المعتقلون الكويتيون في غوانتانامو يسعون «قضائيا» لإثبات براءتهم بمساعدة الحكومة الكويتية
الكويت: مواطنونا كانوا في مهمات إنسانية بأفغانستان على غير ما تقول واشنطن
واشنطن: ريتشارد سيرانو*
قام اثنا عشر كويتيا معتقلا في قاعدة خليج غوانتانامو البحرية بأول مسعى دبلوماسي وقانوني يقوم به السجناء هناك لتحدي السياسة الأميركية التي تقضي باعتقال دائم للمشكوك في مشاركتهم بأعمال إرهابية من دون الحاجة إلى جلسات استماع قضائية أو صدور اتهامات معينة ضدهم.
وهؤلاء الرجال الذين يدّعون أنهم أبرياء تم دعمهم بالدرجة الأولى من الحكومة الكويتية، في دعوى تعطي لأول مرة فرصة لبعض المعتقلين في قاعدة خليج غوانتانامو الكوبية والذين تم نقلهم بعد اعتقالهم في أفغانستان أثناء الحرب ضد حكومة طالبان إلى هذا المعسكر الذي يقع تحت السيطرة الأميركية والذي حوِّل سجنا لاستقبال المشكوك فيهم.
ويجادل هؤلاء المعتقلون في أنهم لم يكونوا أعضاء في تنظيم القاعدة التابع لأسامة بن لادن أو مع حركة طالبان، لكنهم كانوا يعملون ضمن النشاطات الخيرية عبر مساعدة اللاجئين الهاربين من نظام طالبان القاسي، حينما تم اعتقالهم وسط الفوضى التي نجمت عن اندلاع الحرب في الشتاء الماضي. وعندما حاولوا الهروب من أفغانستان عبر حدودها مع باكستان ألقى الباكستانيون القبض عليه ثم «باعوهم» للقوات الأميركية مقابل جوائز مخصصة لمن يقبض على العرب المشكوك في أنهم إرهابيون في المنطقة.
ومضى على اعتقال هؤلاء الرجال لحد الآن ما يقرب من سنة واحدة، وهم بين 600 رجل معتقلين داخل «كامب دلتا»، الذي هو سجن شديد التحصين يقع على ساحل كوبا الكاريبي. وترد السلطات الأميركية الفيدرالية تجاه رفع قضيتهم أنهم لا يختلفون عن بقية السجناء الذين هم «محاربون أعداء» لا يمتلكون أي حقوق قانونية.
لكن وراء أسلاك السجن الشائكة تحاول العوائل الكويتية أن تكسب إما إطلاق سراحهم أو على الأقل أن توجَّه ضدهم تهم يستطيع أحباؤهم المسجونون أن يدافعوا عن أنفسهم منها أمام المحاكم. وقال عبد العزيز الشمّري في رسالة كتبها إلى أبيه المقيم في الكويت «اطلقوا سراحي فأنا بريء أو خذوني إلى المحكمة كي أحصل على حقوقي.. أنا لا أستطيع تحمل الحياة في هذا المكان».
وتجدر الإشارة إلى أن البنتاغون في البدء وصف جميع سجناء قاعدة خليج غوانتانامو بأنهم مقاتلون في الصفوف الأمامية لطالبان أو لتنظيم القاعدة، معتبرا إياهم «أكثر المتشددين تشددا». لكن المسؤولين الأميركيين منذ ذلك الوقت اعترفوا بأنهم لم يجدوا أي إرهابيين ذوي مواقع قيادية بين المعتقلين، بل ان دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الأميركي أقر بإمكانية أن يكون بعضهم «ضحايا الظروف وربما يكونون أبرياء.. وإذا وجدنا أحدهم بريئا فإنه سيطلق سراحه».
وإذا كان هناك أبرياء فهؤلاء الكويتيون هم من بينهم. فعوائل أغلب المعتقلين الاثني عشر جمعوا وثائق تبين أن أبناءها كانوا حقا يعملون لجمعيات خيرية في أفغانستان. وحصلت هذه العوائل على دعم مسؤولين كويتيين كبار، إضافة إلى أنها وكلت مكتب محاماة في واشنطن شهيراً في القانون الدولي لمتابعة قضايا أبنائها المعتقلين.
وقال الشيخ سالم عبد الله الجابر الصباح سفير الكويت لدى الولايات المتحدة إن بلاده قامت بالتحقيق حول هؤلاء المعتقلين الاثني عشر واقتنعت بأن تسعة منهم ليس لديهم أي خلفية إرهابية وكانوا يقومون بأعمال خيرية. أما بالنسبة للثلاثة الآخرين فقال السفير الكويتي إن «هناك بعض الانطباعات، وهناك بعض الأسئلة التي ما زالت بحاجة إلى إيجاد الإجابة عنها». لكنه لم يتوسع في طرح أي تفاصيل حولهم.
