ذهبت العاصفة.. وبدأ حصد النتائج: قتيل و3 مفقودين.. ومئات الحالات راجعت المستشفيات
رجال الإطفاء البحري ينقلون جثة المواطنالمجسمات تحطمت
ماجد النعمة
انتهت العاصفة الترابية، او كما اطلق عليها الغول الترابي، لكن نتائج هذه العاصفة غير المسبوقة لا تزال جاثمة، اذ تبين ان مواطنا توفي في حين مازال البحث جاريا عن 3 من رفاقه، بينهم رجل اطفاء، ضلوا الطريق في منطقة البر.
ولم يكن يوم امس الاول يوميا عاديا في مستشفيات الكويت والمراكز الصحية، فالعاصفة الترابية التي غطت البلاد، والتي زارت كل بيت، اخترقت المستشفيات وطالت اغلب اروقة المستشفيات، وذلك من خلال بواباتها الرئيسية والنوافذ التي كانت مفتوحة.
العاصفة الترابية التي طالت كل شيء في البلاد، كان اذاها كبيرا على مرضى الجهاز التنفسي الذين حبسوا في بيوتهم في ذروتها، لعدم استطاعتهم الذهاب الى المستشفيات والمراكز الصحية بسبب سوء الاحوال الجوية، حيث ساءت احوال كثيرين منهم، واعتمدوا على اجهزة التنفس التي يمتلكونها في منازلهم.
وتفاعلت وزارة الصحة مع الحدث منذ البداية، حيث اعلنت عن تفعيل خطة الطوارئ، وبناء عليه استدعي الاطباء العاملون في اقسام الحوادث في جميع المستشفيات، وتم الاستعداد لاستقبال مرضى الجهاز التنفسي وفق ما هو متوقع مع الظروف الجوية المفاجئة.
من جهته قال مدير منطقة الاحمدي الصحية د. فهد الفودري ان مستشفى العدان، قام مباشرة منذ هبوب العاصفة بتفعيل خطة الطوارئ بدءا باحكام إغلاق جميع المنافذ التي يصل الغبار من خلالها إلى داخل المستشفى وتجهيز أقسام الحوادث بأجهزة إضافية خاصة لمرضى الجهاز التنفسي.
وقال الفودري انه تم استعداد أقسام الحوادث للكبار والأطفال وتم إبلاغ كافة الأطباء المناوبين بالاستعداد لاستقبال المرضى المتوقع حضورهم المستشفى.
وكشف ان قسمي حوادث الرجال والنساء استقبلا 200 حالة يعانون من أمراض الجهاز التنفسي، حيث تم التعامل معهم في أقسام الملاحظة والتعاطي معهم وتم إدخال 13 حالة منهم إلى الجناح.
من جهته، قال رئيس قسم حوادث الأطفال في مستشفى العدان د. مرزوق العازمي إن عدد الأطفال الذين يعانون من أمراض في الجهاز التنفسي وراجعوا المستشفى بعد العاصفة قد بلغ 250 طفلا تم التعامل معهم في قسم الحوادث.
الجهاز التنفسي
وقال العازمي إن الأطفال كانوا يعانون مشاكل مختلفة في الجهاز التنفسي كأمراض الربو والتهاب الشعب الهوائية والتهاب الرئة تضاعفت بسبب العاصفة وموجة الغبار التي اجتاحت البلاد.
وأشار العازمي إلى أنه تم إدخال 5 حالات اطفال إلى الجناح بعدما اتضح من فحوصاتهم ضرورة أن يكونوا تحت الرعاية الطبية المباشرة لحين تحسن حالتهم.
من جانبه، قال مدير منطقة الجهراء الصحية د. فهد الخليفة إن مستشفى الجهراء استقبل بعد العاصفة الترابية أمس الأول 160 حالة تعاني من مشاكل في الجهاز التنفسي منها 25 حالة لأطفال.
وقال الخليفة إن قسم الحوادث في المستشفى قام بالاستعداد لاستقبال الحالات منذ هبوب العاصفة وذلك من خلال مضاعفة أعداد الأجهزة الخاصة بمرضى الجهاز التنفسي.
عناية مركزة
وكشف الخليفة ان المستشفى قام بإدخال حالتين من الكبار إلى قسم العناية المركزة وذلك لسوء حالتيهما.
بدوره، قال نائب مدير مستشفى الفروانية د. عبدالله الخليفة ان عدد الحالات التي راجعت حوادث مستشفى الفروانية قد بلغت 186 حالة، منها 125 حالة للكبار وتم دخول حالة واحدة منها العناية المركزة في حين ان 61 حالة أطفال تم دخول حالة واحدة إلى الجناح.
