قصة ( وصال ) .. قصة كبرياء.. قصة إخلاص .. حب ووفاء ، قصة أمل ، قصة صبر ، قصة دعاء
قصة فيها معاني الألم والفرح والحزن ، قصة نجاح ..
الحلقة :
(1)
قصة ( وصال ) ، هي قصة لكل زوجة نستلهم منها الصبر ، نؤمن بالدعاء ، نؤمن بأن بعد العسر يسرا ، نؤمن بأنه "ومن يتق الله يجعل له مخرجا " ، الله هو ملجؤنا الأول والآخر ، نبذل السبب .. ثم نتوكل على الله ، ولا ننسى الدعاء .
قصة إمراة ولدت من جديد ، صدمتها الظروف لتخلق منها إنسانة جديدة بعد أن كانت غارقة في بحر الأحلام الجميلة ، ولم تعلم أن الواقع كان يخبئ لها من التحديات ما يجعلها إمرأة جديدة ..
التطبيق .. آه ليت الكل يستطيع الصبر على العمل والتطبيق ، الهمة مطلوبة والاستمرارية والصبر أمران مهمان لنجاح كل عمل ، وهذه كانت أدوات بطلة قصتنا ( وصال ) .
( وصال ) صديقتي .. معرفة قديمة ، صداقة ركنت في خضم إنشغالات الحياة ، مع بقاء المشاعروالذكريات الجميلة بيننا ، كل واحدة منا تزوجت وكونت أسرة وما عدنا نرى بعضا ، ذهبت السنوات وما من أخبار إلا القليل من هنا وهناك بين فترة وأخرى.
في يوم قابلت حنان صدفة في المارينا مول صديقة مشتركة بيني وبين ( وصال ) ، كذلك هي ما عدت أراها إلا نادرا ..
غدير : أهلا حنان اشلونك ؟ .. وينج شاخبارك؟
حنان : الحمدلله بخير ، والله بهالدنيا ، تدرين الكل لاهي ، أنتي شلونج .. وشاخبارج ؟
غدير : الحمدلله بخير عساك بخير ، ..
حنان : تصدقين كل ما شفتج تذكرت أيامنا أول ، أيام زمان الجميلة .
غدير : أي والله حبيبتي ، وآنا بعد .. تعالي صج اشلون وصال شالدنيا فيها ؟ ما تدرين عنها ؟
حنان : ذكرتيني ربي يذكرج بالشهادة ، نور مسوية جمعة الأسبوع الجاي وموصيتني أدق وأحرص عليكم عالجية إنتي و وصال ، من فترة شفت اختها بالجمعية وسألت عنها قالت إنها مسافرة ، و بترجع قريب وببلغها ، المهم حبيبتي لا تخلوون ، ضروري نشوفكم ..
غدير :إنشاء الله ، راح أمركم .
حنان : يالله نشوفك على خير
غدير : مع السلامة
في يوم تجمع للصديقات القديمات تجمعن صديقاتي ولم أستطع الذهاب ، مما أغضبهن .. لأنه يوم جميل ، يوم الذكريات ، يوم التحرر من كل الضغوطات ، يوم الضحك ، يوم البكاء ، يوم تختلط به كل المشاعر الجميلة ، وبعدها اتصلت علي حنان عتبانة ..
حنان : وينج نطرناج وايد ، والله ضاق خلقنا ليش ما جيتي .
غدير : آنا بعد زعلت وايد علشان ما قدرت أيي ، بس والله كنت مرتبطة بموعد ، وما قدرت لا أمركم ولا أكنسل موعدي ، يا الله خيرها بغيرها .
حنان : المهم حبيبتي اسألت عنج وصال قالت وين غدير ليش ما جت ، آنا قلت لها : ( والله آنا مكلمتها وكانت ناوية تحضر ، بس ما أدري ليش ما جت عسى المانع خير ).
غدير : أدري والله مشكورين عالسؤال وإن شاء الله المرة الياية أكون أول وحدة ، هي شاخبارها ؟..
حنان : الحمدلله ، بس والله ما توقعت أشوفها جذي
غدير : ليش شفيها ؟
حنان : ضعفانة وايد وايد ؟
غدير : بس هي عمرها ما كانت متينة ، وجسمها حلو وزين ؟
حنان : أقولج ضعفت حدها صارت أضعف من أيام الدراسة ؟
غدير : شدعوة جم صار وزنها يعني 40 كم ؟! ضحكت
حنان : والله مادري ..
غدير : عالعموم كل واحد أدرى بنفسه ، يالله حبيبتي خلينا نشوفكم .
