مقالات محمد الوشيحي,,,متجدد

وبعديين

New member
إنضم
3 سبتمبر 2009
المشاركات
1,556
مستوى التفاعل
2
النقاط
0
الإقامة
في مكان حلو,,
آمال
هع... عاشت اكّويت والسَّبّاح
محمد الوشيحي
[email protected]

يا أيها الذين آمنوا اعنبوا غيركم علامكم؟ شفيكم الله يشفيكم؟ ما هذا الكذب والدجل الذي انتشر بينكم انتشار سيارتي الرينج روفر والبي أم دبليو الجديدتين في شوارع الكويت هذه السنة؟ ويا أيها النائب الفاضل مرزوق الغانم إن لم تتدارك سمعة هاتين السيارتين اللتين تمتلك شركتكم وكالتيهما، فستتحولان إلى سيارتيْ 'ماجلة البيت'، يمتلكهما الهنود والحوثيون، وتباعان في سوق الجمعة بعدما أصبحنا نشاهدهما معروضتين بكثرة في معارض السيارات المستعملة رغم أنهما موديل السنة، وبعدما تحولتا إلى شبهة تمشي على أربع عجلات. نقول ذلك رداً على تحيتك لنا عندما رفضت سرية الجلسة. أنقذ سمعة سياراتك يا أبا علي بسرعة.

وكنت أحد شهود العيان الأحياء على الاعتصام المطالب بعلنية جلسة الاستجواب، الذي جرى أمس الأول، وضحكت مع بقية المعتصمين ونحن نسمع الشعارات من خلفنا: 'عاش السَّبّاح، وطني اكّويت سلمت للمقدي'، وكنت أردد معهم همساً: 'يا لهوي يا لهوي شو هيدا'. لكن ماذا يغضبنا في تغيير اسم الأسرة الحاكمة من الصباح، بضم الصاد المشددة وفتح الباء، إلى السَّبّاح، بفتح السين المشددة وتشديد العقوبة على الباء المسكينة؟ تغيير طفيف لا يستحق الغضب.

على أن هذا يهون، كما هانت قبله قيم الرجال والمبادئ وكل شيء آخر، لكن أن يتم ترديد شعارات تظهرنا نحن غير المقتنعين بأداء سمو رئيس الوزراء أننا ضد الأسرة الحاكمة وضد الأمير، فهنا سنرد عليهم بالطريقة ذاتها: 'فشر منّك ليه يا البسطرمة، آبوكم لابو من جمّعكم يا السلقلق'.

والمصيبة أن يخرج على الشاشة مذيع في إحدى القنوات العربية (لم أقل الكويتية) فيفتري الافتراء نفسه، ويردد أننا ضد الحكم والأسرة، بطريقة جعلتني أغمغم: 'يا ابن التي ليست مضبوطة... ما أكذبك'.

ويا أيها الناس، هل تشاهدون معي حبات اللؤلؤ وهي تتساقط من تاج صاحبة الجلالة، الصحافة، فيتلقفها المرتزقة ليعرضوها في سوق الجمعة لتباع في البسطة التي تلي بسطة البي أم دبليو؟ آخ كم هو مؤلم منظر صاحبة الجلالة وهي تتنقل ما بين باب الجامع والبسطة. ياااه ما أذلها اليوم بعدما كانت تتمخطر في قصرها مغرورة بسلطانها وصولجانها ومن خلفها وصيفاتها العربيات يرفعن طرف قميص نومها ويهفهفن عليها بالمهفات فتتطاير خصلات شعرها.

لاحظوا كيف قلبوا عالي الحقائق واطيها... يعني الحكومة، وبعدما تهربت مراراً ومدراراً رغم تفوقها عدداً وعدة، وافقت أخيراً على مبارزة البرلمان مكرهة، لكنها اشترطت أن يتم النزال خلف الجدار، فرفض البرلمان وراح يشدها من شعرها لتبارزه أمام الملأ، ولم يتمكن مع الأسف، فوافقها على المبارزة خلف الجدار على مضض مضيض، وهناك راح يكيل لها الضربات بالكيلو، وبعد ساعة، خرجت إلينا الحكومة تمسح دمها السائل على أنفها وتصرخ: 'هع'! ومشت خلفها وسائل إعلامها تزفها بالطبلة والمزمار تحت أقواس النصر وتردد خلفها 'الهع' ذاتها وتضيف إليها توابلها الخاصة. إنه زمن التزوير والتحوير فقط لا غير.

ويا أيها الشعب، لقد تشوهت سمعة الديمقراطية والحرية والإعلام والرينج روفر في زمن 'السرية' وأنصارها
 

وبعديين

New member
إنضم
3 سبتمبر 2009
المشاركات
1,556
مستوى التفاعل
2
النقاط
0
الإقامة
في مكان حلو,,
آمال
دستور علي الراشد
محمد الوشيحي
[email protected]

واحدة بواحدة والبادئ أظلم. أميركا غزت الفضاء فقتلت رجاله واستحيت نساءه، وحكومة الكويت خنقت الفضاء حتى تدلّى لسانه. 'كلنا في الفضا سوا'. وليت الحكومة الأميركية، التي تنافسنا على الفضاء، تتعلم من حكومتنا كيف تسيطر على أغلبية النواب، وتضمهم إلى أملاكها. والخطوة الأولى التي على باراك أوباما تنفيذها هي البحث عن النسخة الأميركية من النائبين 'علي الراشد' و'حسين القلاف'.

نحن الآن نعيش في زمن علي الراشد (دعوا القلاف وألعابه النارية جانباً الآن)، وزمن الراشد هو أزهى الأزمان وأزكاها وألذّها طعماً، واسألوا تقارير الفساد الدولية وتقارير التنمية العالمية عن ترتيب الكويت... هذا زمن الراشد، فرغباته أوامر، وشخابيطه ترسم مستقبل أجيالنا.

ولا تغرنكم الأغلبية النيابية الواقفة مع الحكومة، فالنائب دليهي الهاجري، على سبيل المثال، غلبان من الطراز الفاخر، أينما قادوه انقاد، سهل، سمح، مطواع، وظيفته الترديد 'آمين' و'ربنا لك الحمد'، وعلي الراشد هو الذي يقول: 'ولا الضالين'، وهو الذي يقول: 'سمع الله لمن حمده'، وهو الذي يؤمهم في الصلاة.

آخر شخابيط الإمام الراشد، هو سعيه الحثيث إلى ترويض الأسد البرلماني وتحويله إلى قطة سيامية تجلس عند أقدام صاحبتها الحكومة، وتتحكحك على أرجل كرسيّها! لذلك عقد ندوة استقدم من أجلها الباشا الكبير يحيى الجمل، وراحا معاً يقدمان بوفيه مقترحاتهما لحلق رأس الدستور، بحجة أن شعره غير ناعم.

استعرض يا علي فهذا زمنك. استعرض كما تشتهي مستغلاً بعض نوابنا الغلابة. استعرض ليتحول برلماننا إلى مجلس أعيان. لك الحق، كل الحق، فقد كوكس الزمن، ونامت المرجلة، واستيقظت الانتهازية وراحت تمغّط يديها وظهرها.

استعرض يا أبا فيصل، الله يحفظك للحكومة، قائداً لجيشها الجرار الفرار، ويجعلك ذخراً لفضائيات حي الطرب، التي تتهم كل من يعارض سياسة رئيس الحكومة وأداءه بأنه يعارض نظام الحكم ويسعى إلى إسقاط الأسرة الحاكمة، في تزوير للحقائق لم تشهد الكويت مثله حتى في مجلس 67...

استمر يا علي في نثر تصريحاتك، وستستمر الحكومة في رصد ردود أفعالنا عليها، كي تحدد حينئذٍ – الحكومة- هل ستنقض على مكتسباتنا الدستورية أم أننا لانزال نمتلك بقية من قدرة على المقاومة. استمر واكشف لنا ماذا في جعبتك أيضاً.