ويأتي هذا الالتماس الذي قدمه السجين الشمّري ضمن 58 رسالة وبطاقة بريدية أرسلها الكويتيون المعتقلون في «معسكر دلتا» خلال هذه السنة. وتعكس هذه الرسائل قدرا من التشوش وحماسة دينية ومشاعر بالوحدة والخوف. وامتلأت الرسائل بقلق شديد حول مصيرهم المجهول ومن ابتعادهم الطويل عن ذويهم وزوجاتهم وأطفالهم، ومن عجزهم عن إثبات براءتهم أمام محكمة ما.
وهؤلاء هم مهندسون ومدرسون وطلبة حسب الإجازات التي حصلوا عليها من رؤساء أعمالهم الذين أكدوا أنهم كانوا يقومون بأعمال خيرية في أفغانستان. وأحدهم يعمل مدقق حسابات حكوميا وآخر يعمل موظفا زراعيا. وبعضهم طُردوا من وظائفهم منذ اعتقالهم. وبين بعضهم هناك معرفة قبل وصولهم إلى غوانتانامو.
وكتب فوزي العودة إلى أسرته «أقسم بالله أن شوقي لكم يقتلني. أتمنى لو أستطيع تقبيل أقدامكم وأياديكم ورؤوسكم وخدودكم أيضا».
والمعتقلون يكتبون رسائلهم بالعربية على استمارات هيأتها لهم جمعية الصليب الأحمر، وهم يفترضون أن سجانيهم سيقرأونها لذلك هم يتحدثون عن حسن المعاملة التي يلقونها في معسكر غوانتانامو. وبعضهم حثوا عوائلهم على الصبر لأن الله في الأخير سيعيدهم سالمين إلى بيوتهم. وأحدهم كتب بطريقة شاعرية عن كيف أنه بكى عند مشاهدته طيورا تحلق فوق جزيرة كوبا.
لكن يبدو أن بعضهم في حالة ارتباك وخوف، لعدم تأكدهم من أنهم فعلا في كوبا أو في مكان آخر. وهناك من يظن أنه قريب من الكويت. وكتب سعد مداي العزمي «لا أعلم أين أنا الآن، وحينما كنت أسأل يجيبون أني في أميركا، لكنني لا أعلم أين مكاني».
من جانب آخر لم تقل الحكومة الكويتية إن كل مواطنيها في قاعدة خليج غوانتانامو أبرياء، لكنها تريد ببساطة أن تقيّم أوضاع كل منهم. وقال السفير الكويتي «لتتمّ محاكمتهم، فإذا كانوا أبرياء دعوهم يخرجون وإذا كانوا مذنبين فسنتعامل مع ذلك.. لن يكون ممكنا حل هذه المشكلة إذا لم يُمنحوا فرصة إجراء محاكمة لهم». أما خالد العودة الذي خدم برتبة عقيد في القوة الجوية الكويتية حينما ساعدت الولايات المتحدة على تحرير بلده، انتبه إلى الخطر حينما علم أن ابنه البالغ خمسة وعشرين عاما مسجون في كوبا. ويعمل ابنه مدرسا. وتذكر الأب في مقابلة أجريت معه أيام تحرير الكويت «كان ابني معي حينما قادت الولايات المتحدة قوات التحالف لتحريرنا.. فهو يحمل حبا كبيرا للأميركيين. أنت تستطيع أن تفهم ذلك، تخيل شخصا في سن الرابعة عشرة وهو يشاهد جيوشا تأتي لتحرير وطنه».
وفي يناير (كانون الثاني) ساعد خالد العودة على تشكيل «لجنة عوائل المعتقلين الكويتيين في خليج غوانتانامو». وقام أعضاؤها بمقابلة المسؤولين، وهذا ما دفع الحكومة بطرح الأسئلة. لكن البلاغات الرسمية الأميركية الموجهة إلى الحكومة الكويتية طرحت أسئلة من نوع آخر. فالحكومة الأميركية أرادت أن تعرف أي إجراءات قانونية يفكر المسؤولون الكويتيون في «اتخاذها ضد اعتقال بعض من مواطنيكم في خليج غوانتانامو»، لضمان إطلاق سراحهم إن كان ذلك ممكنا.
وقامت الولايات المتحدة من جانبها بكتابة أسماء كل المعتقلين الكويتيين ثم سألت «هل هؤلاء الأشخاص مطلوبون للمحاكمة في بلدكم»؟
وفي أبريل (نيسان) طرحت لجنة أهالي المعتقلين القضية على السفارة الأميركية في الكويت، حيث تم إخبارهم هناك أن «كل الأشخاص المعتقلين تم القبض عليهم أثناء مشاركتهم في القتال داخل أفغانستان ضد القوات الأميركية ولذلك فهم أسرى حرب»، حسب ما قاله عبد الرحمن الهارون المحامي الكويتي الذي يساعد قانونيا العوائل المعنية.
