الباب الرابع والأخير
حوى 18 مقالاً , كان منها :
أنا اعتزلت .. النضال !
راحة الجسم في قلّة الطعام
راحة النفس في قلّة الآثام
راحة اللسان في قلّة الكلام
راحة القلب في قلّة الاهتمام
الإمام علي (رضيّ اللّه عنه)
أحتاج إلى أن أرتاح. اعتزلتُ الطعام والكلام والآثام، كما اعتزلَت ماجدة الرومي الغرام في أغنيتها تلك، وما استرحت. تنقصني راحة القلب المهموم دوماً بقضايا عربية "تسمّ البَدَن".
الوفاء مرض عضال لا يصيب إلا الكلاب. ما استطعت يوماً شيئاً ضد جيناتي. لقد عشت وفية لقناعاتي، ولقِيَم أرادها أبي "جهازي".. فأجهزت عليَّ، منذ أورَثني أحلامه القومية.
مات نزار بحرقته وهو يتساءل:
"أنا يا صديقي مُتعبٌ بعروبتي ... فهل العروبة لعنة وعقابُ؟"
تأخّر الوقت يا أخ العرب. عُذراً إن أجبتك بالمكسيكي: "بلا" "نعم" "أجل". العروبة بَلاء وداء، وفِتَن ومِحَن، وخَوَنَة وأعداء، وفرقاء يساومون على دم الفقراء الذي سيسيل، وأوصياء مُكلفين بتخصيب الموت بذريعة الدفاع عن الحياة.
ولمحمود درويش سؤال آخر، بعد أن رأى الفلسطينيين ينقضّون على بعضهم بعضاً في "غزوَة غزة" بتهمة الخيانات والاختلاسات، بوحشية أصابتنا بصدمة أبديّة، وأعادت إلى وجداننا ما ألحقته بِنَا مِن أذَى أشلاء العراقيين المتناثرة حول السيارات المفخخة، بالحقد الأخوي، أثناء تناوبهم على إكمال ما لا وقت للجيش الأميركي لإنجازه خلال حرب إبادتهم.
يسأل محمود درويش: "مَن يدخل الجنّة أولاً؟ مَن مات برصاص العدو أو برصاص الأخ؟ بعض الفقهاء يقول ربّ عدوّ لك ولدته أمّك!".
كم مِن الإخوة الأعداء أنجَبَت لنا هذه الأمة، في العراق وفلسطين وفي اليمن والسودان، وجيبوتي والصومال، وطبعاً في الجزائر.. حيث الموت العَبَثي الإجراميّ ذَهَب بحياة مئة ألف جزائري قُتِلوا على يد جزائريين آخرين، يدَّعون امتلاك توكيل إلهي بإرسالنا إلى المقابر، كي يتمكنوا من الذهاب إلى الجنة.
يومها، أثناء تساؤلنا "مَن يقتل مَن؟". كان علينا أن نختار فريقنا: أنحنُ مع الذين يقتلوننا؟ أم مع الذين سيأخذون عنّا القتلة.. ثم يعودون ليأخذوا ما في جيوبنا؟ ذلك أنّ قدر المواطن العربي محدود بين هذين الخيارين، على مدى الخريطة العربية. لذلك، أجابت آسيا جبار آنذاك صحافياً فرنسياً: "نحنُ كَمَن عليه أن يختار بين الطاعون والكوليرا".
ها أنا من جديد شاهدة على لبنان على حروب الدم الواحد. يسألونني: "أنتِ مع مَن؟ مع أي فصيلة دم؟ مع أي شارع؟ مع أي عَلَم؟ مع أي قناة؟ مع أي صورة لزعيم؟ مع تراب الوطن؟ أم التراب الذي تُلقِي به الشاحنات لقطع شرايين الوطن؟".
أجيب: أنا مع الملايين العربية التي ما عادت مستعدة للموت مِن أجل وطن!
أي نضال الذي تتحدثين عنه ؟ , حيَ على النوم والراحه
اقتباسات
‘ كان ابن المقفع قد سئل مرة ، من الذي أدبك كل هذا الأدب ؟ فأجاب : « نفسي » . فقيل له : أيؤدب الإنسان نفسه بغير مؤدب ؟ قال : « كيف لا ؟ كنت إذا رأيت في غيري حسنا ً تبنيته ، وإذا رأيت قبيحاً أبيته ، بهذا أدبت نفسي » ..
‘ إنفجري يا خارطة العالم المنهار.. انسفي التضاريس الملكيّة، وحطّمي كراسي الكارتون المستورد افتحي أبواب المحتشدات والسجون .. دعي الجموع الجائعة تشبع ودعي الفقراء يملأون جيوبهم شمساً .. ابعدي العملاء عن مسيرة المتمردين .. فأقدام الأقزام لم تخلق لتواكب الثوّار !
‘ لأنين القدس لا نملك من أجلكم شيئا عدا مذلّة البكاء..فهبونا قليلاً من الحياء..أو مكاناً ضيّقاً إلى جواركم فقد ضاق بنا الهوان..هبونا قليلاً من الحجارة.و خذوا أسلحتنا المكدّسة هبونا أطفالاً يولدون رجالاًو خذوا عنّا حكّاما .. تستحي من ذلّهم الرجولة هبونا قبّة نموت خشوعاً تحتها.. هبونا الأقصى.. و خذوا بيوتنا.. هبونا ترابه.. و خذوا أبراجنا .. هبونا مآذنه.. و خذوا فضائياتنا ..خذوا حياتنا..و هبونا عوضاً عنهاأجمل الميتات..الموت على عتبات الأقصى !
وكعادة أحلام .. أطلَت في هذا الكتاب قويَة اللغه .. ضاحكه / باكيه .. متخذه من الهموم والأوجاع العربيه نُكات !
كتاب سلس , يستحقَ القراءة .. لا يجبرك على التهامه مرة واحدة لإنفصال مقالاته .. بل خذه على جرعات ..
- بحثت عن نسخته الإلكترونيه ولم أجدها بسبب حداثته , ولأني أخذته من برا لا أعلم عن توافره في المكتبات السعودية
هذا كل شيء , يارب تكون طلَة أولى خفيفه وأضافت للمكتبه
.