وياك..
فاتن بصوت خافت تعترض: بس مريم؟؟
مريم تبتسم: باجر بيييج ما بشرد.. ( تلتفت الى جراح الذي بدى عليه ايضا الاعتراض على ذهابها) يالله تصبحون على خير
فاتن وهي تقف لهما: وانتي من اهله..
مريم بهمس: بتصل فيج.. اوكيه؟
لم ترد فاتن بل هزت راسها موافقة..



وعلى هكذا.. غادر العملاق مع اخته.. وقبيل مغادرته.. التفت الى جراح ولكن عينيه انصبت على البيضاء
الواقفة وهي تناظرهما..
مساعد: باجر بتصل فيك وبتفاهم معاك على السالفة.. (لفاتن) وانتي بعد..
اتمنى لو انج تفكرين اكثر.. وبطريقة اوضح..
بانصياع: ان شاء الله..

وبعد هذه ال"تعليمات" غادر بابا مساعد مع اخته الصغيرة ليخلف من ورائه جماعة محتارة..

غادرت فاتن الصالة لغرفتها وهي تترنح من التعب.. انها لتعبة جدا.. اخر يوم للعزا كان متعبا..
جمع غفير من النسوة قد حضر اليوم.. وامها ما زالت في غرفتها .. عندما تذكرت امها...
مال خاطرها لتذهب اليها.. وبالفعل.. ذهبت باتجاه غرفة والديها...
عندما مسكت الباب.. تخيلت ان والدها لابد وقد امسك بذلك المقبض دائما.. وبدت تمسح عليه بيديها.
وهي تجاهد الدمع بعينيها... فتحت الباب بكل هدوء.. ومسحت بعينيها المكان الذي بدى كالقبر الكبير..

كل شي كان مرتبا.. الا ان البرود كان يلف الجسد عندما يمر به.. والدتها مضطجعة في سريرها وكانها متعبة..
مجهدة.. ولاول مرة.. الغرفة خلت من صور ابيها.. لابد وان جراح من قام بهذا.. تقربت من سرير والدتها.. ولاول مرة.. بكت فاتن بصحوة.. لقد صحت من تلك الغفوة التي رميت بها..
لقد مات ابي... مات ابي.. مااات
كل جزء وكل زاوية وكل قطعة من الاثاث.. تصرخ بتلك الحقيقة المرة.. غطت فمها كي لا تخرج
اهاتها وتصحى امها من نومها المتعب.. اتجهت ناحية خزانة الملابس.. فتحت القسم المخصص لوالدها..
فلم تجد ولا قطعة من ملابسه.. اين هي الملابس كلها... ؟؟ أين اخذها جراح...

خرجت من الغرفة بنفس الهدوء الذي دخلت به.. واتجهت ناحية غرفة اخيها.. عله يكون فيها..
طرقت على الباب.. لكن.. ما من جواب..
نزلت بسرعة ناحية الصالة لتراه ان كان مازال موجودا هناك.. لكن.. لم يكن هنااك.. اين هو؟؟؟ اين ذهب؟؟

بحثت عنه في الباحة الخلفية فلم تجده.. اين هذب.. أين اختفى؟؟ توجهت ناحية المرأب..
لابد وانه هناك... وبالفعل كان هناك...
كان جالسا عند احدى الزوايا .. وامامه العديد من الصناديق الكرتونية يفتح احدها ويخرج شيئا منها ..
ويفتح الاخر ويخرج شيئا اخرا.. ويبدو انه يبكي...

فاتن بنبرة مفجوعه: جراااااح؟؟

التفت لها اخيها بنظرة متفاجاه.. وكانه لص وكشف.. لكن عندما تقدمت ناحيته وهي تبكي.. عاد لما كان يقوم به...
وشاركته هي بالاسى...

فاتن بين دموعها: ليش يبا ليش؟؟؟؟؟ ليش انت؟؟؟؟؟ انا ما قدر اصدق...
شلوووون يا جراح.. شلون صحينا الصبح طول هالايام بلا بسمة ابوي.... بلا يده الحانيه( وتمسد بيديها)
تمسح على راسي... تباركني... تطمني... تخليني بامااااااااان.. الحين... الحين انا ...
انا ضايعة..ضايعه بلا ابووي... ااااه يا بوووووووي..اه عليك يابووووووووووووووووووي..
رحت عني وخليتني.. يبا انا لمن اروووووووح..

جراح بكى بكاءا مريرا من بكاء اخته ونحيبها المتاخر.. كان يخاف من انتحابه فاتن لانها قاتلة..
اعانك الله يا اختي... اعانك الله....


يتبع >>
__________________






















الجزء الثاني
========


اشرقت شمس الصباح على الدنيا.. وتطهرت الارض باشعتها المباركة..
رحمة من الله عليهم تلك الشمس التي تقشع كل ظلمات الليل.. وتنير الدروب كلها ..


مضى على وفاة ابو جراح الاسبوعين وما زالت غيوم الاسى حائمة لا تقشعها حتى
اشعة الشمس الصارخة.. كانت فاتن جالسة في المطبخ وهي عاقدة يديها امامها على
طاولة الطعام والاحزان تتضارب فيها.. جلابيتها السوداء لم تكن خفيفة اطلاقا.. كانت صوفية ومتينة ..
امها التي مرضت وهي راقدة بغرفتها.. اخذت فجر اليوم الى المستشفى مع خالد واخيها جراح..

كانت فاتن جالسة وهي طارحة ما بفكرها بين يديها بكل هدوء.. وكانها تعد نفسها لفاجعة اخرى..
ولكن.. ما فاجعه مثل فاجعه والدها.. مازالت الاسئلة تتدور في بالها.. لم والدي؟؟
ولم ذلك اليوم؟؟ ولم لم تكن هناك دلائل كثيرة..؟؟

يقال ان المرء عندما يحس بقرب منيته.. تتغير افعاله وتصرفاته.. لكن والددها لم يتغير البتة.. كان كما هو..
الا ان بعض تصرفاته تغيرت قبيل انتهاء المدرسة.. كان حنونا عليها اكثر من اللازم..
وكان دائم التامل في وجهها.. وكان دائما.. دائما..

جهشت فاتن بالبكاء وهي تهتز بنبراتها العميقة.. والدمعات السخية التي ابدت دورا كبيرا في الظهور بهذه الايام..


مسحت فاتن دمعاتها عندما انفضتها دقات خفيفة على جرس منزلهم..
كان الجرس له رنين كرنين الكناري .. ويثير الجلبة في انحاء المنزل عندما يدق بقوه..
اما رنينه الان يبين مدى حزن الكناري ايضا على رحيل والد المنزل..
تحركت الهزيلة ناحية الباب وهي تغطي شعرها بشال ابيض حريري وفتحته...
لتجد امامها صبية نضرة كالثمر فوق الشجر.. اعادت ذاكرتها للخلف وتذكرتها بعمق..
انها سماء اخت مشعل..


ابتسمت فاتن بكل حنان: هلا والله؟؟
سماء بخجل والدمعات تلمع بعينيها .. هي الاخرى كانت محتدة على اب جراح: ه ه هلا فيج..
فاتن: تفضلي.. (وهي تعيد الباب للخلف كي توسع الفوهة) حياج..
سماء تقدمت بكل خجل وهي تفرك راحتها بفخذها النحيل.. : الله يحيج...
عندما دخلت فاتن واقفلت الباب من خلفها تكلمت الفتاة الصغيرة..
سماء: انا ادري ان جيتي غريبة شوي.. بس.... ما حسيت انج بتزعلين ..
فاتن وهي مازالت بابتسامتها المذوبة للقلوب: لا افا عليج حياج.. هذا بيتج..
سماء: الله يخليج...




وانتقل بصرها الى كل قطع الاثاث القديمة المتزاحمة في تلك الصالة المريحة..
كان جو المنزل يوحي بالدفء والحنان.. على الرغم من قدمه ومن منظره البالي قليــلا ..
عكس منزلهم تماما.. الا ان منزلهم يفتقر الكثير مما يمتلكه هذا المنزل..
التفتت سماء الى فاتن وهي تجاهد دمعها الساخن وفمها مفغور.. لا تعرف ماذا تقول..
قطعت نياط قلب فاتن بمنظرها الساحق ذاك.. وما كان منها الا ان ارتمت في حضنها
الساخن وهي تبكي بحرقة..



استعجبت فاتن سبب بكاء هذه الطفلة.. ولكن.. ارتاحت وهي تحضنها.. اتصدقون ان
احدا لم يحضن فاتن منذ وفاة ابيها الا اخاها جراح بالمستشفى.. وهي كانت بامس الحاجة لاحد الاحضان..
ولذا تركت العنان لنفسها.. لتجدد البكاء على ابيها الفقيد..

تحركت سماء عنها لتواجهها: انا ماعرفج.. ولا اعرف هلج.. لكن والله... والله اني ما بجيت على احد كثر ما بجيت على فقيدكم الغالي..
مسحت فاتن على شعر تلك الصبية بحنان وهي تبتسم وسط دمعاتها الخاشعة.. : ما عليج
سماء وهي تشير بيديها يمنه ويسرة لا تعرف كيف تصف مشاعرها المبعثرة: مادري... مادري.. (تشير الى وسط صدرها) هني الم قوي.. يعصررررني.. بطريقة ميننتني ..( تمسك راسها) راسي مصدعني وماني
عارفة شلون ابعده... ساعديني فاتن... حلفتج.. قوليلي.. ليش انا جذي؟؟



امسكتها فاتن وهدأت من روع الصبية المسكينة.. لابد وانها قد رات ما رايناه
في المستشفى ولم تتحمل ذلك المنظر ولم يهدئها احد.. ولذا هي مرتبكة وخائفة هكذا
امسكتها فاتن واجلستها بجنبها على احد الكراسي الوثيرة.. وضعت راس سماء على صدرها
الحنون و اسكتتها بعبارات متفرقة: اوش... اسم الله عليج...اعوذ بالله منك يا بليس... اسم الله عليج..

وبعد لحظات من الصمت ...

مسحت فاتن على راس سماء وهي تبتسم .. هدأت انفاسها المتلاحقة..
ولابد انها قد استكانت قليلا..

فاتن: هدأتي..
لم تتكلم سماء بل هزت راسها مجيبة.. بنعم..
فاتن بهمس حنون..: خليني اروح ازهب لج لقمة تاكلينها..
سماء تبتعد قليلا: لا خلج ... مابي اكل..
فاتن: زين انا يوعانه كلي وياي..
سماء تبتسم: عشانج انتي بس.. ولا ان مب يوعانه
فاتن: اوكي تعالي وياي زين....



رفقة من الصباح... الحمد لله. هذا ما كانت تحتاجه فاتن بحق.. ان تكون برفقة احدهم ..
يونسها ويبعد عنها الحزن قليلا.. وان كان شخصا متوجع اكثر منها.. مع ان الطعام كان
اخر ما تريده الا انها رأته الشي الوحيد الذي سيبعد الهم والغم عن تلك الفتاة الصغيرة..


انتهت فاتن من اعداد ذلك الفطور الخفيف المشهي للنفس.. وقدمته لسماء التي امتعضت

سماء: مابي اكل..
فاتن بحنق الام: لا يبا ليش ما تاكلين.. اكلنا مو عاجبج؟
سماء تبتسم: لا الا عاجبني .. بس .. مالي نفس
ترفع فاتن يد سماء النحيلة لا بل الهزيلة بيدها وتعلقها في الهواء: يعني عاجبج هالجسم؟؟ جلد على عظم.. يبا الرياييل ما يبون جلد على عظم.. يبون وحدة متروسة وهاه فيها عافية.. عيل هيكل عظمي
سماء بغرور: اصلا يحصل لهم.. هالرشاقة وهالاناقة.. (تقف لتستعرض) والا هالطول..



عندما وقفت سماء بدت فاتن قصيرة بعض الشي امامها.. لان سماء كانت بالفعل طويلة..
لكنها كانت هزيلة امام فاتن.. وفاتن لا تحب الهزيلات ابدا.. بل تشمئز منهن..
وهي تعلم بأنها أصبحت مثلهن ..

فاتن: أيـــه.. قعدي قعدي بس. . ههههههههههههه
جلست فاتن وجلست معها سماء.. وبدأت فاتن الاكل ببسم الله.. واكلت امام سماء التي سرعان ما فتحت شهيتها لرائحة البيض العطرة واللذة التي بدت بها القشدة .. وأكلن الاثنتان بهدوء.. الى ان انتهت سماء اولا..
سماء: ااااااااااااااااااااااااااااه.. مادريت اني يوعانه جذي..
فاتن: يقولون الحمد لله ليمن يفضون اكل
سماء بحياء: الحمد لله..
فاتن تبتسم: الحمد لله.. ( وقامت وهي ترفع الصحون للمغسلة)
سماء: فاتن..
فاتن: هلاا...
بدت سماء محتارة قليلا: بسالج سؤال؟
فاتن تلتفت لها وهي تغسل الصحون: سألي؟

استندت سماء الى الكرسي واولت ظهرها لفاتن.. وصمتت.. يبدو ان السؤال لم يتكون في ذهنها بعد..
واستغربت فاتن منها ..


فاتن: امممممممممم سؤال بليغ؟
سماء: هههههههههههههههههههههههه ما سالت للحين

فاتن وهي تغسل الصحون: من جذي بليغ... لانه للحين ما طلع بصورته الاخيرة في مخج عشان تسالينه.. اكييييييد فيه شي..
سماء بتفكير: يمكن؟؟

انتهت فاتن من الصحون ونشفت يديها في المنشفة المعلقه عند المغسلة.. وعادت للجلوس مع سماء
فاتن: علامج سماء... حايس مخج بهالسؤال؟
سماء: انتي وايد طيبة معاي مع ان هذا يمكن ثاني مرة اشوفج فيها
فاتن: ايه.. ليش.. فيها شي؟
سماء بحيرة: لا..(تلعب بالشرشف) بس.. انا مو متعودة على اني احب الناس مثل ماحبج جذي.. انا احس اني اعرفج من زمان.. زمان زمان يعني.. وان رفجتج معاي وكل اللي يصير معاج.. شي عادي ومو غريب
فاتن بابتسامة: وليش لازم يكون غريب؟ اصلا حلاوة الصداقة او الرفجة اللي الانسان يقدر يكون على طبيعته فيها.. والا شرايج؟
سماء: انا من رايج... بس...
فاتن تمسك بيدها: تكلمي.. قولي اللي في قلبج.. انا بتقبله؟
سماء احتارت.. ولكنها افرغت ما بصدرها:... فاتن.. انتي تحبين اخوي مشعل.؟



بهت لون فاتن من سؤال سماء المباغت...
ما الذي جلب هذا السؤال اليها في هذا الوقت؟ ولم تسألني إياه؟
لم تجب فاتن وارتبكت.. وخافت ان يكون ارتباكها الايجاب لسؤال سماء

سماء: اسفة فاتن مو قصدي اسالج هالسؤال..(اشاحت بوجهها حزينة) انا كنت عارفة اني
راح اخلق مشاكل بهالسؤال.. ما عليج.. تصرفي جنج ما سمعتي هالسؤال..

وهمت سماء بالخروج ولم تمنعها فاتن بذلك الا بسؤال اخر
فاتن وهي تمسك بالكرسي: ليش سألتي هالسؤال سماء؟
التفتت لها سماء الواقفة عند باب المطبخ.. والتفتت: مادري.. حسيت ان بينج وبين اخوي مشعل شي..
شي اكبر من الناس كلها.. واكبر من العلاقات كلها.. وماظن لو كان بينج وبين اخوي شي راح يكون غير الحب..

صمتت فاتن حرجا من كلام اخت حبيبها.. ان يكون هذا الكلام لها فلا شي امام
كونه صادرا عن اخته.. يا ويلتي.. أ لهذه الدرجة انا مفضوحة بين الناس.. أ لهذا الحد علاقتي
مكشوفة امام العلن...

سماء وهي تبتسم: بس حطي هالشي في بالج.. اني ما كنت راح ارضى في حبيبة
لاخوي غيرج.. لانج غير عن كل البنات.. وهذا الشي يفرحني ما يزعلني ..

بابتسامة الرضا التي غادرت بها سماء.. دبت الحياة من جديد في جسد فاتن.. واحمرت خدودها
بعد ذلك اللون الاصفر المرعب الذي اجتاح بشرتها.. ولاول مرة... فرحت بعد وفاة والدها..
عندما غادرت سماء كانت تسير بكل هدوء وصمت.. الا ان رات تلك السيارة القديمة الخربة تقترب
من منزل فاتن.. وتوقفت ليخرج منها شابٌ هزيل حنطي.. انه.. انه ذلك المتعجرف الذي استوقفها
وسالها عن ملابسها.. لا اراديا جالت انظار سماء على ملابسها ولكنها انتهبت لنفسها.. وغادرت عنه..

انتبه خالد لها ايضا.. ولكنه لم يعرها اهتمام.. لكنها عادت من حيث ذهبت لتناديه



سماء: هي انت
التفت اليها خالد وهو ممتعض.. من هو الهي: من هي؟؟
سماء وهي تقف مكانها: انت..
خالد: انا لي اسم يا بنت الناس.. جان ما تعرفينه اقول لج اياه
سماء بغرور: مابي اعرفه..




والتفتت عنه وغادرت.. وظل خالد مكانه يهز راسه حسرة على تلك الفتاة
خالد: الحمد لله والشكر.. بنت يمكن ما طافت الـ 16 ومينونة.. (يرفع يديه بالدعاء)
يالله الدنيا مو ناقصة ميانيــــن عقلها يا رررررررررب..

ودخل خالد الى المنزل وهو يضحك .. وفاتن تسمع ضحكته وهي تغطي شعرها..
فاتن: محلى الضحكة
خالد: احم احم... (بنبرة رومانسية) صباح الخير فتونتي
فاتن وكأنها لم تسمع كلمة صباح الخير: يبت اللي طلبته منك
خالد بصدمة: اول مرة اعرف.. ان رد صباح الخير اهو يبت اللي طلبته منك.. (تضحك فاتن) .. تضحكين أي اكيد ضحكي مو انا خالد الــ .....
صمت خالد قليلا عن الكلام.. وعاد بفكره.. فاتن تضحك؟ هل هي من ضحك امامه الان؟ هل هي سبب هذا الرجفة المعتادة عندما يسمعها تضحك؟
خالد: فتون
تسحب فاتن الكيس من يده وهي خجلى: جب..



ودخلت عنه المطبخ ..

وقف خالد مكانه وهو غير مستوعبا.. إنها تضحك؟؟ يا ويلي.. تضحك معي..

دخل خلفها في المطبخ: فتووون
فاتن تبتسم وهي تفرغ ما بالكيس: جب
وقف وهو صامت: شنو؟
فاتن وهي تلمحه بهدوء: جب..
خالد: انا جب؟
فاتن: أي انت جب...
خالد يبتسم: لكن بعد.. اظل ضحكتج...
فاتن وهي تدخل الاغراض في الثلاجة: على حسب؟
خالد بحيرة: حسب شنو؟
فاتن وهي تقفل الباب وتتوجه ناحية المغسل: ولا شي..






صمت خالد لفتر ة.. ولكن.. هذه هي فاتن.. عميقة.. دفينة .. وسرية ..
ولابد وانها تحمل معنى اخر في قلبها .. احبها.. احبك يا فاتن.. احبك...




* *




في بيت ابو مساعد..

مريم كانت جالسة مع امها
في صمت امام التلفاز.. واخاها مساعد لم يكن موجودا.. كانت تنظر الى المسلسل
وهي مندمجة به والقصة بدت تستسيغ مزاجها.. وامها جالسة وهي تضع يدها على خدها..

ويدخل مساعد.. او المارد الجبار..
بصوته الاسر: السلام على اهل البيت..
الام التي كانت يدها على خدها ابتعدت وحلت محل التكشيرة ابتسامة حب وامومه رائعة: يا هلا بوليدي
مريم تبتسم لامها المسكينة.. تحب اخي كثيرا.. لكنه لا يطيعها بشي..
وخصوصا في المسألة التي تريدها بشغف.. زواجه الذي يبدو معضلة العالم..


ولؤي يدخل المنزل بعده بقليل : السلام عليكم؟؟؟

لؤي.. ماذا يمكن ان يقال عن لؤي؟؟ انه نسخة مختلفة تمام الاختلاف عن اخيه مساعد...
ذاك يمتاز بالبنية الضخمة اما هذا فهو لا يكاد يطء على الارض من خفته.. مساعد لديه كل
الشخصية البارزة او المسيطرة .. اما لؤي.. فهو الفتى الذي يرفض ان يكبر.. ويعامل كالكبار..

مكانه المفضل هو حضن امه.. او الجلوس عند رجليه.. رفاقه كثر.. الا ان جراح وخالد ابناء الياسي..
هم احباب قلبه.. كان مسافر اثناء عزاء ابو جراح.. وعندما سمع
الخبر بعودته.. المه هذا كثيرا.. لا بل ابكاه...

لؤي لا يحب الفتيات.. ولكنه يعشقهن.. ويحبهن جميعا.. لذا هو لا يستطيع ان يكرس
قلبه لفتاة واحدة.. حب الفتيات جميعا هي رسالته في هذه الدنيا... محلاك يااااا لؤي..

الكل: وعليكم السلام
ام مساعد بابتسامة: حيا الله اوليدي...
وبعد ذلك ... دار حوار بين مريم ومساعد على الجامعة واكمال دراستها
وعن سفر فاتن الى امريكا لاكمال دراستها .. تغيرت ملامح مساعد اثر هذا الحديث
وبعدها غادر مساعد المكان الى الاعلى.. غرفته.. بعيد عن العيون
التي راقبت تغيره بكل اهتمام؟

لؤي: علامه؟؟
ام مساعد بصوت خافت: اللي علامه من زماااان..
لؤي: ها؟؟
مريم: شنو يمه
ام مساعد: ها... ولا شي ولا شي..

تنهض ام مساعد لترى ابنها الكبير.. مع انه لن يسمح لها بان تشفق عليه..
لكن هذه كانت القشة التي قصمت ظهر تلك الوالدة الحزينة على حال ابنها...

عندما غادرت... خرج لؤي من المنزل ..

ونهضت مريم من مكانها الى غرفتها.. واثناء صعودها الدرج سمعت صوت
والدتها يخرج بخفاء من غرفة اخيها مساعد... ولم تستمع واحترمت الخصوصية
وسارت ناحية غرفتها.. لكنها توقفت فجأة !!!!!
سمعت صوت والدتها وهي تقول !!!
عــــاليــــــــة...
عمة فاتن المقربة المرحومة..
لما تذكرها امي ؟؟؟
ولم عند اختي مساعد...

كان هذا السبيل كي تبتعد عن بابها وتقف عند باب غرفة اخيها..

ام مساعد بصوت شبه الباكي: يا اوليدي.. لي متى بتظل جذي.. حرام عليك تخليني اضرب
الجف حامي عليك وانت ابد مو حاس فيني... يا ولدي انت شيبك طلع.. لي متى بتظل جذي.؟

مساعد صامت ولم يتكلم.. لربما هذه المرة الالف التي تتكلم امه معه عن هذا الموضوع..

ام مساعد: انا ابي اشوف عيالك.. ابي اشوف مرتك اللي ترد لك روحك اللي مادري وين ضاعت من راحت عنك عالية.. يا اوليدي.. عالية راحت خلاص.. ما بترجع.. حرام انك تضيع حياتك جذي
مساعد: يمه تكفين... عن هالكلام.. تعرفين زين اني ماحبه
ام مساعد وهي تبكي: حتى انا يا يمه ماحبه.. بس .. انت مو صغير.. انت ريال كبير وبسن الزواج..وانا ماظل لي عمر..
مساعد: لا تقولين جذي يمه.. انتي بس فيج دلع
ام مساعد: انا مافيني دلع... انا فيني حمية عليك.. ابي اشوف اعيالك.. ابي الاعبهم.. ابي اتونس .. ابي ارتاح عليك قبل لا اموت..
مساعد: يمه خلاص تكفين ماحب اسمع هالطاري..
ام مساعد: عيل فرحني
مساعد يتحرك بعصبيه: شتقولين يمه...
ام مساعد: انت ليش كاره العرس
مساعد: مو كاره والله مو كارهه يمه تكفين... بس... (يبتعد وهو مغضن الحاجبين).. مااابي الحين
ام مساعد وهي محتارة: انا مادري... ليش مو الحين.. انت مفكر ان الوقت توه.. انت عمرك 27 سنة.. بتذبح عمرك يعني على خوانك... لي متى بظلون معتمدين عليك
مساعد وهو يشيح وجه فاتن الذي يزعجه بهذه اللحظه: ليما يقدرون يوقفون على ريلهم...
ام مساعد: وفاتن ....
مساعد انصدم والتفت الى امه: علامها فاتن؟
ام مساعد: ليش بتاخذها الى اميركا
مساعد: مو انا اللي باخذها.. شركتنا اهي اللي بتاخذها .. في بعثه ابوها الله يرحمه مقدم اوراقها لها
ام مساعد: بسالك؟؟؟ انت ليش متعبل بالبنت؟
مساعد باستغراب: يمه هذي انتي اللي تقولين جذي؟؟ انتي ناسية بو جراح شنو بالنسبة لنا ..؟
ام مساعد تشيح بوجهها عن ابنها: مو معناته يستغلونك..
مساعد: افا يمه.. انتي الي تقولين جذي؟
ام مساعد وهي منزعجة: اوووه مادري مادري... بس انا اقول لو تنتبه لنفسك يكون احسن
مساعد: ان شالله يمه...



عندما احست مريم ان احد منهما سيخرج تراجعت بسرعة ودخلت لغرفتها واغلقت الباب..
وبالفعل خرج احدهم من الغرفة.. كان مساعد.. ذهب ليتنشق الهواء
المنعش عن هواء المنزل العكر..

وظلت مريم تتصارع بافكارها....

تجمع الاسماء في مخيلتها..

مساعد.. عالية.. ابو جراح.. و .. فاتن...
لم تدور هذه الاسماء بحياة اخي مساعد...؟؟
ما علاقته بعمة فاتن المتوفاة؟؟
وما كانت طبيعة العلاقة بين اخي وابو جراح لكي يكن له كل هذه المحبة وكل هذه المودة؟
كان طيبا صحيحا.. كان محبا للخير معروفا... لكن.. هذه المحبة غريبة من نوعها قليلا

لكن تظل كل هذه الشخصيات وتبقى فاتن!!!!
ما هي طبيعة مشاعر أخي ناحية فاتن..
أنا أحسست انه يميل إليها قليلا ولكن.. هذا شي معتادا مع فتاة كفاتن فهي تجذب الناس
لها كالنحل.. ولم يكن لها أعداء في حياتها.. لكن.. أخي مساعد؟؟؟

ظلت مريم تفكر بعمق .. وتوصلت الى ان مساعد اخاها مغرم بفاتن..

ضحكت مريم على هذه الفكرة: مساعد يحب فتون؟ هههههههههه والله اني صاحية..
لو مساعد يحب فتون شيسوي عيل معزب طول هالفترة.. اصلا مافي ولا دليل يبين
شي جذي بين مساعد ولا فتون... يمكن اهو أي.. لكن اهي تحب مشعل..
او يمكن تحبه؟؟ او .. يمكن لاء..
كان مساعد جالس عند البحر.. والجو لم يكن بذلك المنعش الذي قد يبقيه عنده..
فاستغنى عن الجلوس خارجا وبقي في السيارة وهو يريح رأسه على كرسي القيادة..
يفكر بكلام امه المؤلم.. لم عليها ان تؤلمه هكذا.. لم عليها ان تكون قاسية الى هذه الدرجة.. ايعتقدون بانه لا يحس لكلامهم.. اليست بقلوبهم أي رحمه لما يؤلمه وما يؤذيه.. ذكرى عالية تشجب قلبه
وتحزنه . ترميه بالكلام كما تريد.. وهو.. يستمع لهم وفقط..
ااااه يا عالية... ليتك اخذتني معك... ليتني رحلت معك ولم اعد.. لم كان علي العودة..
لم كان لابد لي من العودة.. اخوتي لم يكونو بحاجتي.. فما الذي ارجعني...


واخذ يفكر بفاتن... يتذكر وجهها وهي جالسة امامه في منزلهم.. لم يستطع ان يتمالك نفسه
فما كان به الا ان سار امامها يمينا ويسار بلا هوادة.. لم يستطع ان يبقى وهو
ينظر بوجهها.. فهي تربك سنه الكبير.. وتزعج هدوء باله .. كم هي استفزازية..
على الرغم من سكوتها ونظراتها الساذجة..الا انها تثير حفيظتي.. يا ويلي.. ماذا افعل بقلبي
هذا.. الذي عشق هذه الصغيرة..



خرج من السيارة وهو يحرك يديه للاعلى والاسفل.. ويتمطط .. جلس عند الرمل وهو يرفع في بنطلونه
من الاسفل.. دخل الى الماء وتصارع معه.. احس بالروح القتالية به عنيفة وسبح في تلك
الغياهب العميقة المظلمة.. غير عابئ بشي..
وبعد فترة خرج.. وتوجه ناحية السيارة وهو مبلبل تماما من راسه لاخمص قدميه..
ورفع جهازه المحمول ليجد 5 مكالمات لم يرد عليها.. من يا ترى؟؟
اذا بها مريم اخته تتصل..


مساعد يرد: هلا مريم
مريم: هلا مساعد.. امي تسالك بتيي على العشا
مساعد بضيق وهو يذكر كلام امه السابق: انا برد البيت الحين وبنام ما بتعشى..
مريم: اوكيه... مساعد؟؟
مساعد: هلا
فكرت مريم انه لربما من الخطأ ان تخبر اخاها ما تود قوله.. ولذا فكرت بشيء سريع: ييب لي بريد معاك..
مساعد: واللي في البيت؟
مريم بدلال: اللي انت تييبه غير.. بليز.
مساعد: اوكيه.. يالله باي
مريم: بايات..



بحث في قائمة الارقام التي لم يرد عليها ليجد رقما هلل وجهه..
انه جراح ابن العم عبدالله رحمه الله.. ما الذي دفعه الى الاتصال بي..
واتصل فورا به..

جراح: هلا مساعد
مساعد: هلا فيك بو محمد.. شخبارك.. عساك ابخير؟
جراح: الحمد لله ابخير شخبارك انت شمسوي؟؟
مساعد: والله هاه عايشين... وانتو شخباركم وشخبار البيت معاكم والوالدة
جراح بنبرة ملئ بالالم: للحين على حالها.. والبيت.. الله يخلي فاتن مو مخليتنا محتاجين لاحد غريب..

دقاته عادت الى الانحراف عن المسار والتشتت.. لم .. لم عليها ان تظهر
في كل دقيقة في بالي لما ؟ .. وكأن شغل الامواج ضاع هباءا بمجرد ان يذكر اسمها..



مساعد: الله يخليها لكم ان شالله.. خير جراح متصل فيني
جراح: الخير بويهك بس.. بس حبيت اقعد معاك واسولف وياك اكثر عن البعثة للي شركتكم
مقدمتها لاختي.. اذا ما كان عندك مانع
مساعد: لا ابد والله أي وقت تبي انا حاضر لك.. ولو تبي اكثر اييب لك المسؤولة عن
هالبرنامج والمنظمة له عشان تشرح لك ولفاتن اكثر عن الموضوع..
جراح: لالا في الوقت الحالي انا اللي ابيك اتكلمني وتقول لي عن هالموضوع لاني ابي ارعى
مصلحة اختي وابي اوفي حقوقها وما اظلمها... مثل .. مثل ما كان الوالد يتمنى .. الله يرحمه

ابتسم مساعد من كلمة جراح.. انه فعلا لرجل.. صحيح ان المصائب تخلق الرجال..

مساعد: عيني عليك باردة.. خلك جذي سند وعون لاخوانك.. ترى مالهم الا انت ..
جراح: الله يخليك هذا واجبي واقل من واجبي لو فيني اسوي اكثر... بسويه
مساعد: يعطيك العافية وانا باجر العصر راح ازورك في بيتكم...
جراح: ايصير خير بنتظرك و الي فيه الخير الله يجدمه
مساعد: على قولتك.. يالله تامرني بشي؟
جراح: سلامتك ياخوي ما يامر عليك عدو... يالله مع السلامة
مساعد: الله يسلمك..



اغلق مساعد عن جراح وهو شبه سعيد.. لكن سرعان ما تعكر صفوه وهو يتذكر اصرار
فاتن برفض البعثة.. تلك الفتاة لن تقبل بها ولو كانت اخر رمق في هذه الدنيا...



* *


جراح الذي كان جالسا في الصالة يفكر فيما قاله له مساعد عن البعثة.. كان يبدو مهتما
فعلا بامرها.. ولكن السؤال الذي يحيرني.. لم فاتن اختي؟؟؟ لم هي بالذات..
غدا سيجيبه مساعد على كل أسالته.. قام من مكانه وهو على تلك الفكرة..
واثناء سيره ناحيه الدرج رن جرس الهاتف.. من يا ترى... وذهب ليرى من يتصل بهم..


جراح بصوت تعب: الووو
مريم بصدمة من الصوت: الوووو..
جراح: من معاي
مريم: اول شي السلام
عرفها جراح.. وابتسم في داخله لاتصالها: والله الناس يومنا تسمع الو تقول السلام ما ترد بالو
مريم: اسلام عليكم
جراح: وعليكم السلام يا هلا
مريم: فاتن اهني؟
متجاهلا سؤالها: أي بخير الحمد لله نسال عنج شخبارج انتي
مريم: ويييييو سوري.. شخباركم عساكم طيبين؟
جراح:الحمد لله ابخير طيبين طاب حالج.. وانتي شعلومج؟
مريم: عن الهذرة الزايدة وهات فاتن
جراح: ههههههههههههههههههههه




امسكت مريم على قلبها لضحكته.. كم تبدو ناعمة ورقيقه... وفجاه غاب نفسه
عن الهاتف.. لابد وانه ذهب لينادي فاتن.. ليته بقى اكثر..


واذا بصوت فاتن الجميل: يااااااااا هلا وغلا..
مريم: هلا فيج ومسهلا بيج يا الغالية شلونج شخبارج

بعد الضحك والترحاب

فاتن التي غابت عن رفيقتها قليلا: شنو مريم؟
مريم: مو ماعطتني ويه يعني.. عيب يبا
فاتن تبتسم: لا بس كنت شوي سرحانه شفيج..
مريم: اقول لج شخبار اللي بيتهم بحذفة حصى؟
فاتن: شفيج تخربطين أي حذفه حصى؟
مريم: شعلة الحرية وشعلة المحبة والعشق والهيام
فاتن : مريم مو فاهمه عليج
مريم: وااااااي دقمة اقول لج اييج باجر ويصير خير
فاتن بحزن: ليش مو الحين تعالي بروحي بالبيت
مريم: مينونه انتي الناس ليل.. باجر اييج من الصبح لي الليل شرايج؟؟
فاتن بفرح: حلفي
مريم: ويييييييي ماصدقت بييج والله مشكله المعجبات.. هههههههههههههههه خلاص حبيبتي انا باجر عندج ..
فاتن: اوكيك.. بنتظرج
مريم: يالله بايووووووووووووووز
فاتن: باي..



انهت فاتن المكالمة عن مريم وهي تهب بالقيام... الا والهاتف يرن مرة اخرى..


فاتن: نعم؟
سماء بخجل: السلام عليكم
فاتن: وعليكم السلام يا هلا..
سماء: فاتن موجودة
فاتن: انا فاتن من معاي؟
سماء: وي فتووون هذي انتي والله ما عرفتج
فاتن: من؟؟ سماء؟؟
سماء بمرح: لا عمتها ههههههههههههه.. شخبارج؟
فاتن: ههههههههههههههههههههههه الله يحيج وانتي شخبارج؟
سماء: ملاااااااانه حدي حدي ..
فاتن: الحال من بعضه يا خويتي.. شرايج تيين بيتنا؟
سماء بفرح: صج والله.. عادي اجي بيتكم..
فاتن: لا والله اتصدقين.. خذي تصريح قبل..
سماء بسذاجة: من منوووو؟
فاتن: ههههههههههههههههههههه ماقدر عليج.. تعالي أي وقت محد بيقول لج لاااء..
سماء: الوقت يعني مو متاخر؟
فاتن تنظر الى الساعة المحبوسة بمعصمها النحيل: والله توها الناس يعني وانتي بنت جيراننا .. عادي مافيها شي..
سماء: واااااااااااو الحين انا عندج...
فاتن: حياج الله هههههههههههه




اغلقت سماء عن رفيقتها الجديدة وهبت خارج غرفتها وهي مسرعة..
الا ومشعل على الدرج. وتصطدم به..

مشعل: هي شوي شوي.. يبا طقي بريك
سماء: اوووبس.. سوري بس انا مستعيله؟
مشعل يبتسم لاخته الجميله: ليش ان شالله وين رايحة
سماء: بروح لارفيجتي اليديدة
مشعل بمفاجاه: اووووو مبروك انسه سمااء..
سماء بمرح: الله يبارك فيك..
مشعل: ومن صاحبة هذا الشـأن الرفيع الي لقت شرف صداقتج..
سماء: مو احد غريب.. (تغمز بعينها) اللي ساكنه بين ضلوعك..

انصدم مشعل من طريقة اخته في الكلام.. الساكنة بين ضلوعي؟؟ من ؟؟ فاتن؟؟
لحظه .. سماء تعرف بحبي لفاتن.. ؟؟ كيف.؟ ومن اخبرها..

غادرت سماء عنه وهو يتسائل ويوقفها وهي تجري: سمووووي
سماء: هلااا
ينزل لها مشعل بسرعة: انتي ليش قلتي اللي قلتيه
سماء وهي تضم ذراعيها وتقف على رجلها: يعني تبي تقول لي انك ماتحبها.. وان اللي قلته غلط؟؟
مشعل وهو محرج: ليش تكلميني جذي
سماء:coz boys are stupid (وهي تخرج لسانها) باي




لم يتسنى لمشعل ان يمسك اخته ويسالها عن الذي احضر هذه الافكار في بالها عنه
وعن فاتن؟ الهذه الدرجة مشاعره تجاه فاتن مفضوحة.. وكيف حدث كل هذا..
لابد وانها لاحظت مشاعري ناحية فاتن بالمستشفى.. تلك الصغيرة الشقية..
وفاتن.. ياويلي لو تخبرها...

صحيح ان مشعل يحس بحب فاتن له.. ويعرف انها تحبه.. لكنه خائف لو حدث هذا الامر
بالواقع وعرفت بالفعل انه يحبها.. لبلي بمصائب هو بغنى عنها.. اولها رفيقه جراح..
لا يريد ان يحدث شيئا بينه وبين فاتن كي لا تنهدم صداقته العريقة مع اخيها.. ولكن هو يحبها..
اتمنى ان لا تتفوه سماء بالتفااهات وتخرب كل شي..

كان خالد قادم للمنزل للتو وهو يحمل الادويه الخاصة بخالته من الصيدلية.. كان ينظر بما
كان في الكيس يتاكد من احضاره لكل الادوية..فهو لايريد ان يوبخه جراح على نسيانه..
واصدم فجاة بشي رطم ما بيده في الارض...

سماء باحراج بالغ وهي واقفة ويديها على فمها.. وخالد بلغت منه العصبية القمة

خالد: عمية انتي ما تشوفين.. شلون تمشين وتضربين في الناس..
سماء باحراج: مادري... ما شفتك..
خالد: لا والله.. الحين كل هالجثه وما تشوفين.. سوي لعينج فحص اقول لج.. شوفي البربسةا للي سويتيها..
تنزل المسكينة وهي تجمع الكبسولات المتفرقة على الارض..: اسفه والله مادري...
انقرف خالد بطريقة غير معقولة منها وصرخ عليها بقوة: قومي .. انا بيمعهم..



انتفضت المسكينة ووقفت بعيدا عنه وهو جالس يجمع الحبوب من على الارض..
لم يصرخ عليها احدهم هكذا قط.. فمن هذا الصعلوك ومن الذي يعطيه الحق ؟

سماء وهي تقضم انفاسها بغضب عارم لم تحس به قبلا.. غضبا ممزوج بالاحتقار لهذا الصعلوك النحيل..
بعد ان جمع خالد الادوية التي سقطت نظر اليها باحتقار: شتبين واقفتلي جذي..
لم تتمالك سماء نفسها الا وتهجمت عليه: انت واحد..... حقييييييييييييييييير ..
خالد وهو منصدم من هذه الكلمة.. لاول مرة بحياته ينادى بالحقير...

خالد: شنو شنو شنو؟؟؟؟؟؟؟؟؟ انا حقير؟؟؟؟؟؟
سماء وهي تكاد تنفجر وتخرج الكلمات منها ببطئ فضيع: انت حقير.... وبايخ..... وسخيف.... و قليل ادب..
خالد: هي انتيييييييييي ..
سماء: وانا ...( ترقرت الدموع بعينيها كالجليد المهشم) ... انا .. اكرهك....... يالحقير...



وقف الاخر كالصنم مكانه... لما تفوهت بكل هذه الكلمات.. صحيح انها مجنونة..
غادرت سماء عنه وهي باكية... ومتغيضة منه.. لكم تكرهه.. الحقير المستهتر..
استحقره كما استحقرني... بغيض سخيف...
دخلت المنزل وهي منفجرة بالبكاء.. الا وترتطم بالخادمة.. لتفرغ بها كل غضبها

سماء بغضب: انتي عميه ما تشوفيني طايفة وتدعميني جذي... ملعنج من خدامة.. ذلفي عن ويهي..

مشعل الذي كان جالسا في الصالة يقرا في كتاب يستمع لتلك المشادة العنيفة
بين اخته والخادمة.. ما بالها سماء لتصرخ بتلك الطريقة..
للتو خرجت وهي فرحة. والان تصرخ
يخرج خلفها وهي تصعد الدرج: سماااء.. علامج تصرخين جذي؟
تلتفت اليه سماء: ماحبكم.. اكرهكم.. كلكم...

وغادرت عنه لتتركه بحيرة من تصرفاتها المفاجأة.. هل حدث شيء بينها وبين فاتن لكي ...
لكي تكون بهذه العصبية.. يا ويلتي.. لا اظن ان فاتن قد جرحتها باي شي..
ففاتن لا تستطيع ان تفعل شيئا بالدنيا.. فكيف باختي ..

الا وجرس المنزل يدق لينفض افكاره

ما هذه التصرفات المفاجأة من سماء.. لم هذا الكره.. ماذا حصل في منزل ابو جراح
لكي تتصرف سماء بهذه الطريقة الغريبة.. لم يحدث يوما وان راها هكذا قط..

فتح الباب ليجد خالد ابن خالة فاتن عند الباب


مشعل: هلا خااالد
خالد بحرج: هلا فيك مشعل.. شلونك شخبارك..
مشعل: الحمد لله ابخير انتو شخباركم
خالد: الحمد لله ابخير...
يتلفت خالد بحرج بالغ.. لا يعرف كيف يقول ما اتى لقوله.. يا فشيلتي..
احس مشعل ان االموقف به قليلا من الاحراج.. والاستغراب من حضور خالد اخرج من فمه هذه الكلمات

مشعل: خير خالد في شي
خالد بحرج: والله شاقول لك ياخوي بس.. انا من ساعة وصلت بيت خالتي وكنت منرفز ومعصب..
وكانت في يدي الادويه (يرفع يده ليريه الكيس) و... و... على ماظن اختك كانت طالعة من بيت
خالتي بسرعة ودعمتني وطاح الجيس مني وتنثروا الحبوب.. و... انا عصبت عليها..
مشعل يضيق بعينيه مستغربا.. هل يحاول ان يقول لي انه تشاجر مع سماء؟

خالد : والله شاهد علي اني ما كنت اقصد بس .. انا زفيتها مثل ما ازف اختي الصغيرة؟
مشعل: شنوو؟
خالد بحياء بالغ: والله اسف يا مشعل واختك عصبتني شوي والله اهي مالها ذنب بس.. والله العصبية من ابليس..
مشعل: ليش انت شقلت لها

احتار خالد ماذا يقول له.. أأقول لك اني صرخت عليها ونعتها بالمجنونة وبالغبية والعمياء و. . و .. و تستمر القائمة..
خالد: تعرف.. زف الاخوان...
مشعل: بس انت ما يصير ترفع الكلافة جذي بينك وبين اختي يعني ماتعرف للاصول

ابتلع خالد وجهه او بقاياه بعد كلام مشعل.. وتمنى لو ان الارض تنشق وتبلعه

خالد: انا اسف ولو سمحت وصل اعتذاري لاختك وقول لها انا بحسبة اخوها.. والله لو ما كنت
حاس اني غلطان جان ما ييت لعتبه باب بيتكم واستسمحت منها.. ابليس شاطر والرطوبة
ما ترحم ( وهو يمسح جبينه بمعصمه)
ابتسم مشعل له: لا عادي يا خوي اهي بحسبه اختك وانا اعترف لك ان اختي قرقة
شوي وما تنتبه لكن صدقني ما بتحمل في قلبها بقول لها انا وان شالله يصير خير..
ابتسم خالد وكانه تخلص من عبء ثقيل على قلبه: مشكور يا خوي وما تقصر ومرة ثانيه انا اسف على الازعاج و... رمضان كريم
مشعل: هههههههههههههههههههههههههههه تو الناس على ارمضان
خالد بمزح: عادي كل يوم ارمضان.. هههههههههههههههههههههههههه
مشعل:هههههههههههههههههههههههه حسبي الله على بليسك
خالد: يالله حبيبي اخليك الحين.. لا تنسى تيينا بديوانية بيت خالتي اليوم..
مشعل: ولا يهمك بكون عندكم قبلك
خالد: هههههههههه حياك الله بيتك ... يالله فمان الله
مشعل: في وداعته...




وغادر خالد وهو مرتاح بعد ان كان الهم جاثم على صدره.. حمل هم الفتاة..
فلا فتاة تثور هكذا الا وقد طفح الكيل عندها .. مسكينة .. لا تستحق ما قلته..
يا ليتها تسامحني.. وان لم تفعل.. فتستطيع ان تنقع نفسها بالماء.. هههههههههههههههههاي






يوم اخر وجديد بحياة عائلة ابو جراح.. لكنه كان يوم مختلف.. كانت الاشراقة تنتشر
بانحائه على الرغم من الحداد الحزين.. فاتن التي اعتادت منذ وفاة والدها ان تنهض
من الصباح الباكر وتعد وترتب في المنزل المرتب.. وتحضر الاطعمة وتضعها بالثلاجة
لكي تكون جاهزة للتسخين ثم الاكل .. وهكذا تضمن ان الكل سيأكل والكل سوف يشبع..

كانت جالسه في الصالة وهي تستمع الى صوت الدعاء الصادر من المسجلة عندما طرق الباب..
نظرات الى الساعة فاذا بها قد اصبحت الحادية عشر وهي لم تنتبه ابدا.. مر الوقت بسرعة اليوم..
اتجهت ناحية هاتف الباب لترد...


فاتن: نعم؟؟
مساعد بصوته العميق: صبحكم الله بالخير
انتفض قلب فاتن من الصوت: الله بالنور.. من معاي؟
مساعد: هذا انا مساعد... وينه جراح؟؟
فاتن: دقايق بس واناديه..
مساعد: لا ما يحتاج بس بحط لج اوراق خذيهم له.. وقوليله اني بييه العصر..


فتحت فاتن الباب بعد ان اغلقت السماعة.. وكان مساعد يضع الاوراق على صندوق البريد الخشبي..
المسافة بينهما كانت بعيده فهو على بوابة المنزل الصدئة وهي واقفة عند باب المنزل الخشبي..
الا انه احسها قريبة لقلبه كحبل الوريد..
ارتفع ذلك العملاق ليوجه نظراته الى تلك الضئيلة الجميلة..

مساعد: صباح الخير..
فاتن بنظرة غريبة: صباح النور...
مساعد: هذول الاوراق اللي ابيج تعطينهم جراح... وخبريه اني بييه اليوم العصر..
فاتن: ان شالله..

اشاح ببصره عنها لان نظرتها ازعجته قليلا.. لم تنظر الي هكذا.. هل انا غريب الشكل لهذه الدرجة..

مساعد: يالله مع السلامة..
فاتن الباقية امام الباب: مع السلامة..



عندما غادر مساعد بسيارته تحركت فاتن ناحية الاوراق وهي تنظر الى تلك السيارةوهي تبتعد..
يا ترى؟؟ ماذا لديه مع اخي كي ياتيه في الصباح... لحظه..
سحبت الاوراق وغادرت الى الداخل..

اغلقت الباب وقلعت الشال الابيض عن راسها.. رمت بالاوراق على الطاولة وذهبت للمطبخ..
وتجمدت عند بابه

لم تصدق ما رأته عيناها..

ارادت ان تحكهما..
ان تخرج وتعيد الدخول للمكان..

لان ما كان امامها كان اشبه بالحلم..



.

.

.


!!!!
__________________




؟

يتبع >>
__________________


كانت والدتها واقفة عند المغسلة وعيناها تطل من خارج النافذة الصغيرة.. التي تطفر بعض الاحيان
غصون الاشجار الى داخل المنزل منها..
هربت الكلمات من فم فاتن الى امها الواقفة تناديها: يمـــه

التفتت ام جراح لابنتها بشكلها المريض.. كانت عيناها الجميلتان الشفافتان داكنتين ومحمرتين..
ويداها الحنونتان ترتجفان .. وشفتاها الناعمتان ترتعشان.. لكنها بتلك اللحظه
نطقتا بكلمة ارجعت الحياة الى ذلك المنزل..

ام جراح: يمه فاتن... حبيبتي فاتن..

ركضت كالمجنونة الى حضن امها .. لترتمي بعنف هز تلك المريضة ولكنها لم تسقط..
وكان القوى كانت في جسد ابنتها المسكينة... لكم عانت لوحدها.. ولكم واجهت صعوبات..
فهي ام وتعرف كبر مسؤولية رعاية مراسم مناسبة كهذه.. هي الكبيرة وتتعب فما بال هذه الصغيرة..

فاتن تقبل كتف امها ويديها: حبيبتي يمه.. عمري يمه .. يا روح هالبيت يا يمة... الحمد لله انج رديتي..
ام جراح تبتسم لابنتها البارة وتسحبها الى حضنها: تعالي يا حبيبتي.. تعالي في حضني
يا قطعة من فؤادي .. تعالي خليني اعوضج.. ادري فيج .. ادري فيج تعبانة
بس ما تقولين.. تعالي يا ريحة الغالي تعالي..

لم تستطع فاتن ان تتمالك نفسها فكانت فرحتها اوسع مما تخيلت.. فبكت في حضن امها
لا بكل انتحبت بعمق.. ولم تعرف لم هرب شكرها الى ذلك الرجل الذي اتاها من الصباح..
لقد كانت زيارته بشرى خير علينا لهذا الصباح...
بشرك الله بالخير يا مساعد.. على حضورك المبارك هذا الصباح..

ام جراح تمسح على ابنتها وتبتسم لها بحنان: الله يخليكم لي يا عيالي.. الله يخليكم لي..

لحظات تمر الا وجراح ينزل من على الدرج وهو فزع...

جراح: فتون وينها امي....؟؟؟
يلتفت الى تلك الملاك الجالس على الكرسي بجانب اخته.. فتتهلل عيونه وتتلألأ فرحا برؤيتها ..
واذا به يطير من على الدرج الى حضنها الدافئ..

جراح: يااااااااااااااااااا بعد هالدنياااااااااا ياام جراااااااح... يا حياااا شوفج يا امي يالغالية..
ام جراح تبتسم : يا بعد قلبي يا جراحي.. يا حياة امك..
فاتن تضرب امها بحنان: وانا يمه
تلمها ام جراح: ويييي يمه انتي قلبي وعيوني..




وكان الصدف شاءت ان تجمع العائلة بهذا اليوم السعيد.. فهاهي عزيزة قد حضرت
ومعها مناير وعزيز.. وخالد الذي وصل معهم في نفس الوقت ..
يدخلون المنزل.. لينصدمو بالجالسة في الصالة..

مناير بصراخ: يمـــــــــــــــــه
وتطير الى حضنها

ام جراح: عيوووووووووووووون يمه..

تقبل الاخرى امها وتلثم وجهها وتحضنها وتشم رائحتها: يا حبيبتي يا امي.. يا عمري يا مي.. تولهت تولهت علييييييييييييج يمه..
ام جراح: وهم انا تولهت عليكم يا حبايبي.. يا عزي في هالدنيا ويا دلالي...



عزيز لم يتحرك من مكانه بل بقي واقفا عند امه وخالد يدخل المنزل بعد ان كان جالسا
في السيارة.. وعندما رأى خالته لم يصدق


خالد: ام جراح ما غيرها.. يا حيا.. يا حيااا الشوف يا هلا ومسهلا ... يا هالصبح المبارك ومن وين طالعة الشمس اليوم... تعالي بحضني يا حبيبتي دنتي وحشتيني اوي اوي
ام جراح: هههههههههههههههههههههه فديت ولد الغالية..
يقبل خالته ويبعد جراح عنها ويلتصق بها: فديت هالويه
جراح: قوم لا افججك اليوم..
خالد: روووووووووح يبا.. انا متوله عليها اكثر منكم.. انتو تنامون معاها انا اللي انام لحالي.. فديت هالويه خالتي.. سويلي فتوش
فاتن: صج رزيل..
خالد: مو شغلج تسوينلي خالتي صح؟
عزيزة: صج ما يستحي هالولد..
ام جراح: خلوووه.. اسويلك فتوش ومن عيوني هذي قبل هذي.. بس قبل قوم عني تراك خنقتني ..
خالد وهو يبتعد: ان شالله خالتي بس مو هاللون مو جدام العواذل



يخرج لسانه الى فاتن والاخرى تخرجه ايضا..
تهم ام جراح بالنهوض..

فاتن: وين رايحة يمة..

تربت على يد ابنتها الطيبة وتبتسم لها .. وتنهض بهدوء الى الشخص الوحيد الذي لم يستقبلها حتى الان..

ام جراح: ها عبد العزيز.. ما وحشتك؟؟

يهز الاخر راسه وهو ينفي هذا الشي.. والله اعلم لمدى شوقه الى امه..
ام جراح: افا.. ليش انزين.. عطنا ويه يالحبيب.. مانقدر عليك احنا..
عبد العزيز: مو شغلي...
ام جراح: زين تعال مسد ريلي.. تعورني من مساعة للحين..
عبد العزيز وهو يكاد ينفجر من البكاء: مابي..
ام جراح: تعال في حضني.. قلبي مشتاق لك.. تعال



تفتح الام الحنونة يديها وكانها اشارة انتظرها هذا المسكين منذ زمن..
ويهرج الى حضنها الدافئ ليبكي لاول مرة من بعد وفاة والده..
حضنته ام جراح بين يديها وكانها توثقه وتعطيه الاحساس بانه لن يفقدها كما فقد والده..
هي تعرف كم يعز على عبد العزيز ان يفقد والده.. على عكس جراح.. فعبد العزيز كان يفتخر بأبيه..
ويفخر بعمله حتى انه كتب تعبيرا في عيد العمال وهو يتغنى بعمل والده..
حتى انه تمنى لو انه يكبر ويستطيع ان ينفذ نصف ما ينفذه والده...
لتلك القطعة النثرية تلقى ابنها جائزة من مدرسته تقديرا على المجهود الذي بذله..



* *



في منزل ابو مساعد..

مساعد ينادي اخته: يالله مريم مابي اتاخر على الريال
تلف مريم شالها باحكام وهي تنزل من على الدرج: والله انتوو يالرياييل ما عندكم سالفة ما تخلون الحريم يتكشخون والله حقوقنا ضايعة أمبينكم
مساعد: يالله جدامي وعن هالخرابيط...
لؤي الذي يخرج من المطبخ وهو يحمل الاطعمة المتخلفة: والله اختك هذي اكبر قرقة .. خاطري اعرف شنو فيها ومافينا الي مخليك تسوي لها كل هذا..
نورة الجالسة في الصالة: والله انا يوم بالثانوية اعجز منه خذني وصلني تعالي لي.. ابد .. ما كان حتى يرفع التلفون..
مساعد: انتي ولا مرة اتصلتي فيني.. والا انا جان ييتج.. وكل ما اتصل فيج اقول لج اذا تبين توصيلة قلتيلي لؤي بياخذني.. ولا ارفيجتي بتوصلني.. ولا عندي بحث ابي اخلصه..
مساعد: مريووووووم..
مريم: ويه كاااااااني يا ماردي العزيز.. (تلقي بنظرة فاحصة لاخيها) ويه ويه ...
ماااقدر..يا ناس انعشوني بيغشى علي... انا اموت بالدخيليه كلهم دامك منهم..
مساعد بزهوو : شكرا اشكر شعورج يا الغالية
مريم: لا تشكرني هذي الحقيقة..
تكلم لؤي: الناس او البنات عموما لو يوو يحبون مايحبوون المعصقلين.. هاه.. هذول الدبيب اللي يعجبونهم..
لؤي:عارض ازياء انا علامج انتي.. وخل هالبنات اللي يبون الدببه..
مساعد: من صجكم انا دب؟
مريم: لااا اخوي انت مو دب..بس مشكلتك انك عملاق زيادة عن اللزوم ( تغمز له) لكن هذا هو المطلوب..
مساعد وكان المزاح اعجبه: شرايج عيل مريم انروح اليوم مجمع جذي بدل بيت بو جراح؟
مريم بابتسامة: يكووووووووووون احسن وناخذ معانا فتووون.. احلى واحلى..
مساعد: حلفي انتي بس.. حلفي... ما صدقت خبر.. يالله جدامي ماخرتني نص ساعة على الريال عنبو بليسج..
مريم: ها.. هذا انتو حسدتوني زين جذي.. العواذل...




ضحكا الاثنان على اختهما الصغيرة.. وغادرت الاخيرة مع مساعد متوجهين
الى بيت ابو جراح.. لمناقشة موضوع المنحة مع جراح.. وللتسالي مع فاتن...
ولكن.. هذه الزيارة... هل تخفي امورا اكبر من مجرد التسلية او المناقشة...

