فهد .. وآنتهت رحلة أمريكآ بسجن آلحائر ...!

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
إنضم
6 سبتمبر 2010
المشاركات
468
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
رد : فهد .. وآنتهت رحلة أمريكآ بسجن آلحائر ...!

12



كنت قد عدت من أمريكا إلى الرياض بعد رحلة طويلة من الأحداث التي شكلت منعطفاً حاداً في حياتي ..
رميت نفسي في غرفة أمي لأروي عطش الشوق الذي أهلكني ..
استقيظت بعد سبات طويل في ساعات متأخرة من النهار من اليوم التالي ..
أعد أبي وليمة خاصة وصغيرة , جمعتني بأخوتي كتعبير عن فرحتهم بقدومي ..
مشعل , هدى , نورة وزياد .. يشكلون في هذه المرحلة قيمةً أكبر بكثير لي ..

كانوا مجتمعين حولي , ينظرون إلي بفرح , شعرت كم أنا غالٍ لديهم , الكل يريد خدمتي بل إنهم يتسابقون في ذلك ..
أعطف كثيراً عليهم , لا سيما بعد وفاة والدتي التي شكلت أثراً لا يمحى فيهم ..

أصبحت حبيس المنزل , لا أخرج إلا في أوقات متأخرة منتصف الليل هرباً من الناس والمجتمع ..
حتى في أوقات الصلاة أختار مساجد عشوائية بعيداً عن مسجد الحي والجيران ..
أرى الرياض قد تغيرت , لم تكن كذلك عندما تركتها ..



فكرة أداء مناسك العمرة عن والدتي كانت جبارةً جداً أقترحها والدي من أجل أن يساعدني على بر أمي ..
رحبت بتلك الفكرة كثيراً وزادني فرحاً إنضمام أخي مشعل لي ..
أستطيع أن أنام قرير العين برفقته وأن لا أخاف مجدداً من الخيانة ..

شعور رهيب يطبق عليك حينما تنظر إلى الكعبة الشريفة , وتلك الحشود تطوف من حولها ..
قمنا باداء المناسك في وقت متأخر تلافياً للإزدحام الشديد ..
دعوت لأمي كثيراً ولم أغفل عن والدي .. فليس في الحياة طعم بدونهما ..

عدت لأقضي ليلة رائعة مع أخي في الفندق , كان مشعل يرغب مني سماع كل شيء عن أمريكا ..
كنت أختلق له القصص التي يرغب بسماعها , فأنا أعلم تماماً بإهتماماته ونوعية الأحداث التي يحب ..
بالطبع مخفياً عنه الحقائق المرّة ..
عدت من مكة المكرمة بقلبٍ صافٍ , ومعنويات مرتفعة بعد أجواء إيمانية بصحبة أخي ..

قررت إخبار والدي بعد رجوعي من مكة عن عدم رغبتي بالعودة لأمريكا .. عارضاً لفكرة الدراسة هنا في المملكة ..
فأبدى رفضاً قاطع .. وأصر على أن أكمل ما بدأته ..
كان يقول لي : يا فهد .. إن اليأس للضعيف والمتردي والنطيح فقط !
ولم أعهدك كذلك ...
لم يكن يعلم أبي عن سر رفضي للذهاب إلى هناك .. وإلا لأقسم علي بعدم الذهاب مجدداً ..
أصرّيت على رأيي وأصرّ هو على رأيه ..
اذكر أنني كنت أجلس معه بالساعات نناقش الأمر في غرفتي , لا يوقفنا إلا الصراخ أو أحد إخوتي طارقاً الباب لأمر ما ..
أبي شخص يرفض الضعف واليأس , كان يقول لي: أفشل ذلك ليس عيباً لكن العيب هو الخنوع !
يابني .. أريدك أن تكون شجاعاً لتنال مرادك , وليتسنى لي أن أفاخر بك بين الناس ..
فأنت قدوة أخوتك .. لا تكن كذلك يا فهد ترفض المحاولة بعد فشل بسيط ..

بين إصرار أبي ورفضي , قررت أخذ المشورة من الشيخ ياسر صديقي القديم ..
اتصلت به فأجاب بلفهة وشوق كبير ..
قلت له بعد السلام والسؤال عن الأحوال .. ياسر أريد رأيك في أمر ما ..
فرحب جداً وقال لي بأنه يعتبرني كأحد إخوانه ولست بصديق ولذا فهو لن يبخل علي بأي شيء قد اطلبه منه ..
فقلت له : ياسر أنت تعلم ما حصل لي في الولايات المتحدة .. وتعلم تماماً أنني عقدت العزم على عدم العودة إليها ..
فأظهر إنصاتاً ..
أكملت قائلاً : أبي مصممٌ على أن أعود لأدرس من جديد رافضاً فكرة بقائي هنا ومعللاً بأن اليأس ليس للرجال الناجحين .. وأنه يريد مني تلك الشهادة حتى يكون له حق العيش بفخر كما يقول ..
الآن أنا يا ياسر محتار جداً هل أنفذ رغبة أبي أم رغبتي ..
فقال لي ياسر بحكمة : اسمع يا فهد , لا بد من صلاة الإستخارة قبل كل شيء ..
هناك أمور سلبية حصلت لك وأنا أعلم أنها لم تكن بسيطة , لكن بالمقابل تعلمت أنت الكثير منها .. أليس هذا صحيحاً ؟!
أكدت على صحة ما يقول ..
أنت لديك الخبرة الكافية الان , وما مضى سيكون درساً قاسياً ستضعه نصب عينيك طالما تكون هنا في الولايات المتحدة .. هل أنا محق ؟
قلت له : بلى ...
فقال ياسر .. اسمع يافهد , تخيل على أنها حرباً بينك وبين سياتل , لا بد من هزيمتها يا فهد ...
وصدقني سنفرح كثيراً بإنتصارك بإذن الله ...
لا تستسلم لعدوك .. بل اهزمه فأنت أشجع يا فهد ...