بعد ذلك توجهت العوائل الكويتية إلى مكتب محاماة شيرمان وستيرلنغ في واشنطن يوم 8 يوليو (تموز) الماضي، وقام المحامون توماس ويلنر وكريستين هاسكي بتقديم التماس للمحكمة الفيدرالية في واشنطن. وطلب المحاميان أن يُسمح للمعتقلين بلقاء أهاليهم وبإخبارهم عن التهم التي وُجهت إليهم، وأن يكونوا قادرين على مقابلة محاميهم، وأن يتم تحويلهم إلى المحاكم أو إلى محكمة محايدة.
لكن الالتماس رُفض يوم 30 يوليو (تموز) عندما وقفت القاضية كولين كولار كوتلي إلى جانب موقف الحكومة الرافض تحويل المعتقلين إلى محاكم أميركية لأن خليج غوانتانامو لا يقع داخل الولايات المتحدة. لكن المحامين طلبوا جلسة استماع أخرى أمام محكمة الاستئناف الأميركية في ولاية كولومبيا. وتقرر أن تتم الجلسة الشفهية يوم 2 ديسمبر (كانون الأول) المقبل.
وخلال فصل الصيف سمح المسؤولون الأميركيون لوفد يمثل السلطات الكويتية بمقابلة المعتقلين الكويتيين في خليج غوانتانامو. وهذا ما عزز مرة أخرى الأمل بين الاثني عشر معتقلا. وكتب عبد الله العجمي (28 سنة) الذي كان يعمل عريفا في الجيش الكويتي، في رسالة بعث بها إلى أبيه «جلسنا معا وإن شاء الله سأخرج من السجن قريبا».
* خدمة «لوس أنجليس تايمز» ـ خاص بـ «الشرق الأوسط»
-------------------------------
د. الشطي يكشف تفاصيل رحلة عودة تاسع معتقل في غوانتانامو
وسط التكتم الرسمي حول رحلة عودة تاسع معتقل كويتي من معتقل غوانتانامو سبرت القبس من خلال د. عدنان الشطي اغوار رحلة العودة وقال لــ «القبس» كونه المشرف على الفريق الطبي المرافق للمطيري، كيف تمت رحلة العودة والتي سبقتها زيارة للمعتقل في سبتمبر الماضي.
وسرد د. عدنان الشطي رئيس الفريق الطبي المرافق للمعتقل خالد المطيري، تفاصيل رحلة العودة التي وصفها بأنها شاقة من الدرجة الأولى، واختزل الرحلة في جملة «انها موفقة وناجحة بكل المقاييس، وكنا نتوقع هذا السلوك من ابننا خالد المطيري».
وقال: «كان الجميع متعاونا جدا لانجاح هذه الرحلة من الالف الى الياء» ولم ينس ان يشكر الجهود الجبارة لكل من الديوان الاميري ووزارتي الخارجية والداخلية ومؤسسة الخطوط الجوية الكويتية لتسهيل مهمة نقل المطيري الى البلاد.
وتابع «اقلعت الطائرة الاميرية من الكويت الى غوانتانامو مباشرة، ومن ثم من غوانتانامو الى الكويت واستغرقت الرحلة ثلاثة ايام متواصلة لم نبرح مكاننا قيد انملة مستجمعين همتنا لانجاز الرحلة بكل ما تعني الكلمة، وتوقعنا السلوك الذي شاهدناه من ابننا خالد، حيث كان متجاوبا ومتعاونا بشكل لافت، وهذا ما توقعناه منذ ان قابلناه لاول مرة في شهر سبتمبر الماضي ورصدنا انطباعنا عن التعامل معه».
صمت
وقال الشطي «عندما وطأت قدما المطيري الطائرة من القاعدة العسكرية لم ينبس ببنت شفة وظل صامتا لفترة ربما كانت صدمة عودته اشد وقعا عليه من تحمل واستيعاب ما يجري من حوله، ثم بدأ يتجاوب ويتكلم شيئا فشيئا، وأول حديث دار بيني وبينه، قلت له لمن مشتاق في الكويت فقال: لامي بالتأكيد وكان شديد التأثر وخائفا في الوقت نفسه، واغرورقت عيناه بالدموع، وهو يستذكر الحقيبة التي ارسلتها له والدته وتحوي ملابسه وقال «أمي دازتلي ملابس».
انفعالي
ووصف الشطي ذلك الانفعال بانه امر طبيعي لمن يخرجون من السجن او الاعتقال لفترة طويلة «سلوك انفعالي» وقال «كان متخوفا وشاكا من حدوث اي شيء ربما يربك طريق العودة حتى يصل الى ارض الوطن».
وتابع كان اللافت ان المطيري مدرك ومتيقن من خروجه وبراءته، لكنه غير مدرك لتعقيدات الامور، وهذا حال معظم السجناء. واضاف: «عندما تيقن المطيري انه على متن الطائرة الكويتية واقلعت من جزيرة غوانتانامو في طريقها للكويت بدأ يشارك في الحديث شيئاً فشيئاً، واللافت انه رفض الطعام والشراب حتى ان «طاقم الطائرة» حاولوا مرارا ان يقدموا له الطعام، ثم اخيرا شرب القليل من الماء وتناول قليلا من الفاكهة». وتابع هذا الامر طبيعي بسبب الحماس والحالة النفسية التي كان يمر بها وقتها.