نعلم يا علي الراشد أنك تقود سرية الاستطلاع الحكومية، وأنك قمر الحكومة الصناعي، المُثبّت فوق أراضينا، وأن مهمتك كشف مناطق الضعف والقوة فينا، وتحديد ساعة الصفر. لكن معلش اعذرنا إنْ قلنا إنَّ اغتصاب حقوقنا بعيد عن الشوارب وطويل على الأقزام وكبير على الصغار. معلش اعذرنا إذا لم نقبل استبدال دستور عبد الله السالم بدستور علي الراشد.
 

وبعديين

New member
إنضم
3 سبتمبر 2009
المشاركات
1,556
مستوى التفاعل
2
النقاط
0
الإقامة
في مكان حلو,,
آمال
التهِنوص في الدستور والمذكرة
محمد الوشيحي
[email protected]

الإدارة الحكومية الحالية ضعيفة، والضعيف دائماً يبحث عن حجة، لا يعترف بضعفه أبداً. يبرر فيقول 'أعطوني الأبجر وذا الفقار (حصان عنترة وسيف علي بن أبي طالب) وخذوا مني ضربات علي وإقدام عنترة'. وهو يعلم أنه... لا الأبجر يُقْدِم ويقتحم بلا فارس، ولا ذو الفقار يضرب بلا ذراع بطل.

وأنصار الحكومة يتهمون من وقّع وثيقةَ عدم التعاون مع سمو رئيس الحكومة قبل انتهاء الاستجواب أنه 'مبيّت النية ضد الرئيس'! يا لروعة غبائهم، ألا يعلمون أن برلمانات العالم الحر توافق على الحكومات أو ترفضها قبل أن تجلس الحكومات على كراسيها. وهذا هو الصحيح، وهذا هو التعديل الدستوري المطلوب، وهذه هي المادة الأولى في التعديل التي يجب أن تناقش. تعقبها المادة الثانية: 'نظراً لسوء الفهم عند بعض الوزراء، يتم تبديل اسم (مجلس الوزراء) إلى (مجلس خدمة الشعب)، كي يتذكر الوزراء دائما موقعهم الحقيقي'.

والمادة الثالثة تنص على أنه 'إذا كشفت التقارير الدولية أو المحلية فساداً أو فشلاً في مؤسسات الدولة، تتم إحالة الحكومة إلى جهاز أمن الدولة ومنه إلى محكمة الوزراء ومنها إلى محكمة لاهاي ومنها إلى المفتي، فقصر نايف، ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب'.

والمادة الرابعة تقول 'يحظر على ذوي الأنامل الناعمة من الرجال تبوُّء مناصب وزارية، وعلى الحكومة، قبل أن تؤدي القسم الدستوري، أن تقف صفاً واحداً، وتمد أيديها مقلوبة أمامها كي يتفقد النواب أناملها وأظافرها، والوزير ذو الأنامل الناعمة يُصرف له (علك لبان وشعر بنات) ويتم إبعاده عن الغبار فوراً كي لا تعتفس تسريحته وتتجرح بشرته، أما الوزير الدفش الشنب فأبرك الساعات'، والمادة الخامسة: 'في الحكومات، لا مكان للتهنوص والتمحلس'، وتتكفل المذكرة التفسيرية بشرح معني 'التهنوص والتمحلس'. والمادة السادسة: 'إذا عبثت أي وسيلة إعلامية بالنسيج الاجتماعي ولم يتحرك وزير الإعلام، يُصلب الوزير عارياً على عمود إنارة أمام مبنى البرلمان، وتُلتقط له صورة من الخلف وتُنشر في الصحيفة الرسمية ووكالة الأنباء، فانتبه يا من تُعرض عليك وزارة الإعلام، لا تقول ما قلنا لك'، هذا هو نص المادة بالحرف، وفي المذكرة التفسيرية تضاف جملة 'وزارة الإعلام هي الموت الحمر، إياني وإياك'.

والمادة السابعة: 'إذا لم تتفوق الكويت عالمياً خلال خمس سنوات، ولم تنافس الدول الأوروبية، ولم تتصدر التصنيفات الدولية، عليّ الطلاق (الدستور يقسم غاضباً) لأحفرن المقابر الجماعية. آبو الرخوم لآبو من يقبل المراكز الأخيرة'. والمادة الثامنة: 'يتعرض الوزراء لاختبارات ضغط، كما يتم مع كراسي إيكيا، قبل أن يباشروا أعمالهم'.

هذه المواد ومثلها هي التي يجب أن تدخل في التعديل، إذا أردتم تعديل الدستور. أما لو تركنا المجال للربع يعدّلون الدستور بحسب مقياسهم فسيكون الباب الأول هو 'باب تقبيل الأكتاف والأيادي والانحناء أمام الوزراء'، والباب الثاني 'باب أعياد ميلاد الوزراء وأنواع الكيك'، والباب الأخير 'باب الشعب الله يغثّه'.

***

النائب الدكتور ضيف الله بورمية شعر بوعكة صحية قبل لحظات من استجواب سمو رئيس الحكومة، ونأمل ألا تعاوده الوعكة مرة أخرى في يوم 16 ديسمبر المقبل، عند التصويت على كتاب عدم التعاون مع الرئيس... وما تشوف شر يا دكتور.
 

وبعديين

New member
إنضم
3 سبتمبر 2009
المشاركات
1,556
مستوى التفاعل
2
النقاط
0
الإقامة
في مكان حلو,,
آمال
الفتاة القاصر
محمد الوشيحي
[email protected]

خذوها على البلاطة الكريمة، جل ما يقوم به الوزراء هو لحمايتهم وحماية كراسيهم. فهم مستعدون لإغراق البحر وخنق الهواء في سبيل البقاء على قيد الكراسي.

وحكاية منع المفكر الملحد – كما أظن - نصر أبو زيد من دخول البلد، ليست بسبب 'الخوف على المجتمع من تأثير أفكاره السلبية' كما تروّج الحكومة. لا أبداً. فلو كانت الحكومة بالفعل تخاف على المجتمع لما سمحت لـ'أبو جعل' بافتتاح محطة تفرّق بين الكويتيين، ولا كانت سمحت لأنصار الرئيس من كتّاب بتحريض القبائل على أبنائها المعارضين لسياسات سموّه.

تبريرات الحكومة في موضوع أبو زيد مثل أدائها، هزيلة، شاحبة. وبعدين خذوها قاعدة: 'كل مَن يطلبك للنزال، سواء الفكري أو السياسي أو الجسدي أو أي نزال آخر، وترفض أنت منازلته وتهرب من أمامه، فهذا دليل على أنه الأقوى، أو أنك أقوى منه لكن حضرتك جبان رعديد'. غير الكلام هذا ما عندي.

والأمر هذا ينطبق على متدينينا و'أبو زيد'. فالجماعة المتدينة أوهمت البسطاء أن الدين سلعة مسروقة يجب أن تُخبّأ في كيس بلاستيك أسود خلف الظهر. وكلنا لاحظ كيف وقف أبو زيد على أسوار المدينة يبحث عن باب ينفذ منه إليهم ليقاتلهم على أرضهم وجمهورهم، لكنهم أغلقوا أبواب أسوارهم، واحتضنوا نساءهم وأطفالهم، وراحوا يتمتمون بكلام غير مسموع ويمسحون عرق جباههم.

يعني الرجل جاء بمفرده إلى أرضكم ليستعرض مهاراته، فلماذا لم تستغلوا الفرصة وتنازلوه أمام الملأ؟ لماذا لم يقف أحدكم ويقول بالصوت العريض: 'افرغ يا أبو زيد بسرعة من محاضرتيك، ثم تعال هنا لتبارزني فكرياً، تعال واجلب معك خمسة وعشرين فارساً من قومك يدعمونك ويشدون من أزرك إذا أحببت، فحجتي هي الأقوى، والكتب التي قرأتها إضافة إلى أفكاري ستعينني على هزيمتك والتنكيل بجثتك فكرياً؟'. لكنكم لم تقولوا ذلك، ولن تقولوه، لماذا؟ لأنكم جبناء كما قلت، تستغلون جهلنا وسذاجتنا، ولا تقوون إلا على تبادل الشتائم والتّهم والتراشق في ما بينكم، سنة وشيعة، فإذا جاء أحدٌ لا هو منكم ولا منهم، لا هو سني ولا شيعي، هربتم جميعاً وتحصنتم بأسوار مدينتكم.