من جانبه، قال مدير مستشفى مبارك الكبير د. خالد العبدالغني إن عدد الحالات التي راجعت قسم الحوادث في المستشفى بعد العاصفة الترابية بلغ 63 حالة للكبار، تم دخول حالتين منهم إلى الجناح و69 حالة أطفال تم علاجهم في قسم حوادث الأطفال والسماح لهم بالخروج بعد تحسين حالاتهم.
وقال العبدالغني إن أعداد المراجعين أمس الأول يعد أكثر من أعداد المراجعين من مرضى الجهاز التنفسي بنسبة كبيرة، مشيراً إلى أن جميعهم كانوا يعانون أمراض الجهاز التنفسي كالربو.
وفي مستشفى الصباح، قال مدير المنطقة د. عبداللطيف السهلي ان 131 حالة من رجال ونساء راجعوا المستشفى، تم دخول حالتين منهم إلى الأجنحة للعلاج في حين راجع المستشفى 43 حالة لأطفال وتم دخول حالتين للعلاج في الأجنحة.
الصباح الصحية
من جهة أخرى، كشف اطباء قسم الباطنة بمستشفى الصباح إن عدد الحالات التي راجعت المستشفى أمس الأول متأثرة بالعاصفة الترابية التي ضربت البلاد بلغ 131 حالة، غالبيتها لمواطنين يقطنون بالمنطقة المحيطة بالمستشفى، اشتكى معظمهم من صعوبة التنفس والأعراض المصاحبة لحالات الربو والحساسية التي سببتها الأتربة الكثيفة التي غطت سماء البلاد.
هلع
وقال الأطباء إن معظم هذه الحالات تم التعامل معها من خلال وضعها على أجهزة الأكسجين حتى استقرار الحالة واعطائها الأدوية اللازمة التي يحتاج اليها مرضى الجهاز التنفسي. اللافت أن نسبة كبيرة من هؤلاء، وخصوصا النساء، سيطرت عليهن حالة من الهلع الشديد، وهو ما تطلب ـ كما يقول الاطباء ـ طمأنة هؤلاء المرضى خوفا من تدهور الحالة الصحية لهم.
وقال طبيب الحوادث د. خالد حسين إنه ينبغي على المرضى الذين يشتكون من ضيق التنفس أو غيره من الأعراض ملازمة البيت في مثل هذه الظروف وعدم التعرّض بأي شكل من الاشكال للأتربة والحرص على التواجد في مكان مغلق مع استخدام القناع الطبي للوقاية من أي أضرار، مشيرا الى انه من الضروري بالنسبة لمرضى الربو تناول الأدوية التي حددها الطبيب لهم في مثل تلك الظروف، مع امكانية زيادة الجرعة وفقا لظروف كل حالة، مع مراجعة المستشفى في حال انتكاس حالة المريض وعدم قدرته على التحمّل.
وأوضح حسين ان ما يحدث في تلك الأثناء يمكن توصيفه بأن التراب الكثيف يعمل على إثارة الجهاز التنفسي للمريض، وبالتالي لابد من مراجعة الطبيب المختص للحصول على الأدوية التي تقلل من معدلات تأثير الأتربة على صحة المريض.
إسعافات
بدوره، أكد د. طارق لاشين، أحد اطباء قسم الحوادث، ان الاطباء الذين تواجدوا ليلا فوجئوا بسيطرة حالة من الخوف الشديد على المرضى بسبب قوة العاصفة ووقوعها بشكل مفاجئ وفي مدة زمنية قصيرة، لافتا الى ان جميع الحالات تم التعامل معها خلال ساعتين، نظرا لان قواعد التعامل تقوم على ضرورة تقييم الحالة خلال تلك الفترة الزمنية، ومعرفة ما اذا كانت تعاني من اي مرض مزمن يستلزم تحويل الحالة الى الاقسام الداخلية للمتابعة، ام ان الامر يقتصر على تناول الادوية التي تساعد المريض على استعادة حيويته من جديد، لافتا الى ان جميع الحالات لم يكن هناك ما يستلزم وجودها بالمستشفى، كما ان الحالات التي تعثر وصولها للطوارئ امس بسبب ظروف العاصفة راجعت المستشفى .