واضاف الشطي «رحلة لم تتوقف لمدة 72 ساعة متواصلة افرادها عملوا بكل همة ونشاط وان بدا الاعياء والتعب على الوجوه»، واضاف مع الوقت بدأ المطيري يمزح شيئاً فشيئاً ويتحاور ويسأل عن الديرة وان كان في مرات كثيرة يصمت شاردا مفكرا بما مر به خلال السنوات الماضية».
الوطن
وواصل الشطي حديثه «وما ان دخلت الطائرة الى الاجواء الكويتية ارجعت المطيري الى لحظة الاقلاع من القاعدة العسكرية في غوانتانامو المنظرالجميل المليء بالخضرة وقلت له «منو الاحلى الخضرة هناك او الارض الرملية الصحراوية (الجلحة)» في مطار الكويت فرد المطيري مسرعا «هذي الارض الجلحة تسوى الدنيا وما فيها»، واخذ ينظر من نافذة الطائرة لحظة بلحظة حركة الهبوط في مدرج المطار وما ان وصلنا تنفس المطيري الصعداء معلنا مرحلة جديدة في حياته، ووقف على سلم الطائرة متأملاً للحظات قبل ان تغرق عيناه بالدموع وبدا التأثر واضحا عليه وهو مستقبلا اشقاءه».
وزاد الشطي هذا السلوك كان متوقعا من المطيري لاني شخصيا قابلته في المرحلة الاولى التي استدعينا لها كفريق كويتي لزيارة المعتقلين الكويتيين في غوانتانامو في سبتمبر الماضي في شهررمضان، وكان في البداية متخوفا ويلفه الصمت من هول المفاجأة وقال وقتها لي «ظنيت ان الكويت نستنا»!
إعجاب
واكد الشطي ان الادارة الاميركية معجبة بمركز التأهيل الذي انشأته الكويت لاعادة تأهيل العائدين من المحتجز وقامت السفيرة الاميركية لدى البلاد ديبورا جونز بأول زيارة له وتوالى بعدها وفد من وزارة الدفاع الاميركية ووزارة الخارجية والذين بطبيعة الحال اثنوا على المركز وآلية العمل فيه وايقنوا جدية الكويت في التعامل مع القضية.
وعن آلية انخراط المطيري في المجتمع، قال الشطي «اعتقد ان المطيري سينخرط قريبا في المجتمع لان احد اهدافنا المهمة من انشاء مركز اعادة التأهيل هو ان ندمج العائدين في المجتمع ليصبحوا جزءا فعالا من المجتمع وقادرين على العطاء وأسوياء نفسيا قبل كل شيء».
وختم الشطي «الإدارة الاميركية ايقنت وتأكدت من اننا نعمل بطريقة سليمة واننا اجتزنا ما طلب منا ووفرنا ما أرادوا وكان ثمارها ان عاد المطيري وتليه ان شاء الله البقية من المحتجزين في غوانتانامو».
في سبتمبر كان اللقاء الأول: اعتقدنا أنكم نسيتمونا
نقل الشطي مشاهداته من معتقل غوانتانامو في سبتمبر الماضي، عندما سمحت الإدارة الأميركية لأول مرة لفريق متخصص بزيارة المعتقلين والجلوس معهم إلى طاولة الحوار. وقال «في شهر رمضان ذهبنا بدعوة من الولايات المتحدة مع فريق من المختصين الكويتيين، وقابلنا آنذاك كل المعتقلين. وسمحوا لنا أن نقضي ساعتين مع كل محتجز. وكانت خطوة إيجابية للغاية من قبل الإدارة الأميركية بطلبهم ذهاب الفريق المختص لمقابلة المحتجزين».
واستطرد بالقول «في غوانتانامو فتح باب القاعة ودخل المحتجزون واحداً تلو الآخر، مكبلين بالقيود الحديدية. وذهلوا عندما شاهدونا لأول مرة وكانوا خائفين ومتحفظين غير مدركين لما يجري حولهم. ولم يتوقع أي منهم أن تكون الكويت تسأل عنهم أو تطالب بهم. وقالوا «اعتقدنا أنكم نسيتمونا» وزاد الشطي «لأول مرة لميت خالد المطيري وحضنته بقوة وكأنما أحضن ولدي».
وتابع: في منتصف المقابلة بدا الارتياح على وجه المطيري وزملائه الآخرين. وتابع: لقد جنينا ثمار هذه الرحلة بأن ارتاح المعتقلون وشعرت الإدارة الأميركية بجدية الكويت، وان لديها القدرات على التعامل مع هذه الحالات، وارتاحوا لطبيعة الإجراءات وكان للأمر وقع طيب على إدارة السجون في غوانتانامو وتجاوب المحتجزين معنا.