حنان : مع السلامة
أغلقت الهاتف وأخذت أفكر ب وصال صديقة الطفولة البنت الشاطرة الجميلة ، المتفائلة المتطلعة إلى الحياة .. تزوجت مبكرا من فارس أحلامها يملؤها الأمل والتفاول .. وكيف أنها تحولت من البنت الدلوعة إلى زوجة مسئولة عن بيتها وأسرتها وكانت تتحمل المشاكل والصعاب بكل بهدوء ، مضحية بكل شيء لأجل حب حياتها زوجها .. مع الأيام ابعدتنا ظروف الحياة والبيت عن بعض ولم نعد نلتقي كالسابق ولكن أفكر فيها من وقت لآخر ، وتمر في بالي أحيانا ، كنت أحس إن فيها شي ، لأننا في بعض الأحيان نشعر ببعض ، خاصة بوقت التعب أو حتى في وقت المشاكل .. ( مشاعر مشتركة : )
مرت الأيام ، وهي لا تزال في بالي وأفكر فيها ، إن شاء الله مايكون فيها إلا كل خير ، وفجأة فكرت ليش ما أكلمها وأسلم عليها واتطمن .. مرة وحدة ..
مضت الأيام وآنا في نيتي ان أتصل عليها .
ويوم الجمعة العصر وآنا في زوارة الأهل ، سمعت صوت الموبايل يرن من بعيد ، لحقت عليه قبل لا يسكر ..
ألوو ..
صوت نسائي : ألو ، السلام عليكم ...
غدير : عليكم السلام .. بصوت عادي
وصال : لا !! بعد قولي ما عرفتيني ...!! خيانة ..
غدير : أهلييييييييييين ، حرام عليج عقب كل هالمدة ، تبين أعرفج من أول كلمة ، لا صج صوتج مثل ما هو ، بس لأن مو في بالي وما توقعتج تتصلين ، شهالمفاجأة !
وصال : إن شاءالله تكون المفاجأة سعيدة بس ، والله ضاق خلقي لما ما شفتج في بيت نور .
غدير : من ذوقج حبيبتي ، إنتي شلونج شالأخبار ؟ العيال شلونهم ؟
وصال : الحمدلله كلنا بخير ، يقولون صايرة مأذون شرعي وضحكة بسيطة ، من زمان وإنتي تحبين هالسوالف ، تحبين المشاكل ، اشتبين بعوار الراس ، ما تخافين تتشربين المشاكل ؟! :23_asmilies-com:
غدير : بالعكس من أول وآنا أحب هالمجال ، أحل وأحلل مشاكل الناس ومن جم سنة قررت أن يكون هذا تخصصي وأصير أخصائية علاقات زوجية بروفيشنال ، ضحكنا . .
وصال : عدل ، يالله الله يعينج وويوفقج .
غدير : مشكورة حبيبتي ويوفقج . وإنتي شصار عليج خابرة إنج بتكملين دراستج العليا .
وصال : أي والله كنت ماشية بأوراقي والتقديم ، لكن الظروف خلتني أوقف ..، ثم سكتت فترة ، ترددت حسيت كأنها أرادت أن تقول شي ... وسلامتج .
غدير : إن شاء الله ييسر أمورج وتكملين يا حبيبتي .
وصال : اشرايج نطلع طلعة جذي بروحنا ، ليش ننطر جمعة البنات ؟ خل نشوف بعض حتى لو مع الأولاد نطلعهم ، وبعدها يصير خير ؟
غدير : عادي ، خلاص حبيبتي ، شوفي يوم وقوليلي .
وصال : على خير ، مع السلامة .
ارتحت بعد مكالمتى لوصال الحمدلله ، صوتها يبعث بالطمأنينة ، بس لي هني ولازم ما أفكر أكثر وقلت لنفسي : بس ريحي نفسك من التفكير .
بعد يومين رن هاتفي النقال ، وإذا صديقتي ( وصال ) ..
وصال : غدير شلونج؟
غدير : الحمدلله بخير ، وانتي شلونج؟
وصال : أدري مستغربة ما مر وقت وايد على مكالمتي الأخيرة معاج .
غدير : لا عادي حياج عزيزة وغالية ، أصلا توقعت اتصالج على أساس
موعد الطلعة .
وصال : أي حبيبتي بس هالمرة علشان أبيج بموضوع خاص من غير أحد .. حتى اليهال ما أبيهم .. مو هالمرة .
غدير : آمري ..
وصال : والله مفتشلة ، لأني بأسألج عن موضوع ، ما يصلح الكلام بالموبايل ، وأبي بأسرع وقت ، وادري إنج مشغولة
غدير : لا تقولين هالكلام ، أحنا خوات وهذا وقتنا .