أعجبتني كثيراً فكرة تصوير مصيري مع سياتل على أنها حرب .. وبدأت أعيد النظر مجدداً ..
هل أبي وياسر على حق ؟
لكن أخاف كثيراً من إتخاذ القرار الخاطىء مرتين , مستشهداً بذلك على موقفي مع ليندآ ...

كنت أفكر مليّاً , بالقرارات الخاطئة التي اتخذتها من قبل وأصحبت تردعني الآن من الذهاب ..
وبين رغبة والدي والآمال التي يعقدها علي كأكبر ابنٍ له ...

مضى شهرين منذ وصولي إلى الرياض عندما استخرت وقررت أخيراً :

إني ذآهبٌ إلى هناك !

لا بد أن أنتصر وأنتقم لنفسي من سياتل يدفعني لذلك ثقة أبي الكبيرة في قدراتي ..
اتصلت بالمعهد .. فأخبرني أحد الإداريين أنه بإمكاني العودة إلى المعهد مع بداية الفصل القادم ..
لكن مالم يؤكده لي هو فكرة إجتياز الإختبار الشامل للغة والذي سيريحني كثيراً بإختصار هذه السنة الإجبارية ..
قال لي عندما تحضر إلى الولايات المتحدة قد ننظر في وضعك ...
مبرراً رفضهم على أنهم يعتبرونني كطالب منسحب .. ولهذا يلزمني إعادة السنة بأكملها وليس لي الحق بالإختصار ..
ذهبت وزارة التعليم العالي لأستكمل إجراءاتي وبعد العديد من المواعيد والمقابلات والقليل من الواسطة , أتممت جميع الإجراءات ..
بدأت أرتب جميع الأمور الخاصة في السفر .. بدءً من موعد الرحلة وانتهاء بمكان السكن ونوعه ..
لم أرغب بالسكن مع عائلة أخرى مجدداً .. ولا أن أتشارك مع بني جنسي !
كل ما أردته هو التفرد والوحدة ..

رّحب والدي كثيراً بقراري وشجعني على ذلك ..
قررت أن أدرس الإنجليزية في البيت دراسة ذاتية مستغلاً شغف أختي نورة في تدريسها اللغة على الرغم من أنها مازالت في المرحلة المتوسطة ..
إشرافي على تعليمها اللغة أثارة الحماسة فيني ..
اقترح والدي فكرة الإنضام لمعهد خاص لذلك , قبلتها شاكراً له حرصه , فكنت أدرس نهاراً في المعهد وليلاً مع نورة ..
يبذل أبي الغالي والنفيس في سبيل رؤيتي شخصاً ناجحاً ..
وأحب أن أحقق له ذلك , ولذا قررت العودة على مضض ..

حانت ساعة الصفر .. أنا مغادر .
لم أكن أعتقد بأن عبارة " عدم العودة إلى هنا مجدداً " والتي كنت أرددها كثيراً تعني ثلاثة أشهر فقط !
سبحان مقلب القلوب ..
اتجهت للمطار وكأنني أعيد شريط رحلتي السابقة , ينقص المشهد وجود أمي ..
ثقة وهدوء كنت أتمتع بهما ..
لم أعد خائفاً من أي شيء , أريد أن أخوض تلك الحرب وانتصر لي ولوالدي ..
بعد وداعٍ حافل , استقليت طائرتي إلى مصير مجهول ..
صحيح أنني أرتبكت وشعرت بوخزاتٍ في قلبي لكن لو تطلب مني الموت فقط لسعادة أبي فإني سأغامر ..

لم أشعر براحة كبير أثناء نومي في الطائرة , تقلبت كثيراً وتقطّع نومي بشكل كبير ..
حالما هبطت طائرتنا بدأ قلبي الخفقان ..
عللت بأن سبب ذلك هو رجوعي إلى ذكرى قديمة ..
نزلت وأنا أرتجف أكثر مما كنت عليه في الطائرة .. هذا هو مطار نيويورك الذي أصبحاً مخيفاً بلا سبب ..

سرت بإتجاه طوابير إنها الإجراءت للدخول إلى الولايات المتحدة ..
انتظرت في الصف الطويل حاملاً جوازي وبعض الأوراق ..
حالما حان دوري طلب مني موظف الجوزات التقدم ..
أخذ الجواز وأدخل بعض المعلومات في الحاسب ثم قال لي : انتظر قليلاً ..