هل ستكون المستهل.. لبداية من الاحلام..

ام بداية العناء..؟؟

ام بدايه رحلة السفر؟؟ ... الى المستقبل القريب... ؟؟؟
__________________
 

احترت اعبر

New member
إنضم
29 يناير 2008
المشاركات
2,055
مستوى التفاعل
0
النقاط
0


الجزء الثالث
=============

كانت فاتن جالسة في غرفتها.. ترتب في أوراق المدرسة والدفاتر القديمة.. لتضعها في صندوق
وتخزنها بمخزن المنزل.. كانت تفكر في تلك اللحظات في المكان الذي ستضع الأغراض فيها..
لا يوجد مكان بالمنزل.. حنت رأسها إلى تحت سريرها ولكنها لم تجد سعة.. فالغرفة ممتلئة
على صغر حجمها.. والسرير كبير ويملئ تقريبا ثلاثة أرباعها أين أضع الأغراض أين؟؟

ملأت الصندوق ووضعته جانبا لتتفرغ له فيما بعد.. فلا بد وان مريم في طريقها لمنزلنا.. حبيبتي مريم..
لكم اشتقت لها.. ولكن.. المسكينة سمية.. من بعد التخرج لم اتصل لها ولم أسال
عن أحوالها.. لا بد وإنها غاضبة مني ولعلها تحمل في صدرها علي!! ولكن أنا لي عذري..
هي لم تأتي حتى للعزاء على أبي وهي ابنة جيراننا.. ولكن لا حق لي أن احمل في صدري
عليها.. لابد و أن الظروف منعتها.. سأتصل لها وسأكون أفضل منها..

خرجت من غرفتها من غير شالها الأبيض الذي عادة ما تتجول به.. نظرا لـعدم خلو المنزل من تواجد
ابن خالتها عادة.. لا ترتديه متضايقة بل العكس.. لو كان الشال هو الحل الوحيد لتواجد ابن خالتها المفضل..
فحياه الله .. وان كنت أتضايق منه..

نزلت المنزل فاستغربت لهدوءه.. اين اهل البيت؟؟ هل غادروا؟؟ ام هم نائمون؟؟ لكنهم كانو هنا للتو..
نظرت للساعة التي تقبع خلفها في جدار الصاله.. انها الرابعة والنصف؟؟ لا يعقل انهم نائمون؟؟ اين ذهبوا؟؟
هزت كتفيها دلالة على الاستسلام وتوجهت ناحية الهاتف لتتصل بسمية..
رفعت السماعة وضربت الرقم..

وانتظرت الرد..

وانتظرت

وانتظرت..

وطال انتظارها الى ان قطعت المكالمة لوحدها؟؟

اغلقت السماعة واعادت الاتصال...

وانتظرت

وانتظرت

الى ان ملت واغلقت السماعة بنفسها... قامت من على الكرسي وتمططت في المنزل..
حركت الجلابية السوداء قليلا من اعلى كتفها لان اليد تضايقها قليلا.. فهي حارة..
وتجلب الحكة الى جسدها.. فتحت شعرها البني القصير وحركته قليلا واعادت ربطه..
وتوجهت الى المطبخ لتجهز شيئا الى مريم..

بالعادة مريم لا تقبل باي شي تجلبه لها فاتن او تعده مسبقا.. تقول.. انها لا تحب المقبلات
ولا تحب ان يعد الناس لقدومها.. حتى لو اتفقت معهم تحب ان يكون الموضوع مفاجاة..
مجنونة مريم.. ولكن ما احلاها.. متى نكبر اكثر ليتزوجها جراح ويحضرها للمنزل وتعيش معي..
ياااه سيكون افضل شيئا في الدنيا..

سماء الحزينة جالسة في الصالة وامامها وعاء مليء بمختلف الفاكهه.. احضرته لانها لم تاكل شيئا..
والاطعمة السريعة لا تناسبها ولا تناسب صحتها وان تناولتها لسمنت.. لذا فضلت الفاكهه على كل شي..
انها حانقة...
لابد غاضبة..
اخبرها مشعل بقدوم خالد لعند بابهم واعتذاره الصريح ولكنها.. لم تقبله..
لا بل صرخت في وجه مشعل بعنف جعله يغضب منها ويتركها في الغرفة لتتصارع مع نفسها بين تلك الجدران..
تغيبت عن العشا.. وعن افطار اليوم.. وحتى الغداء.. ولم يتقدم احد منهم ليسأل عنها.. لا يهتمون بي..
ولا يعرفون بما امر به.. هؤلاء اهل.. ام اعداء.. حتى السجان يمر على سجنائه ويرى كيف يمضون اوقاتهم.. الا هذا المنزل.. مشعل.. معذور.. فصراخي عليه كان مدويا لدرجة اني صممت من شدته.. لكن امي.. امي.. هاه..
هذه المرأة او هذه الصخرة الحجرية التي لا تعرف شيئا غير تجمعاتها الاجتماعية ولقاءاتها الراقية
والتي من شأنها ان " تحااافظ "على مستوانا الاجتماعي بين الناس .. ما اشد تفاهه دماغ امي..
انها تقرفني معظم الوقت..

لكن ابي..
لم لم ياتي الي.. فهو لا يقوى على فراقي.. كيف بات ليله وهو يعرف باني حانقة.. يا الهي..
ما هذه العائلة.. اني لتعسة بهذا المنزل.. ياليت لو ام فاتن تتبناني وتسكنني معهم في منزلهم
لكنها اطرقت قليلا... اعيش معهم؟؟ معناته الحرب العالمية الثانية؟؟ لا بل النهاية.. ان اعيش وارى ذلك التافه المتعجرف الصعلووك امامي كلما استدرت..

قامت من مكانها وهي تضع يديها بجيب البنطلون.. وهي تتمطط وتزفر مللا.. ذهبت عند الباب..
وفتحته.. ارادت الخروج لكن عاودت الدخول مرة اخرى.. وبقيت قليلا عند الباب لتعاود فتحة وتخرج..
وقفت على العتبات بملل وهي تنظر الى السماء.. وتقدمت بملل من على تلك الدرجات.. ووصلت الى الحديقة..
جلست عند الحوض الزراعي الصغير.. الذي يتخلله بالوسط النافورة الجميلة المباااالغ بها قليلا..
تربعت على تلك القطعة الزراعية ومدت يديها الى خلفها ورفعت راسها الى السماء...
لم تمر لحظات حتى ان رمت بنفسها على الارض وهي مستسلمة... اني لشهيدة الملل.. ياربي.. اعني على مللي...
اغمضت عينيها وهي تحلم.. تحلم بعالم اخر.. بحياة اخرى.. بعائلة اخرى.. عائلة لا تجد فيهم الا الحب.. لا تحصد منهم الا الاهتمام والتقدير والعرفان.. وخلال هذه الاحلام ابتسمت مرارا.. وهي ترى ام جراح اما لها.. وفاتن اختا لها..
وذلك الصعلوك.. ذلك الفتى...
ما ان طرأ خالد على بالها حتى استوت في جلستها .. وكشرت بعينيها وقبضت بيديها.. لو فقط جاز لي ان اضربه.. لكسرت فكه بهذه القبضه ( تشهر قبضتها) أأأأأأأأه


وعادت لترتمي..
حتى دخل مشعل المنزل من الكاراج.. وكان على اهبه الدخول للمنزل حتى رأى تلك الجثة المرمية
على الارض.. لابد وانها سماء.. ههههههههههههههههه هذه المشاغبة الصغيرة.. اشتقت لها البارحة..
لم امضي معها وقتا.. ولكنها شقية ومشاكسة وتفتقر للادب بالمحادثة.. هي صرخت بعنف لكني لم ارد عليها
بل تركتها تصرخ كما تريد لانها ارادت التنفيس عما يختلج بها.. مهما تقول وتتوعد وتهدد فهي
لا تقدر ان تؤذي العصفور.. فكيف بذلك الشاب..
وبدأت دوامة التردد.. ايذهب لها.. ام يتركها لوحدها تعاقب نفسها هكذا..
لابد له وان يذهب لها.. والا لبقيت هكذا طوال اليوم وتنام في الحديقة لتراها امي وتعنفها..

تحرك ناحيتها بكل خفة وهو يرتدي ذلك الثوب.( دشداشه) .. كان يسير على اطراف اصابعه..
وجلس بالقرب منها من غير ان تحس تلك المشاغبة... وبهدوء بالغ طبطب على رجلها بعنننف أقفزها من مكانها ذعرة ..

سماء: مشعلوووووووووووو
الاخر لم يرد عليها فكان يتلوى على الارض من قفزة اخته.. يا الهي كان الموقف يستحق هذه الحركة ولكنها مسكينة.. هههههههههههههههه..
سماء بصراخ: سخيف صراحة يالبايخ.. جذي تسوي فيني.. صج لي قالوووو حمار.. لكن هين يالكريه..
قامت سماء وامسك بمعصم رجلها وهو ما زال يتلوى
مشعل: قعدي.. ااااخ يا بطني ... تمي سموي يعلج العافية ذبحتيني..
عادت للجلوس بعد ان دفعته غاضبه وكانها حركت فيه شيئا وهو مازال يضحك بعنف..
سماء: هاهاهاهاهاهااهاي.. وايد يضحك الموقف موووو..
مشعل: اسف والله اسف... بس .. بس ههههههههههههههههههههههههههه
سماء : اوووووووووووه بتسكت الحين ولا شنو ترى بقوم عنك ..
مشعل يمسك بيدها: لا تمي تمي.. ههههههههههههههه فديت عمرج اختي
سماء تقلد عليه: فديت عمرج اختي.. خوت بك الهويات..
مشعل يفتح عينيه: اوه اوه.. شعندها يديده مريم ههههههههههههههه
سماء: الله يرحمج يا يديده ما كان في هالدنيا الا انتي ورحتي عني.. الله يرحم ايامج يا بعد هالدنيا..
مشعل: الله يرحمها ..( يتمعن في ملامح اخته الجميله) ههههههههههههههه
سماء: جب.. لا اعلم عليك الحين؟
مشعل: عند منووو؟؟ المخفر؟
سماء بخبث: عند الحكومة... سلوى الشاهين.. ( ام مشعل)
بدى مشعل وكانه اسقي شرابا مرا.. فملامحه تغيرت من الضحك الى الاشمئزاز: تكفين عاد..
سماء: هااا.. ما تخاف؟
مشعل بحاجب مرفوع: وليش اخاف؟؟ في سبب يخليني اخاف من احد غير ربي؟؟ مهما كانت سلطة امج في البيت مو معناته اني اخاف منها..
سماء: حجيييييي.. والله لو تدري عنك وعن سواياك جان قصصتك وانت ساكت ما تقول شي..
مشعل: أي سوايا اللي اتحجين عنها انتي؟؟ صاحية ولا مينونة؟
سماء : لا يا عيوني انا صاحية... وانت تدري انا شنو اتحجى عنه... ( تشير براسها الى المنزل القابل لمنزلهم) اتحجى عن اللي ساكنين بين ضلوعك.. ما يفارجون مخك ليل ونهار.. حارمينك النوم والراحة.. وساقينك من ماي الويل..
مشعل يمسك مقدمة راسه باصبعه علامه على عدم التحمل: تكفييييين ويا هالويه.. شقالت قالت ساقييينك من ماي الويل.. وايد اتحجين انتي ما تسكتين..
سماء: هههههههههههههههه انا لحد الحين ما تحجيت.. لكن ان فتحت هالكنز تضيعون كلكم..
مشعل: جب بس جب.. ويا هالويه.. تهددين؟
سماء: أي .. كيفي كويتية هههههههههههههه
مشعل يضحك معها: مالت عليج ههههههههههههههههههههه

بعد فترة
سماء: مشعل؟؟ انت بتتزوج فاتن صح؟
مشعل بنظرة جميلة الى اخته.. لم تعرف سماء ما مقصده منها..
سماء: شفيك تطالعني جذي..؟ قايلتك نكته
مشعل:.. لا بس... مادري
سماء وهي تضيق عينيها: شنووو؟
مشعل يحرك نفسه وينام على الارض وهو يوسد راسه بذراعه: مادري..
سماء: ما تبي تتزوج فاتن؟
استوى مرة اخرى في جلسته: لا تغلطين عاد..
سماء: عيل شالسالفة.. سألتك سؤال وطحت لي مادري مادري.. تبيها ولا لاء؟
مشعل: ابيها ونص..
سماء: عيل بتتزوجها ..؟
مشعل: اكيد بتزوجها.. بس.. شلون.. مادري؟
سماء: شنوشلون؟؟ مثل الناس.. ولا بتأخذها بالكنيسة غير يعني.. تجديد للطقوس.؟
مشعل يمسك باذن اخته: انتي وايدفطينه ومسوية روحج اينشتاين علي
سماء وهي تتلوى: خل اذني لا بارك الله فييي عدوينك..

اخلى سبيلها.. وجلس في مكانه وهو ساكن..

سماء: مشعل علامك؟
مشعل: ههههههههه لا تحاولين معاي سماء ما راح اقول لج شي...
سماء بصدمة:ليش ان شاللله.. قاصرة ولا قاصرة؟
مشعل يضرب انفها باصبعه: لانج بنت.. وصغيرة على هالسوالف.. انا مابي اقول لج اليوم عن هالسالفة تقومين باجر تسوين لي نفس الشي.. لهالموضوع تاثير عليج لو ما تدرين.. انتي بعدج مراهقه وصغيرة و..
تقطعه: بلا بلا بلا بلا بلا بلا بلا بلا بلا حجي زايد بلا معنى..
مشعل: ههههههههههههههههههههههه
سماء وهي تقف: انا بقول لك.. انت تضحك الحين.. لكن في مثل يقول يا اخي الحبيب.. من ضحك اخيرا ضحك كثيرا.. ومن ضحك اولا بكى اخيرا..
مشعل بنظرة ضحكة ولكن بدقة خوف بقلبه: شقصدج..
سماء: انت افهم واخبر مني.. فانت قول لي.. انا شقصدي...





وهكذا غادرت سماء عنه وتركته لوحده على ذلك العشب.. مفكرا.. من ضحك اولا بكى اخيرا...
من يضحك اخيرا يضحك كثيرا.. ما بالها تلك المجنونة؟؟ اهي جادة بما قالته.. ولم قالت هذا الشي..
اهي تشعر بانني متساهل مع مسالة حبي لفاتن.. لكن.. ما افعله هو عين الصواب..
لا اعترض درب الفتاة ولا اغدقها بالكلام المحرم.. لما ما افعله هو الغلط... لما؟؟








على تلك الحال بقي مشعل... اما خالد فقد كان جالسا في منزل صديقه فاضل.. تذكرونه اليس كذلك؟
كانا جالسين في المجلس.. وهما يتسامران بذلك العود الهرم الذي لم يفكه خالد مذ رآه..
يذكر هذا العود جيدا.. فوالد فاضل كان يعزف عليه عندما كانو صغار.. رحمك الله يا ابا فاضل..
لقد كنت رجلا عظيما... حاله كحال عمي ابو جراح.. وحال ابي.. وامي... وكلهم.. رحمكم الله...

فاضل وهو شبه الغاط: خلوووووود خل عنك العوود ابي انام..


خالد يضحك وهو يشد في الاوتار ويرخيها..: انت ما نمت..؟
فاضل: أأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأه..
استغرب خالد: فضول؟؟؟
فاضل: هاااا
خالد: سلامتك من الاآآآآآآآآه
فاضل يفتح عين: تتطنز؟
خالد: لا والله بس ... اتاوه.. سلامتك فيك شي..
يقفز النحيل من مكانه الى عند رفيقه: خلود.. حط يدك هني

يسحب فاضل يد رفيقه الى جانب صدره والاخر يسحبها

خالد: روووووووووووووح .. شتبي في يدي
فاضل: حط يدك على قلبي وشوفه شلون يدق..
خالد: كفايه هالعرج اللي ناط في ويهك..
فاضل: حط يدك على قلبي والا ما راح تحس...

خالد هز راسه معترضا لكن.. سحب الاخر يده ووضعها على قلبه..

خالد: اوووووووووووووووووووه... قطار السريع.. ولا قطار الموت؟
يستند الاخر: قطار؟؟ قول الا ذابحني..
فاضل بصدق: لا والله خلود بموت انا.. بموت ... بموت ان ما ... ان...

سكت وقام من مكانه...


خالد: شفيك فاضل؟؟ علامك تتكلم جذي؟
يلتفت له: انا... ( يخفض صوته) انا.. احب..
خالد يفتح عينيه بصدمة: تحب؟؟؟ تحب منووو؟
فاضل: اوص والله حرام عليك بتفضحني انت..
خالد وهو يخفض صوته: تحب منووو؟
فاضل: ما تعصب يعني.. هي وحدة تعرفها
خالد:قول من اهي....

وكان بالفعل على اخر عصب.. يخشى ان تكون فاتن

فاضل:.. سميــة..
وكانه لم يسمع: من؟؟؟؟
فاضل: سميــــــــة..

سميه؟؟ من هي سمية؟

خالد: أي سمية؟
فاضل: ارفيجة بنت خالتك... فاتن..
خالد: تككككككككككككككككفى ياشيخ انتخييتك.. اقعد مكانك بس اقعد.. لا تخليني اعصب انت شيل عمرك قبل.. بعدين تكلم..
فاضل:ليش شفيني انا.. جريب بشتغل.. وفي احسن شركة بعد؟
خالد غير مصدق: اقص هالذراع..
فاضل: ابشر عيل بتقصه..بشتغل في الوفا للمحاماة..

عقد خالد حاجبيه من اسم الشركة.. الوفا للمحاماة؟؟ هذه الشركة؟؟ ليست غريبة؟؟

خالد: متى هالكلام؟
فاضل: من جمن يوم.. من ايام عزا عمك بو جراح الله يرحمه
خالد: ايا النذل بس عاد قوم من وراي .. وين الرفجة ووين الربعة يا بو خلي...
فاضل يجلس وهو يرفع رجلا على رجل: بعد كل واحد وشقيته على نفسه..
خالد: صج انك ... ( ترك العود وقام)
قام الاخر وهو يمسكه: وين رايح؟؟
خالد: بقوم عنك لا اكسر هالعود على راسك..
فاضل: هههههههههههههه حسووود ما تستحي على ويهك
خالد: عيل شلون انت تشتغل وانا قاعد بلا شغلة ولا مشغلة؟
فاضل: الشغلة فيها اثنين جان تبي..
خالد بتعنت.: مابي..
فاضل يغمز: متاكد؟؟ ترى الراتب حلووو..
خالد: جم يعني..
فاضل: بالراحة 180 .. غير عن العلاوات وغير عن الاوفر تايم..
خالد: وماكو ترقيات.؟
فاضل: افا عليك اكوو ترقيات يمكن تزيد معاشك هذا ستين دينار..
خالد: وين هالشغل؟؟ الوفا للمحاماة
فاضل: أي..
خالد: شنوع الشغلة..
فاضل: مراسلة....
انصدم خالد من طبيعة العمل.. مراسل؟؟ حاله كحال الهندي الذي يرسل من مكتب لاخر ليتعرض للاهانات والتسفيه..
فاضل: شنوو شنو.. مو شغله اوادم .. مو شغلانة شريفة
خالد: بس ياخي مو جذي.. حالنا من حال الهنود..
فاضل: ييب لي شغلانة ثانية احسن من هذي.. لا ترفس النعمة بريولك يا حبيبي ترى والله احنا بحاجتها..
خالد: ادري بس... ( بتفكير) مراسل؟؟
فاضل: خالد حبيبي.. انت شوف انت عشت في بيت منو.. ابو جراح كانت شغلته مو محددة لان ماكان يشتغل في شي واحد.. كان يسلك .. ويركب.. ويصلح.. ويبني .. وينجر.. و .. و.. و.. وشوف سمعته بين الناس.. الحين احنا شغلانتنا سهله ومريحة وكل اللي فيها سيارة نسوقها من محل لي محل نستلم ولا ناخذ وبالعافية ناخذ نفس اجره.. شفيك انت ما تحمد ربك..




اطرق خالد مفكرا.. انه محق.. ولربما سبب كونه محق ذكر عمه ابو جراح..
فلا عمل كعمله رحمه الله.. لم يكن مجرد سباك او نجار.. كان رجلا كامل
الحرف من كل النواحي.. رحمك الله يا عمي الغالي..

فاضل: ها شقلت..
خالد بابتسامة: وين ما انت انا وراك والزمن طويل..


الساعة الان الرابعة والنصف ولم تصل مريم... اعتبرت فاتن هذا الشي في صالحها لكي تعد
ما لذ وطاب من المقبلات التي تعرف لها..
وهي تعمل وتعجن تلك الكعكة احست لحركة في المنزل.. اطلت براسها وهي مشغوله
في المطبخ تنادي: يمه هذي انتي؟؟؟
لم تلقى جوابا.. وعادت لما كانت تقوم به... وهي تتسائل .. لقد سمعت صوتا .. من كان يا ترى..
عادت لتلك الكعكة وسمعت الصوت نفسه مرة اخرى... من هذا يا ترى...

خرجت من المطبخ وهي تنادي وعجين الكعك بيديها واكمامها مرفوعه وخصلاتها متناثرة
على وجهها.. هي ابقت الباب الامامي مفتوحا للتهويه كما يفعلون بكل عصر..
ولكنها لم تكن تعرف ان فتحه اليوم لم يكن لصالحها.. فمن كان واقفا عند الباب لم يكن من اهله..
بل كان بعيدا كل البعد... انه مشعل...

عندما رأته فاتن وهو واقف لم تقدر على الحراك... وهو الاخر ظل جامدا مكانه... متأملا تلك الملامح الجميلة..
وتلك العيون الشفافة.. وتلك البهدلة التي بدت رائعة عليها حتى... لكنه...
احس لتلك النغزة التي تتطري في قلبه كلما رأى فاتن.. اهلها... فاذا به يسحب الباب ويغلقه
وعيناه لم تفارق عيناها... والاخرى من شدة ضربات قلبها صمت اذناها عن الواقع وعن ماهو خاطئ وما هو صحيح...

لم تطئ قدميها الحياة الا بتلك اللحظة... عندما اظلم المنزل بعدما كان مليئا بنور قدومه...
ما احلا وجوده في منزلنا هكذا... يرجع الحياة كلها في رفه عين..

ضمت المجنونة يديها الى عنقها وهي حامية.. تحس بالدماء تجري غليظة في عروقها
وكانها ستسدها ولن تسمح لها بالتنفس... ما اروع هذا الاحساس.. فهو لقاتل.. ومحيي في نفس الوقت...
ما اسعدني حقا .. يا لفرحتي... يا سعدي وسعادي.. لو كنت اعرف انك ستاتي بهذا
العصر لما وقفت لك هكذا.. لا بل فرشت الارض لك زهرا وريحان.. يا حبيبي الغالي...
وقفت تلك المراهقة عند الباب وهي مولية ظهرها له... وما بها الا ان تسمع صوت الباب
وهو يفتح... فرفعت راسها... هل اتى مرة اخرى؟؟؟ التفتت بكل شوق للباب وعينيها
مشرقتين بشتى انواع السعادة ولكن....

لم يكن هو

كانت مريم رفيقتها...

واقفة بشكل غريب وبوجهها تكشيرات مستهجنة لم ترى فاتن مثلها على وجه مريم
الا في المناسبات البعيدة..

فاتن بارتباك: ه.. هلاااا مريم.... هلا حبيبتي..
والنظرة لم تتغير من عيني مريم: هلا فيج فتون...
وتقدمت ناحيتها فاتن.. والاخرى واقفة والاكفهرار على وجهها..
بتلك اللحظه كان الخوف يدب في اوصال فاتن... لم .. لم تعرف.. لكن لابد وان الموضوع كبير والا مريم لا تغدق الناس باهتمامها الا اذا كان الشي معنيا لها..
فاتن :علامج مريم.. فيج شي..
مريم بنظرة غاضبة: فاتن مشعل كان طالع من بيتكم الحين صح؟
ماتت فاتن بداخلها:... أي...
مريم ارتعدت وعينيها توسعتا...: محد في البيت الا انتي؟
فاتن برعب: أي.. ليش.. شصاير؟؟
مريم امسكت براسها وكانه يوجعها... وتلك الحركة اذابت فاتن وصبرها...
فاتن: علامج مريم شصاير؟
مريم: فتووون اشفيج انتي ينيتي... مساعد اخوي شافه يطلع من البيت..
انتفضت فاتن بمجرد ذكر اسم مساعد.. ولكن: واذا... اهو كان يبي ... يبي جراح... بس.. شفيج مريم بس صرعتيني بلا سبب..
مريم: فاتن اشفيج انتي مو صاحية.. اقول لج شافه مساعد وهو واقف عند باب بيتكم مساعة وانتي واقفة معاه
فاتن: واذا الباب كان مفتوح يا مريم مو انا اللي فتحته له انتي تعرفين زين بهالعادة اننا نفتح الباب العصر للتهوي....
مريم: ولو فاتن بس الموقف ما يتعذر.. مساعد من شافج واهو يغلي من القهر.. ياويلي يا فتون لو يروح- ويقول لجراح بتروحين فيها
كانت تنتفض ولكن مجرد ان تخطر في بالها فكرة موقف مساعد تنزعج قهرا منه
فاتن: اوووووووووه.. اخوج هذا شعليه يروح يخبر عني عند جراح... ان شمسوية جرم ولا ذنب.. كل اللي صار اني ما كنت ادري ان احد على الباب..
مريم: ويومنج ما تدرين احد عند الباب ليش وقفتي...




صمتن الاثنتين وهن يسمعن حمحمه... غادرت فاتن للمطبخ وهي تغسل يديها برعشة...
ما باله هذا المتعنت يطأ منزلنا لكي يرعبني... والله لان تجاسر علي لان....
غابت الكلمات عنها وهي تغمض عينيها المرعبتين وتنشف يديها في الفوطة وتلبس
الشال وهي ترتعش وتخرج من المطبخ...


الا بجراح في وجهها: فتوووون حبيبتي.
انتفضت فاتن ذعرة: يمـــــــــه
جراح بصدمة: اسم الله عليج خرعتج.. اسم الله عليج.. علامج انتي صايرة خريعة جذي.. اقول فتونه مسويه مقبلات ولا شي؟
فاتن وقد غابت عن بالها كل تلك الامور وبلا تفكير : ايه سويت شويه اغراض في الثلاجة بتلقاهم
جراح: ياعيـــنـــي على هالاعداد الجميل وهالاخت الحلوة.. فديت عمرج فتونه زهبي لي كل شي في طاوله وانا احمله للديوانية
بخوف تساله: من عندك بالديوانية؟
جراح: مساعد ولد عمي غافل الدخيلي...
هزت فاتن راسها بالايجاب وغادر عنها اخيها وهو يكلمها: لا تنسين زهبي كل شي الحين راد لج...
ذهب جراح وهي بقيت مكانها مرتعدة... ونسيت مريم .. أين ذهبت؟؟؟
فاتن: مريم.. مريم..
تظهر لها الاخرى في الكاراج وهي تسير بهدوء: راح اخوج؟
فاتن : أي راح.... تعالي... انتي هني اهلا وسهلا فيج اخوج ليش ياي

تسحب مريم فاتن من يدها وتدخلها مرة اخرى الى المطبخ.... وهذه المرة نافذة المطبخ المفتوحة وليس شيء اخر...

مريم: فتون انتي شفيج بايعتها ومخلصة... ليش ما تحاسبين انا جم مرة قلت لج شوفي اللي يمج واللي وراج قبل لا تسوين أي شي؟
فاتن بقلة اعصاب: انا شسويت مريم لا تحسسيني اني سويت شي وانا يا غافلين لكم الله..
مريم: شنو ما سويتي والوقفة المحترمة مع ولد يرانكم هذا شي عدل؟؟؟؟؟





احمرت وجنتي فاتن لا حياءا ولا شي.. بل غضبا.. فكل ما تذكر هذا الشي يترائى لها صاحب العيون القاتلة مساعد.. وتدعو في قلبها ان لا تراه اليوم فهو لن يرحمها بنظراته؟..؟

مريم تمسك بيد فاتن الباردة المرتعبة.. هي لم تخطط لشي ولكن.. كل شي محسوب
لا بل متوقع منها ولا من احد اخر..

فاتن بخوف: مريم .. تهقين اخوج يقول لجراح؟
مريم: ابدا لا... مستحيل يعرضج لهالموقف.. بس... مادري فاتن.. انتي ليش ما تقولين لمشعل انه يبطل هالحركات معاج وانتي بغنى عن المشاكل ويا هلج
فاتن: والله مريم واقسم لج بالله اني ما شفته من فترة ومن زمان ما طاحت عيني عليه .. مادري شنو اللي يابه بيتنا اليوم.. اكيد يبي جراح ولا شي ويوم شاف الباب مفتوح ....

عضت ظفر ابهامها هلعا... ومريم تغير دفة الحديث..

مريم: وينها امج ماكو حس ولا نجرة بالبيت؟
فاتن: بروحي مادري وينهم.. ادور عليهم من مساعة ما شفت احد..
مريم: انتي ما عليج الحين فتون انتي بس خلج ايزي كل شي بيصير اوكية.. لا تحطين في بالج ولا شي كل شي بيتعدل... انتي ما غلطتي.. ارفيجتي واعرفج مستحيل تغلطين في حق نفسج ولا هلج.. اكيد هالشي صدفة ومو مدبر...
فاتن: الله يسمع منج.. مع اني يا مريم مو مفتكرة في اخوج وانا اسفه يعني.. بس اهو ماله حق انه يرعبني جذي.. انا مستحيل انزل لهالمستوى اللي اهو بيفكر اني منه.. لكن... الشره مو عليه.. الشره عليج انتي.. وبعدين تراه في نفس مستوى غلط مشعل؟
مريم باعتراض: شلوون يا امي؟؟؟
فاتن: اهو الثاني بعد وقف وتم يطالع مثله مثل مشعل.. يعني شالفرق بينه وبين تصرف مشعل الحين كلهم في الهوا سوا...
مريم بتفكير.. فاتن محقة.. ولكن... اخي لا يحب فاتن كما يحبها مشعل.. ولكن.. كيف له ان يعرف بحب فاتن لمشعل ومشعل لفاتن؟؟
مريم: صح كلامج... بس بعد.. اللي صار غلط
فاتن: ادري ادري ادري والله العظيم ادري انه غلط بس عاد يا مريم لوعتي قلبي من كثر ما تكررين..
جراح يقف عند الباب: فتون وين المقبلات؟

انتبهت فاتن له ومريم المولية ظهرها تجمدت مكانها ...

انتبه جراح لها... وابتسم بملئ شدقيه...
جراح: يا حيا الله من يانا...
مريم من غير ان تلتفت: الله يحيك....

تنظر الى فاتن بتوسل اما الاخرى فلم ترى شيئا غير تلك العينين المتركزتين في بصيرتها..

جراح: شخبارج اختي عساج ابخير
مريم بقلبها:: اختي؟؟؟؟ من هذه الاخت...
مريم: ابخير اخوي .. انت شخبارك؟
جراح:: وحدة بوحدة... هين يا مريووم..
جراح: ابخير الله يسلمج..
تناوله فاتن الصينية بلا انتباه: هاك...

وتعيد الجلوس

جراح: فتووون
فاتن وهي ضائعة: هاااا
جراح: شكرا على الصينية بس لازم شي يكون عليها لو تدرين يعني؟

انتبهت فاتن لما يقوله اخاها... فرات ان الصينية فارغة بلا أي شي... وقامت مرة اخرى
واخذتها منه وملأتها بالاطعمة المختلفة... واعطتها اياه...

جراح: زهبي العصير بعد... بيي اخذه الحين
فاتن: اوكية...




غادر جراح ظلت فاتن مع مريم متوجسة.. خائفة من ان يتفوه مساعد بشيء الى اخيها..
ولكن هي غاضبة اكثر من كونها خائفة.. هي لم تكن تضمر في قلبها أي نية في هذا اللقاء..
ولكنها.. كيف فعلت ما فعلته ؟؟ كيف طاوعها قلبها ووقفت مع مشعل بتلك الطريقة.. لكن..
انا لا ذنب لي.. انا احبه... يا ناس احبه ولا استطيع او اصبر على رؤيته.. لكن.. يبقى ما فعلته خاطئ..

مريم: فتوووووون.. اوووف انتي اليوم ماعطتني اقنور من الخشن
فاتن بضيق: شفيج مريم والله مافيني على صدعتج
مريم بصدمة: افاااااااا.... هذا وانا قاعدة عندج تقولين هالكلام.. لكن مو منج مني انا اللزقة اللي مو قادرة على فراقج
فاتن بابتسامة تشوبها نظرة قلق: يعني الحين كلش؟؟؟
مريم بتصنع: أي كلش وملش.. اصلا انتي اسمحيلي مافيج قلب... وانا اسفة اني ضيعت هالوقت كله معاج.. اكسكيوزمي مدام...

وهي تهب بالنهوض تسحبها الاخرى من يدها

فاتن: قعدي... ممثلة بايخة مثلج ما بشوف..



خرج جراح عن مساعد ليحضر العصير وظل الاخير في المجلس ينتظر قدومه.. ولكن بماذا..
فكل ذرة هدوء او اعصاب قد فقدها بسبب ما رآه مذ قليل... لم يستطع الا ان يكبت تلك النار
الكاوية التي اختلجت بصدره... كانت في قلبه نية القتل.. ان يقتل ذلك الشاب الذي وقف
وتمعن في فاتن والاخرى تبادله النظرات... كانا في موقف.. لو كنت ذا سلطة عليها... استغفرك يارب...
استغفرك واتوب اليك.. لانها لو كانت تمت لي بادنى صلة.. لكنت قتلتها...

كانت النار تسعر في خاطره.. والبنزين يجري في عروقه والدخان يحوم حول راسه من شدة
العصبية التي كان يمر فيها... لم يصدق ما رأته عيناه... اهذه من كان يعتقدها عالية..
كم كانت جميلة في عينيه... وكم تشوهت صورتها في مخيلته.. تبدووو ... كالمشوهه..
كالقبيحة.. كالشي المقزز للنفس عندما يراه احدهم وتلوع كبده.. اكرهها.. اعترف باني
اعجبت بها.. لكني اكرهها الان... ولكن.. صبركِ علي يا فاتن.. ان لم ابعدك عن ذلك الصعلوك..
فلن اكون مساعد!!



عاد جراح وهو يحمل العصير.
مساعد وهو يغير نبرته: ليش عاد متعب نفسك ومعبل على روحك ما يحتاج كل هالسوالف
انا الا دقاايق وطالع من عندك

جراح: افا ما يصير ما نضيفك.. (يغمز له) بيني وبينك انا ما سويت شي كل هذا من يد اختي الله يخليها ..

كان مساعد يهم بشرب العصير.. وما ان ذكر صانعه حتى ابقاه بالقرب من فمه وابى ان يشربه..

مساعد وهو يضع الكوب: زين جراح .. شوف .. (يمد له بملف اوراق) هذي الاوراق اللي انا
قلت لك عنها.. فيها كل شي عن البعثة وبرنامج الدراسة والتمويل المالي والمتطلبات والمؤهلات..
ما راح تخليك تحتاج انك تسال اكثر.. لكن لو حبيت انا فيني انظم لك موعد ويا المسئولة عندنا...
نجاة الدلاهمي.. ما راح تضيع مكتبها في الطابق الاول للشركة..

جراح: والله ياخوي مادري شقول لك .. ماعرف شلون اشكرك.. بس انا ابي اشوف هالمسئولة..
ومو انا اللي ابي اقعد وياها واسالها.. ودي لو فاتن اهي اللي تقعد معاها واهي الموظفة تقنعها بهالشي..
لان هالشي صعب في الوقت الحالي مع فاتن...


اطرق مساعد مفكرا... عرف الان سبب رفضها عن السفر.. تعذرت باخوتها وبيتها.. ولكنها..
تلك الخائنة الصغيرة.. ستعرف الان من هو الذي يدير دفة القرار.. ان لم أسفركِ بهذا الصيف..
لن اكون مساعد



مساعد: انت ما عليك من اختك.. صح كلامها انها لازم تقعد عشان اخوانها وامك وتساعدهم..
بس الدراسة اهم. الدراسه سلااااح ما يموت ولا تقل ذخيرته.. اهي لي راحت ودرست وردت
هني واشتغلت راح تكون مساعدتها اقوى من كونها قاعدة هني بلا شغلة ومشغلة.. انت بعد لا
تخليها تستسلم لهالفكرة.. واعرض هالاوراق على امك قبل لا تعرضها على اختك.. بتشوف انك
راح تلقى لك حليف.. اكيد امك لها قرار على اختك ولها سيطرة وتقدر انها تلين فكرها شوي

جراح وهو يفكر وينظر الى الاوراق: صح كلامك... انا بكلم الوالده اليوم.. وبرد عليك خبر...
فاتن لازم تقبل بهالبعثة...بس.. اللي ابي اعرفه.. فاتن شلون اختاروها عشان هالبعثة...

تقدم مساعد للامام وهو عاقد يديه امامه: بصراحة بقول لك.. هذي.. مو بعثة.. اهي صح باسم شركتنا..
لكن .. هالبعثة اهي استثمار ابوك الله يرحمه في شركتنا..

استغرب جراح وانصدم: استثمار؟؟ شستثماره..؟؟ وابوي من وين له عشان يستثمر..؟

عاد مساعد وتسند على ذلك الكرسي الوثير: ابوك يا جراح ماخذ قرض.. احنا بالقانون
ما نسميه قرض نسميه اسهم مالية.. ابوك باعنا اسهم او حطاها في عهدتنا.. احنا بقدرتنا
استثمرناها من تقريبا حوالي الـ 6 سنوات.. والحمد لله جابت لابوك عائد مالي محترم وكبير..
من شانه انه يخلي اختك تدرس في هالجامعة.. اهو كان كليا 20 الف دولار... لكن الشركة نظرا
للعلاوات اللي تعطيها لموكليها او المتعاملين معاها عطت ابوك لتعامله 6 سنوات معاها
مبلغ 7الاف دولار.. كل الف يعتبر بونس لكل سنه.. هذا شي عادي.. لان اسهم ابوك كانت
مرتفعة وغالية.. على الرغم من فقر ابوك!!

كل هذا كان كثير على جراح.. والدي يمتلك ثروة.. ونحن هنا مدقعين فقرا؟؟؟ كيف.. ولما؟؟ وما هذه الثروة؟

جراح: شنو هالثروة اللي انت اتكلم عنها..؟؟
مساعد: ابوك عنده بيت قديم .. يتوحد في ملكيته.. هالبيت اهو سهمه واحنا استثمرناه
بالتعاون مع وزارة السياحة في انه يكون ملحق سياحي وثقافي مهم... بيت ابوك هذا
الحين صار من ملامح السياحة في دولتنا الكويت.. وبالاحرى صار مطعم كبير تراثي وراقي..

جراح بصدمة: واحنا.... شلنا من هالمطعم؟؟
مساعد: المطعم لكم منه بونس سنوي من الارباح...

يسترجع جراح ذاكرته لاي شي يشير الى ذلك المطعم.. ولكن .. لا شي يطرا على باله..

مساعد: انتو ما لقيتو شي لان طول هالسنوات ابوك كان ميمع الفلوس عشان دراسة فاتن...
لمعت شرارة في قلب جراح... لما فاتن .. وليس انا؟؟؟

وجاء تحليل مساعد الاخير لكي يبرد قلب الاخ على اخته: هالبعثة بالاول كانت باسمك..
بس انت ما يبت النسبة اللي تأهلك انك تحصل هالدراسة الخيالية..

عاد فكر جراح الى الماضي.. بايام المدرسة.. كم كان ابيه يتعب عليه وكم كانا يتصارعان
لامر المدرسة.. وعندما اتت النتائج.. كان ابو جراح غاضبا غضبا مخيفا منه.. ولكنه..
لم يعبأ بابيه وامضى طول تلك الاجازة في اللهو والاستخفاف.. ودخل جامعة الدولة
ليدرس ما لم يتقنه ابدا في حياته.. آآآه يا ابتاه.. ليتني سمعت كلامك...


مساعد مخففا: لا تعور قلبك الحين يا جراح.. تراك انت الحين في موقف ينحسد عليه..
انت وقفت لابوك الله يرحمه وقفة صعب على كل واحد يوقفها.. حتى القوي ما يقدر يسوي
اللي انت سويته.. وانت بهالشي البسيط قدرت انك تريح ابوك في قبره الله يرحمه..


جراح مستسلما: الله يسمع منك..
مساعد: ااااااه
جراح مستغربا: سلامتك من الاه..
مساعد يضحك: هههههههههههههههه تصدق.. من ست سنين وهالهم في صدري..
وما كان من المفروض انكم تعرفون الا بعد وفاة ابوكم... وما كنا حاطين له هالافق..
لكن.. مشيئة الله

جراح الذي ضم يديه وبقي ساكنا في مكانه.. لم يكن يفكر بشي .. ولم يكن يقوم باي شي..
لان ذاكرته اخذته الى ذلك الماضي المشين.. ذلك الماضي الحقير الذي كم يود ليعود له
ويعيد الألام الكريهة.. يرحمك الله يا ابتاه.. انك كنت لا تريد الا مصحلتنا..ونحن.. مقصرين بحقك..
لكن اعدك يا ابي.. وبرحمة ثراك.. اني لن اترك فاتن تضيع مستقبلها هباء.. بل سوف
تذهب الى اميركا لتدرس وتستغل تعبك وجهدك طوال تلك السنين... اه عليك يا ابي الطيب..


مساعد: زين يالاخوو.. انا الحين بخليك..
جراح: وين توك ما قريت...
مساعد يبتسم: تسلم الله يخليك.. بس لازم امشي عندي مشاوير لازم اخلصها...
جراح: ملزوم انك تمشي يعني؟
مساعد: أي والله.. مرة ثانية ان شاء الله
يهم جراح بالنهوض والاخر معه.. ويخرجان سويا من المجلس..

مساعد وهو يركب السيارة: مثل ما وصيتك.. ملزوم تقنع اختك في هالبعثه..
يبتسم جراح وهو يربت على كتف العملاق: لا تخاف.. دام الوالدة بتدخل في السالفة والكلام اللي انت قلت لي اياه.. ما راح يضيع أي شي..
مساعد وهو يفكر.. : أي صج تعال.. ابيك ترتب لي ويا هلك موعد..
جراح باستغراب: ليش؟
مساعد: لا بس عندي وصية ابوك لزم اقراها لكم.. فيها توصيات واشياء وديون وسوالف يعني..
جراح يضحك بسخريه: ديوون؟؟ أي ديون بعد..
مساعد يضحك: هههههههههههه لا تخاف.. مو مديون.. دائن..
جراح: ليش ابوي كان عنده عشان يسلف؟؟




مساعد وهو يدخل السيارة الفارهة: جراح.. انا لو اقعد معاك واقول لك اللي ابوك كان يسويه
من يوم انا اشتغلت في مؤسسة الوفا بشيب راسك.. ابوك هذا اللي كان كل يوم يقوم الفير
ويرد المغرب واهو حامل عدته .. كان في هالعده يضمن لكم مستقبلكم.. (يشير الى المنزل)
هذا البيت وبساطته.. كان بهدف.. الهدف انه ما يكبر في عقولكم فكرة التبذير وحب المظاهر..
ليمن اقول لك ابوك كان عظيم.. فانا اعني كل حرف من هذه الكلمة.. (تبسم مساعد لجراح الذي
شاجت احزانه بملامحه...) وانت ما شاء الله عليك.. راح تكمل هالمسيرة.. وراح تكون الاب مرة ثانية لهم...
مو مهم يا جراح لو كنت في يوم من الايام مستهتر.. الماضي ما نقدر نرده.. لكن المستقبل..(يقبض بيده)
في قبضتنا...



هز جراح راسه اعجابا بذلك الرجل.. وتمنى في تلك اللحظة لو انه اراد ان يكون شيئا بحياته..
فهو يريد ان يكون مثل هذا الرجل.. لا بل افضل منه...

مساعد: شوف خبر اختك تقول لمريم انها بس تمل تتصل فيني .. وانا اييها...
جراح: ان شالله..
مساعد: يالله في امان الله..
جراح : في حفظه..

وعلى هذا.. غادر مساعد بعيدا عن جراح.. وهو عارف بما فعله به.. لقد اثر به اشد تاثير..
ولكن كل ما قاله كان حقيقة.. ولربما .. ليست كل الحقيقة.. اخفى الكثير.. ولكنه على وشك
ان يكشف عنه.. في وصية الاب

يا هل ترى.. ماذا تخفي تلك الوصية..
وما بها من وصايا.. ومن ديون.. ومن اعباء جديدة على جراح..
فاتن ما الذي سيجري بينها وبين


1- البعثة
2- مساعد
3- مشعل
4- حياتها...


هل سيخاطر مساعد بجعل نفسه العدو الاول والعتيد لفاتن.. ام انه بهذه الرعاية..
سيكتب في منهاج حياتها.. فصلا متوحدا.. ومتفردا بنوعه...
نقله حياتيه لمساعد في حياة فاتن.. من شانها ان تدب الحياة في اوصاله
بعد ان غابت عنه طوال الـ 8 اعوام...


الجزء الرابع
===============


ليل جميل.. يغدق من يسهر أسفله بحنان تلك الأمسية الشاعرية.. تتراقص ذبذبت
العرج على الصد والجبين ولكن.. تلك القطعة المخملية المغطاة بالماسات الوهاجة
تبعد كل عذر وكل حرج وكل مصيبة..

ليل داكن.. لا بل حزين... لكن.. غشيته رحمة الله عز وجل على تلك العائلة البسيطة.. بأحزانها
وبالآم واقعها.. ولكن.. الحياة تستمر.. وهذا شعار حملته تلك العائلة في غياهب قلبها.. من غير أن تعلنه..

سهرت تلك العائلة الجميلة تحت تلك السماء.. ناقصة ولكن.. هذه حكمة رب العالمين...



كانت محادثة جراح مع مساعد بالعصر مريحة جدا وبنفس الوقت مرهقه أيضا.. فبعد ذلك الحوار
وذلك الكم الهائل من المعلومات المخفية التي اكتشفها امس.. كان لابد منها وان تهلكه لكن...
كل هذا لصالحه.. فتوعد بان يقضي عاما دراسيا مثمرا هذا الفصل .. وبنفس الوقت..
سيلاحق كل من مناير وعبد العزيز الى ان يرفع من مستوى تحصيلهما التعليمي..

ام جراح كانت تبتسم مفتخرة بالظروف الصعبة التي قهرها أبناؤها بغيابها.. لكم كانو اقوياء
وشجعان.. استطاعوا ان يتغلبو على غياب ابيهم الذي لطالما احبوه واكرموه.. لكن..
ما يقلقني هي حالة فاتن.. فهي هزيلة بشكل لا يصدق.. وتلك النضارة اختفت.. حبيبتي ابنتي.
لا بد وانها قلقة.. وتحمل على كتفيها هموم كثيرة مازالت صغيرة على تحملها.. مناير... لم تتغير..
على الرغم من الملامح الحزينة التي اكتسبها وجهها الجميل.. عزيز.. هدوءه مؤلم..
وغير معهود ولكنه سيتجاوز هذا الشي قريبا..

جراح.. اه عليك يا بني.. كنت اراك طفلا.. فما بالك كبرت وهرمت وأنت في ربيع عمرك..
إن كان الحال يبكي مرة على فاتن.. فهو يبكيك ألف مرة.. كل أم تحب أبنائها ولكن..
احدهم يمتاز في حياتها عن غيره.. وانا امتيازي هو انت يا حبيب قلبي.. يا نطفة الحب التي كللت
حبي وحياتي مع ابيك رحمه الله.. رغم انك لا تشبهه ولم تمتص من ملاحه الا انك تتشبه به يوما عن يوم..
وما احلى هذا الشيء بك.. انت عزائي على هذه الدنيا الحزينة..




يطل خالد عليهم وهو يصفر: هلا هلا بالربع.. الا طالعين بره اليوم.. خيااااانه
جراح وهو يبتسم له: حياك اقرب...
خالد: لحظه بس سو لرفيجي درب..
جراح: منو فضوول؟
خالد: أي....
جراح: حياه....
(يلتفت للنسوة) يالله دخلو داخل عن الحر.. خلونا هني وبعد شوي بدخل وراكم
ام جراح وهي تقوم: ان شاء الله..
فاتن: تبون شي ولا عشى
جراح: انا مابي بس حطي لولد خالتج.. اكيد ما كل من الصبح وهو هايت.. حطي له شي ياكله هو وارفيجة الله يرضى عليج..
فاتن بابتسامة حلوة: ان شالله ياخوي.. من عيوني الثنتين..




بمغادرة فاتن ومناير تتبعها دخل فاضل وخالد المنزل وهما تعبان..

ويرمي خالد بنفسه بجنب ابن خالته على تلك الجلسة العربيه بتعب: آآآآآآآآآآآآآآآآآه
جراح بابتسامة وهو شبه النائم: سلامتك من الااااه

يبتسم الاخر وهو مغمض العينين...


لم يجد في خالد ما يوحي انه يريد الكلام فتوجه الى الضيف: يا حيا الله من يانا..
فاضل وهو يستوي بجلوسه: الله يحيك.. شخباركم عساكم اببخير؟؟
جراح وهو يتمطط: والله ماكو أي تغير.. هذا احنا .. (يبسط يديه) على مد يدك..
ينظر جراح الى ذلك الشاب المضحك النائم وهو مستلقي كالاموات: ههههههههه شفيه هذا؟؟ لا يكون بيودع؟
فاضل: لا بس وايد مشينا ليمن وصلنا هني..
جراح: وين كنتو؟؟ وليش مشيتو ماكو سيارات؟؟؟
فاضل بسخرية: سيارات؟؟ عاد لا تحرجنا ياخي كلها سيارة وحده وطاحت بالصناعية شنسوي بعد ماكو أي سيارة بدلها.. قلنا ناخذ تكسي عشان نروح نحتفل... خذناه روحة والردة مشينا...
استغرب جراح: تحتلفون؟؟ بشنو؟؟ ماظن هالشهر فبراير عشان الاحتفال؟
خالد وهو مغمض عينيه ويديه تجولان على صدره النحيل: لا وانت الصاج فبراير افريقيا... ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه

ضحكوا الثلاثة..

تكلم جراح بجديه هذه المرة: لا صج صج شعنه تحتفلون؟؟ اكو احتفال وانا مادري
استوى النائم بجلسته وهو مازال مغمض عينيه: بارك لنا.. لقينا شغل...
جراح بصدمة: اوووووووووووووووه.. من متى يا خالد تشتغل

يبتسم خالد وهو يهز راسه ايجابا وعاود النوم

جراح: بس شنو الوظيفة؟؟ ووين؟
فاضل: الوفا للمحاماة.. والله يسلمك (يتهندم امامه وكانه يرتدي ربطة عنق) مراسلة؟
جراح بتفكير: الوفا للمحاماة؟؟؟ (يلتفت لخالد) مو هذي الشركة اللي يشتغل فيها مساعد الدخيلي؟؟
خالد وهو يفتح عينيه وحاجباه معقودين: اييييييييييييييييييييييييي وانا اقول هالشركة مو غريبة علي...




دخل جراح المنزل ليبلغ اهله بإعداد العشاء للشباب وهو منكس رأسه وهو يفكر.. لابد وان يخبر امه
عن بعثة فاتن ولكن.. كيف.. لا يعرف كيف يستفرد بها.. لابد وان يجد الوقت لكي يخبرها بما قاله
له مساعد.. والوصية.. لابد وان يحدد وقتا لها ايضا... ان شاء الله كل شي سيحل.. وكل ما علي فعله هو ان ينتظر..

عندما وصل عند باب المطبخ كان على اهبة الكلام ولكنه صمت.. كان خالد جالسا
خلف فاتن المولية ظهرها له وهي تعمل .. كان جالسا وهو يتأملها وكانه لا يحس بهذه
الدنيا الا بها.. ما باله هذا الاحمق.. وما هذه النظرات الغبية...




جراح بقوة: خالد.. شتسوي هني؟
انتفض الاخير : شنو... بسم الله الرحمن الرحيم.. شوي شوي يا اخي شهالاسلوب.. طيحت قلبي فبطني؟
بنظرة ماكرة: لا تبوق لا تخاف.. شمسوي انت عشان تخاف..
خالد وهو يقف ويديه في جيبيه: مو مسوي شي ويا هالويه... بس مابي اقعد وياكم.. بقعد هني ويا فاتن..
فاتن تبتسم: خذه مني والله ذبحني من ساعة..




خالد بنظرة حزينة لفاتن... متى ستحسين بي..؟؟ الى متى ستعامليني بهذه المعاملة

جراح الذي بدأ الشك يصرع قلبه: يالله انت اقلب ويهك روح اقعد ويا فاضل بس يزهب العشا بييبه لكم...
خالد من غير نفس: اوكي...

وخرج من المطبخ وظل جراح يتتبعه الى ان غاب عن عينيه... الاحمق خالد...
اختفى خالد ولكن جراح مازال ينظر باتجاهه الا انه لم يكن ينظر الى شي.. فافكاره
سيطرت عليه اكثر من تركيز بصيرته... وانتبهت له فاتن وهو على تلك الحالة..




بذلك الصوت المخملي لمس الواقع: هاا....
فاتن بصوتها الساحر: حبيبي جراح علامك؟؟؟ فيك شي؟؟
كانت نبرتها فيها الكثير من الاهتمام لدرجة جعلته يغير من سياق فكره: ولا شي فتونه ولا شي.. (يبتسم لها) خلص العشا؟
فاتن: شوووف بعينك؟
التفت جراح للاكل الموضوع على الطاولة .. وكم كان مشهيا..: عيني عليج باردة فتونة.. صراحة.. (يربت على كتفها) تنفعين تكونين شيف..
كانت تبتسم بزهو وما ان سمعت كلمة شيف حتى اختفت الابتسامة عن وجهها ليحل محلها الغضب: شنوووو؟
جراح: هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه فتونه




ابتسمت عندما سمعت صوت ضحك اخيها.. مضى زمن بعيد ولم اسمع ضحكته هذه.. عافاك ربي يا اخوي
ترقرقت الدمعات بعينها.. ورنت تلك الضحكة في اذنها مولدة الذكريات الحلوة عندما كانو
يقضون مثل هذا الوقت مع ابيها في الصالة وهم يضحكون ويتسامرون امام التلفاز.. صدت عن اخيها
ومسحت تلك الدمعة الخائنة وبدأت تملأ تلك الصينية لكي ياخذها للشباب..

لكن جراح لم يتحرك من مكانه عندما سمع صوت تلك الانفاس الحزينة المجاذبة... وامسك فاتن من كتفيها بحنان

جراح: فتون....
فاتن بهمهمة: همممم..

لم يتكلم وانما ضمها الى صدره بكل حنان واطبق على يديها واحكم قبضته عليها بكل
حب.. والاخرى استسلمت في يدي اخيها العزيز... لا باكية.. وانما شاكرة لربها هذه النعمة..
رحمك الله يا ابي.. وابقاك ربي يا اخي ..


جراح بعد مضي فترة: يالله حبيبتي فتونة.. عطيني الصينية.. وانتي روحي ارتاحي..
تناوله تلك الصينية: تفضل... تصبح على خير..
جراح: وانتي من اهل الخير...

عندما غادرت فاتن عنه هو الاخر خرج من تلك الصالة.. وهو متوجس الفكر من نظرات
خالد لفاتن؟؟ يا ترى؟؟ هل هذا المخبول يحب اختي.. او معجب بها؟؟ لكن.. انا لن اسمح
له بان يتفاعل اكثر بهذه المشاعر التي تنتابه تجاه فاتن..
وتوقف جراح مكانه

ماذا لو كانت هذه المشاعر قديمة؟.. منذ زمن بعيد؟.... يا ويلتي.. وكيف لم الاحظ؟؟
اااه يا ربي.. ماهذه المشكله الجديدة ؟؟

بقي الشباب في تلك البقعة يتسامرون ويتضاحكون.. الا ان جراح كان يتعامل بحذر
اكبر مع خالد.. وخالد الاخر لم يتزحزح التجهم عن وجهه.. فهو لا يطيق هذا الحال مع فاتن..
يريدها ان تفهمه وان تشعر به كما يشعر هو بها .. يريدها ان تحبه كما هو مجنون بها..
يريدها ان.. تبين شيئا- وان كان تافها- يعيد له الهدوء والسكون.. وهذا الأحمق جراح.. ساقتله..
لا يهمني .. سافعل كما سيفعل فاضل.. ما ان احصل على الرتب واجمع ذلك المبلغ المريح
سأخطب فاتن.. نعم.. سأخطبها.. وسأتزوجها.. وسيروون..






مر يومين على محادثة مساعد مع جراح ولم يرد الاخير على مساعد بموعد مع العائلة لهذه
الوصية التي اصبحت كالدين الذي يحرق اعصاب حامله.. هو لا يريد منهم الا ان يذهب هناك
وينظر الى تلك الخائنة ويربكها بنظراته.. لانه لا بد وان اخبرتها مريم عن ما رأيته بذلك اليوم ...
لكم اردت ان الكم ذلك الصعلوك الذي وقف وتمتع برؤيتها.. لو كان الامر بيدي...

يقبض ويرخي مساعد يديه امام عيناه الحادتان فكانت تحدقان في الفراغ الذي يترائى به
صورة تلك الفتاة.. اه يا فاتن.. ليتك تبتعدين.. ليتني لم ارك بذلك اليوم.. ليتني كنت موليا ظهري
لتلك البوابة التي دخلتي بها قلبي قبل منزلي.. ليتني لم اتغلغل بتلك العينين الشفافتين..
وذلك الوجه المنور.. والصفد المتلألئ



اااااااااااااااااااه.. سيجن عقلي.. لابد وانه سيجن.. لابد لي ان انزعك من فكري تماما
يا فاتن... تماما.. انتي لست عالية.. ولكنك.. قد تكتبين تاريخا جديدا
في حياتي.. انا بغنى عنه ..

