مقال روووعه
ما ادري شفيني يا عايشه؟
كتب إقبال الأحمد :
ما ادري شفيني.... التفت يمين وشمال ما كو شي يهزني ...الوان احمر واصفر واخضر.... انوار على اليمين وانوار على الشمال... زينة ما لها اول ولا آخر…. وسرحت بعيدا ايام زمان لما كنا نحشر اليهال بالسيارة ونطلع نتمشى ونتطمش على زينة العيد الوطني... حتى الاجانب كانوا يفضلون زيارة الكويت في ايام العيد الوطني عشان يستانسون على منظر الديرة من الطيارة... وهم احنا ندور اي عذر عشان نطير او نسافر بهالوقت... منظر ما كو مثله... بس الاهم من هذا كله الفرحة والضحكة والوناسة ...كل يوم لنا مشوار في مكان... وناسة وفرحة.
المنظر ما تغير اليوم... الزينة هي هي.... والوزارات والمؤسسات تبرق من اولها لآخرها... ومن فوق ليتحت... بس راحت زهوة وزهزهة الزينة وراحت لهفتها... وراحت الضحكة... صرنا نمر على الزينة وكأنا مارين على بيت جيرانا. قناة سكوب بغض النظر عن مدى اتفاقي مع ما تبثه... حيث اتفق او لا اتفق.. ولكنني وبكل صدق اكبرت فيها شحنة الوطنية التي غذتها بنا خلال الفترة الاخيرة، وخاصة اللقاء الذي اجرته مع الاعلامية الاصيلة عائشة اليحيى.. وبكل بساطتها وعفويتها واصالتها... فقد كانت تقطر وطنية من كلماتها ولباسها وروحها... والاجمل من ذلك انها عكست كل ذلك علينا جميعا. من شدة جفاف ارواحنا لماء الوطنية ومن شدة رغبة المشاهدين لسماع ما يشجعهم على الفرح، انهالت الاتصالات على عائشة تزغرد معها وتحييها... فقد ملأ اليباب (الزغاريد) الفضاء الاعلامي تلك الليلة وابتسم وضحك وانشرح الكل.
الموضوع ليس موضوع عائشة اليحيى، انه موضوع الفرح الذي شجعت عليه عائشة اليحيى... والا.. تعرف عائشة ونعرف نحن جميعنا انها اي عائشة ليست في مكان القرار لتبيح الفرح او تدعو اليه... ولكنها استندت الى دعوة الامير لترك الناس تفرح... وما صدق المشاهدون حتى انهالت زغاريدهم وضحكاتهم... حتى مقدم الحوار لم أره مبتسما كما رايته في حلقة عائشة اليحيى.
هل نحن فعلا وصلنا الى هذه المرحلة من جفاف الروح للفرح والوناسة... هل استطاع سارقو البسمة والفرحة من نواب الحلال والحرام ان يكبتوا على انفاسنا.... فما ان سمعنا من يحاول انتشالنا حتى تمسكنا وتشبثنا به لعله يسحبنا للاعلى.
أجزم ألفا بالمائة ان من لم يغن مع الاغاني التي بثتها سكوب تلك الليلة، ومن لم يتمايل ويرقص معها.. فهو بالتأكيد قد بكى حرقة على تلك الايام. انا لم ابك على الاغاني ولكنني بكيت على الكويت التي هجرناها طوال السنوات الماضية... بسبب اشاعات مغرضة، وبث السموم التي كان ولا يزال بعض نواب المصائب عندنا يصبحونا بها ويمسونا بها.. رقص اطفالنا وبناتنا في الاعياد الوطنية حرام.. وتحية العلم حرام ... السلام الوطني والوقوف احتراما له حرام.... ماذا بقى لنا من وطنية اذا؟
الله يخليكم... كلكم من الجهرا للسالمية.. ومن الرقعي للعديلية.... ومن النزهة والدسمة الى الاحمدي والرميثية... من كيفان وهدية الى السرة والقادسية... من صباح الناصر والشعب الى الصليبخات والجابرية... من كل مناطق الكويت.. لنخرج كلنا مع اطفالنا واخواننا الى ساحة الارادة او ساحة العلم او اي مكان نجتمع فيه كما دعت عائشة... لنضحك ونرقص ونتمايل مع الكلمات الوطنية.. لنرتو ... بأنغام فرقنا الوطنية... على وقوع طبولهم وطيرانهم... وليعرف سارقو الفرح والابتسام اننا كلنا.... نقول لهم بالصوت العالي..... اغربوا بعيدا عنا واتركونا نفرح في بلادنا... اتركوا بلادنا لنا واذهبوا حيث تريدون الهم والغم ...فقد آن لنا ان نقول لكم كلكم... انتهى دوركم وبدأ دورنا... نحن الاغلبية الصامتة.
آن لهذه الاغلبية ان تصرخ ويعلو صوتها بعد ان كبت سنوات وسنوات.... لتقول: فكونا... مليناكم... فقد شاخت الكويت قبل اوانها وضمرت اعضاؤها وعلت التجاعيد وجهها قبل وقتها.... لماذا؟ لأن روحها ماتت... اتركونا نبث الروح والحماس والفرح بداخلها، لتصحو قطر الندى بعد ان نقبلها كلنا على جبينها.