من حيث لا أدري اتاني من الخلف رجل من أمن المطار طالباً من التنحي عن الطابور ..
وذهب آخر لاخذ جوازي من موظف الجوازات ..
سألته بوجل : ما القصة ؟
قال لي : تفضل معي بهدوء ..
قام بإحكام قضبته على ساعدي كي لا أهرب ..
أعتقدت بأني أحضرت شيئا ممنوعاً في حقيبتي , كتبرير أولي ..
اقتادوني لرجل آخر ..
سألني : هل أنت فهد ؟
فقلت نعم أنا فهد , كان رجلاً مدنياً , قال لي : اتعرف الإنجليزية ؟
فقلت نعم ولكن ليس بطلاقة ..
فقال : اسمع , في هذا المطار هناك اربع مئة رجل أمن .. من بينهم ما يزيد على المئة من أفراد المباحث الفيدرالية , وهناك وحدة عسكرية بأكملها في وضع الإستعداد لأي طارىء ...
ستمشي معي بهدوء إلى غرفة التفتيش الشخصي , وهناك ستعرف كل شيء ..
اظهرت تعاوناً ممزوجاً بخوف وهلع ..

كنت أندب حظي في داخلي وأقول في نفسي .. هداك الله يا والدي هداك الله !
خفت كثيراً من مصيري القادم ..
ويبدو أن نيويورك ستدافع عن أختها سياتل أمامي !
مالذي فعلته في المطار وأغضبهم ..؟
أم هو مجرد اشتباه عابر ..

وصلنا لغرفة التفتيش الشخصي .. كانت عبارة عن مكتب فيه تقريباً ستة من الرجال المدنيين ومعهم ثلاثة أفراد من أمن المطار بلباسهم الرسمي ..
دخلت مع ذلك الرجل الغرفة .. وبلا سبب تم ضربي بطريقة وحشية ..

صرخت راجياً توقفهم عن الضرب , لكن لم يغلبهم رجائي ..
توقفوا بعدما كالوني من العذاب أنواعاً وأنواع ..

رفعوني وأجلسوني على مقعد خشبي وكبلوني فيه , ثم جاء احدهم يقول لي بأن هذه ليست إلا البداية !
قلت له بعد أن تلطخت ملابسي بالدم : مالذي فعلته ؟
سألني أحدهم : هل لك علاقة بشقة صغيره قرب معهد سياتل ؟
علمت حينها أن شيئاً ما قد حدث بإسمي !


يتبع ,,,
 
إنضم
6 سبتمبر 2010
المشاركات
468
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
رد : فهد .. وآنتهت رحلة أمريكآ بسجن آلحائر ...!

13


بعد أن أخذوني إلى مكتبٍ صغير وضربوني ..
تم تقييد أطرافي بالسلاسل .. يداي كانتا مقيدتين إلى الخلف وهناك سلسلة ثقيلة تتصل بالقيد الموضوع على قدماي وكأني أخطر مجرم عرفته الولايات المتحده ..
قاموا بتغطية رأسي وسحبي عبر مخرج خاص من المطار إلى سيارة كانت في إنتظارنا ..
كل ما أعرفه أنه كان بجانبي رجلٌ على يميني , وآخر عن شمالي ..
كنت اسمعهم يتحدثون بعشوائية , اعتقد بأن السيارة كانت تحمل اربعة أشخاص وأنا خامسهم ..
لم أكن أعلم إلى أين الوجهه ..
تعيش في جوٍ من الهلع حينما تؤخذ بتلك الطريقة الشنيعة وبعدما يتم ضربك بعنف وأنت لا تدري حتى الآن إلى أين أنت ذاهب ..

كنت أفكر , هل معقول أن ياسر إستغل إسمي ولعب دور الخيانة ؟!
إن كان قد فعلها , فإن صدمتي به ستكون قاتلة , آخر شخص قررت أن أضع ثقتي فيه هو ياسر ..
حاولت أن أجد تبريراً أو مخرجاً لأتجنب إتهامه لكن مع الأسف كل شيء يوحي بأنه المتسبب في هذا كله !
تذكرت بأنه لا أحد يعلم بوجود المفتاح تحت قطعة السجاد الصغيره خارج الشقة سواه .. تباً إنه ياسر!
لكن لو كان ياسر شخصاً مطلوباً حقاً .. فلم تدعه السلطات حراً طليقاً حتى الآن ؟
أعود لأتراجع عن اتهامي له ..

كنت على أعصابي والخوف دب في كل خلية في جسمي ..
وصلنا بعد مسافة زمنية طويلة نسبياً ...
أخرجوني بدون رفق من السيارة , وبدأو بسحبي إلى مكان علمت بعد أن أزالوا غطاء رأسي بأنه سجن !
كأنني في فيلم أمريكي , يكون فيه الشرطي الأمريكي هو الرجل الطيب دوماً , وأنا أمثل دور المجرم الهارب من العدالة لزمنٍ طويل ..
لكنّ هذا الشرطي الأمريكي يظهر شجاعةً وذكاءً أكبر , فيلقي القبض على هذا المجرم أخيراً !

أجلسوني في غرفة التحقيقات , شبيهةً بتلك التي تشاهدونها في الأفلام ...
دخل رجل مدني , قد شمّر عن أكمامه رامياً سترته على الكرسي ..

سألني سؤال مبهم : ماهو دورك في الخلية ؟!
فجعت ! .. خلية ؟! .. ماهي الخلية ؟!
قلت له بإرتباك واضح : ماذا تقصد يا سيدي ؟!

