رد : تجمع جديد لمرضى الوهن العضلي myasthenia gravis: قصة ابتلائي ودوائي وشفائي بإذن ا
سبحان الله ياأمي الحبيه غرباء هأنتي مره اخرى تجين على الجرح وتحسين فيني فلقد كان كلامك واقعي وصادق وكأنك تتكلمين عن واقعي المرير وبنفس اسلوبك المشوق
لا ترقص على جراح الآخرين لأنّ جراحهم للأسف لا تــحـــتـمـل المـزٍيـد
فعلً كلام أكثر من رآئع وجميل ,احس انه كان من القلب وإلى القلب بارك الله فيك وحفظك الله من كل مكروه وسوء وأسبغ عليك نعمة العقل والصحه يااااااااااارب آآآآآآآمين
حبيبتي هذا الكلام ليس فقط خارج من القلب ، ولكنه في القلب يحيا بداخله ، أراه كل يوم في عيون كثيرة ، وأتنفسه في أكثر الأماكن ، والحمد لله الذي ابتلانا فإن شكرنا وصبرنا كنا من أهل آية ( ...... إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ [الزمر : 10] .
هل تعرفين حبيبتي معنى هذه الآية الكريمة ؟
علماء التفسير قالوا فيها معنيان :
1- الصابرون يوم القيامة يُعطى لهم من كل شئ يحبون ويريدون ويشتهون بلا مقدار ولا معيار محدد يقفون عنده ولا يتعدّونه، فلهم كل ما يريدون ... كله.... كله كله ...... بلا حساب ولا حدود ولا معيار ولا قيود عطاء بلا حدود من رب غني كريم .
2- الصابرون يوم القيامة يدخلون الجنة بدون حساب ، بدون أن يحاسبوا عمّا فعلوه فالمصيبة التي أصابتهم وشكروا وحمدوا مولاهم عليها بلا تضجر ولا تذمر كانت سببا في مغفرة كل ذنوبهم وخروجهم من الدنيا كيوم ولدتهم أمهاتهم ، فلا حساب ولا وقوف للحساب ..... وهذا هو الصبر الجميل الذي جاء في كتاب الله تعالى : ( فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً )[المعارج : 5] ) ، أي الصبر الذي لا جزع فيه, ولا شكوى منه لغير الله.
فاللهم اجعلنا من أهل ( ( ...... إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ [الزمر : 10] .)
من أحلى ما قرأت من كلام الصالحين ، أن أحدهم قال لتلميذ له : إن أردت أن يكون الله تعالى راضيا عنك فلابد أن ترضى انت على الله ،
فتعجب التلميذ وقال : أنا ! أأنا من يرضى على الله !!!! كيف ؟
قال له الشيخ الصالح : أن ترضى عن كل ما يكتبه عليك الله عزّ وجلّ ، وكل ما يُقدّره لك، فتتقبل المصيبة بقبول ورضا وسعادة كما تستقبل النعمة تماما ، حينها تكون راضيا عن مولاك فيرضى عنك .
فشماتة الأعداء هي أيضا بلاء وابتلاء الذي لا أعتقد أن هناك مبتلىً لم يكتوي بآلامه ، بل هي أشد على النفس من بلاء المرض نفسه ، وفيما قرأت من الآثار عن قصة صبر نبي الله أيوب الذي فقد كل شئ المال والصحة والولد فصبر ، فبعد أن رد الله تعالى عليه كل شئ من صحة ومال وولد... سأله أحد السائلين : لقد فقدت كذا وكذا وكذا .... أي كل شئ ،،، فماذا كان أكثر شيئا حزنا لك ؟
فرد نبي الله قائلا : أكثر شئ كان يؤلمني ويُحزنني هو شماتة الأعداء .
وساقص لكِ موقف لي مع أحد الشامتات وكانت لم ترانيحين أُغلقت عيني تماما وإن كانت تعلم بهذا من خلال مكالمات هاتفية بيننا ، فأردت أن أعطيها بعض الدروس والمحاضرات كما يحدث دائما ، فذهبت لها لأعطيها ما جهّزته لعل الله يتقبل منّي ويفيدني يوم القيامة ، وحين فتحت الباب ورأت منظر عيني حاولت أن تُظهر التأثر بما رأت وقالت لا أدري كيف تتحملين كل هذا لقد آلمتني عيني يومان فقط كدت أجن ، فأردت أن أعطيها درسا سريعا إن كان لا يزال في قلبها بقايا خير ستستفيد به ، فإن لم يكن هناك أي خير وهذا علمه عند علاّم الغيوب فقط فأكون قد فوّت عليها فرصة الاستمتاع بتعذيبي ، فقلت لها ضاحكة وكلي سعادة رغم الجُرح الذي خلّفه أسلوبها ، قلت لها : الحمد لله رب العالمين لقد أعطاني الكثير وترك لي الأكثر ، ألا ترين أني وما أملك ملك لله !!!
