رد: இணஇ حملة تعالي معنا و اسعدي♥للمتفائلات♥ج 3 இணஇ
حوار مفتوح عن دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله
{{مع الشيخ الدكتور / عبد العزيز بن محمد آل عبد اللطيف
الأستاذ المشارك في قسم العقيدة و المذاهب المعاصرة بجامعة الإمام في الرياض
الذي قدم أطروحة بعنوان : دعاوى المناوئين لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب - عرض ونقض – }}
1. ما هو واقع الأمة قبل دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - ؟ بمعنى آخر ماهي مبررات قيام الشيخ بهذه الدعوة
جــ 1 / كان واقع الأمة الإسلامية - قبل الدعوة الإصلاحية للشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - - حافلاً بالانحرافات العقدية والسلوكية , إذ قد استفحل الشرك والخرافات , وظهرت المحدثات والمنكرات , وغابت الفضائل , و اندرست أصول الدين , و انمحت معالم التوحيد , و تمزّقت الأمة شيعاً و أحزاباً , و استولى الخوف و الهلع , و غلب الضعف الاقتصادي , و الفقر الحضاري - كما هو مبسوط في موضعه - .
و قد كشف الشيخ الإمام عن هذا الواقع القاتم - في نجد – و حكى – مثلاً - أن بادية نجد يكذبون بالبعث , و ينكرون الشرائع , و يفضّلون حكم الطاغوت على حكم الله - تعالى - , كما أورد - رحمه الله - أمثلة ظاهرة وأحداثاً واقعة في بلاد نجد على ذلك الانحراف , مثل اتخاذ القبور مساجد , و التعلق بالأشجار , و التبرك بالأحجار , و الغلو في أدعياء الولاية .
فجاءت هذه الدعوة التجديدية لإحياء ما اندرس من دين الله , ودعوة الناس إلى الإسلام و السنة , و بيان التوحيد بكل صفاء و نقاء , بعيداً عن شكوك المتكلمين , و شطحات المتصوفة , و التحذير من الشرك و مجانبته و سد الذرائع المفضية إليه .
و قد سطّر الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب خلاصة دعوته في رسالته إلى عبد الرحمن السويدي - أحد علماء العراق - قائلاً : " أخبرك أني و لله الحمد متبع , و لست بمبتدع , عقيدتي و ديني الذي أدين الله به مذهب أهل السنة و الجماعة الذي عليه أئمة المسلمين , مثل الأئمة الأربعة , وأتباعهم إلى يوم القيامة , لكني بيّنت للناس إخلاص الدين لله , و نهيتهم عن دعوة الأحياء و الأموات , و عن إشراكهم فيما يعبد الله به , من الذبح و النذر و التوكل و السجود و غير ذلك مما هو حق لله لا يشركه فيه ملك مقرّب , لا نبي مرسل , وهو الذي دعت إليه الرسل أوّلهم إلى آخرهم , وهو الذي عليه أهل السنة والجماعة " ( مجموعة مؤلفات الشيخ 5/36 ) .
2. ما هو موقف الشيخ محمد بن عبد الوهاب من آل البيت - رضي الله عنهم - ؟
جــ 2 / من المعلوم بالضرورة أن الشيخ الإمام على طريقة أهل السنة و الجماعة , هو يحبّ أهل بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - , و يحفظ فيهم وصية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حيث قال : " أذكّركم الله في أهل بيتي ( ثلاثاً ) " ( أخرجه مسلم ) .
كما أنه وسائر أهل السنة والجماعة وسط تجاه آل البيت بين جفاء النواصب , و غلو الروافض .
و لما أنكر بعض أتباع دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب تقبيل يد أحد الأشراف – في الأحساء – و لبسه الأخضر , فعاتبهم الشيخ الإمام على هذا الإنكار و بيّن طرفاً من حقوق الآل فقال : " و أما تقبيل اليد فلا يجوز إنكار مثله , و هي مسألة فيها اختلاف بين أهل العلم , و قد قبّل زيد بن ثابت يد ابن عباس و قال : هكذا أمرنا أن نفعل بأهل بيت نبينا , و على كل حال فلا يجوز لهم إنكار كل مسألة لا يعرفون حكم الله فيها , و أما لبس الأخضر فإنها أحدثت قديماً تمييزاً لأهل البيت لئلا يظلمهم أحد , أو يقصّر في حقهم من لا يعرفهم , و قد أوجب الله لأهل بيت رسول الله على الناس حقوقاً , فلا يجوز لمسلم أن يسقط حقهم , و يظن أنه من التوحيد , بل هو من الغلو , و نحن ما أنكرنا إلا إكرامهم لأجل ادّعاء الألوهية فيهم , أو إكرام المدّعي لذلك " ( مجموعة مؤلفات الشيخ 5/284 ) .