في نفس الوقت كانت فاتن جالسه عند شرفه غرفتها وهي تفكر.. تستمع بتلك النسمات
الخفيفة التي تتمايل في الهوا متخايلة.. واضعة يدها عند رقبتها وهي سارحة بذلك الرجل
الذي اصبحت تكره وجوده في حياتها.. لم ظهر هكذا.. هي كانت لا تعرفه ولا تعرف بوجوده
بحياتها تماما.. فكيف ظهر هكذا؟؟ ياربي لا اريد أي عقبات في علاقتي مع مشعل.. لا اريد ان
تكون الامور متطورة ولا ان تكون بعقبات انا بغنى عنها.. لكن.. ما الذي انا اريده فعلا من هذه العلاقة..
كنت اريد ان التحق بالجامعة وان احرز تلك العلامات المميزة التي تضمن لي مستقبلا هانيا
وتجعلني اساعد في منزلنا واضمن مستقبل اخوتي معي.. لكن.. ااااااااه يا ريت لو كانت
الظروف مغايرة.. لكن قبلت في تلك البعثة السخية.. ولكن .. انا لا استطيع ان افعل ذلك باهلي..
فهذه البعثة مهما كانت مهمه بالنسبة لها فهي تظل أنانية منها تجاه إخوتها..

ابتسمت لتلك الفكرة.. ان تدرس في الخارج.. لا وبافضل جامعات اميركا.. لا بد وانها نعمة
من الله عليها.. وللاسف الشديد لا تقدر ان تقبلها فهي كثيرة عليها.. لابل متعبة..
لا تستطيع ان تتصور فكره خروجها خارج البلاد لتدرس.. تبتعد عن كل احبابها..
وكل اقربائها.. وعنه.. عن مشعل.. عن حبيب قلبها الازلي.. هذا شي خارج نطاق الامكاان...

مناير التي كانت جالسة وهي تزفر مللا من الروتين اليومي الذي يعيشونه.. لا تستطيع
ان تتذمر فهم بحداد على والدها.. ولكن.. هذا الملل قاتل وفظيع.. خصوصا بسفر سماهر
الذي لم تستطع منعه.. قبل وفاة والدها وافقت ام سماهر على بقائها معهم .. اما الان فالظروف تغيرت..
ولا تستطيع ان تبقى معهم.. يا للخسارة .. كان سيكون صيفا جميلا.. لكن ..
أي جمال هذا بدونك يا ابي العزيز.. لكم وحشني دلالك لي .. ورضاك عني..
ومسحك على راسي وتحببك لي.. رحمك الله يا ابي...

مساعد الذي كان جالسا مع احد المحامين يناقش قضية معينة..
وبنهاية المحادثة ...


سالم وهو يقف: يصير خير ان شالله... يالله بخليك الحين
مساعد: اوكي...
يذهب سالم ويقف مرة اخرى عند الباب: تعال ما قلت لي..
مساعد: شنو؟؟
سالم: شخبارهم اهل عبدالله الياسي؟؟؟ شخبارهم من بعد المرحوم؟

هاااااااا قد عادت فاتن مرة اخرى.. لم يتسنى له حتى ان يبعدها لتعود مرة اخرى لتعكر صفو حياته...

بتقطيبه وهو يزرع عينيه بالاوراق التي امامه: ابخير الحمد لله.. بس باجي موعد عشان الوصية وتكون القضية منتهية
سالم: وفلوس البعثة؟
مساعد وهو يرفع راسه متضايقا: انا مالي شغل تبي تسال روح لام ناصر ( نجاه) واهي تعلمك بكل شي
بنبرة فكاهيه: مسامحه عمي واله طال عمرك ماكان قصدي.. لو فيك هاك الكرسي فلعني فيه .. اسفين حقك علينا
مساعد: هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه مسامحه يا سالم بس والله مالي خلق هالسالفة .. اصلا اليوم بكبره مو ماشي تمام.. الفكر مشغول.. والشغل ما يتوقف..



غادر سالم ليترك مساعد بتلك الفوضى التي احدثها منذ قليل.. ما بالك يا فاتن لم انتي
في بالي منذ الصباح. ابك شي؟؟ لابد وانك تشكين من شي؟؟ والا .. لما تطرين
هكذا ولا تجعليني ارتاح؟؟

بالفعل.. في ذلك اليوم كانت الذبذبات قوية وشرارات التوتر تتطاير في كل مكان. حتى جراح
نفسه احس لها.. ولكن.. شرارات جراح مختلفة فهي كلها تتوجه الى ابن خالته
الذي يقلق حاله.. فمنذ احس بتلك المشاعر الموجه منه لاخته لم تنعم عينيه بالراحة..
لا بل لم يتهنى بنومه كعادته.. بقي ساهرا معظم الوقت وهو يفكر ويسترجع مواقف كثيرة بين خالد وفاتن..

طبعا هو يفهم شعور اخته ولا يستطيع ان يشك بها لان تصرفات فاتن كانت على
وجهة واحدة.. دائمة الشجار مع خالد ولكنها حنونه وعاطفية معه نظرا لظروفه
وهذا شي معروف منذ كانو صغار.. لكن... خالد... كيف اتت في باله فكرة ان
يقع في غرام فاتن.. لا اريد ان اظلمه ولكن... يبدو مغرما بها.. انا رجل واعرف كيف يبدو
الرجل عندما يكون مغرما...
كالابله المبهت دائم النظر في الفراغ.. كحالتي عندما احببت مريم.. او عندما بدأت تتغلغل
في عروقي كالدم..

ابتسم وهو يسوق تلك السيارة ويتذكر متى احب مريم.. او متى فهم تلك المشاعر..
كان في السابعة عشرة وهي في الرابعة عشر.. كانو في رحلة عائلية وفاتن كمناير
لا تستطيع ان تغادر بقعة من غير توأم روحها مريم.. عرفها مذ كانا صغارا بـأنهن الزوج الذي لا ينفصل...
كانت مريم مشاغبة ورعناء لا تفهم شيئا واكثر ما بها انها كانت مغفلة لدرجة الذوبان..
كان هو جالسا بالامام مع ابيه وفاتن مع مناير وسماهر ومريم يتسامرن.. وامي مع خالتي
عزيزة والباقون في السيارة..

لم يكن يشعر باتجاه مريم أي مشاعر الا بالالفة وحب العراك والمشاجرة.. كانت تبدو
رائعة عندما تغضب وتلمع تلك البندقتين بشرار الغضب.. واجمل ما فيها هو حجابها
الذي يخونها وتزحف الخصلات منه هاربه الى الهواء الطلق.. فكم من المرات التي سحب
حجابها الى الامام اشارة على انه خارج.. وتغضب هي وهي ترجعه للخلف وتتشاجر معه..

في السيارة كانت متحدثة شرهة.. لا تسكت.. لا بل لا تاخذ فرصة للتنفس..
وابو جراح رحمه الله عليه يفرح لهذه النهمة في الكلام..
وعندما يتزهون سويا في كل لحظه تتوجه عينيه الى تلك الفتاتين الجالستين
عند احد البقع وهما تتكلمان..
يا ربي.. ما بالها مريم .. الا تشبع من الكلام؟؟ الا تخاف ان يجف ماء الحكايات عندها..
وبدأ يدقق في ملامحها ..
واذا به .. يتصرف بما يراه في وجهها..
يبتسم عندما تبتسم..
تحير.. عندما تبدو علامات الانصدام على وجهها والاستغراب
يضيع عندما تتحول نظراتها من المرح الى الحلم..
وفجاة.. داهمت صدره دقات عنيفة وغريبة.. وسيل جارف من الكلمات الجميلة
التي لا يستطيع ان يوقف سيلانها.. فتراجع مبتعدا عنهما.. وهو يولي
ظهره ويحرك الحجارة برجله..


ولكن عادت عيناه لكي ينظر الى ما خلفه ورائه.. ليجد مريم تنظر اليه بغرابة.. وبعينيها
نظرة شابت في قلبه كالنار.. كانت نظرة.. لم يلقى مثلها قبلا.. كان في
سن المراهقه نعم.. والتحرش بالفتيات والغزل كان فنه الاول.. لكن مثل تلك
النظرات.. كانت جديدة عليه.. فلم يعد يقوى ان يبقي عينيه في
عينيها اكثر.. وغادر عنها..




* *



عادت تلك الافكار التي اسماها بالـ"سخيفة" في باله عندما تذكر مريم وهي تضحك
وفمها الجميل يتوسع بشكل جاذب.. وعادت تلك الدقات الى الضرب العنيف الذي يهز بدنه
النحيل انذاك.. ما باله قلبي يدق هكذا.. لا بد واني مريض.. لابد واني عليل بشي..


يا ترى يا مريم... هل ما زلتي تحبيني؟؟؟ اوو.. هل تحبيني كما احببتك...
احس بحبك لي.. ولكن... تظل الشكوك سيدة الموقف عندما تكونين في بالي...
قد لا تحبيني ولكن.. انا احبك.. وهذا ما يبرر سبب استمرار الحياة حتى الان..
( يا ويل قلبي من جراح )
 

احترت اعبر

New member
إنضم
29 يناير 2008
المشاركات
2,055
مستوى التفاعل
0
النقاط
0


ها انا مسافرة... مغادرة هذه الدنيا الجميلة التي عشتها... مبتعدة عن كل احبابي
وكل اقربائي.. ومبتعدة عنه ايضا... الرجل الذي لطالما تمنيته في حياتي.. واردته وحلمت به نعومة اظافري..
مغادرة عن كل ما بنيته طوال ال 19 عاما.. لا اعرف.. حتى اتفه الاشياء تبدو لي غالية وقيمة
على قلبي.. ياااااااه.. كيف قبلت بكل هذا؟؟؟ كيف رضيت.. اين ذهب عقلي؟ واين كانت اصابتي
ورجاحة عقلي؟؟ قال لي خالد كلاما لا اذكره الان.. هو من شجعني على السفر.. ولكن..لو كنت فعلا قد اقتنعت به .. لكان الان يرن في اذني بعنف.. ولكن...انا لا اذكر شيئا.. إطلاقا.. إطلاقا...

مضت الايام سريعة وحزينة على فاتن وهي تعد نفسها مع اخيها للجامعة.. فحوصات مختلفة
ورحلات متعددة للمستشفى ولمكتب المحاماة وللبنك و.. و .. و تستمر القائمة وكل هذا يجري
وهي غير مهتمة او عابئة.. فبسرعة قبولها لتلك البعثة لم يكن لها مجال للتفكير او اخذ بضع
ايام للوصول لقرار أخير بشانها؟؟

وها قد وصل يوم الاربعاء وهي لا تعرف أي خبر عن مشعل.. سمعت من امها واخيها ان اليوم
سيأتي لمنزلهم مساعد الدخيلي.. ليلقي عليهم وصية الوالد.. لا رغبة لفاتن ان تجلس في مكان
واحد مع ذلك المتعجرف المغرور ولكنها ستحاول ان لا تعيره ادنى درجة من الاهتمام..
ولكن.. ياريتها مريم هنا اليوم.. انا احتاجها بقوة..



* *


مساعد: لا بس نجاة انا ابيج تظلين حاملة موضوع البعثة على انج انتي المنسقة
نجاه: مادري يا مساعد انا ما عندي أي فكرة عن هالموضوع بس لو تعطيني اوراق عشان ادرسها تعرف يعني اخذ فكره ولو مبسطة..
مساعد : ماله داعي يا نجاه خلاص الحين السالفة انطلت عليهم انج انتي المسنقة
نجاه وهي تضع يديها على المكتب: اموت واعرف انت ليش مو حاب تاخذ التقدير لكل هالبعثة.. والله يا مساعد اللي انت نظمته فيها محد يقدر يسويه.. شغل مضبوط ما تفكر تروح في الوزارات في قسم البعثات؟ (وهي تضحك)
مساعد يبتسم: أي عشان شهرين وانا منتفخ من زود الجاي ولا الجرايد اللي قاعد اقراها.. خليني هني احسن لي ولكم..
نجاه: خلاص عيل.. انت قبل لا تييب أي احد عندي خلني اكون محتاطة وفاهمة الشي.. مو مثل هذيج المرة دخلت الولد علي وانا ما عندي أي فكرة لو ما كلامك الدايم عن هالبعثة...
مساعد: لا بس انا اوعدج ان هالموقف ما يتكرر عليج..(ابتسامة دبلوماسية) اشكر مساعدتج يا نجاه
نجاه وهي تخرج من المكتب: u or me msa3ed





يوطئ رأسه على الكرسي وهو يحدق بالسقف.. لكم هو جميل عندما تقوم بعمل انت
مسرور وراضٍ عنه.. ها قد ضمنت مستقبل فتاة قد تشكر عليه طوال عمرك.. الحمد لله رب العالمين..
ابتعد عن الكرسي قليلا ليخرج اوراقا متعلقة بموضوع وصية اب جراح.. ومعها.. كان دفتر عالية الذي
احتفظ به لمدة طويلة ابتسم عندما رآه .. لم يقرأ منه منذ مدة طويلة.. اخرجه وهو يخرج الاوراق ..

لم يعر الاوراق أي اهتمام ونصب بصره على ذلك الدفتر.. كان بنيا جلديا وبه غرزات بيضاء على الجنب.. اوراقه صفراء غير مسطرة.. ومليئ بالصور المتعددة.. اكثرها شاعرية ورومانسية.. يضحك.. فباليوم الذي اخبرته عالية عن الدفتر ضحك عليها بمليء فاهه .. ولكم انزعجت وغضبت منه .. حتى انها رمته بالدفتر على راسه وابتعدت عنه لمنزلها.. لحقها ولكنها اختفت عن ابصاره.. ولينتظرها توقف عند المنزل واذا بها تعود للمنزل مشيا على قدميها.. وعندما رأته توقفت قليلا ولكنها اعادت السير بسرعة لكي تدخل المنزل قبل ان يمسكها عند الباب.. وبالفعل.. نجحت بذلك لان مساعد لم يخرج من سيارته وبقي فيها الا ان تاكد بدخولها للمنزل.. هو ليس عديم الاخلاق الى تلك الدرجة لكي يلحقها ويمسكها بوسط الطريق.. يكفي انها تاتي اليه خلسة لتجلس معه..

ومنذ ذلك اليوم والدفتر بحوزته.. لم يعطها اياه.. واكتفى بان يعجب به لوحده..
وفي تلك الاثناء ابتسم لذكرى شكلها الجميل .. كانت تشبه فاتن الا بشي واحد.. قدها النحيل
وطولها الفارع.. كانت كعارضات الازياء ولكن بحشمة.. وهذا ما اعجبه بها.. وحتى مرضها لم يكن
ذي الاهمية لديه.. فشل كلوي.. هذا ما كانت مصابه به.. وهذا ما اماتها.. ولكم كانت تلك السنة صعبه عليه..
كان باخر سنة دراسية بلندن.. ويعد بحث تخرجه مع زملائه عندما استلم الخبر.. فقبل ايام انعدمت رسائلها التي كانت ترسلها اليه ليستقبلها بلهفة.. وجن جنونه وهو يفكر باسوء الاشياء.. وتحققت اسوأ مخاوفه.. فقد استلم خبر وفاتها باسبوع من انقطاع الرسائل... لا زال يذكر كلام امه بذلك اليوم..
(( حاولو وياها... حددوا موعد للعملية.. وماتت قبلها بيومين.. كان يومها يا وليدي.. حكمة ربك اقبل بها ))


اسند راسه ليقيه من ذلك السيل الجارف من الذكريات ... ما باله قلبي لا يبكيك بعد الان يا عالية.. لم لا يعتصر
الما كما الماضي عندما اذكرك... ؟؟؟ الهذه الدرجة استفحلت فاتن بداخلي.. لدرجة انها قد.. اقست قلبي عليك...
كلا والف لاء.. قالها وهو يضرب على الطاولة الكبيرة... فاتن.. فاتن لا تستحق منه كل هذا التعب.. انها .. انها مختلفة عنك انتي يا حبيبتي.. انها طائشة وغبية وجاهلة لا تفهم أي شي.. عمياء عاطفتها تسيطر عليها.. لا يمكنها ان تكون بنصف رجاحتك..

اسند راسه مرة اخرى.. ما هذا الصداع الشديد الذي ينتابه.. انه بحاجة الى اجازة.. ولكن.. متى يقدمها.. فابو زياد مقبل على سفر مع اهله والمكتب ومسئولياته ستقع على عاتقه لوحدة.. لابد له وان يبقى ليرعى المصالح.. وفور عودة ابو زياد سياخذ هو الاجازة.. وسيخرج من هذه الاجواء الخانقة.. الى الراحة...

وابتسمت شفاهه وهو يذكر مريم اخته.. لكم كانت تثرثر عن السفر خارجا.. وانها تريد الدراسة مع فاتن.. وكيف ان فاتن هي المحفز الرئيس لها على الدراسة ولولا فاتن لكانت قد بقيت في المدرسة حتى الان تعيد ما عليها اعادته.. كانت تبالغ اعلم بها ولكن .. عجيبه هذه الصداقة الحميمة بين مريم وفاتن.. تقول انها كانت صديقتها منذ ان كانتا طفلتان.. فكيف لا اذكر وجود فاتن بحياتي مسبقا.. ؟؟؟ عجيب هذا الامر.. لا تصل بها قليلا وافرحها واخذها معي لمنزل ابو جراح.. حتما ستكون غبطة..
ورفع السماعة ليتصل واذا بهاتفه المحمول يرن.. والمنزل يتصل به... فاجاب عليه..

مساعد: الووو
مريم: هلا مساعد
مساعد يبتسم: ماشاء الله عمرج طويل..
مريم بابتسامة: وناااااسة من قاللك؟
مساعد: يالخبلة توني بدق البيت عشان اكلمج
مريم: صج والله. حياتي اخوي.. محد قط افتكر فيني ورفع السماعة واتصل غيرك انت وفتيييينة
كادت الابتسامة ان تتوسع الا وذكر فاتن يعود اليه ليتجهم..: زين مريم ابيج تزهبين حالج على الساعة 4 جذي عشاان بنروح بيت بو جراح..
مريم بفرح: والللللللللللله احلف.. والله احلف.. احلف مساعد ماصدق..
مساعد: شكو ما تصدقين عبالج السالفة صعبة .. زهبي حالج وخلاص لا تناقشيني اكثر
مريم : اوكيك ياكيك اوكيكككككككككك ياكيك.. انا ازهب حالي وما تي البيت الا وانا زاهبة
مساعد يبتسم: سلمي على امي.. ويالله بخاطرج
مريم: ربي يطيب خاطرك ياخوي... باي




اغلق عنها فقزت مكانها فرحا... انها مشتاقه لهم.. لها.. وله .. وله وله وله.. ههههههههههه كل شوقها الى جراح.. فمضى زمن طويل لم تره بها.. وهذه الزيارة ستكون من افضل الزيارات.. في قلبها احساس عميق تجاه
هذا الامر.. شكرا يا ربي.. شكرا..




* *



مشعل الذي عاف الهناء والراحة وبقي مهموما طوال الوقت لا يريح جفنا ولا ينبس ببنت شفة.. اظلمت الدنيا عليه وعلى عينيه.. فبعد كل تلك الامال العريضة ها هي تخبوو امام عينيه الواحدة تلو الاخرى.. فاتن راحلة.. راحلة الى بلد هي اجنبية عنه .. لا تفقه به شيئا ولا يمكنها ان تعرف لعاداتهم وطباعهم لانها بعيدة كل البعد عن قساوة المكان وغربته.. كيف لجراح ان يتركها تسافر بعيدا عنه.. وعن امها واخيها واختها واحبابها واصحابها كلهم؟؟ فاتن ليست بتلك القوة لكي تغادر مجتمعا ضمها طوال عمرها لمجتمع هي بغنى عنه!! ياربي.. كيف لي ان امنع هذه السفرة.. كيف لي ان اوقفها او ان اماطلها لكي تتأجل.. وتلغى وارتاح.. كيف؟؟

اما سماء فمنذ عرفت ذلك الموضوع وهي متوترة.. لا تعرف .. حرام ما يصيب اخاها ولكن فاتن تستحق فرصة ان تخرج من هذا العالم الى عالم اخر حيث تجد نفسها وتبحث عن ذاتها.. فبزياراتها القليلة ولكن الطويلة لفاتن عرفت فيها امورا كثيرة ولو ان انها لا تتكلم عنها كثيرا.. فاتن بطبعها مغامرة وتحب المفاجات والتحديات.. وان كان هناك أي تحدي موجود فهي هذه السفرة.. يارب وفق فاتن.. فهي بحاجة لك...
في الصالة حيث التلفاز مفتوح ومناير وفاتن السارحة جالستان امامه وامهما معهما وهي
تنظر الى الساعة كل حين.. خرج جراح منذ ساعة ولم يعد حتى الان.. اين هو يا ترى


ام جراح: يمه فاتن قومي اتصلي في اخوج طلع من ساعة ولا رد
فاتن: يمة يمكن ويا ربعه ولا شي؟
ام جراح: ربعة هالوقت من الصبح.. يمة قومي اتصلي فيه شوفيه قلبي ماكلني عليه
فاتن وهي تنهض: ان شاء الله مافيه الا العافية..

وتحركت فاتن لتتصل باخيها .. الا وهو يدخل المنزل..

مناير: كاهو ياج بنفسه بعد..
جراح بغرابه: ليش شصاير؟؟؟
ام جراح: لا يمة بس استهميت عليك شفتك تاخرت تحيرت عن مكانك
يجلس بجنبها وهو يتنهد: اااااااااااااااه انا ماقدر ياناس ياعالم.. كل هالحب ومن ملكة جمال العالم.. يمه خفي شوي ترى انا بموت جذي من زود هالرومانسية والشاعرية
فاتن بضيق: بسم الله على روحك.. بس هالرياييل ذبحة يدعون على اعمارهم وبس ..
وغادرت عنهم..
جراح باستغراب: علامها فتون؟؟
مناير: مادري شفيها من الصبح واهي معتفسة..
جراح: احد قايل لها شي ولا مزعلها
ام جراح: لا يمة بس اهي شوي متضايقة على سالفة السفر و شغلاتها..
جراح: زين مافيها شي كل الناس تسافر وتدرس بره لاهي اول وحده ولا اخر وحدة.. اااااه خلني اقوم اشوفها شفيها شمافيها.. وارد لكم
مناير: والله ياريت تاخذني وياها عشان لا تمل..
جراح: انتي بعد حطي بالج على عمرج ودراستج وراح تروحين وتوصلين لمستوى فاتن وتلقين بعثة..
مناير بضحكة: هااااااااه.. جان جذي.. ابشروو.. بلقى بعثة وباحسن جامعات صوماليا.. جان فيها جامعات يعني





يضحك جراح وامه ايضا ويتوجه للاعلى حيث اخته الحزينة.. ما بها فاتن؟؟ لم عليها ان تبدي كل هذا الحزن
وهي على سفر جميل ومغامرات قادمة لا يحصل عليها كل شخص.. ؟؟ اه يا فاتن لم هذا التجهم...
يدق باب غرفتها فيلقى جوابا حزينا:: تفضل جراح
يدخل وهو يبتسم بعذوبة...: دريتي انه انا؟؟
تبتسم فاتن: ومن غيرك يعني اللي يحلق ورانا.. ما عاد لنا الا انت..

التفتت عنه والدموع تتحادر على خديها بعنف.. حتى جراح نفسه.. تألم قلبه لكلمات فاتن..
ما بالها تتحدث هكذا؟؟ الم نوعد بعضنا بان ننسى الحزن والالم.. ونبقي ما بقلوبنا ذكرى جميلة نبتسم عليها..

جراح يذهب اليها: فتون.. علامج؟؟ ليش زعلانة ؟ من مزعلج؟
فاتن وهي تمسح دموعها وعينيها على شرفة مشعل.. : مافيني شي... محد مزعلني... ماكو شي..
وغابت في البكاء.. لااا.. انها تشكي من شيء.. ماهو ياترى..
جراح: فتون اذا في قلبج شي قوليه حبيبتي انا هني لكم اسمعكم وافهمكم.. فتون لا تعورين قلبي عليج قوليلي شفيج..
فاتن تلتفت اليه وتغيب في احضان اخيها: جراح مابي اروح عنكم... ما بي اسافر وابتعد.. ابي اظل وياكم... ماقدر افكر اني مابشوفكم كل يوم وكل لحظة... تفهمني.. مابي اروح عنكم مابي...

مسح جراح على راسها وهو يغمض عينيه... وانا الذي ظننت السوء..

بحنان بليغ: بس اهدي انتي.. .اهدي.. وبسج صياح.. عورتي هالقلب والله.. وانا من وين لي الصبر اتحمل نعومتكم انتو يالحريم.. لابج انتي ولا امي ولا منور على غثتها.. من حلاكم قلبي متعور لا وتبجين انتي الحين.. ماقدر صراحة

تضحك فاتن بنعومة لاخيها. وتمسح دموعها بظهر كفيها.. لا يعني انها لم تعد حزينة بل.. عليها ان تكتم اهاتها كي لا تنفضح امام اخيها... فهي بغنى عن كل تلك الجدالات التي يمكن ان تصيب حياتها..

يجلس معها اخيها وهو يمسك بيدها: فتون حبيبتي.. انا ادري ان هالشي صعب عليج انتي بالذات انج تتركين الكل والبيت والمسئولية اللي باين انج تستمتعين بها.. وانا مالومج ياختي ابد.. ابد.. بس.. في نفس الوقت حرام انج تحرمين نفسج من هالنعمة اللي طاحت بين يديج.. نعمة بفضل الله عز وجل ثم بفضل ابوي لقيتيها..
فاتن بحزن: انا ماظن ابوي كان يبيني اسافر بعيد عنكم ولا بعيد عن هلي وناسي جذي..
جراح: ادري يا فاتن ولا انا لو كانت الظروف غير كنت بقبل بسفرج بالعكس كنت بكون اول واحد انه يرفضها ويخليج تقعدين معانا... بس انتي لازم تشوفين حياتج يا فاتن ..هذي فرصتج بالحياة انج تخرجين من النطاق اللي احنا معيشينج فيه.. روحي هناك حبيبتي وعيشي وشمي هوا ثاني.. ارفعي راس ابوي والكويت بنجاحج وتفوقج.. خلج هناك راية بيضا نحملها في ويوه الناس اللي ندفع بها فقرنا وحاجتنا.. لا تظنين انج راح تتغيرين ولا انج راح تتاثرين.. انتي معدن اصيل .. والمعدن الاصيل عمره ما يصدى ولا يتغير لونه..
فاتن تبكي: ان شاء الله..
جراح يضمها الى قلبه: حبيبة قلب اخوووووووها والله.. حبيبتي فتون...




صمتت.. لا تستطيع ان تتكلم عندما تسمع اخيها.. فهو متحمس لسفرها اكثر منها.. ولا تظن انه كان ليتوانى لو كانت هذه فرصته لا فرصتها.. حتى بحبه لمريم الا انه سيغادر ويرحل ويرجع وهو ظافر بشهادة يرفع راس كل من به..
يارب... اجعلني من هؤلاء الذين يفرحون بانجازاتهم.. قوني يارب.. اريد ان اكون مصدرا للفخر والاحتفاء.. قوني يا ربي.. قوني..



على الدعاء نزلت فاتن واهي مجبرة الى الطابق السفلي.. وهي تجر نفسها لكي تبتسم او تبدو طبيعية امام امها وان تكسب الوقت كله في صالحها من اجل ان تبقي ذكرى طيبة لها مع اهلها قبل رحيلها.. وان كان هذا شيء صعب الا انها ستحاول.. وهذا جل ما تقدر عليه..

هاهي الساعة تشارف الثالثة ولم يصل مساعد للمنزل حتى الان.. لم تستعجل مريم نفسها لتهب بالاتصال وانما انتظرت حتى ان ياتي اخاها.. فهذا هو وقته عندما يتاخر باخر يوم بالاسبوع.. ولا تريد ان تزعجه كي لا يغير رايه بشأن اصطحابها الى منزل ابو جراح.. ستنتظر..
وطال الانتظار الى الثالثة والنصف ولم يصل.. فشغلت نفسها عن الانتظار بالتزين.. ولم يبقى شيئا لم تضفه الى وجهها.. لا تحتاج للمكياج كثيرا لكن انتظارها كانت مملا مما جعلها تقوم بما قامت به.. اعجبتها النتيجة ولكن كانت مبهرجة كثيرا.. فبدأت تمسح فيه..
الا بصوت مساعد من الاسفل..



مريم: ياويلي.. توه الحين ياي.. انا الحين شلون اشيل هالخرابيط؟؟؟ (تنظر الى نفسها بالمرآة) يوووووووووه يا مساعد شسويت فيني..؟؟

خرجت من غرفتها مسرعة لاخيها تستبقيه اكثر .. وعندما نزلت...


مساعد بنظرة غريبة: مريوووووم؟؟؟ شمسوية في روحج؟؟ شهالخرابيط اللي فيج؟ رايحة عرس انتي؟
مريم بحيا: مادري يا خوي.. بس انت اله يهداك تاخرت وانا ما احب انتظر رحت صبغت ويهي.. دقايق بس ورادتلك..
مساعد: ماعندي وقت مريم مواعد الناس على الساعة اربع..
ام مساعد: ليش شصاير عندهم؟
امساعد: مواعدهم على قراية وصية عمي بو جراح؟؟
ام مساعد بلهجة قاسية: وما كو احد الا انت؟؟؟ جان خليت احد ثاني يسويها لهم..؟؟


لم تكن هذه بالجديدة على امه فهي منذ وفاتهم وملا حظتها لانشغاله الدائم بمسألتهم احست بالغيرة وتغيرت تصرفاتها تجاه ال الياسي..

مساعد غير مبالي: لا اكوو.. بس انا اللي ابي جذي.. ها يمة أي اعتراض ثاني..
تشيح بوجهها: اللهم لا اعتراض.. بس لو تحط بالك على حالك اكثر من بيت الياسي يكون خير يا وليدي..
مساعد بقلة صبر: ان شاء الله... مريم... مرييييييم

مريم التي استفادت من جدال امه معه اتجهت الى غرفتها ومسحت الالوان بسرعة ولكن ما فعلته كان اسوأ من السابق... لا بأس مع فاتن ستقوم بكل شي...
ونزلت وهي متغشية بشالها..

مساعد: تدرين اني ماحب هالحركات
مريم: الله عليك يا مساااعد اللي يسمعك يقول على طول بسويها بس اليوم عن ويهي..
مساعد: اللهم طولج ياروح.. هذا اللي يبي البنات.. خله يشبع من شقاهم..

تركها وطار الى سيارته وهي تجري من خلفه.. وعندما ركبت تحركت السيارة مسرعة.. مع ان منزل بو جراح قريب الا ان مساعد لا يحب – خصوصا عندما يرافقنه النسوة- ان يسير بهن في الشوارع.. رجل تقليدي.. يحب الستر..

وفي السيارة..

مريم: مساعد امي شفيها وياك على بيت عمي؟
مساعد وهو ينظر امامه بحزم: امج غيارة وما تحب ان عيالها يحبون غيرها.. مو حركات ناس عدلة بس شنسوي امنا ولها حق علينا.. احسن شي نسويه اننا نسكت عنها وتخليها تقول اللي تقوله.
مريم بخوف: يعني اهي ما تحب بيت عمي بو جراح؟
مساعد: قبل لا الحين.... مادري

توجست مريم.. كيف لامي ان لا تحبهم.. كانو رفاقا قبل ان آتي الى هذه الدنيا فما الذي حصل كي تكرههم امي؟؟ يا ترى ماذا سيجري لي عندما ياتي جراح لخطبتي؟؟ هل سترفضهم بسبب هذه الكراهية؟؟ اوووووووووه لست بناقصة يا امي... تبا للحياة..

مساعد ينظر اليها: وانتي علامج ساكتة... بالعادة تقرقين ولا تسكتين؟
مريم: لا مافيني شي ...
بصمت تفكر..
مريم: اقول مساعد.. عادي اقعد وياك يوم اللي تقعد فيه وياهم؟
مساعد بصدمة: طالع انا شلووون مافكرت بهالشي؟؟؟ نسيت اني بقعد وياهم؟؟ يا ذي الورطة
مريم بستغراب: هو ليش؟؟؟ بقعد معاكم مافيها شي لا ني مو غريبة ولا هذا سر من اسرار الحكومة السوفيتيه..
مساعد يبتسم: ادري بس هالنوع من الاجتماعات يبيلها خصوصية.. خليني اردج البيت الحين
مريم: شنوووووووووووووووو؟؟ كمل كمل دربك يالله يردني البيت.. انا زين مني لقيت فرصة عشان اطلع ليش تردني؟؟ مساعد خلاص والله بقعد انتظركم في الصالة ولا في المطبخ تكفى..
مساعد: اخاف ينزعجون منج ولا ينغثون؟
مريم: لا لا تكفى ما بينغثون خلني اروح بس؟؟
مساعد: هههههههههههههه لا لا ماقدر اعرض الناس لهالنوع من الاحرج اردج البيت احسن...
مريم: لااااااا تكفي والله ببجي الحين..




مساعد الذي بدا مستمتعا بهذه المشاكسات مع اخته الصغيرة.. ما احلاها مريم.. منذ ان كانت صغيرة وهي على هذه الحالة.. لكنه لم يكن معها كثيرا فكان شابا يحب الخروج كثيرا رغم تفوقه بالدراسة.. وبعدها اتته البعثة ليبتعد خمس سنين عنها ليعود ويجدها فتاة يافعة.. انها اكثر شخص على هذه الدنيا لديه معرفة قوية بفاتن.. لو كان لي الحق بالسؤال لسألتها.. ولكن اخاف من تفسيرها لردة فعلي.. قد تقول اني احبها.. وهذا امر مستحيل.. فانا لا يمكن ان احب فاتن... معجب بها نعم.. احبها؟؟؟ لاااا مستحيل..

فاتن وامها في المجلس ترتبان الاطعمة على المائدة... لم تكن كثيرة ولكن الحمد لله تكفي من يجلس عليها.. على عكس تصور مساعد ففاتن ليست بالمستعدة ابدا له وليست مهتمة اطلاقا لوجوده فيكفيها انه سبب رحيلها عن اهلها.. كانت لا تستسيغه.. ولكنها الان تحولت من عدم الاستساغة الى البغض.. تبغضه.. وتتمنى رؤيته يعاني.. عجيب امر فاتن فهي لم تتمنى حتى للحشرات بالمعاناة فكيف لها ان تتمنى كهذا الشي الى شخص يعيش ويتنفس.. ؟؟ ماذا جرى لفاتن يا ترى؟؟
وسمعن بوق السيارة يعلن وصولهم..
ام جراح: يمه فاتن طلعي من باب الزراعة عشان لا تمرين يم الريال..
فاتن من غير نفس: انشاء الله..
وعند خروجها التفتت: يمه لازم اقعد وياكم؟
ام جراح باستغراب:ليش يمه مالج خاطر تعرفين اللي يوصي فيه ابوج؟
فاتن: مو جذي بس... تعبانة شوي ومالي خلق..
ام جراح: كيفج يما على راحتج.. روحي ارتاحي وانا بعدين لو تبين اخبرج بكل شي
فاتن تبتسم ابتسامة صفراء:شكرا يمة..



تخرج فاتن عن طريق الحوض ولكنها نسيت ما طلبته منها امها بالدخول للمنزل من هناك..
ومرت على الطريق المؤدي للباب الرئيسي الا بصوت من خلفها

مريم: عبرت الشط على مودة وخليتك على راسي
التفتت اليها فاتن وتشقق وجهها من فرط الفرح: مريووووووووووووووم
وتحاضنتا الرفيقتان..
مريم: يا بعدهم والله وحشتيني فتون
فاتن: وانتي اكثر.. من يابج؟؟ وليش ماقلتيلي؟
مريم بغرور: اويييه ما تعرفيني شكثر احب المفاجاءات..
فاتن: ههههههههههههههههه فديت عمرج والله.. احلى مفاجاة.. وحشتيني يالخايسة.. وليش مغطية ويهج
ترفع مريم الغطى: شوفي؟
فاتن: اااااااااااااه.. (تضع يدها على فمها) من سوى فيج جذي؟؟
مريم: شليي سوا فيني جذي؟؟ العيلة عشان ايي بيتكم اللي سوت فيني جذي !!!
فاتن: هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه هه حليلج ارفيجتي.. تعالي داخل بس حلاه جراح يشوفج هالشكل؟؟
مريم: هاهاهاي..بعدج هذا تبين الخلان يتطمشون علي؟؟ ايا العدوة..
فاتن تسحب يدها وتضحك: هههههههههههههههههههههه تعالي داخل بسج قرقة..





مساعد كان ينظر اليهما من داخل السيارة وهو يراقب ضحكات فاتن.. لكم هي غاوية ومثيرة للاعصاب ضحكتها.. وكم تبدوو بريئة ولا يمكنها ان تسيء الى احد ولكن.. انظروا لما فعلته قبل ايام.. كيف انى لها.؟؟ لم شوهت صورتها بهذه الطريقة بعيني؟؟ لم؟؟؟
جراح الذي كان يركض على الدرج ليخرج للرجل.. توقف في وجه فاتن وهي تركب..
فاتن: بسم الله..
جراح: فتون سكري هالدبابيس..
فاتن: اسمها ازرة مو دبابيس
جراح: اللي هي سكريها.. خليني الحق على الريال..
الا بمريم تدخل وهي منزلة غطاء وجهها.. ويراها جراح..ابتسم اولا وثم انصدم بشكلها
جراح: شفيه ويهج؟
مريم التي فتحت عيناها صدمة وتسرع لتغطية وجهها: ما فيه شي... فتون يالله
جراح بعصبية: شفيه ويهج؟؟ وليش هالغشوة؟
مريم بتأتأة: ام.. ممم.. مافيه شي .. بس....ت.. ت.. تغيررر
جراح بعصبية بالغه: انا ماحب هالغطا وليش متصبغة وطالعة بالشارع؟؟؟
مريم: هاو.. انت شكو ويهي ووبكيفي؟؟
جراح الذي كره عمره.. خرج كالاعصار وفاتن يديها مازالتا متعلقتين برقبته
فاتن: اصبر خلني اكمل
جراح يخرج من المنزل باكفهرار.. كيف لها ان تخرج من المنزل هكذا؟؟ لا وتغطي وجهها بتلك الغشوة الخفيفة؟؟؟ ياااااااااااااااااه ساقتلهاَ!!!!!!!!

فاتن وهي تحرك يديها علامة لتخويف: امبيييييييييييييه امبيييييييييييييه امبييييييييييييييييييه راحت عليج مريم.. شسويتي انت اليوم؟؟ عصبتيه من قلب؟ من زمان ما شفت جراح جذي؟
مريم التي كانت خائفة ولكن تتظاهر بالقوة: خله على كيفه انا مالي شغل فيه.. ويهي وانا حرة فيه!!!
فاتن: امبيه امبيه امبيه والله انج جنيتي على عمرج يا مريوم باللي سويتيه اليوم
مريم: اييييييييه عاد الا اخووج.. طول عمره ماله شغل فيني الا بهالسوالف.. عشان يعصب علي.. وانتي يالله خلينا نروح دارج نشيل هالزفت..
فاتن: ما بعطيج خله جذي ويهج هههههههههههههههههه
مريم: عاجبج زف اخووج.. يالله بسرعة جدامي..
فاتن: ههههههههههههههههههههههههههههه





بخروج جراح من المنزل وصل خالد.. كان يبدو هزيلا ونظاراته غائبة عن وجهه.. معروف عن نظره
بالضعف البالغ فما باله اليوم يسير بدونها.. امره غريب؟
مساعد الذي خرج منذ رأى جراح خارجا.. وقف عند السيارة ينتظره.. وتقدم خالد اولهم بالسلام
ثم جراح وتوجهو الى المجلس سوية..

جراح بهمس الى خالد: وينه نظاراتك اليوم؟
خالد: ناسيهم في بيت فاضل..
جراح: وعيونك؟
فاضل: اسكت عني تراني ميت من التعب بسببهم؟
جراح: ليش ما تروح تاخذهم؟
خالد الذي بدى مريضا: بعدين يصير خير...

دخلو الى المجلس الذي كان معدا لهم... جلس مساعد في موقع يجعله في مواجهة الكل..

جراح: حياك تفضل..
مساعد: زاد فضلك..
جراح: دقايق بس ابي اناديهم
مساعد: لا خلك توه الناس..
جراح: على راحتك....




خالد بقي ساكتا وهو مغمض العينين.. يشعر بصداع اليم في راسه عندما يفتح عينيه.. ولكن سيتحمل
اليوم.. لم يرد ان يقول الحقيقة لابن خالته لكي لا يفزعه.. فهو كسر نظارته قبل يومين ولا يعرف من اين
ياتي بالمال من اجل ان يصلح الاخرى.. سيستلف القليل من اصدقائه ولن يردوه.. مع ان كل تبديل لنظاراته
وحتى نظارته الاولى كانت من عند عمه ابو جراح.. رحمك الله يا عمي..

وبعد النصف ساعة .. أي ان الساعة الرابعة والنصف.. اجتمع الكل في المجلس.. الا فاتن ومريم..
استغرب مساعد تغيبها.. لا لن تفعلي بي هذا يا فاتن.. لن ترحميني من تعذيبك اليوم؟؟


مساعد: الكل موجود؟
جراح يتلفت ويفتقد اخته: يمه وينها فاتن؟
ام جراح: يمه اختك تعبانة وما تبي تقعد هني؟؟
جراح: لازم يعني الكل يكون متواجد؟
مساعد: أي لازم عشان التوقيع..
خالد: انا اوقع بالنيابه عنها..
مساعد: انت لك خانه توقيع واختك بعد..
خالد مصححا وهو متعب: بنت خالتي ..
مساعد احس لنبرة خالد معه.. ما باله هذا الولد؟؟
جراح: دقايق اروح اناديها..
ام جراح التي علمت بتواجد مريم معها..: لا يمة خلك مناير قومي انتي ناديها..
مناير: ليش انا؟؟
ام جراح: روحي عاد لا تعلين قلبي؟
مناير: اوووف... ان شاء الله..

وتوجهت لتنادي فاتن..

مناير: فاتن.. فاتن.. فتوووووووووون؟؟ فاتن؟؟
تفتح فاتن الباب: شنو شنو شنو.. شتبين؟
مناير وهي تغادر: امي تبيج تحت في الديوانية نزلي لها بسرعة..
وغادت مناير وفاتن تحادثها: منور قوليلهم مو يايه..
مناير تكلمها وهي توليها ظهرها: مو شغلي يبونج تحت..

وغادرت..

فاتن وهي تجلس بغضب: اووووووف مابي اروح..
مريم: ليش انزين؟؟
فاتن: مابي اشوف ويه مس...
توقفت عن الكلام .. ستوب فاتن.. انتي على وشك ان تشتمي اخ رفيقتك امامها..
مريم: ماتبين تشوفين منو؟
فاتن بتعديل: مابي اشوف ويه احد.. لايعة جبدي منهم.. مو كفاية سالفة البعثة بعد بروحي مو طايقة شي؟
مريم: زين فتون نزلي وخليني انزل معاج؟
فاتن: انتي خاطرج روحي بروحج انا مو رايحة..

قالتها وهي تنام على السرير.. وتقفز لها مريم

مريم: فتون تكفين حبيبتي روحي عشان اروح وياج.. تكفين.؟. تدرين مساعد اخوي بيناجرني ويهزئني لاني صافة الويه عندهم بس لو رحت معاج بقول له انج ما تحبين تروحين مكان بدوني
فاتن: مريوم تكفين اللي فيني كافيني انا مابي اروح يعني مابي اروح؟
مريم: واذا قلت لج عشان خاطري وخاطر جراح.. تكفين..فتون انا اليوم يايه بيتكم عشان اعدل الامور بيني وبين جراح ولكن اللي سوييته بويهي حطم كل هالتخطيطات.. شوفيني الحين رديت ادمية يالله عاد لا تكسرين بخاطري وما تروحين..
فاتن: مريم ماب....
تقاطعها: تكفييييييييييييييييييييييييييييييييييين
لمعت عيني فاتن بشر وهي تسمع رجاء مريم..: بشرط؟
مريم: اللي تبينه حلي وحلالي كله لج..بس انتي اشرطي.
فاتن: ابيج تسوين لي ويه البطه..
مريم بصدمة: حرام علييييييييييييج..
فاتن : اتبيني ارووح.. سويلي ويه البطة بسرعة..
مريم بذل: اسويها لج يالحمارة.. واامري لله..


وقامت مريم بمز شفتيها باصبعيها بحيث انهما امتدتا للامام واخرجت لسانها وهي تلفظ: كواك.. كواك...
وفاتن تضحك بقووووة على تلك الحركة.. لم تقم بها مريم لربما منذ 10 اعوام.. ترفض القيام بها لان احدهم صورها بتلك الهيئة وتضاحكن الفتيات عليها طوواااااااال الوقت.. حتى لهذه الحينة..
وعلى تللك الحركات المخبوله نزلتا الى المجلس.. ليتواجهن بمصيرهن..

فاتن مع مساعد..
ومريم مع جراح..

ومن يعلم ماذا تخبئ لهم هذه الجلسة... ؟؟

عند بيت النهيدي غزلان وامها توهم واصلين.. غزلان ما كانت فرحانة وايد بهالزيارة لانها ما تحب خالتها ام مشعل.. مو ما تحبها بالعكس اهي تحبها ماكو بنت تكره خالاتها بس اهي تكره هالزيف اللي ام مشعل محايطة نفسها وزوجها واعيالها وحياتها فيه.. دومها كانت تتحدى بيت ابو زياد.. مثل ما تزوجت ام زياد واحد غني اهي بعد الثانية تزوجت بو مشعل.. ولان ام زياد لها علاقاتها الشخصية الواسعة بين الناس والمعارف.. اندفعت ام مشعل للاشتراك في اتفه المناسبات الاجتماعية والدخول في معتركات المرأة بغناها عن وجودها فيها .. بس لان السالفة فيها سرقة الاضواء والتسلط.. هذا كان مراد ام مشعل كله..

قدرت بهالطريقة انها تدير زوجها واولادها لطريق اهم ما كانو بالتاكيد مخططين له.. فمثلا سماء.. بنت على عكس امها.. متمرده لاقصى الحدود ومشاغبة وتحب المشاكل بطريقة فظيعة.. طبعا اهي ما تآذي احد.. ما تأذي الا نفسها.. فمرة يوم كانو مسافرين في ديزني لاند قدرت انها تسبب اكبر فوضى عالمية بضياعها.. واضطر الكل انه يلغي المتعة في هذيج الرحلة وقعدو يدورونها ليمن لقوها قاعدة ويا مهرجين تضحك وتتسلى ولا كان عليها أي سوء..


هذي سماء.. والولد مشعل.. هذا شغلة ثانية.. قدرت امه انه تتحكم فيه واهو الصبي اللي معروف عن الصبيان انهم متفردين بقراراتهم ومحد يسيرهم.. الا ان هالولد ينصاع لكل كلمة تقولها امه.. ما اقول انه سكانه امه لكن.. بعد الانسان لازم يبدي رأيه ويدافع عن أي قضية من شأنها ان تحطم حياته .. فمثلا أي صبي يبلغ من العمر الـ 13 سنة يقبل انه ينحبس في مدرسة داخلية عسكرية.. لمده سبع سنوات.. ويرد من بعدها الكويت عشان يدرس في ديرته.. انا لو مكانه (غزلان) ما تحملت 7 دقايق.. اصلا اهلي ما راح يصبرون علي مثل ما انا ماقدر اصبر بدونهم..

دقو الجرس وظهرت لهم ام مشعل بابتسامتها المزيفة وثيابها اللافتة.. واللي للاسف الشديد تصلح لوحدة اصغر منها ب.. يمكن.. 10 سنوات؟؟



ام مشعل: يا هلا والله حياكم الله زارتنا البركة
ام زياد: الله يبارج فيج
ام مشعل: يا حيا الله بخويتي ام زياد..

كانت نبرتها جاذبة لدرجة ان غزلان كان ودها لو تضحك.. تحس نفسها قاعدة في مسلسل..

ام مشعل: يا هلا والله ببنيتي غزلان.. ماشاء الله عليج كبرتي وحلويتي..
غزلان وهي تبوس خالتها: حلت دنياج الحلوة عيونج خالتي...
ام مشعل: هاو ليش واقفين دخلووو عن الشمس..



ودخلوو كلهم البيت الكبير.. بيت كله ابيض واثاثه احمر يثير الاعصاب.. مع انه راقي وستايل وكشيخ الا انه التناقض في اللون الابيض واللون الاحمر كان غريب.. يبين المكان مثل ال... اممممم مثل غرفة مهجورة واثاثها كله مغطى بشراشف الا ان العكس هني ان الشراشف مرفوعة والاثاث ظاهر واهل البيت يعيشون فيه..



ام مشعل تقعدهم في الصالة الرئيسية: حياكم الله يا هلا والله فيكم..
ام زياد: هلا بيج عيوني .. ها شخباركم. .عساكم ابخير.. وشلونه بو مشعل؟
ام مشعل: والله بخير يسلم عليج مسافر اهو رايح زيوريخ وبعد جم يوم ان شاء الله بيرد لنا وبيرد وياه الخير!!
قالتها بحبووور لكن غزلان رفعت حاجب لها..




ترفع سماعة التلفون وتضرب رقم للمطبخ.. عشان الخدامات يزهبوون القدوع (الفوالة)
غزلان تكلم امها بصوت واطي: يمه لا نطول.. ربع ساعة وطالعين
ام زياد بصوت هامس: لا تفشليني يا غزلان ويا خالتج...
غزلان: يمه مااصبر عليها..
تقطعهم ام مشعل: علامكم اتساسرون وتبسبسوون..؟؟
ام زياد: ها.. لا يا وخيتي شاسراره مابيننا اسرار .. بس غزلان كانت تسالني عن سموووي حبيبتي وينها في؟
ام مشعل: هذيج معتكفة ويا اخوها.. يا قلبي هالبنت شنو تحب اخوها.. ما ترضى عليه ولا تفارجه.. وخصوصا هالفترة لانه مريض؟
ام زياد: اسم الله عليه.. عسى ما شر؟
ام مشعل اللي ما كانت تدري عن حال ولدها ولا راحت لعند داره: لا والله ما فيه شي بس طلع ويا ربعه البحر وشكله مرض.. بس لا تحاتينه بعد جم يوم يقوم لج ..
ام زياد: خانت حيلي والله ما يبت له حلاو ولا شي.. وانتي الله يهداج يا سلوى ما تعلمين ولا تخبرين
ام مشعل بلهجة بايخة: شلووون اقول لج يا وخيييتي.. انشغلت وااايد هالفترة.. تعرفين مرت الوزير (....) كانت عازمتني في ديوانيتها واحنا نعد برنامج للتبرع.. و ...




غزلان في بالها كانت تفكر.. شلون اشرد من هني.. ووين اروح.. مع اني ما احب سماء وايد بس اتمنى لو انها كانت موجودة.. هالبنت قوية وما تمشي لامها بالساهل.. يعني لو كانت خالتي قاعدة وسماء معاها.. ياويلكم.. الحرب العالمية الثالثة.. مع انها اجماليا باردة لكن تظل حرب.. سبحان الله اول مرة اشوف بنت ما تداني امها..


سماء اللي كانت قاعدة في دارها واهي تفكر بمشعل.. حاله كل يوم عن يوم يسوء ويزيد.. واهو ما يرضى احد يدخل عليه.. حاولت جم مرة انها توصل له الاكل لكن ما رضى عليها وتم يرفض واهو قافل الباب ولا يرضى يفجه.. اكيد فشلون له ويه يجابل الناس واهو على ذيج الحالة.. يخاف يطلع من الدار ويسوي شي يخليه يندم عليه طول عمره.. لكن.. السالفة ما تستاهل يا ناس..

مشعل بغرفته .. والله انا بموووووت .. حبيبتي تروح من يدي وانا ماقدر اسوي شي.. مربوطة يدي من ورى وعيوني اهي اللي تشوف وتشهد كل هالاجرام بحقي وحقها.. انا اعرف فاتن.. اهي مستحيل تقبل بالبعاد عني.. مستحيل... تحبني يا ناس مثل مااحبها.. لكن.. شلون وافقت شلوون؟؟؟

تحركت سماء وطلعت من دارها.. توها بتنزل تحت الا تمر عيونها على دار اخوها.. ما يصير اروح عنه.. لازم ادخل عليه واشوف شحالته..

تطق الباب..



سماء: مشعل.. حبيبي مشعل فج الباب... فج الباب مشعل خلني اكلمك..
رفع راسه اللي كان منكس على الطاولة: مابي احد سماء روحي عني
سماء بخوف: مشعل تكفى خلني ادخل.. ابي اتطمن عليك
وقف مشعل: روحي سماء انا مافيني شي..
سماء: حلفت عليك مشعل الا تفج الباب.. فجه حبيبي خلني اشوفك..



بصعوبة اتخذ القرار.. ما راح يظل بروحه.. اهو يحتاج يكلم احد.. والوحدة قضت على كل ذرة صبر فيه.. وراح فج الباب لاخته الصغيرة.. الوحيدة اللي اهتمت لحالته ويات تسال عنه.. امه اللي امه ما فكرت تدق الباب والا تسـأل عني..
يوم فتح الباب كانت سماء مبتسمة.. ويوم شافت حالته اللي وصل لها.. اختفت الابتسامة وتوسعت عيونها بخوف...



سماء: مشعل... شمسوي في روحك؟؟
ما تكلم مشعل ومشى عنها لداخل الغرفة وظلت هي عند الباب.. دعوة غير مباشرة انها تدخل .. وبالفعل دخلت وسكرت الباب من وراها.. وبخووووف كبير عمر قلبها راحت لاخوها...



سماء: مشعل حرام عليك اللي تسويه في روحك.. هذي مو اخر الدنيا.. مو زين اللي تسويه في نفسك.. انت شفت روحك بالمنظرة؟؟ طالع ويهك شلون خاك...!!
مشعل وهو يقعد بتعب على الكرسي: مافيني شي.. بس لاني ما تحركت وايد و... الغرفة مافيها اضاءة كافية
راحت سماء تحرك ستار الشرفة الكبيررررة.: اضاءة كافية؟؟؟؟ وهذا شنو تقول عنه..
يوم انتشر الضوء في الغرفة غمض مشعل عيونه وهو منزعج من الضوء... من زمااان ما شاف الضوء.. الستاير على طول مسكرة.. لانها تطل على بيت بو جراح.. وبالتحديد غرفة فاتن.. يوم تعودت عيونه على الضوء فتحها .. شوي شوي.. ليمن بينت له الرؤية.. وبينت ملامح دريشة غرفة فاتن.. وبيت ابو جراح الصغير...

سماء: مشعل.. حرام عليك ترى اللي تسويه... مو زين لك.. ولا لصحتك.. ولا لي ولا لاحد.. حتى فاتن.. مو زين عليك بالله ..
مشعل بضيق: سماء ليش مكبرة الموضوع.. اقول لج مافيني شي.. بس لاني ما طلعت وقاعد بداري خلاص.. انا اجرمت؟
سماء تتقرب منه: لا ما اجرمت.. بس اللي انت مسويه في روحك اجرام.. شوف ويهك وطالع حالتك.. صار لك جم يوم ما كليت ولاشربت..
مشعل يبعد ويهه عنها لجهة ثانية: ماني يوعان...
سماء: انزين تكلم معاي قول شفيك.. (توقف واهي عاقده ذراعينها على صدرها) تكلم وقول شفيك؟؟
وقف مشعل واهو حاير: .. اتكلم.. اتكلم شقول.. انا لو اقدر اتكلم جان تكلمت من زمان.. بس انا مالي حيلة.. ما اقدر اغلط واقط البنت معاي بالغلط.. ولا اقدر اسكت واشوفها تطير من يدي.. انا محتار يا سماء محتار.. وحيرتي بتقضي علي.. بموت انا جذي
سماء : ياخي انت معيش روحك في عذاب بلا سبب. كاهو باب بيت البنت مجابل بابك.. ليش ما تروح لها وتتكلم معاهم وتطلبها .. ( يبتسم مشعل بقله حيلة ) ما بيرفضونك.. ريال وما تنعاب.. مافيك شي ناقص ولله الحمد
مشعل يقطعها: انتي مينونه ولا صاحية.. انتي فيج شي؟؟؟ عبالج احنا في قصة رومانسية مثل القصص اللي تقرينها؟؟؟؟ مينونه انتي..؟؟
سماء: لا مو مينونة.. انا اتكلم لك بالواقع الصريح.. انت ما تبي تغلط معاها اوكيه.. انا معاك في هالشي.. بس ليش تسكت.. ماله داعي تسكت.. انت تحبها واهي تحبك .. خلاص whats the matter?
مشعل: الماتر يا الصاحية ان انا صغير واهي اصغر.. الماتر يا حبيبتي ان اهي بنت فقارة وانا ولد سلوى الدلاهمي.. الواقع يا اختي اقسى مني ومنج.. انتي تعرفين ان امي مستحيل توافق..
سماء بقزز: يعلها ما وافقت طول عمرها.. انت الحين بتقول لي انك مستعد تخسر فاتن على شان.. امي؟؟ امي اللي ما اتشرف اناديها باسم امي؟؟
مشعل بغضب: عيب عليج.. هذي امج اللي يابتج وتعبت عليج..
سماء: يا عمي روح قول هالشي لاحد غيري... انت ما تقدر تخسر عمرك كله يا مشعل على ناس مو مهتمه فيك سوى انك كنت بخير ولا لاء.. حرام تضيع فاتن من يدك يا مشعل والله حرام
مشعل وهو يفكر ويقرض ظفر ابهامه: مادري.. شرايج لو اروح وراها اميركا وادرس هناك.. في جامعة ثانية.. بس اكون جريب منها واتطمن عليها..!!!
سماء بصدمة: انت مينووووون؟؟ توك ما ترضى عليها بالغلط.. والحين بتروح وراها
يقعد مشعل بحيرة: عيل شالحل.. شالحل؟.... انا بستخف.. انا بموت .. انا بنتحر صدقيني بنتحر.. ماقدر اعيش وانا عارف انها بتكون بعيده عني.. صعب يا سماء..(تهجد صوته بالبجي) صعب... مابيها تروح عني... مابيها...




