رنين
New member
- إنضم
- 30 نوفمبر 2005
- المشاركات
- 2,771
- مستوى التفاعل
- 1
- النقاط
- 0
ليلة من ألف ليلة و ليلة .. لكن حكايات تعيش بيننا
الجمعة 28 مايو 2010 مساءا
صوت الأذكار الجماعي يتردد مع مغيب هذا اليوم ترى أيضا أيادي ترتفع للدعاء و دموع صادقه تهطل من العيون .. يا الله باسمك الحافظ احفظ إسطول الحرية باسمك يارب الوكيل وكلناك أمرهم وباسمك ياالله الجبار القهار المقتدر أرنا جبروتك ومقدرتك وقهرك بالصهاينة الأشرار، باسمك ياالله الودود اللطيف الطف بنا ومن معنا وجميع القافلة وأهلنا بغزة وباسمك ياالله السلام ارجعنا سالمين وسلّم جميع الركب وباسمك ياالله القوي لاتُمّكن الصهاينة من تلك الزمرة المبحرة في ملكوتك وسمائك وباسمك ياالله الوهاب الرزاق ارزقنا مبتغانا وهب لنا نصرا مؤزرا على الصهاينة وارزقنا رِزقا من عندك فلا ينفد زاد الركب في الراحلة، وباسمك ياالله الرحيم ارحم تلك الجموع المتجة لغزة وباسمك الهادي اهد كافرهم واشرح صدورهم لنور اسلامك يارب يارب ياسامع الدعاء يا مجيب الرجاء ياكاشف البلاء يامن يجب المضطر إذا دعاء ويكشف السوء سبحانك يارب سبحانك ما أعظم شانك ما أحلمك ما ألطفك ما أقواك… يارب احفظنا وجمنا يارب وانصرنا وركبنا على أعدائنا ياناصر المستضعفين ياالله … امييين
في هذا المساء أصبحت المترجم الرسمي و المذيعة الأساسية للجزيره الوثائقيه و للعديد من القنوات الأخرى .. صورت مقابلات مع أكثر من 5 أشخاص .. كل له قصته و حكايته .. بالمناسبة الفلم الوثائقي سينشر بالتركية و الإنجليزية و العربية و الذي يقومون بعمله أب تركي هو الذي يكتب السيناريو و إبنته الشابه “سنام” هي المصوره و زوجته “شيل ” هي التي ترتب المقابلات و المذيعة الرئيسية في الفلم .. رائع تمازجهم كعائله معنا على متن السفينة .. و لنبدأ بالقصص
سأبدأ بذلك الرجل اللبناني الذي تراه يمازحنا تارة ثم يبكي تارة .. كان رجل غريب الأطوار بالنسبة لي .. كنت جالسة في الطابق الرابع مع السفينة العملاقة ما شاء الله مع المحامي العم مبارك المطوع .. عندما رأى ذلك الرجل اللبناني قال لي : لا أعرف كيف يستطيع هذا الرجل الإبتسام .. ثم عرفت القصة من العم أبو محمد مباشرة .. أبو محمد اللبناني من بعلبك توجه إلى كندا في سنة 2002 و بدأ يعمل هناك لتوفير حياة أفضل و طمعا منه بأن يدخل أبنائه الخمسة جامعات مرموقة .. في سنة 2006 شهر مارس حصل على إقامة ن السلطات الكندية لعائلته للإنتقال معه لكندا فرح فرحا كبيرا .. لكن أبناءه يجب أن يكملوا سنتهم الدراسية الأخيرة و ينتقلوا جميعا له أكبرهم محمد تخرج من الحقوق بعدها بشهرين و البقية بين الجامعة و الثانوية .. في بداية صيف 2006 كان يجلس أبو محمد على التلفاز يتابع أخبار الحرب الصهيونية على لبنان خصوصا أن بيته يقع في الجنوب ..
تفاجأ بأن يرى بيته يقصف أمامه .. حاول الإتصال بأبنائه و زوجته لم يرد أحد .. حاول الإتصال بأهله و هم يتوهونه .. بعد إلحاحه الشديد أخبروه أن زوجته الحنون أم محمد و أولاده الأربعو إستشهدوا و بقيت له إبنة واحدة فقط بشرى .. يتحدث و يقول بيني و بين الصهاينة ثأر لن ينقضي إلا بإستشهادي .. و تصارعه دموعه و هو يقول وصيتي إنني حفرت قبرا جنب القبر الجماعي التي دفنت فيه زوجتي و على يمينها اثنين و على شمالها اثنين من أبنائها في القبر ذاته .. وصيتي أن أدفن جنبهم حتى أرتاح .. رجل يحمل كل الغضب للصهاينة و بالوقت ذاته كل الحب و الحنية للإنسانية ..
