** * * **
**البارت الاول*
** * * * * * * * * * * *سمر*
وقفت سمر بقامتهاالممشوقة امام المرآة وسط غرفتها الفاخرة ذات الجدران المجلية
*اللون الوردي، و أخذت تتفرس بملامح وجهها بدقة ، كانت طويلة القامة سمراء فاتحة*
السمار ، سنترال جميل محبب الى النفس ، كانها تحفة غالية ، عيناها واسعتان
*شروطتان ، انفها دقيق وفمها صغير و ابتسامتها رائعة تكشف عن أسنانها المرتبة و*
تظهر غمازتان زادتا من روعة وجهها ، كانت جميلة و كثيراً ما شبهوها بعارضات*
الأزياء نظرا لطول قامتها و قوامها الممشوق ، وكانت الوحيدة بين اختيها ذات اللون*
الأسمر ووالدتها تقول انها ورثت السمار من جدها لامها ، كانت مميزة و هي اكبر*
أخواتها البنات و يكبرها بعامين شقيقها الوحيد شاهين ، كانت سمر في الثالثة و*
العشرين من عمرها ، و قد تخرجت من كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية منذ عام ، و*
عينت بواسطة والدها السيد عبدالله رجل اعمال الثري المشهور مدرسة بنفس منطقة*
سكنهم الراقي و طالما فتنت بها تلميذاتها الصغيرات فلم يمر عليها يوم الا وعادت الى*
المنزل تحمل الورود من طالباتها ، كانت سمر ترتدي اليوم قميصاً طويلاً ضيقاً يظهر*
تناسق جسدها و ينعكس لونه السماوي على بشرتها فيضيف عليها ظلا جميلا*
يناسبها ، وقد تركت شعرها الاسود اللامع منسدلاً على كتفيها ، و تساءلت بينها و*
بين نفسها : ترى هل سأعجبه ؟ و كانت تقصد بذلك هاني ابن عمها ، كان هاني ابن*
عمها الاكبر عاد لتوه من الولايات المتحدة بعد ان تخرج هو و اخوه عادل الذي يصغره*
*
*بعام واحد من كلية الهندسة ، وفد فتنت سمر بهاني منذ صغرها ، كان يبهرها*
بوسامته و خشونته و لطالما حلمت به ، كانت تتبعه أينما ذهب و تشعر بالغيرة عليه*
عندما يلعب مع بنات العائلة الأخريات ، و كانت تنتظر يوم الخميس و هو يوم تجمع*
الاعائلة في بيت جدها لأبيها حتى تراه و تحزن اذا غاب هاني عن الزيارة لأي سبب*
سواء الدراسة او المرض . وقد كتمت سمر مشاعرها نحوه حتى عن اقرب الناس اليها*
من أخواتها البنات او والدتها ، لم يعرف بذالك احد الا هديل ، و هديا هي ابنة عمتها*
و هي في عمر سمر ، ولدتها في نفس الشهر و نشأتا معاً ،. وكانت هديل صديقة*
حميمة لسمر و طالما باتت في منزلها ايام العطل ، فهديل ابنة وحيدة طلقت عمتها بعد*
ان أنجبتها من زوجها و لم تتزوج بعد ذالك خوفا على هديل ، و كانت سمر تحكي لها*
جميع أسرارها و تحبها اكثر من اختيها الشقيقتين و تباعدت سمر عن اختيها مع*
الوقت و اكتفت بهديل و كانت أختاها إغارات من هديل احيانا لكن ذلك لم يمنع سكر*
من حبها و قربها ، و عندما قرر هاني السفر الى امريكا للدراسة حزنت سمر كثيرا و*
بكت كثيرا على صدر هديل و خافت انا يقع هاني في حب فتاة أمريكية و يتزوجها*
هناك ، وكانت تدعوا كل ليلة أن يعود لها خاطبا ، كل ذلك وهي لم تصارح هاني*
ومشاعرها و كانت تامل ان يشعر بها يوما فهي تلاحظ إعجابه بجمالها و نظراته لها و*
كان ذلك يفرحها كثيراً ، وقد مرت سنوات دراسته في الخارج و تخرج اخيراً و عاد*
الى الكويت ، و اليوم هو العيد و هذا اول عيد يحضره هاني مع العائلة منذ سفره
*للدراسة ، صحيح انه عاد الى الكويت خلال بعض العطل الا انه لم يحضر العيد منذ
سنوات، و كانت سمر تقول في نفسها ان هذا العيد عيد حقيقي برجوع حبيبها لذلك*
قضت و قتا طويلا لانتقاء ملابسها لهذا اليوم و تسريح شعرها و وضع مكياجها فهي*
سعيدة و تريد ان تلفت نظره ... و فجأه أفاقت سمر من تأملاتها على صوت هاتفها
*النقال يرن ، نظرت الى اسم المتصل فإذا هي هديل ... ردت سمر : الو ، قالت هديل
*ضاحكة : كيف حالك ؟ كيف اعصابك ؟
*
سمر : قلبي يدق بعنف و كأنني ذاهبة الى حرب .
*
هديل : هاهاها جمدي قلبك كيف تبطين ؟
*
سمر : لا اعرف انتظر رأيك آه ادعي لي بان اعجبه .
*
هديل : أكيد ستعجبينه كوني واثقة من نفسك ... حسنا لا تتأخرين أراك قريبا .
*
سحبت سمر نفسها عميقا و هي تلتقط حقيبتها الأنيقة التي قضت و قتا طويلا تدور*
في الاسواق بحثا عن حقيبة تناسب زيها و لونه ، وقبل ان تنزل في بهو المنزل رفعت*
راسها الى السماء و قالت بحرارة : يارب اجعل هاني من نصيبي ، و خفق قلبها*
باملها .*
** * * * * * **
** *
** **