وصال : لأني بعد 4 أيام راح أسافر ، يعني خلال يومين إذا في مجال .
غدير : أشوف باجر بعد المغرب ، وأأكد لج بمسج .
وصال : مشكورة .
غدير : مع السلامة .
أكدت لها الموعد ، وحضرت على وجهها ابتسامتها المعتادة .
غدير : وااي اشصاير فيج !! قالولي ضعفانة بس ما توقعت لي هالدرجة .
تبتسم مرة أخرى :
وصال : إي مشروعي أرجع الثانوية مرة ثانية ( ونضحك مع بعض ) .
غدير : أحلى الأيام صج .
جلسنا مع بعض ، تكلمنا قليلا سوالف عادية ، توقفت عن الكلام شكلها كانت تفكر كيف تبدأ بالموضوع ، أو بم تخبرني بالضبط .
فبادرت ، أنا بالكلام وقلت :
- خليني أكون صريحة ، مافي ضعف بهالطريقة إلا ورا السالفة ريل ( زوج ) .
وصال : تبتسم ، صح ، يعني منو اللي بشيلني الهم مبجر .. وتضحك .
غدير : الله يعينج حبيبتي ..
وصال : باختصار ولأن الموضوع متعب بالنسبة لي ، القصة وما فيها إني محتارة مع زوجي ، وما أدري شسوي معاه ..
غدير : شفيه ...؟!
وصال : زوجي وابن عمي اللي حبيته وشلت مسئولياته كلها بحكم إنه انسان مشغول وماعنده وقت ، قعدت جابلت بيتي وأولادي لأنه كان مسافر في دورة بشغله لمدة سنتين.. هو سبب ألمي وحزني .. ماني عارفة من متى بدت السالفة بالضبط ..
غدير : انزين ..
وصال : في البداية كنت سعيدة ، ومرتاحة ، صحيح إني كنت أحس بالملل والتعب من الروتين اليومي في بعض الأحيان...... ، لكني كنت مشية أموري ، وعايشة على أمل إنها فترة وتعدي ، وإن في المستقبل كل شي راح يرد مثل ما كان ومع الوقت بديت أفتقد أشياء وايد ..
غدير : هذا شعورج يمكن لأن زوجك مسافر .
وصال : ياريت .. السالفة تعدت الوحدة ، الوضع كلة تغير ، القصة وما فيها إن زوجي رجع واحد ثاني ، راح وقلبه معانا.. ورجع وقلبه مع وحدة ثانية .. وحدة دخلت حياته وعفست كيانه ، ونسى الدنيا كلها وبغى يبيعنا بغمضة عين ..
غدير : لا حول ولا قوة إلا بالله .. شالسالفة اشصاير بالرياييل ....؟!
وصال : مريت بحاله مايعلم فيها إلا رب العالمين .. ما قمت أشوف أحد جدامي ، أمارس حياتي وأنا شبه ميتة ، ما أفكر إلا بالسالفة ، وأتخيله شكله وهو يتكلم معاها يطلع .. معاها.. ما أدري الموضوع لي وين وصل ..
غدير : وبعدين شلون عرفتي ؟ إنتي متأكدة من هل الكلام ؟!
وصال : أي طبعا ما هو الطيب اعترف لي ، بكل شي ..
غدير : شي زين ترى إن الزوج يقر بالخطأ ، هذا معناه إن الحب والتقديرموجود ين والحمدلله زوجك من النوع الانفتاحي ويتكلم ، في من الرجال من هم لا يتكلمون ، غامضين ، أو هروبيين ولا يمكن يعترف حتى لو رأيتيه بأم عينيك .
(مع إني أفضل أن لا يبوح الزوج بكل التفاصيل ولكن يتكلم بالعموم لو أراد الاعتراف ، لأن الزوجة لا تنسى حتى لو انتهت المشكلة ) .
وصال : بس هو كان لازم يعترف والوضع يستلزم منه الاعتراف ..
غدير : ما فهمت شلون يعني ..؟! ليش .. إنتي ضغطتي عليه ؟؟
وصال : لا لا بالعكس آنا كنت آخر من يعلم بالموضوع بعد ما انتهى ، بصراحة كنت حاسة إن في شي ،لكنه كان ينكر ، وآنا ما كان ودي أكذبه ، علشان مابي أنصدم بحب حياتي ، الثقة اللي كانت عاميتني ، ولا يمكن كنت أتصور 1% من السالفة اللي صارت لي ، بس شقول الحمدلله على كل حال ، يمكن حس بتأنيب الضمير ؟! ...