الصورة الآن واضحة، وهؤلاء يا ناس هم قادتكم السياسيون، وأولئك هم قادتكم الدينيون، وأنتم تتوددون وتخشون القيادتين. وما لم تنسفوا هؤلاء وأولئك فسأحلق ذقني بزجاجة مكسورة إن أفلحتم... قال 'خوفاً على عقيدة المجتمع من أفكاره السلبية' قال. وكأن عقيدة المجتمع فتاة قاصر سهلة الإغواء.

أنتم يا 'علماءنا' الأخطر على عقيدتنا، وأنتم من يشكك الناس في متانة عقيدتهم بتصرفاتكم هذه. أنتم الذين تخشون انكشاف مستواكم وبالتالي خسارة الثروات التي تشفطونها على حساب البسطاء. ومن اللحظة هذه يجب أن نراجع مصروفات وزارة الأوقاف المليارية، بعد أن تبين لنا أن الربع الأفاضل مجرد خراط في خراط.
 

وبعديين

New member
إنضم
3 سبتمبر 2009
المشاركات
1,556
مستوى التفاعل
2
النقاط
0
الإقامة
في مكان حلو,,
آمال
قدّت قميصي من دبر
محمد الوشيحي
[email protected]

ذات مساء زرتها مع الأصدقاء. شعرت لحظتذاك أنها ارتدت غطاء رأسها على عجل قبل أن تستقبلنا. ارتباكها كان واضحاً. يبدو أنها كانت تنتظرني وحدي فخذلتها. ما أقسى الخذلان على النفس، خصوصاً بين العشاق.

أدركت سر حزن ابتسامتها، وما إن غادر الجميع حتى عدت إليها وحدي، فتهلل وجهها بشراً، وقالت بغنج: ضع رأسك هنا، أشارت إلى فخذها، وحدثني عن أي شيء إلا عن عاداتكم وتقاليدكم، انظر إلى طبلة أذني كيف انفجرت من قصائد الفخر التي ينشدها شعراؤكم عن البطولة والشجاعة والكرم والمجد، وها أنتم أبناء القبائل، غالباً، تنتخبون الجبناء نواباً لكم. وبربك دع عنك كل شيء وحدثني عنك، عن نفسك، عن معنوياتك التي سقطت على أرضية السياسة فتهشمت كالزجاجة، وها أنت تلتقط شظاياها المتناثرة تحت الكراسي لتعيد جمعها وتركيبها، والعرب تقول: 'إنّ الزجاجة كسرها لا يُجبَرُ'. حدثني عن هذا السواد الذي بدا جليّاً تحت جفنيك. حدثني عن أباطرة الإعلام الذين تجمهروا أمام مبنى مجلس الوزراء وفي يد كل منهم بطاقة التموين.

قلت وأنا أسحب نفساً قوياً من سيجارتي وأحرّك النار التي أشعلتها لتدفئنا: أولاً، الجبن ليس وكالة تمتلكها القبائل حصرياً، وأظنك تابعتِ ما حدث بين التحالف الوطني الديمقراطي وأبنائه وأقربائه، ولاحظتِ كيف انحنت الرؤوس أمام سلطان المصالح باستثناء أسيل العوضي. كأنهم في يوم القيامة، تنكّر كل منهم لأخيه وصاحبته وبنيه، 'لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ'، فمعذرة يا معشوقتي، الجُبن متاح للجميع، ثم بالله عليكِ، دعي عنكِ حكاية القبائل والعوائل، فما لدينا يكفينا. حدثيني عن التيارات السياسية، عن أي شيء آخر، عن جمالك المتوهج هذه الأيام، عن حرارة أنفاسك وعطرها.

قالت بجدية: 'أوافقك، لكن قبل أن نحمل متاعنا ونغادر هذه النقطة، يجب أن تعترف أنكم يا أبناء القبائل جبناء'. فانتفضتُ غاضباً وصرخت: 'لا تعممي'. فصرخَتْ بدورها: 'معك حق، الأغلبية منكم جبناء'... فسكتّ ولم أنطق، فقد كانت شفتاي تتألمان تحت أسناني.

سكتنا برهة، ثم لاحت على شفتيها ابتسامة المنتصر وقالت بنبرة مغرورة: ما حكاية كرنفالات النصر التي تحدث عنها الوزير محمد البصيري بعد نجاة رئيس الحكومة من الاستجواب؟ قلت بصوت مترنح، محاولاً إلصاق حروفي بعضها ببعض: يعني تركتِ القلاف وبقية الجوقة وأمسكتِ بخناق البصيري، عجباً لأمرك. على أي حال، البصيري انقلب على حدس، وهذه عادة حسنة انتشرت بين تياراتنا السياسية... ولم أكد أكمل جملتي حتى انطلقت منها جملة لعوب تشبهها: أين ذهب كلامك عن قبيلتك، وعن أنكم كنتم تقتلون الجبناء من أبناء القبيلة، وأن أجدادكم كانوا يتفاخرون أن قبيلتهم 'بيور'، نقية لا جبان فيها؟ هنا شعرت بغليان الدماء في عروقي فشددت شعرها وجذبتها نحوي، وألصقت فمي في وجهها وقلت بزفير: وما دخل الشجاعة في تصرف البصيري؟ الحكاية حكاية جشع وتملق، لا علاقة لها بالشجاعة والجبن... فانطلقت كلماتها الهامسة في أذني كالمسامير: وهل يتملق الشجعان يا محمد؟

هنا نفضتُ بشتي ونهضتُ واقفاً، فشدّت أسفل ثوبي وقالت ونظراتها تتسلقني بإثارة: أوتتركني وحدي لليل؟ ألست جائعاً مثلي؟ تعال لنلتهم بعضنا.

فجراً، تسللت هارباً، فتنبّهت هي ونهضت تطاردني، وقدّت قميصي من دبر... قاتل الله معشوقتي الصحراء كم تثيرني، كم تطربني تأوهاتها، كم أعشق أنوثتها الجامحة.

وصلتُ بيتي منهكاً، وارتميت على سريري، وكلماتها لاتزال تشاغلني: 'خذ ملابسي هذه أعطها بعض ساستكم الرجال، وابتعد أنت عن السياسة وتعال لاعبني وداعبني، وعهداً عليّ، وقسماً سأمنحك الدفء والهدوء والطمأنينة، وسأغدق عليك من الخيال ما يفيض عن حاجتك لكتابة الروايات والقصائد، وسأعيد إليك مفقوداتك... وأولها نفسك».

وتذكرت ردي عليها: لن أنسحب، كي لا تعطيني ملابسك كما فعلتِ معهم، لكنني أعدك، ما إن تتحرر مدينتي، حتى آتيك فاتحاً ذراعيّ، يلجّ صوتي بالغناء:

«يوم ولْد العجوز أذعن ودنّق * * * للنسور ابتسمْت وللسحابة».
 

وبعديين

New member
إنضم
3 سبتمبر 2009
المشاركات
1,556
مستوى التفاعل
2
النقاط
0
الإقامة
في مكان حلو,,
آمال
من اليوم...الدفع نقداً
محمد الوشيحي
[email protected]

قبل كل شيء، ألفت إلى أنني أكتب هنا رأيي الخاص، وهو لا يمثل بالضرورة رأي 'لجنة الإنقاذ الوطني' التي أتشرف بعضويتها إلى جانب مجموعة من النواب والكتاب والسياسيين، المنتمين إلى جميع شرائح وطوائف المجتمع. ورأي اللجنة ستستمعون إليه من أحد أعضائها أثناء التجمع الجماهيري الذي سيقام الليلة في المساحة الكبيرة الواقعة أمام ديوان النائب خالد الطاحوس في منطقة العقيلة، وهي مساحة شاسعة تتسع لأعداد هائلة من السيارات والجماهير المتوقع تدفقها.

