[ الــــجــــــزء الــــخـــــامــــس عـــــشـــر ]
/
\
/
والأخـــــيـــــر ...
/
\
/
2008
24 شهر
720 يوم
17280ساعة
1036800دقيقة
مر من الوقت على الأحداث الماضية ..
/
\
/
وقفت حليمة على الشرفة الواسعة المطلة على الحديقة، استنشقت الهواء، و ارسلت
انظارها لأبعد مكان ممكن توصل لها عيونها ، و اطلقت افكارها لابعد مكان ممكن توصل له..
اقترب منها جاسم من وراها وهو يضمها حيل : شفيه القمر سرحان ؟
حليمة بابتسامة مهمومة: افكر بأبوي..
ضمها جاسم بقوة أكبر و طبع بوسة هادية على خدها ، وقال بصوت حكيم : هذي قسمة ربنا ..
حليمة غمضت عيونها بخضوع تام للقضاء والقدر : ونعم بالله! الحمد لله على كل حال..
تأمل شكلها وهي مغمضة عيونها و شعرها يطيره الهوا ..
جاسم بصوت يزلزل كيان أي أنثى : أحبج حليمة ..
فتحت حليمة عيونها بسرعة و لا شعوريا نزلت دمعة من على خدها ..
مسحها جاسم بصبعها و مسكها برفق وهو يقول : هذي ما ابي اشوفها على خدج مرة ثانية ..
ابتسمت حليمة بصعوبة و ارتمت على صدره تبجي بقوة ..
تفاجأ جاسم و خاف عليها : حليمة حبيبتي شفيج ؟؟
ما ردت عليه وتمت تبجي بين اضلاعه ..
قعد يمسح على شعرها و هو يحاول يهديها : حبيبتي .. ليش تبجين ؟
حليمة : ابجي لان .. لان ..
جاسم مو قادر يستحمل اكثر : لان شنو ؟؟
حليمة بين الدموع والشهقات قالتها لاول مرة: لاني احبك ..
جاسم تفأجأ من سمع هالكلمة وحس وكأنه احد صب عليه ماي بااارد ..
أثلجت صدره هالكلمة و بنفس الوقت خلته يحس بدفء اول مرة يحسه ..
مسك راسها و حط جبهته على جبتها و قال لها : طالعيني ..
طالعته بعد ما مسحت دموعها ..
قال لها و هو يتأمل شكل عيونها اللي باين عليها اثار الدموع : انتي خبلة !
و ضحك بصوت عالية .. طقته حليمة على صدره بالخفيف : انا خبلة يا حمار ..
فطس من الضحك على اخر كلمة قالتها : انا حمار ؟؟
صار ويهها احمر ما عرفت شلون طلعت الكلمة منها ، ابتعدت عنه و نزلت راسها وقالت وهي تتمنى الارض تنشق وتبلعها :*
محشوم حبيبي .. انا اسفة ما ادري اشلون طلعت مني ..
جاسم وهو يمسك ايدها ويقربها من قلبه :*
مثل العسل على قلبي .. انتي ما سمعتي الأغنية اللي تقول بحبك يا حمار ؟؟
حليمة وهي تضحك : هههههه أي سمعت ..
جاسم : بحبك يا حمارة ..*
حليمة وهي توخر عنه و تطالعه بعصبية ممزوجة بدلع انثوي سحر كيانه : جااااااااااسم !!
رد عليها بضحكة ساحرة : وحدة بوحدة .. العين بالعين و السن بالسن و البادي اظلم ..
حليمة : ههههههههههه انزين انا اوريك!!
- همال ..
تناهى على مسامعهم الصوت اللي يصدر من الارض ..
نزلت حليمة راسها و شافت بنتها الجوري اللي عمرها سنة ونص هي ماسكة ريولها و تردد : همال .. همال .. همال ..
جاسم شالها على كتفه و قال وهو مصدوم : شنو قلتي بابا ؟؟
الجوري وهي تضحك ببراءة ممزوجة بخباثة محببة للقلب : همال.. (حمار) ..
حليمة شهقت وحطت يدها على فمها وهي تقول : هييي!! شوف شعلمت البنت !!
جاسم وهو يطالعها مصدوم : انا ولا انتي ؟!!
حليمة وهي فيها الضحكة : امبي .. امبي مو حلو !! اول كلمة تتعلم تقولها اهيا حمار!