ألا ترين أني لا أملك شيئا ابدا حتى العين الباقية مفتوحة!
ثم أشرت بيدي الى كل جسدي قائلة :
كل هذا بما فيه العين التي مازالت مفتوحة والآخرى المغلقة هبة أعطانيها الله سبحانه وتعالى ، فإن أغلق واحدة أو أخذها أو أغلق الاثنتان أو أخذهما معاً فقد أخذ ما يملك ولا أملك ، فلمَ الحزن أوالجزع !
هل إن استعرت منكِ ثوبا لمناسبة ليوم واحد ثم جئت تاني يوم تستردينه هل من حقي الحزن والجزع ؟
ولله تعالى المثل الأعلى
فكلي ملكه فليأخذ المالك من ملكه ما يشاء متى يشاء كيف يشاء وأنا كلي سعادة ورضا ، ويجب أن تسعدي لسعادتي إن كنتي تحبينني ، فهذا كفّارة للذنوب إن شاء الله وكلنا معاصي وما أحوجنا للمغفرة و ..... فقاطعتني قائلة بلهجة كلها غيظ حاولت فاشلة ان تخفيها ، قالت : ( مازلتِ متماسكة ) ، فتظاهرت أني لا افهم ولا ارى ما تعنيه بكلمتها وتعابير وجهها وكنت قبل أن تقاطعني وأقول لها ما كتبته لكِ ، كنت أقوله وانا أضحك بسعادة ، فلما قاطعتني قائلة ( مازلتِ متماسكة ) ، ضحكت أكثر وتعمدت أن ترى هذا وقلت لها : متماسكة !! هههههه يبدة كثرة الوقوف في المطبخ وعمل الوصفات أثّر فيكِ كثيرا ,,,,, تحسبينني جيلي أو آيس كريم خرج توا من الفريزر ..... الموضوع بلا تماسك ولا فريزر أنني أرى نعمة الله تعالى وعطاءه ، وهذا في حد ذاته نعمة تستوجب الشكر ، كما أن شكر الله تعالى في حالة كهذه في حد ذاته هو أيضا نعمة أخرى تستوجب الشكر ، ألا ترين هذا الكمّ الهائل من النعم الذي أتمرغ فيه بينما سُلب من غيري ! فالله تعالى لا يأخذ رغم أنه مالك كل شئ إلاّ ليعطي ، والمتشاءم الغير واثق من مولاه الغير راضي عنه يرى فقط الأخذ و يعميه الشيطان والنفس الأمارة بالسوء عن نِعَم العطاء التي لا تُعد ولا تُحصى .
أه.
ابنتي وأخيتي في الله / ربي وربك وخالقي وخالقك يعلم ما يؤلمنا ويحزننا أكثر مما نعلم و حتى قبل حدوثه ، ولكنها الفتنة والاختبار والتمحيص الذي يجب ان نجتازه بنجاح لنفوز بخيري الدنيا والآخرة ، فيجب ان نصبر على الشماتة كما يجب ان نصبر على المرض وكل ابتلاء ، يجب أن نصبر صبراً جميلاً لا صبر المضطر المرغم على الصبر ، لا صبر الذي ليس بيده حيلة غير الصبر ، ولكن صبر الراضي عن مولاه ، فقَدَر الله كله خير لنا ، فإذا رأيتي شماتة الشامتين فانتهزي الفرصة ولا تضيعيها ابداً لاجتياز اختبار الصبر ، واختبار الرضا ، وحبذا لو اغتنمتي الفرصة ولقّنتِ الشامت / الشامتة درسا حسنا وموعظة جميلة ربما تكون سببا في هدايته أو هدايتها ، فإن لم يكن فتكوني قد فُزتِ بثواب الصبر والرضا وضيّعتي على الشامتين فرصة السعادة والشماتة فيكِ ولما اصابك ، وقلبتيها ناراً وحسرة عليهم ، نسأل الله تعالى الهداية لنا ولهم .
قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إذا أراد الله بعبده الخير عجَّل له العقوبة في الدنيا ، وإذا أراد بعبده الشر أمسك عنه بذنبـــه حتى يوافيه به يوم القيامة )
رواه الترمذي ( 2396 ) وصححه الألباني في صحيح الترمذي .
وقال الحسن البصري رحمه الله : لا تكرهوا البلايا الواقعة ، والنقمات الحادثة ، فَلَرُبَّ أمرٍ تكرهه فيه نجاتك ، ولَرُبَّ أمرٍ تؤثره فيه عطبك – أي : هلاكك - .
وقال الفضل بن سهل : إن في العلل لنعَماً لا ينبغي للعاقل أن يجهلها ، فهي تمحيص للذنوب ، وتعرّض لثواب الصبر ، وإيقاظ من الغفلة ، وتذكير بالنعمة في حال الصحة ، واستدعاء للتوبة ، وحضّ على الصدقة .
والمؤمن ذكي لا يفوّت الفرصة ولا يتركها تضيع منه بلا استفادة لذا فهو يبحث في البلاء عن الأجر ، ولا سبيل إليه إلاَّ بالصبر ، ولا سبيل إلى الصبر إلاَّ بعزيمةٍ إيمانيةٍ وإرادةٍ قوية .
ولنتذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ ، وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلا لِلْمُؤْمِنِ ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ ) رواه مسلم (2999) .
قال الله تعالى : ( وَبَشِّرْ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُهْتَدُونَ ) .
ولقد حدث ابن القيم ـ رحمه الله ـ عن نفسه في كتابه ((شفاء العليل)) أنه أحصى ما للأمراض من فوائد وحكم، فزادت على مائة فائدة،
قال ابن مسعود
: (إنكم ترون الكافر من أصح الناس جسما، وأمرضهم قلبا. وتلقون المؤمن من أصح الناس قلبا وأمرضهم جسما، وايم الله، لو مرضت قلوبكم وصحت أجسامكم، لكنتم أهون على الله من الجُعلان).
ودخل سلمان الفارسي
على مريض يعوده فقال له: (أبشر، فإن مرض المؤمن يجعله الله له كفارة ومستعتبا، وإن مرض الفاجر كالبعير؛ عقله أهله ثم أرسلوه فلا يدري لم عُقِل ولم أرسل) ، نعوذ بالله تعالى أن نكون كالبعير .
اشتكى عروة بن الزبير الآكلة في رجله، فقطعوها من ركبته، وهو صامت لم يئن، وفي ليلته تلك سقط ولد له من سطح فمات، فقال عروة: اللهم لك الحمد، كانوا سبعة من الولد فأخذت واحدا وأبقيت ستة، وكان لي أطراف أربعة، فأخذت واحدا وأبقيت ثلاثة، فإن كنت أخذت فلقد أعطيت، ولئن كنت قد ابتليت لقد عافيت.
وقد ذكر ابن القيم في كتابه القيم " زاد المعاد " (4/189–195) أموراً منها :
1- " أن ينظر إلى ما أصيب به فيجد ربه قد أبقى عليه مثله أو أفضل منه ، وادَّخر له إن صبر ورضي ما هو أعظم من فوات تلك المصيبة بأضعاف مضاعفة ، وأنه لو شاء لجعلها أعظم مما هي .
2- أن يطفئ نار مصيبته ببرد التأسي بأهل المصائب ، ولينظر يمنة فهل يرى إلا محنة ؟ ثم ليعطف يسرة فهل يرى إلا حسرة ؟ وأنه لو فتَّش العالم لم ير فيهم إلا مبتلى ، إما بفوات محبوب ، أو حصول مكروه ، وأن شرور الدنيا أحلام نوم ، أو كظل زائل ، إن أضحكت قليلاً أبكت كثيراً ، وإن سرَّت يوماً ساءت دهراً ، وإن متَّعت قليلاً منعت طويلاً ، ولا سرته بيوم سروره إلا خبأت له يوم شرور ،
قال ابن مسعود رضي الله عنه : لكل فرحة ترحة ، وما مليء بيت فرحاً إلا مليء ترحاً .
وقال ابن سيرين : ما كان ضحك قط إلا كان من بعده بكاء .
