- إنضم
- 6 سبتمبر 2010
- المشاركات
- 468
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 0
1
" أنا شخص آنتهيت .. آنتهــيت ! "
هكذآ أجابني عند مقاطعتي له .. " فهد لسى باقي فرصة , ليه أنت كذآ ؟ "
أصر على تكراراها مرارا .. " أفهمني , أنا آنتهيت يآخي .. آنتهــيت ! .. ليه مو رآضي تحس فيني وتكون وآقعي لو مره بحياتك ؟! "
" فهد , كلنا نغلط .. وكلنا نتعلم دروس من الحياة .. حتى وإن كآنت غلطتك فآدحة - على الأقل بنظرك - هذي مهي النهاية يآخي ! .. ليه منت رآضي تكون متفآئل ؟؟ "
...
إنحنى برأسه وأخذ يضغط بكلتا يديه على رأسه معبراً عن إحباط شديد , سألني دون أن ينظر إلي .. " ممكن تخليني لحآلي "
خرجت وألم الحسرة على فهد قد طغى علي ..
إن لفهد قصة غريبة جداً , قد لا يصدقهآ إلآ من كآن شآهداً على أحدآثها بنفسه .. بل إني أعدها ضرباً من ضروب الخيال.
فهد , آسم من ثلاثة أحرف , نآبض بالحياة , ذكي , شهم لآ يرضى بأن يقف مكتوف الآيادي إطلآقاً.
أعرفه منذ أحد عشر عآماً , شخص ذو عقل إبتكآري , فهو مستشآري الخآص ونآصحي الآمين.
بدأت أحدآث قصة فهد تنسج خيوطهآ منذ بدآية صيف 2003 , كنآ آنذآك ندرس في المرحلة الأخيرة من الثآنوية العآمة . وللتو قد ودعنآ المدآرس إلى أحضآن الجآمعآت.
فهد - عآدل - تركي - سعود , كلهم كآنوآ من أغلى مآ خرجت به من التعليم العآم , لكنّي كنت أفضل فهد على البقية , لا أدري لماذآ ؟, علّها أسباب نفسية ..
يتملكني شعور بأنه يفهمني جيداً غير الجميع.
الكل سلك طريقه الخآص وبدأ يبحث عن مكآن منآسب يليق به , ومع ضغط البحث و الإنشغال بأمور الحياه إنقطعنا قليلاً عن بعضنآ البعض.
كآنت النتآئج الأولية تشير بأني سأبتعد عنهم قليلاً إلى جآمعة الملك فهد للبترول والمعادن , لكن سرعآن مآ تلخبطت الآورآق وانضم فهد لبرنامج الإبتعآث الخآرجي.
في أحد أيآم الإجآزة قبل بدء العآم الدرآسي الجديد , اجتمعنآ لآخر مره لنودع فهد.
تردد صدى عبارة " الله يذكر ذيك الأيام بالخير " .. في أرجاء إجتمآعنآ , فقد كآن اجتماعاً يعصف بالذكريآت الجميلة والقصص الطريفة التي حدثت أثنآء درآستنا سوياً.
بعد وجبة دسمة لذيذة جمعتنآ لآخر مره , حآن الجزء الصعب , لحظة الوآدع ..
يحتار المرء أيفرح لأن من يحب ذآهب إلى مستقبل مشرق .. أم يحزن لغيابهم وفقدانهم.
أخفيت في نفسي عبرآت , ترجمتها فقط على شكل إبتسآمة وأنا أتأمل المنظر الودي , فيما بقي الجميع يوصي فهد بشتى أنوآع الوصايآ حيث أن فهد خطف الآضوآء تلك الليلة , لأنه ببسآطة الأبعد.
سعود التحق بكلية الملك خآلد العسكرية , وعآدل التحق بجآمعة الملك سعود ضمن طلاب كلية الحقوق والأنظمة السياسية , وتركي توجه لكلية الطب , أمآ أنا وفهد كنا نحمل نفس التوجه .. الهندسة !.
مآ إن قرب موعد سفره , بآدرني بإتصآل ودآعي , أخبرني فيه بأني أفضل صديق له , وطلب مني الدعوآت بأن يكون التوفيق حليفاً له .
أبيت إلآ أن أكون حآضراً للحظة الأخيرة في المطآر , اتجهت إلى هنآك , كنت على المدخل الزجآجي لمطآر الملك خآلد .. اتصلت به.