الجوري وهي تكرر الكلمة وتضحك : حمار!!
جاسم : بس سكتي لا تعلق عليها ..
قعد يلاعب الجوري و هو يقول لها : يلا حبيبتي .. قولي بابا ..
حليمة : هيي انته !!
طالعت الجوري وهي تبتسم : قولي ماما !!
جاسم و هو يشدد على الكلمة عشان تثبت في مخ الجوري و تقولها : قولي بابا ..
حليمة وهي تاخذ الجوري من يده : قولي ماما !!
جاسم يرد ياخذها من حليمة : قولي بابا !!
حليمة : قولي ماما !!
الجوري ضحكت ضحكة كبيرة و .. : ماما .. بابا .. همال !!
جاسم وحليمة وهما يطالعون بعض بصدمة ..
جاسم : شفتي اشلون الحين ..
حليمة : شفت انته شلون ؟؟
تموا يطالعون بعض وهم عاقدين حواجبهم وبقمة العصبية ..
الجوري البنت الشيطانة يوم شافت جذي راحت باست ابوها على خدها و بعدين*
امها ..
و بعدين اشرت حق ابوها انه يبوس امها على خدها ..
ما فهم عليها ابوها : شنو بابا ؟؟
الجوري وهي تأشر على حلجه هو وعلى خد حليمة ..
جاسم وهو عاقد حواجبه : انا ابوس هذي ؟؟
الجوري عصبت و عنفصت ..
جاسم : لا كلش ولا زعل الجوري ..
اقترب من حليمة يبي يبوسها من غير نفس لكنها رجعت لورا وهي تتغلى : جذي يبوسون ؟؟ و انته عاقد النونة وماد البوز ؟؟
جاسم : شنو يعني لازم يبوسون واهما مبتسمين ..
حليمة بدلع ما قدر يقاومه : أي ..
جاسم ابتسم غصبا عنه رغم انه حاول انه يقاوم : ههههههههههههههه
اقترب منها وباسها على خدها بنعومة وهمس بذونها : انتي وجوري اهم اثنين بحياتي ..
/
\
/
في مكان ثاني .. واجواء ثانية ..
قعدت هي حاطة ريل على ريل وهي تاكل البوب كورن ، و تقلب في قنوات الاغاني والافلام ..
- والله لوعتي جبودنا من الصبح يا قمر !!
القت عليها نظرة احتقار و قالت لها : وبعدين يا يدتي .. الواحد ما يقدر يقعد في بيته مرتاح ؟؟
طالعتها جدتها من ورا نظارتها السميكة التي تغطيها حواجبها الكثيفة بنظرة غضب : بيتج ؟؟ هذا بيتي انا .. جعل القبر الضيج مأواج و بيتج قولي امين ..
قمر بنفسية : اففف .. وليه وانتي ما عندج غير هالحجي اللي يسم البدن ؟؟
اليدة : أي ما عندي غيره ، مو عاجبج طلعي برا انتي ويا ريلج ..
احتقرتها و انشغلت بالتلفزيون بدون ما ترد ..
كملت اليدة كلامها و تذمرها :*
انا ما ادري شنو شايف فيج ريلج.. يوسف ريال ما يعيبه شي طول وعرض واخلاق و تنضرب فيه الامثال ، ماخذج انتي ام السعف والليف على شنو ششايف*
فيج ؟؟ اخلاق ميح تربية ميح ..
ثارت قمر من الغضب من سمعت هالكلام وحست بوخز كبير في قلبها ما تدري ليش :انتي اشلون تسمحين حق نفسج تقولين هالكلام ؟؟
ما ردت عليها اليدة واكتفت بانها تاخذ الريموت من يدها بقوة : يلا ذلفي غرفتج .. ابي اطالع برنامج نبيل العوضي ..
قمر وهي تطالعها بحقد : انا اذلف ؟؟
ما عطتها ويه ولا ردت عليها وقعدت تطالع البرنامج باهتمام ..
قمر وهي تتوعد : هين يا يدتي ..
صعدت غرفتها بسرعة اسرع من البرق وهي تحس بحرقة بصدرها و ضيقة، ما يسمح لها غرورها انها تخلي أي احد أي كان انها يمشي كلمته عليها ..
صادفت يوسف وهو قعد يلبس ثيابة ويستعد للطلعة ..