الزامل: تحويل 16 طائرة إلى مطارات الدمام والبحرين والرياض
المجسمات تحطمت
علي الشاروقي
أعلن مدير ادارة العلميات في الادارة العامة للطيران المدني عن تأخير تحويل 16 طائرة الى ثلاث مطارات مجاورة بسبب سوء الاحوال الجوية، حيث بلغت مدى الرؤية صفرا، وتوقفت حركة الملاحة الجوية المغادرة والقادمة في مطار الكويت الدولي لمدة ثلاث ساعات. وقال الزامل لــ القبس ان العاصفة الرملية التي ضربت البلاد مساء امس الاول ادت الى انعدام مدى الرؤية نهائياً وتسبب في ايقاف حركة الملاحة الجوية لجميع الطائرات المغادرة والقادمة الى مطار الكويت الدولي من الــ 6 وحتى الــ 9 مساء، وتم تحويل 8 طائرات الى مطارات الدمام والبحرين والرياض وتأخير مغادرة 8 طائرات اخرى. واضاف الزامل انه تم ابلاغ الطائرات القادمة عن طريق برج المراقبة بضرورة التحول الى مطارات مجاورة لخطورة الهبوط في ظل مدى رؤية يبلغ صفرا، حيث تم تحويل رحلة «الكويتية» القادمة من القاهرة الى مطار البحرين والكويتية القادمة من باريس - روما الى مطار الرياض، والكويتية القادمة من نيويورك ودبي الى مطار الدمام والسيلانية القادمة من دبي الى مطار الدمام وطيران جيت ايروس القادمة من كوتش الى مطار الدمام والطيران الهندي الى مطار الدمام.
واوضح الزامل ان سوء الاحوال الجوية ايضا تسبب في تأخير 8 رحلات كانت من المفترض ان تغادر، مما ادى الى ازدحام شديد للركاب في صالة المغادرين، مشيرا الى أنه تم استئناف العمل وفتح الاجواء امام الطائرات القادمة والمغادرة في التاسعة مساء.
قصة المفقودين الأربعة في البحر
مطاعم بلا رواد
محمد إبراهيم وعبدالرزاق المحسن
لقي مواطن حتفه غرقاً فيما لا يزال البحث جارياً عن 3 أشخاص آخرين ضلوا طريقهم ما بين جزيرتي فيلكا ومسكان أمس الأو،ل خلال العاصفة التي اجتاحت البلاد.
وقال مدير منطقة الاطفاء البحري العقيد خالد المكراد ان مواطنين وخليجيا كانوا في نزهة بحرية بالقرب من جزيرة فيلكا أمس الأول، عندما ضلوا طريقهم، مشيراً الى أن دوريات خفر السواحل عثرت على جثة أحدهم ما بين جزيرتي فيلكا ومسكان صباح أمس، ولا يزال البحث جارياً عن اثنين آخرين عن طريق الطيران العمودي التابع لوزارة الداخلية وطيران الجيش بالتعاون والتنسيق مع الانقاذ البحري.
وأضاف المكراد أن رجل اطفاء برتبة ضابط صف يدعى «عبدالله الصالح» فُقد كذلك أثناء نزهة بحرية بالقرب من جزيرة فيلكا، مشيراً الى أن رجال الانقاذ البحري عثروا على «الجت سكي» الذي كان يقوده بينما البحث لا يزال جارياً عن الاطفائي.
وذكر المكراد أن عدد الحوادث البحرية التي تعاملت معها الادارة أمس الأول خلال العاصفة بلغ 9 حوادث بحرية، وقعت في شمال ووسط وجنوب المياه الاقليمية.
ونبه المكراد مرتادي البحر بضرورة اتخاذ اجراءات الأمن والسلامة عن طريق معرفتهم أحوال الطقس قبل الخروج الى البحر، وتوفير سترة النجاة ومطفأة الحريق في زوارقهم من أجل سلامتهم وسلامة من معهم.
«مسعف الفريج» في ميدان المساعدة
كونا - أكدت رئيسة اللجنة العليا لمشروع «مسعف الفريج» النائبة معصومة المبارك ان عددا كبيرا من متطوعي المشروع موجودون حاليا في الطرق، لمساعدة الجهات المختصة في خدمة مرتادي الطرق، وتوجيههم لتجاوز آثار العاصفة الرملية التي تجتاح البلاد حاليا.
وقالت الدكتورة المبارك لـ «كونا» ان عددا كبيرا من شباب مشروع «مسعف الفريج» موجودون في بعض المناطق الداخلية، والشوارع الساحلية لمساعدة منتسبي وزارة الداخلية لا سيما المرور والشرطة في تنظيم حركة سير مركبات مرتادي الطرق من المواطنين والمقيمين، وتأمين السلامة لهم في ظل انعدم الرؤية نتيجة العاصفة الرملية.