ويبدو أن الحكومة لم تدرك إلى هذه اللحظة حجم الكارثة الوطنية التي تهاونت في وأدها، ما أدى إلى تشنج عقول بعض الشبان الغاضبين، وغليان الدماء في عروقهم، وغياب وعيهم. وقد سمعنا كلماتهم العفوية في الندوة السابقة ما جعلنا نتداعى بسرعة إلى تشكيل لجنة 'إنقاذ' من العقلاء لكبح جماح حصان الفتنة الذي وقف على رجليه، وعلا صهيله.

هكذا عودتنا الحكومة، تغض طرفها لفرط 'عفّتها' عن الفتنة، وتتركنا وحدنا نجاهد في لجم الحصان، حتى تمزقت أكفنا وسالت دماؤها... وها هي اليوم (الحكومة)، وأمام أكبر جريمة في تاريخ الكويت، وأكرر، أمام أكبر جريمة في تاريخ الكويت، لا تجتمع إلا بعد فوات الأوان، لتعالج السرطان بالبندول، وتستعرض أمامنا قدرتها على صياغة الجمل الإنشائية، وصرف 'شيكات بلا رصيد' من الوعود المخدرة.

معذرة حكومتنا، الفاتورة أكبر من المبلغ المكتوب في الشيك. ثم إننا لن نقبل منذ اللحظة أي شيك. خلاص. من اليوم سيكون الدفع نقداً. الدين ممنوع. مع تكرار اعتذارنا الشديد.

وللتنبيه، 'أبو جعل' ليس خصمنا، ولا 'البسوس' أيضاً خصمنا، وهي التي رأينا قناتها الفضائية، بعد التجمع السابق 'تسحب ناعم' وتطالب بالوحدة الوطنية. وما فعلاه من نشر الحلقة سيئة الذكر ليس إلا 'القطرة التي أفاضت الكأس'... ولا وزير الإعلام، وحده، خصمنا. وإنما خصمنا هو الإدارة الحكومية التي تركتنا نحترق وانشغلت في تناول حبات الفراولة في بلكونتها المطلة على الحديقة العامة. لكنني أظن أنها ستزيح طبق الفراولة جانبا وستنزل على الدرج جرياً، ولن تنتظر وصول الأصانصير، عندما تستمع إلى مطالب اللجنة في تجمع الليلة، وبعد أن تستمع إلى تأييد النواب لمطالب اللجنة المتوافقة مع الدستور، واستعدادهم لتنفيذها.

الليلة، لن تقبل المايكروفونات نقل الشعارات الفارغة. الليلة يبدأ العمل. الليلة سنخطو الخطوة الأولى في طريق استعادة وحدتنا الوطنية بأيدينا، لا بيدها هي ولا بيد عمرو، وستشاهدنا ونحن نخنق الفتنة إلى أن تنقطع أنفاسها وتموت، مرة وإلى الأبد. لكن هذا لا يعني أن تبقى الفاتورة ملقاة على الطاولة من دون أن تُخرج الحكومة الكريمة محفظتها.

وبعيداً عن الحكومة، سأكون ممتناً لدولة رئيس البرلمان السيد جاسم الخرافي، الله يذكره بالخير - إن كان قد علم بما حدث على الساحة، وسمع عن خروج مارد الفتنة من قمقمه - إذا تواضع دولته قليلاً وأسمعنا صوته الذي نسينا نبرته، فقط كي نتذكر النبرة، لا أكثر.

على أي حال يا دولة الرئيس، أو يا صديق سمو الرئيس، أتشرف بإهدائك أغنية نجوى كرم: 'الدنيا ولعانة برّا...'! لحظات ممتعة أتمناها لك على أنغام هذه الأغنية الجميلة.



***



سنحرص على الهدوء وعدم الخروج على قوانين الدولة، وسنطالب الناس بذلك، وسنحرص أيضاً على تذكير وزارة الداخلية بأن لا تسمح لأحد بعرقلة المرور في الطريق إلى التجمع هذه الليلة.

موعدنا هناك.
 

وبعديين

New member
إنضم
3 سبتمبر 2009
المشاركات
1,556
مستوى التفاعل
2
النقاط
0
الإقامة
في مكان حلو,,
آمال
جوهر والفضالة والجدران المشققة
محمد الوشيحي
[email protected]

التاريخ مستعجل دائماً. وراه شغل. لا وقت لديه للتوقف عند التوافه والصغائر. ينظر إلى الأعلى دائماً. وإذا لم ترتفع الأفعال والأحداث إلى الأعلى فلن يراها، وإذا لم يرتفع شخص إلى الأعلى فلن يراه. هكذا هو التاريخ... عملاق مغرور.

وبالأمس، شاهد التاريخ عملاقين طاولاه في القامة، فانبهر وتساءل عنهما وعن كل هذه الجموع الواقفة لهما تلوّح بالعقل (جمع عقال)، وتهدر مرحّبة بهما، فقيل له: هذان حسن جوهر وخالد الفضالة أتيا من الضفة الأخرى للبركان ليساهما في إطفائه. فأخرجَ قلمه وسجّل بيد مرتجفة: 'لله درّهما'.

أثناء تجمع العقيلة، وبعده، سمعتُ من المتجمهرين من أبناء القبائل بحق جوهر والفضالة من الثناء والإعجاب ما يقشعر له البدن، عندما أدرك هؤلاء المتجمهرون حجم المغامرة القاتلة التي أقدم عليها البطلان، جوهر والفضالة، اللذان لم يراجعا ميزانية الأرباح والخسائر.

وصحيح أن عدداً من الشيعة ذهبوا إلى ما ذهب إليه جوهر، ومنهم عضو لجنة الإنقاذ الوطني المحامي عبدالكريم بن حيدر، الذي نحييه، والمبدع عريف التجمّع منذر الحبيب، وآخرون... وصحيح أن عدداً من الحضر أيضاً ذهبوا إلى ما ذهب إليه الفضالة، ومنهم النائب عبدالرحمن العنجري الذي تحدث في تجمع العقيلة وأعلن التزامه بمطالب اللجنة، والكاتب أحمد الديين الذي قدّمه العريف باسم 'قلم الدستور'، وهو كذلك فعلاً، والمخضرم عبدالله النيباري الذي حملته الجموع على أكتافها، وكانت تبحث عن خالد الفضالة لتحمله أيضاً...

كل هذا صحيح، لكن الغريب، وغير الصحيح، أن يتعرض هذان الرجلان، تحديداً، لحرب قذرة، وقصف بالقنابل المحرمة، تركزت فقط عليهما! والمؤلم أكثر أن لا يتصدى للدفاع عنهما إلا قلة قليلة من أصدقائهما 'الخلّص'. قلة حافظت على 'الخوّة' - سواء آمنت أم لم تؤمن بما قاما به - وأدركت سر الحملة المنظمة ضدهما، وقررت - هذه القلة - أن تقف إلى جانبهما وتدفع 'ضريبة الخوّة'... وهنا المعادن.

وإذا كانت الحشود قد رددت في تجمع العقيلة بصوت أرعب قبائل الجن في بيوتها تحت الأرض: 'أشّر وابشر يا السعدون، أشّر وابشر يا السعدون'، فنحن نقول للفضالة ولجوهر: 'أشّرا وابشرا'. وإن تخلى عنكما بعض الأصدقاء وسقطت بعض الجدران التي كنتما تتكئان عليها، فنحن لكما جدران لا تسقط، مهما كان الثمن، ومهما كانت النتيجة.