ومن شافتها ما تدري ليش حست انه الروح ردت لها ..
رمت نفسها على السرير و بتعب قالت : وين رايح ؟؟
يوسف ببروده المعتاد وياها : بروح اودي يدتي المستشفى حق الفحص الدوري..
قامت قمر من مكانها و بس وقفت حست بدوخة وردت طاحت على السرير مرة ثانية ..
يوسف مسكها بخوف : قمر شفيج .. دختي مرة ثانية ؟؟
قمر و هي تحس انه لمسته دوختها اكثر من الدوخة اللي هي فيها اصلا : أي .. عادي .. اكيد من الريجيم ..
يوسف وهو يمسح على وجهها : سلامات ..
حست قمر ببركان يتفجر داخلها .. المرات القليلة اللي يقترب فيها منها
تولد عندها احساسيس ما تعرف اشلون تفسرها ..
وكل ما يبدي خوفه عليها بسبب هالدوخات المعتادة اللي تحوشها بين فترة والثانية تحس بالهالاحاسيس تزيد و تزيد ..
قمر : الله يسلمك ..
يوسف حس مرة ثانية بغرابة الموقف ..
ابتعد عنها و رد يكمل لبسه ..
قمر تمت تتأمله .. ما تدري ليش محسوبة عليه زوجة ؟
ما تدري ليش تحملت كل هالبرود و الفراغ الكبير اللي بينهم..
وحدة بمثل غرورها و عنادها مستحيل تمر بكل هذا التعذيب النفسي اللي
يحطها يوسف فيه و تظل ساكتة و ما تبتعد عنه ..
ما عرفت اشلون ترد على اسئلتها ..
بررت حق نفسها انه اهوا يعرف عنها اسرار كبيرة في الماضي و انه هددها قبل الزواج ..
حتى يوسف اكثر من مرة طرح على نفسه هالتساؤلات .. و نفس الشي .. ما قدر يطلع بنتيجة..
يوسف : انا ماشي ..
قمر : الله معاك ..
نزل يوسف وهو ينادي : يلا يدتي ..
اليدة : يلا ..
بعد ما تأكدت قمر انهم طلعوا من البيت ، نزلت من الطابق اللي فوق بحذر و دخلت المطبخ و قعدت تدور بالدرج اللي فيه الادوية وهي تقول بوعيد :*
انا اوريج يا عيوز النار ..
قعدت تدور بين الادوية على دوا يدتها ، ادول .. كالبول .. سي كيوكمبر..
وين راحت الادوية ..
قعدت تدور بين الاسماء بجنون ..
انتيبادوكتس .. انترفيرون ..
شنو هذول ؟؟ اول مرة تشوفهم !!
كانوا نوعين من الادوية لكن كان فيه اكثر من علبة و اكثرهم فاضية ..
كان فيه علبة يديدة مو ملموسة و يمها فاتورة ..
قعدت تقرا الوصفة و بالغصب فهمت بعض الكلمات ..
اسم المستشفى .. اسم الدكتور .. اسم يوسف .. اسم الدوا .. و اسم المرض ..
لوكيميا !!
طاحت من يدها الفاتورة.. حست بدوخة قوية .. حست الدنيا تدور و الزمن قعد يرجع لي ورا و يعيد كل احداثه .. عيد ميلادها الثالث عشر .. حفلة تخرجها ..
ايام حبها لخالد .. ضرب باسم .. خالد في العناية المركزة .. و ايام الجامعة..
وفي كل هالذكريات .. كان وجه يوسف يطل عليها ..
يوسف هو الانسان اللي قضى معظم حياته حول هالانسانة .. يشاجرها .. يصارخ عليها .. بعض الاحيان يضربها ..
و في اغلب الاحيان .. يحميها .. يخاف عليها ..
كل هذي الخواطر مرت في ذهنها مرة وحدة ..
يوسف .. يوسف .. يوسف..
حياتها رغم زحمتها الا انها كانت كلها يوسف !!
سمعت صوت سيارة في الخارج و صوت الباب يتبطل و يوسف يدخل من الباب و يقول بصوت عالي و هو متجه للسلم : نسيت تلفوني النقال (الجوال) ..
قمر اللي كانت عيونها مليانة دموع شهقت بقوة وهي تسمع صوتها اللي هز روحها .. صرخت واهيا تركض : يـــــــوســـــــف !!