وقد سمّى الشيخ الإمام أكبر أبنائه عليّاً , وكذا سمّى حسيناً وفاطمة - رحمهم الله - .
3. ما هو سبب النفرة الشديد من قبل البعض من دعوة الشيخ محمد - رحمه الله - ؟
جــ 3 / يحتمل أن هذه النفرة باعثها معلومات مكذوبة و أقاويل مغلوطة عن هذه الدعوة المباركة , فقد ألصق بهذه الدعوة الكثير من الأكاذيب و المفتريات , كما أن جملة من الاعتراضات و الشبهات التي أثيرت حول هذه الدعوة الإصلاحية لأجل ألفاظ مجملة محتملة , و أسماء لا تخلو من اشتراك و إيهام , مثل إطلاق التكفير , و تحريم التوسل.. و لو أنصف القوم , و نظروا في تراث هذه الدعوة , لاستبان الأمر , و زال الاشتباه و الأشكال , و من أسباب هذه النفرة و المكايدة لهذا الدعوة ما سطّره أهل الأهواء ضد هذه الدعوة - لاسيما الصوفية و الرافضة - حيث سوّدوا الصحائف و الرسائل في الكيد لهذه الدعوة و التحذير منها , فإن هذه الدعوة السلفية تناهض بل و تحارب مظاهر الشرك والوثنية و الغلو في الأئمة و الأولياء .
و التصوف الغالي و التشيع يقومان على عمارة المشاهد و الأضرحة , و تأليه البشر .
إضافة إلى العداء السياسي , و الحروب التي قامت في جزيرة العرب بين آل سعود و خصومهم - مع بداية الدولة السعودية الثالثة - إذ لا يزال بعضهم يجتر تلك الأحداث و الحروب , و يحمّل الدعوة السلفية ما لا تحمله , كما أن السياسات المعاصرة قد تقلب الحقائق , و تتلاعب بالوقائع , و تستعين بأرباب العقول المعيشية في تزويق الباطل و الوثنية , و تشويه الحق و التوحيد .
وأيضاً فإن بعض متسننة هذا العصر قد غشيتهم الانهزامية , و اعتراهم الخور و الهوان تجاه الكفرة و المبتدعة , فصار مقصودهم و هجيراهم : التعايشي السلمي , و هاموا في أحلام الإنسانية , و استروحوا التودد و المداهنة للأعداء , و النكوص عن ميادين المدافعة و الاحتساب , و من ثم فقد شرقوا بهذه الدعوة و ما تقرّره من مسائل التكفير والقتال , و الولاء و البراء , و ربما عمدوا إلى " تهذيب " , دعوة الشيخ الإمام وتطويعها بما يتفق مع عجزهم و خورهم .
و المقصود أن هذه النفرة و الانقباض سرعان ما يزول أو يقلّ عند مطالعة تراث هذه الدعوة مع تحري العدل و الإنصاف , و التحرر من المواقف المتحاملة , و المقررات السابقة .
4. هل تعتبر الوهابية مذهبا منفرداً كالمذاهب الأربعة ؟
جــ 4 / يقول الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - " لست ولله الحمد أدعو إلى مذهب صوفي أو فقيه , أو متكلم أو إمام من الأئمة الذين أعظمهم مثل ابن القيّم و الذهبي و ابن كثير و غيرهم , بل أدعو إلى الله وحده لا شريك له , و أدعو إلى سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التي أوصى بها أول أمته و آخرهم... " ( مؤلفات الشيخ 5/252 ) .
و قال في رسالة أخرى : " و أخبرك أني و لله الحمد متبع , و لست بمبتدع , عقيدتي و ديني الذي أدين الله به مذهب أهل السنة و الجماعة الذي عليه أئمة المسلمين , مثل الأئمة الأربعة و أتباعهم إلى يوم القيامة . " ( مؤلفات الشيخ 5/36 )
و قال في رسالة ثالثة : " و أما مذهبنا فمذهب الإمام أحمد بن حنبل إمام أهل السنة , و لا ننكر على أهل المذاهب الأربعة إذ لم يخالف نصّ الكتاب و السنة و إجماع الأمة و قول جمهورها . " ( مؤلفات الشيخ 5/107 )
و المقصود أن دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب هي امتداد لمذهب السلف الصالح في المسائل و الدلائل , فليست مذهباً جديداً كما يدّعي بعضهم , و خص الشيخُ الإمامَ أحمدَ , لأنه أظهر السنة و صبر على المحنة.. و كان كثيراً ما يتمثل هذه الأبيات :
" بأي لسان أشكر الله إنه --- لذو نعمة قد أعجزت كل شاكر
حباني بالإسلام فضلاً و نعمة --- علي و بالقرآن نور البصائر
وبالنعمة العظمى اعتقاد ابن حنبـل --- عليها اعتقادي يوم كشف السرائر "
( تاريخ ابن بشر 1/91 ) .