ثم ذلك الشاب الأسباني مانويل الذي بدأ رحلته مع العمل الإنساني من خلال فلم وثائقي عن اللاجئين في لبنان “للعلم في لبنان مخيم عين الحلوة و النهر البارد من أسوأ المخيمات الفلسطينية على الإطلاق” .. يقول بإنجليزية لهجتها أسبانية أنا كرهت الصهاينه و دولتهم المزعومة من هول ما رأيت من مآسي .. و من حينها و أنا أستغل أي فرصه في حياتي لأعيد الحق لأصحابه .. و هو طوال الوقت يمسك زيجارته و يتلذذ بشتم الصهاينة .. غريب أن يهب هؤلاء الناس حياتهم لأي مظلموم و نتردد نحن في ذلك .. و لا أنسى لورا تلك الفتاة الأسبانية معه التي لا تتقن الإنجليزية و هي معنا لعمل فلم وثائقي عن السفينة بالأسباني .. اه كم هم متفانين في خدمة فلسطين ..
لبنى مصاروة .. فتاة شابة فلسطينية من الضفة الغربية .. لا تكل و لا تمل .. جريئة و مؤدبه في الوقت ذاته .. تعمل بكل ثقة و إحترافيه للقضية .. وضعها معنا خطر لأنها إن إعتقلت بواسطة الصهاينة ستسجن لكنها لا تأبه بذلك و تقول من كل قلبها “هذه كظيتنا إذا ما عشنا لها نعيش لإيش و م راح يصيبنا إلا إللي ربنا كاتبه” .. مما لفت نظيري إنها جائتني تطلب مني شالا تلفه على خصرها لأنه قميصها قصير و هي غير مرتاحه بهذا الوضع .. قد لا تكون محجبة و قد تكون جريئة جدا لكن يظل الحياء شيء لا ينتزع إن كان موجودا في داخل القلب ..
الغريب إنني هنا قلبي قلق على أهلي في الكويت أكثر من قلقي على نفسي بمراحل .. أنا مرتاحه و مطمئنه لأبعد مدى .. لأننا أعلم أن الله سيختار لنا ما فيه الخير و إن كان في ظاهره الشر و لأنني إستخرت كثيرا و إستشرت كثيرا و تأكدت من موافقة عائلتي التامة قبل ركوبي على متن السفينة و لله الحمد فلا أجد ما أخاف عليه غير أن أكون مصدر قلق لأمي الغالية اللهم إحفظها و إجعلها لنا ذخرا و طمن قلبها يا رب و صبرها يا رب
إلى هذا المساء الثاني على متن السفينة و الجو الرائع و القمر المنير عندما تحاول السير في أي بقعه منها ستجد “سليب باغ” و داخله إنسان .. بين القاعات على السطح في الممرات في غرفة الصحافة داخل قارب النجاة في كل مكان ..
الكل ينام بأمان في وضع قد يكون صعب لكن لا تجد أي تذمر منهم على كبر سنهم أو مناصبهم فالكثير منهم برلمانيين أم رجال أعمال أو أطباء أو ممثلين عن هيئات إغاثية عالمية أو شيوخ دين مع ذلك تجدهم صبورين مع إبتسامه رائعة يحملونها لك عند الفجر.. اه الفجر الرائع الذي يحمل لدينا نور الشمس .. الشمس ذاتها التي تشرق على أهلنا في غزة .. و ينعكس على صفحة مياه البحر الحنونة الزرقاء .. البحر ذاته الذي يقبل شواطيء غزة في كل حين .. للهم أوصلنا لغزة سالمين يا رب
قضيت في هذه لليلة وقتا طويلا مع نفسي أفكر في حياتي إلى أين هل أكمل هذا الدرب الذي لا أحس بالراحة و الأمان إلا فيه ؟! اللهم يسر لي ما تحب و ما أحب ..
الجمعة 28 مايو 2010 مساءا