يوسف انصدم و لف ويهه و حس الدنيا قعد تدور بالبطيء ..
قمر تصرخ باسمه .. تطلع من المطبخ وهي تركض .. و تتجه له ..
تحضنه بقوة وايدها شابكة عليه و متعلقة برقبتها و دافنة راسها في صدره..
وقف في مكانه وهو مصدوم .. قمر !!
ما يعرف بالضبط شنو ماهية شعوره في هاللحظة .. لكنه ..
و بدون شعور .. وبحركة عفوية .. حوطها بايدينه الاثنين و شالها وهو يقول : حبيبتي ..
تمت هي متعلقة فيه و تأن بصوت يقطع القلب ..
يوسف صعدها الغرفة وقعد على السرير وحطها بحضنه .. قعد يمسح على راسها وهو خايف : اسم الله عليج يا قمر .. اشفيج ؟؟
قمر انفجرت من البجي وما قدرت تكمل كلامها .. بقوة ضعيييفة كانت ماسكة بيدها فاتورة وهي تشهق ، مدت يدها له ..
انصدم وهو ما يدري شالسالفة .. خذا الفاتورة .. قرا اللي فيها..
بعد ما كانت الدنيا واقفة عن الدوران حست انها تدور فيه بسرعة وبسرعة ..
تعلثم وما عرف شيقول : هذا .. هذا ..
قمر قامت من على حضنه و ضمته حيل وهي تقول بضعف : يوسف .. انا ما ابيك تموت ..
يوسف انصدم بشكل اكبر وقال لها لا شعوريا : بس انا ما راح اموت !!
قمر وهي تبتعد عنه شوي شوي : عيل هالاوراق حق منو .. لا يكون حق يدتي ؟؟
يوسف استوعب السالفة ببطء .. قال وهو يمسح وجهه : لا يا قمر .. مو حق يدتي ..
قمر وهي مو قادرة تفهم شي مسحت دموعها و قالت بصوت شجن : عيل حق منو ؟؟
يوسف ما عرف شلون يرد و قلب ويهه الوان : قمر انا ما ادري شقول لج بصراحة !!
قمر وهي تحس انه فيه شي كبير ما تدري عنه : قولي .. قولي الصج! هالادوية حق منو ؟؟
يوسف مسك يدها و قال بصعوبة و حنان قاسي !! : هالادوية حقج انتي يا قمر ..
قمر انصدمت ، بعلت ريجها وقالت بصوت خافت و حيرة : حقي انا ؟؟ لا مستحيل .. اذا انا قعد اخذ هالادوية اكيد راح اعرف ..
يوسف بصعوبة اكبر حاول يفهمها : لان انا اللي كنت قعد اعطيج اياهم ..
قمر وهي تبعد عنه : اشلون ؟؟
يوسف : في أكلج وانتي ما تدرين ..
قمر وهي مو مصدقة : انته جذاب !! يعني شنو .. يعني انا اللي راح اموت ؟؟
يوسف ما قدر يتحمل صدى هالكلمة ورجع شريط الذكريات للماضي .. ذاك اليوم في المستشفى .. يوم عرسه ..
خذاها بقوة و حضنها :*
قمر .. انا اسف .. خشيت عليج طول هالمدة .. بس كنت اظن هالشي لصالحج ..
ما ردت عليه قمر و خلت صوت البكي يقوم بالواجب ..
يوسف وهو يشرح لها :*
يوم تزوجنا واغمى عليج .. وديناج الطبيب .. ويومها الطبيب قالي .. و انا فضلت ما اخبرج عشان .. عشان ..
سكت مدة وهو مو عارف شيقول : صراحة .. ما ادري عشان شنو .. ما ادري ليش ..
كمل كلامه بعد فترة سكوت :*
و تميت اعطيج الادوية بدون لا تدرين .. هالادوية مو مرجو منها انها تقضي على المرض لانه فيه مرحلة متقدمة ..
لكنها كفيلة بانها تأخر تطوره .. و .. و .. تطول في حياتج ..
سكت بعد الكلام الاخير و تم يسمع نحيبها اللي قطع قلبه ..*
وتمت هي تبجي على صدره .. و بدا يدخل معاها في بكاء هستيري ..