واضافت ان هؤلاء الشباب يقومون كذلك بمساعدة منتسبي وزارة الصحة في تقديم الاسعافات الاولية، لمن يعانون من الربو والامراض الصدرية وضيق التنفس، اضافة الى توزيع كمامات مجانية للجميع.
وأعربت الدكتورة المبارك عن تمنياتها بالسلامة للجميع، مشيدة بما يقوم به شباب المشروع في «هذه اللحظات الحرجة التي تمر بها البلاد، وتطوعهم لخدمة الآخرين».
كما قدمت في هذا السياق جزيل الشكر والتقدير لوزارة الصحة، وجمعية الهلال الأحمر الكويتية على ما قدمتاه سابقا من تدريب وتأهيل لابناء المشروع، مؤكدة ان ذلك كله يصب في مصلحة دولة الكويت، وشعبها، والمقيمين على أرضها.
ظواهر طبيعية
ملامح سيارات
استبعد المشرف العام على الشبكة الوطنية لرصد الزلازل في معهد الكويت للأبحاث العلمية د. عبدالله العنزي وجود أي صلة بين ظاهرة الغبار التي شهدتها البلاد أمس الأول، بالزلزال المدمر الذي شهدته اليابان أخيراً والـ «تسونامي» الناتج عنه، مؤكداً على أن موجة الغبار الحاصلة لا تتعدى نطاق الظواهر الجوية المعتاد عليها في البلاد عموماً.
كبار السن لم تفاجئهم موجة الغبار العاصف كويت الماضي اعتادت «الخَفْسْ».. والمواجهة بالتهليل والتكبير
أحمد الحيدر
لم تكن موجة الغبار العاصف التي اجتاحت البلاد امس الاول امرا مستغربا لدى الكثير من كبار السن في البلاد، حيث ما ان هبت حتى اجمعوا على تعرفها ووصفها بــ «الخفس»، مستذكرين تاريخ الكويت الذي شهد العديد من العواصف الترابية قديما وفق تعبيرهم.
وقال عدد من كبار السن الذين التقتهم القبس ان هذا الخَفْسْ لم يزر البلاد منذ حوالي نصف قرن، لكنه لم يغب عن الاذهان لما كان له من نتائج ومخاوف في النفوس آنذاك، حيث كان معظم كبار السن اليوم يعيشون فيه مرحلة الطفولة او بداية الشباب.
الباحثة في شؤون التراث غنيمة الفهد اكدت ان الكويتيين قديما كانوا يعتقدون أن «الخفس» هو غضب من عند الله، فيكثرون من التهليل والتكبير والادعية، ويلفون في الاحياء خلال التضرع الى الله بأن يزيل عنهم الغمة.
واضافت الفهد انها عايشت هذه الحالة خلال مرحلة طفولتها، حيث كان الجو يسوء كثيرا، وان لم يصل دائما للمرحلة التي وصل اليها امس الاول، مشيرة الى ان مدير المعارف آنذاك الشيخ عبدالله الجابر كان يمنح المدارس عطلة بسبب الطقس، ما كان يبعث في نفوسنا كأطفال الفرح والسرور وينسينا الخوف من الغبار.
مصدات
واستدركت ان الدولة انشأت لاحقا «مصدّات» رياح للتخفيف من اثر الغبار على «الديرة»، اما اليوم فالتصحر وقلة الامطار التي تؤدي الى تفكك التربة في الصحراء جميعها عوامل تؤدي الى زيادة الغبار.
وعاد الحاج خليل عباس فرمن في ذاكرته الى ما يناهز الخمسين عاما، حيث داهم الكويت وقت العصر غبار شديد جعل السماء تنقلب في لونها الى الاسود، مبينا ان الكويتيين معتادون على «الخفس» لكن درجته تتفاوت مرة تلو الاخرى.
واستطرد فرمن، الذي ناصف عمره العقد السابع، ان التهليل والتكبير والابتهال الى الله تزداد خلال هذا الوقت، ولكن الحل الوحيد دائما ما يكون الانتظار حتى تهدأ العاصفة وتعود الحياة الى طبيعتها، مشيرا الى انه في السابق لم تكن وسائل الاعلام متوافرة بالصورة الحالية، وهي اليوم تلعب دورا مهما في توعية الناس وتعريفهم بهذه العاصفة وتحركها ونتائجها وسبل تجنب اضرارها.
