
حين تحترق في قاع أرواحنا أغلى أمنياتنا ..وتستحيل رماداً..! وتصير الوعود سراباً ..والسعادة ترفاً ..نهرب من بؤرة أحزاننا إلى مروج الطفولة لنستريح بركن ذكرياتها الآمن ..ونستاف عبق أيامها .
هي لم تزل في صدورنا المرهقة ..حيةً .. محتفظةً بنقائها ، ولمسة سحرها النديةتمدنا بأكسجين الحياة كلما استنجدت أنفاسنا ..!كلماهبّت عواصف الفوضى وجلجلت القلوبكلما عطب عرق في قلوبنا.. وانقطع وتر .. واستغاث نبض تجرفنا موجة حنين إلى ذلك الطفل المتواري فينا نبحث عن قلبه المفروش برداً وورداً..نختبئ في ثيابه ونداوي به قلوبنا الملتاعة ..ساعة أو بعض ساعة ..ثم نغادر .. إشفاقاً على ذلك البرئ ..الذي لم يفقه لغة الانكسار ولا هيمنة الألم ، ولا خداع الشوك المندس في لغة الوردنغادره بابتسامة ذكرى تمحي عبوسة الأكدار و ترسم على شفاه الحاضر ظلاً من أخيلة السعادة ..نعود ونترك لعصافير الحقل وفراشاتهأهازيج الفرح ورقصات الأجنحة .. نعود..وشيء من عطر الطفولة لايزال عالقاً بين الأنفاس !. حديث الروح / ولي نبض آخر