بكل صررررررررررررررراحة بجى مشعل.. بجرى البركان الثائر اللي في قلبه.. ينادي كل عرج ينبض بالدم في جسمه عشان يبجي وياه.. اهو محتاااج لكل الدعم لكن.. يحس نفسه وحيد بهالمعركة اللي بدى يظن انه.. خاسرر فيها.. وبيخسر فاتن لصالح الاعداء.. وبتبتعد عنه.. وترووح.. ااااه يا فاتن... تاوه مشعل والدمع المرير يتطفر من عينه بقهر.. ومن شدة القهر كانت دمعاته ساخنة.. تموج بعينه ليمن تطفر من الجفن..
يمون على كل اخت منظر اخوها بهذي الحالة.. وسماء اللي بطبيعتها الدافئة والناعمة راحت لاخوها ولمته لها وانحنت له واهي تواسيه.. ما تبي تتكلم معاه لانه راح ينفجر ان تكلم اكثر.. ليش ياربي يصير جذي معاه؟؟ انا اتذكره يوم كان في اميركا.. معذب.. واول ما وصلنا الكويت ردت روحه.. ليش ياربي؟؟؟ يا ترى شهالسبب المخفي الي يخلي اخوي يتعذب جذي؟؟؟



* *



في ديوانية بو جراح.. الكل كان متواجد.. الا عزيزة وعيالها لانها كانت مساافرة معاهم الى البحرين ديرة ابوهم اللي اهي متطلقة منه.. اما الحضور فكان كامل.. ام جراح وولديها وبنتيها ومريم وخالد و... حد السيف.. عين الصقر مساعد.. اللي برد خاطره يوم شاف فاتن تدخل الديوانية وتشاركهم الجلسة.. على مين يا فاتن ما بتحظرين .. انتي اصلا سبب تواجدي هني في بيتكم والا هالوصية كل من يقدر يتوكل بها حتى لو اخووج..
كانت ام جراح قاعدة واهي لابسه عباتها وفاتن يمها بجلابيتها وشيلتها.. ومريم يمها ويم مريم مناير.. وعلى الطرف الثاني المقابل.. جراح وخالد وعبد العزيز اللي قعد يم خالد ولد خالته لان خالد يمكن اقرب واحد لعبد العزيز .. حتى اقرب من جراح..
كل شوي عيون جراح تنتقل الى مريم.. بطريقة تخلي قلبها يفز.. واهي تنغز فاتن اللي ما كانت تحس باي شي في هالدنيا.. فكرها كله في هالوصية.. خايفة.. تحس ان مصيرها كله محسوم في هالوصية.. ليش ما تدري؟؟

تكلم مساعد اللي كان قاعد عند الجدار المجابل للفراغ.. والناس الباجيين على يدينه اليمين واليسار.. الحريم كانو على يساره والرياييل على اليمين...

مساعد بنبرة اسرة وصوت قوي وصل لاعماق فاتن على الرغم منها: انا هني مثل ما تدرون وتعرفون لقراية وصية عبدالله خلف الياسي.. اللي توفى رحمه الله عن عمر ما ينهاز ال 50 سنة.. توفي بالتاريخ ......19 .. وهذي الوصية الي عمرها 5 سنوات تعرضت لاخر تجديد قبل ستة شهور بتاريخ 133..19 .. هالوصية اهي اخر نسخة معدلة ومرتبة من قبل عبدالله.. انا بمرر عليكم الورقة عشان تتاكدون من توقيعه لانكم اكيد على معرفة فيه..



ام جراح: يا وليدي ما يحتاج نتأكد عارفين انك ما بتغدرنا..
توه مساعد بيتكلم الا فاتن واهي تنفس شوي منها على مساعد بطريقة غير مشابهه: انا ابي اقرى يمه.. ( وهي ترمي مساعد بنظرة) ابي اشوف توقيع ابوي.. اتاكد منه
ابتسم مساعد وعيونه الحادة لمعت بنظرة ما جاست ظل فاتن حتى لكنها وصلت الرسالة لمخها.. انه سخر منها ومن طفوليتها .. لكن.. قلما يهمها هالشي من هالغول..


ام جراح: عيب يا يمة
مساعد: لا خالتي خليها اللي تقوله صح.. اولا اهو اجراء قانوني لازم.. وثانيا.. راح نلبي طلب الانسة الصغيرة.. ( يطالعها) تفضلو...

فاتن ما رمته بولا نظرة لكنها تعرف انه ينتظر منها أي بادرة عشان يمسكها عليها لكن.. ما عرفتني للحين يا مساعد... والثاني كان مستمتع بهالشي.. وفي خاطرة.. بدت اللعبة يا فاتن..
واول من مسك الورقة كان جراح.. طالع توقيع ابوه ومررها على خالد.. ومن خالد لعبد العزيز اللي منبعد ما شافها.. وصلها لاخته مناير اللي ما بطت ومررتها لفاتن.. ظلت تناظر الورقة واهي تشوف توقيع ابوها.. ما تنسى هالتوقيع ماحييت.. تذكره وتذكر اللي خلاه يصير جذي.. كان ابوها دوم يوقع بيده اليسار مع انه كان يميني.. (بيد اليمين) وهذا اليوم كان لا يمكن نسيانه لانها قعدت وياه من بعد الغدا واهي تعلمه شلون يوقع باليد اليمين .. وظلت وياه ليمن اجاد هالشي وفرح عليه من قلب لانه قدر به وبمساعدة بنته الحبيبة ..
مسحت الدمعة الساحقة اللي هزت وجدان مساعد لكن محد حس فيه.. اول مرة يشوف دمعتها.. واول مرة يحس بهالشعور.. انه ينسحق.. ويتمنى قلبه قربها عشان يكون اهو اليد اللي تواسيها.. مو يد امها..

وتمت الورقة بيدهم ليمن وصلت اخيرا بيد مساعد: الحين بعد ما تاكدتو من الورقة.. (كان متوتر.. ليش ما يدري) الحين بشرح لكم الوصية.. الوصية عبارة عن 9 بنود.. كل بند يتضمن شخص معين... بس قبل لا نتكلم عن البنود اهم شي لازم تعرفونه اهو الممتلكات اللي راح تورثونها بالحق والعدل.. اول شي الوصية هذي الممتلكات اللي فيها عبارة عن مبلغ تاميني.. قيمته 200 الف دينار كويتي.. 100 الف باالاستثمارات بشركة الوفا.. وال100 الف الثانية بيدكم بتتوزع عليكم..
اهني الكل سكت.. والكل خفت انفاسه.. 200 الف دينار؟؟؟ من وين لنا؟؟؟ من وين له عبد الله كل هالمبالغ؟؟؟

مساعد: وثاني ممتلك اهو 100 الف دينار ارباح 6 سنوات عن طريق تاجير البيت الكبير لصالح شركة فندقيه اجارها الشهري اهو 600 دينار ويستلم ابوكم نسبة من ارباح المطعم بنسبة 5% .. وبالاضافة الى ارباح من .. (يطالع الاوراق والكل مندهش) من محلين للتصليح وورشة نجارة على مدى 12 سنة..

جراح كانت عيونه ملازقة ويه امه اللي ما كان متغير ابدا ولا كان مندهش.. امي تدري بكل هذا من زمان .. ولا خبرتنا ولا قالت لنا؟؟ طيب ليِش؟؟ ليش كل هالاسرار؟؟ ليش كالفلوس موجودة واحنا عايشين في هالظروف..

مساعد: قبل لا اقرى لكم الوصية.. ابيكم تعرفون ان رغبة ابوكم في بقاء الشي تحت السرية اهو لانه ما بغاكم تطالعون فوق.. ابوكم ولد وعاشى ومات الله يرحمه واهو يتمنى انه يخلف اولاد زاهدين في الحياة.. متواضعين معروفين بسمعتهم لا باموالهم.. المال ترى يصنعه الناس.. مو اهو اللي يصنع الناس..

جراح: انزين....... والبنود هذي شتقول..
مساعد: البنود هذي مثل ما قلت لك عشرة.. وكل بند يحمل اسم.. اول بند... يحمل اسم.. نجاه علي الشرجاوي.. ( ام جراح) .. يا ام جراح انتي لج من هالدخل.. 500 دينار راتب شهري يمشي لج.. لمدة 5 سنوات.. ومبلغ في البنك قيمته 20- الف دينار كويتي..

ثاني اسم.. اهو جراح عبدالله خلف الياسي.. انت لك يا جراح راتب بقيمة 350 دينار كويتي كل 3 شهور يمتد لي 3 سنين.. لانك انت للحين طالب في الجامعة.. ومبلغ في البنك باسم ابوك.. قيمته 20 الف دينار كويتي..

ما صدق جراح.. 20 الف بيدي... 20 الف...؟؟؟
مساعد كان فرحان لانه اليوم صاير مثل البابا نويل.. يوزع هالمبالغ الطائلة على هالعايلة المسكينة اللي عاشت طول عمرها بالاكتفاء الشديد...

مساعد: ثالث اسم اهو خالد مرزوق البشتاشي..
انصدم خالد؟؟ : انا ؟؟؟
مساعد يبتسم: أي يا خالد انت... انت يا خالد لك في البنك مبلغ 10 الاف دينار كويتي.. ومعاش كل 3 شهور بقيمة 200 دينار كويتي.. يمتد لي 3 سنوات..

خالد ما صدق عمره... لا لحظة.. انا في علم ولا حلم؟؟؟ 10 الاف ومعاش كل ثلاثة اشهور؟؟؟ ليش؟؟ انا شسويت؟؟ انا شنسب لبو جراح عشان يعطيني كل هالفلوس..؟؟؟؟ انا عمري ما حققت في حياتهم اللي يستاهل نص هالفلوس؟؟؟ ليش هالكثر ليش؟؟؟ ليش يا عمي هالكرم كله علي؟؟؟ هالكثر انت تحبني؟؟ هالكثر انت تعزني؟؟؟

تحرك مساعد من مكانه وبيده ظرف بني سمين شوي.. وقام وعطاه لخالد...

بابتسامة: هذي اول 3 الاف من مبلغ العشرة الاف اوصى بو جراح انها تنعطى لك عشان تبني لك غرفة في بيتهم.. واهو قال انك لو بنو لكم اهم وحدة ما راح ترضى انك تسكن فيها.. لذا ظن ان لو كان المبلغ في يدك ما راح تعترض..

غمض عيونه خالد وحنى ظهره لجدام... وبجى بلا أي مقاومة.. واهتزت ذيج العظامة بالبدن النحيل وهو مو مصدق ابد من هالعطية الكبيرة اللي لقاها اليوم.. طول عمره واهو عايش بالعازة.. الا الحين.. الابواب كلها تتفتح بويهه بطريقة غريبة وعجيبة... يا الله صحيح انك تمهل ولا تهمل..

رد مساعد مكانه وقعد.. يناظر خالد اللي كانت الصدمة قوية عليه وابتسم له.. الله يهنيك يا خالد.. صدق انك ولا كل الشباب.. حط عينه على الورقة.. وشاف الاسم التالي... وكان فاتن عرفت انها التالية ورفعت عينها تنتظر بخوف اللي بيورثه أبوها اياه.. يا رب... يا رب..
مساعد بنظرة الصقر امتد بصره لها.. ولوجهها اللي كان ينبض باالاف الأحاسيس.. هذي هي اللحظه
بصوت قوي ولكن ناعم ما يدري من وين طلع: فاتن عبد الله خلف الياسي.. انتي لج من ورث ابوج... معاش كل ثلاثة اشهر بقيمة... 500 دينار.. ولج مبلغ في البنك وقدره .. (سكت والكل كان يترقب) 120 الف دينار كويتي.. يتجزء على مبالغ تستلمينها كل سنه كدفعات للجامعة ولأقساطها واستلزماتج مع تمويل سنوي من شركة الوفا لج..

تجمدت فاتن.. بس عيونها كانت شبه النايمة.. كل هالفلوس؟؟؟ كل هالفلوس لي؟؟؟؟ مابيهم... مابيهم.. يا ربي.. هذا ثمن عمر ابوي.. هذا هو ثمن حياته وثمن شقاه وتعبه وروحه اللي راحت ... هالثمن التافه اهو ثمن عمر ابوي.؟؟؟؟؟



كمل مساعد وهو يجاهد عشان يبعد عيونه عن ملامحها.. كانت تمر بكل المشاعر الا الفرح.. شكلها ما كان يبين انها وحدة فرحانة؟؟؟ ما يدري ليش يحس هالبنت غير عن كل البنات؟؟ فيها روح غريبة تميزها.. هالبنت تحب ابوها لدرجة الخيال.. كل البنات يحبون ابائهم..لكن فاتن كانت غير.. كان المها اعمق من الم امها مع انها كانت اقرب لابوها منها.. ليش يا ترى؟؟ ليش كل هالعاطفة.. ؟؟

يكمل مساعد وصيته: لمناير عبد الله الياسي مبلع بقيمه 20 الف دينار ينحط في عهده امها ليمن تبلغ السن القانوني 21 سنه.. ( وكانه يتذكر شي) أي خالد انت بعد ينحط مبلغك بعهدة خالتك ليمن توصل ال 21 سنه.. وانتي يا مناير بتمشين ويا معاش امج وحتى انت يا عبد العزيز يا صاحب البند السادس لك نسبه 20 الف دينار في حساب امك ليمن توصل السن القانوني وتمشي في معاش امك.. شرايك؟؟ حلو؟؟
عبد العزيز اللي ابدا ما كان يهمه هالشي: عادي..


ابتسم مساعد وكمل: لعزيزة وعيالها ايمن واياد .. اللي يشغلو ن البنود السابع والثامن والتاسع.. مبلع 10 الاف دينار كويتي.. وبس... هذا اللي تتضمنه الوصية...
وتم يتصفح الاوراق اللي بيدينه ليمن وصل على الورقة الثانية..

مساعد: أي صج اخر شي نسيته.. صك البيت والمحلين والورشة كله باسمج يا ام جراح.. واذا تبين تسوين توكيل لولدج جراح انه يمسك الزمام بالادارة وكل شي.. انا ما عندي أي مانع واي وقت تبون تسوون هالشي حياكم الله بمكتبي... وبهذا الشي ننتهي من كل الوصية...




الكل كان ساكت وكانه عاصفة او زوبعة مرت من صوبهم.. مريم اللي كانت تناظر كل واحد فيهم واهي مستغربة من الحال اليديد اللي مر على بيت بو جراح.. من بعد ما كانوو فقارة وما عندهم شي الحين كل واحد منهم.. جبيرهم وصغيرهم في حسابه مبلغ محترم.. الحمد لله رب العالمين.. صج لي قالو الله لو فتحها يفتحها من اوسع ابوابه.. الحمد لك يا رب..

مساعد كان يحتفظ بالصك الاخيري من الوصية.. الصك اللي لا اهو ولا احد ثاني غير بو جراح يعرف عنه.. صك المفروض انه ينفتح اليوم.. هالصك مخصوص لفاتن.. وصية مكتوبة من اب لبنته يوصيها بشي يضمن راحته في اخرته.. وصية تمنى لو انه كان عايش في هالدنيا عشان ينفذها اهو مو احد غيرها.. وصيه ترضيه لقلب عاش طول سنواته في الم وعذاب فقد حبيبة ومن شروط قراءة هالصك ان ما يتواجد فيه الا اربعة.. اهو وفاتن وام جراح واخوها... انتو تعرفون هالشي.. لكن مساعد ما يدري عنه ولا فكر فيه بيوم من الايام..



مساعد يبتدأ الكلام: قبل لا اخلص منكم اليوم.. في شي اخير خارج نطاق وصية الممتلكات والورث..
اهني بدت دقات فاتن تضرب بسرعة القطار.. كل شي هان عليها الا ذيج اللحظة.. تحس بالدقات واصلة لاذنيها.. يا رب استر.. استر من هالوصية.. استر
مساعد يكمل بصورة رسمية جدا تخفي ارتباكه الشديد: هالوصية من شروطها ان.. يتواجد فيها اربعة.. جراح وام جراح.. وفاتن... وانا بصفتي المحامي.. لذا.. الباجيين يقدرون يتفضلون الحين ..
خالد يمسح عيونه اللي كانت تعبانه: ليش؟؟؟ ليش هالتخصيص؟
جراح: صدق خالد ليش هالتخصيص؟
مساعد يحك خده: والله مادري يا جراح هذي شروط قراية هالوصية الخطية..
خالد: يالله عيل احنا انتوكل.. يالله مناير ياللله ريم.. يالله عزوز
عبد العزيز: ليش جراح وانا لاء؟؟
جراح يبتسم: لانك يا خوي بعدك صغير.. وهالسوالف تنقال للكبار بس..
عبد العزيز: خلاص انا من يوم ورايح لازم تكون لي مكانه امبينكم.. مو تطردوني حالي من حال العيال الصغار
مناير: ويه عاد اسكت اكبر من يدوه نعيمة الله يرحمها..
عبد العزيز بعصبية: جب انتي مالج خص..
مناير: جب يجبك يالمتيح.. يالله عن اذنكم.. يالله مريم
قامت مريم واهي تستاذن: عن اذنكم...
مساعد: اذنج معاج..



اما عيون جراح فكانت تراقبها بخفاء.. يا ربي على هالبنت.. الفلوس وصارت بيدي.. والله لا خطبج اليوم قبل باجر.. بس .. يا رب اكبر واكبر نفسي.. واصير مناسب لج يا مريم ولمقامج..



مناير واهي طالعة ويا مريم وخالد وراهم: يا ترى شالسالفة.. ليش امي وفتون بالسالفة بعد؟؟ لا يكون بيعرسون اختي؟؟
خالد اللي فز من خاطر على هالجملة: منور جب ولا كلمة يالسبالة.. دشي البيت ولا اشوف ويهج مرة ثانية هني سامعة
مناير التفتت له بصدمة: بسم الله الرحمن الرحيم..كلتني بهدومي يا معود.. شوي شوي
خالد: يالله دشي داخل لا بتجوفين سنع الله فيج..
مناير بصوت واطي: الحمد لله والشكر..



دخلت مريم ومناير البيت وفي قلب مريم الف سؤال عن هالوصية.. ليش اخوي مساعد؟؟ يا ترى مثل ما قال؟؟ لانه المحامي؟؟ ولا هالشي يخصه شخصيا.. ؟؟ مادري والله قلبي ما يطمني على هالشي.. يا خوفي عليج يا فاتن مادري ليش للاسف مصيرج يتلاعبون فيه على كيفهم..

خالد اللي كان قلبه ماكله بسبب هالتكتم في اخر وصية من عمه.. ليش هالتحديد والخصوصية في الوصية.. يعني احنا مالنا موقع من الاعراب.. يعني عمي شنو في باله.. مو كفاية سفر فاتن وابتعاده.. شنو المصير الثاني اللي راح تتحدد حياه فاتن به.. يارب استرها..


تتوقعون شنو يكون باجي الوصية؟؟


























* * *



تحت في صالة بيت النهيدي ام مشعل كانت تتكلم ويا اختها ولا تسكت.. وغزلان قاعدة تهز برجلها ومن زود الملل روحها طفرت.. والظاهر ان امها مستمتعة بهالشي.. شكثر امي عمية وما تشوف حقيقة خالتي سلوى وزيفها.. مسكينة امي طيبة بطبعها وما تعرف للناس من الطيب ومن الشري..




ام مشعل تقطع سرحان غزلان: ها غزلان يمه شكلج مو معانه
انتهبت غزلان واهي تنزل ريلها: ها.. شصاير؟؟؟
ام زياد باحراج بسيط: يمه.. شفيج سرحانة؟
غزلان باحراج: لا مو سرحانه بس قاعدة افكر... شنو مو معاكم؟؟؟
ام مشعل بحاجب مرفوع يبط الجبد: لا بس كنا نسالج عن الزواج بهالوقت؟؟ شرايج فيه؟
غزلان: الزواج بهالوقت؟؟؟ وليش رايي يهمكم
ام زياد: يمه انتي..
قاطعتها ام مشعل بنبرة تحدي مخفية: لا بس انتي في سن الزواج.. وما اظنج بترفضين احد لو تقدم لج
غزلان بنفس الاسلوب: والله مو كل من تقدم حياه الله..
ام مشعل: ليش حبيبتي لا يكون تبين ولد الامير؟
غزلان: السالفة مو سالفة ولد الامير... اهم شي في اللي بيتقدم لي انه يكون انسان قوي وسيرته زينة ونفسه متسامحة..




عرفت ان خالتها تلمح لامها من فترة بشأن ان تكون اهي لولدها لكن وين يا خالتي.. بعدج ما وصلتي..

ام زياد تسكت بنتها: الحين اهو ما يا .. لي يا حياه الله.. (تلتفت لام مشعل) ترى يا وخيتي مو مهم في الريال فلوسه ولا مركزه.. اهي شي انه يكون ريال ملتزم وما ينعاب..

ام مشعل كانت تبتسم لكن في داخلها كانت متقززة من اختها.. على كبر سنها وعلى كبر مقامها الا ان الافكار الرجعية السخيفة للحين في بالها.. واهي اللهم يعلم شخافية لبنتها.. صج لي قالو الناس مظاهر خداعة..



ام مشعل: بالنسبة لسماء انا مستحيل اخليها ترتبط في واحد مو من اصول عريقة ومن عايله جبيرة.. عيل بنت محمد النهيدي تاخذ لها قربووع من قرابيع البيوت الحكومية..
ام زياد: يا خويتي لا ترفعين راسج بعدين رقبتج تنكسر واتاذين.. وبعدين هالحجي توه الناس عليه سماء للحين صغيرة وحتى غزلان بعدهم صغار
ام مشعل بنظرة لغزلان: انا ماشوفها صغيرة كلش..
غزلان انقهرت من نبره خالتها: لا خالتي.. بعدني صغيرة... الا وينها سماء..
ام مشعل تبتسم لبنت اختها.. نجحت في تغيير الموضوع.. داهيه هالبنت: فوق قاعدة اناديها لج..
ترفع السماعة وتوها بتضرب الحبات.. الا تقطعها غزلان : لا خالتي خلج عن تدقين لها انا الحين اروح لها..
ام مشعل: البيت مجدد وغرفتها تغيرت..
غزلان: لا تحطين في بالج خالتي سماء لو وين كانت انا ادل غرفتها.. مميزة..




ومن غير أي زيادة تحركت غزلان من مكانها متوجهه للدرج الطويل وركبت عليه واهي تحس جزئيا بالخلاص من خالتها ومن تفاهاتها.. صج لي قالو بعض الناس ينولدون ويعيشون ويموتون واهم فاضيين.. يبيلهم تعبية؟؟

ام مشعل بعد ما راحت غزلان:يا ام زياد بنتج كلش مو طالعة عليج؟؟
ام زياد بانحراج: اكيد.. طالعة على ابوها اهي.. ما شاء الله عليها ..
ام مشعل تبتسم مخففة على اختها: بس ولا يهمج ترى اهي حبابة وتدش القلب من ابوابه.. بس... والله انا في خاطري امنية يا ريت اتحقق والله!
ام زياد بحيرة: شهالامنية؟
ام مشعل بنظرة جاذبة تستعملها لو كانت تبي توصل لشي اهي تبيه: غزلان .. ومشعل... متزوجين!!!
غزلان اللي ماسمعت اخر ما قالته خالته تحركت بحريتها في الطابق الفوقي.. بيت خالتها فخم بطريقة مثيرة للقزز.. كل شي موجود.. لوحات وصور وديكورات تزيين على الطاولات ومناديل مخملية على الطاولات وعليها انيات حمرا.. كل شي يا احمر يا ابيض.. والذهبي دخل بطريقة حلوة وجرئية..

دورت بين الابواب عن غرفة سماء وشافت باب الغرفة مفتوح وعليه اشارة

ضحكت غزلان على الاشارة وضحكت اكثر يوم شافت عبارة
That include you too
غريبة البنت.. كارهة الدنيا والعالم على شنو محد يدري.. طقت الباب هو مفتوح بس محد رد عليها.. فطلت راسها للداخل .. ومحد كان موجود والستيريو شغال بصوت واطي.. وردت روحها بره الغرفة الا وسماء تطلع من دار ثانية.. ووقفت غزلان مبتسمة لها..


غزلان: هلا سماء شلونج؟؟ شخبارج؟
سماء: هلا فيج غزلان.. شخبارج.. شتسوين في داري؟
غزلان: لا بس كنت ادورج وكاني لقيتج...
سماء كانت توها بتتكلم الا ومشعل يطلع من الدار بشكله المأساوي
مشعل: سماء ما ابيج توصلين شي لام.....



سكت مشعل يوم شاف البنت الثانية الواقفة.. واهي الثانية بعد بين عليها انها مرتبكة لموقعها.. اهي ما سوت شي غلط بس ما تدري ليش حست نفسها مثل الحرامية..

مشعل على طول رد داخل الدار
سماء: عن اذنج غزلان شوية..
غزلان: بنتظرج في الصالة..

راحت سماء داخل الغرفة وسكرت الباب وغزلان ظلت واقفة مكانها.. الحين هذا مشعل؟؟ شلي سوى فيه جذي.. هالات سوده والكشة طايرة.. والحالة تكسر الخاطر.. شفيه هذا معتكف بداره.. غريبين افراد هالاسرة.. يحيرون الواحد ليمن تطلع منه..
وراحت تنتظر سماء اللي كانت في نقاش مستمر مع اخوها حول هالموضوع..




سماء: انا بساعدك مشعل لا تعطي هم بس المشكلةالحين في امك.. شنو بتقول لها لو تقدمت لفاتن..
مشعل بحيرة: انا بروحي مو مطمن لهالخطوة يا سماء..
سماء تيود راسها: يا ربييييييييي.. انت ليش جذي .. انت ليش خواف وما منك رجا ؟؟ يا اخي قوي قلبك عنبوو انت تحبها ..
مشعل: احبها يعني خلاص ماكو عقل يا اختي الحلوة.. صج انج ساعات اتيبين لي الغثة..
سماء: انا مليت منك ومن ترددك.. يوم اللي بتقوي موقفك خلاص تعال لي وانا ما بردك.. يالله انا بروح اشوف بنت خالتك شتبي مني ..
مشعل يذكر البنت المساعية: من هذي؟؟ غزلان؟؟؟ ولا ...
سماء: لا هذي غزلان.. ما تشوف عيونها اللي بتطير.. ههههههههههه
مشعل يبتسم: انتي والله مادري شصار فيج.. جدام عيوننا واستخفيتي.. الله يعين لو كنتي بعيدة؟
سماء بتفكير: يا ريت يصير صج.. ياريت البعثة كانت لي انا عشان اوريك شلوووون الحرية بتصير؟
مشعل: يالله الحين عطيني مقفاج
سماء: مو قبل ما توعدني انك بتروح تغسل هالويه ولا تاخذ لك شاور
مشعل يدفعها لبره الغرفة: يالله انتي وايد مصدقة الدور عاجبج تراه؟؟
سماء بصدمة: يا ملقك لا تدزني جذي..




وسكر الباب في وجهها وظلت اهي واقفه بغضب... ابتسمت لاخوها لان الحمد لله شوي تقدمت حالته احسن عن قبل في تراجع مستمر.. ولكن انا بظل على كلامي.. كل شي بيدك انت يا مشعل.. محد يقدر يوقف ولا يمشي سفر فاتن الا انت..
راحت لغزلان اللي كانت قاعدة تطالع الصور اللي على الطاولة.. ولا صورة معقوله لسماء.. اما مشعل فصوره هادئة وتييب الحزن في النفس.. في عيونه العسليه نظرة تخشع القلب.. يبين انه محتاج ومسكين وقلبه مقبوض لكن من يفهم؟؟



سماء : يا حيا الله من يانا.. بروحج يايه ولا ويا خالتي؟
غزلان: انا ايي بيتكم بروحي؟؟ لا امي معاي تحت وياامج
سماء: مسكينة خالتي احس ان راسها انصدع نصين.. من سوالف امي وهذرتها..
غزلان: هههههههههههه لا تقولين جذي عيب.. هذي مهما كانت تظل امج..
سماء: يالله الحمدلله ناس ملاقيه وناس حتى الشوف محرومة منه.. شخبارج بعد؟؟



* *


في ميلس بو جراح الكل قاعد بتوتر واكثرهم فاتن ينتظرون ايش باجي الوصية .. وفاتن من زود توترها كل شوي تسكر عيونها واهي تناجي ربها.. استرها يا رب.. استرها.. حتى مساعد اللي كان عارف بتواجد هالرسالة ما حس بالخطر منها الا لهذا اليوم... يا ترى شنو موصي بو جراح فيه وطالب حضوري الشخصي في هالموضوع..؟؟




جراح: اظن ان ماكو احد بعد موجود.. وكلنا متشوقين نعرف شنو مكتوب بهالرسالة..
مساعد: زين عيل خير البر عاجله.. وخلونا نقراها..
فاتن تمسك بيد امها بقوة: يمة انا خايفة
ام جراح اللي ما كان يبين عليها أي مظهر من مظاهر التشكك: يمه قوي قلبج.. ما في شي يكدر..
قالتها بابتسام نشر الهدوء في قلب فاتن اللي سرعان ما انقشع واهي تشوف ويه مساعد.. كان يبين عليه التوتر واكثر شي.. الحذر.. جنه صقر.. وبينقض على صيدته..




مساعد واهو يفج الغلاف الازرق المحكم.. من زود توتره شقه بطريقة بسيطة وفتحه وطلع الورقه منه..


مساعد: بسم الله الرحمن الرحيم
وتم يقرى في الرسالة داخليا .. وملامحه كانت المنظرة اللي تبين لهم شنو المكتوب.. اول شي ملامحه كانت عادية واهو يقرى وحواجبه معقوده.. بعدين.. انفجت عقدة حواجبه وانزمت شفاته عن التمتمة.. وعيونه اللي ما كان ينعرف شكلها بسبب التعقيده بانت ملامحها وظهرت شكثر حلوة ولوزية.. اندهاش لمع في ويهه خلى جراح واخته يتبادلون نظرات الحماس والتوتر لكن امهم ابدا.. كانت عادية وكانها تعرف اللي مكتوب بهالورقة...

خلص مساعد قراءة الورقة ونزل عيونه للارض والرسالة على ركبته.. يارب.. شنو هذا اللي في هالرسالة؟؟ ما اقدر اصدق ان بو جراح حط فاتن بعهدتي.. رسم على فاتن وعلي ويطلب منا اننا نكون .. لبعض.. شلون يا ربي شلون؟؟؟ انا صج كنت معجب فيها بس.. انا ما بيها.. ما بيها..

جراح بعصبية: شالمكتوب يا مساعد قول تراك حرقت اعصابنا
مساعد وهو يرفع الورقة واول ما انرفعت عيونه كانت على فاتن بنظرة غير مفهومة.. الثانية من زود الحيرة ما عرفت شنو قصده بهالنظرة ولا قدرت تتكهن.. كل اللي كان يهمها انه يقرى هالرسالة وينهي هالتوتر الساحق للاعصاب..



مساعد.. بسم الله الرحمن الرحيم..
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته..

أنا الحاج عبدا لله خلف الياسي.. اكتب لكم انتم أفراد عائلتي وبالأخص زوجتي الغالية وابني البار وابنتي الغالية فاتن لأعلمكم بآخر رغباتي.. وبهذه الرغبة تكونون قد ضمنتم راحتي في أبدية رب العالمين.. هذه الرسالة لا يعرف عنها احد إلا زوجتي نجاه وذلك باني قد تناقشت عنها معها قبل فترة وهي الشاهد الأول والأخير على حقيقة هذه الرسالة.. وتوقيعها أدناه يبين هذا الشيء..

توقف مساعد القراءة وظلت العيون والآذان ترتقب باجي الرسالة اللي بدأها.. لكن فاتن كانت عيونها ملامسة الأرض وتطالعها بخوف.. يا ربي.. يا ربي استر.. استر يا ربي

وكمل مساعد:... اما بعد هذه التأكيدات أعلمكم يا أبنائي بأخر أمنية تمنيت من الله ان اكون انا محققها لكن.. بقراءتكم لهذه الوصية لا بد لي وان أكون قد مت .. وانتقلت روحي الى جوار الله الرحيم .. ابنتي فاتن. تعلمين بمدى حبي لك ومدى تعلقي بك واعلم انك بالمثل يا بنيتي الصغيرة.. لذا انتي ستكونين ... .( سكت. مساعد وهو يبلع ريجه اللي نشف) ستكونين اول من... من يلبي... هذا الطلب.. واعلمي انه سيرضيني ولن يتعارض مع مصلحتك...

سكت مساعد للمرة الثانية وفاتن رفعت عيونها والدمع يتلألأ من الكلام اللي انقال.. اااخ عليك يا ابوي...

مساعد يكمل: ... لا أبُ في الدنيا يخطب رجلا لابنته ولكن... انا اليوم اقوم بهذا الشيء .. واطلب منك يا بنيتي ان تقبلي في مساعد الدخيلي زوجا لك
تصاعدت النظرات... ومساعد يكمل واهو ايعلي الصوت وفاتن همهمتها علت وكبرت
مساعد: يقيك من شر الدنيا ويبقيك في امانة وحفظ حيث سيهنأ قلبي لوعرفت بانك قد اصبحت له..
فاتن بصوت هامس :لا..... لا...


جراح يناظر اخته بشفقة..


مساعد يكمل واهو يرتعش وركبته ترجف من زود التوتر: ولدي جراح اتمنى عليك ان تكون ولي امر اختك فانت قد اصبحت رجلا يشد الظهر بك.. ابقي اخوتك وامك في دعامة الصحة والسلامة .. وهذه الامنية تلبى قبل سفر ابنتي فاتن ان شاء الله بخطبة بسيطة يتعبها عقد نكاح باربع سنين...
اسرتي الغالية.. لا تبكوني فقد نلت الرحمة الكبرى.. جوار ربكم...
وكان الله ولي التوفيق...
والسلام عليكم ورحمة الله ... وبركاته..




وكانت هذي القشة اللي قصمت ظهر فاتن.. وبصورة غريبة ولاول مرة بحياتها حست بالدم والقهر يتفجر بعروقها وما كان منها الا انها تتطافح حمم البركان منها ..


صرخت فاتن من الانفعال: جذب.. كله جذب... أنت اللي اختلقته.. كل شي جذب وأنت اللي اختلقته
جراح بحماس: عيب يا فاتن..
المسكينة اللي ترتعش: جراح... جراح أبوي مستحيل يسوي فيني جذي.. أنا ... ا.. أنا ما. ما....
انفعلت فاتن بطريقة غير طبيعية وحست بالدورة تجتاحها وعيونها مسودة والأرض رخوة تحت ريلها وطاحت عند ريل أمها بااااااهة خشعت قلب مساعد..

ام جراح: فاتن... يمــة فاتن
جراح يركع عند أخته ويحملها: فاتن حبيبتي ردي علي.. فتوون.. فتون.. يمه هاتي قلاص الماي..
ام جراح: ان شاء الله

سرعت للماي اللي كان على الطاولة وهذا خلاها تحط عيونها بعيون مساعد اللي كان يبين عليه الهدوء.. وبعيونه لمعة غضب خفيف.. وراحت لعند ولدها تناوله الماي.

يصب جراح شويه منه على يده ويرميه على ويه اخته: فتون اصحي.. اصحي فاتن...
شوي شوي فاتن حركت عيونها وحركت راسها ومدت يدها لجبينها تمسده من الصداع اللي انتابها.. لكن.. بهالصحوة صحت على الحقيقة المرة الجديدة اللي اهي لازم تواجهها.. رغبات ابوها بعد موته بدت مستحيلة لها.. السفر ووافقت عليه.. والتغرب ورضت فيه.. لكن تكون لمساعد؟؟ ليش؟؟ شهالذنب اللي اذنبته بحياته عشان تلقى كل هالعقوبات وهالجني اللي اهي بغنى عنه..
سالت الدمعة الحارقة من عيونها واهي تذكر ويه مشعل.. اول رغبة الا وهي سفرها كانت نسبتها 50 بالمئة من الابتعاد.. لكن الحين رغبة ابوها في زواجها من ريال ثاني قضت على كل امل من امال حياتها انها تجتمع معاه مرة ثانية.. ليش يا ربي؟؟ ليش.... كل اللي سويته اني حبيته ولاني حبيته الاقي كل هالعذاب؟؟ ليش يا ربي؟؟ انا ما اتحمل كل هذا ما اتحمل ..

جراح يعدل من قعدة اخته ويلتفت الى مساعد عشان يشوفه الا يتفاجئ باختفائة من الميلس.. شلون طلع من غير ما نحس فيه..
فاتن اللي حست الثانية بغيابه بدت تبجي بصوت عالي..



ام جراح: هدي قلبج يا بنيتي علامج شابتها بجى ما صار شي؟

فاتن سكتت لانها ما تقدر ترد على امها .. شتقول لها لو ردت.. مابيه.. احب واحد غيره..
جراح اللي بدى يعصب: يمه شهالاسرار اللي انتوو مخبينها علينا.. ابوي من صوب وانتي من صوب ثاني فضحتونا يم الريال شلون انصدم .. يعني اهو بروحه يقرى مصير ابوي حاطه له.. شهالحالة واللة؟
ام جراح: الحين احنا فضحناك... يوم اننا بغينا مصلحتكم فضحناكم.. استح على ويهك يوم انك اتيي وتكلمني بهالطريقة ورغبة بوكم تراها الا لمصلحتكم انتو ما خبرناكم بها لاننا ما بغينا راسكم هذا يعلى ويعلي ليمن ينزل مرة وحده وتنكسر رقبتكم..



فاتن اللي كانت تبجي بصوت الحين اختفى صوتها وتمت آهاتها حبيسة صدرها..



ام جراح تتحرك عنهم: مسوين السالفة فيها اجرام وفيها جذب وتلفيق.. يوم انناا احنا فضحناكم ما شفت اللي سوته اختك؟؟ جنه الا الزواج هذا نقمة والا الريال ما يستاهل.. انتو لو تدرون هالريال الطيب شكثر عانى وشكثر خسر وشكثر تالم ما يات هالكلمة منكم انتو يالعيال..
جراح اللي تلوم على عمره: يمه ما قلنا شي والله مو قصدي اقول هالكلمة بس ما يصير جذي كل شي بالخفاء وكل شي باخر الوقت يطلع ومرة وحدة.. والحين ان فاتن تنخطب لمساعد؟؟ هذا شي مو واقعي يمه يمكن فاتن لها امال ولها امنيات؟
ام جراح: عنبو داركم اهو قال لكم زواج؟؟؟ قال لكم زوجوها الحين؟؟.. خطبة ان مرت مرت وان ما مرت الحمد لله رب العالمين كان لنا الشرف بمعرفة هالأجودي..
جراح: يمة هم بعد البنت يمكن ما تبي



ام جراح واهي تحاول تهدي نفسها.. فشيلة يوم ان فاتن قامت وقطت اللي قطته على الريال بس بعد البنت معذورة ما كانت متوقعة اللي بيصير معاها .. صدمة صابتها.. بس اهي ليش في قلبها هالكره كله لمساعد؟؟ شي اهو مسويه لها ولا من الله؟؟ يالله عكس عالية.. الي كانت تموت بظله ومناها لو ان اخوها يعطيها منية حياتها..
ام جراح تكلم فاتن اللي هدأت :.. يمة فاتن.. ترى الزواج قسمة ونصيب.. ابوج ما يبي يظلمج ولا يبي انه يمشيج على شوره الله يرحمه .. هذي كله الا فكرة.. ان ارتحتي الحمد لله وان ما ارتحتي ترى محد بيغصبج..

سكتت فاتن. .شتزيد ولا شتعيد.. ما تقدر تتخيل فكرة انها باسم هذاك الريال اللي ما عرفت منه الا التذليل والنظرات اللي تقهر والتهديدات... اكيد اهو فرحان بهالشي لانه من بعد ما شاف مشعل عند البيت اكيد قعد يخطط شلون يقدر يبعدني عنه.. مادري شنو اللي بيستفيده لو كسر بقلبي..

مساعد اللي كان قاعد بره البيت يفكر بصمت وعمق.. ما تخيل ان هالفرصة تييه لعند ريله من غير توقعه.. اهو ما حط في باله ابدا هالشي ولا كان مخطط له.. بس ان الشي اييه من نفسه له.. هذي هدية ما يقدر الا يسجد لربه عرفانا بها.. واخيرا فاتن صارت له.. فاتن.. اللي اخيرا طلعت من قوقعتها ورمت بقناع الهدوء والسكون وصرخت عليه .. صج انه انقهر لكن كل هذا ما يغير شي من الواقع...

طلع جراح وهو يدور على مساعد.. من بعد صرخة فاتن ما شاف من مساعد الا الغضب اللي لوح مثل الاشارة البعيدة بالخطر.. لكن فاتن معذورة اهي زين منها تشد السفر والحين سالفة الزواج اللي طلعت لها .. بس جراح حس بالأمان لان في قلبه تمنى لو أن اخته تكون لمساعد لانها ضعيفة في هالدنيا لحالها ومساعد اكثر شخص يقدر يحميها ويبني لها الحياة اللي اهي تستحقها..



جراح باحراج: هلا مساعد
يعتدل في وقفته: هلا فيك جراح
جراح يبرر: السموحه منك والله ما ادري شصار على فاتن... انت تعرف هذي فترة حرجة واهي ...
مساعد يقاطعه بابتسامة: لا عادي جراح .. انا عاذرها.. (تتسع ابتسامته) مو كل يوم اهي تلقى وصية توصي بزواجها من احد
يضحك جراح بخفة: وانت الصاج.... (ترجع الجدية في ملامحه) مادري هذا الوقت المناسب ولا لاء..
مساعد يقاطعه للمرة الثانية: لا .. مو الوقت المناسب.. لازم الامور تهدى اكثر... ولازم اختك تفكر بطريقة اوسع من اليوم.. عشان يرسخ الشي في بالها..
جراح: وانت..
مساعد باستغراب: شفيني؟
جراح: شرايك؟؟
مساعد: بكل صراحة.. انا ما راح القى احسن عن بنت ابو جراح..
ابتسم جراح: كان عندي احساس.. الحمد لله.. يارب تكون فاتن من نصيبك..
مساعد يبتسم بنصر: يارب.. زين اذا ما عليك امر.. خبر الوالده تخبر مريم اني بروح الحين وبعد المغرب بييها اخذها..
فرح جراح بس ما بين هالشي: انشاء الله يبلغ..
مساعد وهو يركب السيارة: يالله مع السلامة
جراح: الله يسلمك هالله هالله في الطريج..
مساعد: ان شاء الله




وعلى جذي تحرك مساعد من عند البيت .. وجراح ظل واقف في الدرب يناظر الشارع والفراغ.. يتبع سيارة مساعد بعيونه واهو مستغرب من التحولات الكبيرة اللي صارت في حياتهم بهذا اليوم.. فهم اليوم ببركة الله ثم بركة الوالد العزيز انتشلو من الفقر والحاجة الى درجة من درجات الثراء.. بس اهم لازم ما يتوقفون عند هذي الخطوة لازم يكبرون ويكبرون من نفسهم.. هالثروة البسيطة لازم تظل وتكبر وتزيد.. عشان يقدرون يوفرون لانفسهم الخير والعافية وللناس اللي حواليهم..


* *


وبنفس الوقت كانت غزلان طالعة من بيت خالتها واهي تفتح الباب لامها.. واخيرا انتهت الزيارة وخلصت من ثرثرة خالتها اللي ما تنتهي ومن بنت خالتها الغريبة الطباع.. بس الشي الوحيد اللي ارتاحت منه اهو شوفة مشعل.. ما تدري ليش.. من زمان ماشافته وكانت تتمنى لو تشوفه بس ما تخيلت ان حالته تكون جذي.. يمكن صج اهو مريض.. الله يشافيه ان شاء الله..

واهي بتركب السيارة شافت الريال الواقف على باب بيتهم يكلم واحد ثاني.. كان جراح واقف مع خالد اللي كان بيروح.. ما صدقت غزلان عيونها.. واخيرا لقته.. اهو نفسه الريال اللي شافته في المكتب.. تلونت ملامحها بمختلف الالوان.. ياربي والله مو مصدقة عيوني.. يافرحتي...



وتحركت سيارة غزلان بالعمد قريب من الشباب اللي كانو واقفين.. واول ماشاف خالد سيارة غزلان وقف مكانه وهو مندهش




خالد: واااو.. تدري.. خاطري والله اشتري لي سيارة جذي
جراح اللي انتبه للسيارة من ورى: أي والله.. سيارة مثل هذي تسوى الدنيا ومافيها.. بس تدري.. شفايدة صرف الفلوس على سيارة ما دمنا نقدر نستفيد منها اكثر
خالد: أي اكيد.. (بحزن تذكر مخططاته انه يشتغل وياخذ هذاك المعاش عشان انه بيخطب فاتن) مبالغ اقل من مبلغ هالسيارة نقدر نكون فيه حياتنا ونبنيها... ( وعلى هذا تذكر الرسالة اللي طلعو من الديوانية عشانها ) جراح... شسالفة الرسالة اللي طلعنا من الديوانية بسببها.. ؟؟

اهني جراح تحير.. ما يبي ينشر الخبر وفاتن للحين في صدمة الشي.. وفكر ان الانتظار لفترة اطول اهو احسن خيار وافضل حل..
جراح واهو يفر ويهه للسيارة: مافيها شي بس شويه توصيات على اخواني لي ولامي.. ولفتونه بعد عشان سفرها

خالد وهو يتبعه: زين ليش فار ويهك..؟؟
التفت له جراح بويه مصطنع: لان مالي خلق اطالع في ويهك .. جوفه شلون خاك
خالد اللي ماصدق ولا كلمة من جراح تهاون عن الموضوع لان مارده راح يعرفه: يحصل لك..




من بعد صلاة المغرب ظلت مريم ويا فاتن بالدار.. خبرتها فاتن طبعا بكل شي وبكل حزن وصمت اليم قعدوا في الدار لا هذي تكلم هذي ولا شي يمر امبينهم.. فاتن تفكر كيف ان حياتها في فترة بسيطة تهدمت وكيف ان الاحلام العريضة الوردية اللي بنتها لها ولمشعل.. تبخرت في الهوا بكل بساطة وبكل هدوء.. عواصف ونيران وبراكين في قلبها لكن الهدوء اهو مظهرها.. ما يخترق هذا الصمت حتى الدمعات اللي ما توقفت من عيونها ..
كانت قاعدة على سريرها ومسنده يدها اللي ماسكة راسها عند الدريشة اللي تطل على دار مشعل.. في كل ثانية يكتمل دعاء في انها تشوفه وتبرد حرة قلبها في انها تشكي اللي فيها له.. لكن ولا شي تحقق من هذي الادعية وكان هناك حاجز واقف بينها وبين ربها .. اكيد هالحاجز اهو مساعد.. مريم اللي اهي اخته انصدمت من هالشي وابدا ما وافقت عليه اكثر عن فاتن لانها تعرف ارفيجتها واهي تهتم لمصلحة فاتن اكثر من مصلحة اخوها لانه قادر انه يتزوج أي بنت يبيها لكن فاتن هبت قلبها لواحد وتعرف ان الحب مستحيل يتكرر مرتين.. مسكينة فاتن.. من وين تلاقيها؟؟ من هلها ولا من الناس؟؟ الله يساعد قلبج يا ارفيجتي...



تكلمت فاتن بصوت مبحوح من شدة الالم: وينه؟؟؟ مليت وانا انتظر.. وللحين ... ما شفته
مريم تمسح على جتف فاتن: يمكن طالع من البيت..
تلتفت لها فاتن بنظرة كسيرة: وين يروح؟ انا محتاجة اشوفه مريم.. بموت .. (ترد نظرتها للدريشة) بموت لو ما شفته اليوم.. ماقدر استسلم عن قدري من دونه..
مريم : فتون حبيبتي لا تسوين في روحج جذي.. أصبري.. ان الله مع الصابرين
قامت فاتن بانفعال: ماقدر اصبر ماقدر اسكت ماقدر ماقدر ماقدر..
وقفت بنص الغرفة واهي تمسك راسها بحيرة وبالم.. راسها منصدع من شدة البجي لكن ما بيدها حيلة ما تدري وين تولي.. : احس اني بموت.. بموت في هالدار ولا احد يحس فيني.. انا رضيت بالسفر عشانهم بس.. وعشان ابوي.. وصبرت نفسي على فراق مشعل وفراقهم كلهم والحين.. الحين يرموني في عهدة انسان .. سبحان الله اكرهه من كل اعماقي.. وانا اللي ما اكره الحشرة.. ياربي فرجها علي..فرجها علي ياربي ولا تكسرها فيني..
مريم راحت لها ولمتها بكل قوة: فتون حبيبتي لا تسوين في روح جذي والله انا ما استحمل شوفتج وانتي بهالحالة..
فاتن تسترخي وتبجي من قلب في حضن ارفيجتها: ماقدر مريم.. ريم انا انتهيت.. خلاص.. انتهت حياتي.. انا كان امل عمري مشعل.. والحين هالامل ضاع.. ضاااااع

قعدتها مريم على السرير ومسحت دموعها.. وخلتها تنام على ريلها واهي تمسح على شعرها بحنان.. تسمي بالرحمن وتقرى ايات من القران تهدي قلبها الملتاع.. الا وطقات على الباب... خفيفة ولكن مسموعة
حركت مريم راس فاتن اللي كانت مغمضة عيونها وراحت تفج الباب بخفة.. وشافت بنت طويلة وغريبة اول مرة تشوفها جميلة بشكل لافت مثل عارضات الازياء..




سماء بحيا: السلام عليكم.. فاتن موجودة؟؟
مريم باستغراب: أي كاهي بس.. يمكن تكون راقدة..
سماء: ااااه ... مادري.. عادي ادخل
مريم بابتسامة: عادي حبوبة دخلي...
ابتسمت سماء واهي تدخل: تسلمين...



يوم دخلت سماء على طول توجهت عيونها الى فاتن النايمة على السرير.. ويوم شافت شكلها المأساوي فتحت ثمها بصدمة.. حال فاتن من حال اخوها.. خانت حيلي والله.. لا مشعل لازم يتحرك ويسوي أي شي عشان يرد بعضهم لبعض..
راحت سماء عند فاتن وقعد على ركبتها واهي تمسح الشعر عن ويهها التعبان.. : حبيبتي فتون علامج؟؟ شفيج؟؟ (تلتفت لمريم) شصار؟؟ وليش جذي اهي تعبانة؟



مريم بحنيه تقعد عند راس فاتن: لا بس اهي شوي تعبت نفسيا اليوم وصية ابوها..
سماء تناظر فاتن: فتون.. حبيبتي...
فتحت فاتن عيونها شويه.. وشافت سماء.. وتوسعت الفتحة اكثر واكثر: سماء.....
ابتسمت سماء: أي انا سماء...
دب النشاط في جسم فاتن يوم شافت سماء.. وما تنوصف فرحتها وراحتها يوم تأكدت من وجودها في ذيج اللحظة بدارها..
فاتن بلهفة: سماء.. شلونج؟؟ شخبارج؟؟ تولهت عليج.. من زمان ما شفتج
سماء اللي قعدت على السرير: فديت عمرج فتونة انا بعد من زمان ما شفتج
فاتن بفرح مجنون: مريم... هذي سماء.. اللي قلت لج عنها.. اخت مشعل؟
مريم ابتسمت: يا هلا والله ... عاش من شافج
سماء بحبور: مادري شيردون بس... تسلمين..
مريم ضحكت.. وفاتن اامسكت سماء: سماء شلونه مشعل؟. شخباره.. ووينه ماله أي خبر ولا بينة؟؟ زعلان مني؟؟ لا تقولين انه زعلان ترى انا مالي ذ نب..
سماء: شوي شوي على عمرج والله ما يسوى عليكم هالحب.. (تناظر مريم) بلا هالحب التعبان..
مريم: وانتي الصاجة وانا من ساعة اهديها اهي ابد ما تسمع كلام احد
فاتن وكانها ما سمعت ولا شي من اللي قالوه: خبروني شلونه مشعل.. من زمان ماشفته تولهت عليه من كل قلبي
سماء توها بتتكلم بحماس بس يوم حست لمريم سكتت بحيا.. وابتسامة مريم الحنونة كانت بمثابة التفهم لها.. الا ودقات على الباب وراس مناير يطل منه
مناير: ريمو اخوج ياج..
مريم : دقايق وانا نازلة له ..
راحت مناير
مريم تناظر فاتن اللي ترجتها بعيونها: لا تروحين مريوم باتي عندي الليلة
مريم:ياريت والله حبيبتي بس تدرين امي مالها احد في البيت نورو دومها مع زوجها ومالها احد غيري..
فاتن: مابيج تروحين (وهي تلم مريم)
مريم: يالله عاد عن الدلع كاهي سماء هني واهي اللي بتهديج ولا بتخليج لحالج.. صح السما..
سماء: افا عليج.. اعجبج..
مريم: هههههههههه .. يالله فتينة.. ابيج تهدين بالج وتستهدين بربج وان شاء الله الله يجدم الي فيه الخير..
فاتن: ونعم بالله..
مريم: يالله قودباي..
سماء: ههه باي باي..
فاتن: مع السلامة...



راحت مريم عن فاتن وسماء واهي قلبها مع خويتها.. ما تقدر تخليها وفي نفس الوقت امها من لها.. خصوصا في هالفترة اللي شابب خاطرها بسبب مساعد على بيت ابو جراح ولا احد يعرف السبب مع ان ام فاتن نجاة محبوبة ولا صادف يوم من الأيام انها آذت احد ولا عادت..
بس يمكن بخبر زواج مساعد الغير اكيد من فاتن يزحزح هالعداء الي مادري من وين حط في قلب أمي الطيبة..
انتبهت مريم لنفسها.. فاتن مستحيل تقبل في مساعد كزوج لها لكن مساعد.. شنو رأيه عن هالموضوع.. يا خوفي حاط البنية في باله مستحيل يفجها.. اخوي واعرفه.. لوبغى الشي .. ياخذه.. وخصوصا اذا كان بالسالفة عناد وركوب راس
قبل لا تطلع من البيت كان جراح واقف عند الصالة وكانه ينتظر مريم اللي نازلة من على الدري واهي سرحانة تفكر.. الا وهو يوقفها..



جراح بصوت واطي: مريم..
مريم انتبهت له.. و.. انتفضت: هه.. هه.هلا.. جراح..
جراح ياشر لها انها تمشي وراه للحوش الوراني.. واهي مو عارفة تتبعه ولا شنو.. باين ان السالفة جايدة..
مريم واهي توقف عند الباب.: خير شصاير؟
جراح: وطي حسج.. شوفي.. ابيج اتجسين لي نبض اخوج على سالفة الخطبة.. على ماظن انتي عرفتي عنها؟؟
مريم: أي عرفت.. بس شلون اجس النبض؟
جراح: سايسي اخوج عشان تعرفين.. احنا ما نبي نظلم فاتن.. ولا نبي نسوي شي ضد رغبتها
مريم: والله يا جراح مادري شقول لك.. بس انا خايفة ان مساعد يحط الشي في باله عناد
جراح: لا اخوج اكبر من هالسوالف وانا ماظن ان فاتن راح تلقى احسن منه بس حاولي ان الشي يكون بيني وبينج.. اذا الشي كان في ضرر محد راح يستانس لو صار..
مريم: ان شاء الله انا اشوفه واخبرك.. (انتبهت) اخبركم
جراح يبتسم: تسلمين والله. الا شخبارج وحشتيني
مريم بنفضة سرت فيها بغير عقل: جب.. ولا كلمة.. مع السلامة




وشردت مريم عن جراح اللي تلوى مكانه من الضحك على شكلها.. كان قلبها يدق من ملامحه ومن ابتسامته لكن.. شقردي ما منه فايدة.. وركبت سيارة اخوها.. كان ساكت ولا قاال كلمة وحدة طول الدرب ليمن خلاها عند باب البيت وتكلم

مساعد: قولي لامي اني ما بتعشى في البيت.. معزوم عند ارفيجي
مريم: ان شاء الله..

وطلعت مريم... الا بصوت مساعد يناديها..

مساعد: مريم...
مريم تلتفت له: هلا...

مساعد بنظرة غريبة ولكن تسكر القلب.. وكانه يترجى شي من اخته.. اللي ما عندها أي اخبار تسر هالعيون الحزينة.. ولكن غصبن عنها ابتسمت له.. ابتسمت ابتسامة خلت قلب مساعد يبعد الغم والهم الي حل عليه من العصر للحين... وابتسم لها بالمقابل واهي سكرت الباب وراحت عنه داخل البيت.. وعندها.. تحرك مساعد.. لمزار عالية.. يشكي همه لرب السما ثم لحبيبته عالية..






















































وهذا جزء جديد

بس عاد لاتنسون الردود والتعليق


7

7







((وانتهت الاحلام))
---------------------------



مر الخميس والجمعة بصعوبة على فاتن.. وعلى أهلها وبيتهم اللي استهموا لحالتها.. كانت لا تشرب ولا تاكل الا القليل.. اكل العصفور.. وامها كل ما تي لها تكلمها تلقاها نايمة.. تنام.. تبتعد عن الواقع الاليم اللي رماها نصيبها في قدر ريال تبغضه كل البعض.. من اول ما شافته وطاحت عينها بعينه.. حست بالنفور منه وبالكره.. شالحل يا ربي.. شالحل..



على يوم الجمعة وجراح راد البيت من صلاة الجماعة اللي يحضرها اول مرة من ردة مشعل لحاله.. الثاني بعد طايح مريض من فترة واهو ولا كان داري بشي.. كان يمشي في الطريج واهو يفكر بالحل مع فاتن اخته.. هذي وصية ابوه فشلون يمشون بشور غير شوره..؟؟ فاتن ليش مو راضية تفهم هالشي اننا مانقدر نمشي من غير شور ابوي.. فكر في كل الامور اللي يمكن تمنع فاتن من الزواج وكلها بدت غير منطقية له وغير مفهومة.. بنت لا يعلى عليها بالاخلاق عارفة دربها لربها ومحترمة وجودها كبنت وحاشمة نفسها واهلها.. ترفض زواج مثل هالزواج ليش؟؟ والبنت مصيرها يعني انها تتزوج.. هل هي ما تبي تتزوج لانها ما تبي تترك البيت والناس اللي فيه؟؟ او...