فقال : اسمع , إن أظهرت لنا تعاونك سأقوم بتخفيف العقوبة عنك قدر الإمكان ..!
فقلت له وأنا أحاول استعطافه : أقسم لك بأني لا أعلم شيئاً ..!
ردّ بطريقةٍ ساخرة : هل تعتبر نفسك شجاعاً إن تكتمت عن خليتك ؟!

لا أعلم ورب الكعبة عن أي خلية ! .. لماذا لا يصدقني ؟!
قلت له : هل تعرف ياسر ؟
فأبدى فرحاً لتعاوني سائلاً : منهو ياسر ؟!
أخبرته بأن رقمه موجود في هاتفي المحمول الذي صادروه مني ..
قام بتشجيعي : ماذا تعرف عن ياسر ؟!
فقمت له بشرح سريع عن علاقتي بياسر كيف بدأت وكيف انتهت ..
اهمل ذلك المحقق الجزء الخاص بتسليمي الشقة وهي بإسمي لياسر حينما ظننت أني لن أعود إلى هنا بعد فرحٍ شديد بالمغادرة وأني لا أهتم لأي شي سوى المغادرة ..

خرج المحقق من عندي بصمت , واغلق الباب ..
بقيت هكذا لساعات لا أدري هل سيطلقون سراحي أم سأبيت الليلة هنا ..
أقسمت ثلاثاً غير حانث أنهم فيما لو أطلقوني الآن , لصعدت على أول طائرة متجهة فوراً للرياض !

تم سحبي من غرفة التحقيق لغرفة صغيرة وبقيت هناك فترة طويلة جداً .. إلى أن حضر اربعة رجال مدنيين يحملون القيود ..
قيدوني وغطوا رأسي وأخذوني إلى مكان آخر ..
يالله أكره المفاجأت , أفقد اعصابي كلما سمعت صوت أقدام أو حديث أو أي شي قد يثير هلعي ..

يبدو أنهم كانوا ينوون نقلي لمكان آخر خارج هذا المبنى , لا أدري كيف سمعت ياسر يقول لي :
أنت يا فهد تفعل هذا بي ؟!
رُبط لساني , لكنّي سمعت صوت الضابط يدفعه وهو يصرخ : تحرك !
لا أدري أين أنا , وكيف التقيت بياسر , وإلى أني يأخذوني وهل حقاً أوقعت بياسر وهو شخص بريء ؟!

في الحقيقة , لقد تم نقلي إلى سجنٍ عسكري حتى يتم إنتزاع الإعترافات مني ..
أما ياسر فلست أعلم ماهو مصيره وهل تسببت في خراب بيته أم لا ..
كل ما أدركه في ذلك الوقت .. تأنيبٌ للضمير يكاد يقتلني ..

عرفت أني في سجن عسكري من الزي الخاص بالسجانين ..
أسخر كثيراً من نفسي كيف يمكن لأي شخص أن يقدم نفسه كهدية لسجّانه ؟!

هناك قد تخونني الكلمات في وصف العذاب .. كنت استمتع كثيراً حينما أجلد بالسياط الكهربائية !
فهي أخف بكثير من التعذيب بالمواد الحارقة أو من سياسة خلع الأظافر حتى !

ذات مره قلت للعسكري بأنني بشر , اتألم بشدة لهذا , وأن أمريكا تهتم كثيراً لحقوق الإنسان ..
فأين ذلك مني ؟!
فقال بسخرية هذا إن كنت تعتبر كإنسان .. وصرخ أنت إرهابي يا حقير!

بالطبع لا تعترف الولايات المتحدة بالإرهابيين على أنهم يدخلون في معاهدة جنيف الدولية للمسجونين والأسرى ..
لهذآ كان يحق لهم التفنن في تفريغ قدراتهم على استخراج الألم من داخلي بشدة ..

أجهل إن كان أبي , أوالسفارة السعودية يعلمون شيئاً عني لكن طال الأمد ..
كل ما أردده ساعة العذاب , " الا إن نصر الله قريب " ,..

استخدموا سياسة غريبة , في كل أسبوع يأتي المحقق عندي وسيألني سؤالاً واحد ..
إن تلاعبت أو حتى قلت له ماذا تقصد ؟!
قام وخرج ..
فيأتي السجآن , ليعذبني على مدى أسبوع كآمل .. فاتمنى أن يعود المحقق بأسرع فرصة لإعترف له بما يريده مني !

شهرين من العذاب الجسدي والنفسي .. كسور , وحروق و أعصابٌ متلفة ..
سجلت إعترافاتي كشخصٍ إرهابي .. وأنا أعلم يقيناً بأن الحكومة الأمريكية تعرف براءتي !

السفارة السعودية علمت بعد شهرين حينما تم نقلي من ذلك السجن إلى سجنٍ فيدرالي آخر..
لكنّهم تكتموا على الخبر , وطالبوا الحكومة الأمريكية بإخفاء ذلك ..
لا أدري ماهي المصلحة ؟!

وبدأت قصتي مع السجون الأمريكية ..

بالطبع لم أعلم بكل هذا , لكن قبل أن أدخل السجن الفيدرالي , جعلوني أتصل بوالدي وحددوا لي مهلة دقيقة ونصف لإخباره بكل شيء !
اتصلت بوالدي و فقمت بإخباره إني بالخير وأني في السجون الأمريكية وأحتاج إليه كثيراً ..
سحبوا الهاتف مني بالقوة , وبكيت حتى كدت أُصرع ...