3- أن يعلم أن الجزع لا يردها – أي : المصيبة - بل يضاعفها .
4- أن يعلم أن فوات ثواب الصبر والتسليم وهو الصلاة والرحمة والهداية التي ضمنها الله على الصبر والاسترجاع أعظم من المصيبة في الحقيقة .
5- أن يعلم أن الجزع يشمت عدوه ، ويسوء صديقه ، ويغضب ربه ، ويسر شيطانه ، ويحبط أجره ، ويضعف نفسه ، وإذا صبر واحتسب وأرضى ربه ، وسر صديقه ، وساء عدوه ، وحمل عن إخوانه وعزاهم هو قبل أن يعزوه ، فهذا هو الثبات والكمال الأعظم ، لا لطم الخدود ، وشق الجيوب ، والدعاء بالويل والثبور ، والسخط على المقدور .
6- أن يعلم أن ما يعقبه الصبر والاحتساب من اللذة والمسرة أضعاف ما كان يحصل له ببقاء ما أصيب به لو بقي عليه ويكفيه من ذلك " بيت الحمد " الذي يبنى له في الجنة على حمده لربه واسترجاعه ، فلينظر أي المصيبتين أعظم : مصيبة العاجلة ، أو مصيبة فوات بيت الحمد في جنة الخلد ، وفي الترمذي مرفوعاً :
( يود ناس يوم القيامة أن جلودهم كانت تقرض بالمقاريض في الدنيا لما يرون من ثواب أهل البلاء ) ،
وقال بعض السلف : لولا مصائب الدنيا لوردنا القيامة مفاليس .
7- أن يعلم أن الذي ابتلاه بها أحكم الحاكين ، وأرحم الراحمين ، وأنه سبحانه لم يرسل إليه البلاء ليهلكه به ، ولا ليعذبه به ، ولا ليجتاحه ، وإنما افتقده به ليمتحن صبره ورضاه عنه وإيمانه وليسمع تضرعه وابتهاله ، وليراه طريحا ببابه ، لائذاً بجنابه ، مكسور القلب بين يديه ، رافعا قصص الشكوى إليه .
8- أن يعلم أنه لولا محن الدنيا ومصائبها لأصاب العبد من أدواء الكبر والعجب والفرعنة وقسوة القلب ما هو سبب هلاكه عاجلا وآجلا ، فمن رحمة أرحم الراحمين أن يفتقده في الأحيان بأنواع من أدوية المصائب تكون حمية له من هذه الأدواء ، وحفظا لصحة عبوديته ، واستفراغاً للمواد الفاسدة الرديئة المهلكة منه ، فسبحان من يرحم ببلائه ، ويبتلي بنعمائه ، كما قيل :
قد ينعم الله بالبلوى وإن عظمت ويبتلي الله بعض القوم بالنعم
9- أن يعلم أن مرارة الدنيا هي بعينها حلاوة الآخرة ، يقلبها الله سبحانه ، كذلك وحلاوة الدنيا بعينها مرارة الآخرة ، ولأن ينتقل من مرارة منقطعة إلى حلاوة دائمة خير له من عكس ذلك ، فإن خفي عليك هذا فانظر إلى قول الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم : ( حُفت الجنة بالمكاره ، وحفت النار بالشهوات ) " انتهى باختصار.
ثالثاً :
كثير من الناس إذا أحسن تلقي البلاء علم أنه نعمة عليه ومنحة لا محنة.
قال شيخ الإسلام رحمه الله : " مصيبة تقبل بها على الله خير لك من نعمة تنسيك ذكر الله " .
وقال سفيان : " ما يكره العبد خير له مما يحب ، لأن ما يكرهه يهيجه للدعاء ، وما يحبه يلهيه " .
وكان ابن تيمية رحمه الله يعد سجنه نعمة عليه تسبب فيها أعداؤه .
قال ابن القيم : " وقال لي مرة – يعني شيخ الإسلام - ما يصنع أعدائي بي !! أنا جنتي وبستاني في صدري ، أنّى رحت فهي معي لا تفارقني ، إنّ حبسي خلوة ، وقتلي شهادة ، وإخراجي من بلدي سياحة .
وكان يقول في محبسه في القلعة : لو بذلت ملء هذه القلعة ذهبا ما عدل عندي شكر هده النعمة أو قال : ما جزيتهم على ما تسببوا لي فيه من الخير ونحو هذا .