خرج لي فآحتضنته بقوه , ثم دمعت عيآني قسراً علي , لم يحتمل بدوره فشآركني الدموع , كآن مشهداً مضحكاً ومبكي في آن وآحد .
أهديته بعض الوصآيآ الأخيرة التي لآ تختلف عن سآبقتهآ فقد حفظهآ من كثرة تكرآرآها عليه " احفظ الله يحفظك يا فهد " .. " الله الله بالصلآة وأنا أخوك " .. " لآ تصير سبك وتقعد تلآحق الشقر .. خلك ثقيل " ..
إنتهت اللحظة واستأذني بلطف أن يرجع إلى أهله , ورجعت أنا كذلك ...
كآن تفكيري منشل تمآمآ أثناء عودتي إلى المنزل , كنت ألوم نفسي كثيراً بأني لم أذهب مع فهد إلى أمريكآ , وتآرة أقول بأن جآمعة الملك فهد بالنسبة لي هي أمريكآ وهي طموح لا ينبغي أن يتسآهل معه كائن من كآن .
عند منتصف الليل اتصلت بفهد فوجدت بأن هآتفه مغلق .. علمت حينهآ أنه على متن طآئرته إلى أمريكآ , من يدري لعله قطع سآعة من أصل ستة عشر ساعة .
انقطعت أخبار فهد عني كما هو الحال مع بقية الزملآء , رأيت أنه من الأفضل لي أنا أغادر إلى المنطقة الشرقية حيث إلى جآمعة الملك فهد للبترول والمعادن ..
وبالفعل توجهت إلى المنطقة الشرقية بعد يومين من سفر فهد ..
كنت قد خرجت من مقر إقامتي في مدينة الخبر في حدود السآعة الرآبعة عصراً , فضلت زيآرة الوآجهة البحرية وحيداً , تذكرت فهد بإشتيآق , فآتصلت به دون أن أراعي فآرق التوقيت ..
لم أحصل على إجآبة , فكررت الإتصآل .. أجآب فهد بصوت مخنوق ..
" هلآ والله "
" hello يا أمريكي "
ضحكة خفيفة للمجآملة تلتهآ
" هلآ أبو عبدالعزيز "
" كيف حآلك يآ فهد وش فيه صوتك كذآ ؟ "
" والله بخير يماللخير .. لا والله كنت نآيم شوي "
" sleep العوآفي .. رآح أكلمك بعدين وآسف على الإزعاج .. "
فضلت أن انهي المكآلمة سريعاً .. حتى لآ يفيق عقله البآطن من نومه الثقيل .
كآنت الكآبة قد تملكتني ذلك اليوم .. عدت إلى سكني والوحدة تكآد أن تقتلني ..
كنت إنتظر صلآة العشاء بفآرغ الصبر , حتى أنهي يومي الحآفل بالوحدة والكآبة , أثناء جلوسي لمتعابة برنآمج تلفزيوني إتصل فهد ..
فرحت وأجبت كالعآدة
" عمر يتحدث .. may I help you ?
" yes please .. two beef combo super size "
" sorry we don't deliver to america "
" from here or here ? "
فقلت : " تقصد منا وإلا منا ؟ " وضحكت كثيراً ..
ضحك ثم أردف .. " وش أخبآرك يا بو عبدالعزيز ؟ "
" أنا بألف صحة , والحين بالخبر .. أنت كيفك وكيف أيام الغربة معك ؟"
" لا أبشرك , فيه سعوديين والنعم فيهم وفيه عرب وفيه أمريكيين "
" سبحآن الله ؟! .. وش جآب الأمريكيين في أمريكا ؟ .. متأكد يآ فهد إن فيه أمريكيين ؟ "
ضحك بصوت مرتفع .. وتابع .. ما تخلي طبعك يا عمر..
أكلمنا تبآدل الأخبار , علمت أن يومه الأول سيكون بعد أسبوع من الآن , وهو في صدد أن يكتشف المدينة ومعآلمهآ مع الطلآب المبتعثين هنآك .
حذرته من العرب هنآك , حيث أن مصدري كآن عم لي عآش في ولاية " مآنيسوتآ " مدة تقآرب الست أعوآم .
فأجآب بأنه قد أخذ كآمل الإحتيآطآت , وأنه على قدر كبير من الوعي ..
إنتهت المكآلمة بيننآ بصآدق الدعوآت مني له .. كمآ شدد على أن أتصل به بين فترة وأخرى فأنا أخوه الرآبع كمآ كآن يقول ...