اووووووووووووف تعبت تعبت تعبت وتعب مخي معاي وانا اروح وايي في هالافكار اللي كل ما افكر فيها تقل اهميتهافي بالي اكثر واكثر.. يا ربي شالحل ويا فاتن؟؟ شالحل؟؟؟



دخل البيت وخلقه ضايق.. لا يقدر يلتفت يمين ولا شمال لان ماكو حل لهالسالفة.. الله يهدي فاتن.. الله يهديها..

دخل المطبخ لامه اللي كانت قاعدة واهي ساندة راسها بيدها وجدامها صينية فيها اكل مو ممسوس.. كانت تكسر الخاطر بهالوضعية ودمعتها تلمع بعيونها.. وكانها بقلة حيلة.. وراح جراح وقعد يمها..




جراح: يمة... علامج قاعدة جذي؟؟

ام جراح: ..... اختك مو راضية تحط شي بحلجها.. صار لها ثلاثة ايام واهي على هالحال.. وان كلت كلت اكل العصافير.. اللي ما يطمن معدة ولا بطن... شالحل وياها..؟؟ ماني عارفة شلون اهديها ولا افهمها ..

جراح: زين يمة انتي حاولتي تكلمينها.؟؟ حاولتي انها تفتح قلبها لج وتخبرج اللي فيها؟

ام جراح: يمة انا ماصبر على حالتها.. روح شوفها.. ما تقوم الا للصلاة وترد ترقد من بعدها... البيت ما يكفيه ظل واحد واختفى منه الحين بعد ظل بنتي بروحي... (تبجي) والله انا مو ناقصة تعب وعوار قلب.. مو ناقصة احباب وفقد وحسرة.. تحسرت ليمن شاب راسي على ابوك مابي اتحسر على شباب بنتي مابي ....






بجت ام جراح بحرقة قلب على حال بنتها واهي تحط راسها على الطاوله.. جراح وين يلاقيها ولا وين .. فاتن ليش تسوي جذي؟؟ كل التكهنات فكر فيها لكن ولا وحدة اقنعته.. محد راح يرد عليه الا اهي.. فاتن ما غيرها..



هد امه وراح الطابق الثاني يشوفها.. اليوم لازم يفهم منها اسباب كل هذا اللي مسويته في نفسها وفي البيت..




* *



في بيت الدخيلي.. كانت مريم توها مخلصة الصلاة وراحت عند دار اختها نورة وما لقتها هناك.. وما استغربت.. لان اختها نورة ناسية ان لها بيت وان لها اهل ودهم لو يشوفونها.. واهي شكلها تبي اتخقق بعمرها علينا وتبين غلاها.. خلها تولي والله لا اسال عنها ولا هم يحزنون.. حزت اللي ياز لي المزاج.. ايصير خير..

ونزلت مريم بكل حرية من على الدرج واهي تتنطط.. وشعرها الطويل البني محايط ويهها بشكل طفولي حلو.. مريم بعد مازالت صغيرة.. وتستمع بدورها كالأخت الصغيرة.. وطلعت للي كانو في الصالة واهي شاقة الحلج.. ومرد هالابتسامة الواسعة خبت وتلتها صدمة قوية يوم شافت ريال مو غريب شكله عليها.. وبسرعة ردت من محل ما يات.. واهي مصعوكة.. يا ويلها .. الحين بيلحقها مساعد اللي مزاجه مثل الجبريت هالايام وبيغسلها.. وراحت دارها بسرعة واهي صاكة الباب وقاعدة بخوف على السرير.. تنتظر ملك الموت.. اوه قصدي مساعد عشان ايي ويهزئها ويزفها..



الا نورة اللي داخلة عليها واهي ميتة من الضحك...








نورة: ههههههههههههههههههههههههه احد يشرد جذي..

مريم بخووف وزيغة: سكتي عني مادريت وين يميني عن شمالي... وينه مساعد بره؟

نورة: امبيه امبيه ههههههههههههههه بيذبحج.. بسويج غدى العيد.. اويلي على شبابج يا مريوم

مريم تضرب على خدينها بخوف مضحك: واقردي على حالي واقردي على حالي.. بيذبحني مساعد.. يمه بطني يمه بطني..

نورة واهي تضحك مرة ثانيه وقعدت يمها : ههههههههههههههههههه عنبو الشبه كبير بينج وبين لبقرة..

مريم: أي بقرة ذيج الحزة انا صرت ارنب اناقز والله مادري شلون ركبت الدري.. وبعدين تعالي.. (واهي تضربها على كتفها) هذا منووو اللي قاعد تحت بلا حشمة ولا احد يخبرني بوجوده؟

نورة: هذول خطابج...

مريم بصدمة: خطبوه للين السود الحمر.. من هذول قولي الصج؟؟

نورة: هذا خطيبي فيصل علامج ما تذكرينه؟

مريم: الحين هذا خطيبج؟؟؟ والله من زود ماشوفه حفظت شكله

نورة: ههههههههههههههههه شكله..

مريم بنظرة غرور: ايه.. وانتي زين منج ذكرتي ان لج اهل ولج ناس ولج بيت.. عنبو دارج ما تستحين ما تخيلين والله ان ابوي ماكل قرد عليج يالقردة

نورة: شسوي والله البيت جهز ويبيله تعديلات وما نخلص الا بنص الليل وفيصل تعرفينه (بغرور وبحب) ما يقدر على فراقي.. ما يعرف ينام بدوني..

مريم تدزها: ذلفي ذلفي لا تخربيني ترى انا للحين بنت شريفة عفيفة مالها في هالسوالف

نورة: انتي وفتووووون.. اشهد ان الويلات تسري من تحتكم..

مريم: انجبي..

نورة: زين انا يايتج اخذج معاي تحت..

مريم نقزت من السرير لوسط الدار: لالالالالا يا عيوني.. انا مو بايعة عمري اطلع جدام مساعد مرة ثانية.. ترى ان شافني بيذبحني اخوي وانا اعرفه

نورة: يابنت الناس عاذرج ليش ان محد خبرج بوجود غريب في البيت.. وثانيا انتي ليش ما تمشين بشيلة في البيت والله احسن لج

مريم بتخفيسة بملامحها: يعني منو الغريب في البيت.. انا زين مني استحملها في الشارع بعد في البيت

نورة: استغفر الله هذا ستر يا بنت الناس والستر ما يتعوض

مريم وهي تفج عيونها وابتسامة ساخرة: ويليييي شعندها مرت الداعية

نورة بحرج: بعد شنسوي.. فديت قلبه... (تستعجل مريم) يالله ريممممم خلينا ننزل وحشني..

مريم ترفع يدينها بالدعاء: الحمد لله والشكر.. من باب البيت الى مستشفى الميانين

نورة تضربها: يعل عدوينج الموت...






ونزلت نورة ومريم والثانية مختبصة من نظرات اخوها مساعد.. سلمت على الحاضرين من غير ما ترفع عيونها ولانها تعرف لمساعد فراحت وقعدت يمه بالضبط وجنها لازقة فيه لزق.. حتى اهو استغرب منها هالشي.. ويوم حطت عينها بعينه اضحكت له ذيج الضحكة اللي تذوب الواحد.. فتم يضحك لها واهو يشد على يدها.. علاقة مريم ومساعد ماهي علاقة اخ واخته.. علاقة اب وبنته.. وما احلى هالعلاقة.. حتى لؤي ونورة اللي كانو معروفين بقربهم من الصغر لتقارب أعمارهم..يحسدون مساعد ومريم على هالقرب..





فيصل الثاني كان منحرج من المنظر اللي صار جدامه لانه ما يرضى به على خواته فكيف يرضاه على الغرب.. وتم الريال حسيبكم يستغفر ربه وجنه مرتكب اثم الدنيا والاخرى.. يمكن السبب الاكبر لاستغفاره الطويل انه اندهش من جمال مريم ومن حسنها.. كانت احلى من نورة بوايد.. وهذا الشي يوم طرى على باله خلاه يستغفر ربه طول الوقت. ويوم قعدت نورة يمه والابتسامة المشرقة.. نسى كل اللي فاته وردت الاحلام الوردية تطغى عليه.. عجيب حب فيصل لنورة.. اشبه بالقصص الخيالية.. هذا الي طرى على بال مريم في اخر اليوم من بعد الكثير من المواقف الغرامية بيناتهم اهي حضرتها من غير ما يدرون..





* *







جراح اللي دخل دار فاتن من بعد ماطق الباب وعيز ولا احد رد عليه.. شاف فاتن باحرام الصلاة واهي قاعدة على الارض تطالع في الفراغ.. فضت من الصلاة وبدل لا تدعي تمت سارحة في الفضاء تفكر.. وتفكر .. وتفكر.. ليمن تاهت في التفكير..

جراح تحرك من عند الباب وسكره على هدوء وقعد عندها واهي من زود ماكانت سرحانه ما حست لوجوده.. تم يتأمل شكلها ومنظرها.. وشلون الشحوب سحب كل التورد اللي كان بخدودها.. هالات سودة محايطة عيونها الشفافة الحلوة.. ومخليها تبين مثل المرأة الهرمة اللي يفتقر ويهها للحياة.. واخيرا واهي تحرك رأسها التفتت له.. وابتسمت بخفة..










فاتن: من متى وأنت هني؟

جراح: من بعد ما كنتي أنتي هناك..

فاتن: ما فهمت عليك؟

ابتسم جراح وهو يغير الموضوع: تقبل الله

فاتن: منا ومنكم..






وقامت على حيلها بتعب واهي تلم السيادة.. فصخت الاحرام وتمت تطويه بيدها بهدوء وبسكون يطن بالآذان.. وبعد ما خلصت راحت وقعدت عن اخوها واهي تجابله






فاتن: خير جراح؟؟ فيك شي؟

جراح وعينه على الارض واهو يلعب في صوابع ريله: انا مافيني شي؟؟ انتي شفيج؟

فاتن تبتسم بالم: ان تكلمت ما بخلص... لذا خلني ساكتة عن لا اطلع قرقة






رفع عيونه الحزينة لها.. وياريته ما رفعها.. لانها جابلته بعيون غرقانة في بحر الدموع..





جراح: فاتن.... قوليلي.. اشفيج؟؟؟ صدقيني... انا ما راح اسوي فيج شي ولا راح الومج ولا راح اطقج لانج انتي ارفع من الغلط كله.. بس هم الانسان يظل غير معصوم عن الغلط.. قوليلي يا ختي.. خلي بالي يهدى عليج ترى لا انا ولا امي ولا احد منا مرتاح من حالج هذا!!

فاتن: انا اسفة اذا ضايقتكم بس لا تحطون في بالكم انت وامي.. باقي كم سبوع وانا مسافرة وراح تطيح مسؤوليتي عنكم.. وبترتاحون..



كانت نبرتها قاسية لدرجة انها مرت مثل السهم في قلب جراح.. وقلب فاتن اللي موته الحزن عن كل المشاعر ظلت ساكتة واهي منزلة عيونها عن ويه اخوها اللي من زود الصدمة توسعت عيونه بشكل غريب!!!



جراح: مشكورة وما تقصرين.. هذا من طيب أصلج.. يكون في علمج.. هالحجي الوايد حلو ما يغير أي شي من الواقع..

سبقته فاتن بالكلام بلهجة معادية ومستسلمة: واقع اني بنحط في مصير انا ما ابيه.

جراح بصوت قوي: واقع انج انسانة طيبة وحبوبة الا ان الصدمة مأثرة فيج..





انتبهت فاتن لنفسها.. ومن نبرة اخوها عرفت اهي لأي مستوى تدنت واهي الكبيرة العاجل الفاهمة.. اللي الكل يشد الظهر فيها.. حتى اكثر من اخوها ..



جراح وهو يهدي نفسه ويتناسى كلمة فاتن: شوفي فتين.. ولا واحد منا وده يصيبج شي ولا يصير في مستقبلج شي انتي ما تبينه.. بس بعد الناس لو ياتها الاشياء اللي ترتبط مستقبها ما ترفسها ولا انه تتقبلها بكل رضوخ للواقع.. احنا ما مسكناج من يدج وقلنا لج لازم لازم تاخذينه ولازم لازم تتزوجينه.. احنا عطيناج القرار كخيارين .. اثنيناتهم يناسبونج .. يا إنج تنخطبين بصورة غير رسمية وتسافرين.. او انج تملجين وتروحين .. انتي لو فكرتي فيها بنفسج راح يكون امان لج.. ما بتظلين هناك لروحج.. بيظل معاج وبيساندج وبيحميج..



سكتت فاتن ولا نطقت بحرف واحد.. ترفض كل الرفض انها تتخيل نفسها في أمان مع مساعد.. لان هذا الانسان بالرغم من كل شي.. مايقدر يوفر لها الامان منه اهو بنفسه..و كلام اخوها كله ما يدش منطقها ولا تفهمه ولا تبيه ولا تستسيغه.. لكن شلون تفهمهم.. تظل ساكتة وكانها راضية احسن من انها تتكلم وتبين اعتراضها في كلام يجرح اهلها اللي لهم فضل كبير عليها..










جراح وهو يتنهد: انتي فكري في هالموضوع زين.. انتي باجي على سفرج يمكن ال3 اسابيع.. المدرسة بتبدي بعد سبوع.. عطينا رايج من بعد ما تفكرين بطريقة صحيحة وسليمة.. واحنا ما راح نجبرج على شي..

فاتن بخوف من ذكر الاسم اللي في بالها: وا.... وابوي.. ؟؟

جراح: شنو ابوي؟

فاتن: هذا شي ابوي موصي عليه!!

جراح: صح... بس اذا انتي مو راضية.. بنضطر اننا ما ننفذه.. (تضايقت فاتن هني وجراح لاحظ ضيقها وابتسم بسرعة ومسك يدها) فتوون.. ابوي ماكان يوم ولا ابدا يتمنى لواحد منا الضيقة.. ولا العسر.. ربج يقولها في محكم كتابه " ان مع العسر يسر.. ان مع العسر يسر " انتي تفكرين بس بالعسر.. اليسر ما ياج في بالج.. ؟؟

فاتن بانشراح صدر: ونعم بالله.

جراح يبتسم: شفتي شكثر ان ذكر الله يريح الصدور ويشفيها

استغربت فاتن من اخوها اللي ماكان بهالقرب الديني لرب العالمين وابتسمت: اشوفك صرت دعية؟

جراح: آآآآآآآآه.. الظروف يا اختي اهي اللي فتحت عيوني على درب ربي.. اهي اللي بينت لي ان الله الرازق والعاطي والآخذ.. وان مو كل شي في هالدنيا يكشف نياته من اول شي.. كل الامور لها حكمة ولها مصلحة... والانسان لو ترك كل شي في يد الرحمن ما راح ينحل له شي.. مو ان الله ما بيحلها بس الله يمهل ولا يهمل.. وبينتظر الانسان نفسه ليمن ايي ويحل كل هالامور..






ابتسمت فاتن براحة.. راحة حقيقية ما تخيلتها تجيس خاطرها من يوم سمعت عن موضوع مساعد.. وابعدت كل شي عن بالها .. وتمت تذكر الله في خاطرها وبكل هدوء تسبح باسم الله.. وجراح يراقبها بفخر.. هذي فاتن اللي انا اعرفها.. حبيبتي اختي.. ربي يخليج لي واشوفج حرمة ترفع الراس امبين الناس...





* *





خالد توه واصل عند باب بيت خالته واهو حامل مشويات مختلفة ومتنوعة.. اليوم غدى اليمعة على حسابه اهو.. من قده بعد صار غني ويحسب للأولي والتالي.. اول ماعرف فاضل عن للي صار وياه ماصدق وتم يناقز من الفرحة لخالد كان شي غيري طبيعي انه ينتقل من الفقر الى الغنى بلحظات.. الحمد لله رب العالمين.. يمهل ولا يهمل..

خالد الثاني بعد ما جاس الـ3 الاف اللي انعطت له.. وخلاها عند خالته ام جراح تحفظها عندها بالصون.. طبعا ال7الاف ماراح يلقاها الا بعد سنه كاملة .. يكمل الـ21 ويستلمها.. وان استلمها راح يوظفها في اشياء تفيده وما تخليه محتاج لاحد..

المشروعات اللي طافت في مخه كثيرة.. لكن.. اهو راح يستشير ناس يفهمون فيها اكثر منه عشان ما يخيب.. واكيد ان شاء الله راح يتوفج لان مطلبه منها خير ماهو شر.. والله المستعان

اول ما وصل عند البيت التفت الى بيت النهيدي.. وطرت سماء على باله.. من زمان ما شافها من هذاك اليوم من طاحت عيونه عليها.. لا اراديا وسريريا كان يتمنى لو انه يشوفها كل مرة اهو يوصل فيها بيت خالته.. بس ولا مرة الحظ حالفه بهالشي.. يالله احسن.. انا كنت ابي اعتذر منها بس اهي اكيد مو مفتكرة فليش انا افتكر..

دخل البيت واهو يحمل الاكياس وينادي على خالته








خالد: يا أم جراح.. يا خالتي.. وينكم... خالتي؟؟

طلعت له ام جراح واهي تمسح عيونها بيدها: هلا يمة خالد.. هلا والله

على طول انتبه لها ولعينها المحمرة: علامج خالتي.. (وهو ينزل الاكياس) ليش تبجين؟

ام جراح: لا يمه لا ابجي ولا شي بس كنت اشتغل في البصل وحرقتني عيني؟؟ (تلتفت للاكياس) شنو هذا؟

خالد بفخر: هذا غدى يوم اليمعة.. انا اليوم عازمنكم على احلى مشويات كلتوها بحياتكم.. شرايكم.؟

ام جراح: وليش تعبل على عمرك.. بس صارت عندك الفلوس بتلعب فيها؟؟

خالد: أي لعب يا خالتي والله صار بخاطري اليوم اغديكم على حسابي مافيها شي.. يالله وينهم كلهم ناديهم!!

ام جراح: روح لهم انت انا بظل هني ارتب السفرة

خالد: اوكية..






من بعد ما طلع من المطبخ ركب خالد الدري وهويطق باب كل دار: يا اهل البيت.. وينكم انتوو يالله نزلو... مناير.. منور ويهد يالله نزلي.. عزوز.. عزوز يالله انزل الغدى زاهب..






انتبه جراح لصوت خالد وطلع من الدار وهو يبتسم: اوووووووووب اوووووب شعنده المليونير..؟؟ علامك تزعق بكل الدار؟

خالد: يالله نزلو الغدى زاهب.. (طالت نظرته للباب وهو يتمنى ان فاتن تطلع..) ناد على فتون وانت بعد يالله نزلووو

جراح يلتفت لفاتن بداخل الدار: يالله فتونة نزلي شكله خالد اهو اللي ياب الغدى اليوم..

فاتن بمرض: مالي نفس

جراح: افاااا.. من بعد كل هالكلام اللي تقطع لساني عليه ما بتيين ولا بتاكلين؟؟ يالله قومي لا احملج

ويوم فاتن امتعضت اكثر تقدم لها جراح واهو بينفذ الكلام اللي بيقوله

طفرت فاتن من مكانها: بقوم بقوم بس خلاص... ( تكلم نفسها بصوت واطي) حتى الاكل بالغصب

جراح اللي سمعها: هاااااااااااااا شعندج الحين احملج...

تقدم لها وتركض فاتن من عنده: ما قلت شي.. يمااااا...






* *





نورة وامها ومريم كانو قاعدين في الصالة والرياييل راحو الميلس يقعدون هناك.. وبقولنا الرياييل يعني مساعد وفيصل ولؤي القرقة وابوهم.. نورة اللي كانت الفرحة طافرة من عيونها واهي على وشك اتخبر اهلها بالخبر الحلو اللي في بالها.. اكيد الكل بيفرح.. ولو انه ماطاف الشهرين لابو جراح من وفاته.. بس... ما تقدر تتاخر اكثر خصوصا واهي ما بتسوي أي حفلة او أي بهرجة زايدة لان اللي سوته في الخطوبه كفاها..








نورة: يمة ابي اخبركم بشي؟؟

ام مساعد: قولي يمة شفيج؟؟

نورة والحيا مغطي كل لون طبيعي فيها: انا و فيصل بنتزوج بعد 3 اسابيع..

مريم انصدمت وام مساعد باركت لهم: الله يبارج فيكم يا بنيتي والله يتمم على خير

نورة تكلم مريم: ادري انج منصدمة ليش انج ما زهبتي شي للعرس بس لا تحاتين .. خوات فيصل بيروحون السعودية بعد جم يوم وبيشترون لهم كل شي جاهز من هناك.. (تكلم امها) عندهم احلى الفساتين واحلى التصامـ...

تقاطعها مريم: عمي بو جراح ما طاف عليه الاربعين وانتي... بتتزوجين؟

ام مساعد: يمة بعد الريال ما يقدر ينتظر اكثر؟

نورة عرفت ان سبب صدمة مريم اهو هالموضوع: مريم انا بيتي جهز وخلاص مالي قعدة هني وفيصل بعد مستعيل

مريم: قوليله انزين عمج توه متوفي ما بيقول لج شي.. ماظنه عنجهي لهالدرجة؟

نورة متورطة ما تعرف شلون ترد على مريم وطالعت امها اللي بكل غضب اتجهت لمريم: والله يا مريم محد ياج وخذ شورج.. الريال كيفه بحرمته.. وانتي اخر من ايي ويتحكم في هالامور..

مريم: يمه انا عارفة موقفج من بيت بو جراح فلذا انا راح اسكت .. وبكل بساطة اذا العرس كان من بعد 3 اسابيع فانا مو حاضرة.. (قامت على حيلها) مبروك نورة والله يوفجكم ان شاء الله وباركي لفيصل عني.. عن اذنكم...

ام مساعد بعصبية: علموووج بيت الياسي شلون تردين على الكبار وسحرتج نجوت وخلتج تصيرين تابعة لهم مثل اخوج لكن ماقول يا خسارة حليب صدري فيكم انتو الاثنين

التفتت مريم لامها بكل هدوء عشان ما تعصب وتقط شي اهي ما تحب تقوله: يمه انتي راجعي نفسج قبل.. ليش احنا على قولتج تابعين لهم؟؟ ليش كانت عايلتنا على حد ما نذكر تابعة لهم؟؟ هل لانهم مو زينيين ولا العكس.. عن اذنكم








الدموع كانت مغرقة عيون مريم لانها تحب امها وما تحب اتجادلها وفي نفس الوقت تكره الاتهامات الزائفة من امها عن عايلة ما شافو منها الا كل الخير.. أستبعدوا جراح اللي اهو سبب حياتها ولا فاتن نصها الثاني.. فكرو في ذيج الام الحزينة اللي ما شافت الدنيا منها الا كل الخير.. وبعد الدنيا خانتها في اعز ما عندها ابو عيالها .. وبعد تمت تعطي وتعطي والناس ما تقدرها.. خسارة ان امها الفاهمة العاقلة تقول هالكلام عن بيت بو جراح واهم اللي كانو ربعهم من قبل لا تتواجد اهي في هالدنيا..




نورة تكلم امها: يمة ليش تقولين جذي عن بيت عمي بو جراح؟؟ ما هقيتج معاديتهم جذي؟

ام مساعد بغيض: من يوم ما سحروهم نجوت وعيالها.. عيل اخوج اللي ماشوفه في البيت اسمع من الناس عنه طايح في بيتهم اربع وعشرين ساعة.. والله يا خوفي لو مطيح العين على فتينه بنتها..

نورة ابتسمت بكل فرح: والله؟؟ ياريت والله ما راح يلقى احسن من فتونة..

ام مساعد: انتي ينيتي؟؟انا ولدي ياخذ بنت الفقارة؟؟؟

نورة بصدمة: يمة؟؟ احنا بعد فقارة؟

ام مساعد واهي تغض بصرها: كنا.. وفاتن ما تناسب مساعد.. ياهل وما تفكر .. مساعد انا من زمان حجزت له ابنت اللي بياخذها

نورة: ومن هي انشاء الله؟؟ منى بنت خالتي سميرة؟

ام مساعد: وليش هالنبرة لايكون مو عاجبتج؟

نورة بعصبية خفيفة: يمه هذي تطلقت مرتين ..

ام مساعد: العيب مو فيها العيب في العثرات اللي تزوجتهم.. والا اهي خوش حرمة واحسنهم



نورة سكتت لأنها ما تبي تعصب امها اكثر.. امها شكلها بدت تخرف وتقط الخيط بالمخيط...



نورة: عن اذنج يمة..

ام مساعد: أي.. روحي لحقي اختج.. أي.. كلامي مو عاجبكم.. االيوم صار كلامي مو عاجبكم.. لكن هين يا ريمو وانتي يا نوير.. بتشوفون مني اللي ما بيعجبكم..








طلعت نورة الدري من بعد ما سمعت الكلام اللي يسد النفس.. وراحت لاختها مريم واهي زعلانة من الخاطر.. دخلت الدار (بالعادة ما تطق الباب نورة على مريم) واهي موطية راسها وقعدت على الكرسي.. مريم كانت على السرير واهي متكورة على دب شرته لها فاتن مرة.. واهي تبجي وكل ماتسيل الدمعة تمسحها.. لاحظتها نورة وبابتسامة راحت وقعدت يمها..






نورة: بعد انتي عذريها يا مريم والله تعرفين شكثر امي تغار علينا وشكثر متعلقة فينا...(تبتسم) يالله مريوم عشان خاطري سكتي ماحب اشوفج تبجين!!

مريم: وانتي الثانية حاجي ريلج انه ياجل هالشي.. لان فتون بعد ما بتقدر تحضر..

نورة : ولا يهمج انأجله...

مريم بتفكير: تعال بعد جذي جذاك فاتن ما بتقدر تحضره

نورة : ليش بعد لا يكون بيحتدون سنة؟؟

مريم: تعالي انتي ما تدرين؟؟ فتون بتسافر اميركا بعد 3 اسابيع..

نورة باستغراب: وليش بتسافر؟؟

مريم: دراسة يا حياتي.. محصلة دراسة مع عند ابوها الله يرحمه كل كورس –اقبضي الخشب- 20 الف دولار اميركي

نورة بصدمة: هاااا؟؟

مريم: هههههههه قولي لا اله الا الله.. عمي بو جراح ترك لهم فلوس يا نورة الحمد لله رب العالمين ما تتصورين شكثر..

نورة: جم يعني؟

مريم بفخر: كل واحد يعني استلم 20 الف دينار كويتي ومعاشات لمدة معينة.. يعني صارو راهيين

نورة: يعني صارو اغنى منا؟

مريم: احنا لو مساعد اخوي جان والله طحنا فقارة واخس منهم..

نورة: زين ومن وين لهم هالفلوس

مريم: بالحلال بعد من وين.. هذا مساعد عاون عمي الله يرحمه في مبالغ تامين ومحلات ومطاعم فتحوها والحمد لله توفجوا..

نورة: شكلي انا بعد بحطلي جم فلس بيد مساعد عشان يخلينا نصير اغنياء...

مريم: هههههههههههههههه مالت عليج

نورة: وعليج ههههههههههههههههههههههه





































بعد صمت.. تحيرت مريم تقول لنورة عن باجي السالفة ولا لاء.. لكن.. اهي ما تبي تفضح فاتن ولا تبي تقول لنورة انها رافضة الشي.. اخاف نورة تاخذ موقف على فاتن.. لا لا ماهي قايلة ولا راح تخرب أي شي.. اللي بيصير من الله حياه الله..

الا تلفون نورة يرن على اغنيه .. (ايه احبك.. هذا حظي اللي انكتب... دربي اللي امشيه وادريبه تعب)


نورة: فديت خراطيش قلبه..
وسكرت التلفون ...
مريم: ليش سكرتيه؟
نورة بحيا: مابي اخسره ولا ابي اسمع صوته واهو يقول لي تعالي تحت.. ابي صوته في سوالف ثانية
مريم تدزها: استغفر الله اعوذ بالله منج ..تخربيني؟
نورة: ههههههههههههههههههههههههههههههههههه يالله اشوفج على خير
مريم : وانتي من اهل الخير...

نورة وقفت على الباب قبل لا تنزل تحت...: تدرين مريم
مريم: شنو؟
نورة واهي تبتسم للفراغ: امي قالت شي مساعة اهي رافضته لكن انا عجبني حيل..
مريم باستغراب وهي تمشي صوبها: شنو هالشي؟
نورة: امي قالت ان مساعد اخوي يمكن حاط عينه على فتون ويبيها.. تخيلي لو مساعد ياخذ فاتن.. والله انه راح يستانس ويرتاح لان فتون مافي عليها

مريم اندهشت من ردة فعل اختها.. وانصدمت من تفكير امها وكانها بالفعل تحس بالوضع.. اويلاه امي وحست بالسالفة يا ويلك يا مساعد الا بتقوم لك الحرب العالمية الثالثة..

نورة: يالله انا اخليج...
مريم: في وداعة الله..




وراحت نورة عن البيت وخلى المكان من حسها.. وقلب مريم تعصر على هالسالفة خصوصا يوم تذكرت ان اختها خلاص راح تتزوج..صج ان نورة ما قامت تعيش معاهم بصورة طبيعية من انخطبت (ملاج بسنة الله ورسوله) لكن.. تظل ريحتها في البيت وباجي الاغراض اللي في دارها.. لكن الحين ما راح يظل شي من بعد غيابها.. اااااه عليج يا نورة.. والله انج كبرتي وصرتي حرمة وبتتزوجين.. الله يوفجج في حياتج...قالتها وشهاب في السما يبرق وكانه يسمع لامنياتها



وتمنت مريم اكثر: وانا بعد .. الله يوفجني ويا جراح..

في ذيج اللحظة كان فيصل واقف بالسكة ينتظر نورة تطلع من البيت واهو واقف ويا لؤي اللي ما سكت عن القرقة


فيصل: ان كان السالفة علي لا تحاتي ان بشوف لك وبسال وان شاء الله اجيك باحلى الاخبار..
لؤي وهو يساسر فيصل: أي بس هاا.. حطني في بالك.. مابي احد يعرف عن هالسالفة غيري وغيرك
فيصل يبتسم: وليش ان شاء الله فيها شي؟
لؤي: فيها اشياااااء.. ابوي لو عرف مثلا بيذبحني.. بس انت تعرف.. انا مالي غير هالحبوب.. يبيلي امتن اكثر..
فيصل: والله انا ماشوف فيها أي سرية؟
لؤي: انا بلى.. (شاف نورة طالعة من البيت) كاهي كونان يات.. يالله اخليك الحين.. في امان الله
فيصل: ههههههههههههههههههههههه في حفظه..


وتم يطالع لؤي وهو يدخل البيت ووقف شوي يناحس نورة اللي كانت تطقه على ذراعه وهو يطالعهم... والتفتت عينه الى الدريشة الي فوق.. و شاف ان احد قاعد يناظر السما.. كانت ذيج البنت الصغيرة.. اخت نورة.. مريم اسمها.. ونزل عيونه بسرعة يوم حس انها حست له.. ما يدري.. يحس باحساس غريب من يشوفها.. يمكن لانها اول مرة تيي جدامه .. من تزوج نورة واهو يسمع عنها \بس ويضحك على سوالفها.. والحين شافها حس ان الكلام عنها تطابق ويا شخصها..

محد يدري شنو يخبي لهم القدر من امور.. لكن.. الوقت الحالي.. شلي راح يصير؟؟


* *

مساعد اللي طلع من بعد اخته ما راحت .. مخه ما كان ابد مرتاح.. تفكير دائم واربعة وعشرين ساعة حيرة وترقب.. اهو عارف لا بل متاكد ان فاتن رافضته.. وما كان ينتظر أي معجزة تصير.. لان اللي بينه وبين فاتن مستحيل يتجسد في علاقة لا يمكن تنفك يوم من الايام .. مساعد ما كان من المؤيدين للطلاق ابدا وكان في باله دائما ان الدنيا مافيها مشاكل ولكن فيها حلول ما علينا الا اننا نبحث عنها ونحطها بالصراعات عشان تتفكك وتنحل

قعد مع نفسه عند البحر وهو يفكر.. في امكانية في يوم من الأيام اني انفصل عن فاتن؟ اطلقها؟ اصلا انا ليش حاط في بالي مبدأ الزواج منها.. صج الي طلب هالشي اهو رفيج عزيز علي ابو جراح لكن.. أنا ما خططت لهالشي.. لاني لو خططت له لو انطبقت السماء على الارض فاتن راح تكون لي.. لكن.. اتخيل لو اني خططت.. ما اقول اني خططت بس لو كنت مخطط.. شلي راح يصير.. برغبتها او ضدها راح تكون لي.. صج اني بعد الزواج ما راح ارغمها على شي راح اخليها اهي اللي تيي لي بنفسها..

ياااااااااااااااه يا بحر.. يا وسعك ويا كثر بخلك .. تبخل على صدري انه يتوسع مثلك.. وتاركني في حيرتي من غير ما تتقدم بشي لمساعدتي.. يمكن لانك ما تقدر تسوي شي.. فلي يقدر اهو خالقك وخالقي.. اتوجه لك يا ربي واطلب منك.. انك تحل هالمعضلة.. انا مابي اشوف البنت تغلط.. اعتبرها امانة في رقبتي وما اتمنى لها الا كل الخير..

في نفس الوقت كانت فاتن قاعدة في حوش بيتهم واهي تفكر.. قاعدة على الكرسي اللي ابوها كان يقعد عليه واهو يشرب الجاي ويدخن .. ماكان يدخن وايد بس كل ليله لازم هالطقس.. يقعد ويشرب شاي ويدخن..

كانت فاتن حاطه ريل على ريل وساندة راسها بصبعها.. او بقوة يدها.. واهي تفكر.. تفكر بسفرتها وشلون تعد نفسها لها.. اهي مو مستعدة لها مو انها ما تبيها بالعكس.. الحين ترسخت الفكرة واعتادت على الوضع انها بتروح عشان تحصيل علمي.. مو عشان تبتعد ولا عشان انها بتمشي ضد رغبتها بالعكس.. صارت الفكرة تناسبها بشكل غريب.. يمكن لانها فقدت الامل بانها تحصل مشعل فيوم من الايام خصوصا ويا هالخطبة اللي ياتها من محل ما غوى الله ادم..

يوم كانت سماء عندها توقعت انها تقول لها كل شي.. لكن ما قدرت تنطق بولا حرف.. ما تبي الصدمة تكون كبيرة عليهم الاثنين.. واكثر وحدة سماء.. لانها متفائلة بطريقة محزنة.. خيالية ومخها جامح.. تذكرها بنفسها قبل لا تطيح بكل هالمصايب... اهي لو تبي تعرف وين نقطة بداية المصاعب راح تلقاها بردة مشعل من السفر.. كل شي كان مستقر وهادئ لمن وصل وهيج كل الامواج بالبحر وعصف الدنيا برياح خلاها تقتلع كل شي ثابت.. وموت ابوها ما قصر فيها.. والمفاجآت من بعد موت ابوها.. وظهور مساعد الكبير في حياتها واحتلاله لاشياء كثيرة واعتماد كل اهلها عليه.. كل هذا له سبب.. كل شي حصل له سبب من رب العالمين.. ومن يدري.. يمكن يكون فاتحة خير عليهم كلهم

ابتسمت بينها وبين نفسها من هالأفكار.. يكون خير؟؟ وصلاح؟؟ وين الخير ووين الصلاح مع كل هالدموع وكل هالعذاب.. اهي من وعت من سالفة البعثة طاحت في سالفة خطبتها من ... ما تحب حتى تطري اسمه.. الله يعين قلبي .. ويصبر حالي على هالمصايب..

تحركت من مكانها واهي تحس بالدموع تتدافع في نفسها مع كل زفرة تزفرها وكل شهيق يشق الهوا المحايط.. انفاسها حارة ولهث ساخن يلفح من ثمها.. لمست جبينها.. سخونة بسيطة فيها.. بس الجو صيف يمكن السخونة نفسية اكثر منها جسدية.. جذبت اطرافها واهي تمشي.. التفتت للديوانية لقت مصابيحها مطفية.. ويا في خاطرها انها تدخلها.. وتجدمت لها وتوها بتدخل الا تشوف واحد واقف عند الباب الحديدي..

توقفت كل عقارب الساعات في الدنيا عن الطق.. وسكن الجو والريح هدت.. الرطوبة نشفت والدم توقف عن الجريان يوم تعرفت على الإنسان الواقف.. هو ما غيره.. اللي عيونه كانت تعزي نفسها بحزن فقد شوفه.. والحين كاهو جدامها واهي اللي اصبحت وامست على هالامنية..

اهو الثاني وقف من غير أي حاسية.. اتخذ هالخطوة من بعد تفكير عاصف ومخيف.. كان يراقبها من الشرفة اللي تطل مباشرة على بيتهم.. وما قدر يحبس نفسه اكثر من انه يتجدم لها ويروح لها لعند بابهم.. واخيرا من غير أي وعي راح.. وحصل اللي حصل

تجابلو الاثنين ومشاعر الكون كلها منعصفة فيهم.. الحب القوي اللي يدق قلوبهم ويهز ابدانهم كان ظاهر على محياهم.. لكن فاتن استهجنت من نفسها شعور .. لاول مرة تحسه وهي تكون مع مشعل.. الذنب..




مشعل بعيون لامعة حزينة: شلونج؟؟ شخبارج؟
فاتن بصوت واطي: الحمد لله... وانت؟
مشعل وكانه كان ينتظر هالجواب:.. عايش.. ومو عايش؟

فاتن طالت نظرتها وهي تراقب ملامحه.. كان مريض.. تعبان.. ولكن.. هزيل.. يا ترى شالسبب؟؟

فاتن: عسى ما شر؟؟ فيك شي؟
مشعل: فاتن... انتي صج بتسافرين؟
قالها وعيونه ترقرقت بالدمع.. وفاتن الي تعودت على فكرة السفر رجع الموضوع لاوله وكأنه صدمة عليها واول من يخبرها اهو مشعل: مادري...
مشعل بأمل: شلون ما تدرين؟؟ جراح قال لي انج بتروحين؟
فاتن انتبهت لنفسها.. اهي بتسافر.. ليش قالت ما تدري: صح... بسافر..




انصدم مشعل مرة ثانية ومن زود الصدمة عصر عيونه من شدة الألم.. وكأنه يسمع الخبر لأول مرة.. واللي آلمه اكثر شي اهو رضاها بهالشي وهو اللي كان متوقع انها اللي راح ترفض..




مشعل: وانتي راضية؟
فاتن وهي مستسلمة ودمعتها تسيل: هذا قضاء ربك..
مشعل بكل جرأة: واحنا..؟؟؟؟؟
انصدمت فاتن من سؤاله المتأخر..: علامنا؟؟؟
مشعل: انا وانتي... واللي بينا
فاتن التفتت عنه وهي تناظر البعيد..: ماكو شي اسمه احنا يا مشعل.. كان لازم نفهم هالشي من زمان




شلون ياتها القوة انها تقول هالكلام.. هذا اللي انطرح في بالها.. اما مشعل فكان كلامها مثل الكفن اللي ينلف فيه.. وناطر بس انه يندفن...

مشعل: انتي اللي تقولين هالكلام؟؟

التفتت له فاتن بكل الم... تحاول تبرر لكن.. ضاعت من الكلمات.. وعيونها اللي كانت متألمة انتقلت نظرتها من الألم الى الصدمة.. لأن اللي شافته كان شبه المستحيل..

مشعل كان يراقب نظرتها واندهاشها وصدمتها وكأنها قاعدة تناظر بشبح.. التفت الا وشاف ريال واقف وراهم .. ما يعرف هالشخص بس اهو شافه من قبل.. في عزا ابو جراح.. والتفتت مشعل مرة ثاني لفاتن الي كانت حاطة يدها على رقبتها وكانها تبتلع سم..

شالسالفة؟؟ هذا اللي كان يتبادر في ذهن مشعل..

وطبعا هذا الريال ما كان أحد غير.. مساعد..

مساعد بصوت قاتل اشبه بالسكون المخيف: فاتن دشي داخل..
وقفت فاتن مكانها وعاد الصوت يزعق مرة ثانية: فاتن دشي داخل..

وانتفضت هي بخوف بس ما تحركت من مكانها.. بقوة غريبة عمرت في جسمها ظلت ثابتة مكانها.. وعيون مساعد باردة ما تبين لا حياة ولا موت.. وكأنه كان متوقع هالنوع من اللقاءات.. ومشعل اللي واقف امبينهم مستغرب من هالاثنين...

مشعل بصعوبة يكلم مساعد: انت منو؟

مساعد وكأن مشعل اخر من ينتظره ايي ويساله اهو من.. ولا عاره أي اهتمام وعيونه كانت مركزة على فاتن يبي يقهر نظرتها الخائفة اكثر.. والثانية من زود الخوف كانت واقفة مكانها واهي جامدة.. ما تبي تظل عشان لا يناظرها اكثر.. وما تبي تروح عشان ما تخلي مساعد مع مشعل لروحهم..



فاتن: مشعل .. انت روح... روح الحين؟
مشعل: ليش.. (يلتفت) من هذا؟
مساعد: ولك عين بعد للحين واقف وتتسأل.. عطني مقفاك ورد من محل ما ييت
مشعل: لو سمحت احترم نفسك..
مساعد يتقرب منه وبصوت مخيف: انا محترم نفسي وانا سامح لك بالوقفة والا اللي بمثل موقعك ما يتكلم..



سكت مشعل من الفشيلة ومن الاحراج ومن احساسه بالغلط..
وكمل عليه مساعد: يالله فارج عن ويهي..
مثل الغريق اللي ما يقدر يلاقي حبل النجاة ويستسلم للموت في امواج البحر .. موقف مشعل من هالريال اللي ما يدري من وين الله قطه.. وراح وهو يسحب ذله وعاره اللي خلى حتى فاتن تحمل من جزئه.. أخطأ خطأ كبير اليوم وجايد.. حتى فاتن نفسها يمكن ما تسامحه..

يوم انسحب مشعل فاتن كانت عيونها تترجاه لا يبتعد وعيون مساعد عليها.. يراقب كل شعور يطفر بعينها وبنفسها.. ويحس بالقهر والعنف يجوب نواحيه.. ولكن شعور اعظم كان يدق في قلبه.. شعور الغيرة والحقد .. ورغبة في انه يقتلها ويقتل نفسه من بعدها... لانه اليوم اكتشف اللي كان خايف منه.. واللي كان مرتعب وكاره الدنيا بسببه.. فاتن واهبة قلبها لغيره... لغيره..

فاتن بعد ما اختفى مشعل عن عيونها والدمع سيال على خدودها تلتفت لمساعد بكل ألم .. وعيونه الباردة ما جابلتها الا بالصمت ونظرات التحقير اللي خلتها مثل الحشرة التافهة لكن.. ما اهتمت..لان الميت من بعد الموت ما يهمه شي.. اهو فقد الروح وظل الجسد بارد بلا أي حراك.. وبكل نبرة جريحة تكلمت له



فاتن بصوت بايح من شدة الألم: ليش..؟؟؟؟ انت ليش تسوي فيني جذي؟؟ انت من وين طالع لي؟؟؟ انا شسويت لك.. عشان... عشان تعاقبني جذي..؟؟؟
ابتسم مساعد بكل سخرية تقتل باجي فاتن: عن الدراما والتراجيديا.. ومسرح العشق والعاشقين هذا مو من ذوقي ولاني من مشجعيه..
فاتن وهي تمد يدينها في الهوا تبي إجابة: انا .. من عرفتك.. من عرفتك.. وحياتي من مشكلة.. لي مشكلة.. ماكو امان.. كله تحفظ وحذر... شتبي مني؟؟ قول لي شتبي مني؟؟
تقرب منها بغضب.. لدرجة انها حست بحرارة انفاسه تحرقها: اللي ابيه منج يا فاتن بلاقيه بلاقيه.. بهالدموع ولا بدونها.. لا تظنين اني بلين ولا بيعطف قلبي عليج... انا كنت افكر بخيار الزواج منج.. لكن الحين.. انتي ملزومة بهالزواج.. وبنشوف.. من اللي بيخليج تعيشين احلامج الوردية مع فارس البطحا هذاك... سلام..



راح عنها وخلاها واقفة بعصرة قلب وبآلام قاتلة في صدرها.. تحس بالخنقة من كلامه.. تحس بالموت من تهديده ومن وعيده.. وللأسف الشديد.. تحس بالموت لاستسلامها.. ولخذلانها ولعارها من نفسها .. كيف وصلت نفسها لهالموقف.. كيف سمحت لنفسها انها تنجر لهالدرجة من الانحطاط.. اللي يحب ما يأذي اللي يحبه.. واللي يحب ما يدنس حبه.. الحب مشاعر تتكلل بالزواج.. لكن انا... انا شسويت بحبي.... شسويت؟؟؟

طاحت على الارض بحزن واهي تلم نفسها بالم... ما همها التراب ولا همها كونها بالعراء بعيد عن جدران بيتها الآمن لانها اليوم انسلبت.. انسلبت من حبها ومن حقوقها.. انسلبت منها احلامها وامنياتها وتحطم اخر ركن من اركان عمرها القديم.. وبدت اليوم عمر جديد.. وبدت معاها احزان جديدة... اللي محد كان يعرفه من الاثنين اللي يوها.. مشعل ومساعد.. ان الليلة كانت تصادف ليله ميلاد فاتن.. اللي انتقلت فيه من عمر الـ 18 الى 19.. فمادري شقول لج يا فاتن.. عيد ميلاد سعيد والا... ساعد الله قلبج.. وعانج الله على مصايبج..

مشعل دخل داره وهو مو مصدق اللي صابه.. مو مصدق اللي سواه.. شكثر اهو جبان وغبي وضعيف.. شكثر اهو دنيئ ومستواه هابط وحقير... شسوى في فاتن.. اكيد الحين الكل عرف عنهم.. وعن علاقتهم.. وجراح ما بيرحمها.. على الرغم من حبه لها.. الا ان الشرف يعلى على كل شي.. فاتن شريفة ولا احد يقدر يكلمها لكن.. المخاطرة اليوم كانت كبيرة.. وكبيرة جدا... يا ربي.. يا واسع الرحمة والغفران.. ارزقني من وارف مغفرتك وعفوك ورضاك.. انا شسويت في فاتن اليوم؟؟ بس.. بس هالريال ماله حق .. ماله حق ايي بيني وبينها ويتدخل.. من هو؟؟ ما اذكر شنو اسمه بس شكله خابره.. اللهم يا مجيب الدعوات.. احمي فاتن من هالبليس اللي مادري من وين طلع بوقت الليل...

مساعد اللي كان واقف على الباب يحترق من الغيض مو عارف وين يدق بعمره من القهر اللي حايشه.. هالتعبان الخايس مسوي روحه روميو والغبية الثانية جولييت وبنت الفقير وولد الاغنياء.. ما عرفني مثل ما أنا عارفه.. ولد الخسيس سعود النهيدي ما غيره.. اكيد.. هذا الشبل من ذاك الاسد.. لكن وين يا فتين.. انا اللي اوريج ..
وعقد بطلنا العزم ان باجر الصبح او العصر يكلم اهله عن فاتن وانه خلاص بيتزوج.. ما حسب في باله امه اللي متشيشة من خاطر على بيت بو جراح.. يا ترى شنو راح تكون ردة فعلها.. هل راح تقدر توقف هالعناقيد الغاضبة ولا انها راح تفرح لتحقق أحد أهم أمنياتها...
اهو ما عاد في قلبه أي ذرة حب لها.. لأن اللي مثلها ما تستاهل الحب.. تستاهل التعذيب وبس.. في مخيلة مساعد كانت السيطرة اهي الحل الوحيد عشانه يسير حياته.. ما كان يدري انه بهالسيطرة راح يقتل جزء كبير من شخصيته الحانية على الغير.. من بعد هالموقف وين الطيبة تيي.. الانسان لو عامل غيره بطيبة وباستحسان كلوه بثيابه ورمو عظامه للجلاب.. لذا في منطقة القوة والجلافة والصلابة اهي الحل الوحيد.. لمجابهة الناس.. مادري.. تفكيرك هذا صح يا مساعد ولا غلط!!!



* *



ولا احد منهم رقد بذيج الليلة.. وفاتن اللي شالت بعمرها بالغصب راحت دارها من غير أي كلمة لاحد.. انفردت بنفسها ليلة كاملة واهي تناظر سقف دارها والدم يخررر بحر القلب.. تبكي احلام ضاعت وتبكي موقف ذليل انحطت فيه وتبكي... لسبب خافي.. نظرة مساعد لها.. مع انها ما تهتم فيه ولكن يظل اهو ريال.. والبنت لو ساءت سمعتها بين البنات يهون عليها اكثر من كونها مهانة بين الرياييل...
بعد صلاه الفجر اللي صلتها بتعب شديد رمت بنفسها على المخدة من غير أي لحاف.. والدريشة اللي ما كانت تتسكر تسكرت هذيج الليلة وانسدلت الستاير.. واظلمت الغرفة وسادت الرحمة بالجو على فاتن عشان تتخدر .. وتسكر عيونها وتنام ..لصبح جديد.. يمكن فيه بعض الخير.. او يمكن تزيد الشرور فيه...

مشعل كان قاعد عند البلكون واهو معافي النوم.. ينتظر فاتن ليمن اتيي وترفع الستارة مبشرة بصبح وامل جديدين باشراقة ونعيم.. لكن.. طال الانتظار وفاتن ما ظهرت.. الشمس طلعت ولمست الارض بطهارتها.. لكن شمس الحياة ونورها للحين... ما ظهر.. وينج يا فاتن.. وينج؟؟؟

مساعد الثاني هم ما رقد.. وظل عند البحر لي الفير ومن بعدها راح المسيد وصلى.. ورد البيت وجان يلقى امه اللي اكيد صحت بالليل واهي تتأكد من تواجد عيالها اندهشت لغيابه وهو اللي ما يفارج البيت من بعد الساعة 10.. يا ترى وين غب بويهه؟؟؟
الا وهو يدش البيت بهدوء وملامح الكدر باينة ولكن الجروح كلها خافية في قلبه.. يتنفس بالغصب وكأنه يقطع الأنفاس من الهوا عشان تدخل في رئته وتجدد الحياة والدم.. شاف امه قاعدة بهدوء واهي تنتظره اكيد.. فلذا راح لها وقعد يمها.. بهدوء وبكل ثبات وبكل اتزان.. كأنه يعد الكلام الي تمنى لو انه يقوله في فرصة ثانية لكن.. ماكو احسن من الوقت.. وخير البر عاجله...




ام مساعد تكلمت من بعد فترة صمت لا بأس فيها: ... يمة.. انا ما بسألك انت من وين ياي.. ولا من وين راد.. ولا وين كنت... انت ريال جبير.. وادرى بمصلحتك.. وخابر اني ماحب اضغط عليك.. بس.... مادري.. انت بنفسك تعرف اللي انت معيش نفسك فيه.. صح ولا غلط؟
مساعد: يمة... انا اليوم ياي ابري خاطرج عني...فلذا ما له داعي كل هالمقدمات اللي انا سلفا حفظتها..
باستغراب التفتت له: شقصدك..؟
مساعد وهو يعدل وضعيته من بعد ما كان مستند بتعب..: يمة انا قررت اتزوج
ام مساعد لفت ويهها عنها: أي بلى.. انت وينك وين العرس..!!
مساعد بصدمة: هاه... الحين انا ياي اقول لج هالشي تقعدين تقولين ويني ووين العرس...
ام مساعد بتوتر: يعني ياي تتغشمر علي بويه الفير ليش؟؟ مالي مزاج لك...
مساعد يمسك يدها وهو يبتسم: جرى ايه يا ست الحاقه.. (اصل ام مساعد مصرية) .. انا يايج اليوم اقول لج اني بتزوج.. من صجي بتزوج يمة.. شفيج؟؟
ام مساعد تناظره بنظرة حبوبة وحلوة وكأنها تترجاه: لا تتغشمر علي مساعد تكفى...
مساعد يبتسم وتبان ضروسه: والله العظيم اني ما اتغشمر...
ام مساعد بفرح وخوف: يعني.. عزمت على العرس .. خلاص..
مساعد: أي يمة خلاص.. فرحي.. يببيي.. لولشي.. ابي اسمع حسج.. يالله..
ام مساعد: يا فرحتي.. يا فرحتي يا وليدي ... وصدقني.. ذوقي ما بيخبك.. عندي لك الحرمة السنع.....
قاطعها مساعد: يمة العروس جاهزة...
ام مساعد بصدمة (موقف كلاسيكي): جاهزة؟ من اهي...؟؟
مساعد بكل قوة: فاتن بنت عبد الله الياسي بو جراح الله يرحمه..

ام مساعد اللي كانت فرحانة مدت البوز شبرين.. ولفت بويهها بعصبية عن ولدها وسكتت ولا قالت ولا كلمة.. ومساعد نفسه ما قال لها ولا شي.. ينتظرها ليمن اهي اتيي وتحاججه عشان يرد عليها بما يناسبها.. لكنها صدمته.. يوم انها لفت بويهها بابتسامة مشرقة وفرحة... وكأن العروس عجبتها..

مساعد بابتسام: اشفييييييييييج؟؟عجبتج العروس..؟؟
ام مساعد: يمة قليبي.. انا امك ومستحيل ترد لي طلب صح...
مساعد كره عمره: يمة ارجوج..
ام مساعد: حلفت عليك يا وليدي..
مساعد وهو معرض عنها: يمه تركي عنج هالحركات اللي ما لها داعي..
ام مساعد: مابيك تاخذ فاتن... ما تصلح لك
مساعد بعصبية: يمة انا مابي الا فاتن يعني فاتن؟؟
ام مساعد بنبرة رجاء: تكفى يمة.. أستر على بنت خالتك.. اهي محتاجتك اكثر من بنت بو جراح..
قام مساعد بطوله وعرضه.. هزلت والله: شقالوج انا لو تزوجت بتزوج زواج خيري... بنت اختج ناقصة عقل.. اروح انا اقط روحي بتهلكة اتزوجها.. يمة هذي لو عاجل جان ما تطلقت مرتين.. ترى الاثنين اللي خذوها انا اعرفهم.. وكلهم قالولي ان الطلاق كان اخر حل للتفاهم بيناتهم..
ام مساعد :قص بلسانهم ولسانك يوم انك تخليهم يتكلمون عن بنت خالتج جذي
مساعد: يمة منى وحدة مو صاحية لوتقطونها بالامراض النفسية يكون وايد احسن.. وبعدين تعالي.. خوش ام انتي.. الحين انا ولدج ياي اتزوج واتزوج احسن البنات تقومين تقوليلي روح تزوج وحدة مطلقة.. لا ومرتين بعد... شهالحب هذا اللي ما يتحمله اللي بين ظلوعي..
ام مساعد بقهر: تتطنز يعني انت تتطنز؟؟؟ رحت شرق ولا غرب فتون ما تاخذها..
مساعد بابتسامة شرسة: يمة انا مو ياهل صغير ولاني لؤي.. انا باخذ فاتن يعني باخذها..
ام مساعد: عيل روح.. لاني امك ولا انت ولدي..
مساعد يبتسم: حجي حرييييييييييييييييييييييييييم معصبات
ام مساعد تفر بويهها وتلم يدها في حجرها: لا تموووووووووووووووووت علي ماني موافقة على بنت بو جراح... انت بالله عليك ما تخيل.. ريال عمره 27 سنة يتزوج وحده اصغر منه بعشر سنين..
ابتسم مساعد اكثر: يمة هذا احلى عمر للزواج.. و احسن عمر بنت للزواج بالنسبة لريال مثلي خابر الدنيا اهو عمر فاتن.. ولا تنسين اهي يتيمة وانا بتحمل مسئوليتها كامل..
ام مساعد: ايا اللوتي توك تقول ما تبي تتزوج عشان شي خيري وبنت بو جراح عادي؟
مساعد وهو يركب الدري: يمة بنت عن بنت تفرق.. بنت؟؟؟ اصلا منى لا بنت ولا شافت الأنثوية بحياتها.. يالله يمة.. انا بروح انام لي شوي وانتي رقدي بعد على هالسالفة..
ام مساعد: لووووووووا نشاء الله
مساعد يقطعها وهو يحس بتعب : ادري ادري ادري.. لو اموت.. انشاء الله اموت وتستانسين يا ست الحاقة... بس يمة..

التفتت له وبنظرة الغضب اللي مافارجت عينها

مساعد: فتينة انا باخذها... سمعتي...



صدت عنه واهي متغيضة من خاطر عليه وهو ركب الدري ودخل غرفته وهو يبتسم على امه.. رمى بجثته على السرير وهو يحضن المخده ... تم يناظر الغرفة من غير ما يرفع راسه.. تغييرات جايدة بتصير في الدار... في الدار؟؟ انا اللي ببني لها شقة في الليوان الي ورى.. وبخليها مثل السجن.. اللي ما تقدرين تفلين منه يا فاتن..










































اول يوم دراسي..

واول مشاحنة في بيت بو جراح

ردت الروح فيه بصراخ مناير.. وبمناحس عبد العزيز.. بس الفرق الوحيد في هالسنة ان فاتن مو موجودة عشان تسكتهم..

سماهر ردت من السفر قبل ليلتين واول من راحت له اهي مناير.. وتمو يحنون على ام جراح ليمن وافقت على المبيت.. وبالمثل ام سماهر.. ويوم باتو ويا بعض الميانين.. عفسو البيت على راسهم لدرجة ان جراح طلع لهم وهددهم بالذبح ان ما سكتوو.. مساكين والله..