خطر أكبر
وتمنى السلامة والشفاء لمن كانوا في البر او البحر خلال فترة العاصفة، منبها الى ان هذه الاماكن يتعرض فيها المرء لخطر اكبر من الذين يكونون في المدينة.
اما الحاجة سارة ملا جمعة، التي جاوز عمرها العقد الثامن، فعادت بذكرياتها الى احدى السنوات التي ضرب فيها «الخفس» الكويت في شهر رمضان، وكان يوما صيفيا حارا يصادف الشهر السادس من العام الشمسي.
وزادت ان الناس كانوا يخافون من موجات الغبار الشديد التي تحل عليهم، ويعتبرونها بلاء من الله، ولكنهم في النهاية يتحلون بالصبر ورباطة الجأش ويتجاوزون المحنة.
وتخرج الحاجة سارة قليلا عن سياق الموضوع فتقول «مو بس وقت الغبار.. الكويتيين من اول يساعدون بعض ويحبون بعض في كل شي»، مشيرة الى ان مرض الحساسية لم يكن معروفا سابقا، وبالتالي فلم يكن الناس يعرفون بشكل علمي اثر هذه الاتربة على صدورهم وعملية تنفسهم.
ظاهرة طبيعية
بدا ان كبار السن غير مفاجئين بموجة الغبار العاصف التي اجتاحت البلاد امس الاول، بل انهم عرفوها بكلمة واحدة هي «الخفس»، واجمعوا انها ظاهرة طبيعية في «الديرة» وان غابت لمدة طويلة.
العاصفة لن تعود العجيري: الأجواء تميل إلى الهدوء مع وجود رياح خفيفة
حمد الخلف
نفى الخبير الفلكي د. صالح العجيري الحديث عن امكانية تكرار العاصفة الغبارية التي حدثت نهار أمس الأول، مؤكدا ان الاجواء سوف تميل إلى الهدوء نسبيا مع وجود رياح باردة خفيفة في أوقات متفرقة من النهار، لافتا إلى أن عودة البرودة مرة أخرى بعد ارتفاع درجة الحرارة في الأيام السابقة تسمى بفترة «بياع الخبر عباته».
وأكد العجيري ان سبب موجة الغبار التي اجتاحت جميع مناطق البلاد امس الاول هو مرتفع بارد قادم من أوروبا تمثل في هبوب رياح شمالية غربية مرت على بلاد الشام، وعند وصولها إلى المناطق الصحراوية بين العراق والسعودية والأردن حملت كميات من الغبار وعند وصولها إلى الكويت التقت بالهواء الدافئ نسبيا مما أدى إلى حدوث هذه العاصفة الغبارية.
وأوضح العجيري ان ما حصل نهار امس الاول نادر الوجود إلا أن ذلك لا يعني انه لم يحدث في السابق، وشخصيا رأيت مثل هذه الظاهرة في هذا الموسم نفسه ولذلك فهو ليس مستغربا. وبين العجيري انه في بداية الاسبوع الاول من شهر ابريل المقبل سوف يبدأ موسم سبق السرايات، حيث ستكون هناك رياح مفاجئة وغيوم تتكون محليا وغالبا ما تكون في الفترة المسائية، لافتا إلى ان الموجة الغبارية قد تكون مقدمة لبداية موسم سبق السرايات.
وتمنى العجيري ان تسود أجواء الأمن والأمان في البلاد، مضيفا «أشكر اباءنا واجدادنا الذين اختاروا لنا هذا المكان، خصوصاً ان منطقتنا افضل منطقة في العالم».
كما نفى خبير الارصاد الجوية عيسى رمضان قطعيا ما تردد عن امكانية تكرر العاصفة الغبارية مرة اخرى، قائلاً «الكلام الذي يدور حول تكرار العاصفة كذب وهناك من الناس من يحاول اشاعته، وماكو اي شيء»، مؤكداً انه في حالة وجود تكرار لما حدث فسوف يكون هناك تحذير مسبق، متمنيا ان تؤخذ تعليمات الارصاد الجوية على محمل الجد في المستقبل.
واستهجن رمضان عدم اتباع الناس لتعليمات الارصاد الجوية خلال نشرات الاخبار في مختلف القنوات الاعلامية، لافتاً الى ان ادارة الارصاد الجوية نبهت من قدوم رياح معتدلة الى نشطة السرعة مثيرة للغبار.