الكويت: مواطنونا كانوا في مهمات إنسانية بأفغانستان على غير ما تقول واشنطن
واشنطن: ريتشارد سيرانو*
قام اثنا عشر كويتيا معتقلا في قاعدة خليج غوانتانامو البحرية بأول مسعى دبلوماسي وقانوني يقوم به السجناء هناك لتحدي السياسة الأميركية التي تقضي باعتقال دائم للمشكوك في مشاركتهم بأعمال إرهابية من دون الحاجة إلى جلسات استماع قضائية أو صدور اتهامات معينة ضدهم.
وهؤلاء الرجال الذين يدّعون أنهم أبرياء تم دعمهم بالدرجة الأولى من الحكومة الكويتية، في دعوى تعطي لأول مرة فرصة لبعض المعتقلين في قاعدة خليج غوانتانامو الكوبية والذين تم نقلهم بعد اعتقالهم في أفغانستان أثناء الحرب ضد حكومة طالبان إلى هذا المعسكر الذي يقع تحت السيطرة الأميركية والذي حوِّل سجنا لاستقبال المشكوك فيهم.
ويجادل هؤلاء المعتقلون في أنهم لم يكونوا أعضاء في تنظيم القاعدة التابع لأسامة بن لادن أو مع حركة طالبان، لكنهم كانوا يعملون ضمن النشاطات الخيرية عبر مساعدة اللاجئين الهاربين من نظام طالبان القاسي، حينما تم اعتقالهم وسط الفوضى التي نجمت عن اندلاع الحرب في الشتاء الماضي. وعندما حاولوا الهروب من أفغانستان عبر حدودها مع باكستان ألقى الباكستانيون القبض عليه ثم «باعوهم» للقوات الأميركية مقابل جوائز مخصصة لمن يقبض على العرب المشكوك في أنهم إرهابيون في المنطقة.
ومضى على اعتقال هؤلاء الرجال لحد الآن ما يقرب من سنة واحدة، وهم بين 600 رجل معتقلين داخل «كامب دلتا»، الذي هو سجن شديد التحصين يقع على ساحل كوبا الكاريبي. وترد السلطات الأميركية الفيدرالية تجاه رفع قضيتهم أنهم لا يختلفون عن بقية السجناء الذين هم «محاربون أعداء» لا يمتلكون أي حقوق قانونية.
لكن وراء أسلاك السجن الشائكة تحاول العوائل الكويتية أن تكسب إما إطلاق سراحهم أو على الأقل أن توجَّه ضدهم تهم يستطيع أحباؤهم المسجونون أن يدافعوا عن أنفسهم منها أمام المحاكم. وقال عبد العزيز الشمّري في رسالة كتبها إلى أبيه المقيم في الكويت «اطلقوا سراحي فأنا بريء أو خذوني إلى المحكمة كي أحصل على حقوقي.. أنا لا أستطيع تحمل الحياة في هذا المكان».
وتجدر الإشارة إلى أن البنتاغون في البدء وصف جميع سجناء قاعدة خليج غوانتانامو بأنهم مقاتلون في الصفوف الأمامية لطالبان أو لتنظيم القاعدة، معتبرا إياهم «أكثر المتشددين تشددا». لكن المسؤولين الأميركيين منذ ذلك الوقت اعترفوا بأنهم لم يجدوا أي إرهابيين ذوي مواقع قيادية بين المعتقلين، بل ان دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الأميركي أقر بإمكانية أن يكون بعضهم «ضحايا الظروف وربما يكونون أبرياء.. وإذا وجدنا أحدهم بريئا فإنه سيطلق سراحه».
وإذا كان هناك أبرياء فهؤلاء الكويتيون هم من بينهم. فعوائل أغلب المعتقلين الاثني عشر جمعوا وثائق تبين أن أبناءها كانوا حقا يعملون لجمعيات خيرية في أفغانستان. وحصلت هذه العوائل على دعم مسؤولين كويتيين كبار، إضافة إلى أنها وكلت مكتب محاماة في واشنطن شهيراً في القانون الدولي لمتابعة قضايا أبنائها المعتقلين.
وقال الشيخ سالم عبد الله الجابر الصباح سفير الكويت لدى الولايات المتحدة إن بلاده قامت بالتحقيق حول هؤلاء المعتقلين الاثني عشر واقتنعت بأن تسعة منهم ليس لديهم أي خلفية إرهابية وكانوا يقومون بأعمال خيرية. أما بالنسبة للثلاثة الآخرين فقال السفير الكويتي إن «هناك بعض الانطباعات، وهناك بعض الأسئلة التي ما زالت بحاجة إلى إيجاد الإجابة عنها». لكنه لم يتوسع في طرح أي تفاصيل حولهم.