تبون الصدق والا ولد عمه؟ بحثت في وسائل الإعلام عن أصدقاء هذين البطلين لأتابع ردات فعلهم في هذه المعركة غير المتكافئة فانقلب إليّ بصري 'خاسئاً وهو حسير'، كما تقول الآية القرآنية. مع الأسف... وإن كان البعض أعلن تأييده لهما بصوت هامس، بعد أن غطّى فمه بيده كي لا يراه الناس وهو يتحدث، فهو تأييد لا يساوي في سوق الرجال ربع درهم... يا سيدي، إما أن تجهر بصوتك عالياً وتعلن تأييدك لهما، أو فارحمهما من الهمهمات والغمغمات.

وهنا أتذكر موقف زميلي في هذه الجريدة، سعد العجمي، عندما أعلنتُ رفضي تسييس القبيلة، ورفضي تصدُّر شيوخ القبائل – مع التقدير لهم - المشهد السياسي لمجرد أنهم شيوخ... أعلنت ذلك، فزلزلت الأرض زلزالها، واهتزت وارتجّت من تحتي، وتعالت أصوات الرعد القبلي الأصولي، وأمطرت السماء على رأسي صرخات الغضب، وتشققت بعض الجدران التي كنت أتكئ عليها، وانسحب بعض مَن كنت أظنهم لن ينسحبوا أبداً، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

في اللحظة هذه، وأنا محاصر من الجهات السبع، سمعت صوت سعد يقول: 'أنا مع محمد الوشيحي'، وتجمهر حولي مجموعة من شباب القبيلة، بعضهم أعرفه، وأكثرهم لا أعرفه، وأعلنوا استعدادهم للتوقيع على ورقة: 'نحن فلان وفلان وفلان، مع محمد الوشيحي في ما ذهب إليه'.

ولم أتمنَّ أن أكون حضرياً أو شيعياً كما تمنيت في هذه اللحظة، كي أكتب على سور منزلي من الخارج: 'أنا مع جوهر والفضالة'.
 

‏ღLave♥nderღ

عضوة موقوفة لعدم التزامها بقوانين المنتدى
إنضم
25 أغسطس 2009
المشاركات
910
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
بين الضبعة والقبّان
محمد الوشيحي

الحديث عن الوحدة الوطنية في الكويت يذكرني بشائعة الفيلم الخليع للفنانة ليلى علوي، الكل يتحدث عنه، والكل لم يشاهده. وكنا في عز المراهقة نسأل أحدنا: 'ها شفت الفيلم؟'، فينفي لكنه يقسم لنا بأغلظ الأيمان وأبخس الأثمان أن نسيبه شاهد الفيلم، فتتلبسنا الحماسة ويدفعنا الفضول والشبق من ظهورنا فنسأل نسيبه، فينفي مشاهدة الفيلم لكنه يقسم أن زميله في الصف شاهده، فنجري جري الوحوش بحثاً عن زميله...

وفي الفترة الأخيرة، كثر التباكي على حائط الوحدة الوطنية، وأكثر من تباكى هو أحد الشخصيات الدينية، بدون ذكر أسماء هو الوكيل محمد باقر المهري، وهو وكيل حصري للمراجع، ووكيل مساعد للفقيه، ينفي خبر وفاته، ويطمئن أتباعه في الكويت على صحته، وسبحان الله، كل أتباعه هنا يؤيدون أحمدي نجاد وفريقه المتشدد.

وفي الفترة الأخيرة أيضاً، ظهر لنا 'قبّان'* يزاول أعماله اليومية المعتادة، فيدحرج أوساخه، ويدعي أنه 'قلب الدفاع' عن الكويت، اهب يا قلبه. ويختصر الكويت في شرق وجبلة والمرقاب، وكأن 'الجهراء' عراقية و'الوفرة والصبيحية والأحمدي' سعوديات أباً عن أم، و'الفنطاس وأم الهيمان' من دول الكونكاكاف. طيح الله حظ القبابين. ثم يتطرق إلى ازدواجية الجنسية فيخص بها فئة ويتحاشى الحديث عن ذاك الذي يتحدث باسم إيران وجواز سفره الأخضر يبرز من جيبه العلوي، ويستند إلى حائط السفارة، ويهدد بسلاحها، فترتعد حكومتنا الرخوية.

ومن دون الحاجة إلى التركيز، سيلاحظ الجميع التعاون الذي يربط 'القبان' بـ'الضبعة'، وكلاهما نعرفه من رائحته النتنة. وقد بلغني من مصادر موثوقة أن القناة التي أعلن القبان إنشاءها هي في الأصل ملك للضبعة، وسبق أن ظهرت أيام الانتخابات ثم اختفت، وها هي تعود بالاسم ذاته.

وطبعا ستتخصص قناة القبان بمهاجمة القبائل، وطبعاً أيضاً لن يتباكى المهري على الوحدة الوطنية، وستترك الحكومة القبان يوسّخ خيام القبائل، إذا لم تكن هي التي تشجعه، على اعتبار أن القبائل هي الفئة الأضعف! هؤلاء يعتقدون أن أبناء القبائل كلهم من طقة الخنفور والحويلة وسعد زنيفر، وأنهم لا يجرؤون على رش الماء على وجه وزير الإعلام النائم الشيخ أحمد العبدالله، ولا الصراخ عليه ليستيقظ من سباته وينفّذ قوانين المرئي والمسموع التي منعت التعريض بأي شريحة من المجتمع.

ويا نوابنا أوقفوا وزير الإعلام على التبّة واملأوا مخازن بنادقكم بما لذ وطاب من الطلقات، وأبلغوه أنه ما لم يدهس القبان بحذائه، ويمنع عنا قاذوراته، فليبحث عن درع يحميه من طلقات البنادق الغاضبة.

ولولا خوفي على هذه الديرة، لشرحتُ للقبان والضبعة ومن استطيبَ رائحتهما كيف يكون التحريض و'التحريق'... صحيح أن الصحف، مع الأسف، تغلق عيناً وتغمض الأخرى عن أفعال القبان والضبعة، وصحيح أن الصحف هذه كانت ستنتفض لو كانت شريحة أخرى غير القبائل هي التي تتعرض لهذا الهجوم، والصحيح الثالث أن أصحاب الصحف أو إداراتها يقولون لنا في الغرف المغلقة كلاماً يجعلنا نحن نطالبهم بالتهدئة والشفقة على القبان، قبل أن يسيح كلامهم كالزبدة، والصحيح الرابع أن بعض شخصيات القبائل يخشون الحديث عن هذا الأمر كي يظهروا بمظهر العقلاء، وصحيحات أخرى كثيرة لو أنني عددتها لما انتهيت، لكن الصحيح الأهم أننا لسنا في حاجة إلى هذه الصحف ولا إلى 'عقلاء القبائل'. ولولا الخوف – كما ذكرت – على الديرة، التي لا يخافون هم عليها، ولولا الحياء من بعض أبناء العوائل الذين طردوا القبان من دواوينهم وأسمعوه كلاماً يليق به، لقرعنا الطبول، ولارتفع الدخان.


*: بوجعل

هذي احلى مقالة كتبها

اصغفله من قلب عليها

واخيرا في احد تكلم عن المسرحيات الي يسويها حسين القلاف كل يوم بكل القنوات!!!

سواصل القراءه واعتبريني متابعه لموضوعج:hjy5jewf:
 

وبعديين

New member
إنضم
3 سبتمبر 2009
المشاركات
1,556
مستوى التفاعل
2
النقاط
0
الإقامة
في مكان حلو,,
lave*nder
شكرا لمتابعتك يالغلا
ان شاء الله راح تلاقين مقالات بو سلمان هنا.
لا تبخلين علينا برايك الفذ .
تقبلي تحياتيـ
 

وبعديين

New member
إنضم
3 سبتمبر 2009
المشاركات
1,556
مستوى التفاعل
2
النقاط
0
الإقامة
في مكان حلو,,
آمال
رف الحمام مغرّب يا دادا
محمد الوشيحي
[email protected]

سقى الله دار سميرة توفيق بالمطر. كم من شهيد سقط على مذبحها، وإن كان شهداؤها لا يزالون أحياء بيننا، تتأرجح أعمارهم ما بين الستين والثمانين.