وكان يقول في سجوده وهو محبوس : اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ما شاء الله ،
وقال لي مرة : المحبوس من حبس قلبه عن ربه تعالى ، والمأسور من أسره هواه ، ولما دخل إلى القلعة وصار داخل سورها نظر إليه وقال :
فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب .
وعلم الله ما رأيت أحدا أطيب عيشا منه قط ، مع كل ما كان فيه من ضيق العيش ، وخلاف الرفاهية والنعيم ، بل ضدها ، ومع ما كان فيه من الحبس والتهديد والإرهاق ، وهو مع ذلك من أطيب الناس عيشاً ، وأشرحهم صدراً ، وأقواهم قلباً ، وأسرهم نفساً ، تلوح نضرة النعيم على وجهه ، وكنا إذا اشتد بنا الخوف ، وساءت منا الظنون ، وضاقت بنا الأرض ، أتيناه فما هو إلا أن نراه ونسمع كلامه فيذهب ذلك كله ، وينقلب انشراحاً وقوة ويقينا وطمأنينة ، فسبحان من أشهد عباده جنته قبل لقائه ، وفتح لهم أبوابها في دار العمل ، فأتاهم من روحها ونسيمها وطيبها ما استفرغ قواهم لطلبها والمسابقة إليها " انتهى .
"الوابل الصيب" (ص 110) .
رددي معي بنتي الحبيبة من قلبكِ وبكل رضا وحب ( والحديث ليس لكِ وحدك بل هو لكل مبتلىً أي نوع من أنواع البلاء والابتلاء وليس المرض فقط ) :
اللهم إنّي أُشهدك وأُشهدُ حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك أني راضية عن كل قدر قدّرته وكل قضاء أمضيته ،،، فارضى اللهم عنّي ، واغفر لي ذنبي كله ما نسيت منه وما تذكرتُُ ، وما أعلنت منه وما أسررتُ ، وماعلمت منه وما جهلتُ وأنت علاّم الغيوب .
اللهم آآآآمين.
ثانياً :
هناك مصائب أُبتلى بها غيرنا إذا تأملناها هانت عليه مصيبتنا وخفت ووجدنا أننا في نعمة عظيمة يتمناها الكثيرين جدا فلله وحده الحمد المنّة .
فاعتبروا يا أولى الألباب
شاهدوا واسمعوا ماذا يتمنى أخوكم في الله .... وبعد المشاهدة بعين القلب وليس عين الرأس فقط ،،، فليتفكر كل منّا في حاله وليحاسبها قبل أن يأتيها الحساب العسير ، قبل أن يُعرض علينا كتاب أعمالنا الذي لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلاّ أحصاها ، قبل الندم في يوم لا ينفع فيه الندم ، في يوم سمّاه خالقه يوم الحسرة :
( وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ [مريم : 39]
شاهد ثم تفكر ثم ابكي على حالك أنت لا على حال من في الفيديو فربما حاله أحسن من حالك وإن كنت أكثر منه مالاً وصحةً وولداً ، ثم وإياك يا قارئ كلامي أن تنسى وتلهيك الدنيا ، واعلم أنك تموت ، كل يوم ودقيقة تمر من عمرك تقرّبك الى القبر أكثر ، أنصحك لا تنسى ولا تتناسى هذه الحقيقة ، فنسيانك لها أو تناسيك لن يغير منها ابدا ، فأمامك كتاب مسجل فيه كل شئ ، كتاب لا يُخطئ ولا يسهو ولا ينسى .
وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً [الكهف : 49]
اللهم إنا نسألك العفو والعافية والمعافاة الدائمة.
ولي عودة إن شاء الله للرد على باقي اسئلتك حبيبتي ، ثم كتابة رحلة العلاج ثم وبعده الرحلة الأهم والتي هي العلاج الروحاني إن شاء الله تعالى ، وأقول للحبيبة الغالية سبيعيه قمر : أنني لم أنسى طلبها ولن أنساه إن شاء الله تعالى، فإن أكثر ما أكتبه إنما هو تمهيدا واجبا له قبل الولوج فيه ، وإعدادا له لأنه هو الأهم في الموضوع ، وكل هذا وما سيكون ان شاء الله إن هو إلاّ مقدمات له ينبغي قراءتها جيدا والتفكر فيها والاستعانة بالله تعالى في تيسير تطبيقها والإسراع في ذلك ... لهذا تركته آخر شئ .