غدير : طمنتيني .. أفهم من كلامج إن الموضوع الحمدلله عدى على خير ، والاعتراف معناته إنه ناوي يفتح معاج صفحة جديدة وإنه شاريج .
وصال : بس المشكلة ما انتهت ..
غدير : .. !!
وصال : أنا ماني قادرة أنسى مثل ما قلتي ، وكل شوي يطري في بالي سؤال ، وأتكلم معاه ونرد نتناقش ، وأكثر الأحيان نتهاوش .
غدير : بس بهالطريقة أنتي تعطين الزوج سبب لكي يندم على الكلام ، أو تخلينه يكذب ..
وصال : وهذا اللي حسيته منه في بعض ردوده اللي تخليني أتنرفز وما أقدر أسيطر على نفسي ..
غدير : حبيبتي كلها مسألة وقت ، ويخف الجرح بس لازم تسكرين الموضوع ، وتضبطين انفعالاتج ، بالنهاية هو اختارج ورجع لج ولأولادج ..
وصال : عندي احساس إنه مو منه هالقرار ، شكله صارت له مشكلة ، أو ما ضبط موضوعه ، يعني انجبر ..
غدير : الحين هالكلام ماله داعي ، ويكفي أنه رجع ، وعيشي السعادة والحب مع زوجج ، نزوة و عدت ، ولا تتركين له مجال أو
سبب يرجع للي كان فيه .. هذا وقت الإحتواء ..
وصال : والله أحيان أحس إن طفران منى ومتحسف ، وساعات ودي أموته .. نار في قلبي ..
غدير : قولى الحمدلله غيرج مشاكلهم أكبر من جذيه وللحينهم غايصين ، الله يعينهم إنتي على الأقل انتهت السالفة على خير ، الغربة
والوحدة والاحتياج العاطفي لعبوا دور كبير باللي صار ، المفروض من الأول ما تتركينه يسافر بروحه ..
وصال : شلون شغلي والعيال ، ما أقدر أهد كل شي وأروح معاه ..
غدير : المهم حبيبتي من الضروري إنك تبينين له إنج مصدقة كلامه ، وعلشان بيتج والعيال راح تسكرين الموضوع ، ومحتاجة مساعدته علشان ترجع الثقة فيه مرة ثانية مثل أول، وما تردون للمشاكل ، وساعدي نفسج وامضي في حياتج وتجاوزي المشكلة..
وصال : أكيد ودي ، بس ماني عارفة هالضيقة مو راضية تروح مني ..
كثير من الزوجات عند حصول مشكلة ما مع الزوج، تقف عندها وتوقف حياتها، أعلم أن المسألة كبيرة وتحتاج الكثير ، لكن الحياة ماضية سواء أعجبنا الأمر أم لا .. ، وأحيانا تأزيم الأمور أكثر من اللازم يضيع فرصة عودة المياه إلى مجاريها ، طبعا كل مشكلة ولها وضعها الخاص ، لكن عندما تنتهي المشكلة لا يجب أن نعيد ونزيد فيها ، امضي بحياتك واستفيدي مما مضي ، وكوني أقوى وتعلمي أن تعطي نفسك ..وأن تقدريها ، في كل مشكلة تعلمي منها واستفيدي ..
لا تتركي نفسك عرضة للمشاكل واجترار الألم لكي لا تجذبيها بالتذكر الدائم والتركيز عليها ، حليها وامضي في حياتك ..
أعطيت وصال كلام مطمئن حتى ترتاح ، وقررت المضي في حياتها والاستعداد للسفر ..
بعد يومين صحيت من النوم العصر إلا جهازي النقال فيه 4 مكالمات missed call من وصال ،
ورسالة تقول فيها :" الرجاء اتصلي علي أول ما تستطيعين "..
" إن شاء الله خير " قلت في نفسي ، واتصلت ..
وصال : غدير .. حبيبتي بسرعة ساعديني اتصل علي زوجي وقال لي بالحرف غيري خطك .. الحين، ولا تعطين رقمك لأحد" ..
قاطعته وصال : ليش ، شفيك ؟! شنو صاير ؟! رد عليها : " بعدين تعرفين .. الحين سوي اللي قلت لج عليه .."
وصال : بس آنا احتاج الجهاز .. الأولاد ، الشغل .. !!
الزوج : استخدمي الخط الجديد ..
سنعرف بعد ذلك ماذا حصل ..؟ وكيف أنها البداية فقط ..بداية الأحداث في حياتها ..
سوف نرى كيف تمضي وصال في حياتها ، وكيف تنقلب الأحداث من حولها وتنكشف الأسرار ..
تابعونا لنتعلم دروس وعبر من قصة وصال ..