فاتن حالتها النفسية كل ما لها وتتأزم... من بعد ذيج الليلة ما شافت لا مشعل ولا مساعد.. ووعيد الاخير لها ظل يرن في إذنها من تصبح ليمن تمسي.. وتدعو ربها انه يفرج عليها وعلى حالها.. لأنها إن ظلت جذي.. كل شي راح ينكشف.. حالتها الصحية ومظهرها الشخصي كان مأساوي.. المرض باين عليها والتعب اللي ما تدري مصدره هالك بدنها.. ليمن قررت بآخر لحظة إنها تروح المستشفى خلاص..
كان جراح يشيل بعمره عشان يغسل ويهه ويوصل مناير وعبد العزيز وسماهر وبشاير لمدارسهم.. مسكين من قبل سنتين اشتغل سايق عندهم يتحمل صراخهم ونجرتهم على الكرسي الجدماني ليمن يوصلون المدارس.. طبعا اللي مر بهالتجربة لمدة سنتين صارت عنده الخبرة الكافية...
طلع من الحمام المشترك وهو يمسح ويهه الصبوحي بالفوطة.. وشاف فاتن واقفة عند باب داره تطق الباب... ابتسم وراح لها بكل خفة.. من غير ما تسمعه..

فاتن: (تطق الباب) جراح.. جراح قوم... قوم وصل العيال المدرسة..
جراح بصوت واطي من وراها: انا قمت من زمان..

انتفضت فاتن بين ايديه وهو ضحك ضحكة هستيرية..



فاتن: جليل حيا ليش تسوي فيني جذي؟
يقلد عليها جراح: جراح.. جراح قوم.. قوم وصل العيال المدرسة (ترجع نبرتة طبيعية ولكن تهجمية) شنو انا اشتغل عندكم سايق اوصل هالجنقل.؟ ماني موصلهم شبتسوين
فاتن اللي كلش ما كان لها مزاج للغشمرة: يلا عشان انا بعد اروح المستشفى..
بنبرة اهتمام: علامج فتون؟؟ فيج شي؟؟ ليش المستشفى؟؟
فاتن وهي تمسح جبينها اللي كان معرق: لا بس تعبانه شوي وابي اروح اخذ لي ادوية..
يلمس جبينها بكل حنية: كاهو جبينج يشب ضو.. يالله روحي لبسي عباتج وانا عندج بعد خمس دقايق...
فاتن بإبتسامة واهنة: إن شاء الله..
راحت فاتن دارها واهي تسمع صوت جراح يصارخ على العفاريت: عندكم اربع دقايق وعشرين دقيقة عشان تزهبووون لا اطلع عنكم..
مناير تطلع والسشوار في يدها: جراح والله حرام عليك اول يوم مدرسة هذا مو لازم انروح من وقت
جراح : يلا يلا شيلي هالمدفع اللي في يدج ويلا زهبي.. انتي وسمور ان ما زهبتوو والله لا اكسركم اليوم..
مناير واهي تدخل الغرفة: اووووف بدينا بالنكد والمذلة يا ربي..





على الساعة سبع وخمس دقايق الكل كان جاهز... بس ينتظرون ام جراح تخلص سندويشات عشان يمشون



الا وفاتن نازلة وراهم: صباح الخير
الكل يرد: صباح النور
التفتت لها ام جراح وشافتها لابسة..: وين رايحة يمة
فاتن : يمة بروح المستشفى بدرب جراح..
ام جراح اللي تركت كل شي في يدها وراحت لبنتها: خير يمة عسى ما شر
تبتسم فاتن: ماشر بس شوي احس بحرارة وبلاعيمي تحرقني.. تعرفيني كل شي ولا البلاعيم
تنشف يدها في دراعتها: نطريني يمه انا البس واروح وياج
وقفتها فاتن: لا يمة وين والبيت من له.. ظلي هني وانا جراح بيكون معاي
جراح: أي يمة لا تهمين نفسج.. (بفخر) البطل جراح وياها..
عبد العزيز وهو قاعد وبدى ياكل اول سندويج المخصص للمدرسة: امحق بطل قول الا بصل..
مناير وسماهر: هاهاهاهاوووووووووووو (مناير) كفك بو فصوووول



وطقوا الكفوف ببعضها.. يحرون جراح.. وعلى جذي.. تحرك الجيش المصغر المتجه الى المدرسة..
مناير قبل ما تدخل المدرسة نادتها فاتن



مناير: خير؟؟
فاتن تمد يدها لمخباتها: هاج هذا مصروف للمدرسة ادري فيج ما بتاكلين كل هذا..
مناير بابتسام وحبور خلاها تبوس فاتن: فديتج فتونة.. (وتطلع لسانها لجراح قبل لا تروح)
جراح: أي..... (يتابعها واهي تطلع وهو يبتسم .. يكلم فاتن) كبرت مووو؟
فاتن وهي تناظرها: لشقاها كبرت...
كان حس فاتن حزين لدرجة المستحيلات وفر جراح ويهها بصبعه: فتون؟؟؟ علامج؟؟ ما بتقولي لي يعني؟؟
فاتن تبعد ويهها بابتسامة بسيطة: مافيني شي.. يالله خلنا نروح




حرك جراح السيارة بعد لحظات تأمل بفاتن.. ما يدري شفيها؟؟ تغيرت وايد من بعد قبولها بالبعثة.. وصارت انطوائية على عكس روحها المرحة.. اموت واعرف شلي سوى فيج جذي يا فاتن؟؟ شلي خلاج تنقلبين من المرح الى الحزن والهم الدائم.. ؟؟



مريم اللي كانت في المستشفى الثانية بعد عشان فحوصات الجامعة الي طلبوها عليها.. طبعا المرافق كان مساعد اللي ماااا صدق على الله إن مريم توافق على الدراسة.. اول ما حصلوا الاوراق من الجامعة حدد لها يوم المستشفى واهي اللي كانت تبيها حجة تطلع من البيت رحبت بالفكرة...
في السيارة اللي الهدوء لفها.. مدت مريم يدها للمسجل.. واول ما بدلت الاذاعة ضربها بخفة مساعد على يدها

مريم: هاو شدعوة يا حافظ.. الا بغير الاذاعة..
مساعد وعيونه جدام: مابيج تغيرينها خليها..
مريم: اوووووف انزين...

تسندت على الكرسي وهي تطالع الناس.. وتشوف الدنيا وما حواليها.. ولمعت السوالف في بالها.. مساعد بالعادة مستمع جيد لانه ما يرد لا باوكية ولا بلا.. دايم الهممم تطلع منه.. ويعجبها لانه ما يقطعها ولا يتملل منها مثل لؤي.. ثانيا هالسالفة يمكن تعجبه.. لأنها عن فاتن..




مريم: سعودي..
مساعد: همممم (اول وحده)
مريم تبتسم بمرح: دراسة فتون وايد غالية..؟؟
مساعد: امممهم... (داخليا)
مريم: يعني مو كل من يقدر يدرسها
مساعد: اممم..
مريم: انزين... (تطالع جدامها بالسيارة) انا ابي اروح ادرس وياها..
يلتفت لها مساعد وهو يبتسم ويرد يطالع جدامه: تبين تروحين تدرسين ولا تقرقين وياها؟؟
مريم وهي تفتح عيونها بصدمة: اعوذ بالله من قال جذي.. انا رايحة في سبيل العلم يا خوي علامك جذي شكاك..
مساعد وهو يلف السيارة: لانج يا مريم خبز ايدي اللي انا عاجنه.. واعرفج راعية قرقة وما تملين وارفيجتج يمكن العن منج.. فلذا انا بسدي بوش خدمة وبخليج في الديرة احسن لج وللحكومة الاميركية..
مريم: وييييييه عاد بوش يتمناني اصلا وانا اللي ارده... الا ما قلت لي مساعد؟؟ من بيروح ويا فاتن اول الفترة؟؟
مساعد: بنشوف جراح ولا احد من الشركة او نخليها تسافر ويا جماعة البعثات الحكومية..
مريم: انا اقول لو انت اللي تروح وياها احسن..
يطالعها مساعد وهو رافع حاجب.. وين تبين توصلين يا مريم: وليش ان شاء الله.. ماسح جغرافي لاميركا وحافظها؟؟
مريم وهي تتصنع الجهل والبراءة: هاو ياخوي علامك انت مو دارس هناك..
مساعد وهو يبركن السيارة وويوقفها: لا يا فالحة... انا درست في بريطانيا في جامعة اوكسفورد لا تسوين روحج مو فاهمة شي او مو عارفة ويلا عطيني مقفاج لا اليخج بالعقال..
مريم وهي تضحك بمرح: هههههههههههههههههههههههه يا حلوك ياخوي.. اعاد انك تخوفني بهالجم كلمة..




وعلى المشي لمحت مريم سيارة جراح واقفة بعيد عنهم.. وظلت تمشي بهدوء وهي تراقب ان جان فيها احد وبالفعل لحظات الا ويطل جراح منها وهو نازل يعدل شماغه وفاتن تطلع من الجهة الثانية.. ولا اراديا تشد على يد مساعد

مساعد: هاا شفيج؟
مريم وهي تطالع فاتن وجراح: مساعد هذي فتون وجراح اخوها..

التفت مساعد بكل شوق الى وين ما تكون فاتن.. من زمان ما شافها ولا تمتع بحسنها وجمالها.. من ذيج الليلة النحسة وهو ما شالها من فكره ولا تحرك في موضوع خطبتها.. الى هذي اللحظة اللي فزت كل عروق جسمه منادية لها.. وفاتن اللي كانت تمشي وهي تلم العباية ورى اخوها التفتت بطريقة عشوائية تطالع الناس.. الا تشوف مريم اللي تأشر عليها.. وعيونها لا إراديا توجهت على الريال اللي واقف يمها.. كان اهو بلا شك.. محد ياخذ مريم ويوديها غيره.. صاير مثل البادي قارد.. وبكل اشمئزاز نزلت عيونها واهي تمشي صوب مريم اللي تحركت الثانية..
جراح افتقد حس فاتن والتفت الا شافها تمشي بعيد لمكان ثاني و.. بنت ثانية معاها.. لحظه.. فز قلب جراح يوم شافها.. هذي حبيبة القلب وسيدته.. يا بعد عمري هالبنت الحمارة من زمان ما شفتها.. واهي اللي وعدتني انها تخبرني اول باول عن فاتن وتستعلم لي التجددات.. يمكن هذي فرصة تخلينا انتكلم... تلفت اكثر وشاف مساعد الواقف بعيد.. وخابت اماله العريضة كلها.. اهو كان يبي يكلمها بس يعني ما يكلمها لروحه قاعد وياها مو ناقصهم الا قلاص جاي.. لا .. لان حتى امه وياه في هالسالفة يبون يعرفون فاتن شمنه تشكي.. ويبون يعرفون التطورات من خلال مريم لانها اقرب وحدة فيهم لفاتن..



مريم: فديت هالويه
فاتن بمرض : هلا فيج..
مريم وهي تتفحص ويهها: فتون علامج؟؟ شفيه ويهج خاك جذي؟؟
فاتن تسحب يد مريم: لمسيه وبتشوفين..
يوم مريم لمسته فتحت عيونها على وسعهم: اووووووووف.. شمنه هالحرارة؟؟ رشح ولا نشلة..؟
فاتن بتعب: لا ولا شي بس سخونة ما فارجتني من امس.. قلت اليوم ايي المستشفى واشوف..وانتي شتسوين هني؟
مريم: فحوصات للجامعة..
فاتن اللي عيونها بالغصب ثابته ف ويه مريم مرة وحدة التفتت للواقف بعيد.. وشافت انه نظرته ثابتة لها.. وواحد ثاني يقترب منه.. جراح اخوها راح يسلم عليه.. هالبليس.. هذا مو ويه سلام.. هذا بس الواحد يتعوذ منه.. وفي قلبها فاتن تعوذت من مساعد لكن ما اختفى ولا خف ذكره بالعكس.. زاد ..

مساعد: هلا جراح
جراح: خير مساعد فيكم شي؟
مساعد: لا بس مريم عندها فحوصات الجامعة.. ويايبها هني ... (واخيرا ياه السؤال) وانتو؟
جراح: فاتن حرارتها مرتفعة ويايين نفحص..
مساعد وقلبه يدق بقوة: خطاها السو..
جراح: خطاك اللاش..




ويلتفت جراح الى فاتن اللي عيونها كانت عليه واشر لها بيده وتحركت..


فاتن: يالله الريم انا بروح لجراح
مريم بصوت واطي وبحبور: يا ليتني مكانج
فاتن تبتسم: الفال لج ان شاء الله بيوم الحمال
مريم وهي تضرب على صدرها: ويلي ويلي ماقدر ماقدر.. اشتغل القطار الاكسبريس.. شيوقفه الحين.. وانتي حمارة ما تيوزين عن هالكلام تدرين فيني اتقطع لين اسمعه..



فاتن تضحك .. وبضحكتها حست انها من زمان ما ضحكت... ايا عليها مريم دومها تضحكني.. حتى وانا في غمرة أحزاني.. وتحركت البنتين لمنزلتيهم.. مساعد طبعا تحرك قبل جراح لجدام ومريم وراه وفاتن ورى جراح وكل شوي توقف.. لان راسها كان يدور.. تمسكه بيدها واهي تمسح العرق المندي جبينها.. شهالتعب المفاجئ.. تحملت وشوي شوي شدت على روحها عشان تمشي.. ليمن حست انها بتنهار.. ومالت على اليسار بدورة عنيفة خلتها تفقد توازنها وترتجف رجليها وتقعد على الارض من غير حواس.. جراح انتبه لها من صوت الأأأه اللي ظهرت منها.. ومريم الثانية شافتهم من خلال التلفت اللي كل شوي تتلفته.. وعلى طول ركضت ناحيتهم.. مساعد حس لغيابها... وشافها طايرة لعند البنت الطايحة.. وانصدم.. فاتن طايحة؟؟ ليش.. ومشى لكن مو بالسرعة اللي تتوقعونها.. لانه من طبعه الهدوء ومشى بطريقة حازمة ولكن هادئة..
جراح اللي ركض لفاتن يوم قعدت على الارض وسندت جبينها على حافة سيارة واقفة.. مو قادرة توقف الدورة عن راسها..

قعد وراها وهويمسكها من يديها وبخوف كبير : فتون حبيبتي شفيج؟؟ ليش قاعدة هني
فاتن بصوت واهن: ما... ماقدرت.. اواصل... راسي يدور..

وبطريقة حنونة حطت راسها على صدر اخوها واهي فاقدة كل قوتها بالحركة.. وهن كبير جاسها بذيج اللحظة وقطت روحها في حضن اخوها اللي انشلت حركته من الثقل اللي انرمى عليه وتم قاعد مكانه..



مريم اللي وصلت والخوف ماكلها: علامها جراح شفيها؟؟( تكلم فاتن) علامج فاتن؟؟ حبيبتي شفيج..؟؟
فاتن بصوت خفيف : مادري.. تعبانة...
ووصل بذيج اللحظة مساعد..
مريم وقفت له والصيحة في صوتها: مساعد تكفى روح ييب لنا احد ياخذها داخل؟
مساعد: ليش شصار.. شفيها قاعدة..
جراح بخوف: ماتقدر اتحرك...تعبانة..
مساعد قلبه تضعضعت اركانه وهو يشوف فاتن على ذيج الحالة.. نايمة في حضن اخوها وحواجبها معقدة من زود التعب.. والصفرة ماخذه كل لونها الا خدودها محمرين من الحر..
مساعد يكلم جراح: ما عليه اكلمها..
جراح: شوف..
مساعد توقل على الارض وهو ييشيل النظارات عن عيونه اللي انكشف الاهتمام والخوف فيهم: فاتن.. فاتن...
ردت عليه بهمهمة من غير ما تفتح عيونها: همممم..
مساعد يتقرب اكثر: فاتن.. تسمعيني.. فجي عينج.. خليني اشوفهم..
فتحت فاتن عيونها على ويه مساعد اللي في ذيج اللحظة.. ما كان يشكل أي فزع او خوف عندها..
مساعد يبتسم :شاطرة.. زين تقدرين تواصلين للبوابة.. ولا ننادي لج بويل تشير..
فاتن هزت راسها ايجابا..
مساعد: شنو ويل تشير ولا تواصلين؟
فاتن بصوت ضعيف: أواصل...
مساعد: خير عيل يالله وريني... (يكلم جراح) جراح سند يدها خلها تتوازن بوقفتها..
ووقف جراح وهو يرفع فاتن بخفة بيدينه وهي الحمد لله وقفت.. ويد جراح القوية من صوب ويد مريم من الصوب الثاني اللي ماسكة يدها اقوى واقوى.. وحست روحها بتقدر انها تواصل ومساعد واقف جدامها... ابتسمت لخوها اللي كان يطالعها بخوف وكأنها تطمنه.. ومن بعد اول خطوة غابت فاتن عن الوعي ومريم صرخت صرخة خوف: فتووووووون...
جراح اللي سندها وهي تطيح طاح معاها على الارض ولكن حاول ان تكون الطيحة خفيفة...
مساعد الي كان ثابت وتحرك بسرعة مثل الطير وهو يمسك يدين فاتن اللي هوو في الجو.. تركهم بسرعة وراح داخل المستشفى ينادي على احد اييبون سرير متحرك او وحدة طبية للباركات..
مريم وهي تبجي: يا ذا الصبح النحس عليج يا حبيبتي.. اسم الله عليج فتون.. اسم الله عليج..
جراح وهو على وشك يبجي : فتون حبيبتي شفيج..



فاتن كانت نايمة وهي تهز راسها بتعب.. شكلها اوتعت لكن مو قادرة اتحرك ولا تتكلم.. وبلحظات والوحدة الطبيه معاهم في الباركات.. حطوها على السرير المتحرك وبسرعة مشوا ودخلوها داخل المستشفى.. ومريم ويا جراح ومساعد وراهم...

دخلت فاتن بالطوارئ وظلو الثلاثة ينتظرونها عند الاستراحة وكل واحد منهم ياكله الخوف..
الطبيبة اللي عاينت فاتن كانت حنونة بدرجة انها خلت فاتن تبجي وتطلع اللي فيها..



وقعدت عندها الدكتورة: ها فاتن... شخبارج الحين؟؟ تحسين بالدورة.. ولا راحت؟
فاتن بصوت كئيب: مادري.. راسي.. راسي يالمني ..
الدكتورة تبتسم لها: ماله داعي للبجي.. انا بعطيج الحين ابرة وانتي ان شاء الله بتهدين.. هذا المغذي كاهو يمج.. لا تسحبين يدج ولا تكورينها عشان لا ينقطع ولا تنغزج الابرة ماشي؟؟
هزت فاتن راسها واالدكتورة تمسح عليه: هدي بالج وطوليه حبيبتي.. شوية تعب ودلع منج.. والا انتي بعافية وخير.. ارتاحي شوي وانا اييج بعد دقايق..



من بعد هالكلمة غمضت فاتن عيونها اللي كانت مبللة بالدموع المتوترة والتعبانة.. غمضتها للظلام وللوحدة في مكان بارد وغريب.. لكن.. اهي مو خايفة.. اهي تعبانة.. تبي تنام... وبس..

طلعت الدكتورة من عندها وراحت عند جراح اللي فصخ الشماغ وظلت القحفية على راسه وهو ماسكه بيدينه.. مساعد كان واقف يم جراح ومريم واقفة صوبه وهي تمسح على ويهها كل شوي واهي تبجي.. ما تنلام .. اعز صديقة عندها طاحت جدام عيونها واهي المعروفة بالقوة.. فشنو اللي تقدر تسويه غير انها تبجي ..




جراح يوم شاف الدكتورة نقز: ها دكتورة بشري..؟شفيها فاتن؟؟
الدكتورة: ما فيها شي بس اهي فيها هبوط في ضغط الدم مصاحب لحمى.. باين عليها تمر في فترة صعبة..
جراح: ابونا توه متوفي من فترة واهي جريب تسافر بره..
الدكتورة تكلم مساعد وجراح بنفس الوقت: اهي يمكن اكثر شي تعاني من ضغط نفسي كبير ماثر عليها.. انتو حاولو تريحونها وما تخلونها تتعب وايد حرام بنية بهالعمر مثل الوردة تطيح مريضة بهبوط في الضغط.. اهي بعد هزيلة يبيلكم تحاسبون على اكلها وشربها.. وينها امها.؟؟
جراح: الوالدة طال عمرج في البيت.. انا الي يبتها..
الدكتورة: وانت اخوها؟؟
جراح: أي نعم..
الدكتورة وهي تقرب راسها لجراح: البنية وايد تعبانة يا وليدي.. حاسب على اختك لا مثل هالحالات تتكرر..
مساعد: طيب دكتورة شنو المطلوب منا؟؟
الدكتورة: حاولو قد ما تقدرون تخلونها تاكل.. وابعدوها عن الضغوطات النفسية.. السفر يمكن يريحها لانه تغييرر.. تعرفون احنا عندنا الصيف من احلى ما يكون.. (تضحك) ريحوها قد ما تقدرون..
جراح: زين اهي بتظل هني وايد؟؟
الدكتورة: ابيها تكون تحت اشرافي لليوم.. بعد كم دقيقة بننقلها الى احد غرف العناية وبتقدرون تدخلون عليها.. عن اذنكم...
جراح: مشكورة دكتورة
الدكتورة وهي تبتسم: ولوو هذا واجبنا...
مساعد: يعطيكم العافية
الدكتورة: الله يعافيك...




يوم راح الدكتور وقف جراح وهو متضايق بسبب حالة اخته.. وعيونه كانت على الباب اللي يؤدي الى فاتن.. مساعد ما هان عليه يشوف جراح بهالحالة.. ما ينلام اخته وتطيح جدام عينه.. اهو يتخيل لو احد من اخوانه يصيبه شي ما راح يصبر عليهم.. وجراح بالخصوص لانهم توهم طالعين من مصيبة قلبه ما يتحمل مصايب اكثر..




مساعد وهو يهدئ جراح: لا تحط في بالك وايد.. البنت تعبانة والحمد لله كاهي بتقوم بالسلامة جراح بصوت كسير: بديت احس بتأنيب الضمير بسبب البعثة اللي احنا جابرينها تسافر لها..
ماصدق مساعد اللي يسمعه : شقاعد تقول؟؟ هذا مستقبلها.. وانت ماسويت شي غلط
جراح: بس اهي ما تبي تطلع بره وتسافر... تبي تقعد هني بالكويت..
مساعد: هني ولا هناك كله واحد.. اصلا الجامعة بتاخذ معظم وقتها وما بتخليها تحس بالوحدة بس انت اهم شي ما تستسلم.. هذا مصير اختك ومستقبلها اللي تتكلم عنه..



جراح اللي هز راسه وهو يحس بصحة كلام مساعد ما منع نفسه انه يتسائل في نفس الوقت عن سبب هالاهتمام من مساعد في سالفة فاتن ودراستها.. ما يدري ليش يحس انه يبي يبعدها عن الديرة باسرع وقت وباي ثمن.. لكن .. اهو عنده حق.. ويمكن جريب بعد يصير له حق على فاتن..






























* *


سماء اللي ما راحت مدرسة اليوم.. كعادتها باول يوم دراسي تفوت عليها اجمل اللحظات بحجة ان ماكو احلى لحظات باول يوم.. الكل مستانس على شقاه والكل فرحان بلا سبب.. اهي اولريدي ما عندها ربع يعني لو راحت بتقعد ويا من؟؟ الطوفة.؟ خلها قاعدة هني احسن لها وللناس ما تبي تنكد عليهم..
سماء عمرها ما كانت شاطرة ولا شاقة السما من العلامات.. بالعكس.. اهي كان كل شي فيها زين الا غبائها الدراسي وتحصيلها العلمي الهابط.. لكن هذا ما هم ام مشعل.. لان اهم شي كان عندها اهو ولدها اللي الله انعم عليه بنعمة الذكاء.. وهذا اللي في مخيلة سماء مخلي مشعل افضل منها .. وبالعكس هذا الشي ما يضايقها احسن.. فكة من ويه امها ومن حنتها ورنتها وتحكمها اللي ما يخلص..
اللي كانت صج صج مشتاقة له سماء اهو ولد خاله فاتن.. من زمان ما شافته.. من اخر مرة يوم كان يراقبها واهو داخل السيارة.. ومن بعدها لا شافت لا ظله ولا خياله.. وين اختفى محد يدري... أيــــه انا شعلي منه.. خله يروح محل ما يروح...
ويات في بالها فكرة خطيرة.. لو تروح بيت بو جراح الحين.. راح تلاقي فتون؟؟ اكيد بتلاقيها فتون ما عندها مدرسة تنتظر السفر اللي بيكون بعد اسبوعين... ويه يا حلاها فتينة بتروح اميركا.. ان شاء الله عاد ما تمل منها مثل ما مليت انا... واتحمست البنت اكثر للفكرة وطارت من غرفتها الى بيت فاتن...
وعند العتبات دقت الجرس ووقفت تنتظر... واللي فتحت الباب ما كانت فاتن .. ام جراح.. الي استقبلتها بابتسامة عذبة وحلوة خلت سماء تشق الويه من الابتسامة




ام جراح: هلا والله بسماء.. شلونج يمه شخبارج
سماء في خاطرها ماتت.. يااااه.. محلى كلمة يمه من حلجها: ابخير خالتي انتي شخبارج؟؟؟
ام جراح وهي ترفع يدينها اللي كانو مشمرين وعليها ازار مطبخ: تعبانة وهلكانه قاعدة انظف المطبخ
دخلت سماء ورا ام جراح واهي تسالها: خالتي ليش ما تييبين لج خدامة واله مو زين تتعبين انتي وايد!!!
ام جراح تكلمها واهي تمشي جدامها: لا يمة الخدامات ما يعرفون يسوون شي سنع مثلنا.. هذا بيتي وصار لي اكثر من 22 سنة وانا انظف فيه واعرف كل فصفوص فيه.. تبين الشغالة اللي توها يايه من بيتهم تعرف له..
سماء واهي تقعد: والله حلاج يا خالتي في ترتيب بيتج بس اذا كان يتعبج لازم اتيبين لج خدامة تساعدج
ام جراح تبتسم: فكرتج حلوة بس ياريت لو احب ... فتون بعد شوي بترد وبتساعدني
سماء وهي تتلفت: ليش اهي مو هني؟
ام جراح: لا خانت حيلي راحت المستشفى ويا جراح تحس بحرارة وتعب..
سماء: اهااا.. خطاها السوء..
ام جراح: خطاج اللاش



وعم الصمت من بعد ذيج السوالف العابرة وسماء عيونها تلمس كل بقعة في البيت وتتفحصه.. البيت يبيله شغل وايد وترتيب اكثر.. ياريت لو تقدر تسوي شي.. ياريت؟؟؟ اهي تقدر مو ما تقدر.. تقدر تنظف الغبار وتقدر تمسح على الطاولات وتنظف ويا خالتها.. اهي بهالشي راح تقتل الملل والانتظار لفاتن وبنفس الوقت تكسب الوقت في انها تتعلم شي زين



سماء واهي تبتسم: خالتي عطيني منظف وفوطة خليني اساعدج
ام جراح باستغراب: لا لالا لا لا يمة وين تساعديني خلج قاعدة هني انا اسوي كل شي
سماء راحت لام جراح: تكفييين خالتي والله صار خاطري اعدل وارتب وياج..
ام جراح تبتسم: فديتج والله بس مو محتاجة لج انتي قعدي هني وونسيني..
سماء: عاااااااااااااااااااااااااااااااد
ام جراح: بس يمة
سماء: عاد عاد عاد عاد عاد
ام جراح: بسسسسسسسس خلاص... هههههههههههههه خذي هالفوطة والمنظف في الدرج الثالث..
سماء بحبووور بالغ: انزين وين انظف قبل؟؟
ام جراح: أي مكان تبين..
سماء: بغسل المواعين
ام جراح حست ان سماء ما تعرف شي من غسيل المواعين ويمونون مواعينها عليها انهم يتكسرون كلهم اليوم: لالالالا حبيبتي.. روحي مسحي الغبار احسن
سماء: اممممممممم اوكييييييه..



وبفرح ونشاط عجيبين فيها بدت سماء الشغلة.. واهي مستمتعة فيها بدرجة كبيرة..يمكن لانها اول مرة تنظف شي او تساهم في جعل الامور افضل.. واهي تنظف اتمنظر في الصور المنتشرة في البيت.. معظمهم ليهال صغار.. طبعا بيت مثل بيت بو جراح يدخلونه ناس وايد ما يحطون صور بناتهم وهم كبار.. اصغار عشان الكل يقدر يطالع.. وفي صورة لفاتن ولجراح ومناير اللي كانت صغيرة تقطع القلب من حلاتها.. وفيها واحد اهي تحس انه اهو ولد خالتهم.. كان واقف وهو حاط صبعينه في ثمه يوسعه بطريقة تبط الجبد.. ضحكت على الصورة ومسحت عنها الغبار..

خالد اللي توه واصل عند البيت وهو لابس النظارة الجديدة وفرحان عليها من قلب لانها من اختياره وفريمها (الاطار) كان حلو ومناسب.. وعلى قولته كشيخ وفله.. دخل داخل البيت وهو يدور على خالته ويناديها..
سماء ما سمعته وهو ينادى الا يوم وصل عند البيت ووقفت في الصالة مكانها مستغربة وتنتظر تشوف اللي ينادي..
ويوم دخل خالد اللي كان لابس دشداش انصدم من اللي شافه
كانت سماء واقفة واهي لابسة مريلة وفي يدها اليمين فوطة واليسار الألة اليدوية اللي تنظف الغبار.. وكان منظرها يضحك.. ويهوس في نفس الوقت..
الا وام جراح اللي سمعت حسه طلعت له في الصالة..



ام جراح: ها يمة وصلت..
خالد وعيونه على سماء باستغراب وبضحك يعمر خفوقه كله: أي خالتي.. تعالي خالتي انتي موظفة فراشة هني؟
انصدمت سماء وكشرت بضروسها .. ما ايووز يعني هذا؟؟
ام جراح : عيب عليك تقول جذي.. يمه سماء لا تواخذين عليه..
سماء ظلت ساكتة لانها ما تحب تتكلم في حضوره.. مرة تكلمت واليوم ما تبي تعيد الشي مرة ثانية..
خالد وهو يقعد على الكرسي وبعينه نظرة الشماتة والضحكة اللي مو قادر يحبسها: ايه تعالي الطاولة هني مغبرة نظفيها..
ام جراح: يمه عيب..
خالد: الا بقول لج انتي جم تاخذين على الساعة لو لج اجرة محددة؟؟
خلاص اهني خلص صبرها سماء وهي تعطي المنظفه لام جراح: خالتي انا بروح البيت بعدين لي صفا الجو بييج
خالد: شكله ما بيصفى.. خالتي تدرين النشرة الجوية شتقول ان جو الكويت وبالتحديد منطقتنا ما راح تنقشع الغيوم.. البيضاء طبعا..
سماء وهي تضرب بريلها على الارض.: مع السلامة خالتي...
ام جراح: يمة سماء تعالي وين رايحة...
داعب الاسم مخيلة خالد.. سماء.. اسمها سماء... شهالاسم الغريب والعجيب... صج انه اسم حلو... اسم على مسمى..
ام جراح وهي متلومة: زين جذي هييت البنت.. والله انك سود الويه
خالد: هههههههههههههههههههههههههههههههه
ام جراح: تضحك.. صج لي قالوو مصائب قوم عند قوم فوائد...



وراحت عنه المطبخ.. وبس اختفت الخالة نقز من مكانه على طول وسرع عشان يلحق .. سماء..

الثانية كانت تمشي واهي معصبة حيل على الموقف اللي صار.. هذا وانا الي حاسبه له حساب الاوادم.. صج لي قالو جليل حيا وذيل الجل....

ما كملت الفكرة في بالها لانها تسمع احد يناديها.. التفتت.. الا اهو.. الجل....

لحق عليها خالد وهو يناديها ويوم وقفت مشى لها بسرعة في وسط الشارع.. ووقف بعيد عنها بخطوات واسعة... وظلت اهي واقفة وعاقدة ذراعينها.. ومن غير ما تتكلم



خالد: انا ما كان قصدي كنت اتغشمر..

ظلت البنت ساكتة

خالد استغرب سكوتها يعرفها ام لسانين: بس اشوف انج عقلتي وتسنعتي.. الحمد لله انا والله معتبرج مثل اختي الصغيرونة من جذي اعافرج واناحسج..
هذا اللي ناقص بعد.. يناكدني اوكية.. معيشني في قهر هم اوكية.. لكن توصل فيه المواصيل انه يخليني اخته الصغيرة.. في بالها كلمة اخته ما كانت راكبة كلش ملش.. وانهد رباط لسانها


سماء: هي.. لو سمحت انا ما عندي الا اخو واحد ومكفيني وساد عيني بعد.. جان انت تبي خوات كاهم بنات الدنيا خاوهم.. انا مالك شغل فيني لا ني اختك ولا انت اخوي.. سامع..
انصدم خالد من كلامها لكن ضحك عليها: ههههههههههههههههه اذا مو اختي شنو ان شاء الله اصلا كلنا من ابو واحد وام وحدة
سماء: يا يا يا أي نوو.. ادم وحوا صح... بس انا متبرية منك وما بيك تكون اخوي اوكية..
خالد اهني برطم..: الظاهر اني عطيتج ويه اكثر من اللازم.. يالله عن اذنج يا ... اختي.. هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه


راح عنها وهو يضحك عليها واهي من قهرها تضرب على الارض بريلها.. الكريه .. السبال الماصخ المايع.. اكررررهه.. ئال ايه ئال اختي.. مالت عليك .. بالخمس..
خالد اللي دخل البيت وهو يضحك.. وام جراح كانت في الصالة تكمل اللي بدته سما وكانت بتخلصه لوما حضور خالد...




ام جراح: شفيك تضحك؟
خالد: ههههههههههههههههاي.. على هالنكتة اللي اسمها... شنو اسمها يا ربي؟ ايه ايه .. سمااااء.. شهالاسم.. انا اول مرة اسمعه.. خوش كاتبة هذي والله اسماء ما دري من وين يايبتها..
ام جراح: استح على ويهك بنت لا تعرفها ولا تدري اهي من تتكلم معاها بهذي الطريقة.. وين السنع خلود؟؟ انا علمتكم جذي تحاجون البنات وترفعون الكلافة
خالد: خالتي هذي مينونة رقلة.. انا اعرفها من فترة.. وما فيها شي بحسبة اختي الصغيرة..
ام جراح: هم بعد.. اهي لها اخوانها اللي مابيرضون عليها اتكلم واحد غريب.. وعيب تكلم البنت مرة ثانية مابي اشوف هالتصرف منك.. سامع..
خالد وهو يقوم ويحب راس خالته: ان شاء يالله يا بعد هالناس كلهم... يالله خالتي عن اذنج..
ام جراح:وين؟
خالد: بروح لفاضل واحنا رايحين مكتب مساعدالدخيلي عشان التوظيف
ام جراح: الله يوفجكم بمشيئته ويا رب فاتحة خير عليكم انتو الاثنين..
خالد وهو ميود على قلبه: آآآآآآآآآآه من هالادعية والله قلبي انا ما يتحمل...
انا احبك واحبك من دون الناس.. يالي ملكت قلبي وخليته جميلٍ حساس..
اعشق اسرارك وافعالك يا كايدهم.. واحب اطريك انت من دون الناس..

ام جراح بابتسام: صح لسانك
خالد: صح بدنج.. يالله خالتي في امان الله
ام جراح: في حفظه ورعايته.



* *


واهم في الانتظار في المستشفى راحت مريم ويا اخوها عشان الفحوصات اللي مسرع ما انتهت تحركت مريم وراحت لوين دار فاتن.. حطوها في احد غرف العلاج وجراح مافارقها مثل الظل.. ومساعد اللي كان حاط سالفة مريم محط انتباهه عشان لا يتشتت تفكيره ويتوتر بسبب فاتن.. كونها تعبانة شي.. وكونها طايحة هني في المستشفى وهو ما يقدر يسوي شي هذا اكبر من احتماله.. يتمنى لنفسه العذاب ولا انه يشوفها معقدة الحاجب تشكي من آآه.. صعب على قلب المحب انه يشوف حبيبه يتألم ويتعب وهو ما يقدر يلبي النداء..

دخلت مريم الغرفة وشافت جراح قاعد عند السرير وهو ماسك يد فاتن ويلعب في صوابعها والثانيا نايمة على جهة اخوها والمغذي في دمها والحجاب مايل شوي عن راسها..
راحت مريم صوبها بخفة وانتبه لها جراح وهي تعدل الشيلة على راس فاتن بطريقة انها ما تصحيها ولا انها تخنقها.. والثاني عيونه على هالملاك اللي مسيطر على كل مشاعره مثل المالك..



انتبهت مريم لعيونه وبحيا ابتسمت له: شخبارها الحين؟
جراح: نايمة واحسن بعد لانها ما نامت من فترة...
مريم وهي بتطلع: بس عيل انا بنتظر بره ولين صحت نادني
جراح وهو يقوم: ما يصير انتي تمي هني وانا بروح بره
مريم: لاا ما يصير..
جراح وهو يسكتها: ما اتحمل فكرة انج بره بين الناس الرايح والراد يشوفج.. تمي هني بين هالستاير اريح لج.. واريح لقلبي...


ماتت مريم من كلامه وتخزبقت وصار ويهها بالوان اشارة المرور.. واااي قلبي بموت انا اليوم.. شكلي انا بترقد يمج فتون بسبب اخوج.. يدري ان كلامه يسوي فيني شغل لكن ما يستحي .. فديت عمره هالجليل حيا...

طلع من عندهم وخلى وراه الشماغ والعقال والطاقية.. ومن اختفى على طول مريم قعدت مكانه وتمت تتلفت تتاكد انه اختفى تماما.. وجان ترفع الشماغ الاحمر وهي تشمه المينونة ومستخفة على الريحة.. هذا عطره مايغيره.. ريحته نفسها نفسها.. شلون اعرف؟ لاني من يوم وعيت على هالدنيا وانا اشم هالريحة منه... أأأأأأه يا قلبي..

فاتن اللي صحت من يوم دخلت مريم لكن ما فتحت عيونها ويوم حست ان الجو فضى لهم فتحت عيونها وشافت مريم المينونة تشم في الشماغ بطريقة شاعرية..




فاتن: الحمد لله والشكر..
انتفضت مريم وهي مفتحة عيونها وطاح الشماغ من يدها ويوم شافت فاتن مفتحه: سود الله... (انتبهت ان فاتن صاحية) فتووووووووون حبيبتي خطاج السوو
فاتن: خطاج اللاش .. (بتعب) الساعه جم ريم؟؟
مريم تناظر ساعتها: الحين 12 ونص..
فاتن فتحت عينها: اووووف.. صار لنا ست ساعات واحنا هني؟
مريم: بعد لازم مو الاميرة الموقرة طايحتلنا بدلعها ودلالها...
رخت فاتن راسها واهي تعبانه : هذي انتي واللي تعرفين اكثر منهم تقولين لي جذي؟
مريم: فتون.. ايه انا احبج واعزج واموت في دباديبج بس.. اللي انتي كنتي تسوينه في نفسج غلط وانا كنت الومج من البداية عدل لو مو عدل..
فاتن: يعني انا مخططة عشان كل هذا.. اني اطيح واتعب.. بالعكس انا لو ما كنت خايفة من هالنتيجة جان ما نزلت المستشفى اليوم الصبح ويا جراح.. جان ظليت في البيت بتعبي
مريم: لكن شوفي النتيجة... طحتي في الباركات وزيغني جراح وموتي اخوي من الهم والغم وهما الاثنين مو عارفين شنو يسوون فيج
فز قلب فاتن يوم يابت مريم طاري اخوها انه مهتم ومنغم لحالتها.. هذا شيبي فيني عشان يحس كل هالاحساسات: واخوج شكوو
مريم بتفكير واهي تحوس شفايفها يمين ويسار: فتون انا اليوم صج كنت متضايقة على حالج لكن هذا عطاني فرصة اني اراقب الوضع زين.. ولاحظت ان اخوي مساعد...
ما كملت واهي تعقد صوابعها ببعض وفاتن اللي كانت تسمعها باهتمام : كملي شفيه اخوج؟؟؟ شلاحظتي عليه
مريم: فتون انتي صح ارفيجتي وحبيبتي وانا وياج امية بالامية .. بس انا اليوم لاحظت ان مساعد اخوي..... يحبج..
فاتن وهي تفتح عيونها: شقلتي؟؟؟
مريم: يحبج..


أكمل والا اخليكم معلقين

أمممممممممممممممممممممممممم

اشوف مدري












































ماهان عليّ قلت أكمل ماتركم معلقين
7

7

7


فاتن وهي تفتح عيونها: شقلتي؟؟؟
مريم: يحبج..
فاتن: وليش تعيدين الحجي؟؟
مريم: انتي اللي سالتيني شقلت وجاوبت عليج
فاتن: انا كنت اظن انج يمكن ينيتي زيادة.. ولا اقول لج.. يمكن عطر شماغ جراح خبلج.. اقول روحي غسلي ويهج بماي بارد احسن..
مريم: ليش عاد كل هذا لاني حسيت ان اخوي يحبج... مافيها شي فتون عادي..
فاتن بصدمة: انتي تبين تجلطيني اليوم؟
مريم:هههههههههههههه قاصرة انتي لا حبيبتي مابي اجلطج ولا شي.. بس هذا اللي انا حسيته وانتي كيفج... بس هاا انا معاج امية بالامية
فاتن وهي تحوس شفايفها بحركة مماثلة لحركة مريم: ايه باين...



وتمت تفكر... فاتن هذي الواحد لازم ما يقول لها شي لانها من تسمع شي خلاص تطيح في دوامة لا بداية لها ولا نهاية من التفكير عن الشي.. اخوها يحبني؟؟ هذا يعرف ايحب؟؟اصلا هذا فيه قلب عشان يحب؟؟ لو فيه قلب جان ما سوى اللي سواه بهذيج الليلة معاي ومع مشعل.. بس .. .اهي لو تذكر معاملة مساعد كانت دايما من افضل ما يكون معاها.. الا من شاف مشعل عند باب بيتهم.. والا اهو كان دايما اوكية معاها ومعاملته مافيها شي... بس اهي اللي بنت حواجز كراهية بينها وبينه من غير أي داعي او سبب.. بلى اكو سبب.. كفاية انه يوقف بينها وبين مصيرها مع مشعل واهو الريال اللي مخطط انه يكون زوجها وشريك حياتها اللي ما تبيها لو كانت معاه... بس ... اهي ليش ما تبيه يكون زوجها؟؟؟ لانه مستبد ومسيطر وانا ماحب السيطرة.. اصلا انا ماحبه عشان افكر فيه بهذي الطريقة وزواجي منه امر مستبعد تماما... اوووووووووه يا ذي الحالة...

كانت عاقدة حواجبها واهي تفكر ومريم اللي كانت مشغولة بالشماغ .. الا والدكتورة تدخل عليهم....



الدكتورة: شلونها الفاتنة الحين؟؟ ان شاء الله احسن...؟؟
فاتن بابتسامة وهي تبعد الافكار او مساعد عنها: ابخير.. احسن عن قبل..
الدكتورة خليني أفحصج اول شي.. بعدين يصير خير....

وتمت الدكتورة تفحص ضغطها ونبضها وهالامور اللازمة... وكانت النتيجة الحمد لله سارة..

الدكتورة: زين.. احسن عن الصبح بوايد... فاتن شوفي حبيبتي.. انتي لو تبين انا اقدر احيلج على دكتور نفساني ممتاز هني عندنا بالمستشفى.. اهو اخصائي واستشاري ولااحسن منه.. تقعدين معاه باجي الوقت ويحاجيج وتكلمينه وتفشين عن خاطرج معاه
مريم بدهشة: اتكلم دكتور نفساني؟؟ ليش انتي ينيتي فاتن؟؟؟
الدكتورة: لا يا حبيبتي الدكتور النفساني مو بس عشان الميانين.. ناس وايد عقال يروحون له ليمن تضيق الدنيا عليهم ويبون احد يفهم في امورهم ويقدر يحلها لهم .. مع ان الحل الاساسي يكون في يدهم
مريم: عيل لا تحطين بالج وما نبي هالدكتور لاني انا احسن دختورة مو فتون؟؟
فاتن بابتسامة: أي نعم.. دكتورة انا عندي احسن من اطباء العالم كلهم باستثنائج الا وهي مريم..
مريم بفرح: فديتج يا نصي الثاني..
الدكتورة: ههههههههههههههه الله يخليكم لبعض ان شاء الله ...
فاتن: زين دكتورة متى اقدر اطلع من هني؟
الدكتورة: بس يخلص المصل روحي بس هاا فاتن ما وصيج.. نامي زين وكلي زين ومارسي رياضة لو تقدرين وريحي اعصابج قد ما تقدرين.. وخلي اتكالج على رب العالمين وبتحسين بهذاك الوقت ان ما كو شي احسن من الاتكال على رب العالمين لانه يحمل همومج وغمج وتوجهج له يثيبج عليه.. اهو منفعة من الصوبين.. ثواب.. وعافية...
فاتن بابتسامة راحة: ونعم بالله ... انا بحاول وان شاء الله اقدر
الدكتورة وهي تمسح على راسها: انا متاكدة انج راح تحاولين.. ويالله عاد.. خلي هالعيون الحلوة يرد لونها ويرد جمالها..
فاتن والعبرة في خاطرها: ان شاء الله..



ابتسمت الدكتورة وطلعت من عندهم...

مريم: باين عليها بنت حلال
فاتن بابتسامة رضا: الله يوفجها ان شاء الله...

وبعد فترة صمت بين الثنتين مريم اللي بدت الكلام وفاتن كانت مسكرة عيونها..

مريم: فتون.. شعن الدراسة؟؟؟
فاتن تنهدت .. شعنها .. ما تدري؟؟
مريم: يعني انتي بتروحين ولا لاء؟؟؟
فاتن وهي تفتح عيونهها.. وفي نفس اللحظة مساعد كان واقف عند الغرفة يتكلم مع الدكتورة...

وعن غير قصد سمعها..




فاتن: الدراسة هذي يا مريم صارت مصيري.. شي الناس حاطة كل آمالها عليه.. وانا بعد .. جزئيا او... يمكن كليا حاطة كل اآمالي على هالدراسة اللي راح ترسم مصيري ويا حياتي...
مريم بابتسامة حزينة: يعني خلاص.. انا وانتي.. راح انتفارق؟؟
فاتن وهي ترفع نفسها وتشد على يد مريم اللي كانت بيدها: ما عاش اللي يقول هالكلام.. انا واتني روح وحدة في جسدين. شلون تبينا نتفارق؟
مريم وهي تمسح دمعة سالت: لا بس... احنا عمرنا ما تفارقنا مرة.. بس مرة يوم انا كنت في العمرة قبل سنتين.. وبس..
فاتن بنبرة معارضه: هاااا؟؟ من قال... اهي بس العمرة اللي انتي رحتيها.. يوم رحتي جدة السنة اللي فاتت.. ولبنان قبل ثلاث سنوات؟؟ والسنة اللي فاتت يوم رحتي بعد البحرين؟
مريم: نعنبووووو غيرج مسويه لي مذكرات...
فاتن: هههههههههههههههههههههههههههههههه امزح معاج... ههههههههههه
مريم : فتونة...
فاتن وهي تضحك: ههههههههههههه هاا...
مريم بخبث: ومساعد؟
اهني توقفت ضحكة فاتن بشكل مضحك خلى مريم تنقع من الضحك: هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه عنبوووووووو زاد غيرك يا خوي كابوس هههههههههههههههههههههههههههههههههه
فاتن: عيب.. لا تقولين جذي على اخوج
مريم بصدمة وهي بعدها تضحك ومساعد الثاني اللي كان يتسمع كلامهم...
مريم: شعندها .. من امتى فتون؟
فاتن وهي تصد مكان ثاني: مهما كان هذا اخوج..
مريم بجدية: صج صج فاتن.. انتي مستعدة انج... تتزوجينه...



بذعر كبير واجهت فاتن هالكلمة وبانتظار وتوتر كبير انتظر مساعد منها الكلمة واخيرا... ياه الغيث...
فاتن: اللي الله كاتبه يا مريم بيصير... والله ما يبي انه يظلم احد بشي.. انا ما بقدم على شي... بخلي كل اتكالي على الله... هذا قدري واهو اللي رسمه..

مريم لا اراديا ارتاحت من كلمة فاتن لانها كانت بعض الشي .. يعني مو وايد شويه.. موافقة على الزواج من مساعد...
مساعد من بعد كلام فاتن كان مثل الواحد اللي ينصب عليه ماي بارد من بعد نار حارقة... مثل المجروح اللي ينحط المرهم على جرحه ويبريه.. وتسند على جدار الغرفة وهو مرتاح نفسيا وهو مسكر عيونه.. ما ابالغ لو اقول ان الدمعة كانت متجمعة في عينه.. وما احلى هالدمعة.. لاول مرة تدمع عيون مساعد بالفرح...

بعد نص ساعة تحركو الناس.. ومريم اللي ظلت ويا فاتن ليمن ردت البيت.. طبعا مساعد اللي ظل واهي بحكمها راكبة معاه ظلت معاهم.. مريم المسكينة فرحت وبس حاولت تخبي هالفرحة بكون فاتن زوجة اخوها.. لان كل اخت ودها لو انها تكون ارفيجتها المفضلة اللي اهي واثقة منها ومن تصرفاتها انها تكون زوجة لاخوها.. بس فاتن اللي انصدمت من نفسها ومن رضوخها لهالشي.. يمكن اكثر سبب انها خلاص ما تبي تعاني اكثر... بس اهي ما وافقت.. اهي قبلت بالواقع من بعد ما رفضته.. والحين اهي في طريج يا انها توافق على الشي.. او انها ترفض..
جراح كان مرتاح لان فاتن كانت مرتاحة نفسيا اكثر وصحيا.. وتوعد على نفسه انه ما يفكها قبل ما تسافر بيخلي عافيتها ترد لها مرة ثانية... وهذا شي تحدي بالنسبة له اهو نفسه... لان ما ظل شي وفاتن تسافر.. اسبوعين او ثلاثة بالكثير واهي باميركا.. ويبيلها تشتري لنفسها اغراض وحاجات .. وفي هالرحلات المتعددة راح يكون وياها خطوة بخطوة..



قبل لا تنزل فاتن: جراح ما بيك تقول لامي شي عن اليوم؟
جراح: بس احنا وايد تاخرنا فاتن واهي اتصلت لي اكثر من مرة؟
فاتن: وانت قلت لها شي؟
جراح: لا لا شقول لها قلت لها انهم ياخذونج فحوصات وهالسوالف..
فاتن: لا زين عيل المستشفيات معروفين بطول فحوصاتهم.. يعني ماكو أي ضرر .. بس مابيها تعرف اني طحت ولا غيروه!!
جراح: لا افا عليج انا قبلج في هالفكرة.. بس ها فاتن.. مابيج تسوين في روحج جذي مرة ثانية.. هالمرة انا وراج.. ان كلتي اكلت ان ما كلتي انا بعد وياج.. ان رقدتي برقد وان ما رقدتي بتلاقيني احلى سهير...
كمل هالجمله وهو يبتسم ابتسامة تينن القلب: ههههههههههههههههه ان شاء الله.. عشانك انت بس انا راح اسويه والا ااااا...
جراح: هاااااااا شقلنا...
فاتن: هههههههههههههههههههههههههههههههه




مريم اللي وصلت البيت ونفس الشي وقفها مساعد عشان لا تقول أي شي لامه ووين ما كانو... ومريم طبعا اللي توافقت افكارها مع اخوها ما قالت أي شي ودخلت البيت وقعدت مع امها اللي كانت معصبة لسبب ماا.. بس ما حاولت انها تضيق عليها وانسحبت لغرفتها بهدوء وظلت هناك قاعدة تفكر في المستقبل...

ااااه يا دنيا.. كانا كبرنا انا وفتون .. وتحتم علينا القدر اننا انتفارق.. اهي تروح الغرب وانا هني بالشرق.. اشهد الشروق واهي تغرب عندها.. مادري ارسل لها حبي مع الشمس... ولا اشتياقي ويا القمر؟؟ اااه.. ما تعود على فراقج يا خويتي الحبيبة.. اله يعيني على فراقج... احبج فتون.. احبج....

وظلت تبجي الصديقة الحزينة على المستقبل اللي بدت بوادره بالحزن على قلبها.. لكن .. هذا الحزن راح يكون الوحيد والا راح تكثر؟؟؟؟ من يدري يا مريم...






























































مر الأسبوع الأول من قرب سفر فاتن وبدء السنة الدراسية الجديدة بسرعة بالنسبة لها ولأهلها.. لأنها كانت أيام سرقت وقتها كله.. يوم في المجمع ولا يوم في هالسوق ولا يوم في شركة المحاماة توقع على أوراق ولا إنها تقعد في جلسة مع نجاة الدلاهمي اللي ما توانت ابدا ولو للحظة انها تفوت جلسة وحدة مع فاتن.. طبعا من بعد تعليمات معينة من مساعد الي توصله أخبار زيارات فاتن اول باول واهو بمكتبه.. ما يسوي شي بس يقعد وهو ينتظر ويناظر الساعة وهي تطوف الوقت اللي يضيع عليه وهو يصمم ويفكر ويفكر ويفكر.. الخطوة الثانية من خطته لازم يتنفذ.. الا وهو انه يتقدم للخطبة ويملج عليها قبل لا تسافر.. اهو يدري ان هالشي صعب لذا راح يخليه لاخر شي.. وقت ما تفظى من التشري ومن إعداد نفسها..

جراح اللي ما فارق اخته في كل المراحل وخطوة بخطوة يمشي معاها هالدرب اللي كان ثقيل عليها لو كانت تأديه لحالها.. اهو اللي ما يخصه شي في هالموضوع ويحس بالتعب فما بالها فاتن اللي كل السالفة تتمحور عليها..

خبروهم ان السفر راح يكون بتاريخ 1\10 .. وما اقرب هالتاريخ.. وما اسرع مرور الايام ببال فاتن.. لكن اللي ريحها ان اخوها راح يكون مسافر وياها باول اسبوع عشان تتعود على البيئة اللي هناك وكان عندها اوراق كثيرة ومتعددة عشان تؤديها.. بس المشكلة اللي كانت تواجهم في الشخص الثالث اللي راح يكون من طرف الشركة.. نجاة ما كانت تقدر تسافر لظروف حملها ولا احد فاضي منهم عشان يرافقهم في هالرحلة.. ما ظل يعني الا واحد.. هيهيهيهيووووو .. مساعد ما غيره.. بس للحين محد كلمه بهالموضوع اللي من يدري يمكن ما يكون موافق عليه..

وقبل لا يردون البيت بهذاك اليوم قعدوا مع مساعد ويا نجاه.. عشان اخر التشطيبات على الاجراءات..


مساعد: كملتو الفحوصات؟
جراح: أي وكلها عند الاخت نجاه..
مساعد: زين و الرخص والفيز والجواز وكل شي؟؟
نجاه: كله زاهب وعند فواز الرجبي وان شاء بعد يومين راح يكونون عندي في المكتب..
وهالمرة السؤال كان موجه لفاتن: كملتي كل احتياجاتج..
فاتن وعيونها مفتوحة بكل بلاهة وبراءة: أي... ما ناقصني شي؟


مساعد كان ذايب بذيج النظرة اللي تحسسه بالذنب.. اهو اللي ما يحس في سوالف الشغل كان يتحسس من نظرة فاتن.. شلون ارمي هالبنت في فكوك الاسود والشياطين في اميركا.. ما بتتحمل اسبوع واحد هناك..


مساعد: بس عيل خلاص.. ما بقى شي كل شي زاهب
نجاه: لحظة بس مساعد.. (وهي تطالع الاوراق.. ) ماكو احد من طرف الشركة بيسافر معاهم.. هذا اللي ناقص بس..
مساعد باستغراب: شنو؟؟ وانتي مو رايحة معاهم؟
نجاه بنظرة واضحة: أي مو رايحة.. انا حامل والسفر مو زين لي.. اول شهوري..
مساعد بابتسامة: مو وقتج يا نجاه... الحين ماكو احد متوافر؟؟
نجاة: ولا احد.. مشاري بيسافر وفهد مو موجود وغسان بعد ... الا اذا... (وبنظرة خبيثة)
جراح اللي عرض الموضوع: ليش ما انت الي تسافر يا مساعد..
الاثنين في نفس الوقت مساعد وفاتن: لا..


وتناظرت العيون في بعض.. الحمد لله اول تشارك بالآراء مع انها مو في محلها.. يعني هذا مو وقت إيكونون متوافقين في شي مو في صالحهم




جراح اللي استغرب هالتوافق سأل: ليش زين؟؟ (وعيونه تتناقل بين الاثنين)
مساعد: لان.. لان انا .. اسمع.. هذي فترة مزحومة علي وقضايا كثيرة انا استلمها..
نجاة: كل شي تحت السيطرة هني ولا تنسى غسان بيرد بعد يومين وبيكون حاضر لك يسوي كل اشغالك.
مساعد: لا ابو زياد بيطلع اجازة وانا لازم اكون متواجد عنده..
نجاة: انا سكرتيرة ابو زياد وكل شي تحت السيطرة عندي ولا ماكو ثقة..
احتار مساعد.. ما ظل احد.. : زين انتي ما تقدرين على كل شي..
ابتسمت نجاة: مساعد... لو سمحت اسكت.. ويالله روح زهب اغراضك بتسافر


تضايقت فاتن من خاطر على هالخبر اللي ابد ما يسر.. الا يبط الجبد بس ما قدرت تتكلم او تقول
شي فنزلت عيونها في حضنها..

مساعد لاحظ ضيقها ويمكن انقهر منه شوي.. لهذي الدرجة يعني..
قهرا لج يا فاتن: اوكية.. على بركة الله.. خلاص يعني كل شي زهب وما ظلت الا الفحوصات ونتايجها نرسلها بالفاكس..
جراح: وباجر ان شاء الله تكون زاهبة
ابتسم مساعد هني ورفع حاجب يكلم فاتن: خلاص عيل ما ظل شي.. يالله الحين اخليكم..

وطلع مساعد عنهم وفاتن اللي كان ودها لو تحط صبعها بعينه اللي تقهرها نظراتها.. صج انه يقهر.. اووووف..