لا أدري كيف حالة أبي بعدما سمع صوتي , تذكرت المرة الأولى حينما يسمعني اتعذب لخبر وفاة أمي ..
اليوم أتعذب أنا مرة أخرى وعلى مسمعٍ من أبي لكن بطريقة مختلفة ..
لم تنمح السفارة الأمريكية بطاقة التأشيرة لوالدي .. ولم أكن على علم بذلك أيضاً ..

تم سجني في ذلك السجن لمدة سنتين إلى أن تمكنت السفارة من إخراجي من هناك بعد عذاب نفسي وجسدي استمر لعامين ..

عند بداية دخولي , كانوا قد وضعوني في زنزانة إنفرادية , طولها متراً ونصف وعرضها متراً واحد .
مكبّل اليدين في الكرسي إلى الخلف وغطاء الرأس يحجب الرؤية عني ..
وقدماي مثبتة جنباً إلى جنب ..
يتركوني على تلك الوضعية لساعات طويلة , وحينما أرغب في قضاء الحاجة يقومون بإطلاق سراح قداماي ويدٌ واحده أما الأخرى فهي مثبتة في الكرسي حيث يوجد خلف الكرسي حمامٌ صغير جداً ومشكوف خلفي ..

بعد تلك الأسبوعين من الظلام , كانوا يضعون لي إضاءة خفيفة كي أعتاد على الضوء ..
ثم نقلوني إلى السجن العام ..
ولكن قبل أخذي لابد من أخذ حماماً بارداً يحمل معنىً للذل !
جعلوني عارياً تماماً واطلقوا خرطوم المياه على جسدي النحيل الذي اكتسته الندوبات وأثار السياط في كل مكان ..
ثم نقلوني لزنزانتي الجديدة والتي عشت فيها لعامين متواليين ..

قالي لي أحد رجال الشرطة , بأني سوف أسكن مع مايك وهو من أصول أفريقية ..
حمدت الله كثيراً !
لطالما كنت أعتبر من أصولهم أفريقية أخف وأهون بكثير من البيض في التعامل مع المسلمين بالذات ..
رأيت مايك , عملاق !
ذو عضلات وسلاسل , وعليه وشمٌ على كتفه يحمل صليباً على شكّل سكين ..

وقفت عند باب زنزانتي وقلت بإبتسامة خوف , أهلاً أنا فهد ..
كان مستلقياً على السرير السفلي , فعلمت أن العلوي سيكون لي ..
لم ينطق بحرفاً واحد , بكل كان يتطلع إلي بنظرات تفحص !

لم أدخل منتظراً إذنه .. ما ابغضه من شعور حينما تحس بالضعف والذل حتى في زنزانتك !
قال لي ببرود : أدخل ..
وقام من مكانه وخرج ..

دعوني أخبركم عن السجون الأمريكية بعدما قضيت فيها عامين ..
إن كنت جديداً فيجب عليك أن تتحمل فترة عذاب قد تمتد لشهر شهرين أو حتى أسبوع , تعتمد على جدارتك في الإنضمام لأي عصابة !
تتكون السجون الأمريكية من عصابات , واي شخص يقرر الإنضمام لواحدة منها عليه أن يتحمل وضع رمز العصابة عن طريق الكي , هذا إن تمت الموافقة على انضمامه ..



الآن هل سأنضم ؟! , وهل سيقبل بي أحد ؟!

ستعرفون هذا في الجزء القادم !


يتبع ,,,
 
إنضم
6 سبتمبر 2010
المشاركات
468
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
رد : فهد .. وآنتهت رحلة أمريكآ بسجن آلحائر ...!

14


كنت قد انضممت لزنزانة مايك ذو الأصول الأفريقية بعد تعذيب جسدي ونفسي دام لمدة شهرين وأسبوعين ..
لم يتوقف مسلسل التعذيب , صحيح أنه توقف من قبل السجانين , لكنه بدأ مع المساجين !
أعود لأخبركم عن السجون الأمريكية ..
تتكون السجون هناك من عصابات وهذه العصابات تحمي أفرادها من الأخطار بشتى أنواعها ..
يكون دائماً رمز العصابة في مكان ظاهر لكل الناس الموجودين بالسجن ...
ويعتمد مقدار الإحترام من قبل الناس لك , على قوة العصابة المنظم لها أنت ..
كان يجب علي أن أفهم ذلك , لكنّ استنتاجي تأخر كثيراً ..

كنت جالساً في زنزانتي , أفكر في مصيري فأنا لم أكن على علم بالمدة التي سأقضيها بالسجن ..
خُيّل لي أني سأبقى هنا مدى الحياة , وبدأت اقنع نفسي بفكرة جنونية هي الإنتحار !
لابد لي أن اتخلص من العذاب , صحيح أن جسمي اعتاد على الضرب والحرق والتعذيب , لكنّ مشاعري كإنسان لم تمت بعد ..
قد لا يحتمل الإنسان أحياناً أن يكون في غربة , فكيف لي أن أحتمل سجنٌ في غربة ؟!
ولمدة لا يعلمها إلا الله ..

