أظن أكبر وحده ( عمريا ) تكتب بها الموضوع أنا و بكل فخر لأن عمري الحين 52 يعني وقت الغزو 33 سنة
و أظن إني أكثر وحده تبهذلت بالغزو ( بدون نكران فضل الشهداء اللي في أعلى مكانة )
من ليلة الغزو ما نمت - و من الساعة 5 الصبح تبهذلت و هانوني عيال الـ....... ، تواجهت معاهم و أنا رايحة الوزارة و كان ممكن يقتلوني لأني تحديتهم بس الله كتب لي عمر لكن لأول مرة بحياتي أتعرض للإهانة
و من لحظتها و أنا بمواجهة ورا مواجهة بشوارع الكويت و ما رديت بيتي و اضطريت أترك عيالي و أطلع من الكويت ،،، بس رديت دخلت بيوم 31/ 8 و صادوني على الحدود و كان مفروض يعدموني لكن ربي كتب لي أعيش و فلت من إيدهم
و تواجهت معاهم بدون خوف مرة ثانية و كانت لي مشاركاتي الصغيرة مع أبطال مثل اللواء محمود الدوسري و الفجي و الشيخ طلال الفهد و غيرهم ،، تحديت منع التجول و طلعت أنصاص الليالي لأني حافظة شوارع الكويت
و رديت طلعت من الكويت بس أخذت عيالي و ها المرة عن طريق البصرة و إيران و ربي ستر علينا دخلنا بالغلط حقل ألغام و انكتب لنا عمر ،، و طبعا الإيرانييييييين ما قصروا بهذلة فينا و إقامة جبرية و مصادرة لجوازاتنا ،،، لكن قدرت أنحاش منهم بعد ما نمت بشوارع طهران و على الرصيف
رحت الإمارات - دبي تحديدا و عشت مغامرة مرعبة أكثر ،، مطاردة من كاولي كردي ما أدري شنو كان يبي ، و مطاردة من كويتييييييييييين حاولوا ياخذون مني أفلام تصور عمليات للمقاومة الكويتية حتى يبيعونها على وكالات الأنباء و بدم عيالنا ينغنغون حالهم بالدولار ،،،
و سافرت إلى الظهران بعد ما تركت عيالي عند ناس إماراتيين طيبين و عشت بهذلة من نوع ثاني و الأبطال كانوا كويتييييييين في قمة النذالة - و ببركات اللواء عبدالحميد الحجي و أمير منطقة الظهران عديت الظرف و تهيأت لدخول الكويت بس منعني الله يرحمه الشيخ علي الصباح - بوثامر خوفا على حياتي لكني دشيت من حفر الباطن بعد شد و جذب مع الشيخ أحمد الحمود
و صادوني قوات الكلب -أعزكم الله - بس عبرت الحدود و عشت رعب من نوع جديد بين السجون و التحقيق و المعتقلات - و المصيبة كان معاي مبالغ مالية كبيرة - من حلالي - علشان أعطيها للمحتاجين بالكويت
و بعد 3 أيام من العذاب ربي كتب لي النجاة و طلعت لكن اللي معاي لليوم ماردوا و هقوتي إن ربي أكرمهم بالشهادة
سويت اللي علي و طلعت من الكويت من منفذ النويصيب باللف و الدوران و رحت السعودية و تنقلت بكذا مكان فيها بعد ما جابوا لي عيالي من دبي و مع فجر التحرير تركت عيالي بالسعودية و دشيت الكويت مع القوات الأميركية و شفت مناظر ما تنساها الذاكرة لكن رغم مرارتها إلا إن شوفة الوجوه الطيبة - الكويتيين الصامدين و هم يحيوننا بالموكب الكبير بكاني من الداخل مثل ما بكيت يوم الغزو و لما سمعت خبر استشهاد شهيد دسمان البطل فهد الأحمد
و كان أبشع شي يومها خوفي من روحتي لبيت العايلة و ألقاهم ميتين - خصوصا إني سمعت إنهم اعتقلوا وحدة من خواتي و طلبوا أبوي لأنهم كانوا يبونهم يسلموني للعراقيين بس تالي دريت بعد ما شفتهم بخير إنهم إنكروا معرفتهم فيني و أبوي اللي يموت علي أنكر أبوته لي حفاظا على باقي خواتي و العايلة ،،،
ذكرياتي من الغزو تصلح فيلم سينمائي بس الفيلم الأقوى منه الحالة المتردية اللي نعيشها الحين لأن نفوسنا ما عادت نظيفة مثل قبل و لأن الطيبة - بعد ما كانت سمة الكويتيين - بدت تهجرنا و الله يستر علينا و على الأجيال التالية
و عذرا للإطالة