هي امرأة عظيمة الجسم كجبل إفريقي متفرّد، عيناها قارة مترامية الأطراف تتوه فيها القوافل، فمها فوهة بركان، ابتسامتها إعلان حرب، شعرها قطيع من الأفراس الأصايل الجامحة، صوتها يدفعك إلى الصفوف الأمامية... هي ملعونةُ خيّر بكل المقاييس، أو بالمقاييس كلها، كي لا يعتب عليّ عشّاق اللغة.

إذا ظهرت سميرة على الشاشة خيّم الصمت على الديوانية، وإذا وضعت يديها على وسطها ووقفت كما يقف عنترة بن شداد العبسي أمام قبيلة غطفان فغرت الأفواه وعرقت الجباه، وإذا تلفتت كما كان يتلفت موسوليني بعدما احتل شرق أوروبا ازدادت ضربات القلوب، وإذا تمايلت كالأغصان أمام الريح تمايلت معها قلوب رجال يتشبثون بالوقار ما أمكنهم، وإذا غطّت فمها بوشاحها وتقدمت عيناها الجموع وصرخت: 'هل من مبارز؟' وضعَ الرجال أيديهم على جباههم وتساقطت دموعهم، وإذا غمزت بعينها حفرَ عشاقها الخنادق أمام بيوتهم وودعوا أطفالهم.

قاتلها الله، من الذي سمح لها أن تفعل برجالنا – وقتذاك – ما فعلت، وأن تغني لهم: 'أسمر يا كحيل العين، يا بو عيون العسلية'، ليتسابقوا على المرايا فيسقط بعضهم صرعى التزاحم، ومَن سمح لها بأن تهاجم قريناتها وتقول لحبيبها: 'وش لك بالعشب المرعِي، وش لك باللي يريدونه'، وهذه جريمة سب وقذف يعاقب عليها القانون، ومن سمح لها بأن تغوي عشيقها وتحرضه على نفسها: 'عينك ع الزهر النادي، فتّح ع الميّ جفونه'. قمة الغرور، قمة الغطرسة، قمة العنجهية، وقمة العدل أيضاً، فللمتميزين مساحة من الغرور والخيلاء يحق لهم وحدهم السير فيها.

وكل متميز له الحق في الغرور. يعني النائب دليهي الهاجري، مثلاً، يحق له الغرور لتميّزه وتفرّده، فعندما هرول الجميع شرقاً عضّ هو أسفل ثوبه واتجه غرباً. ودولة الرئيس جاسم الخرافي متميز أيضاً، فرغم ثرائه الفاحش، لم يستخدم أمواله ليشتري لنفسه مكانة بين الناس، فهو لا يريد أن يحترم الناس أمواله، بل أن يحترموه هو لذاته ولشخصيته، تماماً كما يفعلون مع الزعيم أحمد السعدون.

الرئيس الخرافي متميز لقربه – أكرر رغم ثرائه – من بسطاء الناس. تصريحاته ومواقفه ومقترحاته في البرلمان واللجان تشهد باهتمامه بقضاياهم، ومنازلهم، ورواتبهم، وكل ما يشغلهم هم لا ما يشغله هو.

الرئيس الخرافي يرفض أن يتحول الشعب إلى راقصة في ملهى ليلي تُرمى عليها الأموال فتهز أردافها على طاولات تجار السلطة. الرئيس الخرافي متميز حتى في وطنيته، ولو سمع أن 'لصّاً' يشتري المناصب بأمواله فسيملأ (أي الخرافي) فم هذا 'اللص' بالتراب والحصى قبل أن يسحبه من أذنه إلى النيابة.

الرئيس الخرافي متميز كذلك في معرفة معادن الرجال، ويعلم أن للأموال تأثيراً على الغالبية يفوق تأثير أغاني سميرة توفيق، لكنه يعلم أيضاً أن من يشتري احترامه بأمواله فسيزول احترامه بزوال أمواله، ويعلم أن هناك من سيبصق على الأموال وعلى أصحابها إذا فكروا في شراء ذمته... الرئيس الخرافي محبوب خلقة وخلقاً، لله في لله، لذلك يتدافع الكتّاب الأنقياء من أمثال آية الله والفضائي، يزاحمهم النواب العظماء من أمثال سيد القلاف وسلوى الجسار وعلي العمير للثناء عليه ومهاجمة خصومه.

الرئيس الخرافي عظيمٌ حصد المجد وفرض احترامه بذراعه البحت لا بالأموال السحت. الرئيس الخرافي لثقته العمياء بنفسه ولشموخه وشممه لا يمنع الكتّاب من انتقاده ولا يطلب منهم ومن ملّاك بعض الصحف مهاجمة الرئيس السعدون و'الشاب الأسمر' مسلم البراك.

الرئيس الخرافي يردد معي الآن في وجه كل من يهز ربطات الأموال في يده: سحقاً لك ولأموالك يا وضيع يا مسيكين... 'ورفّ الحمام مغرّب يا دادا، مِجْوِز والا فرداوي يا دادا'.
 

وبعديين

New member
إنضم
3 سبتمبر 2009
المشاركات
1,556
مستوى التفاعل
2
النقاط
0
الإقامة
في مكان حلو,,
آمال
أتعبني التدخين
محمد الوشيحي
[email protected]

دار الحديث بيننا إلى أن داخ وسقط 'مغشىً عليه' لشدة الإرهاق والإعياء. كنا نتناقش في الديوانية عن مقترحات دولة الرئيس جاسم الخرافي التي تحدثت عنها في مقالتي السابقة. قال صديق مؤزّم: ليس له إلا مقترح واحد قدّمه في عام 1975، وأقسم مؤزم آخر أن دولة الرئيس حفظه الله لم يتقدم بأي مقترح طوال تاريخه البرلماني الناصع، وقال ثالث أكثر تأزيماً: أقطع ذراعي من هنا، وأشار إلى كليته اليمنى، إذا قرأتم له مقترحاً عن تطوير التعليم أو الصحة أو الإسكان أو البنية التحتية أو حتى عن فوائد التفاح الأحمر.

قاتل الله المؤزمين ما أكذبهم، كيف يفترون على دولة الرئيس وهم يسمعونه ويشاهدونه ويقرأونه كل يوم وكل ليلة وكل عصرية يتحدث عن مشاكل المواطن وهمومه حتى كاد أن يورّثه، ويتحدث عن الوطن حتى كاد أن يقبّله؟ اتقوا الله وأنتم تتحدثون عن الحكيم، الإطفائي، رجل الدولة، كح كح (عفواً، أتعبني التدخين). اتقوا الله وابحثوا في مضابط البرلمان عن مقترحاته وستجدون ما يشيب له شعر الليل الدامس. ابحثوا واستعينوا بأقاربكم لمساعدتكم واستعينوا بالصبر والصلاة. ابحثوا تحت السجادة، خلف خزانة الملابس، ارفعوا 'الغنفات'. لا تيأسوا. انكثوا الأوراق يرحم الله آباءكم الأولين، أو فاختصروا الطريق واسألوا دولته مباشرة: 'غفر الله لك، هل سبق أن تقدمت باقتراح أو شاركت في صياغة قانون أو ساهمت بأي شيء في أي شيء بخلاف مشاركتك في الحكومة بعد تعليق الدستور؟'.

أشهد أنه رجل دولة كما أن سلوى الجسار امرأة دولة، وستُفلح الدولة بمثل هؤلاء بإذن الله، وستنبت الأزهار على نوافذنا، كح كح (الله يلعن أبو الزقاير على أبو من اخترعها).