تعاظمت علي الأمور , إلى أن بدأ المساجين بالتوافد لزنزانتي بشكل كبير !
قام أحدهم بالتجرؤ على سحبي خارج الزنزانة , لم أكن أبدي مقاومة , فالكثرة تغلب الشجاعة في السجون !
تحلقّوا حولي بأعداد هائلة .. فأنا كما يبدو ضيف جديد ..
وسألني أحدهم من أين جئت إلى هنا , فقلت بخوف أنا من المملكة العربية السعودية ..
صاح أحدهم من الخلف , إنه مسلم !
لم أتذكر إلا أول ضربة تعرضت لها بعد تلك الصيحة, لقد إنهالوا علي بالضرب حتى أغمي علي ..

أعتقد بأن الكل قد جرب لذة الشعور بضربي , لست أدري لماذا يعشقون الضرب والإهانة ؟!
عموماً , وكما يبدو أنه تم إخراجي من السجن العنصري إلى عيادة السجن والتي بقيت فيها لخمسة أيام متأثراً بطعناتي من قبل المجرمين هناك ..

سألني الشرطي , إن كنت استطيع تمييز من ضربني , فنفيت بالطبع !
فأنا لا أريد فتح باب العداوة بيني وبينهم ..
المهم أني عدت إلى سجني ليلاً , دخلت السجن برفقة الشرطي إلى زنزانتي , وكان مايك نائم ..
توضأت , وبدأت أصلي لله , حتى ينقذني من العذاب متذكراً قوله سبحانه : { إنه على كل شيء قدير }

في السابق كنت التجىء إلى البشر حتى أتمكن من تجاوز المصائب كأول خطوة أقوم بعملها , أما اليوم فلا يوجد هناك إنسي قادر على المساعدة .. لم يكن لي سوا الله ..
كيف نهمل وجود الخالق وننطلق للناس أولاً ؟!

رآني مايك وأنا أصلي في الزنزانة الصغيرة , فسألني بعدما هممت بالنوم عما كنت أفعله؟
فقلت له بأني كنت أصلي لله ..
هكذا يأمرني ديني ..
فقال لي : اسمع أيها الكلب لا أريدك أن تفعل هذا هنا في الزنزانة ! .. وإلا سأقوم بقتلك خنقاً إن تجرأت ..

ما أفظعه من شعور أن تحرم من كل شيء .. حتى من صلاتك !
استبداد وطغيان في ذلك السجن اللئيم وأنا ليس لي إلا أن أقول سمعاً وطاعة !

من الغد فتحتوا لنا تلك الأقفاص , وبدأ المساجين بالتجول في السجن , لاحظت أنهم أطلقوا علي لقب " الكلب " !
كنت اسمعهم يتهامسون , انظر " الكلب هنا " .. , " لقد عاد الكلب , ظننت أنه مات ؟ " ...

وبدأت سلسلة من التحرشات والتي أحبها المساجين كثيراً ..
في أول يوم لي بعدعودتي , ذهبت لأصطف في الطابور الطويل , منتظراً دوري للحصول على لقمة تسد جوعي ..
وبعد أن حصلت عليها , اتجهت لأحد الطاولات الخالية في صالة الطعام الخاصة بنا نحن المساجين ..
لا أدري من دفنعي من الخلف لأسقط أنا وغدائي على أرضية السجن ..

رفعت رأسي ونظرت للخلف , كان هناك اثنين من المساجين مدّعين دفعي بأنه كان حادث !
في مشهد تمثيلي سخيف .. رأيت ضحكاتهم وعرفت بأن الأمر كان مقصود ..

عدت لآخذ وجبة جديدة لكني منعت ! لديك الحق بالحصول على ثلاث وجبات فقط ..
قلت للشرطي بأن هناك من دفعني متعمداً .. فقال لي بأن أمامي خيارين لا ثالث لهما ..
أن استمر جائعاً بعدما أقوم بتنظيف أرضية السجن , أو أن آكل غدائي من الأرض مباشرة إن كنت جائع !
أفضل كثيراً العذاب الجسدي على العذاب المعنوي !
وذهبت مكسوراً , لأنظف ما اوقعته حتى لا أعاقب على شيء تسبب فيه آخرون ..

في اليوم التالي في نفس صالة الطعام , بعدما جلست لأبدأ بنهم شديد .. جاء أحدهم , وقال لي بعض العبارات العنصرية التي أترفع عن ذكرها لكم ..
ثم بصق في صحني !
أعوذ بالله من قهر الرجال .. أعوذ بالله من قهرهم !!
تركت الصحن , وذهبت لأنفجر من البكاء في زنزانتي تعبيراً عن مدى الذل والإهانة التي أعيشها في ذلك السجن البغيض !
أمنع من صلاتي وأحرم من الأكل !
ناهيك عن التحرشات التي أتعرض لها طوال اليوم , وفي كل مرة ينقبض قلبي من القادم !

إهانات وضرب , لا لشيء , لمجرد أني مسلم اتهموه ظلماً وطغيانا ..
اللهم فرج كربتي يا معين ..

اجلس وحيداً متجنباً للمشاكل , أعاني من وحدة قاتلة وخوف مستمر ..
هكذا جلس الكلب في السجن لمدة سنتين , يتجرع ألواناً من القهر والذل ..

أجبرت على أن أقوم بتنظيف الحمامات أعزكم الله بدلاً عن كل المساجين ..
من أجبرني هم مجرمون يتشاركون معي نفس المكان ..
لم يقتصر الأمر على تنظيف دورات المياه , بل حتى المخالفات التي يتركبونها في الغالب كنت اتحمل عقوبتها بدلاً عنهم ..
يتقفون على أنني أنا الفاعل , وحينما يسألني الضابط إن كنت قد فعلت ذلك , أعترف بأني فعلتها !
كلاهما عذاب , لكن عذاب المساجين يمزج دائماً بالذل وأنا أكره هذا ..