ويأتي هذا الالتماس الذي قدمه السجين الشمّري ضمن 58 رسالة وبطاقة بريدية أرسلها الكويتيون المعتقلون في «معسكر دلتا» خلال هذه السنة. وتعكس هذه الرسائل قدرا من التشوش وحماسة دينية ومشاعر بالوحدة والخوف. وامتلأت الرسائل بقلق شديد حول مصيرهم المجهول ومن ابتعادهم الطويل عن ذويهم وزوجاتهم وأطفالهم، ومن عجزهم عن إثبات براءتهم أمام محكمة ما.
وهؤلاء هم مهندسون ومدرسون وطلبة حسب الإجازات التي حصلوا عليها من رؤساء أعمالهم الذين أكدوا أنهم كانوا يقومون بأعمال خيرية في أفغانستان. وأحدهم يعمل مدقق حسابات حكوميا وآخر يعمل موظفا زراعيا. وبعضهم طُردوا من وظائفهم منذ اعتقالهم. وبين بعضهم هناك معرفة قبل وصولهم إلى غوانتانامو.
وكتب فوزي العودة إلى أسرته «أقسم بالله أن شوقي لكم يقتلني. أتمنى لو أستطيع تقبيل أقدامكم وأياديكم ورؤوسكم وخدودكم أيضا».
والمعتقلون يكتبون رسائلهم بالعربية على استمارات هيأتها لهم جمعية الصليب الأحمر، وهم يفترضون أن سجانيهم سيقرأونها لذلك هم يتحدثون عن حسن المعاملة التي يلقونها في معسكر غوانتانامو. وبعضهم حثوا عوائلهم على الصبر لأن الله في الأخير سيعيدهم سالمين إلى بيوتهم. وأحدهم كتب بطريقة شاعرية عن كيف أنه بكى عند مشاهدته طيورا تحلق فوق جزيرة كوبا.
لكن يبدو أن بعضهم في حالة ارتباك وخوف، لعدم تأكدهم من أنهم فعلا في كوبا أو في مكان آخر. وهناك من يظن أنه قريب من الكويت. وكتب سعد مداي العزمي «لا أعلم أين أنا الآن، وحينما كنت أسأل يجيبون أني في أميركا، لكنني لا أعلم أين مكاني».
من جانب آخر لم تقل الحكومة الكويتية إن كل مواطنيها في قاعدة خليج غوانتانامو أبرياء، لكنها تريد ببساطة أن تقيّم أوضاع كل منهم. وقال السفير الكويتي «لتتمّ محاكمتهم، فإذا كانوا أبرياء دعوهم يخرجون وإذا كانوا مذنبين فسنتعامل مع ذلك.. لن يكون ممكنا حل هذه المشكلة إذا لم يُمنحوا فرصة إجراء محاكمة لهم». أما خالد العودة الذي خدم برتبة عقيد في القوة الجوية الكويتية حينما ساعدت الولايات المتحدة على تحرير بلده، انتبه إلى الخطر حينما علم أن ابنه البالغ خمسة وعشرين عاما مسجون في كوبا. ويعمل ابنه مدرسا. وتذكر الأب في مقابلة أجريت معه أيام تحرير الكويت «كان ابني معي حينما قادت الولايات المتحدة قوات التحالف لتحريرنا.. فهو يحمل حبا كبيرا للأميركيين. أنت تستطيع أن تفهم ذلك، تخيل شخصا في سن الرابعة عشرة وهو يشاهد جيوشا تأتي لتحرير وطنه».
وفي يناير (كانون الثاني) ساعد خالد العودة على تشكيل «لجنة عوائل المعتقلين الكويتيين في خليج غوانتانامو». وقام أعضاؤها بمقابلة المسؤولين، وهذا ما دفع الحكومة بطرح الأسئلة. لكن البلاغات الرسمية الأميركية الموجهة إلى الحكومة الكويتية طرحت أسئلة من نوع آخر. فالحكومة الأميركية أرادت أن تعرف أي إجراءات قانونية يفكر المسؤولون الكويتيون في «اتخاذها ضد اعتقال بعض من مواطنيكم في خليج غوانتانامو»، لضمان إطلاق سراحهم إن كان ذلك ممكنا.
وقامت الولايات المتحدة من جانبها بكتابة أسماء كل المعتقلين الكويتيين ثم سألت «هل هؤلاء الأشخاص مطلوبون للمحاكمة في بلدكم»؟
وفي أبريل (نيسان) طرحت لجنة أهالي المعتقلين القضية على السفارة الأميركية في الكويت، حيث تم إخبارهم هناك أن «كل الأشخاص المعتقلين تم القبض عليهم أثناء مشاركتهم في القتال داخل أفغانستان ضد القوات الأميركية ولذلك فهم أسرى حرب»، حسب ما قاله عبد الرحمن الهارون المحامي الكويتي الذي يساعد قانونيا العوائل المعنية.