يتبع ,,,
" أنا شخص آنتهيت .. آنتهــيت ! "
هكذآ أجابني عند مقاطعتي له .. " فهد لسى باقي فرصة , ليه أنت كذآ ؟ "
أصر على تكراراها مرارا .. " أفهمني , أنا آنتهيت يآخي .. آنتهــيت ! .. ليه مو رآضي تحس فيني وتكون وآقعي لو مره بحياتك ؟! "
" فهد , كلنا نغلط .. وكلنا نتعلم دروس من الحياة .. حتى وإن كآنت غلطتك فآدحة - على الأقل بنظرك - هذي مهي النهاية يآخي ! .. ليه منت رآضي تكون متفآئل ؟؟ "
...
إنحنى برأسه وأخذ يضغط بكلتا يديه على رأسه معبراً عن إحباط شديد , سألني دون أن ينظر إلي .. " ممكن تخليني لحآلي "
خرجت وألم الحسرة على فهد قد طغى علي ..
إن لفهد قصة غريبة جداً , قد لا يصدقهآ إلآ من كآن شآهداً على أحدآثها بنفسه .. بل إني أعدها ضرباً من ضروب الخيال.
فهد , آسم من ثلاثة أحرف , نآبض بالحياة , ذكي , شهم لآ يرضى بأن يقف مكتوف الآيادي إطلآقاً.
أعرفه منذ أحد عشر عآماً , شخص ذو عقل إبتكآري , فهو مستشآري الخآص ونآصحي الآمين.
بدأت أحدآث قصة فهد تنسج خيوطهآ منذ بدآية صيف 2003 , كنآ آنذآك ندرس في المرحلة الأخيرة من الثآنوية العآمة . وللتو قد ودعنآ المدآرس إلى أحضآن الجآمعآت.
فهد - عآدل - تركي - سعود , كلهم كآنوآ من أغلى مآ خرجت به من التعليم العآم , لكنّي كنت أفضل فهد على البقية , لا أدري لماذآ ؟, علّها أسباب نفسية ..
يتملكني شعور بأنه يفهمني جيداً غير الجميع.
الكل سلك طريقه الخآص وبدأ يبحث عن مكآن منآسب يليق به , ومع ضغط البحث و الإنشغال بأمور الحياه إنقطعنا قليلاً عن بعضنآ البعض.
كآنت النتآئج الأولية تشير بأني سأبتعد عنهم قليلاً إلى جآمعة الملك فهد للبترول والمعادن , لكن سرعآن مآ تلخبطت الآورآق وانضم فهد لبرنامج الإبتعآث الخآرجي.
في أحد أيآم الإجآزة قبل بدء العآم الدرآسي الجديد , اجتمعنآ لآخر مره لنودع فهد.
تردد صدى عبارة " الله يذكر ذيك الأيام بالخير " .. في أرجاء إجتمآعنآ , فقد كآن اجتماعاً يعصف بالذكريآت الجميلة والقصص الطريفة التي حدثت أثنآء درآستنا سوياً.
بعد وجبة دسمة لذيذة جمعتنآ لآخر مره , حآن الجزء الصعب , لحظة الوآدع ..
يحتار المرء أيفرح لأن من يحب ذآهب إلى مستقبل مشرق .. أم يحزن لغيابهم وفقدانهم.
أخفيت في نفسي عبرآت , ترجمتها فقط على شكل إبتسآمة وأنا أتأمل المنظر الودي , فيما بقي الجميع يوصي فهد بشتى أنوآع الوصايآ حيث أن فهد خطف الآضوآء تلك الليلة , لأنه ببسآطة الأبعد.
سعود التحق بكلية الملك خآلد العسكرية , وعآدل التحق بجآمعة الملك سعود ضمن طلاب كلية الحقوق والأنظمة السياسية , وتركي توجه لكلية الطب , أمآ أنا وفهد كنا نحمل نفس التوجه .. الهندسة !.
مآ إن قرب موعد سفره , بآدرني بإتصآل ودآعي , أخبرني فيه بأني أفضل صديق له , وطلب مني الدعوآت بأن يكون التوفيق حليفاً له .
أبيت إلآ أن أكون حآضراً للحظة الأخيرة في المطآر , اتجهت إلى هنآك , كنت على المدخل الزجآجي لمطآر الملك خآلد .. اتصلت به.