/
\
/
في البيت الكبير .. البيت الفخم .. اللي مثل بيت العنكبوت .. واهن و ضعيف ولا ماله اساس ..
قعدت سارة قبال اللاب توب في الصالة وهي معلية على صوت التلفزيون على اغنية لفرقة kiss ..
و يمها شيماء تتصفح الجريدة وهي منزعجة : اففف انتي وبعدين وياج ويا هالاغاني المزعجة لي متى يعني ؟؟
سارة : اف كيفي بيتنا !!
شيماء :هذا بيت ريلي !!
سارة : بيت ابوي !!
شيماء : اوف !!
عبدالله توا داخل قال بمحاولة لتلطيف الجو : سارة ليش تخلين حبيبتي تتأفف !!
سارة بشغب : الله والحبيبة ..
عبدالله بعصبية : يلا عاد بس ما ارضى على مرتي !
شيماء قامت من مكانها وهي في قمة النرفزة ..
سارة صكرت الاب توب و على طول الكراج .. و السيكل !!
عبد الله صعد الغرفة ورا مرته : اشفيها الحلوة زعلانة ؟؟
ما ردت عليه و انسدحت بالفراش و تلحفت بالغطا ..
عبد الله يقترب منها ويحسب الغطا من على ويهها وهو يغني : هيلا يا رمانة الحلوة زعلانة .. منهو يراضيها .. انا اراضيها ..
يلا عاد ..
شيماء بعصبية : اف عبود فكني زين مالي خلق ملاقتك ..
عبد الله حز بخاطرة : افا .. الحين انا صرت مليق ..
قام من مكانه وفصخ دشداشته وهو متضايق ولبس البيجامة و انسدح يمها و عطاها ظهره ..
حست شيماء بالذنب .. لفت ويهها وهزت كتفه : عبود ..
ما رد عليها ..
شيماء مرة ثانية بالحاح : عبوووود !!
ما رد عليها و طلع صوت شخير مضحك عشان ينرفزها ..
شيماء عصبت و طقته بالمخدة و نامت على الطرف الثاني من السرير ..
عبود ضحك في داخله عليها و لف ويهها و هو يناديها : نعم يا شيماء ؟؟
شيماء بدون لا تلف :توك تسمع ؟؟
عبود : اسف الارسال ضعيف توني استقبل ..
شيماء : مو وقت مـ ...
سكتت وما كملت ..
عبود : ها شنو بغيتي تقولين ؟؟ بغيتي تقولين ملاقة مو ؟؟
شيماء وهي تدري انه حساس و اي كلمة ممكن تجرحه ، ما بغت تكدره خصوصا انه خاطره عندها كبير : لا ..
عبود : تبين تنامين ؟؟
شيماء : لا صراحة ما فيني نوم ..
عبود وهو يطالعها بخبث : اشرايج ..........
شيماء وهي تتغطى وتسوي روحها تعبانة : اوف وانته بس هذا اللي يهمك !!
/
\
/
في عمارة بسيطة .. عروس بسيطة .. قعدت تجرب نفنوف عرسها البسيط ..
دخلت جليلة على بنتها الغرفة و شافتها في نفنوفها الابيض ..
بس شافتها غرقت عيونها دموع ..
كانت كوثر لابسة فستانها الابيض الناعم .. طويل و منفوش ، بدون اكمام طبعا ، و مزين بشريطة حمرا صوب الخصر ..
شعرها المموج الطويل تدلى على ظهرها المكشوف .. و اللون الاحمر اللي كان يزين خصرها انعكس على وجنتها ..
كانت على الرغم من بساطة الفستان وتواضعة و كانها من الحوريات الخياليات اللي يكتبون عنهم في القصص ..
جليلة قربت منها وهي بتجي وبصوتها المبحوح قالت : يا بعد عيني يا يمة ..
كوثر وهي شوي و تبجي : بس يمة لا تبجيني وياج !!
جليلة : شسوي يا يمة.. تميتي انتي و طلال مملوجين مدة سنتين !!
والحين اخيرا بتتزوجون .. وراح ياخذج بيتهم .. و اتم انا بروحي هني ..
كوثر وهي تضم امها : لا يمة .. ما راح تممين بروحج نسيتي انه طلال حاط لج غرفة في شقتنا ؟؟
جليلة وهي تمسح دموعها : لا ما نسيت بس بغيت ازيد شوية دراما على الموقف ..