بعد ذلك توجهت العوائل الكويتية إلى مكتب محاماة شيرمان وستيرلنغ في واشنطن يوم 8 يوليو (تموز) الماضي، وقام المحامون توماس ويلنر وكريستين هاسكي بتقديم التماس للمحكمة الفيدرالية في واشنطن. وطلب المحاميان أن يُسمح للمعتقلين بلقاء أهاليهم وبإخبارهم عن التهم التي وُجهت إليهم، وأن يكونوا قادرين على مقابلة محاميهم، وأن يتم تحويلهم إلى المحاكم أو إلى محكمة محايدة.
لكن الالتماس رُفض يوم 30 يوليو (تموز) عندما وقفت القاضية كولين كولار كوتلي إلى جانب موقف الحكومة الرافض تحويل المعتقلين إلى محاكم أميركية لأن خليج غوانتانامو لا يقع داخل الولايات المتحدة. لكن المحامين طلبوا جلسة استماع أخرى أمام محكمة الاستئناف الأميركية في ولاية كولومبيا. وتقرر أن تتم الجلسة الشفهية يوم 2 ديسمبر (كانون الأول) المقبل.
وخلال فصل الصيف سمح المسؤولون الأميركيون لوفد يمثل السلطات الكويتية بمقابلة المعتقلين الكويتيين في خليج غوانتانامو. وهذا ما عزز مرة أخرى الأمل بين الاثني عشر معتقلا. وكتب عبد الله العجمي (28 سنة) الذي كان يعمل عريفا في الجيش الكويتي، في رسالة بعث بها إلى أبيه «جلسنا معا وإن شاء الله سأخرج من السجن قريبا».
* خدمة «لوس أنجليس تايمز» ـ خاص بـ «الشرق الأوسط»
-------------------------------
د. الشطي يكشف تفاصيل رحلة عودة تاسع معتقل في غوانتانامو

وسط التكتم الرسمي حول رحلة عودة تاسع معتقل كويتي من معتقل غوانتانامو سبرت القبس من خلال د. عدنان الشطي اغوار رحلة العودة وقال لــ «القبس» كونه المشرف على الفريق الطبي المرافق للمطيري، كيف تمت رحلة العودة والتي سبقتها زيارة للمعتقل في سبتمبر الماضي.
وسرد د. عدنان الشطي رئيس الفريق الطبي المرافق للمعتقل خالد المطيري، تفاصيل رحلة العودة التي وصفها بأنها شاقة من الدرجة الأولى، واختزل الرحلة في جملة «انها موفقة وناجحة بكل المقاييس، وكنا نتوقع هذا السلوك من ابننا خالد المطيري».
وقال: «كان الجميع متعاونا جدا لانجاح هذه الرحلة من الالف الى الياء» ولم ينس ان يشكر الجهود الجبارة لكل من الديوان الاميري ووزارتي الخارجية والداخلية ومؤسسة الخطوط الجوية الكويتية لتسهيل مهمة نقل المطيري الى البلاد.
وتابع «اقلعت الطائرة الاميرية من الكويت الى غوانتانامو مباشرة، ومن ثم من غوانتانامو الى الكويت واستغرقت الرحلة ثلاثة ايام متواصلة لم نبرح مكاننا قيد انملة مستجمعين همتنا لانجاز الرحلة بكل ما تعني الكلمة، وتوقعنا السلوك الذي شاهدناه من ابننا خالد، حيث كان متجاوبا ومتعاونا بشكل لافت، وهذا ما توقعناه منذ ان قابلناه لاول مرة في شهر سبتمبر الماضي ورصدنا انطباعنا عن التعامل معه».
صمت
وقال الشطي «عندما وطأت قدما المطيري الطائرة من القاعدة العسكرية لم ينبس ببنت شفة وظل صامتا لفترة ربما كانت صدمة عودته اشد وقعا عليه من تحمل واستيعاب ما يجري من حوله، ثم بدأ يتجاوب ويتكلم شيئا فشيئا، وأول حديث دار بيني وبينه، قلت له لمن مشتاق في الكويت فقال: لامي بالتأكيد وكان شديد التأثر وخائفا في الوقت نفسه، واغرورقت عيناه بالدموع، وهو يستذكر الحقيبة التي ارسلتها له والدته وتحوي ملابسه وقال «أمي دازتلي ملابس».
انفعالي
ووصف الشطي ذلك الانفعال بانه امر طبيعي لمن يخرجون من السجن او الاعتقال لفترة طويلة «سلوك انفعالي» وقال «كان متخوفا وشاكا من حدوث اي شيء ربما يربك طريق العودة حتى يصل الى ارض الوطن».
وتابع كان اللافت ان المطيري مدرك ومتيقن من خروجه وبراءته، لكنه غير مدرك لتعقيدات الامور، وهذا حال معظم السجناء. واضاف: «عندما تيقن المطيري انه على متن الطائرة الكويتية واقلعت من جزيرة غوانتانامو في طريقها للكويت بدأ يشارك في الحديث شيئاً فشيئاً، واللافت انه رفض الطعام والشراب حتى ان «طاقم الطائرة» حاولوا مرارا ان يقدموا له الطعام، ثم اخيرا شرب القليل من الماء وتناول قليلا من الفاكهة». وتابع هذا الامر طبيعي بسبب الحماس والحالة النفسية التي كان يمر بها وقتها.