وقال هناك كثير من الناس لا يكلفون انفسهم عناء قراءة النشرات والتعليمات التي ننشرها ولا يأخذونها على محمل الجد، مما أوقع الكثير منهم في مواقف صعبة خلال فترة العاصفة الغبارية، مشيراً في الوقت نفسه الى ان هؤلاء الاشخاص انفسهم يستمعون للاشاعات التي تتناقلها المسجات حول الزلازل والعواصف دون ان تكون على لسان مصدر رسمي، لافتاً الى انه في بعض الحالات هناك اشاعات تنسب الى ادارة الارصاد الجوية.
بدوره قال الفلكي في مرصد المرزم خالد الجمعان إن العاصفة الرملية التي حدثت نهار امس الاول جاءت لتعلن عن بداية موسم سبق السرايات، الذي دخل مبكرا هذا العام، مؤكدا أن موسم السرايات الذي يحمل تقلبات مفاجئة في الطقس سيستمر حتى شهر مايو المقبل.
واوضح الجمعان أن الاجواء ستكون متقلبة خلال موسم السرايات، حيث ستمتزج فيه الرياح المحمّلة بالغبار مع الامطار، وستكون هناك تقلبات مفاجئة للجو وعادة ما تكون هذه التقلبات في منتصف النهار.
محطات الغسيل اكتظت
«مصائب قوم عند قوم فوائد»، هذا المثل انطبق امس على حركة العمل في محطات الغسيل، التي اكتظت بالسيارات التي تبحث عن النظافة.
وفي الصورة ازدحام امام محطات الغسيل.
الطوارئ الطبية تعاملت مع 275 بلاغاً خلال العاصفة
كشف المنسق الاعلامي في ادارة الطوارئ الطبية عبدالعزيز بوحيمد ان اجمالي عدد البلاغات التي تعامل معها فنيو الطوارئ الطبية خلال العاصفة التي اجتاحت البلاد أمس الأول بلغ 275 بلاغا متنوعا.
وقال بوحيمد ان اجمالي عدد الحالات التي جرى نقلها الى المستشفيات بلغ 108 من أصل 245 شخصا قدمت لهم الاسعافات الأولية، وعولجوا في المواقع المختلفة.
وأضاف ان المصابين في الحوادث المرورية بلغ عددهم 19 شخصا، فيما تبين ان عدد الحالات التي جرى علاجها في الموقع من قبل فنيي الطوارئ الطبية 137 شخصا.
وذكر بوحيمد ان عدد المصابين بالاختناق والربو الذين نقلوا الى المستشفيات بلغ عددهم 31 شخصا، مشيرا الى انه جرى تطبيق خطة الطوارئ، وضم قسم العمليات العاجلة الى قسم العمليات غير العاجلة.
ولفت بوحيمد الى ان عدد سيارات الاسعاف التي شاركت في عمليات نقل المرضى والمصابين امس الأول بلغ عددها 111 سيارة اسعاف بقوة 222 فني طوارئ.
واشار بوحيمد الى ان غرفة الطوارئ المركزية في ادارة الطوارئ الطبية وزعت المعدات والأدوية في أحد المجمعات التجارية الضخمة ومنطقة أرض المعارض التي أقيمت فيها عيادات ميدانية.
..والإطفاء تعاملت مع 56 حادثاً
كشف مدير ادارة العلاقات العامة والاعلام في الادارة العامة للاطفاء المقدم خليل الأمير، أن عدد البلاغات التي تلقتها غرفة عمليات الإدارة خلال العاصفة التي اجتاحت البلاد أمس الأول بلغ 200 بلاغ، منها 56 بلاغاً فعلياً.
واضاف المقدم الامير ان البلاغات التي تعاملت معها فرق الاطفاء تنوّعت ما بين حوادث مرورية وحرائق منازل وانهيار جدران منازل وسقوط أشجار وإنقاذ أشخاص عالقين في البر.
وذكر المقدم الأمير ان 300 شخص جرى إيوائهم في 3 مراكز اطفاء هي الصبية والسالمي والهلال، لافتا الى ان رجال الاطفاء انتشلوا 8 سيارات بعد تعطل مركباتهم في الرمال في المناطق البرية والصحراوية.
وقال المقدم الامير إن جميع مراكز الاطفاء اعلنت حالة التأهب القصوى امس الاول، وجرى استدعاء جميع رجال الأمن للتواجد في مراكزهم ليكونوا على رأس عملهم.
http://www.alqabas.com.kw/Article.aspx?id=688626&date=27032011