اتذكر أبي , وابتسم ..
تذكرت العيش الهانىء في منزلي , فبكيت كثيراً ..
أما يآسر فأنا لا أعلم عنه شيئا بعد , وأجهل تماماً إن كان هو من وضعني في تلك المصيبة أو أنا من تسبب له بها !

بعد مضي عامين مسجوناً في غربتي لا أعلم بما يدور من حولي إن كانت هناك جهود حثيثة من أجل إخراجي أم أني مضيت في عالم النسيان ..
أخبرني أحد رجال الشرطة بأنهم سخرجوني من هنا قريباً بإفراج !
أذكر أنني استقبلت خبر إطلاق سراحي بفرحة بالغة !
ذهبت إلى زنزانتي بعد أن تأكدت أنه لا يوجد أحدٌ ليراني ..
فسجدت شكراً وحمداً لله , لكنها لم تكن طويلة , لأني أحسست بأن هناك حركة في البهو خارج الزنزانة ..
قمت بإرتباك .. !
أُحرم من سجدة شكر لله , هذا لن يدوم طويلاً بإذن الله , ذلك بأن وعد الله حق وأن نصره كان قريباً ..


وداعاً للعذاب .. وداعاً للقهر والذهل والإهانة .. وداعاً لأمريكا !

تمت جميع الترتيبات بين السفارة السعودية والحكومة الأمريكية لإطلاق سراحي , وقد كنت على إطلاع تام بكل ما يجري حيث زارني في السجن مندوباً من السفارة ليخبرني بذلك ..
كنت أود بإحتضانه من خلف الزجاج , قبلت سماعة الهاتف التي كنا نتحدث عن طريقها ..
وقال لي بأن كل شيء على مايرام , فلم يتبقى سوى القليل يا فهد !
عدت إلى زنزانتي انتظر بفارغ الصبر ذلك الموعد ..
وبالفعل تم إطلاق سراحي من أحد ألعن سجون أمريكا الفيدرالية ..
خرجت برفقة وحدة كاملة من الشرطة , وتم نقلي بطائرة عسكرية إلى مكتب السفارة الرئيسي في واشنطن ..
وهناك قمت بالبتصيم على أوراق أقسم بأني لم أقرأها لكن عندما علمت بأنها أوراق حريتي فعلت ذلك بلا تفكير ..

تم تسلمي لثلاثة من الضباط السعوديين من الإنتربول السعودي ليقوموا بنقلي إلى المملكة ..
بكيت من شدة فرحي , كدت أقبل حتى أقدامهم شكراً وعرفاناً لهم ..
دموعي لم تكن تتوقف أبداً ..
بعد تهنئتي من قبل منسوبي سفارة المملكة , أخبرني أحد الضباط أن لا أفرح كثيراً فأنا ذآهب إلى سجن آخر في المملكة !

فقلت له بفرحة , لله ما أجمل سجن الوطن !
لنخرج من هنا أرجوك ..

كان من المفترض أن أنقل على متن طائرة عسكرية , لأني أعد إرهابياً , لكن أوصت الحكومة الأمريكية بنقلي بطائرة مدنية , لأني كنت متعاوناً أثناء التحقيقات التي أعترفت فيها إجباراً بأني إرهابي!
إرهابي لم يحمل في حياته سلاح , يالها من تناقضات ..

سمحوا لي بالحديث إلى والدي , والذي علمت أنه أصيب بصدمات عصبية نقل على اثرها للمستشفى خلال العامين المنصرمين ..
اطمأنيت عليه كثيراً , وقلت له بأن شوقي بالغ ونقلت له خبر عودتي ..
أذكر بأني أنا ووالدي كنا نبكي من خلال الهاتف , كانت دموعي تنهمر بلا سبب سوى لفرحة الخروج من الظلم والإهانة ..

تم ترتيب الحجوزات , وصعدت على متن طائرة الخطوط السعودية عائداً إلى الوطن أخيراً ..
كنت أفكر بالمفارقات العجيبة التي حدثت لي ..
خرجت من وطني حراً , فعدت له مسجوناً ! .. وحقاً ذلك لا يهم , المهم هو أن أعود ..

أخبرني الضابط , بعدما تم تقييد يداي وقدماي , بأن أكون متعاوناً وملتزماً بالهدوء وإلا سأحرم من دورات المياه ومن الأكل إن قمت بأي خرق للقواعد ..
سألته بلطف قائلاً : بالله عليك هل شكلي يوحي بأني إرهابي ؟!
فبدى أكثر جدية وقال : هذا ليس من شأني , التزم بالقواعد فقط !

وصلت إلى الرياض بعد سفرٍ شاق , وطلبت من الضابط طلباً صغيراً ..
قلت له أن يسمح لي بأن أقبل ثراها , فسمح لي بعدما حنّ لحالتي ...

لم يكن استقبالاً حافلاً , ضباط المباحث , الإستخبارات , الشرطة والطوارىء هم من كان في استقبالي هذه المره ..
وتم نقلي إلى سجن الحآئر أخيراً !