جراح: فتون.. فتوون
واهي تنتبه من السرحان: هلا ..
جراح يبتسم: يالله فتينة خلينا نرد البيت..
فاتن : ان شاء الله..
وقبل لا يطلعون تكلمت نجاة: فاتن ابيج اتيين لي باجر بروحج. ابيج في موضوع هام بيني وبينج
فاتن: ان شاء الله
ابتسمت نجاة لهم: الله معاكم..
جراح: في حفظة وراعيته..


وهم طالعين مرو على مكتب مساعد اللي كان مفتوح وهو مو موجود فيه.. وتحركو الى المصاعد وجراح اللي كان يبين عليه التعب مفتح عيونه بالنص ويمشي.. وفاتن تمشي وراه او بالاحرى ملازقة فيه.. هذا طبعها مع اخوها او ابوها ليمن تمشي تلزق فيهم.. جنهم الا بيطيرون.. حتى ان الناس في المجمعات يوم كانت تمشي وياه يظنونهم مخطوبين او شي من هالقبيل مو اخو واخته...

ويوم وصلو عند اللفت سمعو صوت ضحكه ناعمة لبنت.. وبانت الرؤية.. كانت بنت حلوة لا بل خلابة وأنيقة واقفة مع مساعد عند المصاعد تسولف وتضحك.. والاكثر انه اهو يضحك وياها بعد.. وقفتهم كانت عادية جدا الا انها كانت من الاثر انها تخلي فاتن تبتسم ابتسامة سخرية مع حاجب مرفوع يوم انها مرت صوبهم

غزلان اللي كانت ما تدري من اللي وراها انتبهت للشاب اللي دخل المصعد انه هذاك اللي اهي تشوفه بالصدف.. رفيق رحلة المصعد على قولتها.. ويوم حست انه بيطير من يدها

غزلان: مسكو المصعد لو سمحتو (صدت لمساعد وبنبرة سريعة) يالله مساعد انا اخليك الحين..
مساعد: سلمي على الوالدة وزياد..
غزلان: يبلغ ان شاء الله..

ودخلت المصعد وتبعتها عيون مساعد الى عيون فاتن اللي كانت موجهة صوبه وكاننها تنتظر انتباهه.. وعطته ذيج الابتسامة الخبيثة والحاجب المرفوع اللي خلاه يفج عيونه من الغيض.. وما لحق الا والمصعد مسكر..

غزلان اللي اول ما دخلت كانت عيونها على جراح اللي كان موطيها وماسك زر الباب عشان لا يقفل.. ودخلت ووقفت بينه وبين فاتن.. وهذا اللي قهر فاتن اكثر... غزلان حست ان هذي الفرصة المواتية انها تكلمه.. تبي تسمع صوته .. ما يصير جذي ما تنام الليل من زود ماتفكر فيه..

غزلان بابتسامة دلوعه: الظاهر ان اكثر لقاءاتنا راح تكون في المصعد
جراح اللي استغرب من كلامها معاه.. او يمكن لانه مايتذكرها زين لكن ما عاملها بجلافة: الظاهر...

وسكت.. ما عطاها فرصة انها تطول اكثر.. لكن من على غزلان.. اللي تبيه تلاقيه ..




غزلان: انت تشتغل هني؟؟ ولا موكل؟؟
جراح اللي يطالع فاتن ويطالع البنت ونزل عيونه: لا الشيخة انا موكل هني..
غزلان: اهاااا.. ومن محاميك؟
(شهالبلوة) هذا كان في بال جراح: مساعد الدخيلي
غزلان باعجاب واضح: خووووووش محامي.. احسنهم.. المفضل عند ابوي..
جراح اللي عجبه الوضع وهو يناظر فاتن: ليش ابوج موكل هني؟؟
غزلان: هههههه.. لا.. ابوي صاحب الشركة..
فتح جراح عيونه بطريقة اندهاش حلوة.. خلت قلب غزلان يرفرف من حلاتها.: يا هلا والله
غزلان والحمرة في خدودها... : هلا فيك...


وصلت للاخر عند فاتن من مياعة هالبنت.. صج جليلة حيا.. شنو يصير لها عشان تتكلم وياه جذي..
من شوي مساعد والحين جراح؟؟ لا ما بقى الا خالد..

فاتن: احممم... جراح حياتي.. وصلنا؟؟
جراح: ها...
فاتن بعصبية: وصلنا يالله..
جراح: ان شاء الله..

ومن غير أي كلمة ثانية طلع من المصعد ووراه فاتن اللي كانت متغيظة على الاخر.. صج لي قالو بنات جليلين حياااا.. ويلي عليج يا مريم.. لكن هين يا جراحو

غزلان طلعت من المصعد واهي واقفة بحيرة.. من هذي البنت.. ما لاحظتها.. ما ظنتها ويا جراح.. اهو دايما ايي هني لحاله.. من وين هالبنت؟؟ لا يكون بس.. وفجت ثمها وغطته بيده: لا يكو ن بس خطيبته... ولا حبيبته؟؟؟ يا ويل قلبي.. بموت... شهالحظ يا غزلان...

وطلعت البنت مسرعة وراهم عشان لا يمشون .. وعند بوابة الشركة شافت سيارته اليوكن تتحرك بالطريج نفسه اللي كان يتحرك فيه.. بس الشي الزين اهي تدل بيته.. وتعرف وين ايصير .. مو اهو ولد جيران بيت خالتها... خلاص عيل مافي السالفة أي حسافة..

فاتن بغيض تهز ريلها في السيارة وجراح اللي حاس لها ساكت ومتحسف على هالجم كلمة اللي قالها للبنت.. الحين اكيد فتون بتوصل كل شي لمريم.. والثانية بعد انا ماقدر عليها.. بتحرقني بنظراتها سنة كاملة.. أي سنة ان ما كان العمر كله.. زين انا مالي ذنب.. مو ذنبي اني حلو وجميل واجذب البنات.. ويييييييه خل جمالك ينفعك الحين.. يوم الي بتشوهك فيه مريم.. وبدى اول خطوة في جس النبض... نبض فاتن طبعا..

جراح: فتون علامج؟؟؟
انفجرت فاتن: علامي.. ؟؟ علامي؟؟ لا يا اخوي ما علامي شي.. الي علامي اني توني عارفة ان اخوي جليل حيا وما يستحي.. لكن الشره مو عليه الشره على هالمزهرية المتحركة اللي من الف لون ولون متمايعة عليك وانت ابد ما صدقت خبر.. بالاول مساعد والحين انت.. يالله كملت السالفة.. ويلي عليج يا مريم.. صج لي قالو اللي ما يعرف للصقر يشويه..


بل بل بل بل بل ... قال لها كلمتين.. وماصارو كلمتين.. ردت عليه بسيل من الكلام الفاضي اللي ماله معنى.. يعني هالكثر اهي معصبة..



جراح بنبرة هادئة: زين أنا شذنبي؟؟ انا مالي شغل.. لا تحطيني وياهم
فاتن: انت اوص.. اوص ولا كلمة.. مابي اسمع حسك.. والله لو اني ماحبك ولا اعزك ولا احترمك.. جان سويت لك العن من جذي.. وخبرت مريم عشان اهي اللي تتصرف معاك.. لكن... ماقول الا ... مالت علي...
جراح: بتقولين لمريم شبتقولين لها؟؟؟ اني كلمت بنت في المصعد؟؟
فاتن مو مصدقة: يعني هذي قليلة
جراح يبتسم على سذاجة اخته: فاتن عادي اكلم البنت مافيها شي انا لا تحرشت فيها ولا تجاسرت عليها كل اللي سويته اني كلمتها وبس.. ترى انتي ابد ما تصلحين لاميركا
فاتن: اميركا غير والكويت غير.. التخالط حرام.. لكن اقول لمن..
جراح: ليش عاد انا شسويت.. ياما حاجيت بنات في الجامعة والمعهد
فاتن: ومستانس على هالشي.. عموما مو انا اللي اصحي ضميرك.. انت حر في نفسك والله يهديك..
جراح: ههههههههههههههه والله حالة اللي يسمعج مقطع هدوم البنت.. عيب عليج والله حاطتني في منصة الاتهام وتغززين عيني بصبعج تتهميني.. انا اخوج حياتج على قولتج.. تقولين لي جذي فتون؟؟ هزلت والله..
فاتن: أي أي هذا انت شاطر بهالحجي.. انا ما عندي كلام معاك.. واسكت عني طول الدرب..
جراح وهو يبتسم بخبث لفاتن: ازين انتي ليش معصبة صج صج؟؟ لاني انا كلمتها ولا.... (يطالعها) لانها كلمت مساعد قبلي وبعدين انا؟؟


بكل عنف صدت له.. تناظره من غير تصديق.. اهو متأكد من اللي قاله.. عيونه كانت تبين انه متأكد.. والجدية ملمح من ملامحه.. وما قدرت ترد عليه لانها ما تقدر تسيطر على نفسها.. شقصده بهالكلام انها تغار على مساعد؟؟؟ تغار عليه؟؟ هذا لو يختفي من هالدنيا انا اقلبها كرنفال احتفال دائم لا ينتهي.. يبيني الحين على اخر عمري اغار عليه.. من زينه ومن حلاه؟؟ والا من حبي له.. والله انا مادري اضحك ولا ابجي بسبب اخوي..

وفضلت فاتن السكوت طول الدرب وما كانت تدري ان سكوتها كان علامة الرضا عند اخوها اللي ابتسم لهالشي.. خلاص عيل.. الخطوة الثانية من وصايا ابوه جريب يتنفذ.. ان ما كان هالسنة راح يكون السنة الياية..

ويوم وصلو البيت فاتن طلعت قبله وبسرعة مثل الريح دخلت البيت واهي معصبة.. توها بتركب الدري لغرفتها وتذكرت امها اللي تنتظرهم يمكن من الصبح.. فمرت عليها المطبخ




فاتن تطل من الباب: السلام عليكم..
وانتبهت لسماء اللي قاعدة وهي تقطع سلطة..وردت ام جراح السلام: وعليكم السلام.. ها يمة وصلتو؟؟ وينه اخوج؟
فاتن وهي تدخل وتقعد يم سماء بالضبط اللي واجتهتا بابتسامة حلوة: كاهو بره..
سماء: يالله عيل انا اخليكم
فاتن اللي ما صدقت تشوف سماء هني: لا.. خلج وين رايحة؟؟
سماء حست ان فاتن تبيها في سالفة: لا بس قلت يعني تاخذون راحتج
ام جراح اللي ابد ما تحب هالحجي: تمي وانتي معزومة على الغدى اليوم..
سماء بدهشة وفرحة: والله؟
ام جراح: أي والله... (تكلم فاتن) يا حلوها هالبنت.. هههههههههههههههههههههه


ابتسمت فاتن لامها موافقة على كلامها.. صج.. ياحلوها سماْء.. ويا حلو نسبها من.. مشعل..
وبس اختفت الام صدت فاتن لسماء بلهفة تبي تسالها الا الثانية تجاوبها




سماء: ادري ادري.. بتسأليني عنه.. لكن.. ماكو خبر عنه..
فاتن بضيج: للحين في الشاليه..؟
سماء: أي..
فاتن: ما يروح الجامعة؟؟
سماء: بلى ايروح هذا دحانه ما يهد الكتب.. بس ما ايي البيت..
فاتن وهي توسد راسها على الطاولة: اووووووف ليش جذي..
سماء: يالله عاد فتون متى بتقولي لي اللي صار امبينكم هذاك اليوم ورد وويهه مثل الشبح
فاتن: شقول لج بس يا سماء.. لو بيدي جان قلتلج من زمان بس... ماقدر..
سماء: على راحتج. بس طلبتج
فاتن : شنو؟؟
سماء تمد القرنبيط جدام فاتن: قصصي هذا والله انه تعبني..


فاتن ابتسمت واستلمت المهمة بكل حب وتمت توريها شلون يقطعونه.. وانتبهت لشي سماء
قاعدة في البيت والساعة توها 12؟؟؟


فاتن بغضب: بعد اليوم ما رحتي المدرسة؟؟
سماء: هاا....(بصوت واطي) وليه.. وين طحت انا اليوم.. لا فتون اليوم اجازة من المدرسة..
فاتن: لا والله.. اليوم السبت من الاسبوع االثاني للمدرسة.. هذاك الاسبوع ثلاث ايام مداومة بس.. وهالاسبوع بديتيه باجازة.. ما تقوليلي انتي تغيبين بامر منو؟
سماء بمرح: بامر كيفي ههههههههههههههههههههه
فاتن وهي معصبة زود بسبب استهتار سماء: انتي على هالحال ما بتسوين زين ونسبتج بتكون مثل ويهج؟
سماء: تدرين.. صبح وليل ادعي بهالشي.. زين فتووون قوليلي شلون تقطعينه جذي..


هزت فاتن راسها واهي متعجبة من حال هالبنت اللي كارهة الدراسة.. اهي مو كارهتها اهي كل شي تسويه بالعناد.. تبي تقهر امها وتعصبها لانها مو ماعطتها الاهتمام الكافي .. مسكينة يا سماء.. ضحية المجتمع الراقي انتي.. بس مشعل شلون مخليج جذي ما يهتم فيج كفاية؟؟؟

* *


طاف الوقت بسرعة وكاهم اخوانها وصلو البيت.. والغدى زاهب وكل شي تمام ما بقى الا ينجبونه.. وسماء كانت معاهم طبعا.. ومستمتعة بالجو العائلي الصخب بينهم.. عبد العزيز ومناير وارفيجتها سماهر واختها الصغيرة بشاير كلهم عندهم.. وفاتن وجراح.. والقعدة ولا احلى ..

الا بهذيج اللحظة اللي اندق فيها الباب.. وراحت فاتن تفتحه وردت داخل المطبخ ووراها خالد.. اهني سماء ما استحملت فكرة انها تكون متواجدة معاه في نفس الوقت..

اما خالد اللي كان شكله عادي ومتململ وكأنه متضايق. ويوم شافها طار هالضيج كله والملل.. وبدت ملامح الاستمتاع تعلو ويهه وتكسيه.. واخيرا اكو برنامج يشغل نفسه فيه عن التحسف على فاتن..

ام جراح: يالله كاهو خالد وصل زهبو السفرة ليمن انجب لكم...

وعلى الغدى سماء قعدت بين فاتن وعبد العزيز وجراح وخالد كانو مجابلينها تحت ام جراح.. اول مرة تاكل على الارض ولكن كانت االقعدة وايد حلوة.. الاكل متنوع وتقليدي واطباق متنوعة لكل واحد.. وشافت ان عادات الاكل بيناتهم متشابهة تقريبا.. كلهم كانو ساكتين باستثناء ثلاثة.. مناير وسماهر وعبد العزيز.. دومهم يتنقرشون في بعض ويتناجرون على اقل الاشياء وام جراح تسكت فيهم وحتى جراح.. كان لاباس فيه.. عادي ويتصرف تقريبا مثل مشعل الا ويا فاتن.. كان مزيد حنيته حبتين.. مثلا يجدم لها الاكل ولا انه يصب لها عصير ولا يوصل لها السلطة.. يعني حركات اخو يعز اخته.. وانا المسكينة حتى اخو يعزني ما عندي.. يوم صار.. اختفى وراح .. الله يعينني..
اما خالد فكانت عيونه على فاتن اكثر من سماء على عكس ما كان يتوقع.. ونظرات اللوم في عيونه مو قادر يخبيها.. يحس انه يتقطع من داخله وهو يعرف بانها خلاص راح تروح عنهم وتبتعد.. يحس ان البيت خالي حتى بوجودها.. اااه يا الدنيا .. ليتنا ما نتفارق يا فاتن ونظل هذيلا العيال اللي ما يخفون ولا يركدون..

وانتبه الى سماء اللي كانت تاكل بيدها اليسار.. اهي تستعمل يدها اليسار وباين ان حتى في الاكل تاكل باليسار... وهذي نقطة يقدر يتحرش بها فيها..

خالد: كلي بيدج اليمين

التفتت سماء وفاتن بننفس الوقت.. ولاحظت فاتن ان سماء كانت تاكل بيدها اليسار..

سماء بارتباك: .. ما عرف
خالد: ما تعرفين؟؟ تعلمي.. اكو شي اسمه تعلم بالتعود.. شوفي (يمسك الخاشوقة بيده) وغرفي من العيش.. (ويحط اللقمة في حلجة ويتكلم وحلجه متروس اكل) جذي..
سماء بقرف : صك حلجك عاد..


جراح وفاتن ضحكو في داخلهم بسبب غشمره سماء على خالد اللي انصدم
من كلمتها ومن قرفها منه اكثر شي.. ايا ال...

خالد: كلي كلي وانتي ساكتة..

وكلت بيدها اليسار مرة ثانية.. ولاحظت انه عصب.. ورفعت اليسار ومدت اليمين..
ورفعتها واهي تاكل بطريقة تضحك الواحد والكل كان خاطره لو ينفجر من الضحك
لكن احترموا موقف البنت انها ما كلت باليمين غير هالمرة..



* *



في اليوم الثاني خبر مساعد أهل بيتهم بسفرته الى اميركا مع جراح وفاتن.. ومريم الي من سمعت خبر السفر تنقعت بدارها لا تطلع ولا تخلي احد يدخل ولا تاكل ولا تشرب الا القليل.. ميتة من البجي ومن الحزن.. ومن بمكانتها ما يبيجي وهو يشوف اعز حبايبها واقرب الناس لها ارفيجتها الغالية تسافر... (ايا على ارفيجتي اللي بالكويت... احبج ف..)

من لها من بعد فاتن؟ من راح ترافج ومن راح تماشي ولا من راح تقول له كل اللي بخاطرها وكل اللي يجيش بصدرها ولمن راح تبث مشاعر حبها وغرامها الى جراح؟ مالها الا الصمت القاتل اللي راح يخلص عليها.. مالها الا انها تكتم احزانها وافراحها الى يوم ترد فاتن.. هذا احسن حل.. لانها مستحيل اتييب احد مكان فاتن في قلبها واسرارها دفينة وعميقة ما تنقال لاحد غير فاتن.. ااااه عليج يا ارفيجتي العزيزة..

ام مساعد طبعا سوت حفلة لكن محد اعتبر لها وسكتو عنها وخلوها تقول اللي بخاطرها فيه.. طبعا لتعليمات مساعد .. لؤي ما صدق هالخبر .. شلون جراح يسافر وهو ما يدري؟؟ وين العشرة ووين الاخوة.. طبعا الاخوة في باله ما طلعت الا يوم سافر جراح عشان يسافر معاه.. لكن هذا كله كان غشمرة.. راح يفتقد جراح االلي بيسافر لمدة اسبوع واحد وبيرد من بعده..

على مساعد الوقت كان ضيج ولازم يتحرك باسرع من جذي.. لازم الليلة يشيل ابوه واخوه ويروح ويتقدم لفاتن.. ما عنده أي استعداد انه يتاخر اكثر.. عشان مرة وحدة ياخذ اجازته السنوية ويظل مع فاتن هناك لمدة بسيطة لمن تتعود على الجو ومن بعدها يرد الكويت .. قلبه مو طايعة على هالشي ... لكن هذا هو الحال.. وفاتن محتاجة الى العزلة عشان تتأقلم على الوضع لنفسها.. وتعمل الاشياء لنفسها .. ما تعتمد على احد وتقوي نفسها بنفسها.. ثقته كانت كبيرة فيها وبقدرتها..


بالليل في ديوانية بيتهم وزوج اخته فيصل كان متواجد بعد.. حس مساعد ان هذا الوقت المناسب في انه ييتكلم بالموضوع مع أبوه



مساعد: يبا...
بو مساعد: سم يا وليدي؟
مساعد: سم الله عدوك .. يبا انا خلاص.. قررت اني اكمل نص ديني وا.. اخطب..
بو مساعد بابتسامة: والله خوش خبر يا وليدي.. انا ما عندي مانع ولا أي اعتراض.. بس امك قلت لها انت؟؟
مساعد: يبا انا ما ابي امي اللي تختار لي .. انا اخترت وخلاص
بو مساعد اللي كان يثق في ولده بعمى: خلاص عيل يا وليدي دامك اخترت.. ماله داعي زود الكلام..
مساعد بابتسامة: انت اصبر شوي خلني اقول لك من اهي بالاول
بو مساعد: يا وليدي انت ريال كبير وفاهم وعاجل وعارف لمصلحتك..
مساعد باستسلام: خلاص عيل.. توكلنا على الله
لؤي: لحظه لحظه انا قول لي من اهي العروس!!
فيصل يضحك بخفة ومساعد يرد باستغراب: وانت شكو؟؟ ابوي الحين اللي اهو ابوي ما يبي يعرف انت شكو؟
لؤي بتعجب: افا يا مساعد انا اخوك الصغير الحباب.. قول لي عشان اعرف من اهي مرتك اللي بتطبخ لي ولا بتغسل لي هدومي
مساعد: يبا رد عليه انا مافيني على خباله
بو مساعد يتكلم وفيصل ميت من الضحك بس بهدوء: انت ما تقول لي حرمة اخوك خدامة لك تغسل هدومك لا وتطبخ لك
لؤي: طالع هذا مو اهي بتيي مكان نورو.. خلاص..
فيصل: ليش نورة كانت تطبخ لك؟
لؤي: هذي مافيها خير مرتك.. (يبتسم بفرح) الله يخلي ام لؤي.. بتسوي كل شي.. مو مساعد؟
مساعد: بعد سميتها على اسمك.. الحمد لله والشكر يا الله اني لا اشكي اليك وانما اطلب منك القضاء..
لؤي: القضاء علي؟؟ مو مشكلة.. حلو وبارد منك..


بعد ما راح فيصل لبيتهم دخل مساعد واخوه وابوه الى البيت.. والحمد لله كانو في الصالة قاعدين ينتظرونهم.. امه طبعا ما تحط عينها بعينه يازعم معصبة وزعلانه.. ومساعد اختار قربها عشان يغثها وينغز عليها.. واهي ابد مو ماعطته ويه..



مساعد: يمه حرام عليج والله بسج تعبتي قلبي ..
لؤي الي قاعد عند ريل امه: روح انت هذي امي انت لك حرمتك خلاص
مساعد: جب..
نورة نطت: حرمته؟؟؟ أي حرمة؟؟؟
لوي بفرح: أي افرحي يا نورة يببي.. لولولشي.. اخوج بيتزوج..
نورة بفرح كبير: قووووووووول والله؟؟؟
مساعد: انت ياخي خلني اقول سالفتي بروحي
لؤي: ماقدرت احبس نفسي.. (بنبرة نسائية) دنه حطير من الفرحة والا ايه يا ماما..
ام مساعد بعصبيه: لؤيوووووو..
لؤي: يا فديت هاللؤوووووويه منج..
نورة بفرح: ومن هي العروس..
مساعد تلفت.. شاف ان مريم مو موجودة.. وينها؟؟؟: وينها مريم؟
نورة: كانت هني قبل شوي وراحت.. ما قعدت حتى معانا..
ام مساعد بتعالي: قلبها معورها على بنت الياسي.. بتروح وبتخليها.. الشره مو عليها على اخوها اللي ما تحرك عليها قد ما تحرك على بنات الناس.. ما قول الا ...

مساعد اللي تحسس من كلمة امه لكن مو اهو اللي يزعل ويبرطم منها.. هذي امه اللي خابزها وعاينها.. تقول لكنها ما تقصد...

مساعد: نورة روحي نادي عليها ماقدر اتكلم بلياها..
نورة: شهالحب.. انا بعد حبني جذي
مساعد: ياالله قومي.,,, والا تدرين.. محد بييبها غيري..


وراح مساعد عنهم وهو يمشي.. وصل لدار مريم اللي كانت قافلة الباب...
طق على الباب بخفة

مساعد: مريم... مريم.. .ريمم.. وينج؟

مريم تطلع من الحمام وهي تنشف شعرها وطبعا ما سمعت أي شي من هدو ء طق اخوها..

وتقوت ضربته على الباب: مريم... مريم وينج؟؟



انتفضت مريم وراحت تفج الباب بسرعة: خير مساعد... فيك شي؟
مساعد: الخير بويهج بس علامج صاكة الباب؟؟ فيج شي؟؟
مريم: لا مافيني شي..
مساعد ياشر على عينها بيده: شفيها عينج؟؟؟ متورمة جنج تبجين؟
مريم بحزن: لا بس متضايقه شوي..
بابتسامة تريح القلب: تبجين على فاتن؟
مريم سكتت ولمعت عيونها بالدموع من جديد ولاا سالت بعد: تتشمت فيني؟؟
مساعد بطل الباب ولم اخته بكل حنان: افا عليج مو انا مساعد اللي يموت فيج يتشمت.. بس انتي يا حياتي لا تسوين في روحج جذي .. انا اقوى الموت ولا اقوى دمعج


مريم استعجبت من كلام اخوها لكن الوضعية كانت مريحة وظلت بحضنه تبجي بهدوء ولكن براحة..
مساعد يبعدها شوي: يالله الحين.. شرايج تنزلين تحت و تسمعين الخبر اللي بيزفه اخوج..
مريم: مابي.. امي بتقعد تتنقرش فيني وانا مالي خلق..
مساعد: عيب مريم..
مريم بحيا: اسفة بس.. مو وقتها هذا..
مساعد يبتسم: زين ما تبين تفرحين لي يعني؟
مريم ترتد لورى: ادري الخبر اللي بتزفه.. ما يحتاج اكون موجودة عشان اسمعه
مساعد: وادري انج رافضة وموقفج من موقف ارفيجتج بس بعد.. انا ما لومج..
مريم اندهشت من خاطر لكن هذي كانت الفرصة انها تعرف: عيل ليش ؟
مساعد يهز راسه ويبتسم: انتي بعدج صغيرة.. لو كبرتي وتوسع تفكيرج اكثر.. بتعرفين.. مع اني تمنيتج انج تكونين اكبر من جذي بس. ما هو عليج انتي ملامي..
مريم بمرح بسيط: هذي صارت اغنيه
مساعد: ههههههههههههههههههههه.. يالله.. تنزلين ولا بتخليني انزل لحالي..
مريم: ما عاش.. دقايق بس الم شعري..

خذت البروش ولمت شعرها به.. ونزلت مع مساعد .. وقعدوو في الصالة..

وتكلم مساعد: الحين يا نورة انا اقدر اقول لج من اهي العروس..
نورة: من؟
مساعد: فاتن بنت عبد الله الياسي
نورة من الفرحة وقفت وصفقت بيدها: صجججججججج.؟. ماصدق.. ماصدق.. كلولولولولولولش
لؤي: ايه انتي جنج مصريه سكتي
ام مساعد بعصبية.. وجنها تطيح فيه كل الي فيها: لؤي يا جليل الحيا..
لؤي بحيا: يمة انا اسف.. مو قصدي..
مساعد: يمة انتي ليش معصبة.. (وبدلال حلو وجذاب) يمة انا ماستاهل منج انج تفرحين لي.. يمة انا مساعد مو لؤي الخقة ولا نورو الدلعة لا ريمو القرقة..

الثلاثه فجو حلوجهم مو مصدقين اللي يشوفونه ويسمعونه.. هذا مساعد ولا احد ثاني؟؟ لا ويسبهم؟؟

ام مساعد: انت اكيد غير.. انت ريحة الغالي ابوك .. لكن انت قاهرني بهالاختيار يا ولدي
بو مساعد: يا سارة بدل ما تعصبين على ولدج لازم توقفين له وتشدين ظهره.. بنت الياسي ماكو اعدل منها.. تراج انتي اللي مربيتها وفاهمة لها وعارفتها مثلها مثل بناتج.. اليوم ياج الوقت وقلتي البنت مو خوش اختيار
ام مساعد بنبرة وقورة.. لان زوجها الي يتكلم مو احد ثاني: يابو مساعد البنت ما عليها خلاف لكن ليش البعيد والقريب اولى..


مساعد تسند وهو يسحب نفس بقهر.. وبو مساعد ماقصر في امهم يوم سمع اللي قالته
بو مساعد باشمئزاز: منو القريب.؟؟ بنت اختج منى؟؟؟ هذي اولى؟؟ اولى بشو؟؟ اهي لا تبي ولدج ولا هم يحزنون.. تذكرين قبل يوم قلتي لهم بسبيل المزحة وشسو لج.. الا احنا مو من قد المقام والا احنا ما نستاهل بنتهم.. شوفي بنتهم اللي كانو حاطينها ماسة العرش شسوت فيهم.. يايين اليوم يبيعونها علينا واحنا اللي ما نبيها.. ليش ولدنا ان شاء الله ناقص ولا فيه عوق.. كامل والكامل الله وريال لا يعلى عليه.. واذا انتي موافقة تراني انا مو موافق..
مساعد بصوت واطي: عاش ابوي..
ابو مساعد: اسكت انت.. بنت اختج ماقول عنها الشين لكن ماهي عاجل.. لو عاجل جان ما تطلقت من خيرة الرياييل ولا مرتين بعد.. سارة.. صلي على نبيج واستغفري ربج.. وباجر لبسي عباتج وشيلي بناتج وروحي خطبي لولدج احسن البنات.. والله ويات خلف عالية .. صج ان ربك يمهل وما يهمل..

اهني تغرقت عيون مساعد بالدمع .. مجرد يسمع اسم عالية من احد خلاص تتهدم كل اركان الهدوء في قلبه... يا ترى راح تقدر فاتن انها تكون مثل عالية في قلبه او اكثر؟؟ يا ترى راح تقدر تهز عرش عالية في قلبي وتستحله وتخليه لها اهي ما احد غيرها؟؟ ماظن..


ام مساعد: لا تعور قلبك يا بو مساعد البنت خلاص انخطبت..
نورة هي تحوس بثمها بصوت واطي: أي مينون خطبها (صدت عليها ام مساعد بنظرة تحرق الواحد).. اقصد من الي تقدم لها.. .؟؟ صاحب الشأن والشرف..
ام مساعد: لا تتطنزين.. الله ما يطق بعصا.. خطبها ولد عمها مشاري..
لؤي: الحمد لله .. نورة سمعتي النكتة اللي تقول.. مينون تزوج مينونة يابو عشرة ميانين
نورة ومريم: هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه


وعلى الضحك انجرت ام مساعد بعد على الضحك وياهم.. وضحكتها هذي كانت الاشارة انها رضخت لفكرة ان ولدها يبي يتزوج البنت اللي اهي الوحيدة تحس انها ما تناسبه.. بس ما كانت فرحتها بالشكل المتوقع.. كانت تحن على زواج مساعد اكثر من أي احد في هالبيت.. وردت فعلها كانت طبيعية جدا .. وعادية جدا... محد يدري.. شنو راح تكون مشاعرها مع الايام.. تجاه مسألة فاتن وزواجها من ولدها الحبيب..؟؟


* *


اليوم الثلاثاء.. اليوم الرابع على تواجد مشعل في الشاليه.. الجامعة بدت واهو مواظب لكن من غير أي حس.. ما يدري بالي وراه ولا اللي جدامه.. الهم والحزن كاسح كل شي فيه ومحطم نفسيته اللي طول عمره كانت مهشمة.. اخر موقف صار مع فاتن تركه محطم.. والشخص اللي حقره جدامها خلاه يحس بمدى صغر حجمه وتفاهه مشاعره تجاه فاتن مع العلم انها كبيرة وعظيمة.. شلون قدر يحطمني بكلمات.. يمكن ما تجاوزت العشر من العدد..واثرها كان بليغ؟؟ من اهو؟؟ وشنو علاقته بفاتن واهلها..كان موقفه حازم كانه.. كانه؟؟؟ مادري مادري يا ربي.. بس خايف من هالشخص اللي مادري من وين طلع لي..

وانت لي متى بتم خايف يا مشعل؟؟ لي متى بتم جبان جذي وموقفك ضعيف تبي كل شي يكون جاهز ومرتب ومصفوف والكل ينتظرك وانت تتحرك ببطء.. البنت ما بتوقف لك.. ولا بتنطرك لو انت حبيت الانتظار.. بتطير من يدك وانت بتم قاعد تناظرها شلون تطير..
شلون يا ربي ..؟؟؟ ابي حل.. انا ادري اني مو قد مسؤولية ولا زواج ولا ارتباط.. وحتى هلي.. امي بالاخص !! اللي راح توقف في ويهي مثل الجدار المنيع.. وتمنع زواجي من فاتن لو كان هذا اخر شي تسويه في حياتها..

وقف عند البحر وهو يتنسم والهوا ما يدخل حتى لاقرب نقطة... و حس بالوحدة الكبيرة.. اهو يا هني لغرض انه يقدر يفكر بهدوء ويبتعد عن الذنب وتأنيب الضمير .. لكن.. اهو هني بعيد ما يدري شقاعد يصير هناك.. انقطعت اخبارهم كلهم.. جراح اكثر من مرة اتصل فيه وهو من زود ما احساسه بالذنب ما رد عليه.. وسماء اللي في اليوم فوق العشر مرات تتصل ما يرد الا عليها مرتين.. وما يطول بعد..

الظاهر ان الوقت صار انه يرد البيت.. مو اليوم.. باجر ان شاء الله.. تهدى نفسيته ويصير الشي منسي مع ان الشي مستحيل نسيانه.. محفور في تعرجات الشارع اللي بين بيتهم وبيته.. في ويه فاتن وفي ويه هذاك الريال.. تتمسك فيه قضبان بوابه بيت فاتن الصدئة.. والاهم.. نسمة الهوا اللي حملته من مكان لمكان..

الله يعين قلبك يا مشعل.. يا ترى ردتك هذي خير لك ولا ... شر.. !؟!؟!؟!؟!


* *


مساعد اللي ما قدر انه يقعد اكثر من غير ما يتكلم مع جراح عن هالموضوع.. اهو مر عليه قبل يومين في المكتب لكن ما حب انه يفاتحه لان فاتن كانت معاه بعد بس في مكتب نجاة.. وما حب انه يزف لها الخبر في نفس الوقت.. اهي يبيها تكون اخر من يعرف عشان الناس اللي حولها يعدونها للوضع بطريقة صحيحة.. ونورة ومريم ما راح يقصرون ابد..

في قلبه كان خايف ان فاتن تمرض ولا يصيبها شي.. اهي ما راح ترفض.. يعرف هالشي اكثر من غيره.. لانها ولو كانت في سن غبي ولها غلطاتها اهي تعرف الصح والغلط وتفهم لهم بنفس ما يفهم الكبير.. وتعرف ان الانتظار على حب.. او نزوة هذاك السخيف مضيعة للوقت واهدار لكرامتها وعزة نفسها.. بس الخوف انها تمرض وتتعب نفسيتها لان مهما كان يبقى الموضوع مستحل اكبر مساحة من اهتماماتها.. ويمكن يكون مركزها ان ما كان يبالغ.. بس.. اهي لازم ترضخ لواقع انها لي.. مو له.. لي انا وبس..

وكاهو عند باب بيتهم .. توه واصل.. يبي يتكلم في الموضوع مع جراح ومع ام جراح بنفس الوقت.. صحيح ان الوضع مو تقليدي.. بالعادة ام الريال اهي اللي تيي لام البنت تكلمها في الموضوع.. بس.. اهو يبي اول شي يضمن فاتن عشان يخلي هله يتقدمون رسميا.. مو سالفة تحدي للتقاليد بس.. حفظ لكرامة هله واهل فاتن..

وكاهو جراح يتقدم ناحيته بابتسامة مريحة على طول خلت شفاة مساعد ترسم ابتسامة بالمثل..

جراح: يا حيا الله من يانا.. حياك مساعد ليش واقف عند الباب..
مساعد: الله يحيك...

وسرع جراح يولع الديوانية ومساعد وراه.. كان لابس دشداشه بيضا ورافع الاكمام وشعره الناعم اطول عن طوله العادي.. بس اهو كان في حاله بعيدة جدا عن الاهتمام في مظهره.. بس الي كان من صج مستهم منه اهو الشيب الابيض الخفيف اللي غزى مقدمة راسه.. بس.. يالله الشيب وقار ماهو عار..


جراح: ولو اني زعلان عليك ليش انت ماخبرتني قبل اكثر عشان ازهب لك الدار..
مساعد: انا بالعمد ييتك من غير موعد عشان اني ماحب الترتيبات ولا القدوع .. لان الموضوع اللي انا يايك بخصوصه اهم من هالترتيبات والعادات.. ولانه ما يتحمل اني اقدع ومن بعدها اتكلم..
جراح: لا عادي حياك الله باي وقت عزيز وغالي..
مساعد بابتسامة ولكن يدينه كانو يرتجفون: الله يخليك.. الا.. ما خبرت الوالدة بجيتي؟
جراح: لا بلى خبرتها.. الحين اهي في جية..


وبالفعل, اندق الباب االمفتوح على الزراعة اللي في البيت.. وكانت اهي ام جراح اللي استقبلها ولدها بابتسامة عريضة.. واهي كانت تبتسم لكن مو بمثل ابتسامة جراح.. لانها تركت البيت وفاتن واقفة بنص الصالة ونظرات الخوف والرعب تكسيها من راسها لي ريلها.. البنت حاسة ان اكو شي يصير.. وشي جايد بعد..

قعدت ام جراح بعد السلامات مع مساعد.. ونفس الكلام اللي قاله جراح قالته


ام جراح: يمة عاد جان خبرتنا بييتك نزهب لك شي ولا شيات.. فشيله جذي..
مساعد: الجايات اكثر خالتي.. بس انا اليوم يايج في موضوع.. واظن انج انتي وجراح عارفينه.. يمكن حتى فاتن تعرفه..
مررت ام جراح نظرها الخايف الى ولدها تبث شويه من مشاعرها الذعرة: أي ... نعرفه..
مساعد: انا لا يايكم استعيلكم عشان شي.. تعرفين السفر قرب.. وانا مالي خاطر انها تسافر جذي بلا احد ولا سند.. قلت اهي لو سافرت بسافر معاها.. طبعا بعد الملجة.. واكون معاها لفترة ليمن ترسى على بر.. وبعدها ارد الكويت وانا مطمن.. ولو اني ماطمن ولا أآمن.. بس.. شنسوي؟؟
ام جراح: يا وليدي مادري شقول لك.. بس... احنا للحين ما شاورناها.. واهي كانت مريضة باخر الايام فلذا.. السالفة بتطول شوي..
مساعد: مو مشكلة خالتي ترى كل اللي قلته لج تخطيطات بسيطة ومسهلة
ام جراح: أي يمة بالعكس اللي قلته صح وانسب شي.. بس.. بعد البنت لازم نسألها.. ونعرف شنو رايها..
مساعد كان حاس بضيييج كبير والتوتر حارق كل اعصابه .. ما يدري من وين ياب هالبرود وهالتجلد..: ماعليه خالتي.. اهي طرف مهم في هالموضوع.. بس انا ييتكم اليوم عشان اطرح عليكم هالفكرة.. وما ادري.. اذا توافقون عليه ولا لاء..


ظلو الثلاثة ساكتين من بعد ما خلص كلام مساعد.. يمكن كلهم كانو متوترين بسبب هالموضوع.. فاتن ما بينت لا موافقة ولا معارضة على الموضوع.. يعني ما رست ولا رستهم معاها على بر.. اهي صج هادئة وحالتها الصحية في تحسن وما يبين عليها الهم.. بس النظرات والمظهر اللي بدت عليه يوم عرفت ان مساعد ياي يكلم امها واخوها رجع كل الخوف وكل الرعب يدب فيها وفي اوصالها..

كانت في الصالة الي حكت ارضيتها وهي تروح وتيي.. قلبها حاير ومخها داير ما تدري شتسوي.. اهي صج حاطة اتكالها على رب العالمين ومسلمة مصيرها له.. بس بعد.. الشي اكبر منها .. الرفض على طرف لسانها لكن ... ما تقدر تتكلم... تخاف انه يهددها ويفرض الشي عليها.. واهي بصراحة ما بتسكت عنه ويمكن تتطاول عليه بجم كلمة..

يا عجب تأثير هالانسان فيني.. يطلع الي مخفي واللي عمري ما حسيته يتواجد بي.. اكرهه.. ليش ما يفهم هالشي.. نظراتي وتحركاتي واحساساتي اللي اوجهها له.. ما يحس بها؟؟ انسان هذا ولا جماد.. اكيد جماد.. عيل اكو انسان في هالدنيا ما تغيرت نظرته الا مرتين.. يوم اللي صرخت عليه .. ويوم اللي وصلني بالسيارة..

لازم يفهم انها ما تبيه.. ما تبيه.. وتمت تتلعث بكل شي.. تمسك الستارة واهي ملت من النظر. تنتظر امها واخوها ليمن اييوون لكن ما تبي تسألهم .. في قلبها شوق انها تسمعه شنو يقول لهم.. تبي تعرف شنو قاعد ايصير امبينهم.. ياربي يا حبيبي.. انصفني.. انصفني بقدري يا ربي..

وفاتن على هالدعاء دخلت امها من الباب وهي تفج الشيلة عن راسها.. وانتبهت لها واقفة بنص الصالة وكانها كانت تنتظر.. ابتسمت لها الام وراحت عنها داخل المطبخ.. تعجبت فاتن من حركة امها؟؟ شمعنى دخولها للمطبخ جذي؟؟ وراحت وراها...


بتوتر تسالها: يمة... شكان يبي منكم؟؟؟
ام جراح: منو؟؟؟؟
فاتن: مس.. مساعد.. اخو مريم...شيبي؟؟
ام جراح تلتفت لها بنظرة جامدة: انتي تعرفين اهو ليش ياي.. يعني ما له داعي ازيد عليج واقول لج..
فاتن بخوف: وانتو....... انتو شرديتو عليه...؟
بابتسامة اسف توجهت ام جراح لها: حسافة على الزمن يا يمة.. اللي ياب سوء ظنج فينا .. اننا نقدر نبيعج او مستخسرينج..(مسكت الام كتف فاتن دلالة على الحزن وبعين ملينانة دموع) حتى ثقة ما عدتي تثقين فينا يا بنتي؟؟؟؟؟



كان الالم النابع في صوت الام.. وكلماتها الحزينة مثل الصفعات المتكررة لفاتن.. مو لانها كانت غلط .. بالعكس.. اهي ظنت مثل ما قالت لها امها.. بس.. ما قدرت تترجمها الا يوم يات امها وقالت لها هالكلام.. شكثر دنى مستوى تفكيرها بأهلها.. شكثر اهي قاسية معاهم وشكثر مواقف خلتها تطيح من عينهم واهم.. ابد.. ما حركو لها ساكن.. لاعاقبوها ولا ناقشوها ولا سوو لها شي.. وان صابها شي طقوا الصدر حامي عليها والراح تصفع الراح من الخوف عليها.. واهي...

راحت امها عنها فوق واهي ظلت بالصالة وعيونها مفتوحه من غير تصديق على اللي اهي تسويه.. كل هالقساوة وكل هالظلم وكل هالنفور من أهلها.. كل ما عندها في هالدنيا.. علشان كونها تحب انسان ثاني.. هالكثر مشاعرها مهمة وثمينة.. اكثر من أهلها.. اهم شنو ذنبهم يوم اني احب من وراهم.. وشنو ذنبهم يوم اني معلقة روحي في واحد... بعد موقف واحد راح وتخلى وغاب.. حتى السؤال ما يسأل.. أي حب هذا؟؟ انا الحب لي.. اهو خوف جراح علي ومتابعته لي اول باول.. اهو اللي كان عايش حياته ما عليه من احد.. تخلى عن حريته الشخصية ومتعه عشاننا.. ولا امي.. اللي مغطية كل احزانها وتتجرع الهم ورى بعضه.. ولا تشكي ولا تحجي لاحد.. وانا؟؟؟ انا شنو دوري من بين هالناس؟؟؟ شنو موقفي؟؟؟ العداء.؟؟ النرفزة؟؟؟ التشكيك في نوايا اهلي تجاهي...؟؟؟

غطت ويهها بصدمة كبيرة ... صدمة الصحوة على الواقع المؤلم اللي اهي آلت اليه.. صدمة انها وصلت لمرحلة انها تتعارض مع اهلها على امنيات.. تافهة وسخيفة بالمقابل لفرحة اهلها.. ماهي تضحية عشانهم ولا هو الواجب.. هذا المقابل.. لطيبتهم ولحبهم لي وولائهم ووقفتهم معاي.. انا لو أحارب هلي عشانك يا مشعل.. هل انت راح تقدر تحارب هلك عشاني بيوم من الايام؟؟؟ هل راح تقدم تضحيات مثل تضحياتي.. انت عندك بس مستواك العائلي.. .انا عندي امي واخواني واختي.. وولد خالتي وارفيجتي... حتى مساعد نفسه.. ولو انه ماله مكانة في حياتي..

لكن يا فاتن.. هل معناته المقابل انج ترمين نفسج في علاقة انتي ما خططتي لها
ولا وقع اختيارج على الشخص اللي بيدخل فيها معاج؟؟؟

لا... طبعا لا... انا مساعد ماعرفه.. ماعرف اهو من وين ولا شنو طبعه ولا من وين ياي!!
يعني مشعل اللي تعرفين اهو من وين؟؟ مادري.. مادري.. اللي اعرفه ان مشعل كان معاي لمدة سبع سنوات.. سبع سنوات وهو في مخيلتي ايعيش فيها وفي احلامي وامنياتي وامالي العريضة اللي رسمتها بسقف داري ..

لكن.. الاحلام ما تجيس ارض الواقع بسبب قساوته وجديته.. الاحلام معادية الواقع.. والواقع يا فاتن اهو اخر محطة انتي بتوصلينها بالاحلام.. يا انها تردج بهداي.. ولا انها ترطمج لدرجة انج تطيحين في غيبوبه ما تقدرين تطلعين منها... وان طلعتي.. الله العالم شلون راح تمضين حياتج وانتي اللي تعودتي على الاحلام المجانية... الواقع ثمنه غالي.. يدفعه الانسان من حياته.. والاحلام.. مالها أي ثمن الا .. معاناتج..

يعني شنو؟؟؟؟؟
خلاص؟؟؟؟
انتهت الاحلام.....؟؟؟

لا .. الاحلام يا فاتن عمرها ما تنتهي... الاحلام.. تظل باقية في ذاكرة الانسان.. وذاكرة القلب يمكن قبل العقل.. لا ترجعين لها .. ولا تحرمين نفسج من الحق بالحلم.. احلمي قد ما تبين.. لكن احلمي بواقعج الحقيقي.. حاولي انج تكونين في اطاره.. لا تطلعين عنه ولا تتجاوزين حدود المعقول!!!

دخل جراح البيت وهو يبتسم وشاف فاتن قاعدة وهي تناظر جدامها بطريقة غريبة.. وكأنها قاعدة مع احد يكلمها وتكلمه.. واهي مثل المستمعة.. راح قعد يمها وهو عاقد حواجبه.. وبنبرة هادئة كلمها عن لا تخترع..



جراح: فاتن.. علامج قاعدة هني بروحج؟؟
فاتن اوتعت من السرحان وهي تسمع صوت اخوها السلسبيل. لا إراديا ابتسمت في ويهه بحنان: لا بس.. جذي..
جراح: وينها امي عيل؟؟
تذكرت فاتن ان امها راحت عنها واهي زعلانه: فوق في دارها.. بس .. لا تروح لها..
جراح: ليش؟
فاتن: انا بروح لها...
جراح استغرب موقف فاتن بس ماحب يعارضها: على راحتج...
فاتن: تصبح على خير..
الوقت كان مبجر لكن.: وانتي من اهل الخير..


وبخطوات واثقة ناحية غرفة امها, رسمت فاتن على وجهها ابتسامة التقبل, والرضا, والقنوع.. ولو انها كانت بمثابة السجين الحادة اللي تطعن في قلبها.. بكل خطوة كانت تدوس على حلم.. وبكل خطوة كانت تمحي ذكرى, وبكل خطوة.. تبني ذاكرة جديدة لحياة جديدة.. حياة بعيدة كل البعد عن اللي كانت تبيه.. بعيدة عن مشعل وحب مشعل, وقريبة.. من مساعد, وسيطرة مساعد...

دخلت دار امها من غير ما تدق على الباب بعوايدهم.. وامها اللي كانت قاعدة على الكرسي تخيط في دراعة من دراعاتها رفعت راسها واهي تناظرها بحزن.. لكن وجه فاتن الباسم كان سبب انها ترسم اهي الثانية ابتسامة.. ما كان من طبع ام جراح يوم انها متظايقه تكشر في ويه عيالها.. كانت دايما تجابلهم بالحسنى وبالابتسامة والفرحة..

قعدت فاتن عند امها واهي تناظر اللي قاعدة تخيطه: يمة شقاعدة تسوين؟؟
ام جراح باستغراب: اخيط دراعة عندي طايح تطريزها شوي..
فاتن:.. يمة.. شرايج لو انج تخلين الدراعة لبعدين.. وتقعدين تخيطين لي فستان عرسي.. مو احسن؟؟؟

انصدمت ام جراح من كلام فاتن اللي رافقته ابتسامتها المرحة والحزن اللي ماقدرت تمسحه من عينها... مدت ام جراح يدينها بلا تفكير الى بنتها.. مو لانها اخيرا وافقت على اللي هم يبونه لها.. لا... مدتها لانها تعرف ان بنتها محتاجة لاحضانها بذيج اللحظة.. وفاتن اللي كانت نتظر الاشارة من امها على طول.. رمت بنفسها والدمع يتطاير من عينها...

حلاوة الاحساس كانت غامرة النفوس.. لكن الحزن.. ما يروح بسرعة.. الحب مستحيل ينمسح او ينسى.. الحب يظل باقي مثل المرارة اللي تمر في نفس الانسان.. لكن.. القوة تكمن في ان الانسان يدفن هذا الحب من غير نسيانه.. عشان لو حصل في يوم ومر في تجربة عاطفية يقارن بين هذا الحب.. وهذاك الحب.. ويعرف.. أي واحد فيهم اهو الحقيقي؟؟؟







































((بحضر زفافك))



اول ما استلم جراح الخبر فرح فرحة كبيرة.. موافقة فاتن كانت سريعة بعكس ما كانو يتوقعون.. ام جراح ما حاولت انها تظهر الفرحة الكبيرة عشان بنتها فاتن.. وانتظر جراح الصبح بفارق الصبر عشان يخبر مساعد هالخبر.. يدري انه لو عرف راح يرتاح.. كان يبين عليه البارح ان هالسالفة شايلة معظم تفكيره.. وتوتره اللي اول مرة يشوفه كان اكبر دليل على هالشي..

مساعد اللي صحى اليوم وهو تعبان راح الدوام حتى من غير ما يشرب الشاي اللي متعود يشربه.. كانت السيارة هادئة على عكس كل مرة.. يكون القرآن اهو اللي يعمر في اجوائها.. كان محتاج لاكبر قدر من الهدوء.. حتى انه دخل المكتب وما وقف مع الموظفين.. حتى صباح الخير ما ردها عليهم.. مخه كان مشغول والتوتر عامي بصيرته..

اول ما دخل قعد على الكرسي وهو يسكر عيونه.. مسحه بظهر كفه علامة على التعب والنعاس.. البارح قضاه من غير ما يرقد او تجيس عينه النوم, الانتظار طويل, الخوف اكبر.. بس.. اللي الله كاتبه بصير..

واول مكالمة وصلته..



بصعوبه رفع صبعه للتلفون يرد على السكرتيرة: هلا ميا؟؟
السكرتيرة: ابو زياد متصل فيك أستاذ!
في خاطره مساعد تململ من اتصال ابو زياد لكن: هاتيه
واول ما سمع بو زياد: الوو مساعد.. تعال عندي شوي ابيك في موضوع
مساعد: ان شاء الله ابو زياد..

سكر مساعد وقام على طوله الى مكتب ابو زياد... دخل هناك وكان ابو زياد قاعد على كرسي الطاولة وهو يناظر باوراق..

مساعد: صباح الخير ابو زياد..
ابو زياد يرفع عينه ونظارته على خشمه: هلا صباح النور مساعد.. حياك اقعد..
مساعد: الله يحيك.. خير بو زياد اليوم من الصبح طالبني؟
ترك بو زياد الاوراق وواجه مساعد: علامك يا معود سمعت انك بتسافر اميركا.. ما قلت يا ولدي..
مساعد وهو يبتسم لنبرة التحبب من ابو زياد: لا والله يا بو زياد الموضوع يا بالصدفة وما وافقت عليه الا لاني كنت المتوافر الوحيد..
ابو زياد: بس هم انا طالع باجازة ومسافر ويا العايلة!!! وما يصير انا و انت بنفس الوقت نطلع..
مساعد: والله مادري يا بو زياد انا سفري مهم جزء من الشغل..
ابو زياد: والله انا ما ودي اطلع اجازة لانها تخملني بس العيال ذابحيني..
مساعد: بس احنا مو لازم نكون بهالتشكك.. ماشاء الله المكتب قايم بوجودنا ولا عدمه.. لان الموظفين ماشاء الله عليهم مبيض الويه.. وان جان على الادارة غسان رد امس.. ونجاة بعد بتظل.. يعني الاثنين يقدرون يغطون معظم القرارات الادارية..
ابو زياد: وانت جم مدة اجازتك؟؟
مساعد: شكلي باخذها سنوية.. يعني شهر..
بو زياد: حتى انا بعد قلت باخذها شهر.. يالله انا بقصرها وانت خذها كاملة.. وعليك بالعافية
ابتسم أبو زياد ورد عليه مساعد الابتسامة: تسلم يا بو زياد.. بس هالشي مو اكيد.. يعني اذا تأكدت بخبرك..
ابو زياد يتفحص بويه مساعد: علامك مساعد؟ اليوم مو على عوايدك.. تعبان ومالك خلق..
امساعد: لا بو زياد بس شوي.. ما رقدت زين..
ابو زياد بضحكته المشهورة: هههههههههه الظاهر انك تحب؟؟ تحب يا مساعد ومن ورانا؟؟



مساعد اللي انحرج من قلب بسبب هالكلمة.. اهو ان جان على الحب يحب من زمان.. بس ليش الاثار توها ظاهرة عليه

مساعد: الله يهداك يا بو زياد.. أي حب.. شيبنا على الحب.. خله للصغار..
ابو زياد وهو يرتب شواربه: لا يابوك.. تكلم عن نفسك.. انا بعدني شباب وصغير على الحب
امساعد بحاجب مرفوع: وينج ياام زياد..
ابو زياد: احم احم.. يالله عاد ماله داعي تدخلها بالموضوع.. اهي في القلب.. وسيدته وحامته
مساعد: هههههههههههههههههههههههه والقفل؟؟ من قافله؟؟؟
بوزياد: لا.. قلب الريال ما ينقفل.. انا انقفل زحمة.. من للحرمات العازبات..؟؟
مساعد اللي مات من الضحك: هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه يقطع بليسك يا بوزياد والله اني كنت متظايق اليوم الصبح هههههههههههههههههههههههههههه
ابو زياد وهو مبتسم: مو انا بالعمد خرتها ونجبتها معاك عشان تبطل هالتكشيرة اللي في ويهك.. الحين اانا تطمنت عليك.. قوم روح مكتبك وشوف شغلك
مساعد: مع انها طردة بس يالله.. حلو وبارد منك .. عن إذنك..

راح مساعد وابو زياد يفكر فيه.. والله ان مساعد خوش ريال.. كل واحد لو يشوفه ويتعامل معاه ويعرف شكثر اهو شاطر.. يتمنى لو انه ما يفرط فيه.. ودي بس لو يكون له نصيب ويا غزلان.. احس ان محد بيحافظ عليها كثره.. لو بس.. لوو...



جراح الي توه قاعد من الرقاد بوقت الظهر حس ان ظهره يتقطع.. كان قراره حكيم بانه ينسحب هالكورس من الجامعة وان شاء الكورس الياي بيدش مرة ثانية.. لان ظروف عايلته ما تسمح له انه يتغيب عن البيت.. طبعا اهو باول اسبوع راح يسافر مع فاتن وثاني اسبوع راح يرد ومن بعدها التعديلات في البيت وامه من لها في البيت غيره.. يالله برتب لها البيت وكل شي وبعدين بيدش الجامعة وبيسحب معاه خالد..

كان فخور بنفسه.. ما كان يظن ان حب العائلة والوقفة معاها بهذي الحلاوة.. يمكن لان السيطرة صارت له اهو بس وان محد يشاركه فيها الا امه بنسبة بسيطة بعد.. الله يرحمك يا يبا.. بفقدك تركت هوة كبيرة لكن ان شاء الله اكون قد المقام واقدر اني البي لهلي كل ما نشدوني..

على طول من بعدها قضب التلفون واتصل في مساعد عشان يخبره بموافقه فاتن .. اللي صح يات سريعة لكن في محلها.. اكيد اقتنعت بالاسباب وبان سفرها مع مساعد واهي مخطوبة اريح لها من سفرها واهي عازبة.. فديت اختي والله..

واتصل في مساعد.. اللي ما كان يستقبل أي مكالمات... وقاعد في مكتبه يفكر ويفكر من غير ما يشتغل.. اصلا نية الشغل ما كانت في باله ابدا بس جذي يشخبط عشان يبين لنفسه اللي ماكانت مقتنعة ابدا انه قاعد يشتغل..

دقت السكرتيرة عليه ورد بملل: ها ميا مابي أي مكالمات..
ميا: بس أستاذ هذا جراح الياسي ويبيك ضروري..

نقز مساعد من مكانه.. جراح اللي متصل... بهالسرعة؟؟؟ ليش يا ربي شصاير؟؟ لا يكون بس رفضت.. مستحيل توافق بهالسرعة.. وبدت معدته تضطرب عليه.. حتى العرق عرقه..

مساعد بنبرة سريعة: وصليني به..

ووصله خط جراح..


مساعد: قوة جراح
جراح: هلا فيك مساعد شخبارك؟؟؟
مساعد: ابخير الحمد لله وانت؟
جراح: الحمدلله لايكون بس مشغول لان السكرتيرة قالت لي..
قاطعه مساعد بنبرة متلهفة: ما عليك منها قول لي.. شقالت اختك..
جراح ابتسم .. الريال ملغوث على العرس.. : والله مادري شقول لك .. ما ودي اكون انا اللي يوصلك هالخبر بس..
اهني طاح قلب مساعد في بطنه.. ولسبب غبي عصب.. وبدت اعصابه تثور: ليش... شنو الخبر؟؟
جراح: مبروك.. وافقت فاتن..