في هذا المساء أصبحت المترجم الرسمي و المذيعة الأساسية للجزيره الوثائقيه و للعديد من القنوات الأخرى .. صورت مقابلات مع أكثر من 5 أشخاص .. كل له قصته و حكايته .. بالمناسبة الفلم الوثائقي سينشر بالتركية و الإنجليزية و العربية و الذي يقومون بعمله أب تركي هو الذي يكتب السيناريو و إبنته الشابه “سنام” هي المصوره و زوجته “شيل ” هي التي ترتب المقابلات و المذيعة الرئيسية في الفلم .. رائع تمازجهم كعائله معنا على متن السفينة .. و لنبدأ بالقصص

سأبدأ بذلك الرجل اللبناني الذي تراه يمازحنا تارة ثم يبكي تارة .. كان رجل غريب الأطوار بالنسبة لي .. كنت جالسة في الطابق الرابع مع السفينة العملاقة ما شاء الله مع المحامي العم مبارك المطوع .. عندما رأى ذلك الرجل اللبناني قال لي : لا أعرف كيف يستطيع هذا الرجل الإبتسام .. ثم عرفت القصة من العم أبو محمد مباشرة .. أبو محمد اللبناني من بعلبك توجه إلى كندا في سنة 2002 و بدأ يعمل هناك لتوفير حياة أفضل و طمعا منه بأن يدخل أبنائه الخمسة جامعات مرموقة .. في سنة 2006 شهر مارس حصل على إقامة ن السلطات الكندية لعائلته للإنتقال معه لكندا فرح فرحا كبيرا .. لكن أبناءه يجب أن يكملوا سنتهم الدراسية الأخيرة و ينتقلوا جميعا له أكبرهم محمد تخرج من الحقوق بعدها بشهرين و البقية بين الجامعة و الثانوية .. في بداية صيف 2006 كان يجلس أبو محمد على التلفاز يتابع أخبار الحرب الصهيونية على لبنان خصوصا أن بيته يقع في الجنوب ..
تفاجأ بأن يرى بيته يقصف أمامه .. حاول الإتصال بأبنائه و زوجته لم يرد أحد .. حاول الإتصال بأهله و هم يتوهونه .. بعد إلحاحه الشديد أخبروه أن زوجته الحنون أم محمد و أولاده الأربعو إستشهدوا و بقيت له إبنة واحدة فقط بشرى .. يتحدث و يقول بيني و بين الصهاينة ثأر لن ينقضي إلا بإستشهادي .. و تصارعه دموعه و هو يقول وصيتي إنني حفرت قبرا جنب القبر الجماعي التي دفنت فيه زوجتي و على يمينها اثنين و على شمالها اثنين من أبنائها في القبر ذاته .. وصيتي أن أدفن جنبهم حتى أرتاح .. رجل يحمل كل الغضب للصهاينة و بالوقت ذاته كل الحب و الحنية للإنسانية ..
ثم ذلك الشاب الأسباني مانويل الذي بدأ رحلته مع العمل الإنساني من خلال فلم وثائقي عن اللاجئين في لبنان “للعلم في لبنان مخيم عين الحلوة و النهر البارد من أسوأ المخيمات الفلسطينية على الإطلاق” .. يقول بإنجليزية لهجتها أسبانية أنا كرهت الصهاينه و دولتهم المزعومة من هول ما رأيت من مآسي .. و من حينها و أنا أستغل أي فرصه في حياتي لأعيد الحق لأصحابه .. و هو طوال الوقت يمسك زيجارته و يتلذذ بشتم الصهاينة .. غريب أن يهب هؤلاء الناس حياتهم لأي مظلموم و نتردد نحن في ذلك .. و لا أنسى لورا تلك الفتاة الأسبانية معه التي لا تتقن الإنجليزية و هي معنا لعمل فلم وثائقي عن السفينة بالأسباني .. اه كم هم متفانين في خدمة فلسطين ..

لبنى مصاروة .. فتاة شابة فلسطينية من الضفة الغربية .. لا تكل و لا تمل .. جريئة و مؤدبه في الوقت ذاته .. تعمل بكل ثقة و إحترافيه للقضية .. وضعها معنا خطر لأنها إن إعتقلت بواسطة الصهاينة ستسجن لكنها لا تأبه بذلك و تقول من كل قلبها “هذه كظيتنا إذا ما عشنا لها نعيش لإيش و م راح يصيبنا إلا إللي ربنا كاتبه” .. مما لفت نظيري إنها جائتني تطلب مني شالا تلفه على خصرها لأنه قميصها قصير و هي غير مرتاحه بهذا الوضع .. قد لا تكون محجبة و قد تكون جريئة جدا لكن يظل الحياء شيء لا ينتزع إن كان موجودا في داخل القلب ..
الغريب إنني هنا قلبي قلق على أهلي في الكويت أكثر من قلقي على نفسي بمراحل .. أنا مرتاحه و مطمئنه لأبعد مدى .. لأننا أعلم أن الله سيختار لنا ما فيه الخير و إن كان في ظاهره الشر و لأنني إستخرت كثيرا و إستشرت كثيرا و تأكدت من موافقة عائلتي التامة قبل ركوبي على متن السفينة و لله الحمد فلا أجد ما أخاف عليه غير أن أكون مصدر قلق لأمي الغالية اللهم إحفظها و إجعلها لنا ذخرا و طمن قلبها يا رب و صبرها يا رب
.. أحبك أماه أحبك من كل قلبي ..

إلى هذا المساء الثاني على متن السفينة و الجو الرائع و القمر المنير عندما تحاول السير في أي بقعه منها ستجد “سليب باغ” و داخله إنسان .. بين القاعات على السطح في الممرات في غرفة الصحافة داخل قارب النجاة في كل مكان ..

الكل ينام بأمان في وضع قد يكون صعب لكن لا تجد أي تذمر منهم على كبر سنهم أو مناصبهم فالكثير منهم برلمانيين أم رجال أعمال أو أطباء أو ممثلين عن هيئات إغاثية عالمية أو شيوخ دين مع ذلك تجدهم صبورين مع إبتسامه رائعة يحملونها لك عند الفجر.. اه الفجر الرائع الذي يحمل لدينا نور الشمس .. الشمس ذاتها التي تشرق على أهلنا في غزة .. و ينعكس على صفحة مياه البحر الحنونة الزرقاء .. البحر ذاته الذي يقبل شواطيء غزة في كل حين .. للهم أوصلنا لغزة سالمين يا رب
قضيت في هذه لليلة وقتا طويلا مع نفسي أفكر في حياتي إلى أين هل أكمل هذا الدرب الذي لا أحس بالراحة و الأمان إلا فيه ؟! اللهم يسر لي ما تحب و ما أحب ..