كوثر واهيا تضحك : الموقف مو ناقصه دراما يا يمة ..
يا حبج حق سوالف المسلسلات والافلام المصرية !
جليلة : ههههههههه بس كمان الموقف بيخليني ابكي ..
بنتي و راح تتزوج كيف ما بكي ؟؟
كوثر :هههههههههههه يمة انتي ما تيوزون من هالمسلسلات التركية المدبلجة ؟؟
شوفي اشلون اثرت على مخج !
سمعوا صوت طرق على باب الغرفة : ممكن ادخل ؟؟
كوثر : يمة هذا طلال لا تخلينه يدخل يشوف الفستان الله يخليج!!
جليلة وهي تضحك : ان شا الله يمة ..
طلعت جليلة من الغرفة وهي تقول حق طلال : ها شعندك يمة ؟؟
طلال : ياي اشوف عروسي ..
جليلة :ما عندنا رياييل يشوفون عروسهم قبل العرس ..
طلال : ههههههههه شدعوة خالتي!!
هذا وانا زوجها من سنتين على سنة الله ورسوله!
جليلة : ههههههههههه ولو .. اهيا ما تبيك تشوف الفستان مال العرس خليه مفاجأة ..
قالت هالكلمة و راحت الحمام بسرعة ..
طلال وهو يطق الباب خفة : كوثر .. كوثراني .. عفية بطلي الباب بشوف !!
كوثر اللي كانت قافلة الباب و واقفة قدام المراية تتأمل شكلها : هههههههههه ولا في الاحلام !!
طلال : عفية كوثر و غلاتي عندج !!
كوثر : ههههههههههه سوري .. انته غالي .. بس مو لهالدرجة !!
طلال وهو يتصنع الزعل : طيب يا كوثر .. خلاص عافج الخاطر!!
كوثر : ههههههههههههههههه ما يقدر يعوفني الخاطر ..
طلال : المشكلة انج تعرفين قدرج عندي ..
كوثر : طبعا ..
طلال وهو يطق الباب للمرة الاخيرة : يعني ما في مجال ؟؟
كوثر بدلع : هههههه ابدا !!
طلال : انزين عيل .. انا ماشي ..
كوثر بلهفة : وين ؟؟
طلال : كيفي مو انتي مو راضية تخليني اشوف النفنوف .. انا ما بخليج تشوفيني..
كوثر : ههههههههه خلاص اوكي روح ..
طلال : ما ينفع معاج شي !! عنيدة ..
ضحكت كوثر من ورا الباب بخفوت ..
طلال طق على الباب طقة اخيرة : يلا مع السلامة حبيبتي ..
كوثر : مع الف سلامة ..
نزل طلال من الشقة و اتجه لسيارته وهو يلعب بالمفتاح و يدندن بصوت خافت و ............
سمعت كوثر صوت اصطدام يخرع ، نغزها قلبها وحست بخوف الدنيا كله متجمع في قلبها .. طلت من الدريشة .. و صرخت :
طلاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااااال !!
نزلت للشارع بفستانها الابيض بسرعة البرق وهي تركض لطلال ..
وهي نازلة سمعت صوت سائق السيكل اللي صدم طلال وهو يسرع بعيد عن مكان الحادث ..
ركضت لطلال و قالت وهي حاطة ايدها على ويهه : طلال .. طلال حبيبي ..
نظرت للمكان اللي حولينها وهي موقادرة تستوعب .. الارض متروسة دم ..
و طلال يصارع الموت .. ويلفظ انفاسه الاخيرة في حضنها ..
و فستانها الابيض تحول الى الاحمر ..
كوثر وهي تضمه : طلال حبيبي قوم يلا .. طلال .. مو انته تبي تشوف نفنوف العرس ..
يلا طلال قوم شوفني .. طلال يلا قوم .. الله يخليك طلال !!
طلال بصعوبة بطل عينه و طالع شكلها المنكسر ..
ابتسم بصعوبة اكبر وبالغصب قال بصوت ضعيف : انتي .. احـ.. احلى عرو..عروس شفتها بـ .. بحياتي ..
مالت رقبته لورا .. تجمد بؤبؤ عينه وسكنت فيه الحياة .. طالعت كوثر هالمنظر بفزع .. ما عاد فيها قوة تصرخ ..