واضاف الشطي «رحلة لم تتوقف لمدة 72 ساعة متواصلة افرادها عملوا بكل همة ونشاط وان بدا الاعياء والتعب على الوجوه»، واضاف مع الوقت بدأ المطيري يمزح شيئاً فشيئاً ويتحاور ويسأل عن الديرة وان كان في مرات كثيرة يصمت شاردا مفكرا بما مر به خلال السنوات الماضية».
الوطن
وواصل الشطي حديثه «وما ان دخلت الطائرة الى الاجواء الكويتية ارجعت المطيري الى لحظة الاقلاع من القاعدة العسكرية في غوانتانامو المنظرالجميل المليء بالخضرة وقلت له «منو الاحلى الخضرة هناك او الارض الرملية الصحراوية (الجلحة)» في مطار الكويت فرد المطيري مسرعا «هذي الارض الجلحة تسوى الدنيا وما فيها»، واخذ ينظر من نافذة الطائرة لحظة بلحظة حركة الهبوط في مدرج المطار وما ان وصلنا تنفس المطيري الصعداء معلنا مرحلة جديدة في حياته، ووقف على سلم الطائرة متأملاً للحظات قبل ان تغرق عيناه بالدموع وبدا التأثر واضحا عليه وهو مستقبلا اشقاءه».
وزاد الشطي هذا السلوك كان متوقعا من المطيري لاني شخصيا قابلته في المرحلة الاولى التي استدعينا لها كفريق كويتي لزيارة المعتقلين الكويتيين في غوانتانامو في سبتمبر الماضي في شهررمضان، وكان في البداية متخوفا ويلفه الصمت من هول المفاجأة وقال وقتها لي «ظنيت ان الكويت نستنا»!
إعجاب
واكد الشطي ان الادارة الاميركية معجبة بمركز التأهيل الذي انشأته الكويت لاعادة تأهيل العائدين من المحتجز وقامت السفيرة الاميركية لدى البلاد ديبورا جونز بأول زيارة له وتوالى بعدها وفد من وزارة الدفاع الاميركية ووزارة الخارجية والذين بطبيعة الحال اثنوا على المركز وآلية العمل فيه وايقنوا جدية الكويت في التعامل مع القضية.
وعن آلية انخراط المطيري في المجتمع، قال الشطي «اعتقد ان المطيري سينخرط قريبا في المجتمع لان احد اهدافنا المهمة من انشاء مركز اعادة التأهيل هو ان ندمج العائدين في المجتمع ليصبحوا جزءا فعالا من المجتمع وقادرين على العطاء وأسوياء نفسيا قبل كل شيء».
وختم الشطي «الإدارة الاميركية ايقنت وتأكدت من اننا نعمل بطريقة سليمة واننا اجتزنا ما طلب منا ووفرنا ما أرادوا وكان ثمارها ان عاد المطيري وتليه ان شاء الله البقية من المحتجزين في غوانتانامو».
في سبتمبر كان اللقاء الأول: اعتقدنا أنكم نسيتمونا
نقل الشطي مشاهداته من معتقل غوانتانامو في سبتمبر الماضي، عندما سمحت الإدارة الأميركية لأول مرة لفريق متخصص بزيارة المعتقلين والجلوس معهم إلى طاولة الحوار. وقال «في شهر رمضان ذهبنا بدعوة من الولايات المتحدة مع فريق من المختصين الكويتيين، وقابلنا آنذاك كل المعتقلين. وسمحوا لنا أن نقضي ساعتين مع كل محتجز. وكانت خطوة إيجابية للغاية من قبل الإدارة الأميركية بطلبهم ذهاب الفريق المختص لمقابلة المحتجزين».
واستطرد بالقول «في غوانتانامو فتح باب القاعة ودخل المحتجزون واحداً تلو الآخر، مكبلين بالقيود الحديدية. وذهلوا عندما شاهدونا لأول مرة وكانوا خائفين ومتحفظين غير مدركين لما يجري حولهم. ولم يتوقع أي منهم أن تكون الكويت تسأل عنهم أو تطالب بهم. وقالوا «اعتقدنا أنكم نسيتمونا» وزاد الشطي «لأول مرة لميت خالد المطيري وحضنته بقوة وكأنما أحضن ولدي».
وتابع: في منتصف المقابلة بدا الارتياح على وجه المطيري وزملائه الآخرين. وتابع: لقد جنينا ثمار هذه الرحلة بأن ارتاح المعتقلون وشعرت الإدارة الأميركية بجدية الكويت، وان لديها القدرات على التعامل مع هذه الحالات، وارتاحوا لطبيعة الإجراءات وكان للأمر وقع طيب على إدارة السجون في غوانتانامو وتجاوب المحتجزين معنا.