يتبع ,,,
 
إنضم
6 سبتمبر 2010
المشاركات
468
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
رد : فهد .. وآنتهت رحلة أمريكآ بسجن آلحائر ...!

15
والأخير !



وصلت إلى سجن الحائر , كلي فرح وشوق لأن أكون حبيساً في المملكة ..
وقضيت في سجن الحائر , سنة كاملة بعد حياة مليئة بالأحداث والتحديات ..
لم أكن يوماً أعلم بأن مصيري من رحلة ابتعاث سيستقر في سجن !
مررت بتجربة قاسية , من حب وكره وظلم وخيانة واعتداء ..
جردت من انسانيتي كثيراً وتعذبت من أجل راحتي وحريتي ..
كل ما أردته هو أن أنال شهادة تجعلني شخص يشار إليه بالبنان .. تبدد كل هذا ..
أعتذر كثيراً لك يا والدي , طلبت مني أن أغادر إلى أمريكا حتى أنال شهادة في الهندسة ..
ها أنا أعود لأحمل لك شهادة بأني مجرم وبتوقيع من حكومة الولايات المتحدة ..

فكرة السجون واحدة , هي حبس الحرية , وأقسم أني بأحسست بالحرية في سجن الحائر ..
لا أتعرض لمضايقات من قبل زملائي المساجين , ولي الحق بأن أمارس تعبدي لله دون خوف .. أليست هذه بحرية ؟!
لا يهم من سيصدق ببراءتي ومن سيكّذب ...
كل ما يهمني هو أنني أعيش لحظات من أروع ما يكون .. ويالسخرية , أن تكون أسعد لحظاتك هي في سجن !

ببساطة انتهت قصتي !



...



هكذا أخبرني فهد عن أحداث قصته التي عشتموها معه ..
من المؤكد أنكم شعرتم بالقسوة التي عانى منها كثيراً و من الأحداث التي حطمت كل ما فيه من مشاعر ..
لم تتوقف قصة فهد ..
هل تذكرون أول القصة عندما طلب مني فهد الخلوة بنفسه ؟!
كان ذلك في سجن الحائر وقد كنت في زيارة له ..

اقتنع فهد بعد أن تم إطلاق سراحه .. بفكرة الإلتحاق بكلية التقنية التي عرضتها عليه ورفضها في السجن سابقاً ..
وتم التوسط له لكي يلتحق بها ..
درس فهد في كلية التقنية في تخصص الإنتاج الكيمائي واستطاع ان يتخرج منها بعد سنتين ونصف ..
وهاهو فهد يطمح الآن لأن يكمل تعليمه عن طريق الإلتحاق بجامعة الملك فهد بأمر من شخصية لها كلمتها ..

...



أما أنا فقد تخرجت في عام 2008 , وقد عشت حياة طبيعية جداً , واليوم أقوم بمساعدة فهد على أن يتجاوز الماضي إلى المستقبل ..

ولا ندري حتى الآن ما ينتظر فهد من المفاجأت ..

قد تكون ليندآ أحدها !

















تمت بحمد من الله ونعمة ..

بتوقيع من :

عمر بن عبدالعزيز
 
إنضم
6 سبتمبر 2010
المشاركات
468
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
رد : فهد .. وآنتهت رحلة أمريكآ بسجن آلحائر ...!

~ الخـآتمة ~

بسم الله الرحمن الرحيم

إن قصة فهد بكآمل أحدآثها وتفاصيلها وترتيبها هي من نسج خيالي و ثمرة لتفكير استمر طويلاً .. صغتها لكم أنتم ليس لمجرد ملء وقت فراغ أو شيئاً من ذلك , بل إن هذه القصة ذات مغزى وأهدآف ولها أبعاد أخرى ..
أؤمن كثيراً بأن القصة إن لم تكن فيها عبرة ولها مغزىً وهدف , فهي ليست بقصة , بل ثرثرة ...

~

في غمرة إنشغالي , حيث أني مقبل على مشارف الإمتحانات النهائية في نفس جامعة الملك فهد كنت اقرأ بفرح بالغ تشجيعكم , وحماسكم ..
أظن بأنكم قد استمتعتم بأحداث القصة , أما عن متعتي فهي في متابعة ردودكم !

ماهو حقيقي في هذه القصة , هو أسمي وانتمائي للجامعة ..
استخدمت قصة فهد قياساً على بعض الأحداث التي واجهتني في حياتي .. وتصويراً لما يمكن أن يواجهه الإنسان من فشل ..

لا أريد التحدث طويلاً , سأترك لكم التعليق , وإنطباعاتكم بكل شوق ...
واتمنى رؤية تحليلاتكم لهذه القصة وأحداثها على أحر من الجمر ...

ختاماً ..

* إن أعجبتكم قصتي .. فدعوة منكم بظهر الغيب وأنتم صائمون بأن يكون التوفيق في إختباراتي النهائية حليفي .. ستكون أكبر جائزة لي , وأحتاج لدعواتكم كثيراً ..


محبكم ...

برستيجي مآ يسمح !





اعجبتنى القصة حيل لدرجة البكاء بكيت كثيرررر وحبيت انقلها لكم ياحلى منتدى
 

مافي امان

New member
إنضم
7 سبتمبر 2010
المشاركات
160
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
رد : فهد .. وآنتهت رحلة أمريكآ بسجن آلحائر ...!

مشكوره..ناطرينج
 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.