همست : طلال ......
/
\
/
وقف قبال المحكمة وهو يمسح ويهه و يطالع السما .. وبامتنان قال : الحمد لله يا رب ..
تمت هي تناظره في هالحالة .. اقتربت منه : باسم ..
طالعها بكل حب : روح باسم ..
ريم : يلا باسم .. خل نرجع بيتنا ..
مسك يدها .. ركب السيارة .. ورجع البيت .. وهو يسترجع في باله كل اللي صار في السنين اللي فاتت .. المحاكم .. الجلسات ..
القتال اللي قاتله عشان يرجع حب حياته لحياته ..
عمه اللي حاول يسوي المستحيل عشان يخليهم بعيد عن بعض ..
لكن في النهاية .. ينتصر الحق .. ويفوز الحب ..
ابتسم برضا وهو يسوق سيارته ..
وصلوا للبيت المتهالك .. بطل لها باب السيارة ..
نزلت بهدوء .. مسك يدها و وصلها لي الباب .. بطل الباب وهو يقول :بيتج مشتاق لريحتج يا ريم ..
ابتسمت له ..
دخلت البيت وهي تحس بكل الانتماء له ..
هني تحس بالراحة ..
هني تحس بالامان ..
هني تحس بالدفء..
في بيت بسيط .. متواضع .. مو في بيت كبير .. وفخم .. وخالي من المعاني ..
حضنت يد باسم بقوة و هي تبوس كتفه ..
حس انه راح يبجي ..
اول مرة في حياته ..
اول مرة في حياته يحس بالسعادة الحقيقية ..
الله سبحانه وتعالى عوضه بعد كل هالصبر ..
عوضه عن كل اللي لاقاه من مصاعب واختبارات في الحياة و الصبر ..
و في النهاية .. تمت في جانبه انسانة .. لما يبتسم لها .. تبادلة الابتسامة بصدق..
وصلت ريم لداخل البيت ..
اول ما دخلت راحت تطل على الدجاج .. و بعدين صعدت غرفتها فوق ..
و رجعت مرة ثانية الصالة ..
وكأنها تحاول تتطمن انه كل شي في البيت مثل ما اهو و ينتظر رجوعها ..
ابتسمت ..
دخلت غرفة نوم باسم .. دخل وراها باسم و هو يبتسم ..
ريم طالعته بحيا : باسم ..
باسم : هلا ؟؟
ريم : باسم فيه مرة قلت لي كلمة .. وكنت تنتظر مني اجابة ..
لكني ما رديت و انشغلت بشي ثاني ..
باسم و هو مستغرب : شنو ؟؟
ريم وهي تنزل راسها .. رفعته و قالت بصدق : انا بعد احبك ..
/
\
/
الــــنــهــايــة ...
/
\
/
اود ان اقول لكم:
قصتي لم تنته بعد .. فالقصص لا نهايات لها .. بل هي خالدة تمتد في خيال
القارئ .. ولكم قرائي الاعزاء ان تكملوا قصة ابطالنا في مخيلتكم .. ولكم ان تصنعوا ابطالكم الخاصين بكم ..*
اشهر و اسابيع وايام عشتها وانا اكتب هالرواية .. عشت مع كل شخصية و عشت مع كل حدث ..
عطيت في هالرواية روحي و قلبي ومشاعري ..
و هالاشياء هي اغلى ما املك ..
اتمنى انكم تغلون هالرواية مثل ما انا غليتها في قلبي ..
وفي النهاية ابعث تحياتي لكل المتابعين .. و اطلب منكم المسامحة على القصور والتاخير ..
لاني ادري وايد قصرت في حقكم .. اسفة و اتمنى انكم تسامحوني ..
و اشكركم على المتابعة والاخلاص ..
اشكركم كلكم ..
والله اني اقرا ردودكم كلكم و هي تعني لي الكثير ..
شكرا لكم جميعا .. كما اشكر جميع القراء ..
حتى القراء اللي مايحطون رد ..
اشكرهم من اعماقهم لانهم خصصوا وقت لقراءة روايتي المتواضعة ..
شكرا لكم ..
اتمنى ان تكون الرواية قد نالت على اعجابكم ..
ربما يكون لي عودة .. وربما لا ..
لا ندري ..
الى اللقاء ..
/
\
/
شرايكم بنات؟،