خرج لي فآحتضنته بقوه , ثم دمعت عيآني قسراً علي , لم يحتمل بدوره فشآركني الدموع , كآن مشهداً مضحكاً ومبكي في آن وآحد .
أهديته بعض الوصآيآ الأخيرة التي لآ تختلف عن سآبقتهآ فقد حفظهآ من كثرة تكرآرآها عليه " احفظ الله يحفظك يا فهد " .. " الله الله بالصلآة وأنا أخوك " .. " لآ تصير سبك وتقعد تلآحق الشقر .. خلك ثقيل " ..
إنتهت اللحظة واستأذني بلطف أن يرجع إلى أهله , ورجعت أنا كذلك ...
كآن تفكيري منشل تمآمآ أثناء عودتي إلى المنزل , كنت ألوم نفسي كثيراً بأني لم أذهب مع فهد إلى أمريكآ , وتآرة أقول بأن جآمعة الملك فهد بالنسبة لي هي أمريكآ وهي طموح لا ينبغي أن يتسآهل معه كائن من كآن .
عند منتصف الليل اتصلت بفهد فوجدت بأن هآتفه مغلق .. علمت حينهآ أنه على متن طآئرته إلى أمريكآ , من يدري لعله قطع سآعة من أصل ستة عشر ساعة .
انقطعت أخبار فهد عني كما هو الحال مع بقية الزملآء , رأيت أنه من الأفضل لي أنا أغادر إلى المنطقة الشرقية حيث إلى جآمعة الملك فهد للبترول والمعادن ..
وبالفعل توجهت إلى المنطقة الشرقية بعد يومين من سفر فهد ..
كنت قد خرجت من مقر إقامتي في مدينة الخبر في حدود السآعة الرآبعة عصراً , فضلت زيآرة الوآجهة البحرية وحيداً , تذكرت فهد بإشتيآق , فآتصلت به دون أن أراعي فآرق التوقيت ..
لم أحصل على إجآبة , فكررت الإتصآل .. أجآب فهد بصوت مخنوق ..
" هلآ والله "
" hello يا أمريكي "
ضحكة خفيفة للمجآملة تلتهآ
" هلآ أبو عبدالعزيز "
" كيف حآلك يآ فهد وش فيه صوتك كذآ ؟ "
" والله بخير يماللخير .. لا والله كنت نآيم شوي "
" sleep العوآفي .. رآح أكلمك بعدين وآسف على الإزعاج .. "
فضلت أن انهي المكآلمة سريعاً .. حتى لآ يفيق عقله البآطن من نومه الثقيل .
كآنت الكآبة قد تملكتني ذلك اليوم .. عدت إلى سكني والوحدة تكآد أن تقتلني ..
كنت إنتظر صلآة العشاء بفآرغ الصبر , حتى أنهي يومي الحآفل بالوحدة والكآبة , أثناء جلوسي لمتعابة برنآمج تلفزيوني إتصل فهد ..
فرحت وأجبت كالعآدة
" عمر يتحدث .. may I help you ?
" yes please .. two beef combo super size "
" sorry we don't deliver to america "
" from here or here ? "
فقلت : " تقصد منا وإلا منا ؟ " وضحكت كثيراً ..
ضحك ثم أردف .. " وش أخبآرك يا بو عبدالعزيز ؟ "
" أنا بألف صحة , والحين بالخبر .. أنت كيفك وكيف أيام الغربة معك ؟"
" لا أبشرك , فيه سعوديين والنعم فيهم وفيه عرب وفيه أمريكيين "
" سبحآن الله ؟! .. وش جآب الأمريكيين في أمريكا ؟ .. متأكد يآ فهد إن فيه أمريكيين ؟ "
ضحك بصوت مرتفع .. وتابع .. ما تخلي طبعك يا عمر..
أكلمنا تبآدل الأخبار , علمت أن يومه الأول سيكون بعد أسبوع من الآن , وهو في صدد أن يكتشف المدينة ومعآلمهآ مع الطلآب المبتعثين هنآك .
حذرته من العرب هنآك , حيث أن مصدري كآن عم لي عآش في ولاية " مآنيسوتآ " مدة تقآرب الست أعوآم .
فأجآب بأنه قد أخذ كآمل الإحتيآطآت , وأنه على قدر كبير من الوعي ..
إنتهت المكآلمة بيننآ بصآدق الدعوآت مني له .. كمآ شدد على أن أتصل به بين فترة وأخرى فأنا أخوه الرآبع كمآ كآن يقول ...
يتبع ,,,