تهاني العايش
تصنيف الكتآب ::
ثقآفه عآمه
نبذه عن الكتاب ::
حين ندرس وافر القوم، نجدُ أن غالبيتهم لم يختاروا ذاتهم في معنى الغنى الذاتي للإنسان، بل أنهم عاشوا ذاتهم ولكنهم انطلقوا على أساس أن يتبعوا الصوت ليكونوا الصدى ويمارسوا ما تمليه عليهم العادات والتقاليد والأعراف السائدة، لذلك فمسألة أن تحاور نفسك هي أن تقتحم الفكر الذي قد لا يكون فكر الرغبة، أو تقتحم العاطفة التي قد تكون نزوةً ولا تكون عمقاً في معنى الروح, وتواجه (الأنت) مواجهة الأنداد تجادلهُ وتحاوره حتى تصِلان إلى نقطة التقاء تُسيّران الحياة على أساسها بكل قناعة ورضا من كليكما؛ خيراً لكَ مِن أن تدخل في مشروع ما, هُنا وهناك أو تخوض تجربة ما، فتكتشف أنها لا تُمثل ما تتطلع إليه مِن مُستقبل وأنك ما خُضت غِمارها إلا وفق أهواء ما هو سائد, لا ما تُريده أنت)). إننا نقتاتُ الحاضر، على أساس أنهُ لقمة اشتهيناها في الماضي، فنحنُ نتشبث بالماضي أياً كان، ونقدسهُ ، وبذلك يتجمَّد الحاضر ويتيهُ المستقبل، لأننا لسنا مشدودين إلى فهم هذا الماضي وأنه فكر انطلق من خلال أُناس كانت لهم تجربتهم الثقافية، وقد تكون هذه التجربة محدودة ومحصورة في نطاق مختلف ضيق يخصهم لوحدهم.ولكن وقبل خوض غمار النقاش في ماهية الحوار مع الغرب نحتاج لاستيعاب معنى الحوار كعلم قائم بذاته له قواعده ,وضوابطه ,وأهدافه ُ التي بتحقيقها تتحققُ الغاية منه .ولهذا فقط أضعُ هذا الكتاب بين أيديكم .. تهاني العايش