وإلى أن يرد الحكيم على سؤالكم بردٍّ يُفحمكم ويلجمكم كما يُلجم الضعفاء الأثرياء بأموالهم وسائلَ الإعلام، تعالوا نرمم هذه الحقائب المهترئة التي استخدمها معالي الوزير العظيم الشيخ أحمد العبدالله. معاليه أرثع في الحقائب الوزارية، وأرثع في الحلّة والترحلّة. تقول غضب سماوي حاق بالحقائب. نسأل الله العافية. ما إن تلامس يده حقيبة حتى يسقط حزامها ويسلس سحّابها.

كل وزارة تسلّمها معاليه قرأنا عليها: 'ارجعي إلى ربك راضية مرضية'، ولم يبقَ لنا إلا ملابسها نشمشمها ونبللها بدموعنا ونضمها على صدورنا الناحبة. كم وزارةً تسلم معاليه حقيبتها طوال رحلته السعيدة؟ ثماني وزارات؟ تسعاً؟ أربع عشرة؟ أكثر؟ أقل؟ لا أدري، ضاعت الحسبة. الأكيد أنه الشخصية الأكفأ في هذا البلد. والأكيد أيضاً أنه لو تسلم 'وزارة المحيطات والبحار' لهربت الحيتان إلى الجبال ولدَهنت البحار وجوهها بكريمات ترطيب البشرة.

معاليه يتحجج بضعف القوانين وهزال اللوائح ويطالب بتغييرهما، وهو لم ينفّذها أصلاً، تماماً كما تطالب حكوماتنا دائماً بتغيير الدستور وهي لم تطبق مواده أساساً. وطبعاً معاليه، كما تعرفون كلكم، ملمّ بمواد قانون المرئي والمسموع كإلمام دولة الرئيس بمواد الدستور. اللهم احفظهما من الملمات واعف كل عاجز من المهمات.

 

وبعديين

New member
إنضم
3 سبتمبر 2009
المشاركات
1,556
مستوى التفاعل
2
النقاط
0
الإقامة
في مكان حلو,,
آمال
تبّ لسانك
محمد الوشيحي
[email protected]

أشهد أنني استمتعت ولا أزال بحياتي. عشتها ولا أزال بالطول والعرض. بصخب وصعلكة. برقص وغناء ونساء. بأحزان وآلام وعناء. لا يهمني كيف وأين أنام. إن وجدتُ جناحاً في فندق فاخر نافست أهل الكهف، وإن توفّر لي ظلّ شجرة ارتفع شخيري يملأ الفضاء الفاضي والخلاء الخالي.

أنا والدنيا يا صاحبي كهاتين، السبّابة والوسطى، عاشقان متعانقان متلاصقان، تحبني وأحبها ويحب ناقتها بعيري، ويجوبُ صفحتَها يراعي. وهي (أي الدنيا) تارة تبدو لي على شكل امرأة باسقة باهية ثمارها دانية وشفاهها حامية، وتارة تبدو على شكل سيجارة وكأس من النسكافيه، أو أغنية على العود في سهرة طرب، أو لحظة غضب، أو صديق صدوق، قلبه لأسراري صندوق، أو كلها مجتمعة، امرأة باسقة، وسيجارة، ونسكافيه، وأغنية في سهرة طرب، ولحظة غضب، وصديق صدوق.

أبعدَ كل هذه المتعة، وكل هذه السعسعة، تطلب مني أن أرتدي ثياب المحافظين وأترشح للانتخابات، وتتعهد لي بالاكتساح؟ ألا تستحي من نفسك ومن الناس ومني؟ أتغش الناس؟ أتطلب مني أن أستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير؟ ألا تتذكر أنني أقسمت ألّا أقبل عضوية البرلمان حتى لو قُدّمت لي على بشت من ذهب مادامت عقليات المجتمع لم تتغير؟ هل تريد أن تشاهد بطاقتي المدنية لتتأكد أنني لست إسماعيل الشطي لتغريني بالأرائك والإستبرق؟ تبّ لسانك يا صديقي الحقيقي.

يا عمي أنا وين وعضوية البرلمان وين؟ دع عنك كل هذا وقم بنا إلى مكتب السفريات نختار دولة تحتمل جنوننا. ما رأيك في تركيا، بلد أتاتورك العظيم؟ وبالمناسبة، أتاتورك ليس من 'عيال بطنها'، وكادت تُسقط عضويته من البرلمان الذي هو رئيسه لهذا السبب! فهو من أتراك اليونان، أي أنه بالعربي المحط، على رأي المرحوم محمد مستجاب، 'مضروب جنبه'. وسبق له أن طُرِدَ من الجيش ونُزِعَت عنه رتبته، لكنهم استدعوه لقيادة 'كتيبة التوغل' في الحرب ضد الإنكليز في مدينة 'عكّا'، وعندما ثار الضباط على هذا القرار، قال لهم قائدهم: 'إنها لحظة الصدق، لحظة كمال (يقصد أتاتورك)'.

شوف يا صاحبي، سأسولف لك سالفة عن أتاتورك، وأنت بكيفك، إن شئت احتفظتَ بها في قلبك، وإن شئت رميتها في حاوية النسيان... الأتراك كما تعلم خليط من الأصول والطوائف، أتراك من أصل يوناني، وقبارصة، وعراقيون، وإيرانيون، وأتراك من تركيا (عيال بطنها)، وآخرون، وكان أن ثارت بينهم النزاعات العرقية، وارتفع صوت العِرْق والأصل، فاستدعى كمال أتاتورك زعماء الأعراق والطوائف، وما إن أخذوا مقاعدهم في القاعة حتى دخل عليهم متأبطاً مسدسه، فجلس على كرسيه، وبدأ الاجتماع الأقصر في التاريخ عندما سألهم وهو يتفقد مسدسه على ضوء الشمس: 'لقد بلغني أن الأتراك يتفتتون، وأنكم تقودونهم إلى مثل هذا، فهل تختبرون رجولتي؟ حسناً، افعلوها مرة أخرى وسأصلبكم على أعمدة أنقرة. انهضوا، انتهى الاجتماع'. عندئذٍ، خرج المجتمعون من القاعة، فقال أحدهم: 'هذا الزنديق لا يكذب أبداً'، فهزّ الآخرون رؤوسهم تصديقاً لكلامه... وقال المؤرخون الذين تحدثوا عن سيرته، وما أكثرهم: 'انقطعت النزاعات والنزعات العرقية إلى الأبد في تركيا بجملتين قالهما أتاتورك'.

هاه ماذا قلت؟ صدقني لن تندم عندما تزور العظيم في بيته في أنقرة. لكنك ستندم كثيراً عندما تقارنه بحكومتنا التي لا تجرؤ على صلب 'العنصريين والطائفيين' على أعمدة القضاء.
 

وبعديين

New member
إنضم
3 سبتمبر 2009
المشاركات
1,556
مستوى التفاعل
2
النقاط
0
الإقامة
في مكان حلو,,
آمال
بو حضيري
محمد الوشيحي
[email protected]

كل عام وأنتم بخير...

هكذا هم الناس. بعضهم يعيش في الدنيا واضعاً يديه على رأسه، ملصقاً ركبتيه بصدره، تنطلق خلفه أنغام الناي الحزين، والمنظر أمامه أشلاء وركام ودخان ونحيب ثكالى وأرامل. وبعضهم يعيش منطلقا ضاحكاً مشرعاً ذراعيه على أقصاهما رافعاً رأسه إلى الأعلى، والمنظر أمامه بساتين ونوافير وقطرات مطر وقهقهات أطفال، قميصه المفتوح وصدره العاري يشيان بحبه الجارف للحياة.

وهكذا هي القلوب، بعضها يملؤه الحقد والتجهم والكبر حتى يصعب إغلاق غطائه، وبعضها يملؤه الحب والمرح والضحك والتواضع حتى يفيض على الأطراف فيتسرب ويبلل الكبد والأمعاء والرئتين.