سكت مساعد.. ما قدر يتكلم.. حس انه انصدم من بعد هالكلمة.. ورد سال جراح

مساعد: شنو الخبر؟؟؟؟؟؟
جراح: هههههههههههههههههههههههه .. وافقت فاتن...
مساعد بحيرة: متأكد؟؟
جراح: تصدق لا.. بروح اسألها مرة ثانية.. اقول لك وافقت تقول لي متأكد؟؟
مساعد : لا بس.. الموافقة يات سريعة!!
جراح: لا بس فاتن كانت باخر الايام تفكر في هالموضوع من جذي يات الموافقة سريعة..
مساعد بابتسامة قلقة ما قدر يفسر سببها: الحمد لله.. عيل ماكو وقت عندنا.. متى انييكم..؟؟
جراح : والله حياكم باي وقت.. اليوم الاربعاء .. يوم الاحداث في بيتنا.. ههههههههههه
مساعد: ان شاء الله ليلة باجر عشان البيت يكونون مستعدين..
جراح: براحتكم.. يالله.. اخليك الحين تشوف شغلك.. مع السلامة
مساعد: مع الف سلامة..


وسكر جراح عن مساعد اللي طاح في نوبة تجمد.. مو عارف شلي قاعد يصير؟ كان ينتظر هالموافقة على احر من الجمر.. والحين .. يوم ياته بدى يتشكك من سرعة الموافقة؟؟ ليش يا ترى؟؟ ليش وافقت بهالسرعة؟؟ يا ترى كلامها في المستشفى كان صحيح؟؟ ولا انها وافقت عشان اهلها؟؟ انت الحين كنت تبيها باي ثمن والحين يوم ياتك على طبق من ذهب بديت تتشكك؟؟ صج ما عندك سالفة.. بس... ليش هالشك فيني.. ليش؟؟
خله يتحرك في هالموضوع باسرع طريقة ممكنة عشان يقدر يختلي فيها ويقدر يسألها اللي يبيه بينه وبينها.. وتبدى الرحلة مع فاتن.. ويا نظراتها..

اول من اتصل فيه اهي مريم.. اللي كانت طبعا في الجامعة باول اسبوع واخر يوم فيه وبالصدفة صارت مواعيد انتهاء المحاضرات عندها مع مساعد كل يوم..


ردت عليه بفرح: هلا سعودي
مساعد بابتسامة: هلا فيج.. ماقلنا بطلي سعودي هذا ماني ياهل عندج
مريم بمرح: ههههههههه سعودي احلى.. تخليني اتخيلك ياهل صغنون تلعب في الطريج ههههه
مساعد: وايد قرقة.. زين بقول لج.. باركيلي!!
مريم: مبروووووووك.. شريت سيارة يديدة اكيد..
مساعد بخيبة: لا يا مينونة.. ارفيجتج وافقت
مريم بحيرة: وافقت؟؟ وافقت على شنو؟؟ (تذكرت وانصدمت) وافقت على... الزواج؟؟؟؟؟
مساعد بحاجب مرفوع: أي وافقت على الزواج.. ليش ان شاء الله مستغربة؟؟ فيها شي لو تزوجتني؟؟
مريم: لا والله مافيها شي.. انت ما عليك قصور بس موافقتها يات سريعة..
ورد الشك يستفحل في مساعد.. حتى مريم حاسة بنفس الشي: ايه.. اخوها يقول انها كانت باخر الايام تفكر.. وو.. (ما يقدر يقنع نفسه بهالكلام)
مريم اللي مثله ماقدرت تقتنع: زين مساعد ممكن خدمة..
مساعد: هلا..
مريم: قطني عند بيت عمي بو جراح قبل لا نروح البيت.. ابي اقعد عندها شوي واستفسر منها..
مساعد: مو من الحين الناس ظهر.. العصر يصير خير.. الا اقول لج متى تخلصين
مريم بحزن: على الوحدة
مساعد: وحدة وربع انا عندج.. يالله مع السلامة
مريم: الله يسلمك..


سكرت مريم عن اخوها واهي تدور مكان تقعد عشان تركز على هالصدمة او هالخبر المريع.. فاتن وافقت على مساعد؟؟؟ شلون؟ ومتى؟؟ وليش؟؟ اهي تحب مشعل فليش تتزوج مساعد؟؟ صار شي بينها وبين مشعل خلاها توافق على مساعد.. لا .. انا لازم اروح لها واشوفها..

مساعد الي ماقدر يظل اكثر في المكتب استأذن من الشغل وطلع مبجر.. يعني على الساعة 11 جذي.. وراح مباشرة البيت.. عشان يكلم امه.. لازم يستغل الوقت قبل لا يستغله.. ويوم دخل البيت سأل الخدامة عن امه وقالت له انها في غرفة نورة ترتب اغراضها لانها بتاخذهم بيتها جريب.. وراح لها مساعد.. الله يعين قلب امي الحين اكيد ملتاع على نورة.. بس هذي سنة الحياة.. البنت تكبر وتنضج عشان يوم من الايام يسلمونها لواحد غيرهم.. يكمل مسيرة الصون والحفظ..

الباب كان مفتوح.. ودخل مساعد منه وهو يبتسم لامه اللي انتبهت لدخوله واهي تطوي في هدوم نورة بحزن.. ابتسمت له بالمقابل وانتبهت ان الوقت مبجر على ردته


ام مساعد: مبجر يا وليدي اليوم؟؟ عسى ما شر؟؟
مساعد اللي قعد يمها واهو يلمها بذراعينه الطوال: ياي مخصوص عشان اخبرج بخبر انتي تستحقين حصريته..
ام مساعد بابتسامة: خير يا وليدي.. وافقت بنت عبدالله؟؟
انصدم مساعد: من قال لج؟؟
ام مساعد: عيونك قالت لي.. وبعدين.. انا ادري انك امس رايح بيتهم عشان هالسبب..


مساعد ترك امه وهو يبتسم ومد يدينه في حضنه ومنزل راسه.. وامه تناظره بمرح

ام مساعد: ويييييييييي علامها العروس استحت
مساعد بصدمة وضحكه: هههههههههههههههههه يمة الله يهداج...
ام مساعد: هههههههههههههههههههههههههههههههه مبروك عليك يا وليدي.. منك المال ومنها العيال..
مساعد: يمة من قلبج هالامنية؟؟
ام مساعد: اكيد يا قلبي.. وين ما تي من قلبي وانت قلبي كله.. بس انشاء الله تسعدك وتهنيك.. وان ضايقتك في يوم من الايام لا تظن اني بكون متساهلة معاها.. مو انا الام اللي تلوم عيالها على اولاد الناس.. انا الوم اولاد الناس على شقى وعنى عيالي لاني اعرفهم.. مربيتهم بهذين اليدين.. ما شقوني.. بيشقون غيري؟؟
مساعد وهو يلم امه: لا خلى ولا عدم منج يالغالية..


ما يدري ليش حلت له موافقة فاتن الحين اكثر عن قبل.. لان معاها كانت موافقة اغلى مخلوقة على هالكون.. أمه الحبيبة ما غيرها.. وبدت له الحياة احلى عن قبل.. وان الالوان الزاهية انرمت على رتابة حياته وبساطتها.. كل هذا بسبب دخولج في حياتي يا فاتن.. لكن.. انتي.. شنو شعورج من كل هذا..
مساعد ما كان خبل ولا كان غبي. يعرف اكثر من غيرهم بمشاعر فاتن.. يدري انها تحب هذاك الخايس اللي شافه واقف عندها.. لكن.. اهو بقدرته راح يخليها تنساه وتنسى حبه.. بس اهو على كلمته.. اهو راح يتزوجها صح لكن.. اهي اللي راح تتخذ اول خطوة تجاهه.. ما راح يخليها تتحكم في العلاقة من اولها.. والا هو ليش الريال..



مساعد: زين يمة.. متى يناسبج نروح لهم؟؟
ام مساعد: الليلة زينة.. خلنا نروح لهم الليلة..
مساعد بابتسامة: والملجة؟؟
ام مساعد بصدمة: تبيها الحين؟
مساعد :أي يمة لانها بعد 7 ايام بتسافر وانا لازم اسافر معاها..
ام مساعد: بس عيل.. في خلال هالسبعة ايام بنملج ولو اني بغيت افرح فيك..
مساعد: يمة مابي حفلات ولا شي.. خلي الملجة تكون عادية عائلية بيننا وبينهم.. والعرس ان شاء الله اسويه لج من اكبر العروس عشان تعزمين اللي تبينه.. خصوصا ان ابوهم ما صار له الثلاثة شهور من توفى.. ما نبي حفلة كبيرة..
ام مساعد: صح كلامك.. بس عيل.. روح خبرهم اننا بنكون عندهم هالليلة..
مساعد: يصير خير ان شاء الله..


وقام مساعد على طوله يتصل في جراح عشان يخلي هله يستعدون لهم.. وبالصدفة كان خالد عندهم في البيت.. اللي طبعا ما يعرف عن الموضوع حتى مستهله..

جراح بنبرة محببة: هلا والله بمساعد..
مساعد: هلا فيك شخباركم؟؟
جراح: والله ما تغيرنا من قبل ساعة.. انت شخبارك؟
مساعد: ابخير.. بس حبيت اعلمك عشان تخبر هلك ان الليلة بنكون عندكم جذي بعد العشا..
جراح بابتسامة: حياكم الله والله يطرح البركة..

التفت خالد لكلمة جراح في التلفون.. يطرح البركة؟؟ ليش من بيتزوج؟؟

مساعد: يالله مع السلامة
جراح:الله يسلمك..

سكر جراح وعلى طول استلمه خالد بنبرة مرحة: ها جراح بتتزوج؟؟
جراح يبتسم بفخر: يا ليت..
خالد :عيل من اللي بيتزوج؟
جراح بنبرة حريصة وجادة: فاتن تقدم لها مساعد الدخيلي واحنا وافقنا..

تجمد خالد مكانه من صدمة الخبر... وعيونه على جراح .. وما افظع النظرة اللي رماها عليه وجراح ابد ما كان منصدم منها.. هذا ابسط ما يمكن يقدمه خالد له..

خالد بصوت هامس: منو تقدم لفاتن؟
جراح: خالد.. تعال خلني اقول لك
خالد اللي طفح الكيل فيه ومسك جراح من قميصه: تقول لي شنو؟؟ يا الخسيس.. يوم انا بغيتها حرمتني منها بحجج واسباب... والحين....
توه بيضرب جراح لكن كان اسرع منه ومسك قبضته.. وحصره في يده: خالد استهد بالله عن هالخبال
خالد: والله لا ذبحك اليوم...


بعد التعارك ترك جراح خالد اللي بدى انه ضعف من هالنزال لهزله وصحته المتدهورة.. وقام يمشي في الحوش ومن بعدها قعد على اقرب نقطه وهو حاس انه نفسه بيغيب.. طلع الانبوب ونفخه في حلجه عشان يسلك الهوا لرئته.. من بعد هالنوبة الحادة قعد مع نفسه يفكر.. ولا اراديا طفرت الدمعة من عينه.. وربط الاحداث ببعضها وتذكر يوم قالو لهم يطلعون بره.. اكيد هني استغل الخسيس مساعد الوضع وطلب يد فاتن.. لكن شلون وافقو عليه..




خالد: ليش مساعد؟؟ ليش؟؟؟ ليش اهو وانا الي ابيها..
جراح: يا خالد... هذا كله قضاء ربك وامره..
خالد: ربك ما يرضى بالظلم يا جراح.. انت اللي منعتني منها وشركتني في قدر انا ما كنت اتمناه.. ولا كنت ابيه.. خليتني اكون شريك لك على فاتن بسفرها.. ووقلت لي اني لازم انتظر عشان اخطبها.. والحين...
جراح بحزن: خالد.. هذا كله ما كان متوقع .. انا مستحيل كنت اوافق على زواج فاتن من مساعد او أي احد ثاني في هالفترة.. لكن هذي وصية ابوي..
خالد بنبرة ساخرة: وابوك ما وصى الا على مساعد؟؟
جراح: خالد قول لي الصراحة.. خلنا نكون صريحين... من متى وانت تحب فاتن؟؟
خالد وهو يحس نفسه يطالع شريط ذكريات: من لا اوعى على هالدنيا..
جراح: ليش؟
خالد يطالع جراح بنظرة متململة: ارجوك مو وقت حزايرك الحين
جراح: لا صج قول لي ليش تحبها اهي بالذات؟ مو لانها البنت الوحيدة وبمعنى الوحيدة يعني ما شفت بنات في حياتك غيرها..
خالد: لا بلى انا شفت؟
جراح: وين يا حظي؟؟؟ في المدرسة الداخليةاللي كنت فيها ولا الجامعة اللي رحتها؟؟ ولا المجمعات اللي كنت تروحها ويا ارفيجك فاضل؟
كل هذا كان بعيد عن الخيال لان خالد ما كان يروح مدرسة داخلية ولا دخل الجامعة والمولات والمجمعات مايحبها اهو وفاضل.. شللي يبي يوصل له جراح؟؟
خالد: بعد.. قلبي انا اختارها يا جراح من فتح عيونه عليها..
جراح: شفت... عيونك مافتحت الا على فاتن.. يعني ما شفت بنت غيرها.. لا تقول لي مناير ولا تقول لي شي ثاني.. انت ما شفت الا فاتن بحياتك..


وبهذي اللحظة سماء كانت رادة من المدرسة للبيت.. وطبعا بهواش ومشاحن مع السايق.. وخلت جراح وخالد ينتبهون لها.. واهني جراح استغل تواجد سماء اللي له اثره على خالد ولو ان محد لاحظ غيره اهو.. اكيد كيف ما يلاحظ واهو استاذ الغزل والمغازل..




جراح: يعني مثلا شوف سماء.. اهي البنت الثانية في حياتك الي انت شفتها.. ولو تشوف تأثيرها عليك وانت تكون متواجد معاها!!
خالد بنظرة استنكار: هذي؟؟ هذي الا مينونة؟؟ شقالولك قاصر عشان احب وحدة مينونة؟
جراح بنظرة ماكرة: من ياب طاري الحب؟؟؟
تورط خالد..: انت اللي قلت..
جراح: انا والله ما قلت حب ولا غيره.. انت اللي يبت طاريه..
خالد: شتبي توصل له جراح
وقف جراح وهو يتمنظر في سماء.. وفي ذيج اللحظة حس بمدى التشابه بين الاثنين.. ومدى الفرق بينهم..: اللي ابي اوصل له يا خالد.. انك للحين صغير.. وما تقدر تقول لنفسك انك تحب الا لما تمر على تجارب كثيرة.. ولما انك تشوف وتشبع من الشوف وتنقي بين البنات ليمن تلقاها.. البنت اللي انت لازم تكون واثق من حبك لها.. مو بنت عشت معاها طول عمرك اخر اللحظة تقول انك تحبها...
خالد: وانت؟؟ شتبرر حبك لمريم؟؟ نقيت واخترت؟
جراح: انا ما حبيت مريم الا باخر الفترة..قبل يمكن 3 سنوات.. اهني انا بديت احبها وبدت تولج في قلبي مثل الشعلة الي تضوي حياتي.. بس بعد انا ما خليتها اهي المنزلة الوحيدة في حياتي.. انا بعدي تام وانا اختار وانقي.. مو لاني ما حبها ولا اني اخونها او اني لعاب.. بس .. انا ما بي احبها واطيح في دباديبها وانا مو متاكد من مشاعري.. البنت سهل عليها انها تحب واحد من طفولتها لكبرها.. لكن الريال صعب عليه.. صدقني.. اكلمك من مبدأ مجرب.. انا صج احب مريم وابيها لكن.. ما اقول لك اني مافكرت في بنت غيرها.. لان حبي الحقيقي والاصلي راح يكون لزوجتي اللي للحين ما ادري من تكون؟
خالد: يعني مو حاط مريم كزوجة لك..
جراح ابتسم: خالد انا اكثر انسان انصدم بالواقع في هذي الحياة.. ما ابي انصدم اكثر.. ولا اصدم البنت معاي.. الانسان لا يضمن شي في هالدنيا عشان الضمانة عند ربك بس..


خالد وكانه رجع لذاكرته ان فاتن خلاص راحت من يده.. وكان الاثر عليه قوي لكن مو بقوة مساعة.: يالله.. فاتن وراحت..
جراح يلمه من رقبته: وغيرها ياي.. الف والف والف بنت.. لا تنسى الجامعة جدامك.. والحيا.. والعمل.. و.. (يأشر بصبعه الى بيت النهيدي) وسماء..
خالد نفض يد جراح عنه: مينوووووووووون انت.. يالله اخليك الحين..
جراح: لا تنسى تعال الليلة عشان ان بيت مساعد بيزورونا.. ما يصير واحد من اخوانها بس يكون موجود
خالد وابتسامة حزينة على شفايفه: بحاول..


ما كان حاط في باله انه يبي يروح ولا شي.. لكن كلام جراح حوس مخه تقريبا 180 درجة.. وخلاه يشوف فاتن من زاوية ثانية اهو ابدا ما كان حاطها فيها.. بس كلام جراح صح امية بالامية.. لكن قلبي شسوي فيه.. الله يشفيك مثل ما ولعك..

دخل جراح البيت عشان يخبر البيت.. ولقى فاتن قاعدة مع امه في الصالة يسولفون عن السفر وغيره.. وبابتسامة حنونة مشابهه لابتسامة ابوه تقدم جراح لاخته وقعد عندها..



جراح: ها شتسولفون عنه؟؟ عني؟؟ شكرا يا معجباتي
فاتن: مو عنك.. قاعدين نسولف عن السفر والجامعة.. بديت اخاف جراح
جراح : لا ما له داعي فتون. انتي قدها وقدود تقدرين عليها لو شنو صار.. اختي واعرفج
فاتن :بس اميركا دراستها صعبة..
جراح: وانتي ما تقدرين عليها يعني؟
فاتن: بحاول.. ما اظمن لك..
جراح: زين بقول لج.. زهبو حالكم لان بيت الدخيلي عندنا الليلة..

ارتجفت فاتن يوم ياب جراح طاري اهل مساعد وجيتهم الليلة عندهم.. صحيح انها وافقت لكن الشي يتكرر عليها مثل اللكزة او القنبلة اللي تنفجر..

ام جراح: متى بيون يعني؟
جراح: بعد العشا..
ام جراح: زين عيل يالله نتحرك ماكو وقت..

وقامت ام جراح الى المطبخ وظلت فاتن مكانها وعيونها ارتسمت بنظرة حزينة واهي مقابلة الارض.. انتبه جراح لها واهو كان مستعد يقوم يروح الديوانية يرتبها قبل ما ايي احد.. ورد قعد مكانه يمها وانتبهت لقعدته يمها.. وابد ما اخفت خوفها لانها ما تقدر تخفيه.. الشي خلاص حقيقي وواقعي.. ومستحيل عدم حصوله..



جراح بنبرة مهدئة: فاتن ما عليه تخافين الخوف مسموح به والذعر والارتباك.. لا تخفين مشاعرج.. اذا مو جدام احد جدامي.. لاني ااكثر واحد يفهمج في هالبيت..
فاتن بخوف اكبر: جراح شبيصير؟؟
جراح وهو يتلفت وعاقد حواجبه ويحوس ثمه: امممممم مادري.. يمكن ياخذونج المقصبة اول شي بعدين يقطعونج.. والا بيقطعونج اهني ولا..
فاتن بعصبيه: اووووووووووووووو جراح..
جراح: هههههههههههههههههههههههههههههههه.. شبيصير يعني.. بيخطبونج رسمي ويمكن يعطونج شي كشبكه.. بعد ما عرف انا بسوالف الحريم..
فاتن: لا الشبكة في الخطبة.. صح كلامك!!
جراح: امممممممم.. تعالي انتي عندج هدوم ولا شي تلبسينه..
فاتن بحزن: ما قصرت فيني انت الاسبوع اللي طاف.. خمينا السوق كله.. وانا شريت لي
بعد جلابيه او ثنتين..

جراح: زين يعني انتي جاهزة.. ما باجي الا نخبر اخواني الصغار.. منور وعزوز..يالله انا بروح ازهب الديوانية..
قبل لا يطلع من البيت التفت لها: زين الحريم وين بيقعدون؟؟
فاتن : مادري.. هني بالصالة...؟؟

مرر جراح نظره على الصالة وهو يهز راسه بالايجاب: المكان زين.. يالله عيل اخليج..


طلع جراح من البيت وظلت فاتن لحالها.. تفكر في هالاشياء اللي قاعدة تصير بسرعة في حياتها.. كل ما ايي لها وتتقرب اكثر واكثر من مساعد.. واهي الي تحس نفسها بعيدة كل البعد عنه وعن شخصيته.. ما تقدر تعرف ليش الله رسم لها على هالانسان؟؟ اهي ماتحس فيه ولا تحس تجاهه الا بالعداء.. وهو بعد هالليلة راح يكون خطيبها.. الرجل الوحيد اللي بيدخل حياتها.. لكن قلبها؟؟؟ هل راح يقدر يدخله؟؟؟ هذا الانسان بعيد كل البعد عن الرومانسية والحب..


مريم اللي رفض مساعد طلبها انها تروح لفاتن من بعد الجامعة ردت البيت واهي معصبة.. مو مصدقة ان فاتن وافقت بهذي السهولة.. ليش؟؟ وحبها الكبير اللي من سبع سنوات لمشعل؟؟ تبخر في الجو؟؟

ان فاتن ما تتوفق في حب حياتها كان بمثابه الصدمة على مريم.. لان فاتن اهي الامل الوحيد اللي مريم تستند عليه في الحب والغرام.. ابس اهي لازم تحط في بالها شي ثاني.. زواج فاتن من مساعد راح يقربها اكثر من جراح.. اووه جراح جذي ولا جذاك انا قريبة منه غصب عني.. لازم ما استغل علاقة اخوي برفيجتي لصالحي.. وين النزاهة؟؟ بس فاتن عندها اشياء وايد تبررها لي..

ونورة اللي ردت البيت وهي تتجهز.. واتصلت في فيصل عشان يكون معاهم.. ظلت طول الوقت واهي تتعدل وتجهز اختها معاها.. مريم اللي طبعا نفسيتها كانت من نفسيه ارفيجتها..

اهي اكيد الحين بروحها ومحد معاها.. ليش مااروح لها من الحين؟؟ ماظن مساعد يقول شي.. وعرضت الفكرة على نورة


مريم: نوير شرايج لو نروح لفاتن نقعد وياها.. اهي لحالها الحين ومحد يعاونها في التزهب والتعدل..
نورة: اكيد بس ماظن مساعد يوافق.. وبعدين امي بتيي لحالها يعني؟؟
مريم: زين انا اروح وانتي ظلي مع امي.. مافيها شي
نورة: مادري روحي شاوري مساعد..
مريم: اخاف ما يرضى
نورة: مساعد ما يرفض لج طلب.. روحي له وجربي حظج معاه..


قامت مريم على حيلها الى غرفة اخوها.. الباب كانت شبه المفتوح واهي طلت براسها منه وشافت مساعد منسدح على الفراش وهو مسكر عيونه.. شكله توه ماخذ له شاور بارد ومرخي اعصابه.. لا اقعد اعور راسه بالقرقة بيعصب علي بعدين..
وتوها بتطلع الا انتبه لها مساعد



مساعد: خير مريم ..
التفتت له شافته مسكر عيونه وهو حاط يده على جبينه ..
مريم واهي واقفه: لا بس.. كنت ابي اسالك شي ومادري؟ بترضى فيه ولا لاء؟؟
مساعد: ليش ما تسالين وتعرفين؟؟
مريم راحت وقعدت عند ريله..: مساعد.. شرايك لو تاخذني لفاتن الحين.. اكيد قاعدة لحالها واهي خايفة ومرتبكة.. حتى انا مرتبكة ومتوترة!!
مساعد اللي للحين عيونه مسكرة: اهي لها عذرها انتي ليش بعد متوترة؟
مريم: افا.. الحين انا وفتينة روح وحده وتسالني هالسؤال.. انت لا تحط في بالك انك بتتزوجها لك انت بس خلاص.. تراك بتتزوجها عشاني انا بعد..
ابتسم هني مساعد وفتح عيونه: انا ودي اخذج بس مابيج تروحين هناك وتخربين راسها..
مريم واهي مبققة عيونها من الصدمة: انا.؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
مساعد يقلد على نظرتها: أي انتي... علبالج انا غشيم.. مادري عنها وعن هذاك السبال ولد جيرانهم.. لا حبيبتي حطيني على بالج انا حاسبها صح.. بس تدرين.. باخذج لها.. ترتبين لها امورها وتساعدينها.. وخذي معاج اغراضج عشان اني ما بردج الا معانا كلنا
وقطعت مريم كلامه: دامك تعرف عنها وعن هذاك السبال على قولتك.. ليش بتاخذها؟؟
مساعد: البشر مو معصوم عن الغلط يا مريم.. وانا انسان طول عمري كنت مستعد للمسامحة..
مريم: كلامك مو مفهوم.. مو كلام الرياييل
مساعد يبتسم: الريال مو اللي يشوف العيب في الناس ويبعده عنه.. الريال اللي يمسك يد الناس ويشيلها من الغلط ويحطها في درب الصح.. هذا هو الريال..


يوم عن يوم يزيد اعجاب مريم في اخوها كرجل وكاخ وكابن.. مادري هالانسان من وين ياي.. صج انه ساعات يصير قراقوش وامره وحكمه اهو السائد لكن.. يظل انسان واقعي وعملي .. يعني فاهم الدنيا صح.. عيني عليك باردة ياخوي.. بس ماقول الا الله يعينك على فاتن لانها عكسك تماما..

وتلبية لطلبها حملها اخوها الى بيت ارفيجتها .. وحملت اغراضها معاها وراحت.. ويوم وصلت البيت شافت جراح واقف عند باب الديوانية وهو مفتحه وكانه يبيه يتهوى.. مساعد بعد ما قطها مشى عنها.. وظلت اهي تمشي بكل هدوء لداخل البيت من غير ما تلتفت الى جراح.. اللي ما بدى منه انه مستعد يعترض طريجها.. مرت عليها وهو يناظرها من غير ما يتعب واهي ما التفتت له الا بلمحة وكانه شي عادي واقف.. صج ان هالشي كثير عليها ويتعبها الا انه الصح.. والصح اهو اللي يمشي..
لكن جراح كان مرافج مسيرتها لباب بابتسامة رضا على حبيبته وعلى ثقلها.. وقبل لا تمشي بعيد عنه نغزها بكلمة



جراح: يا ارض لج حق تنهدي.. اللي عليج.. مو من قدي..
ما التفتت له مريم وكل اللي قالته: اشوى انك تعرف..

وكملت دربها للبيت.. واهو ميت من الحب لها.. صج انها اختياري.. بنفس مستواي في الغرور والكبرياء..
والا بنات هالزمن لو مرو على واحد يحبونه من صغر سنهم بيخلونه جذي ويروحون؟؟ الا يلغثونه ويلوثونه.. فديت هالشموخ..

دخلت مريم البيت وهي تتلفت.. وينهم.. ماكو احد.. وراحت المطبخ اكيد بتلاقي خالتها هناك.. وبالفعل شافتها وكانت مشغوله في المطبخ تطبخ طبخاتها الحلوة..



مريم: امممممممممممممم الريحة لاخر الفريج واصلة..
انتبهت ام جراح لها وابتسمت: هلاااا والله بالغالية مريم..
مريم واهي تبوس خالتها: هلا فيج خالتي مبروك عليج يا ام العروس..
ام جراح: الله يبارج فيج.. فاتن فوق في دارها..
مريم: عنبووووو العدو طردة يمة؟؟
ام جراح: هههههههههه لا يمة مو طردة ولا شي بس الريحة لوث ابيج تروحين عن لا تتخيسين..
مريم: اها.. اوكيه دام السبب جذي فمعليه..
ام جراح: يوم اللي لج يا مريم..


مريم في قلبها دعت في قلبها هالامنية بعد وقالت ياريت يا خالتي واتصيرين يمة من حق وحقيقي.. وراحت لفاتن بدارها.. واعترضها مناير بالدرب..


مناير بعصبية: تدرين ان الليلة فاتن بتنخطب؟؟
مريم: تصدقين لا.. من قالج انتي؟
مناير: لا تجذبين ادري فيج انتي تعرفين كل شي عن فتون.. ليش ما خبرتونا عشان نزهب روحنا
مريم: العرس مو الحين بعد فترة ابوج توه متوفي.. بس نبي ملجة بسيطة وخلاص
مناير: يعني ماعزم صديقاتي؟
مريم وهي تاخذ نفس: صج فراقة.. يالله ذلفي عن ويهي..
وراحت ودخلت دار فاتن.. اللي كان بابها مفتوح .. دخلت مريم بكل هدوء لدرجة ان فاتن ما انتبهت لها.. كانت صافة الجلابية اللي بتلبسها الليلة وفوقها علبه مخملية زرقة وكانها لمجوهرات.. راحت مريم وفتحت هالعلبة وجافت فيها طقم ذهبي خفيف.. حلو وناعم. يناسب شخصية فاتن.. واهني انتبهت فاتن لها.. وابتسمت من قلب يوم شافتها


فاتن: مرييم؟؟
قعدت مريم يمها بنظرة كسيرة وحزينة.. لان ويه فاتن كان بعيد كل البعدعن ويه العروس التقليدية.. اللي فيها انها تفرح او انها تحس بالسعادة والغبطة اللي تحق لها..

مريم: ليش فاتن؟؟
ابتسمت فاتن وهي تمسح الدمعات اللي مرت على خدودها وحفظت دربها: ماكو ليش بهالسالفة يا مريم.. هذا مصيري.. وهذا قدري.. وأنا ما اقدر اتهرب..
مريم بقهر قامت من مكانها: فاتن انتي تسمعين اللي قاعدة تقولينه؟؟ انتي ما تتهربين.. انتي قاعدة تعاقبين نفسج وتعاقبين اخوي وتعاقبين مشعل.. انتي قاعدة تظلمين ثلاثة مو بس نفسج..
فاتن تقوم وراها.. : ظلمت اخوج؟؟ انا ما كنت حاطه اخوج في بالي ولا كنت ابيه وانتي ادرى الناس بهالسالفة.. ظلمت مشعل؟ (صدت عنها بالم)اااه.. انا ملاقيته عشان اظلمه ولا انصفه.. اهو اللي ظلمني يا مريم.. اهو اللي ظلمني يوم راح عني وخلاني لحالي.. محد مظلوم ولا اكو ظالم.. كلنا في الهوا سوا..
مريم: انتي تدرين ان مساعد يدري عنج وعن مشعل؟؟
فاتن: ادري.. مو اهو اللي وقف لي بهذاك اليوم يوم كنت اتكلم مع مشعل عند الباب.. وقام وتهجم علي وتامر على مشعل.. وهددني.. لكن .. انا ما وافقت بسببه.. لا...
قعدت على السرير ومريم قعدت يمها:... انا.. انا وافقت عشان اجزي هلي حقهم اللي عندي.. انا وافقت لان.. هذا اهو الصح.. والباجي غلط.. يا مريم.. احنا مالنا حق انحب ولا ننغرم ولا نخون ثقه هلنا فينا.. اعظم خيانة خيانة الاهل.. وبعدين.. انا لازم انفذ وصية ابوي عشان يرتاح في قبرة.. انا مادري شنو سبب رغبته في زواجي من اخوج بس.. هذي وصيته يا مريم..
مريم واهي تبجي: والله ما دري يا فاتن.. قلبي تقطع عليج يوم قال مساعد عن الموافقة لاني اعرفج واعرف اللي في قلبج من احنا صغار.. مو سهل الموافقة بهالطريقةيا خويتي.. مو سهل ابد.. شقدر اسوي لج يا فاتن.. امريني انتي بس وانا انفذ لج..
فاتن وهي تبجي من حر قلبها: ادعيلي يا مريم.. أدعيلي من كل قلبج عند ربج.. (توجهت بنظرها الى الله) انه يصبرني.. وانه يرحمني.. انا قدري ونصيبي وحياتي ما رحمتني.. ابيه اهو اللي يرحمني.. يرحمني وينور دربي.. انا مابي اغلط يا مريم.. ولا ابي اتالم.. انا لي حق اني اكون فرحانة وسعيدة بحياتي.. ادعيلي .. بالسعادة ولو انها سبيل صعب..


ما قدرت فاتن تكمل لانها انهارت في حضن ارفيجتها اللي انهارت فوقها واهم يبجون.. يا لعظم مصيبتهم.. لان هذي الاحلام مو بس احلام فاتن.. مريم كانت شريكة اولى فيها والمساعدة الكبيرة.. كانت فاتن لمن تفقد الامل مريم اللي تحييه فيها.. لكن اليوم.. الثنتين ما يقدرون يسوون شي.. هذي اول طامة طاحت عليهم.. مقتل حب ثنتيناتهم ربوه بحنان وصبر وتحسب.. الله يعينهم.. ويطلعهم من المصيبه الثانية.. الا وهي سفر فاتن.. الحين الثالثة.. لان مثل ما يقولون.. الشي.. ما يكمل الا بالتثليث.. الله يعينكم .. ويصبركم..


وصلت عايلة الدخيلي والعروس زهبت.. تكلمو في الموضوع وجراح اللي كان مع خالد وقفو وقفة الرياييل لاختهم.. خالد كان يتالم لكن تظاهر بالفرحة.. بدر وفاضل ماقصرو وكانو موجودين.. مساعد كان اكثرهم ثبات ولا كانه بيتزوج.. الفرحة ما كانت كبيرة على ويهه والجمود كان اكبر.. اتفقوا على ان الزواج يكون في شهر 2 بعطلة الربيع اللي بترد فيها فاتن من السفر.. وبعدين يسافر لها مساعد كل ما قدر وحب.. الملجة بعد يومين.. أي يوم الجمعة .. من بعد صلاة العشا.. مثل ما اتفقوا تكون عائلية وبسيطة ومافيها أي بهرجة نظرا لوفاه ابو جراح.. فاتن اللي كانت قاعدة يم ام مساعد اللي كانت فرحانة او يمكن افرحهم.. لان فاتن كانت حلوة وجميلة وتسلب العقل من لبه.. ونورة اللي كانت كل شوي تيبب من فرحتها الكبيرة.. فاتن تكون زوجة اخوها.. هذا اللي ما دخل عقلهم ابدا.. مريم كانت متحفظة وما تركت فاتن ولا دقيقة.. تدري انها لو ظلت لحالها راح تنهار.. صح كلام فاتن.. هذا قدرها.. وهذا نصيبها.. لان لو كان الشي فيه أي غلط او ان الله مو راضي عليه ما كان بيتم بهالطريقة السريعة وبهالهدوء.. وكان السما والدنيا احتفلت معاهم ببساطة.. وتمنو ان ابو جراح يكون راضي عنهم واهو مرتاح في قبره.. الله يرحمه ويغمد روحه الينة..

قبل لا يطلع مساعد طلب من جراح انه يقعد مع فاتن شوي.. جراح ما مانع وراح يشاور امه من ثم اخته.. الام ما قالت شي ور احو يسالون فاتن..



ام جراح: يمة.. ريلج يبي يشوفج.. و... يبي يقعد معاج شوي..
فاتن بحزن: ليش؟؟ بعد باجر الملجة .
ام جراح: مادري يقول يبي يعطيج مرسوم قبل الملجة..
فاتن: بروحي بقعد معاه..
ام جراح: مادري عاد يمة..
فاتن: معليه .. قوليلهم بعد شوي بيي..
ام جراح: سرعي ما نبي ناخر الناس..
فاتن وهي تبلغ الغصة: ان شاء الله..


راحت داخل عند الحريم وقعدت مكانها يم ام مساعد..
ام مساعد بفرحة: هلا والله ببنيتي هلا بالغالية مرت الغالي..
ابتسمت فاتن بحبور.. لكن اللي في قلبها كان ابعد من الحبور...

وقدمت ام مساعد شي بيدها: .. هاج يمة.. هذي هديتج.. مني لج.. ولو انها ما تناسبج وتستاهلين كل الخير.. بس يوم الملجة ان شاء الله بيكون عندنا وقت حق هدية تناسبج
فاتن: ليش خالتي ما يحتاج عبلتي على نفسج
ام مساعد تطالع بناتها بصدمة: عبلت على نفسي؟؟ هههههههه يا بعد عمري انتي مو قليلة انتي مرت الغالي.. وان ما عطيتج اعطي منو؟؟ يالله هاتي يدج وبسج دلع..


مدت فاتن يدها وقدمت ام مساعد معضدين ذهب عريضين.. لبستهم فاتن وخلت الذهب يتلألأ بعينها الشفافة.. وتمت تتمنظر في يدها ..

ام مساعد: ما غلط ولدي باختياره... كاملة والكامل الله.. الف مبروك..
فاتن والدمعة طافرة بعينها: .. ألله... الله.. يبارج فيج


ولمتها ام مساعد بقوة خلت قلب فاتن يفز.. ام مساعد كانت مليانة وحضنها كان دافي بشكل فظيع.. يختلف عن حضن امها .. حضن جديد.. وامتياز جديد في حياة فاتن.. ام جديدة .. يارب تكونون انتو العوض في حياتي .. يا اهل زوجي المرتقب..



صار الوقت ان فاتن تدخل على مساعد قبل لا يروح.. امه واخوه وابوه راحو قبل شوي.. وظلو خواته اللي بروحون معاه في اخر الوقت.. كان في الديوانية وجراح قاعد معاه يونسه قبل لا تدخل فاتن.. مع ان باله ابعد من هالمكالن الا انه اخذ وعطى في السوالف مع جراح .. وعرف شي حلو عن هالعايلة انهم على كونهم بسطاء.. مرحين وحبوبين.. مع ان خالد اللي كان معروف بالمرح اكثر شي كان اليوم على غير عوايده.. حتى السلام ما سلم عليه.. يا ترى ليش؟؟ في سبب منعه من انه أيي ويسلم على زوج اخته المستقبلي..


يوم وصلت فاتن عند باب الديوانية كانت ريلها تمنعها من الدخول.. ومريم اللي كانت واقفه يمها توقفت معاها يوم وقفت ونورة اللي استغربت تمت تدفع فيها من غير أي علم او دراية.. حست فاتن انها اسيرة بين يد نورة اللي تجرها عشان تدخل واهي ابد مو طايعة .. وهم مريم الثانية حست بنفس الشعور.. لكن.. هذا مو اسر ولا حبس ولا سجن.. هذي خطوات تجاه المستقبل.. اللي الله وحده عالم بحلاه ولا مره..

نورة بحكم انها اكبر من جراح تحنحت عشان انه ياخذ خالد وعبد العزيز ويطلعون.. خالد الكسير طلع من الديوانية وهو يحبس الدمعة لا تهل يوم سمع اليباب على الباب .. يا قهر هالقلب.. يا حرة المواجع اللي اتقلب فيه.. ليش انا ليش؟؟؟ وليش انتي يا فاتن؟؟ وليش هذا الانسان بالذات.. اللي انا من اول ما شفته ما بلعته.. الله يعينج يا بنت عمي الغالي.. ان صابج والله اهو يتحمل المسئولية وبهذاك الوقت من بيشيله من يدي؟؟؟

طلع وهو توه بيشغل السيارة الا احد يطق على الجامة.. التفتت الا.. مشعل النهيدي مبتسم في ويهه.. تهللت اسارير خالد من بعد التكشيرة اللي رافجته طول المساء.. وطلع من السيارة يسلم على مشعل



خالد: ياااااااااه يا مشعل وينك انت يا معود من زمان ما شفناك ولا سمعنا حسك.؟؟ وينك في مندس؟
مشعل بنعومة تدل على تعب: أي مندس قالولك حية وانا ما دري؟؟
خالد وهو يتنهد: والله انك ابعد من هالوصف بس.. وينك فيه ما شفناك من زمان؟؟
مشعل: لا بس كنت في الشاليه قاعد.. هالفترة فترة جامعات وانا ما قعدت في البيت وايد.. كنت ابي جوء هادئ.. (ويلتفت على بييت بو جراح) شخبارهم بيت بو جراح عساهم طيبين؟
ابتسم خالد لاصالة مشعل اللي ما نسى السؤال عن بيت بو جراح.. حسباله لله مو لانه ميت في بنتهم: والله بخير يسلمون عليك ويسالون عليك حتى.. قبل يومين بس خالتي سالتني عنك وانا قلت لها مادري.. اسالي جراح ..
مشعل: الله يخليها فيها الخير خالتي.. ترى حتى جراح ما يعرف اني مو هني.. (وفي قلبه كان يسال وميت من الحرقة يا ترى فاتن عرفت اني مو هني)
خالد: يالله عساك بس مرتاح؟
مشعل اللي كان خاطره بعيد كل البعد عن الرراحة: الحمد لله.. وينه جراح داخل؟


التفت خالد الى الديوانية وشاف الانوار فيها مضاءة.. ومرة وحدة انسمع صوت يباب من بعيد.. ولاعت جبده هالمرة..
اللي قلبه انصاب وساح مثل الزبدة الساخنة اهو مشعل.. يباب في بيت ابو جراح اللي ما صار له ثلاثة شهور من توفى؟؟ ليش؟؟؟؟ شصاير؟؟


مشعل يمسك خالد: شصاير عندهم؟؟
خالد وهو يكبت الآآهة في صدره: لا بس.... الليلة خطبة بنت خالتي..
مشعل ما حس لنفسه: أي وحدة؟؟؟؟؟؟؟
خالد: فاتن... يالله اخليك.. دير بالك على حالك..


مشى خالد بالسيارة وتحرك بعيد بعيد.. هرب من هالبقعة.. وكان يتمنى لو إنه ما يرجع لهالمنطقة مرة ثانية.. شنو فايدتها وفاتن مو موجودة فيها ولا ظلها ولا خيالها.. يلعن الساعة اللي ننحرم فيها من صوتج يا فاتن.. ما اقدر اصدق انج بتكونين لهالانسان.. ليش يا ربي؟ اهي شسوت بحياتها عشان تطيح في مصير هالوحش... وهني هلت دمعات خالد اللي حبسها طول السهرة.. وما الوع هالدمعات اللي صاحبتها زفرات حارة تلفح جسمه النحيل.. عانك الله يا خالد على مصيبتك.. وصبرك عليها بالجميل..

مشعل اللي عينه طاحت على البيت وهو يسأل وما شالها من سمع الخبر.. مستحيل!! انا في علم ولا حلم؟؟؟ خطبة فاتن؟؟ خطبة فاتن؟؟؟ خطبة فاتن؟؟؟ اكيد ين خالد.. شلون تنخطب فاتن؟؟ من اللي بيخطبها؟؟؟ وليش ؟؟؟ وأنا؟؟ وظل متشكك من اللي قاله خالد.. لا لا.. هذا اكيد ين.. اكيدا اكيدا ين.. والا فاتن بتسافر بعد جم يوم .. شلون تتزوج؟؟ لا لا اكيد ين.. خلني هني مكاني انتظر جراح.. اشوفه شنو يقول لي..

قعد مشعل عند عتبه باب بيتهم وقلبه يرقص مابين ضلوعه.. ورجفة الخوف تهز اطرافه لكن حاول انه يجمد نفسه وكثر من ذكر الله بهذيج الساع.. وكل ما يسمع صوت وكانه يباب.. تلوع نفسه وتنهد عشان يبجي لكن يشد بعمره ويهديها.. وكأن الانتظار كان دهر في ذيج اللحظة.. لكن.. ما راح يتحرك من مكانه قبل لا يفهم السالفة عدل..

فاتن اللي دخلت وعيونها تلمع بملايين الماسات.. ظلت تمشي ويا نورة ومريم االلي كانت بعد تتلوع من داخلها.. الشي مو هين عليهم.. هذي مسأله جبيرة.. والله يعينهم في ذيج اللحظه صراحة.. ما يدرون من وين ياتهم القوة انه يصبرون...
التفتت فاتن اول ما دخلت الى مساعد اللي كان قاعد وهو موخي عيونه للارض.. كان شكله غريب بهذيج الليلة.. مو قاسي ولا جاف ولا شرير مثل ما كانت تشوفه.. كان حزين.. وهادئ وكبير... اخذت نفس حاير وهي تلوح بعيونها يمين ويسار.. تبي تلقى الامان.. ووينه الامان.. جراح طلع وما ظل الا عبد العزيز.. اللي اول ما شافها راح لها.. واهي لمته بقلبها قبل احضانها.. وحست بشوي من الأمان.. وتم يباب نورة يصم الاذان لكن.. معذورة.. اخوها مو أي واحد.. وكل اخت تتمنى السعادة لاخوها حتى لو كان هذا على دوس القلوب..

يوم وصلت فاتن لعند مساعد سلمت عليه.. وصوتها ما وصله ابد.. لكن في قلبه سمعها.. ورد عليها السلام.. وتم واقف جذي بحيرة ونورة اللي تروح وتيي وهي تيبب.. وحس انه ما يقدر يقول لها أي شي.. والتفت لمريم.. وبالتفافه هذا صار قريب من فاتن على غير العادة وفز قلبه من التوتر.. وبس ظل صوته ثابت وهو يكلمها..


مساعد: مريم شوفي نورة وخذي معاج عبد العزيز

وهني تلفتت فاتن بخوف لمريم اللي ما فارجت عيونها.. وابتسمت لها بأطمنئان.. يعني شبسوي فيها مساعد وهي في بيتهم.. ولا شي..
وبالفعل مريم نادت على نورة وعبد العزيز.. وطلعت وخلت الباب مفتوح.. وطبعا اهي واقفة عنده.. زين اهم شي انه يكون في مكان واحد لحاله مع فاتن.. بعيد عن الناس اللي يمكن تحيرها او تميلها .. كان في قلبه الف سؤال وسؤال.. لكن ما قدر يسأل أي شي.. لانه يدري ان فاتن بهذي اللحظة ما يقدر يلقى منها لا حق ولا باطل.. وظل ساكت ومنتظر.. منتظر مثل الصقر ليمن تهدى الفريسة وتصفى لحالها عشان ينقض عليها..


التفتت لها وهو ياشر لها انها تقعد.. قعدت بعيد عنه بكرسي.. وهذي مسافة جدا جدا معقولة.. كانت حلوة في عيونه بهذيج الليلة.. ويمكن التوتر مضفي جمال ثاني لها.. الحمرة والتورد واللمعة الجذابه اللي في عيونها.. كانت من الاثر انها تطيح مساعد صريع الهوى من فاتن.. ولاول مرة في هذاك الوقت قارنها بعالية وشاف ان فاتن اجمل.. ولكن عالية قلبها احلى من فاتن.. يمكن لان قلب عاليه حبه.. وقلب فاتن هوى غيره..


مساعد بصوت هادئ ومطمئن: مبروك فاتن..
فاتن اللي انتفضت على صوته المخملي..: الله يبارج.. فيك..
مساعد: انا ودي لو اوعدج بآلاف الامنيات والاف الوعود بهذي الليلة لكن انا.. مو من شمايلي اني اوعد ... بس انا اضمن لج اني ما راح أأذيج بيوم من الايام.. او اسبب لج أي نوع من انواع المعاناة.. حتى لو بين هذا شي غريب في بالج..

بالفعل.. كان هالشي غريب في بال فاتن.. ما يخليها تتأذى ولا يسبب لها نوع من أنواع المعاناة؟؟ والل قاعد ايصير الحين؟؟ شنو تفسيره؟؟

مساعد: بس هذي سفينه ما تمشي بواحد.. هذي سفينه لها ربانين.. واتمنى مع اني عارف انج راح تكونين..(بابتسامة فخر) ربان ممتاز.. يمكن احسن مني بعد...


عيونها الجاهلة كانت متعلقة في ويهه بطريقة تحير الواحد.. حتى مساعد اللي تخبطت خطواته من نظراتها.. لاهي جريئة ولا هي بريئة.. خايفة بالاحرى.. وحزينة.. وكأنها تطلب منه شي اهو رافضه.. كانت في ذيج اللحظه تطلب منه الحرية.. لكن هذا شي متأخر..

مساعد اللي خلاص ما قدر يتحمل نظرتها اكثر..: انا ادري انج ما تتمنين نفسج في هالموقع.. ولا تبين تكونين الربان اللي يشيل معاي السفينة.. لكن يا فاتن هذا نصيبج من ربج تقبليه بقول الحمد لله رب العالمين.. وانتي بتظلين فترة اكيد تظنين اني حرمتج من احلى احلامج ومن اجمل امنياتج لكن.. بتعرفين في النهاية من الصح ومن الغلط؟؟
فاتن بهدوء : يعني انت صح؟؟ وانا غلط؟؟

ابتسم مساعد لها.. ابتسامة تدخل قلب فاتن لاول مرة.. حتى انها انتفضت منها.. كانت بصراحة بصراحة.. حلوة.. وجذابه.. وتملكية.. خلتها تسكت وتنزل عيونها للارض..
شال مساعد العلبة اللي شراها بكل حذر اليوم مع انه ما خذت من وقته وايد.. ودفعه الى فاتن..


مساعد: هدية بسيطة بمناسبة خطوبتنا الليلة.. وان شاء الله بليلة الملجة راح تلقين الهدية الثانية وتعجبج اكثر..
فاتن بحيا: تسلم...

وخلت العلبة في يدها من غير ما تفتحها وكانها اشارة له تقول.. خلصت؟؟ يالله روح!!!
ابتسم مساعد: زين ما بتفجينها تشوفين اللي فيها..
انتبهت فاتن لها .. وبهدوء وباصابع نحيلة وناعمة وبيضا فجت العلبة.. ولمعت الألماسات والجوهرات في عيونها وتلألأت في ويهها الابيض.. كان عقد ذهبي بالماسات محايطه جواهر من الزمرد الاخضر المشكل على دواير.. بسيط وناعم.. فيه خاتم وسوار وترجية.. مسحت عليه فاتن بصوابعها تتمتع بنعومته .. اهي ما تحب اللون الاخضر لكن لون العقد كان جذاب..



مساعد بتوتر: عجبج؟؟
فاتن هزت راسها ايجابا: تسلم.. وكلفت على نفسك!
مساعد: لا كلافة ولا شي.. اذا ما شريت لج انتي اشتري لمنو؟؟ مو كل يوم انا اخطب؟؟

انتبهت له فاتن بنظرة طفولية وكانها مستغربة من اللي يقوله.. وضحك هو الثاني..
مساعد: هههههههههههههههههههه ما عليج.. انا ساعات تدق علي واخربط بس انتي فوتيها..

كل شي هان عليها الا نبرة صوته .. كان غير.. كان انسان ثاني ما كان مساعد الحقير مساعد السخيف مساعد المسيطر.. كان هذا مساعد اللي طالع من قصة خيالية.. فارس احلام الاف البنات.. ليش بيتغير عليها الحين؟؟ ليش ؟؟؟ عشان يحسسها بالذنب من نفسها؟؟ اطلع على جلدك الاصلي يا مساعد؟؟ لا تخدعني بهالتصرفات !! انا خلاص تمنعت منك..



مساعد: يالله عيل.. الهدية ووصلتج.. اشوفج يوم الجمعة بالليل.. مريم باجر بتمرج اهي ونورة عشان تروحون السوق تتشرون لكم شي..
فاتن: ما يحتاج... انا عندي اللي ابيه
مساعد ولا كانه سمع شي: معليه زيادة الخير خيرين.. الساعة 4 جذي بنمرج.. انا بوصلكم وانتو نزلو وتشرو ووقت ما خلصتو تدقون علي.. انتي عندج جوال؟؟


هزت فاتن راسها بالنفي..

مساعد وهو يحوس ثمه: ماعليج بعد الخطبة ان شاء الله انا اييب لج الجوال..
ووقف مساعد ووقفت معاه..

مساعد: نادي على نورة ومريم اذا ما عليج امر..
فاتن: ان شاء الله..

واهي تمشي وكانها تجر نفسها ناداها مساعد وهو يتمنى منها ابتسامة تخليه يسهر الليل عليها


مساعد بصوته الاسير: فاتن..؟؟
التفتت له وكانها تلبي نداء الف سنة: نعم..
مساعد بابتسامة معوضة عن ابتسامتها: تصبحين على خير..
ردت عليه بشبه الابتسامة: تلقى خير ...

جواب لاول مرة يسمعه.. تلقى خير.. القى خير.. يارب القى خير.. ربي يسمع دعواتج ويستجيب لج..

اول ما طلعت من الديوانية شمت الهوا الحار اللي كان يندفع الى رئتها بقوة وكانها يحاول ينعشها .. كانت هناك بلا نبض وبلا دقات والحين اهي مرتاحة اخيرا.. ومرتخية اكثر.. نادت على مريم ونورة اللي كانو زاهبين بس قاعدين في الصالة ينتظرونها.. ويوم دخلت لهم خبرتهم ان مساعد ينطرهم..

نورة سلمت عليها وباستها وراحت .. اما مريم فظلت مبتسمة لها بحب وراحة.. فاتن راحت لها وضمتها بكل قوتها.
.
فاتن: جان الموضوع فيه خير.. انج راح تكونين اقرب لي.. يا حماتي
ضحكت مريم: وانتي بعد يا مرت اخوي.. يالله فاتن.. تصبحين على خير..
فاتن تذكرت مساعد يوم قال لها تصبحين على خير: تلقين خير..


ومشت فاتن معاهم لعند الباب.. واهي حاملة العلبة اللي فيها الطقم.. دخلت مريم ونورة داخل السيارة وراحو كلهم.. وخلفو الهدوء من بعد العاصفة.. ظلت فاتن تناظر السيارة اللي راحت وقلبها يتلوع من الألم.. توها بتدخل البيت عن وقفتها في الشارع الا لفت انتباهها احد واقف .. تمعنت فيه.. غابت الصورة عنها.. مو لانه مو واضح.. لان الدموع غرقت عيونها وعمت بصيرتها.. مشعل ما غيره.. مشعل ما غيره اللي واقف.. شسوي هني؟؟ وتوه الحين راد؟؟ ليش؟؟؟ ليش رديت يا مشعل..؟؟ كنت تنتظر مقتل الاحلام ودفن الامنيات عشان تظهر مرة ثانية؟؟؟


تقدم لها ودمعاته سخية على خدوده.. ونظرته التجريم لفاتن بعيونه.. وكل اللي قدر يقوله لها..



مشعل: ليش؟؟؟ ليش فاتن؟؟؟ ليش؟؟

ماردت عليه .. اصلا ماكو جواب ترد عليه.. اصلا كيف سمح لنفسه انه يجرمها بهالسؤال؟؟ من اللي غاب.. انا ولا اهو؟؟ منو اللي ما حرك خطوة وحدة تجاه الثاني؟؟ انا ولا اهو.. اصلا من المفروض اللي يتحرك للثاني؟؟ انا ولا اهو؟؟
وصدت عنه بتدخل البيت لكن راسها ضج بالدم اللي يفور .. والتفتت له مرة ثانية ترد على سؤاله بسؤال ثاني: .. ليش توك راد؟؟؟ ليش تاخرت؟؟؟
مشعل: يعني لاني تاخرت.... تروحين تتزوجينه؟؟؟ تتزوجينه اهو من بد الناس يا فاتن...؟؟؟



فاتن والقساوة اللي عمرها ما جاستها عمرت كل قلبها بهذاك الوقت.. البنت مجروحة.. الاحرى مذبوحة بحبها.. من هذا اللي ياي لها الحين يلومها في ذبحها؟؟ مو اهو السبب؟؟ مو اهو الجبان اللي تخلى عنها؟؟

فاتن: رد روح الشالية وتخبى فيه.. جان هذا حب.. معاذ الله منه.. الحب اللي يقوم به واحد مو حب يا مشعل.. مو حب..

خلاص.. دخلت فاتن عنه البيت واهي تبجي ودمعها يسجب من خاطر.. شابت روح فاتن بذيج الليلة.. خطواتها كانت معدودة لداخل البيت لكن بينت لها الدهر كله .. اول مرة بحياتها تبتعد جذي عن مشعل.. اول مرة اهي اللي تصد وتروح.. اول مرة اهي اللي تجرح وترحل.. لكن من اللي راح قبل؟؟ اهي ولا اهو؟؟؟ من اللي خان.. انا ولا اهو؟

دخلت البيت وهي تمشي بخطوات محسوبة بس من غير رؤية.. راحت لعند دارها وسكرت الباب بكل هدوء.. بكل تخشب انسدحت على السرير واهي على حالها بهدومها والشيلة على راسها اللي حطته عشان تنام... سكرت عيونها وهملت الدمعات زود بزود.. والعلبة.. ما زالت بين ايديها.. كانت تبي تموت .. تموت ويكون سبب ايقاف هالزواج سبب شرعي.. ما تبي تنتحر ولا تبي تشرد.. مو من طبعها الذل والعار.. كانت تبي رحمة الله تنزل عليها بهذاك الوقت.. وتموت.. لكن يا فاتن الموت برايج اهو الحل؟؟ ليش الناس دايما ليمن تواجهها المصائب والمواقف الصعبة الموت يكون الحل الاخير؟؟؟ علبالهم الموت سهل؟؟



ابكي يا فاتن دام فيج دموع.. وانت يا مشعل.. روح وغادر وارحل عن حياتها..
انت يا مساعد ظل باقي.. نشوف شنو اللي تقدر تقدمه.. من جروح والام .. او محبة واحلام..
جراح... لا تفقد الامل.. وخلك من المنطق السخيف.. يمكن هالمنطق نفسه يتيهك.. ويبكيك دم قلبك..
مريم.. يا اطيب مخلوق على هالدنيا.. يا ترى الدنيا شتخبي لج..
خالد.. رحلتك البعيدة عن بيت خالتك بهذيج الليلة.. منزلتها سعيدة.. ولا حزينة؟؟؟
 

pama girl

New member
إنضم
30 يونيو 2008
المشاركات
5,022
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
kuwait
القصة عجيبة واتشوق
ليلحين ما خصتها بس
بقيت أعلق هههههههه :)
 

pama girl

New member
إنضم
30 يونيو 2008
المشاركات
5,022
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
kuwait
مسكين مشعل :(
...
متى بتنزلين بارت يديد