وصلاح الهملان (ابن النائب السابق المرحوم مسعود الهملان، ذاك الرجل الناصع)، حالة خاصة، لو سمع بها علماء النفس لارتحلوا إليها وأناخوا ركابهم عندها. رجلٌ يحبه الجميع ويحبهم بشكل يفوق الوصف. ليس في قلبه ذرة كره ولا حقد ولا خصام. كيف؟ لا تسلني، سل علماء النفس الذين سيعودون إلى نظريات أساتذتهم التي تقول: 'في كل إنسان جزء من الخير وآخر من الشر، يطغى أحدهما على الآخر أو يتساويان'، فيعيدون النظر في النظريات هذه ويضيفون إليها: 'إلا صلاح الهملان، ذلك الكويتي الغريب، كلّه خير، وتواضع، وإيثار، وسخاء، وحب الآخر...'.

قلت له ذات دهشة وأنا أهز كتفيه وأخفي ضحكتي: 'يا أخي اغضب ولو مرة، سألتك بالله اعبس، أريد أن أرى ملامحك الأخرى، أريد أن أتأكد أن حاجبيك طبيعيان، يمكنهما التقطيب والتحرك إلى الداخل'، فكان رده سريعاً: 'حاضر، هاهاها هاهاها'.

كل ما في الإنسان هذا غريب، يشد شعر الذهن ويرفع حاجبي التفكير. لأول مرة في حياتي أرى إنساناً يسكب القهوة لخادمه الجالس بجانبه! تبيّن لي لاحقاً أن المنظر هذا يتكرر كثيراً، فابتسمت، لم يكنْ أمامي خيار آخر، ضاقت في وجهي السبل.

الكويت في عيني 'بو حضيري'، صلاح، ذلك المواطن البسيط، جداول مياه رقراقة، وحقول خضراء براقة، وصبية تحمل على صدرها من الأزهار أجمل باقة! نعيق البوم في أذنه دوحُ بلبل، ويا سلام على الغراب ما أجمل سواده الملكي، ورائحة مصافي النفط هي رائحة محصول البستان وحصاده، رائحة الخير.

كل عام ومَن يحبه صلاح بخير، أي كل البشر، وكل الطيور، والأسماك، والحيوانات، والكراسي، والطاولات، وقطرات المطر، وحبات الرمل، والديمقراطية، والآلات الموسيقية، ومشايخ الدين، والعلمانيين، والساسة، وفناجين القهوة، والغلاف الجوي، والتصفيات الآسيوية، وكوكب زحل... بخير
 

‏ღLave♥nderღ

عضوة موقوفة لعدم التزامها بقوانين المنتدى
إنضم
25 أغسطس 2009
المشاركات
910
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
عجبني مقاله وخصوصا عن علي الراشد بالفعل كاتب ذكي وامبين انه يكتب لنفسة مو مؤجور.!

كلمي اختي ابداع هالكاتب الفذ :)
 

وبعديين

New member
إنضم
3 سبتمبر 2009
المشاركات
1,556
مستوى التفاعل
2
النقاط
0
الإقامة
في مكان حلو,,
هلا اختي لفندر,,
تكرم عينك, راح تلاقي مقالات كاتبنا الوشيحي هنا اول باول
تحياتيـ
 

وبعديين

New member
إنضم
3 سبتمبر 2009
المشاركات
1,556
مستوى التفاعل
2
النقاط
0
الإقامة
في مكان حلو,,

...................
آمال
الصدق يبقى
محمد الوشيحي
[email protected]

الناس تختلف منذ بدء الخليقة. هناك الفارس دريد بن الصمة وهناك محيسن بن الخوافة، وهناك مسلّم البراك ودليهي الهاجري، وهناك أحمد السعدون وجاسم الخرافي، وهناك الحكومات الناجحة الذكية مثل حكومة فنلندا، وهناك حكومات تشعر بفراغ عاطفي إذا فات يوم من دون أن تتسبب في كارثة، مثل حكومتنا. وهناك المسلمون والمسيحيون واليهود والبوذيون والهندوس. بل وهناك السنة والشيعة واختلافهم التاريخي وهم من دين واحد، ووو. هذه هي طبيعة الأشياء. الاختلاف. اختلاف الشخصيات والمبادئ. ولكلٍّ عذره وحجته.

والبحث عن مبرر هو أسهل الأشياء في هذه الدنيا. أعطني أي قضية تخطر على بالك، وسأتحدث مؤيداً أو معارضاً لها. تعال معي إلى دريد بن الصمة ومحيسن مثلاً، دريد سيقول مبرراً فروسيته وشجاعته إن الأرض والعرض والقبيلة لا يحميها إلا الشجعان، وإن الجبن عارٌ، والتاريخ لا يخلد إلا أسماء الفرسان، و'لا يسلم الشرف الرفيع... إلخ'، ومحيسن سيقول إن الله خلق الإنسان ليعمّر الأرض لا ليقتل الخلق، ولو كان كل الناس مثلي لما كان قتل هناك ولا قتلة، ولعاشَ الناس في وئام تام، وضميري لا يطاوعني على أن أتسبب في يُتم أطفال وقتل معيلهم فيهلكوا من بعده، وسيرد عليه دريد، وسيعقّب محيسن، وستستمر الأرض في دورانها.

وفي قضية فوائد قروض المواطنين، هناك من يطالب بإسقاطها كي لا تختفي الطبقة الوسطى، فيتحول الشعب إلى طبقتين، طبقة فاحشة الثراء وأخرى تنام في العراء، وهناك من يعارض إسقاط الفوائد ويبكي أو يتباكى على مستقبل الأجيال القادمة، ويعتبر أن المواطن المُطالِب بإسقاط الفوائد يتصنع المسكنة، بينما هو في حقيقته مجرم بحواجب كثيفة، يجلس متربعاً، ويمسك فخذ العجل المشوية بيديه الاثنتين، وبين كل نهشة وضحاها يقهقه بأعلى صوته، وأنه لا يوجد مواطن لا يمتلك أربع سيارات على الأقل ويسافر كل صيف.

بعض المعارضين نصدقه، وبعضهم يستعبط، وبعضهم على أهبة الاستعباط، وبعضهم لا تسمع له صوتاً عن الفساد الذي أضاع أضعاف أضعاف تكلفة إسقاط الفوائد. لن تسمع، مثلاً، صوت الفاضل الوزير السابق بدر الحميضي في عقد 'استاد جابر'، وستفتقد صوته في حكاية امتداد فترة انتظار السكن إلى ما يزيد على خمسة عشر عاماً، علماً بأن قضية السكن تهم بالدرجة الأولى الأجيال القادمة.

وستجد مسلم البراك يتحدث عن الأجيال القادمة والحالية ويعكف على تقديم المقترحات، وستجد السعدون يصرف من وقته نحو ثماني ساعات يومياً لإيجاد حلول لمشكلة السكن، إلى أن وجدها وتبناها مع كتلة العمل الشعبي وآخرين، ثم صرف وقتاً آخر في إيجاد حلول للحد من العبث بمشاريع البي أو تي، وصاغ مقترحاً تقدم به مع كتلته، وقبل ذلك كسروا احتكار شركة الاتصال فتنافست الشركات على إرضاء العميل، وهكذا. وفي المقابل، لم يتقدم جاسم الخرافي، على سبيل المثال، بأي مقترح يحفظ للأجيال القادمة أموالها، التي يبكي عليها اليوم، ولم يتقدم كذلك بمقترح يؤمّن للأجيال الحالية حتى ولو جبنة، كي لا يتشبهوا بالفئران.

وبالنظر إلى الأسماء سنجد اسمي السعدون والبراك مؤيدين لإسقاط الفوائد، والخرافي والراشد معارضين، فمَن نصدق؟ سنصدق الخرافي طبعاً لأنه حكيم الأمة. وقديماً قيل: 'الصدق يبقى والتصنّف جهالة'.

وألف مبروك إقرار القانون الذي عرفنا أنه سيُقر منذ أن منحت الحكومة ونوابها رئاسة اللجنة المالية للنائب الزلزلة، ليُسجل حصاد الموسم باسمه، لكننا سكتنا كي لا 'نطرف عيننا بأصبعنا'.